اللهم

اللهم اشفني شفاءا لا يغادر سقما واعفو عني وعافني وارحمني رحمة واسعة مباركة طيبة واكفني همي كله وفرج كربي كله واكشف البأساء والضراء عني واعتقني من كل سوء في الدارين يا ربي

الاثنين، 29 يناير 2024

شعر بي العلاء المعري


شعر أبو العلاء المعري

أُولو الفضلِ، في أوطانهم، غرباءُ،
تشِذّ وتنأى عنهمُ القُربَاءُ
فما سبأوا الراحَ الكُمَيْتَ لِلذّةٍ،
ولا كان منهم، للخِرادِ، سِباء
وحسبُ الفتى من ذلّةِ العيش أنّه
يروحُ بأدنى القوت، وهو حِباء
إذا ماخبتْ نارُ الشّبيبة ساءني
ولو نُصّ لي، بين النجوم، خِباء
أُرابيك في الودّ الذي قد بذَلتَه،
فأُضعِفُ، إن أجدى لديك رباء
وما بعد مَرّ الخمسَ عشْرَةٍ من صِبىً،
ولا بعد مرّ الأربعين صَباء
أجِدَّكَ لا ترضى العباءة ملبَساً،
ولو بان ما تُسديه، قيل: عبَاء
وفي هذه الأرض الرَّكودِ منَابتٌ،
فمنها، عَلَنْدى ساطِعٌ، وكِباء
تواصَلَ حبلُ النّسل ما بين آدمٍ،
وبيني، ولم يُوصل بلامِيَ باء
تثاءَبَ عمروٌ، إذ تثاءَبَ خالدٌ،
بعَدْوى، فما أعدتَنْيَ الثُؤبَاء
وزهّدني في الخلقِ معرفتي بهم
وعلمي بأنّ العالمينَ هَباء
وكيفَ تلافيّ الذي فاتَ، بعدما،
تلفّعَ نيرانَ الحريقِ أباء
إذا نزَلَ المِقدارُ لم يكُ للقطا،
نهوضٌ، ولا للمخدرات إباء
وقد نُطِحَتْ بالجيش رَضوى فلم تُبَلْ،
ولُزّ، برايات الخميسِ، قُباء
على الولد يجني والدٌ، ولو انهمْ
وُلاةٌ على أمصارهم، خُطباء
وزادك بُعداً من بينك، وزادَهم
عليك حقُوداً، أنهم نُجبَاء
يرون أباً ألقاهُمُ في مؤرَّبٍ
من العَقدِ، ضلّت حَلَّه الأُرَباء
وما أدَبَ الأقوامَ، في كلّ بلدةٍ،
إلى المَيْنِ، إلاّ مَعشَرُ أُدَباء
تَتبّعنُا، في كلّ نَقْبْ ومَخْرمٍ،
منايا لها، من جنسها، نُقَباء
إذا خافت الأُسدُ الخِماصُ من الظُّبا،
فكيفَ تعدّى حُكمَهُنّ ظِباء؟
=======
أطلّ صليبُ الدّلو، بين نجومِه،
يكُفُّ رجالاً عن عِبادتِها الصُّلبا
فربُّكُمُ اللَّهُ الذي خلقَ السُّهى،
وأبدى الثريّا، والسّماكينِ، والقَلبا
وأنحلَ بدْرَ التّمّ، بعد كمالِه،
كأنّ به الظّلماءَ قاصمةٌ قُلبا
وأدنى رِشاءً للعَراقي، ولم يكنْ
شريعاً، إذا نصّ البيانُ، ولا خِلبا
وصوّرَ ليثَ الشُّب في مستقَرِّهِ،
أمسى، فوقَ غبرائه، كلْبَا
وألقى على الأرضِ الفَراقدَ، فارتعت
معَ الفَرْقَدِ الوحشيّ، ترتقب الألبا
وأهبطَ منها الثّورَ، يكرُبُ جاهداً،
فتعلقَ، ظلفَيهِ، الشّوابكُ، والهُلبا
وأضحَتْ نَعامُ الجّو، بعْدَ سُموّها،
سُدىً في نَعامِ الدوّ، لا تأمن الغُلبا
وأنزَلَ حُوتاً في السّماءِ، فضمّهُ
إلى النونِ في خضراءَ، فاعترفَ السّلبا
وأسكنَ في سُكٍّ من التُّربِ ضَيّقٍ،
نجومَ دُجىً في شَبوةٍ أبت الثّلبا
===============
​إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ​ 
 المؤلف أبو العلاء المعري
إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ
غالبةٌ، خابَ ذلك الغَلَبُ
خابيةُ الرّاح ناقةٌ حفَلَت
سِ، وإن يُنَلْ عندها الطلب
أشأمُ من ناقةِ البَسوس على النا
ليس لها، غيرَ باطلٍ، حلَبُ
يا صالِ، خَفْ إن حلَبت دِرّتها
أن يترامى بدائِها حَلَبُ
أفضلُ مما تضمُّ أكؤسُها،
ما ضُمّنتَه العِساسُ والعُلَبُ

=================

​ما الثريّا عنقودُ كرمٍ مُلاحيٌّ​    


ما الثريّا عنقودُ كرمٍ مُلاحـ
ـيٌّ، ولا الليلُ يانعٌ غِربيبُ
ونأى عن مُدامةٍ، شفقَ التغ
ـريبِ، فليتّقِ المليكَ اللبيبُ
طالَ ليلٌ، كأنّما قتلَ العقـ
ـربَ ساطٍ، فغابَ عنها الدّبيب
سلكَ النّجدَ، في قِطار المنايا،
قَطَرِيٌّ، ونَجدةٌ، وشَبيبُ
شبّ فِكرُ الحصيفِ ناراً فما يحـ
ـسُنُن، يوماً، بعاقل، تشبيبُ
أين بقراطُ، والمقلِّدُ جاليـ
ـنوسَ؟ هيهاتَ أن يعيشَ طبيبُ
سُبّبَ الرّزقُ للأنام، فما يقـ
ـطعُ، بالعجز، ذلك التسبيب
وجرى الحتفُ بالقضاءِ، فما يسـ
ـلَمُ ليثٌ، ولا غزالٌ ربيب
يطلُعُ الوافدُ المبغَّضُ، والعيـ
شُ، إلى هذه النفوس، حبيب
خَبَّبَتْها عليه نُكدُ الرزايا،
فنبا، عن قلوبها، التّخبيب
================= 
​من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ​ 


من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ،
أُذكَرُ فيه بغير ما يجبُ
يُظَنُّ بيَ اليُسرُ والديانةُ والعلـ
ـلمُ، وبيني وبينها حُجُبُ
كلُّ شهوري عليّ واحدةٌ،
لا صَفَرٌ يُتّقى ولا رجبُ
أقررْتُ بالجهل، وادّعى فَهَمي
قومٌ، فأمري وأمرُهم عجَبُ
والحقُّ أني وأنهم هدرٌ،
لستُ نجيباً،ولا همُ نُجُبُ
والحالُ ضاقتْ عن ضمِّها جسدي؛
فكيف لي أن يضمّه الشَّجَبُ؟
ما أوسعَ الموت، يستريح به الجسـ
ـم المعنّى، ويخفتُ اللَّجَبُ

============== 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق