مجلد 1.الجرح والتعديل
الإمام أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر التيمي الحنظلي
و علم الجرح والتعديل هو علم من علوم الحديث الشريف يبحث في جرح الرواة وتعديلهم بألفاظ مخصوصة وعن مراتب تلك الألفاظ وهذا الكتاب متخصص في هذا العلم بل هو مرجع فيه يذكر فيه أسماء من روي عنهم الحديث ويذكر الذين روى عنهم والذين رووا عنه وأقوال أصحاب الجرح والتعديل فيهم، ويذكر مكانتهم في علم الحديث، وقد رتب كتابه هذا ترتيبا ألفبائيا على حسب حروف المعجم
الرازي ج 1
[ 1 ]
تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل تأليف الامام الحافظ شيخ الاسلام ابى محمد عبد الرحمن بن ابى حاتم محمد بن ادريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي (المتوفى 327 ه رح) عن النسخة المحفوظة في كوپريلى [ تحت رقم 278 ] وعن النسخة لمحفوظة في مكتبة مراد ملا [ تحت رقم 1427 ] وعن النسخة المحفوظة في مكتبة دار الكتب المصرية [ تحت رقم 892 ] الطبعة الاولى بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند سنة 1271 ه 1952 م دار إحياء التراث العربي بيروت ا. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى الانسان يفتقر في دينه ودنياه إلى معلومات كثيرة لا سبيل له إليها الا بالاخبار، واذ كان يقع في الاخبار الحق والباطل والصدق والكذب والصواب والخطأ فهو مضطر إلى تمييز ذلك. وقد هيأ الله تبارك وتعالى لنا سلف صدق حفظوا لنا جميع ما نحتاج إليه من الاخبار في تفسير كتاب ربنا عزوجل، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وآثار اصحابه، وقضايا القضاة، وفتاوى الفقهاء واللغة وآدابها والشعر، والتاريخ، وغير ذلك. والتزموا وألزموا من بعدهم سوق تلك الاخبار بالاسانيد. وتتبعوا احوال الرواة التى تساعد على نقد اخبارهم وحفظوها لنا في جملة ما حفظوا. وتفقدوا احوال الرواة وقضوا على كل راو بما يستحقه، فميزوا من يجب الاحتجاج بخبره ولو انفر، ومن لا يجب الاحتجاج به الا إذا اعتضد، ومن لا يحتج به ولكن يستشهد، ومن يعتمد عليه في حال دون اخرى، وما دون ذلك من متساهل ومغفل وكذاب. وعمدوا إلى الاخبار فانتقدوها وفحصوها وخلصوا لنا منها ما ضمنوه كتب الصحيح، وتفقدوا الاخبار التى ظاهرها الصحة وقد عرفوا بسعة هلمهم ودقة فهمهم ما يدفعها عن
[ 2 ]
ب. الصحة فشرحوا عللها وبينوا خللها وضمنوها كتب العلل، وحاولوا مع ذلك اماتة الاخبار الكاذبة فلم ينقل افاضلهم منها الا ما احتاجوا إلى ذكره للدلالة على كذب رواية أو وهنه، ومن تسامح من متأخريهم فروى كل ما سمع فقد بين ذلك ووكل الناس إلى النقد الذى قد مهدت قواعده ونصبت معالمه. فبحق قال المستشرق المحقق مر جليوت (ليفتخر المسلمون ما شاءوا بعلم حديثهم). علم الجرح والتعديل (هو علم يبحث فيه عن جرح الرواة وتعديلهم بالفاظ مخصوصة وعن مراتب تلك الالفاظ، وهذا العلم من فروع علم رجال الاحاديث ولم يذكره احد من اصحاب الموضوعات مع انه فرع عظيم والكلام في الرجال جرحا وتعديلا ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عن كثير من الصحابة والتابعين فمن بعدهم، وجوز ذلك تورعا وصونا للشريعة لا طعنا في الناس، وكما جاز الجرح في الشهود جاز في الرواة، والتثبيت في امر الدين اولى من التثبيت في الحقوق والاموال، فلهذا افترضوا على انفسهم الكلام في ذلك). النقد والنقاد ليس نقد الرواة بالامر الهين، فان الناقد لا بد أن يكون واسع الاطلاع على الاخبار المروية، عارفا بأحوال الرواة السابقين وطرق الرواية، خبيرا بعوائد الرواة ومقاصدهم واغراضهم، وبالاسباب الداعية إلى التساهل والكذب، والموقعة في الخطأ والغلط، ثم يحتاج إلى ان يعرف احوال الراوى متى ولد ؟ وبأى بل ؟ وكيف هو في
[ 3 ]
ج. الدين والامانة والعقل والمروءة والتحفظ ؟ ومتى شرع في الطلب ؟ ومتى سمع ؟ وكيف سمع ؟ ومع من سمع ؟ وكيف كتابه ؟: ثم يعرف احوال الشيوخ الذين يحدث عنهم وبلدانهم ووفياتهم واوقات تحديثهم وعادتهم في التحديث، ثم يعرف مرويات الناس عنهم ويعرض عليها مرويات هذا الراوى ويعتبرها بها، إلى غير ذلك مما يطول شرحه، ويكون مع ذلك متيقظا، مرهف الفهم، دقيق الفطنة، مالكا لنفسه، لا يستميله الهوى ولا يستفزه الغضب، ولا يستخفه بادر ظن حتى يستوفى النظر ويبلغ المقر، ثم يحسن التطبيق في حكمه فلا يجاوز ولا يقصر. وهذه المرتبة بعيدة المرام عزيزة المنال لم يبلغها الا الافذاذ. وقد كان من اكابر المحدثين وأجلتهم من يتكلم في الرواة فلا يعول عليه ولا يلتفت إليه. قال الامام على ابن المدينى وهو من ائمة هذا الشأن (أبو نعيم وعفان صدوقان لا اقبل كلامهما في الرجال، هؤلاء لا يدعون احدا الا وقدعوا فيه) وابو نعيم وعفان من الاجلة، والكلمة المذكورة تدل على كثرة كلامهما. في الرجال ومع ذلك لا تكاد تجد في كتب الفن نقل شئ من كلامهما. ائمة النقد اشتهر بالامامة في ذلك جماعة كمالك بن انس وسفيان الثوري وشعبة بن الحجاج وآخرون قد ساق ابن ابى حاتم تراجم غالبهم مستوفاة في كتابه (تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل) وذلك أنه رأى ان مدار الاحكام في كتاب الجرح والتعديل على اولئك الائمة، وأن الواجب ان لا يصل الناظر إلى احكامهم في الرواة حتى يكون قد عرفهم المعرفة التى تثبت في نفسه انهم أهل أن يصيبوا في
[ 4 ]
د. قضائهم، ويعدلوا في احكامهم، وان يقبل منهم ويستند إليهم ويعتمد عليهم. ولنحو هذا المعنى يجدر بنا ان نقدم هنا ترجمة ابن ابى حاتم نفسه. ابن ابى حاتم اسمه ونسبه هو عبد الرحمن بن محمد بن ادريس بن المنذر بن داود بن مهران أبو محمد بن ابى حاتم الحنظلي الرازي. ذكر ابن السمعاني في الانساب 179 ب عن ابن طاهر قال (أبو حاتم الرازي الحنظلي منسوب إلى درب حنظلة بالرى، وداره ومسجده في هذا الدرب رأيته ودخلته) ثم ساق ابن طاهر بسند له إلى ابن ابى حاتم قال (قال ابى: نحن من موالى بنى تميم بن حنظلة من غطفان) قال ابن طاهر: والاعتماد على هذا اولى والله اعلم) تعقبة ياقوت في معجم البلد ان (حنظلة) فقال (هذا وهم لان حنظلة هو حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وليس في ولده من اسمه تميم، ولا في ولد غطفان بن سعد بن قيس عيلان من امسه تميم بن حنظلة البتة على ما اجمع عليه النسابون...) فان صح السند إلى ابن ابى حاتم فهم من موالى بنى حنظلة من تميم، والتخليط ممن بعده. مولده ونشأته وطلبه العلم ولد سنة 240 قال (ولم يدعنى ابى اطلب الحديث حتى قرأت القرآن على افضل بن شاذان) والفضل بن شاذان هذا من العلماء المقرئين. ثم شرع في الطلب على ابيه الامام ابى حاتم الرازي والامام ابى زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وغيرهما من محدثي بلده الرى. ثم حج
[ 5 ]
ه. به ابوه سنة 255 ذكر ذلك في ترجمة ابيه من التقدمة. وفى تذكرة الحفاظ عنه (رحل بى ابى سنة خمس وخمسين [ ومائتين ] وما احتملت بعد، فلما بلغنا ذا الحليفة احتلمت، فسر أبى حيث ادركت حجة الاسلام). وفى التذكرة ايضا (قال أبو الحسن على بن ابراهيم الرازي الخطيب في ترجمة عملها لعبد الرحمن (...، ثم قال أبو الحسن: رحل مع ابيه، وحج مع محمد بن حماد الطهراني، ورحل بنفسه إلى الشام ومصر سنة 262 ثم رحل إلى اصبهان سنة 264) ولم تورخ سنة حجه مع الطهراني، وفى كتابه في ترجمة الطهراني (سمعت منه مع ابى بالرى، وببغداد واسكندرية) وفى التذكرة عنه (كنا بمصر سبعة اشهر لم نأكل فيها مرقة، نهارنا ندور على الشيوخ، وباليل ننسخ ونقابل: فأتينا يوما انا ورفيق لى شيخا، فقالوا هو عليل، فرأيت سمكة اعجبتنا فاشتر يناها فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس بعض الشيوخ فمضينا فلم تزل السمكة ثلاثة ايام وكاد ان ينضى فأكلناه نيئا لم نتفرغ نشويه. ثم قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد). مشايخه والرواة عنه ذكر الذهبي في التذكرة جماعة من قدماء شيوخ ابن ابى حاتم الذين ماتوا سنة 256 فما بعدها إلى الستين، منهم عبد الله بن سعيد أبو سعيد الاشج، وعلى بن المنذر الطريفي، والحسن بن عرفة، ومحمد بن حسان الازرق، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وحجاج بن الشاعر، ومحمد بن اسماعيل الاحمسي. ومن ائمة شيوخه ابوهع، وابو زرعة الرازي، ومحمد بن مسلم ابن وارة، وعلى بن الحسين بن الجنيد، ومسلم بن الحجاج صاحب الصحيح،
[ 6 ]
و. وجماعة كثيرة، ومن الرواة عنه الحسين بن على حسينك التميمي الحافظ، وابو الشيخ عبد الله بن محمد بن حيان الاصبهاني الحافظ، وعلى بن عبد العزيز ابن مدرك، وابو احمد الحاكم الكبير، واحمد بن محمد البصير، و عبد الله ابن محمد بن اسد، وحمد الاصبهاني، وابراهيم بن محمد النصراباذى، واحمد بن محمد بن يزداذ، وعلى بن محمد القصار، وابو حاتم بن حبان الستى صاحب الثقات ذكر ذلك في ترجمة ابى حاتم الرازي من الثقات. ثناء اهل العلم عليه قال أبو الحسن الرازي (كان رحمه الله قد كساه الله بهاء ونورا يسر من نظر إليه) وقال على بن احمد الفرضى (ما رأيت احدا ممن عرف عبد الرحمن ذكر عنه جهالة قط، ويروى ان اباه كان يتعجب من تعبد عبد الرحمن، ويقول: من يقوى على عبادة عبد الرحمن ؟ لا اعرف له ذنبا) وقال أبو عبد الله القزويني (إذا صليت معابن ابى حاتم فسلم نفسك إليه يعمل بها ما شاء) وقال أبو يعلى الخيلى الحافظ (اخذ علم ابيه وابى زرعة وكان بحرا في العلوم ومعرفة الرجال صنف في الفقه واختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الامصار.. وكان زاهدا يعد من الابدال) وقال الخليلى في ترجمة ابى بكر بن ابى داود (كان يقال: ائمة ثلاثة في زمن واحد، ابن ابى داود، وابن خزيمة، وابن ابى حاتم) اقول قدم ذكر ابن ابى داود لانه في ترجمته والا فابن ابى حاتم اجل. مع انه عاش مدة طويلة بعد ابن ابى داود وابن خزيمة، تفرد فيها بالامامة. وفى لسان الميزان (1 / 265) (روى ابن صاعد ببغداد في ايامه حديثا اخطأ في اسناده فأنكره عليه ابن عقدة فخرج عليه اصحاب ابن صاعد وارتفعوا إلى الوزير على بن عيسى فحبس ابن عقدة
[ 7 ]
ز. ثم قال الوزير: من يرجع إليه في هذا ؟ فقالوا: ابن حاتم، فكتبوا إليه في ذلك فنظر وتأمل فإذا الصواب مع ابن عقدة فكتب إلى الوزير بذلك فاطلق ابن عقدة وعظم شأنه) وقد كان في ذاك العصر جماعة من كبار الحافظ ببغداد وما قرب منها فلم يقع الاختيار الا على ابن حاتم مع بعد بلده. وقال مسلمة بن قاسم الاندلسي الحافظ (كان ثقة جليل القدر عظيم الذكر اماما من ائمة خراسان) وقال أبو الوليد الباجى (ابن ابى حاتم ثقة حافظ) وقال ابن السمعاني في الانساب (من كبار الائمة صنف التصانيف الكثيرة منها كتاب الجرح والتعديل وثواب الاعمال وغيرهما سمع جماعة من شيوخ البخاري ومسلم) وقال الذهبي في التذكرة (الامام الحافظ) الناقد شيخ الاسلام... كتابه في الجرح والتعديل يقضى له بالرتبة المتقنة في الحفظ، وكتابه في التفسير عدة مجلدات، وله مصنف كبير في الرد على الجهمية يدل على امامته) وقال في الميزان (الحافظ الثبت ابن الحافظ الثبت.. وكان ممن جمع علو الرواية ومعرفة الفن وله الكتب النافعة ككتاب الجرح والتعديل والتفسير الكبير وكتاب العلل. وما ذكرته لولا ذكر ابى الفضل السليمانى له فبئس ما صنع فانه قال: ذكر اسامى الشيعة من المحدثين الذين يقدمون عليا على عثمان، الاعمش، النعمان بن ثابت، شعبة بن الحجاج، عبيد الله بن موسى، عبد الرحمن بن ابى حاتم). وفى لسان الميزان (2 / 128) عن الحاكم قال (سمعت ابا على الحافظ يقول دخلت مرو وفاتني حديث... فدخلت في بعض رحلاتي الرى فإذا الحديث عندهم عن جعفر بن منير الرازي عن روح بن عبادة عن شعبة فأتيت ابن ابى حاتم فسألته عنه فقال: ولم
[ 8 ]
ح. تسأل عن هذا ؟ فقلت: هذا حديث تفرد به عثمان بن جبلة عن شعبة وهو في كتب روح بن عبادة عن سعيد.. وقد اخطأ فيه شيخكم هذا على روح فلما كان بعد ايام عاودته في السؤال عن هذا الحديث فأخرج إلى كتابه، على الحاشية: قلت انا هذا الحديث كذا وكذا وساق الكلام الذى ذكرته له، فقلتله متى قلت انت هذا ؟ وانما سمعته منى وانقبضت عنه) اقول هذه مشاحة من ابى على، ويظهر من قول ابن ابى حاتم أولا (ولم تسأل عن هذا ؟) انه قد عرف علة الحديث وانما اراد امتحان ابى على ينظر أتفطن لها ام لا ؟ وابن ابى حاتم في طبقة شيوخ ابى على رحمهما الله. وفى طبقات الشافعية (الامام ابن الامام حافظ الرى وابن حافظها كان بحرا في العلم وله التصانيف المشهورة). وقال أبو الحسن الرازي (سمعت على بن الحسين المصرى ونحن في جنازة ابن ابى حاتم يقول: قلنسوة عبد الرحمن من السماء، وما هو بعجب، رجل من ثمانين سنة لم ينحرف عن الطريق) توفى في شهر المحرم سنة 327 مصنفاته 1 التفسير في اربع مجلدات 2 كتاب علل الحديث (طبع بمصر في مجلدين) 3 المسند في الف جزء 4 الفوائد الكبير 5 فوائد الرازيين 6 الزهد 7 ثواب الاعمال 8 المراسيل 9 الرد على الجهمية 10 الكنى 11 تقدمة المعرفة للجرح والتعديل 12 كتاب الجرح
[ 9 ]
ط. والتعديل وقد تقدم عن الخليلى ان له مصنفات في الفقه واختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الامصار. كتاب تقدمة المعرفة للجرح والتعديل ومزيته هو كتاب بمنزلة الاساس أو التمهيد لكتاب الجرح والتعديل افتتحه المؤلف ببيان الاحتياج إلى السنة وانها هي المبينة للقرآن، ثم ببيان الحاجة إلى معرفة الصحيح من السقيم وان ذلك لا يتم الا بمعرفة احوال الرواة، وان معرفة الصحيح والسقيم ومعرفة احوال الرواة انما يتمكن منها الائمة النقاد، ثم اشار إلى طبقات الرواة، وذكر نبذة في تنزيه الصحابة وتثبيت عدالتهم، ثم بالثاني على التابعين، ثم ذكر اتباعهم، وذكر مراتب الرواة، ثم ذكر الائمة وسرد بعض اسمائهم، ثم تخلص إلى مقصود الكتاب وهو شرح احوال مشاهير الائمة كمالك بن انس وسفيان بن عيينة وسفيان الثوري وشعبة بن الحجاج وغيرهم وساق لك واحد من الائمة ترجمة مبسوطة تشتمل على بيان علمه وفضله ومعرفته ونقده وغير ذلك من احواله، وجاء في ضمن ذلك فوائد عزيزة جدا في النقد والعلل ودقائق الفن لا توجد في كتاب آخر، طبع عن ثلاثة اصول يأتي بيانها فيما بعد. كتاب الجرح والتعديل ومزيته الف الامام أبو عبد الله محمد بن اسماعى البخاري تاريخه الكبير وكأنه حاول استيعاب الرواة من الصحابة فمن بعدهم إلى طبقة شيوخه، وللبخاري رحمه الله امامته وجلالته وتقدمه، ولتاريخه اهميته
[ 10 ]
ى. الكبرى ومزاياه الفنية، وقد اعظم شيوخه ومن في طبقتهم تاريخه حتى ان شيخه الامام اسحاق بن ابراهيم المعروف بابن راهويه لما رأى التاريخ لاول مرة لم يتمالك أن قام فدخل به على الامير عبد الله بن طاهر فقال (ايها الامير ألا اريك سحرا ؟). لكن تاريخ البخاري خال في الغالب من التصريح بالحكم على الرواة بالتعديل أو الجرح، احس الامامان الجليلان أبو حاتم محمد بن ادريس الرازي وابو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وهما من اقران البخاري ونظرائه في العلم والمعرفة والامامة، احسا بهذا النقص، فأحبا تكميله. في تذكرة الحفاظ (3 / 175) عن ابى احمد الحاكم الكبير أنه ورد الرى فسمعهم يقرأون على ابين ابى حاتم كتاب الجرح والتعديل قال (فقلت لابن عبدويه الوراق: هذه ضحكة اركم تقرأون كتاب التاريخ للبخاري على شيخكم وقد نسبتموه إلى ابى زرعة وابى حاتم فقال يا ابا احمد إن ابا زرعة وابا حاتم لما حمل اليهما تاريخ البخاري قالا هذا علم لا يستغنى عنه ولا يحسن بنا ان نذكره عن غيرنا فأقعدا عبد الرحمن يسألهما عن رجل بعد رجل وزاد فيه ونقصا). كأن ابا احمد رحمه الله سمعهم يقرأون بعض التراجم القصيرة التى لم يتفق لابن ابى حاتم فيها ذكر الجرح والتعديل ولا زيادة مهمة على مافى التاريخ فاكتفى بتلك النظرة السطحية ولو تصفح الكتاب لما قال ما قال، لاريب ان ابن ابى حاتم حذا في الغالب حذو البخاري في الترتيب وسياق كثير من التراجم وغير ذلك، لكن هذا لا يغض من
[ 11 ]
يا. تلك المزية العظمى وهى التصريح بنصوص الجرح والتعديل ومعها زيادة تراجم كثيره، ويادات فوائد في كثير من التراجم بل في اكثرها، وتدارك اوهام وقعت للبخاري وغير ذلك، واما جواب ابن عبدويه الوراق فعلى قد رنفسه لا على قدر ذينك الامامين ابى زرعة وابى حاتم، والتحقيق ان الباعث لهما على اقعاد عبد الرحمن وامرهما اياه بما امراه انما هو الحرص على تسديد ذاك النقص وتكميل ذاك العلم، ولا ادل على ذلك من اسم الكتاب نفسه (كتاب الجرح والتعديل). حرص ابن ابى حاتم بارشاد ذينك الامامين، على استيعاب نصوص ائمة الفن في الحكم على الرواة بتعديل أو جرح، وقد حصل في يده ابتداء نصوص ثلاثة من الائمة وهم ابوه وابو زرعة والبخاري، اما ابوه وابو زرعة فكان يسائهما في غالب التراجم التى اثبتها في كتابه ويكتب جوابهما، واما نصوص البخاري فانه استغنى عنها بموافقة ابيه للبخاري في غالب تلك الاحكام، ومعنى ذلك ان ابا حاتم كان يقف على ما حكم به البخاري فيراه صوابا في الغالب فيوافقه عليه فينقل عبد الرحمن كلام ابيه، وكان محمد بن يحيى الذهلى قد كتب إليهم فيما جرى للبخاري في مسألة القرآن على حسب ما تقوله الناس على البخاري كما ذكره ابن ابى حاتم في ترجمة البخاري من كتابه، فكأن هذا هو المانع لابن ابى حاتم من نسبة احكام البخاري إليه. وعلى كل حال فالمقصود حاصل. ثم تتبع ابن ابى حاتم نصوص الائمة فأخذ عن ابيه ومحمد بن ابراهيم بن شعيب ما روياه عن عمرو بن على الفلاس مما قاله باجتهاده، ومما يرويه عن عبد الرحمن بن مهدى ويحيى بن سعيد القطان
[ 12 ]
يب. مما يقولانه باجتهادهما، ومما يرويانه عن سفيان الثوري وشعبة، وأخذ عن صالح بن احمد بن حنبل ما يرويه عن ابيه، واخذ عن صالح ايضا وعن محمد بن احمد بن البراء ما يرويانه عن على ابن المدينى مما يقوله باجتهاده ومما يرويه عن سفيان بن عيينة وعن عبد الرحمن بن مهدى وعن يحيى بن سعيد القطان. وحرص على الاتصال بجميع اصحاب الامام احمد ويحيى بن معين فروى عن ابيه عنهما، وعن ابيه عن اسحاق بن منصور عن يحيى بن معين، وروى عن جماعة من اصحاب احمد وابن معين منهم صالح بن احمد بن حنبل وعلى بن الحسن الهسنجانى والحسين بن الحسن أبو معين الرازي واسماعيل بن ابى الحارث اسد البغدادي وعبد الله بن محمد بن الفضل الو بكر الاسدي ووصفه في ترجمة زياد بن ايوب بانه (كان من جلة اصحاب احمد بن حنبل)، وأخذ عن عباس الدوري تاريخه، ويروى منه بلفظ (قرئ على عباس الدوري وانا اسمع) ونحو ذلك. وكاتب عبد الله بن احمد بن حنبل وقال في ترجمته (كتب إلى بمسائل ابيه وبعلل الحديث وكان صدوقا ثقة)، وكاتب حرب بن اسماعيل الكرماني فكتب إليه بما عنده عن احمد، وكاتب ابا بكر بن ابى خيثمة فكتب إليه بما عنده عن ابن معين وغيره ويمكن ان يكون كتب إليه بتاريخه كله. وروى عن محمد بن حمويه بن الحسن ما عنده عن ابى طالب احمد بن حميد صاحب احمد بن حنبل عن احمد، وروى عن عبد الله ابن بشر البكري الطالقاني ما عنده عن الميمونى صاحب احمد عن احمد، وكاتب على بن ابى طاهر القزويني فكتب إليه بما عنده عن الاثرم صاحب احمد عن احمد، وكاتب يعقوب بن اسحاق الهروي فكتب إليه
[ 13 ]
يج. بما عنده عن عثمان بن سعيد الدارمي عن ابن معين. وأخذ عن على ابن الحسين بن الجنيد ما عنده عن محمد بن عبد الله بن نمير. وبالجملة فقد سعى ابلغ سعى في استيعاب جميع احكام ائمة الجرح والتعديل في الرواة إلى عصره ينقل كل ذلك بالاسانيد الصحيحة المتصلة بالسماع أو القراءة أو المكاتبة. وفى آخر ترجمة طاوس من الكتاب قول الراوى عنه (سألنا ابا محمد عبد الرحمن بن ابى حاتم فقلنا: هذا الذى تقول: سئل أبو زرعة سأله غيرك وانت تسمعه أو سأله انت لا تسمع ؟ فقال: كلما اقول: سئل أبو زرعة فانى قد سمعته منه الا انه سأله غيرى بحضرتي، فلذلك لا اقول: سألته، وانا فلا ادلس بوجه ولا سبب أو نحو ما قال) وقال في آخر مقدمة الكتاب (1 / 1 / 38) (قصدنا بحكايتنا الجرح والتعديل إلى العارفين به العالمين له متأخرا بعد متقدم إلى ان انتهت بنا الحكاية إلى ابى وابى زرعة رحمهما الله. ولم نحك عن قوم قد تكلموا في ذلك لقلة معرفتهم به، ونسبنا كل حكاية إلى حاكيها والجواب إلى صاحبه، ونظرنا في اختلاف اقوال الائمة في المسئولين عنهم فحذفنا تناقض قول كل واحد منهم وألحقنا بكل مسئول عنه مالاق به وأشبهه من جوابهم على انا قد ذكرنا اسامى كثيرة مهملة من الجرح والتعديل كتبناها ليشتمل الكتاب على كل من روى عنه العلم رجاء وجود الجرح والتعديل فيهم فنحن ملحقوها بهم ان شاء الله تعالى) وقد يحكى في الجرح والتعديل عن شيوخه غير ابيه وابى زرعة كمحمد ابن مسلم بن وراة وعلى بن الحسين بن الجنيد وقد يتكلم باجتهاده. فهذا الكتاب هو بحق أم كتب هذا الفن ومنه يستمد جميع من بعده ولذلك قال المزى في خطبة تهذيبه (واعلم ان ما كان في هذا
[ 14 ]
يد. الكتاب من اقوال ائمة الجرح والتعديل ونحو ذلك فعامته منقول من كتاب الجرح والتعديل لابي محمد عبد الرحمن بن ابى حاتم الرازي الحافظ ابن الحافظ...). ترتيب الكتاب افتتحه بمدمة نفيسة في بضع وثلاثين صفحة من المطبوع في تثبيت السنن واحكام الجرح والتعديل وقوانين الرواية كما ترى بيانه في الفهرست، ثم شرع في التراجم مبوبا مرتبا على ترتيب حروف المعجم بالنظر إلى الحرف الاول من الاسم فقط ففى باب الالف (باب احمد باب ابرهيم باب اسماعيل باب اسحاق باب ايوب باب آدم باب أشعث باب اياس باب اسامة باب انس باب أبى باب الاسود باب ابان الخ. فأنت تراه اعتبر الحرف الاول فقط وهو الالف ولم ينظر إلى الحرف الثاني فضلا عما بعده وانما يراعى في التقديم والتأخير شرف بعض المسمين بذاك الاسم كما قدم احمد ثم ابراهيم، أو كثرة التراجم في الباب، أو غير ذلك من المناسبات، أو كما اتفق، وإذا كثرت التراجم في الباب رتبها على ابواب ذيلية بحسب اول اسماء الآباء فقدم في الاحمدين من اول اسم ابيه الف، ثم من اول اسم ابيه باء، وهكذا وربما توسع في الترتيب كما فعل فيمن اسمه محمد واسم ابيه عبد الله رتبهم على ابواب باعتبار اول اسم الجد (من اسمه محمد واسم ابيه عبد الله واول اسم جده الف) ثم (من اسمه محمد واسم ابيه عبد الله واول اسم جده باء) وهكذا. ويختم كل اسم من الاسماء التى تكثر التراجم فيها بباب لمن يسمى ذاك الاسم ولم ينسب، ويختم كل حرف بباب للافراد وهم الذين لا يوجد في الرواة من يسمى ذاك الاسم الا واحد، ثم ختم الكتاب بستة ابواب،
[ 15 ]
يه. الاول للذين لم يعرفوا الا بابن فلان، ورتبهم على ابواب ذيلية باعتبار اسماء الآباء، الباب الثاني من يقال له (اخو فلان) فيه ترجمة واحدة، الباب الثالث للمبهمات فيه ترجمتان فقط (رجل عن ابيه) (مولى سباع)، الباب الرابع لمن عرف ابنه ولم يعرف هو فيه ترجمة واحدة (رشيد الهجرى عن ابيه)، الباب الخامس لمن لم يعرف الا بكنيته ورتبها على ابواب ذيلية بحسب الحروف، الباب السادس لمن تعرف بكنيتها من النساء - ورتبها على الحروف ايضا. وهذا الترتيب شبيه بترتيب تاريخ البخاري الا ان البخاري قدم المحمدين اول الكتاب لانه صدر الكتاب بنبذة من الترجمة النبوية فاستحسن ان يقدم المحمدين ثم رتب الباقي على حروف المعجم بالنظر إلى الحرف الاول فقط، ويتحرى البخاري تقديم تراجم الصحابة ففى الابواب التى تكثر تراجمها يقدم اسماء الصحابة بدون نظر إلى اسماء آبائهم ثم يرتب تراجم غيرهم على ابواب ذيلية بحسب حروف الآباء ففى المحمدين بدأ بالترجمة النبوية، ثم بتراجم المحمدين من الصحابة، ثم رتب تراجم غيرهم على ابواب ذيلية على حسب حروف الهجاء: من اسمه محمد واول اسم ابيه الف، ثم من اسمه محمد والول اسم ابيه باء الخ والمؤلف حيث يبوب الابواب الذيلية يراعى تقديم اسماء الصحابة الا أنه يتبع كل اسم بمن يوافقه في الاسم واسم الاب من غير الصحابة يبدأ مثلا بباب من اسمه محمد واول اسم ابيه الف فيذذكر صحابيا ثم من يوافقه في اسمه واسمه ابيه ثم صحابيا آخر ثم من يوافقه وهكذا فيقع اسم كل صحابي في بابه باعتبار اسمه واعتبار اسم ابيه ايضا. فاما الاسماء التى لا تكثر التراجم فيها جدا فلا يرتبها البخاري
[ 16 ]
يو. ولا المؤلف. مما ذكر يتبين الن الكتابين مرتبان ترتيبا ينفع في سهولة المراجعة إلى حد كبير الا انه غير مستقصى، فإذا اريد الترتيب المستقصى فلا غنى بالكتابين عن فهارس مطولة مرتبة الترتيب المستقصى. البياضات قد يذكر المؤلف الرجل ولا يستحضر عمن روى ولا من روى عنه أو يستحضر احدهما دون الآخر فيدع لما لا يستحضره بياضا (روى عن... روى عنه...) ويكثر ذلك في الاسماء التى ذكرها البخاري ولم ينص، وعادة ابن حبان في الثقات ان لا يدع بياضا ولكن يقول (يروى المراسيل روى عنه اهل بلده) كأنه اطلع على ذلك لو بنى على أن البخاري انما لم يذكر عمن يروى الرجل لانه لم يروى عن رجل معين وانما ارسل، وان الغالب انه إذا كان الرجل ممن يروى عنه فلا بد أن يروى عنه بعض اهل بلده، وطريقة المؤلف احوط كما لا يخفى، وقد حاولت فيما حققته من الكتاب التنبيه في الحاشية على ما عثرت عليه مما يسد البياض. الاوهام الكتاب كبير لعله يحتوى على قريب من عشرين الف ترجمة ومعظم التراجم مأخوذ من اسانيد الاخبار المتفرقة، والرواة قد يصحف بعضهم بعض اسماء رجال الاسناد، أو يحرفها، وقد ينسب الرجل إلى جده أو جد ابيه، وقد ينسب تارة إلى قبيلة وتارة إلى اخرى، إلى غير ذلك مما يوقع المحدث في الوهم وقد وقع للبخاري من ذلك اشياء تعقبها المؤلف في كتاب على حدة ذكره ابن حجر في لسان الميزان (3 / 233)
[ 17 ]
يز. وكذلك للخطيب (كتاب اوهام الجمع والتفريق) يعنى ان يجعل الرجل اثنين فاكثر أو يجعل الاثنان فاكثر واحدا، وقد وقع في كتاب الجرح والتعديل اوهام من هذا الضرب وغيره ليست بالكثيرة، منها ما قد نبه عليه اهل العلم ممن جاء بعد المؤلف كجعله ترجمة لجعفي بن سعد العشير على انه صحابي، وانما هي قبيلة سميت بجد جاهلي قديم، وكذكره ترجمة لدقرة على انها رجل وانما هي امرأة، ومنها ما تبعوه عليه كذكره ترجمة (حارثة بن عمرو من بنى ساعدة قتل يوم احد) وانما هذا اسم جاهلي قديم وقع في نسب بعض شهداء احد: ومنها ما لم ينبهوا عليه كذكره ترجمة لشميسة على انه اسم رجل وانما هي امرأة، وقع له عن ابن معين انه قال (شميسة ثقة) فظن انه اسم رجل، وفى التهذيب ترجمة لشميسة في النساء ولم يذكر توثيق ابن معين لها كأنهم لم يعثروا على هذه الترجمة لانها في غير مظنتها، وأكثر ما وقع الوهم في عد الرجل واحدا واثنين، ذكر لجنيد بن العلاء بن ابى دهرة ترجمة في بابه وذكر له ترجمتين في باب حميد احداهما (حميد بن ابى دهرة، والاخرى (حميد بن العلاء) فجعل الواحد ثلاثة، وذكر ترجمة لحفص بن سلم ثم اعاده باسم حفص ابن مسلم إلى غير ذلك وقد نبهت في حواشى ما حققته من الكتاب على ما ظهر لى من ذلك. الاصول المطبوع عنها الاصل الاول نسخة محفوظة في مكتبة مراد ملا باستانبول تحت رقم (1427) وهى شاملة للتقدمة والكتاب ولكن لا كتفائنا ببقية النسخ لم نحصل منها الا التقدمة بتصوير مختصر وتاريخ كتابتها سلخ شهر ربيع الاول سنة سبع وستمائة (607) وهى نسخة جيدة
[ 18 ]
يح. مقابلة روعى فيها الاعراب فيما وقع التسامح فيه في النسخ الاخرى ووقع فيها اختصار في بعض المواضع لما هو في معنى التكرار ومن غرائبها اختصار كلمة (حدثنا) على (حنا) وهو اختصار غريب لم يذكره اهل المصطلح وعلامة هذه النسخة في المطبوع (د). الاصل الثاني نسخة محفوظة في دار الكتب المصرية، التقدمة منها تحت رقم، (892، والكتاب تحت رقم (891)، التقدمة منها ناقصة من اولها، الموجود منها من اثناء رسالة الثوري إلى عباد بن عباد: راجع ص (87) من المطبوع، والكتاب في ستة مجلدات، في آخر السادس ما لفظه (ثم السفر السادس وهو آخر كتاب الجرح والتعديل... ووافق الفراغ منه في شهر ذى الحجة سنة ست واربعين وسبعمائة 746 وكتبه محمد بن رسلان عرف بابن السكرى عفا الله عنه) ووقع في آخر المجلد الاول ذكر التاريخ بكتابة معلقة غير واضحة ربما تقرأ هكذا (سنة اربع وخمسمائة) كذا والظاهر (سنة اربعين وسبعمائة) وهى نسخة واضحة الكتابة مقابلة يقل فيها السقط ولكن يكثر فيها التريف حصلت منها نسخة مأخوذة بالتصوير تشمل ما عدا ما يقابل المجلد الثالث من الكتاب الذى طبع قديما في الدائرة سنة 1361 وعلامة هذه النسخة في المطبوع (م). الاصل الثالث نسخة محفوظة في مكتبة كوپريلى باستانبول تحت رقم (278) وهى نسخة كاملة للتقدمة والكتاب، وهى مسوقة مساقا واحدا، من اول التقدمة إلى آخر الكتاب بلا فصل ولا تجزئة كأنها كلها مجلد واحد، وفى آخر الكتاب (تم الكتاب بحمد الله وحسن توفيقه على يدى اضعف العباد واحوجهم إلى عفو ربه الغفار ابراهيم
[ 19 ]
يط. العطار في العشر الاول من شهر ذى القعدة سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة الهلالية (793) وهى نسخة جيدة لا يكثر فيها التحريف الا انه يظهر أنها لم تقابل على اصلها فوقع فيها سقط في مواضع غير قليلة، حصلت للدائرة قديما نسخة منها مأخوذة بالتصوير بتوسط المستشرق الاجل الدكتور كرنكو معلون الدائرة المقيم في كيمبرج واعتنى بنقل المسودة فنقل بخطه من أول التقدمة إلى آخر ترجمة (شيبة بن النعمان بن شروس الصنعانى) مع شى من الاصلاح قد نبهنا على ما يحسن التنبيه عليه منه في مواضعه ثم ارسل إلى الدائرة النسخة المصورة كاملة مع نقله وكانت الدائرة قد عثرت في المكتبة السعيدية بحيدر آباد الدكن على مجلد من الكتاب من اثناء باب عبيد إلى آخر باب من يسمى محمدا واسم ابيه عبد الرحمن، مكتوب عليه (المجلد الثالث..) فبادرت الدائرة في سنة 1361 ه إلى طبعه عن هذه النسخة الناقصة وعن نسخة كوپريلى طبعته في قسمين وتأخر طبع بقية الكتاب انتظارا لنسخة اخرى حتى سر الله تعالى ذلك بعد عشر سنين كاملة وذلك بفضل جهود ناظم الدائرة حضرة الدكتور محمد نظام الدين فانه قام في العام الماضي برحلته بمناسبة الاشتراك في مؤتمر المستشرقين المنعقد باستانبول فكان في جملة ما اعتنى بتحصيله من النسخ نسخة ملا مراد للتقدمة ونسخة دار الكتب المصرية، وعلامة نسخة كوپريلى في المطبوع اخيرا (ك). تجزئة الكتاب لاجل الطبع الكتاب غير مجزأ في نسخة كوپريلى كما تقدم وهو مجزأ في نسخة دار الكتب تجزئة غير مناسبة ولا متناسبة ولما طبعت الدائرة في سنة 1361 المجلد الثالث تبعت فهيا ما وقع في المجلد المحفوظ في المكتبة السعيدية
[ 20 ]
ك. بحيدر آباد الدكن فانه كتب عليه (المجلد الثالث) وابتداؤه وانتهاؤه غير مناسب كما يعلم مما تقدم وقسمته الدائرة إلى قسمين، فلما اردنا اخيرا طبع بقية الكتاب وجدنا انفسنا مقيدين بمراعاة ما تقدم، فجعلنا التقدمة في مجلد على حدة وعدد صفحاته (375) وعدد صفحات الفهرست (14). ثم المجلد الاول من اول الكتاب إلى آخر باب الزاى وقسمناه إلى قسمين الاقسم الاول يشتمل على (ا ب ت ث ج) أي من اول باب الالف إلى آخر باب الجيم وعدد صفحاته (552) وعدد صفحات فهرسته (13) والقسم الثاني يشتمل على (ح خ د ذ ر ز) أي من اول باب الحاء إلى اخر باب الزاى وعدد صفحاته (625) وصفحات فهرسته (16). ثم المجلد الثاني وقسمناه إلى قسمين الاول يشتمل على (س ش ص ض ط ظ) أي من اول باب السين إلى آخر باب الظاء، والقسم الثاني من اول باب عبد الله إلى آخر ترجمة (عبيد بن كرب أبو يحيى) إلى ان يلاقى المجلد الثالث المطبوع قديما في باب عبيد وهو ايضا قسمان، الاول من (عبيد بن مهران المكتب) إلى (عياض بن بكر بن وائل) وعدد صفحاته 409 والثانى من (عدى بن حاتم الطائى) إلى (محمد بن عبد الرحمن أبو الجماهر الحمصى) وعدد صفحاته 327 ثم المجلد الرابع وهو من اول من اسمه محمد واسم ابيه عبيد الله إلى آخر الكتاب وقسمناه ايضا إلى قسمين: الاول يشتمل على بقية باب الميم وباب النون، من (محمد بن عبيد الله) إلى (ندى المعروف بابى سعيد بن عباد الموصلي) والثانى من اول باب حرف الواو (الوليد بن اعين) إلى (ام هانئ)، آخر الكتاب، وبه ختم وهذان المجلدان الثاني والرابع تحت
[ 21 ]
كا. الطبع فقد راعينا المناسبة والتناسب ما امكن وانما انخرم علينا ذلك فيما يتصل بالمجلد الثالث الذى طبع قديما. الاختلافات بين نسختي كوپريلى ودار الكتب المصرية يقع بين النسختين اختلاف كثير فاما ما كان بالزيادة والنقص واختلاف الالفاظ والعبارات فقد نبه عليه في الحواشى، وأهم الاختلافات التقديم والتأخير فربما وقع بباب كامل وذلك قليل وقد نبه عليه في الحواشى ايضا، ويقع اكثر منه في ترتيب التراجم وقد نبه عليه ايضا، واكثر منهما في ترتيب النصوص في التراجم الكبيرة فان المؤلف يسوق في الترجمة عدة نصوص كل نص منها تسند فيقع بين النسختين اختلاف كثير في ترتيب تلك النصوص، واقرب ما يتبادر إلى الظن توجيه التقديم والتأخير في التراجم والنصوص بافتراض ان يكون المؤلف بيض الكتاب مرتين، لكن لو كان الواقع هكذا لما غير في المرة الثانية شيئا من الترتيب الاول الا لمناسبة، وانعام النظر في مواقع ذلك الاختلاف لا يطابق هذا، بل تارة يكون المناسب ما في هذه النسخة، وتارة ما في الاخرى، فلا بد من افتراض سبب آخر والذى يظهر أن المؤلف قيد في اصله اولا ما تحصل لديه من التراجم والنصوص وترك بياضا واسعا في جوانب كل صفحة ليضيف ما يجده بعد ذلك ثم كان يضيف في الجوانب إلى ان اجتمع ما رضيه فأذن لاصحابه ان ينتسخوا من ذلك الاصل فكان الناسخ يضع تلك الالحاق التى في الجوانب في المواضع الصالحة لها من المتن فاختلف الناسخان، فمن هنا جاء الاختلاف، ويشهد لهذا انه في بعض المواضع
[ 22 ]
كب. يقع بعض النصوص في احدى النسختين في ترجمة غير الترجمة التى يتعلق بها لكنها قريب منها، وقد يكون مع هذا سبب آخر كأن يكون اصحابه اخذوا الكتاب عنه اولا ثم كان إذا وجد زيادة اخبرهم بها ليضيفها كل منهم في نسخته في الموضع المناسب فيختلفون، وعلى كل حال فان الترتيب في المطبوع هو ترتيب نسخة كوپريلى، اللهم الا في مواضع يسيرة عدلنا عنها إلى ترتيب المصرية لموجب ونبهنا على ذلك في الحاشية وكذلك نبهنا على ترتيب تراجم المصرية حيث يخالف، فاما ترتيب النصوص فانما التزمنا التنبيه حيث يكون للاختلاف مساس بالمعنى فاما ما عدا ذلك فاكثر من ان يمكن التنبيه عليه. ولهذا الاختلاف اهمية كبرى وهو أنه يدل انه لا جامع بين هاتين النسختين الا اصل المؤلف فليست احداهما منقولة من الاخرى ولا ترجعان إلى اصل واحد من الاصول التى بعد المؤلف، وبهذا يعظم الوثوق بما اتفقنتا عليه. ومن الاختلاف ايضا انه يقع في نسخة كوپريلى ذكر اسم المؤلف في اوائل الاسانيد وترك ذلك في النسخة المصرية وكذلك ترك في نسخة ملا مراد. ومنها انه كثيرا ما يقع في عبارات المؤلف في الاسانيد (ذكره ابى) وفى نسخة ملا مراد من التقدمة (ذكر ابى). النقل عن الكتاب عامة الكتب المؤلفة بعد المؤلف من كتب الفن وما يتصل به تنقل عن هذا الكتاب كتاريخ بغداد وتاريخ دمشق وتذكرة الحفاظ والتهذيب والميزان وفروعهما وتعجيل المنفعة وطبقات القراء لابن الجزرى والانساب لابن السمعاني وغيرها، وقد قابلت كثيرا من تلك النقول بما في الكتاب فوجدته مطابقا لكلا الاصلين أو لاحدهما الا ان يقع هناك اختصار أو تحريف، واشكل على موضع واحد هو
[ 23 ]
كج. ما وقع في ترجمة داود بن خلف وهى في المطبوع ج 1 قسم 2 ص 410 وقد شرحت ذلك في التعليق عليها. تصحيح الكتاب والتعليق عليه قد بذلت الوسع في تحقيق ما حققته من الكتاب اولا بتصفح الكتاب نفسه فان اوثق التصحيح تصحيح بعض الكتاب ببعضه، ثانيا بعرض ما وقع فيه على ما في الكتب الاخرى فراجعت لتراجم كثير من الصحابة طبقات ابن سعد وسيرة ابن هشام والاستيعاب والتجريد والاصابة واستقصيت أو كدت في غالب الكتاب معارضة تراجم الصحابة وغيرها بتاريخ البخاري وثقات ابن حبان واستكثرت من المعارضة على تهذيب المزى وتهذيبه لابن حجر والميزان للذهبي ولسانه لابن حجر وتعجيل المنفعة له وطبقات القراء لابن الجزرى، ومن مراجعة تاريخ بغداد والمطبوع من تهذيب تاريخ دمشق والانساب لابن السمعاني واللباب لابن الاثير والمؤتلف ومشتبه النسبة لعبد الغنى والاكمال لابن ما كولا والمشتبه للذهبي والتبصير لابن حجر، وتوخيت ان اثبت في المتن ما هو الصواب أو الاصوب وان اتفقت الاصول على الخطأ اللهم الا حيث لا يبعد أن يكون الخطأ من اصل المؤلف ونبهت في التعليقات على سائر التصرفات، ونبهت ايضا على ما يسد بعض البياضات وما ظهر لى من الاوهام إلى تحقيقات اخرى تشتبك بالتصحيح ولا تبعد عنه، ولا ادعى اننى قد وفيت بالواجب ولكني بلغت مبلغا أكل تقديره إلى اهل العلم الذين لهم معرفة بالفن وبالنسخ الخطية القديمة، وهذه الاشارات التى عملت في التصحيح:
[ 24 ]
كد. الارقام اثناء المتن التى تكون بين قوسين هكذا () ارقام صفحات النسخ وبعد كل رقم علامة نسخته وبعد علامة النسخة المصرية من اثناء ص 351 من القسم الاول من المجلد الاول فما بعدها رقم المجلد منها، وما وضع من المتن بين حاجزين هكذا [ ] فهو زيادة في بعض النسخ وفى آخر الزيادة رقم يشير إلى الحاشية التى تتعلق به واقتصرت في تلك الحواشى على قولى مثلا (من م) اعني انها زيادة من المصرية، وربما اقول مثلا (ليس في م) أو (سقط من م) اعني انها زيادة من النسخة الاخرى أو النسختين من التقدمة وإذا علقت على بعض الكلمات نحو (م..) فالواقع في المتن هو ما في النسخة الاخرى أو النسختين من التقدمة.
[ 25 ]
شكر. ومما يجدر ذكره هنا انه في هذا الدور الجديد لحيدر آباد الدكن وفى هذه الخمس السنوات الاخيرة انتشر صيت دائرة المعارف وطابت سمعتها وحصل لها القبول العام في الاوصاط العالمية شرقية وغربية بما قامت به من الاعمال العلمية الخالصة في نشر الكتب الجليلة النادرة وبذلك ازدادت الروابط الحسنة الادبية والثقافية بين الشرق والغرب وبين الهند والمعاهد العلمية في اوربا ونحن ممنونون جدا من جميع العلماء والاكابر الذين شجعونا باستحسان اعمالنا وتقديرها ونرجو من العلماء والمستشرقين في اقطار العالم والمراكز العربية أن يتعاهدونا بملاحظاتهم القيمة وآرائهم السديدة فيما يساعد على توسيع اعمال الدائرة والزيادة في اتقانها. وانا لنتقدم بالشكر الجزيل لمن قامت الدائرة باعمالها الجليلة
[ 26 ]
كه. في عهد رياسته، وشملها حسن عنايته صاحب السمو والفخامة هز اگزالتد هائنس دى نظام النواب مير عثمان على خان راج پرمكهه آف حيد آباد وكذلك نشكر لحكومة حيد آباد وارباب الجامعة العثمانية خصوصا منهم صاحب المعالى رئيس الوزراء وامير الجامعة بى رام كشن راو فانه بابقائه للدائرة امدادها سهل عليها القيام باعمالها ولولاه لتعسر عليها الاستمرار في اجراء في اجراء الاعمال العلمية ونشر الكتب العربية. ومن الحق أن نهدى عنا وعن اهل العلم الشكر الجميل لجناب النواب الجليل على ياورجنگك معين امير الجامعة ورئيس دائرة المعارف سابقا الذى بدأ العمل في تصحيح هذا الكتاب وطبعه في عهد رياسته للدائرة ثم لخلفه الفاضل الجليل الدكتور السيد حسين معين امير الجامعة ورئيس دائرة المعارف حالا، ثم لجناب ناظم الدائرة الساعي في ترقية شؤنها الدكتور الحاج محمد نظام الدين، وبفضل مساعيه حصلت النسخة المصرية ونسخة مراد ملا للتقدمة وذلك في رحلته في العام الماضي للاشتراك في مؤتمر المستشرقين المنعقد في استانبول وبتلك الرحلة مد رحلته إلى اوربا وتجول في اقاطرها لزيارة اكابر العلماء والمستشرقين ولمشاهدة المكاتب الشهيرة وتحصيل النسخ القلمية لكتب عديدة وكذلك اغتنم وجوده في استانبول فاطلع على مكاتبها وحصل منها نسخا عديدة من الكتب القلمية المهمة وعطف على مكاتب مصر والشام والحجاز وقد سعد بالحج والزيارة في تلك الرحلة ولا ننسى ما للعالم الجليل والفاضل النبيل المستشرق الشهير معاون الدائرة الدكتور ايف كرنكو من المساعى الجميلة في مساعدة الدائرة ومعاضدتها على توسيع اعمالها وبذل جهده
[ 27 ]
كو. في استنساخ وتصحيح هذا الكتاب وقد كان لفضيلة العلامة الكبير الاستاذ محمد زاهد الكوثري مد الله في ايامه فضل كبير بتنبيهه على وجود نسخة التقدمة في مكتبة مراد ملا وارشاده إلى نسخ كثير من الكتب هذا مع حسن عنايته بمطبوعات الدائرة شكر الله سعيه ووفق الجميع للاستمرار على خدمة العلم ونشره وارجو أن يتمم بقية الكتاب على النحو الذى جرى عليه العمل من اوله واسأل الله تعالى ان لا تزال دائرة المعارف ينبوعا متبجسا بامثال هذه النفائس لا ينضب ماؤه ولا يتكدر صفاؤه آمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خاتم انبيائه محمد وآله وصحبه. 23 شوال سنة 1371 ه كتبه راجى عفو ربه عبد الرحمن بن يحيى المعلمى اليماني
[ 1 ]
كتاب الجرح والتعديل تأليف الامام الحافظ شيخ الاسلام ابي محمد عبد الرحمن بن ابى حاتم محمد بن ادريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي (المتوفى (327 ه رح) بسم الله الرحمن الرحيم (2 ك) (2 د) [ وبه نستعين - 2 ] [ رب يسر وأتمم وبه ثقتى وعليه اعتمادي وتكلائى، يا كريم، يا رحيم الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. قال الشيخ الامام الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن ادريس الحنظلي التميمي رحمة الله تعالى عليه. - 2 ]. الحمد لله رب العالمين بجميع محامده كلها على جميع نعمه علينا وعلى جميع خلقه حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، وصلى الله على نبيه محمد نبى الرحمة، وخاتم النبيين، وعلى آله [ وصحبه - 2 ] اجمعين. [ مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم - 4 ] اما بعد فان الله عزوجل ابتعث محمدا رسوله صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة. وانزل عليه الكتاب تبيانا لكل شئ. وجعله موضع الابانة عنه: فقال (وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم 5 -) وقال عزوجل (وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين (6) لهم الذى اختلفوا فيه - 7).
(1) جعلنا العلامة لنسخة كوپريلو " ك " ولنسخة ملا مراد " د " ولنسخة دار الكتب المصرية " م " (2) من ك (3) من د (4) هذا العنوان الذى بين الحاجزين من زيادتنا وكذلك العناوين الآتية على هذا الشكل [ ] (5) النحل 44 (6) زاد في الاضلين ك ودهنا للناس ما نزل إليهم وقال عزوجل وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم، وهو تكرار (7) النحل - 64. (*)
[ 2 ]
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المبين عن الله عزوجل امره، وعن كتابه معاني ما خوطب به الناس، وما اراد الله عزوجل به وعنى فيه، وما شرع من معاني دينه واحكامه وفرائضه وموجباته وآدابه ومندوبه (1) وسننه التى سنها، واحكامه التى حكم بها (2) وآثاره التى بثها. فلبث صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة ثلاثا وعشرين سنة، يقيم للناس معالم الدين، يفرض الفرائض، ويسن السنن، ويمضى الاحكام ويحرم الحرام ويحل الحلال، ويقيم الناس على منهاج الحق بالقول والفعل. فلم يزل على ذلك حتى توفاه الله عزوجل وقبضه إليه صلى الله عليه وسلم وعلى آله افضل صلاة وازكاها، واكملها واذكاها، واتمها واوفاها (3) فثبت عليه السلام حجة الله عزوجل على خلقه بما ادى عنه وبين، [ وما دل عليه - 4 ] من محكم كتابه ومتشابهه، وخاصه وعامه، وناسخه ومنسوخه، وما بشر وأنذر. قال الله عزوجل (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل - 5). [ معرفة السنة وائمتها ] فان قيل كيف السبيل إلى معرفة ما ذكرت من معاني كتاب الله عزوجل ومعالم دينه ؟ قيل: بالآثار الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن اصحابه النجباء الالباء (6) الذين شهدوا التنزيل، وعرفوا التأويل، رضى الله تعالى عنهم. فان قيل فبماذا تعرف الآثار الصحيحة والسقيمة ؟ قيل: بنقد (7) العلماء الجهابذة الذين خصهم الله عزوجل بهذه الفضيلة، ورقهم هذه المعرفة، في كل دهر وزمان.
(1) ك " وندوبه " (2) ك " التى ذكرها " (3) ك " وانماها " (4) من ك (5) النساء - 165 (6) د " الاولياء " (7) د " ينفل ". (*)
[ 3 ]
حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن ادريس بن المنذر الحنظلي نا ابى قال اخبرني عبدة بن سليمان المروزى قال قيل لابن المبارك: هذه الاحاديث المصنوعة ؟ قال: يعيش لها الجهابذة. فان قيل فما الدليل على صحة ذلك ؟ قيل له (1) اتفاق اهل العلم على الشهادة لهم بذلك. ولم ينزلهم الله عزوجل هذه المنزلة إذ أنطق ألسنة اهل العلم لهم بذلك الا وقد جعلهم اعلاما لدينه، [ ومنارا - 2 ] لاستقامة [ طريقه، وألبسهم لباس اعمالهم - 3 ]. فان قيل: ذكرت اتفاق اهل العلم على الشهادة [ لهم بذلك وقد علمت - 2 ] بما كان بين علماء اهل الكوفة واهل الحجاز من التباين والاختلاف في المذهب فهل [ وافق - 2 ] أبو حنيفة وابو يوسف ومحمد بن الحسن جماعة من ذكرت من اهل العلم في التزكية لهؤلاء [ الجهابذة النقاد أو وجدنا - 2 ] ذلك عندهم ؟ قيل: نعم - قال سفيان الثوري: ما سألت ابا حنيفة عن شئ، ولقد كان يلقانى ويسألني عن [ اشياء - 2 ]. فهذا بين واضح إذ كان صورة الثوري عنده هذه الصورة ان يفزع إليه في السؤال عما يشكل عليه (3 د) انه قد رضيه اماما لنفسه ولغيره. حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر الجارودي محمد بن النضر النيسابوري قال سمعت احمد بن حفص يقول سمعت ابى يقول سمعت ابراهيم بن طهمان يقول: اتيت المدينة فكتبت بها ثم قدمت الكوفة فأتيت ابا حنيفة في بيته فسلمت عليه فقال لى: عمن كتبت هناك ؟ فسميت له، فقال: هل كتبت عن مالك بن انس شيئا ؟ فقلت: نعم، فقال: جئني بما كتبت عنه، فأتيته به، فدعا بقرطاس ودواة فجعلت
(1) د " قلنا " (2) من د وموضعه في ك ممحو (3) من ك (*)
[ 4 ]
املى عليه وهو يكتب. قال أبو محمد ما كتب أبو حنيفة عن ابراهيم بن ط عن مالك بن انس ومالك بن انس حى الا وقد رضيه ووثقه ولا سيما إذ (1) قصد من بين جميع من كتب عنه بالمدينة مالك بن انس وسأله ان يملى عليه حديثه فقد جعله اماما لنفسه ولغيره. وأما محمد بن الحسن فحدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال سمعت الشافعي يقول قال لى محمد بن الحسن: ايهما اعلم صاحبنا ام صاحبكم ؟ يعنى ابا حنيفة ومالك بن انس - قلت: على الانصاف ؟ (3 ك) قال: نعم. قلت: فأنشدك الله من اعلم بالقرآن - صاحبنا أو صاحبكم ؟ قال: صاحبكم - يعنى ماكا. قلت فمن اعلم بالسنة - صاحبنا أو صاحبكم ؟ قال: اللهم صاحبكم، قلت: فأنشدك الله من اعلم بأقاويل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتقدمين - صاحبنا أو صاحبكم ؟ قال: صاحبكم، قال الشافعي: فقلت: لم يبق الا القياس، والقياس لا يكون الا على هذه الاشياء فمن لم يعرف الاصول فعلى أي شئ يقيس ؟. قال عبد الرحمن فقد قدم محمد بن الحسن مالك بن انس على ابى حنيفة واقر له بفضل العلم بالكتاب والسنة والآثار وقد شاهدهما وروى عنهما. حدثنا عبد الرحمن قال وقد حدثنا ابى رحمه الله نا محمد بن عبد الله ابن عبد الحكم قال سمعت الشافعي يقول: كان محمد بن الحسن يقول: سمعت من مالك سبعمائة حديث ونيفا إلى الثمانمائة - لفظا. وكان اقام عنده ثلاث سنين أو شبيها بثلاث سنين، وكان إذا وعد الناس ان يحدثهم عن مالك امتلا الموضع الذى هو فيه وكثر الناس عليه، وإذا
(1) د " إذا ". (*)
[ 5 ]
حدث عن غير مالك لم يأته الا النفير، فقال لهم لو اراد احد أن يعيبكم باكثر مما تفعلون ما قدر عليه، إذا حدثتكم عن اصحابكم فانما يأتيني النفير اعرف فيكم الكراهة، وإذا حدثتكم عن مالك امتلا على الموضع. فقد بان بلزوم (1) محمد بن الحسن مالكا لحمل (2) العلم عنه وبثه في الناس، رضا منه وموافقة لمن جعله اماما ومختارا. [ التمييز بين الرواة ] قال أبو محمد فلما لم نجد سبيلا إلى معرفة شئ من معاني كتاب الله ولا من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم الامن جهة النقل والرواية وجب ان نميز بين عدول الناقلة والرواة (3) وثقاتهم واهل الحفظ والثبت والاتقان منهم، وبين اهل الغفلة والوهم وسوء الحفظ والكذب واختراع الاحاديث الكاذبة. ولما كان الدين هو الذي جاءنا عن الله عزوجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم بنقل الرواة حق علينا معرفتهم ووجب الفحص عن الناقلة والبحث عن احوالهم، واثبات الذين عرفناهم بشرائط العدالة والثبت في الرواية مما يقتضيه حكم العدالة في نقل الحديث وروايته، بأن يكونوا امناء في انفسهم، علماء بدينهم، اهل ورع وتقوى وحفظ للحديث واتقان به وتثبت فيه، وان يكونوا اهل تمييز وتحصيل، لا يشوبهم كثير من الغفلات، ولا تغلب (4) عليهم الاوهام فيما قد حفظوه ووعوه، ولا يشبه عليهم بالاغلوطات. وان يعزل عنهم الذين جرحهم اهل العدالة وكشفوا لنا عن عوراتهم في كذبهم (5) وما كان يعتريهم من غالب الغفلة وسوء الحفظ وكثرة
(1) ك " لزوم " والمعنى على الاول: فقد بان بلزومه له رضاه به وموافقته له (2) ك " لجعل " كذا (3) د " الناقلة من الرواة " (4) ك " يغلب " (5) د " وكذبهم " (*)
[ 6 ]
الغلط والسهو والاشتباه، ليعرف به أدلة هذا الدين [ واعلامه - 1 ] وامناء الله في ارضه على كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهم هؤلاء اهل العدالة، فيتمسك بالذي رووه، ويعتمد عليه، ويحكم به، وتجرى امور الدين عليه، وليعرف اهل الكذب تخرصا، واهل الكذب وهما، واهل الغفلة والنسيان والغلط ورداءة الحفظ، فيكشف عن حالهم وينبأ عن الوجوه التي كان مجرى روايتهم عليها، ان كذب فكذب، وان وهم فوهم، وان غلط فغلط (4 د) وهؤلاء هم اهل الجرح، فيسقط حديث من وجب منهم ان يسقط حديثه ولا يعبأ به ولا يعمل عليه، ويكتب حديث من وجب كتب حديثه منهم على معنى الاعتبار، ومن حديث بعضهم الآداب الجميلة والمواعظ الحسنة والرقائق (2) والترغيب والترهيب هذا أو نحوه. [ طبقات الرواة ] ثم احتيج إلى تبيين (3) طبقاتهم ومقادير حالاتهم وتباين درجاتهم ليعرف من كان منهم في منزلة الانتقاد والجهبذة والتنقير والبحث عن الرجال والمعرفة بهم - وهؤلاء هم اهل التزكية والتعديل والجرح. ويعرف من كان منهم عدلا في نفسه من اهل الثبت في الحديث والحفظ له والاتقان فيه - هؤلاء هم اهل العدالة. ومنهم الصدوق في روايته الورع في دينه الثبت الذي يهم أحيانا وقد قبله الجهابذة النقاد - فهذا يحتج بحديثه ايضا. ومنهم الصدوق الورع المغفل الغالب عليه الوهم والخطأ والسهو والغلط - فهذا يكتب من حديثه الترغيب والترهيب والزهد والاداب
(1) من د (2) ك " والدقائق " كذا (3) ك " تبين ". (*)
[ 7 ]
ولا يحتج بحديثه في الحلال والحرام. ومنهم من قد الصق نفسه بهم ودلسها بينهم - ممن قد ظهر للنقاد العلماء بالرجال منهم الكذب، فهذا يترك حديثه ويطرح روايته ويسقط ولا يشتغل به. الصحابة ] فاما اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم الذين شهدوا الوحي والتنزيل وعرفوا التفسير والتأويل وهم الذين اختارهم الله عزوجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصرته واقامة دينه واظهار حقه فرضيهم له صحابة (4 ك) وجعلهم لنا اعلاما وقدوة فحفظوا عنه صلى الله عليه وسلم ما بلغهم عن الله عزوجل وما سن وشرع (1) وحكم وقضى وندب وامر ونهى وحظر وادب، ووعوه واتقنوه، ففقهوا في الدين وعلموا امر الله ونهيه ومراده - بمعاينة رسول الله (2) صلى الله عليه وسلم، ومشاهدتهم منه تفسير الكتاب وتأويله وتلقفهم منه واستنباطهم عنه، فشرفهم الله عزوجل بما من عليهم واكرمهم به من وضعه اياهم موضع القدوة، فنفى عنهم الشك (3) والكذب والغلط والريبة والغمز (4) وسماهم عدول الامة [ فقال عز ذكره في محكم كتابه (وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس - 5) ففسر النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز ذكره قوله (وسطا) قال: عدلا. فكانوا عدول الامة - 6 ] وأئمة الهدى وحجج الدين ونقلة الكتاب والسنة. وندب الله عزوجل إلى التمسك بهديهم والجري على منهاجهم والسلوك لسبيلهم والاقتداء بهم فقال (ومن يتبع غير سبيل المؤمنين
(1) ك " وما سن وما شرع " (2) د " رسوله " (3) ك " الشرك " (4) د " والغمز " (5) البقرة - 143 (6) سقط من د. (*)
[ 8 ]
نوله ما تولى) الآية (1). ووجدنا النبي صلى الله عليه وسلم قد حض على التبليغ عنه في اخبار كثيرة ووجدناه يخاطب اصحابه فيها، منها ان دعا لهم فقال نضر الله امرءا ؟ سمع مقالتي فحفظها ووعاها (2) حتى يبلغها غيره. وقال صلى الله عليه وسلم في خطبته: فليبلغ الشاهد منكم الغائب. وقال: بلغوا عني ولو آية وحدثوا عني ولا حرج. ثم تفرقت الصحابة رضى الله عنهم في النواحي والامصار والثغور وفي فتوح البلدان والمغازي والامارة والقضاء والاحكام، فبث كل واحد منهم في ناحيته وبالبلد الذي هو به ما وعاه وحفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكموا بحكم الله عزوجل وأمضوا الامور على ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفتوا فيما سئلوا عنه مما حضرهم من جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظائرها (3) من المسائل وجردوا أنفسهم مع تقدمة حسن النية والقربة إلى الله تقدس اسمه لتعليم الناس الفرائض والاحكام والسنن والحلال والحرام حتى قبضهم الله عزوجل رضوان الله ومغفرته ورحمته عليهم اجمعين. [ التابعون ] فخلف بعدهم التابعون الذين اختارهم الله عزوجل لاقامة دينه وخصهم بحفظ فرائضه وحدوده وامره ونهيه واحكامه وسنن رسوله صلى الله عليه وسلم وآثاره فحفظوا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نشروه وبثوه من الاحكام والسنن والآثار وسائر ما وصفنا الصحابة به (4) رضى الله عنه فأتقنوه وعلموه وفقهوا فيه فكانوا من
(1) التلاوة " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع... " النساء - 115 (2) د " فوعاها وحفظها " (3) ك " نظرائها " كذا (4) د وما وصفنا للصحابة " (*)
[ 9 ]
الاسلام والدين ومراعاة امر الله عزوجل ونهيه بحيث وضعهم الله عزوجل ونصبهم له إذ يقول الله عزوجل (والذين اتبعوهم باحسان [ رضى الله عنهم ورضوا عنه) الآية (1). حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا العباس بن الوليد النرسي نا يزيد ابن زريع ثنا سعيد عن قنادة قوله عزوجل: (والذين اتبعوهم باحسان - 2 ] التابعين، فصاروا برضوان الله عزوجل لهم وجميل ما اثنى عليهم بالمنزلة التي نزههم الله بها عن أن يلحقهم مغمز أو تدركهم وصمة لتيقظهم وتحرزهم وتثبتهم ولانهم البررة الاتقياء الذين ندبهم الله عزوجل لاثبات دينه واقامة سنته وسبله، فلم يكن لاشتغالنا بالتمييز بينهم معنى إذ كنا لا نجد منهم الا اماما مبرزا مقدما في الفضل والعلم ووعي (3) السنن واثباتها ولزوم الطريقة واحتبائها (4) رحمة الله ومغفرته عليهم اجمعين - الا ما كان ممن ألحق نفسه بهم (5 د) ودلسها بينهم ممن ليس يلحقهم، ولا هو في مثل حالهم، لافي فقه ولا علم ولا حفظ ولا اتقان ولا ثبت ممن (5) قد ذكرنا حالهم واوصافهم ومعانيهم في مواضع من كتابنا هذا فاكتفينا بها وبشرحها في الابواب مستغنية (6) عن اعادة ذكرها مجملة أو مفسرة (7) في هذا المكان. [ اتباع التابعين ] ثم خلفهم تابعو التابعين وهم خلف الاخيار واعلام الامصار في دين الله عزوجل ونقل سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظه واتقانه والعلماء بالحلال والحرام والفقهاء في احكام الله
(1) التوبة (100) (2) سقط من د (3) ك " والعلوم وعن " كذا (4) ك كأنه " واحتبالها " والانسب " واحتذائها " (5) ك " فمن " كذا (6) ك " مفسرة " (7) د " ومفسرة ". (*)
[ 10 ]
عزوجل وفروضه وامره ونهيه فكانوا على مراتب اربع. [ مراتب الرواة ] فمنهم الثبت الحافظ الورع المتقن الجهبذ (1) الناقد للحديث - فهذا الذي لا يختلف فيه، ويعتمد على جرحه وتعديله، ويحتج بحديثه وكلامه في الرجال. ومنهم العدل في نفسه، الثبت في روايته، الصدوق في نقله، الورع في دينه، الحافظ لحديثه، المتقن فيه، فذلك العدل الذي يحتج بحديثه، ويوثق في نفسه. ومنهم الصدوق الورع الثبت الذي يهم احيانا وقد قبله الجهابذة النقاد - فهذا يحتج بحديثه. ومنهم الصدوق الورع المغفل الغالب عليه الوهم والخطأ والغلط والسهو (5 ك) فهذا يكتب من حديثه الترغيب والترهيب والزهد والآداب ولا يحتج بحديثه في الحلال والحرام. وخامس قد الصق نفسه بهم ودلسها بينهم ممن (2) ليس من اهل الصدق والامانة، ومن قد ظهر للنقاد العلماء بالرجال اولى المعرفة منهم الكذب - فهذا يترك حديثه ويطرح روايته. [ الائمة ] فمن العلماء الجهابذة [ النقاد - 2 ] [ الذين - 4 ] جعلهم الله علما للاسلام وقدوة في الدين ونقادا لناقلة الآثار من الطبقة الاولى بالحجاز مالك بن انس وسفيان بن عيينة وبالعراق سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج وحماد بن زيد وبالشام الاوزاعي. حدثنا عبد الرحمن [ حدثني ابي نا عبد الرحمن - 5 ] بن عمر الاصبهاني
(1) " المجتهد " (2) ك " من " كذا (3) من ك (4) من د وموضعه في ك بياض (5) سقط من د. (*)
[ 11 ]
قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول ائمة الناس في زماننا (1) اربعة، سفيان الثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والاوزاعي بالشام، وحماد ابن زيد بالبصرة. حدثنا عبد الرحمن نا ابى نا حماد بن زاذان قال سمعت عبد الرحمن ابن مهدي يقول: شعبة بن الحجاج امام في الحديث. حدثنا عبد الرحمن قال وسمعت ابى يقول: الحجة على المسلمين الذين ليس فيهم لبس سفيان الثوري وشعبة وحماد بن زيد وسفيان ابن عيينة وبالشام الاوزاعي. فمنهم بالمدينة. مالك بن انس بن ابى عامر أبو عبد الله الاصبحي. ما ذكر من علم مالك بن انس وفقهه حدثنا عبد الرحمن بن ابى حاتم قال ذكره ابى رحمه الله قال حدثني عبد الرحمن بن عمر رستة قال سمعت ابن مهدى يقول - وقيل له يا ابا سعيد بلغني انك قلت (2) مالك بن بن انس اعلم من ابى حنيفة، فقال: ما قلته بل اقول انه اعلم من استاد ابى حنيفة - يعني حمادا. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابى رحمه الله نا العباس بن الوليد ابن مزيد اخبرني عبيد بن حبان أو غيره عن ابن لهيعة قال علينا بكر بن سوادة فقلت له: من خلفت لعلم اهل الحجاز ؟ قال: غلام من ذي اصبح - يعني مالك بن انس. حدثنا عبد الرحمن نا بشر بن مطر الواسطي بسامرا نا سفيان
(1) د، في زمانهم (2) د " تقول ". (*)
[ 12 ]
يعني ابن عيينة - عن ابن جريج عن ابى الزبير عن ابى صالح عن ابى هريرة - قيل له يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال: نعم،: يوشك ان يضرب الناس اكباد الابل يطلبون العلم فلا يجدون عالما اعلم من عالم المدينة. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين بن الجنيد (1) نا أبو عبد الله الطهراني قال قال عبد الرزاق: كنا نرى انه مالك بن انس - يعني قوله: لا تجدوا (؟) عالما اعلم من عالم المدينة. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين (2) نا عبد عبد الملك بن ابى عبد الرحمن قال سمعت علي ابن المدينى يقول كان عبد الرحمن بن مهدى يقول: مالك افقه من الحكم وحماد. حدثنا عبد الرحمن نا الربيع بن سليمان المرادي قال سمعت الشافعي يقول: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز. حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن عبد الاعلى قال قال الشافعي: ما في الارض كتاب من العلم اكثر صوابا من موطا مالك. حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن عبد الاعلى نا خالد بن نزار قال بعث أبو جعفر إلى مالك حين قدم فقال له: ان الناس قد اختلفوا بالعراق فضع للناس كتابا تجمعهم عليه، فوضع الموطأ. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال سمعت الشافعي يقول: قال لي محمد بن الحسن: ايهما اعلم بالقرآن صاحبنا أو صاحبكم ؟ يعني ابا حنيفة ومالك بن انس: قلت: على الانصاف ؟
(1) ك " الحميد " خطا تأتى ترجمة على بن الحسين بن الجنيد في بابه وهو من شيوخ المؤلف مشهور (2) هو ابن الجنيد ووقع في ك " الحسن " خطا. (*)
[ 13 ]
قال: نعم، (6 د) قلت: فأنشدك الله من اعلم بالقرآن صاحبنا أو صاحبكم ؟ قال: صاحبكم، يعني مالكا، قلت فمن: اعلم بالسنة صاحبنا أو صاحبكم ؟ قال اللهم صاحبكم، قال (1): فأنشدك الله من اعلم باقاويل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتقدمين صاحبنا أو صاحبكم ؟ قال: صاحبكم، قال الشافعي فقلت: لم يبق الا القياس، والقياس لا يكون الا على هذه الاشياء، فمن لم يعرف الاصول فعلى اي شئ يقيس ؟. باب ما ذكر من صحة حديث مالك وعلمه بالاثار حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا أبو الطاهر يعني احمد بن عمرو بن السرح - نا ايوب بن سويد الرملي قال: ما رأيت احدا قط اجود حديثا من مالك بن انس. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين (2) نا أبو غسان يوسف بن موسى التستري نا أبو داود الطيالسي قال قال وهيب - يعني ابن خالد: اتينا الحجاز فما سمعنا حديثا الا تعرف وتنكر الا (3) مالك بن انس. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن محمد بن ابي بكر المقدمي قال سمعت القعنبي قال كنا عند حماد بن زيد وجاءه نعي مالك فقال: رحم الله ابا عبد الله، ما خلف مثله.
(1) تقدم في المقدمة " قلت وهو الوجه (2) وقع في الاصلين " على بن الحسن " والمؤلف يروى عن على بن الحسين بن الجنيد وعن غلى بن الحسن الهسنجانى لكن عادته إذا روى عن الثاني ان يقول " الهسنجانى " وعلى هنا يروى عن يوسف بن موسى التسترى وياتى في ترجمة يوسف انه روى عنه على بن الحسين بن الجنيد (3) زاد في د " حديث ". (*)
[ 14 ]
حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا على قال سمعت عبد الرحمن قال اخبرني (6 ك) وهيب انه قدم المدينة [ قال - 1 ]: فلم أر حدا الا وانت تعرف وتنكر غير مالك ويحيى بن سعيد. حدثنا عبد الرحمن نا محمد ابن يحيى اخبرني عبد السلام بن عاصم قال (2) [ سمعت ابراهيم بن موسى يقول قال ابن المديني: كان مالك صحيح الحديث. حدثني ابن داود القزاز ثنا أبو داود ثنا ابن الماجشون عن سالم ابي النضر عن عائشة قالت: صلى على ابن بيضاء في المسجد - فقال له انسان كان مالك يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه صلى عليه في المسجد قال: فمالك والله اعلم بالحديث مني، والله ما علمناه الا بعفاف وصلاح. حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت نعيم بن حماد يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما اقدم على مالك في صحة الحديث احدا. حدثنا صالح بن احمد بن حنبل نا علي ابن المديني قال سمعت يحيى ابن سعيد يقول: كان مالك اماما في الحديث. حدثنا يونس بن عبد الاعلي قال قال الشافعي: إذا جاء الاثر فمالك النجم. حدثنا الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول: إذا جاء الحديث عن مالك فشد به يدك. حدثنا الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول: كان مالك إذا شك في بعض الحديث طرحه كله. حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني ثنا احمد بن صالح ثنا يحيى بن
(1) من د (2) سقط من ك من هنا إلى أو اخر الباب الآتى كما سنشير إليه هناك ان شاء الله تعالى وفي هذا السند الاول نظر. (*)
[ 15 ]
حيان (1) قال كنا عند وهيب فذكر حديثا عن ابن جريج ومالك بن انس عن عبد الرحمن بن القاسم (2) فقلت لصاحب لي: اكتب ابن جريج ودع مالكا - وانما قلت ذلك لان مالكا يومئذ - حي فسمعها وهيب فقال: تقول [ د ع - 2 ] مالكا ؟ ما بين شرقها وغربها احد آمن عندنا على ذلك من مالك، والعرض على مالك احب الي من السماع من غيره. حدثنا صالح بن احمد بن حنبل ثنا على - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما في القوم اصح حديثا من مالك. يعني بالقوم الثوري وابن عيينة قال: ومالك احب الي من معمر. حدثنا محمد بن ابراهيم بن شعيب عن عمرو بن علي الصير في قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - يقول: حدثنا مالك عن نافع - ثم قال: هو اثبت من عبيد الله وموسى بن عقبة واسماعيل بن امية. حدثنا حرب بن اسماعيل الكرماني فيما كتب الي قال قلت لاحمد ابن حنبل: مالك بن انس احسن حديثا عن الزهري أو سفيان بن عيينة ؟ قال: مالك اصح حديثا. قلت فمعمر ؟ فقدم مالكا عليه الا ان معمرا اكثر حديثا عن الزهري. حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل فيما كتب الي قال قلت لابي: ايما اثبت اصحاب الزهري ؟ قال: مالك اثبت في كل شئ.
(1) ياتي في ترجمة مالك من اصل الكتاب " يحيى بن حسان بن حبان التنيسى فيمكن ان يكون نسب هنا إلى جده (2) هكذا ياتي في ترجمة مالك من اصل الكتاب وهو الصواب ووقع هنا " عن القاسم بن عبيد " (3) من ترجمة مالك في اصل الكتاب وموضعها هنا في الاصل ممحو. (*)
[ 16 ]
حدثنا الحسين (1) بن الحسن قال سألت يحيى بن معين فقلت: من اثبت اصحاب الزهري في الزهري ؟ فقال: مالك بن انس. قلت: ثم من ؟ قال: معمر. اخبرنا أبو بكر بن ابي خيثمة فيما كتب الي قال سمعت يحيى بن معين يقول: اثبت اصحاب الزهري مالك، ومالك في نافع اثبت عندي من عبيدالله بن عمر وايوب السختياني. ذكر ابي عن اسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه قال: مالك بن انس ثقة، وهوا ثبت في نافع من ايوب وعبيد الله بن عمر، وليث بن سعد وغيرهم. حدثنا محمد بن ابراهيم نا عمرو بن علي قال: اثبت من روي عن الزهري ممن لا يختلف فيه مالك بن انس. (2) حدثنا هارون بن معروف قال قال ابن المبارك: اصحاب الزهري ثلاثة، مالك وسفيان - يعني ابن عيينة - ومعمر. حدثنا علي بن الحسن حدثني أبو بكر ابن اخت مروان الفزاري قال سمعت احمد بن حنبل يقول: إذ لم يكن في الحديث الا الرأي فرأي مالك. (7 ذ) حدثنا محمد بن يحيى اخبرني عبد السلام بن عاصم قال قلت لاحمد بن حنبل يا ابا عبد الله رجل يحب ان يحفظ حديث.. فقال: يحفظ حديث مالك. قلت: فرأي مالك ؟ قال رأي: مالك.
(1) هو أبو معين الرازي تأتى ترجمته في باب الحسين ووقع هنا " الحسن " خطا (2) سقط من هنا شئ لعله " " حدثنى ابى " فان المؤلف لم يدرك هارون وقد سمع أبو حاتم من هارون وروى عنه كما ياتي في ترجمته. (2) (*)
[ 17 ]
سمعت ابي يقول: مالك بن انس ثقة، امام الحجاز، وهو اثبت اصحاب الزهري، وإذا خالفوا مالكا من اهل الحجاز حكم لمالك، ومالك نقي الرجال نقي الحديث، وهو انقى حديثا من الثوري والاوزاعي، واقوى في الزهري من ابن عيينة، واقل خطأ منه، واقوى من معمر وابن ابي ذئب. سئل (1) علي ابن المديني: من اثبت اصحاب نافع ؟ قال: مالك واتقانه، وايوب وفضله، وعبيد الله وحفظه. ذكر عبد الله بن ابي عمر البكري قال سمعت عبد الملك بن عبد الحميد الميموني الرقي قال سمعت احمد بن حنبل غير مرة يقول: كان مالك ابن انس من اثبت الناس في الحديث، ولا تبالي ان لا تسأل عن رجل روي عنه مالك بن انس، ولا سيما مديني: وقال يحيى بن معين: أتريد أن تسأل عن رجال مالك ؟ كل من حدث عنه ثقة الا رجلا أو رجلين. كتب الي يعقوب بن اسحاق الهروي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال سألت يحيى بن معين قلت: في الزهري يونس احب اليك أو عقيل أو مالك ؟ فقال: مالك. حدثنا محمد بن احمد بن البراء قال قال علي ابن المديني نظرت فإذا الاسناد يدور على ستة، ثم صار علم هؤلاء الستة إلى الاصحاب التصانيف ممن سنف، فمن اهل الحجاز مالك بن انس وابن جريج وسفيان بن عيينة ومحمد بن اسحاق.
(1) قوله " سئل.... " من تمام عبارة ابى حاتم فسيأتي في ترجمة ايوب من الكتاب (1 / 1 / 256) " نا ابى قال سئل على.... ". (*)
[ 18 ]
باب ما ذكر من توقي مالك بن انس عن الفتوى الا ما يحسنه ويعلمه حدثنا احمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كنا عند مالك بن انس فجاء رجل فقال: يا ابا عبد الله جئتك من مسيرة ستة اشهر، حملني اهل بلادي مسألة أسألك عنها. قال فسل، قال فسأل الرجل عن اشياء فقال: لا احسن، قال فقطع بالرجل كأنه قد جاء إلى من يعلم كل شئ قال: واي شئ اقول لاهل بلادي إذا رجعت إليهم ؟ قال تقول لهم قال - 1 ] مالك بن انس: لا احسن. باب ما ذكر مما فتح الله عزوجل على مالك بن أنس نزعه من القرآن حدثنا عبد الرحمن نا ابي رحمه الله نا هارون بن سعيد الايلي بمصر قال اخبرني خالد [ يعني - 2 ] ابن نزار الايلي قال: ما رأيت احدا (3) أنزع بكتاب الله عزوجل من مالك بن انس. قال أبو محمد وقد رأى خالد سفيان الثوري وسفيان بن عيينة والليث بن سعد وغيرهم. باب ما ذكر من تعاهد مالك في منزله للقرآن حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا هارون بن سعيد الايلي قال سمعت ابن وهب قال قيل لاخت مالك بن انس ما كان شغل مالك بن انس في بيته ؟ قالت: المصحف والتلاوة.
(1) هذه آخر الزيادة من د (2) من د (3) د " رجلا ". (*)
[ 19 ]
باب ما ذكر من معرفة مالك برواة الاثار وناقلتهم (1) حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا أبو زياد حماد بن زاذان نا ابن مهدي - يعني عبد الرحمن - قال قال وهيب لمالك بن انس: لم ار اروي عن نافع من عبيد الله بن عمر ان كان حفط، فقال مالك: صدقت، قال وهيب وقلت: لم ار اثبت عن نافع من ايوب، فضحك مالك [ اي - 2 ] كأنه يريد مالك نفسه. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا محمد بن المثنى ثنا بشر بن عمر قال نهاني مالك بن انس عن ابراهيم بن ابي يحيى، قلت من اجل القدر تنهاني عنه ؟ قال: ليس في دينه بذاك. حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن ابي خيثمة فيما كتب إلى قال سمعت ابراهيم بن عرعرة يقول سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول سألت مالك بن انس عن ابراهيم بن ابي يحيى أكان ثقة ؟ قال: لا، ولا ثقة في دينه. حدثنا عبد الرحمن نا على بن الحسين بن الجنيد ثنا على بن زنجة (3) ثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال كان مالك يثني على مسلم بن ابي مريم وقال: كان لا يكاد يرفع حديثا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج ثنا ابن ادريس قال قلت لمالك بن انس وذكر المغازي فقلت قال ابن اسحاق: انا بيطارها. فقال قال لك انا بيطارها ؟ نحن نفيناه عن المدينة.
(1) د " ونا قليهم " (2) من ك (3) بلا نقط في د ووقع في ك " زنجلة " والصواب " زنجلة " كما ياتي قى ترجمة مسلم بن ابى مريم وهكذا في ترجمة على هذا نفسه (3 / 1 / 187). (*)
[ 20 ]
حدثنا عبد الرحمن نا مسلم بن الحجاج النيسابوري حدثني اسحاق ابن راهويه نا يحيى بن آدم نا ابن ادريس قال كنت عند مالك بن انس فقال له رجل (1) يا ابا عبد الله (2) اني كنت بالري عند ابي عبيد الله يعني الوزير - وثم محمد بن اسحاق فقال ابن اسحاق اعرضوا علي (4) علم مالك فاني انا بيطاره فقال مالك: دجال من الدجاجلة يقول اعرضوا علي علي (5). حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا يحيى بن عبد الله ابن بكير اخبرني [ ابن - 6 ] القاسم قال سمعت مالكا يقول: بقي ابن شهاب وماله في الدنيا نظير. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا هارون بن سعيد الايلي قال حدثني خالد ابن نزار قال سمعت مالكا (7) يقول: اول من اسند الحديث ابن شهاب ب. حدثنا عبد الرحمن نا ابي قال قال الجعفي (8 د) عن بشر بن عمر قال سمعت مالكا يقول: كنت إذا سمعت نافعا يحدث عن ابن عمر لا ابالي ان لا اسمعه من غيره. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا هارون بن سعيد الايلي نا خالد ابن نزار قال قال مالك بن انس: ما فعل القاسم بن مبرور ؟ قلت:
(1) د " فجاء رجل فقال له " (2) ياتي مثله في ترجمة ابن اسحاق (3 / 2 / 193) ووقع هنا في ك " يا عبد الله " (3) ياتي في ترجمة ابن اسحاق وهو الصواب ووقع هنا في ك " ابى عبد الله " (4) ياتي مثله في ترجمة ابن اسحاق ووقع هنا في ك " اعرضه على " (5) كأنه كرر كلمة " على حكاية لدعوى ابن اسحاق وانكارا لها ووقع في ك هنا " على علم " وفي ترجمة ابن اسحاق " على علمي " (6) من ك وياتى مثله في ترجمة ابن شهاب. وابن القاسم هو عبد الرحمن بن القاسم المصرى الفقيه صاحب مالك (7) د " مالك بن انس ". (*)
[ 21 ]
توفي، قال كنت أحسب انه يكون خلفا من الاوزاعي. حدثنا عبد الرحمن سمعت ابي يقول سمعت عبد العزيز الاويسي يقول لما خرج اسماعيل بن ابي اويس إلى حسين بن عبد الله بن ضميرة وبلغ مالكا هجره (1) اربعين يوما. قال أبو محمد هجره لانه لم يرضاه (2). حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن عبد الرحمن الوهبي (3) نا عمي حدثني مالك بن انس قال. حدثني مخرمة بن بكير وكان رجلا صالحا. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن عبد الرحمن نا أبو زرعة نا عبد العزيز ابن عمران المصري نا عبد الحميد بن الوليد عن عبد الرحمن بن القاسم قال سألت مالكا عن ابن سمعان فقال: كذاب. حدثنا عبد الرحمن نا ابي قال سمعت احمد بن صالح يقول سمعت ابن وهب يقول ما ذكر مالك بكير بن الاشج الا قال: كان من العلماء. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين ثنا يحيى بن عمر - يعني ابن جريج الرازي - حدثني أبو ثابت - يعني محمد بن عبيد الله المديني - قال حدثني ابن وهب عن مالك قال: لم يكن عندنا احد بالمدينة عنده من علم القضاء ما كان عند ابي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وكان [ قاضيا - 4 ] ولاه عمر بن عبد العزيز وكتب إليه ان يكتب له العلم من عند عمرة بنت عبد الرحمن والقاسم بن محمد فكتبه له، ولم يكن على المدينة انصاري اميرا غير ابي بكر بن حزم، وكان قاضيا. حدثنا عبد الرحمن نا موسى بن ابي موسى الكوفي الانصاري نا ابراهيم
(1) ك " فهجره " كذا وقع في الاصلين والمعنى - ان مالك بن انس لم يرض حسينا (3) هو ابن اخى عبد الله بن وهب ينسب إلى جده وهب ووقع في د " الواهبى " كذا (4) من د. (*)
[ 22 ]
(7 ك) ابن المنذر قال حدثني معن بن عيسى قال: كان مالك بن انس إذا قيل له: مغازي من نكتب ؟ قال: عليكم بمغازي موسى بن عقبة فانه ثقة. حدثنا عبد الرحمن نا ابي قال سألت اسماعيل بن ابي اويس قلت هذا الذي يقول مالك بن انس حدثني الثقة من هو ؟ قال: هو مخرمة بن بكير ابن الاشج. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني قال - سمعت يحيى بن سعيد القطان قال: رأيت مالك بن انس في النوم فسألته عن هشام بن عروة فقال: اما ما حدث به وهو عندنا فهو [ اي - 1 ] كأنه يصححه، وما حدث به بعدما خرج من عندنا - فكأنه يوهنه. حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن ابي خيثمة فيما كتب الي قال سمعت مصعبا الزبيري يقول: كان مالك بن انس يوثق الدراوردى. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن احمد بن البراء قال قال علي ابن المديني: لم يكن بالمدينة اعلم بمذهب تابعيهم من مالك بن انس. حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين: بلغنا عن مالك انه قال. عجبا من شعبة هذا الذي ينتقي الرجال وهو يحدث عن عاصم بن عبيد الله. حدثنا عبد الرحمن ثنا احمد بن سلمة النيسابوري نا محمد بن ابان البلخي الوكيعي (2) نا عبد الرزاق قال قال مالك: اي رجل معمر لو سلم من خصلة، قالوا ماهي يا ابا عبد الله ؟ قال: تفسير القرآن عن قتادة. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا هارون بن سعيد الايلي بمصر قال سمعت ابن وهب - وذكر اختلاف الاحاديث والروايات فقال: لولا
(1) من ك (2) ياتي مثله في ترجمة محمد بن ابان ووقع هنا في ك " الوكيل " خطا. (*)
[ 23 ]
اني لقيت مالكا والليث لضللت. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى يقول سألت مالك بن انس عن شعبة مولى ابن عباس فقال: لم يكن من القراء. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت يحيى يقول سألت مالك بن انس عن ابي جابر البياضي فقال: لم يكن برضا (1). حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي قال سمعت يحيى قال سمعت مالكا أو حدثني ثقة عنه قال: لم يسمع سعيد بن المسيب من زيد ابن ثابت. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي - يعني ابن المديني - قال سألت يحيى عن محمد بن عمرو بن علقمة قال ليس ممن تريد كان يقول: (2) اشياخنا أبو سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب. قال يحيى: وسألت مالكا عنه فقال فيه نحوا مما قلت لك. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما كان اشد انتقاد مالك للرجال وأعلمه بشأنهم. حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن بن عنبسة نا بشر بن عمر الزهراني قال قلت لمالك بن انس: لقي ثور بن زيد ابن عباس ؟ فقال: لا، لم يلقه. حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن نا بشر بن عمر قال قلت
(1) ك " يرضا " كذا (2) ياتي مثله في ترجمة محمد بن عمرو من اصلى الكتاب وكذا في التهذيب وغيره ووقع هنا في د " كان قال " كذا. (*)
[ 24 ]
لمالك: سمعت من بكير بن عبد الله بن الاشج ؟ فقال: لا اعلمه. حدثنا عبد الرحمن نا حماد نا بشر قال سألت مالكا عن محمد ابن عبد الرحمن الذي يروي عن سعيد بن المسيب، فقال: ليس بثقة. حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن نا بشر بن عمر قال قلت لمالك: شعبة الذي روي عنه ابن ابي ذئب ؟ فقال: ليس بثقة. حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن نا بشر بن عمر قال وسألت مالكا [ عن صالح مولى التوءمة فقال: ليس بثقة. وباسناده قال سألت مالكا - 1 ] عن ابي الحويرث فقال: ليس بثقة. حدثنا عبد الرحمن نا حماد [ بن الحسن - 2 ] نا بشر بن عمر قال: وسألته يعني مالكا عن رجل اخرت اسمه فقال: هل رأيته في كتبي قلت: لا، قال لو كان ثقة رأيته في كتبي. حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن نا بشر بن عمر قال وسألته يعني مالكا عن حرام بن عثمان فقال: ليس بثقة. حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن نا بشر بن عمر قال وسألت مالكا عن هؤلاء الخمسة (9 د) فقال: ليسوا بثقة في حديثهم. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين بن الجنيد قال سمعت احمد ابن صالح يقول قال مالك بن انس: كان اصحاب ربيعة اربعة، عبد الرحمن بن عطاء اضاع نفسه، وكثير بن فرقد تقدم موته، والثالث اخذ في الاغاليط،. قال احمد: يعني عبد العزيز بن [ ابي - 3 ] سلمة، كان صاحب حجاج وكلام، وسكت مالك عن الرابع وهو نفسه. قال احمد: ولم يكن بينهم (4) مثل مالك بن انس.
من د (2) من ك (3) سقط من د (4) د " فيهم ". (3) (*)
[ 25 ]
حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا أحمد بن خالد الخلال قال سمعت الشافعي يقول سئل مالك بن انس عن ابن شبرمة فقال: كان مقاربا (1) وسئل عن [ عثمان - 2 ] البتي فقال: كان مقاربا (1). [ باب - 2 ] ما ذكر من صلاح مالك بن أنس وعفافه وورعه حدثنا عبد الرحمن نا سليمان بن داود القزاز أبو داود - يعني الطيالسي - قال نا الما جشون انه ذكر مالكا فقال: والله ما علمناه الا بصلاح وعفاف. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا أبو الطاهر قال سمعت عبد الله (8 ك) بن وهب يقول: كان علم الناس يزيد وكان علم مالك ينقص [ في - 3 ] كل سنة من حديثه. حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن عبد الاعلى نا ابن وهب عن مالك قال: دخلت على ابي جعفر مرارا وكان لا يدخل عليه احد من الهاشميين وغيرهم الا قبلوا يده فلم اقبل يده قط. [ باب - 2 ] ما ذكر من استحقاق محبي مالك بن أنس السنة حدثنا عبد الرحمن نا ابي ومحمد بن مسلم قالا سمعنا ابا زياد حماد ابن زاذان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: إذا رأيت حجازيا يحب مالك بن انس فهو صاحب سنة. وفي حديث محمد بن مسلم: إذا رأيت المديني يحب مالكا.
(1) ك " مقارب " (2) من د (3) من ك. (*)
[ 26 ]
باب ما ذكر من جلالة مالك بمدينة الرسول وقدمه في العلم حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان (1) الواسطي قال سمعت يزيد ابن هارون يقول شعبة: دخلت المدينة ونافع حي ولمالك حلقة. حدثنا عبد الرحمن علي بن الحسين قال سمعت ابا مصعب يقول كانوا يزدحمون على باب مالك فيقتتلون على باب من الزحام، وكنا نكون عبد مالك فلا يكلم ذا ذا ولا يلتفت ذا إلى ذا، والناس قائلون برؤوسهم هكذا، وكانت السلاطين تهابه وهم قائلون (2) مستمعون وكان يقول في مسألة: لا، أو: نعم ولا يقال له من اين قلت ذا. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين قال سمعت ابا مصعب يقول رأيت معنا - يعني ابن عيسى القزاز - جالسا على العتبة وما ينطق مالك بشئ الا كتبه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح قال نا علي قال قلت لسفيان رأيت مالكا وهو يفتي ؟ قال: نعم رأيته جاء إلى الزهري سنة ثلاث وعشرين وأحسب ما بلغ ثلاثين، قال علي فحسبنا سن مالك تلك الساعة، فقلت
(1) ك " سيار " بلا نقط تأتى ترجمة احمد بن سنان في بابه من الكتاب وفي ترجمته من التهذيب ذكر يزيد بن هارون في شيوخه والمؤلف في الرواة عنه (2) كة ا في دو صورتها هكذا " قابلون " ولم تنقط الكلمة في ك ولا مانع ان يكون " قائلون بان تكون من القول بمعنى الفعل كالتى قبلها ويكون أبو مصعب حكى عند تلفظه بها هيئة الخضوع والتأدب والاصغاء وعلى هذا تكون كلمة " مستمعون " بعدها بيانا لها. (*)
[ 27 ]
لسفيان: كان ابن ثمان وعشرين، قال: نعم ولكنه [ قد - 1 ] كان جالس نا فعا قبل ذلك. باب ما ذكر من عقل مالك بن انس وادبه حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا أبو الطاهر - يعني احمد ابن عمرو بن السرح - نا ايوب بن سويد قال حدثنا من نصدق عن ربيعة انه كان إذا رأى مالكا: قال قد جاء العاقل. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا عبد الله بن احمد بن شبويه (2) نا عمرو (3) بن العباس الرزي (4) قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت محدثا احسن عقلا من مالك بن انس. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال نا أبو مصعب قال ما سمعت مالكا يقيم الناس [ قط - 5 ] انما كان يقول: إذا شئتم فارجعوا. باب ما ذكر من مقاساة مالك في طلب العلم حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا احمد بن ابي الحواري قال حدثني
(1) من د (2) وقع في الاصلين هنا " للنبوية " وتاتى ترجمة احمد بن شبويه والد عبد الله هذا في الكتاب 1 / 1 / 55 فراجعها مع التعليق (3) تأتى ترجمته في بابه من الكتاب ووقع هنا في ك " عمر " خطا (4) هكذا في ك ترجمته عمرو وهكذا يظهر منها هنا وهكذا هو في ترجمة عمرو من التهذيب ووقع في د " الزرق " وفي ترجمة عمرو من المطبوع (3 / 1 / 252) " الرازي " وكلاهما خطا (ه) من ك. (*)
[ 28 ]
مروان - يعني ابن محمد الطاطري - عن مالك قال: جالست ابن هرمز ثلاث عشرة، كنا نجلس في صحن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم حتى اتخذت سراويل محشوا. باب ما ذكر من استقامة مالك بن أنس وحسن طريقته حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين (1) قال سمعت محمد بن رمح يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام منذ اربعين سنة فقلت يا رسول الله مالك والليث يختلفان في المسألة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مالك مالك، مالك ورث جدي. يعني ابراهيم صلى الله عليه وسلم (2). حدثنا عبد الرحمن قال قرئ علي يونس بن عبد الاعلى ثنا عشر ابن بكر قال رأيت في النوم اني دخلت الجنة فرأيت الاوزاعي وسفيان الثوري ولم ار مالك بن انس فقلت فأين مالك ؟ قالوا واين مالك ؟ واين مالك، رفع مالك، قال فما زال يقول: واين مالك ؟ رفع مالك حتى تسقط (3) قلنسوته. (10 د) [ باب 4 ] ما ذكر من كلام مالك بن انس عند السلطان بالحق حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا أبو يوسف محمد بن احمد بن
(1) هو ابن الجنيد ياتي في ترجمة محمد بن رمح (3 / 2 / 254) ذكره في الرواة عنه ووقع هنا في ك " الحسن " خطأ (2) د " ابراهيم عليه السلام " (3) د " سقطت " (4) من د. (*)
[ 29 ]
الحجاج الصيد ناني الرقي نا أبو خليد - يعني عتبة بن حماد القارئ الدمشقي - عن مالك بن انس قال قال لي أبو جعفر - يعني عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن عباس - يوما [ أ - 1 ] على ظهرها احد اعلم منك ؟ قلت: بلى. قال فسمهم لي. قلت: لا احفظ اسماءهم، قال: قد طلبت هذا الشأن في زمن بني امية فقد عرفته، أما اهل العراق فاهل كذب وباطل وزور، وأما اهل الشام فاهل جهاد [ و - 1 ] ليس عندهم كبير علم، واما اهل الحجاز ففيهم بقية علم (2) وانت عالم الحجاز، فلا تردن على امير المؤمنين قوله. قال مالك: ثم قال لي: قداردت ان أجعل هذا العلم علما واحدا فأكتب به إلى امراء الاجناد والى القضاة فيعلمون به فمن خالف ضربت عنقه. فقلت له يا امير المؤمنين أو غير ذلك، قلت ان النبي صلى الله عليه وسلم (9 ك) كان في هذه الامة وكان يبعث السرايا وكان يخرج فلم يفتح من البلاد كثيرا حتى قبضه الله عزوجل ثم قام أبو بكر رضي الله عنه بعده فلم يفتح من البلاد كثيرا ثم قام عمر رضي الله عنه بعدهما ففتحت البلاد على يديه فلم يجد بدا من ان يبعث اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم معلمين فلم يزل يؤخذ عنهم كابرا عن كابر (3) إلى يومهم هذا فان ذهبت تحولهم مما يعرفون إلى ما لا يعرفون رأوا ذلك كفرا ولكن اقر اهل كل بلدة على ما فيها من العلم وخذ هذا العلم لنفسك فقال [ لي - 1 ] ما ابعدت القول، اكتب هذا العلم لمحمد (4). حدثنا عبد الرحمن نا ابي حدثني عبد المتعال بن صالح من اصحاب
(1) من د (2) د " تفقه العلم " كذا (2) ك " اكابر عن اكابر " (4) يعنى ابنه المهدى ووقع في ك " ليحمد ". (*)
[ 30 ]
مالك قال قيل لمالك بن انس انك تدخل على السلطان وهم يظلمون ويجورون، قال: يرحمك الله فأين التكلم بالحق ؟. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان سمعت موسى بن داود قاضي طرسوس يقول سمعت مالك بن انس يقول: قدم علينا أبو جعفر امير المؤمنين سنة خمسين ومائة فد خلت عليه فقال لي يا مالك كثر شيبك، قلت يا امير المؤمنين من اتت عليه السنون كثر شيبه، قال يا ملك مالي اراك تعتمد على قول ابن عمر من بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قلت يا امير المؤمنين كان آخر من بقي عندنا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتاج الناس فسألوه فتمسكوا بقوله، فقال يا مالك عليك بما علمت أنه الحق عندك ولا تقولن عليا وابن عباس. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا نصر بن علي نا الحسين بن عروة قال لما حج هارون وقدم المدينة بعث إلى مالك بكيس فيه خمسمائة دينار فلما قضي نسكه وانصرف وقدم المدينة بعث إليه ان امير المؤمنين يحب [ ان - 1 ] يزامل مالكا إلى المدينة السلام، فقال للرسول: قل له ان الكيس بخاتمه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. قال فتركه. باب ما ذكر من امامة مالك بن انس في العلم حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا على - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان مالك اما ما في الحديث.
(1) من ك. (*)
[ 31 ]
حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا عبد الرحمن بن عمر الاصبهاني سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ائمة الناس في زمانهم اربعة - فذكر مالكا بالحجاز. باب ما ذكر من جلالة مالك عند نظرائه حدثنا عبد الرحمن نا سهل بن بحر العسكري ثنا اسحاق المروزي قال كنت عند حما بن زيد فنعي له مالك بن انس فقال: أتحقق عندكم ذاك ؟ قالوا: جاءت به كتب التجار فقال: اللهم أحسن علينا الخلافة بعده. باب ما ذكر من اتباع مالك لاثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزوعه عن فتواه عند ما حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن عبد الرحمن ابن اخي ابن وهب قال سمعت عمي يقول سمعت مالكا سئل عن تخليل اصابع الرجلين في الوضوء فقال: ليس ذلك على الناس، قال فتركته حتى خف الناس فقلت له: عندنا في ذلك سنة، فقال: وماهي ؟ قلت حدثنا الليث ابن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن ابي (1) عبد الرحمن الحبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين اصابع رجليه.
(1) ك " ابن " خطا. (*)
[ 32 ]
فقال: ان هذا الحديث حسن، وما سمعت به قط الا الساعة. ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الاصابع. (11 - د) [ باب - 1 ] ومن العلماء الجهابذة النقاد بمكة سفيان بن عيينة وهو ابن عيينة بن ابي عمران الهلالي مولى لهم أبو محمد كوفي سكن مكة. باب ما ذكر من علم سفيان بن عيينة وفقهه حدثنا عبد الرحمن ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل فيما كتب الي قال انا داود بن عمرو قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان سفيان ابن عيينة من اعلم الناس بحديث الحجاز. حدثنا عبد الرحمن نا الربيع بن سليمان المرادي قال سمعت الشافعي يقول: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا احمد بن خالد الخلال قال سمعت الشافعي يقول سمعت الزنجي مسلم بن خالد يقول: انا سمعت هذه الاحاديث من الزهري بعقل ابن عيينة لا بعقلي، قال وذاك اني كنت أجلس إلى الزهري فيقول: ما اسم هذا الجبل ؟ ما اسم هذا الشعب ؟ قال وجاء سفيان فسأله عن [ هذه - 1 ] الاحاديث فسمعتها بعقله لا بعقلي. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا حرملة بن يحيى أبو حفص التجيبي قال سمعت الشافعي يقول: ما رأيت احدا من الناس فيه من آلة العلم ما في
(1) من د. (4) (*)
[ 33 ]
سفيان بن عيينة، وما رأيت (10 ك) احدا اكف عن الفتيا منه، ما رأيت احدا احسن لتفسير الحديث منه. حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن عبد الاعلى الصدفي المصري قال قال الشافعي: مالك وسفيان قرينان. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل قال قال ابي: ما رأيت احدا كان اعلم بالسنن من سفيان بن عيينة. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان الواسطي نا موسى بن داود قال سمعت عثمان بن زائدة (1) الرازي - وكان رجلا صالحا قال قدمت الكوفة فقلت لسفيان الثوري من ترى ان اسمع منه ؟ قال: عليك بزائدة بن قدامة وسفيان بن عيينة. حدثنا عبد الرحمن نا حجاج بن حمزة نا علي بن الحسن بن شقيق نا عبد الله بن المبارك قال سئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة فقال: ذاك احد الا حدين، يقول ليس له نظير. حدثنا عبد الرحمن نا الحسن بن علي بن مهران المتوثي قال سمعت علي بن بحر بن بري قال سمعت عبد الله بن وهب يقول: لا اعلم احدا اعلم بتفسير القرآن من سفيان بن عيينة. حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول: ابن عيينة اكبرهم في عمرو بن دينار وارواهم عنه. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت نعيم بن حماد يقول: كان ابن عيينة من اعلم الناس بالقرآن، وما رأيت احدا
(1) ك " زائد " خطا. (*)
[ 34 ]
اجمع لمتفرق من ابن عيينة. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن احمد بن البراء قال قال علي ابن المديني: نظرت فإذا الاسناد يدور على ستة، الزهري وعمرو بن دينار وقتادة ويحيى بن ابي كثير وابي (1) اسحاق الهمداني والاعمش، ثم صار علم هؤلاء الستة إلى اصحاب الاصناف (2) ممن صنف، فمن (3) اهل الحجاز مالك وابن جريح وسفيان بن عيينة ومحمد بن اسحاق. باب ما ذكر من قدم سماع ابن عيينة للعلم حدثنا عبد الرحمن نا يزيد بن سنان البصري نزيل مصر نا نصر بن علي قال اخبرني ابي نا شعبة وذكر سفيان بن عيينة عنده فقال: رأيت ابن عيينة غلاما معه الواح طويلة عند عمرو بن دينار وفي اذنه قرط - أو قال شنف. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا ابراهيم بن مهدي قال سمعت حماد ابن زيد يقول: رأيت سفيان بن عيينة عند عمرو بن دينار غلاما له ذؤابة معه الواح. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت سفيان يقول: جالست ابن شهاب وانا ابن ست عشرة وثلاثة اشهر. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول: جالست عبد الكريم الجزري سنين (4) وكان يقول لاهل بلده: انظرو إلى هذا الغلام يسألني وانتم لا تسألوني. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن ابي طالب نا اسحاق بن اسماعيل
(1) ك " واو " (2) د " التصانيف " (3) د " فقراء " (4) د " سنتين ". (*)
[ 35 ]
ثنا سفيان بن عيينة قال قال لي ابن جريح: ما نلقى منك ؟ (1) عمرو بن دينار غلبت على وسادته. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول: حفظت الحديث عن ابن عجلان سنة اربع وعشرين - يعني ومائة - وكان همام يجالسنا عنده فكنا نحفظ [ له - 2 ] الحديث. باب ما ذكر من معرفة ابن عيينة بالعلم وكلامه في رواة العلم وناقليه حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا ذؤيب بن عمرو السهمي المديني قال سألت سفيان بن عيينة هل سمعت من صالح مولى التؤمعة شيئا ؟ قال: نعم هكذا وهكذا وهكذا (3)، واشار بيده - يعني يكثره (4) سمعت منه ولعابه يسيل - يعني من الكبر - وما علمت احدا من اصحابنا يحدث عنه لا مالك بن انس ولا غيره. قال عبد الرحمن فقد بان ان ابن عيينة منتقد (5) لرواة الآثار فاني لا اعلمه روي عن صالح مولى التؤمعة شيئا. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا العباس بن الوليد الخلال نا مروان (6) ابن محمد قال ربما سمعت سفيان بن عيينة على جمرة العقبة يقول: حدثنا سعيد بن بشير وكان حافظا.
(1) ك " ما تلقا منك " د " ما نلقى مثل " (2) من د (3) ك " هكذا هكذا (4) د " كثرة " (5) ك " منتقدا " كذا (6) يأتي مثله في ترجمة سعيد بن بشير وتأتى ترجمة مروان في بابه ووقع هنا في ك " مرور " خطا. (*)
[ 36 ]
(12 د) حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن نصر (1) قال سمعت ابن داود - يعني عبد الله بن داود الخريبي - يقول قال سفيان [ الثوري - 2 ]: لم يكن في آل ابن عمر افضل من عمر بن محمد بن زيد العسقلاني، قال (3) علي بن نصر: كانوا ستة - عمر وحمد وواقد وابو بكر وزيد وعاصم. حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سألت يحيى بن معين عن حديث شعبة عن عمرو بن دينار والثوري عن عمرو بن دينار، وسفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار، قال: سفيان بن عيينة اعلمهم بحديث عمرو بن دينار، وهو أعلم بعمرو بن دينار من حماد بن زيد. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا محمد بن ميمون الخياط المكي نا سفيان قال حدثنا [ 11 ك ] من لم تر عيناك مثله ابن ابحر [ يعني عبد الملك ابن سعيد بن ابجر ثم حدثنا مرة اخرى فقال حدثنا الابران ابن ابجر - 4 ] ومطرف.
(1) مثله في تاريخ بغداد (11 / 181) من طريق المؤلف وهو على بن نصر ابن على بن نصر الجهضمى تأتى ترجمته (3 / 1 / 207) وذكر فيها الخريبى في شيوخه وايا حاتم في الرواة عنه ووقع في د " نصر بن على " (2) ليس في د كأن بعضهم حذفه لظنه انه غلط لان هذه ترجمة سفيان بن عيينة فلو كان هذا عن سفيان الثوري لما كان لادراجه هنا وجه بل يكون محله في ترجمة الثوري وهذا وجيه ولكن الحكاية للثوري هكذا ساقها الخطيب من طريق المؤلف في تاريخ بغداد في ترجمة عمر وفيها سفيان الثوري وهكذا في ترجمة عمر من التهذيب ذكر هذه الحكاية عن الثوري فالخطأ في ادراجها هنا (3) ك " قاله " كذا (4) من د (*)
[ 37 ]
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت سفيان - يعني ابن عيينة - وقيل له: روى زرارة ابن اعين عن ابي جعفر كتابا، فقال سفيان ما رأى هو ابا جعفر ولكنه كان يتتبع حديثه. قال سفيان: كانوا ثلاثة اخوة عبد الملك ابن اعين وحمران بن اعين وزرارة بن اعين وكانوا شيعة. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت سفيان يقول: كان الوليد بن كثير صدوقا. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقال: طلب (1) ابن ابي خالد - يعني اسماعيل - الحديث قبل الاعمش بسنين. قيل لسفيان فمنصور طلب الحديث قبل أو الاعمش ؟ قال متقاربين. (2) حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي ابن المديني قال سمعت سفيان يقول: ذهبت إلى زياد بن علاقة فسألته عن الاحاديث فقال ويحك ما تريد مني ؟ ثم قال سفيان: لم نلق احدا لقى مثل ما لقى زياد، لقى المغيرة بن شعبة ولقى جرير بن عبد الله ولقى اسامة بن شريك ولقى قطبة بن مالك. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال قلت لسفيان كان شرحبيل ابن سعد (3) يفتي ؟ قال: نعم ولم يكن بالمدينة احد اعلم بالمغازي (4) منه فاحتاج فكأنهم اتهموه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد ناعلي قال سمعت سفيان
(1) ك " طالب " كذا (2) أي طلب متقاربين ووقع في د " متقاربان " (3) د " سعيد " خطأ شرحبيل بن سعد معروف تأتى ترجمته في بابه وفيها هذه الحكاية (4) ياتي مثله في ترجمة شرحبيل وهكذا في التهذيب ووقع هنا في ك " بالمعاني " خطأ. (*)
[ 38 ]
وسئل عن محمد بن اسحاق قيل له لم يرو اهل المدينة عنه فقال سفيان: جالست ابن اسحاق منذ (1) بضع وسبعين سنة وما يتهمه احد من اهل المدينة ولا يقول فيه شيئا. قلت لسفيان كان ابن اسحاق جالس (2) فاطمة بنت المنذر ؟ فقال: اخبرني ابن اسحاق انها حدثته وانه دخل عليها. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي قال قلت لسفيان ابن عيينة: ابن محمد بن حنين الذي روي عنه عمرو بن دينار: صوموا لرؤيته ؟ فقال: ابراهيم بن عبد الله بن حنين، وعبيد بن حنين، ومحمد بن حنين، من اهل المدينة موالي [ آل - 3 ] العباس، قلت عتاب ابن حنين ؟ قال: لا، هذا مكي. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان سئل عن اسماعيل بن امية وايوب بن موسى، قال: كان ايوب افقههما في الفتيا في البيوع والامور، وكنت لاسماعيل بن امية اطول مجالسة. فذكرت ذلك لابي فقال: هما ابنا عم، اسماعيل وايوب بن موسى. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال قلت لسفيان: ان ليثا روى عن طلحة بن مصرف عن ابيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ؟ فانكر ذاك سفيان وعجب منه ان يكون جد طلحة لقى النبي صلى الله عليه وسلم. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سألت سفيان عن جعفر ابن محمد بن عباد بن جعفر وكان قدم اليمن فحملوا عنه شيئا، قلت لسفيان روى معمر عنه احاديث يحيى بن سعيد، فقال سفيان: انما وجد
(1) مثله في تاريخ بغداد (1 / 221) والتهذيب وغيرهما ووقع في ك " منه " (2) ك " جالسا " خطأ انما هو " جالس " فعل ما ض (3) من د. (*)
[ 39 ]
ذاك كتابا ولم يكن صاحب حديث، أنا اعرف بهم، انما جمع كتبا فذهب بها. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت سفيان وسئل عن عبد الاعلى التيمي الذي روي عنه مسعر، فقال سفيان: كان قاصا. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت سفيان قال: كان الزهري ههنا فقلت لزياد بن سعد أرني كتابك، فقال لا، انت حافظ تذهب تسأل عنها وانا لا أدري. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول: كان عمرو ابن دينار اكبر من الزهري، سمع من جابر، والزهري لم يسمع منه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال قلت لسفيان: زكريا بن اسحاق لم يجالس عطاء ؟ قال: لا، قيل لسفيان: انهم حكوا عنك ان زكريا بن اسحاق قال أخرج الينا عطاء صحيفة، فقال سفيان: لا، (1) انما اراني صحيفة عنه ما هي بالكبيرة فقال: هذه اعطانيها يعقوب بن عطاء وقال: هذه التي سمع ابي من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فوجدت فيها أشياء سمعت (2) من عمرو وغيره واشياء قد سمعناها لم تكن في الصحيفة. حدثنا عبد الرحمن نا صالح ناعلي (13 د) قال سمعت سفيان وقلت له: كان لوهب بن عقبة البكائي ابن يقال له عقبة (3) بن وهب روي عن يزيد [ بن - 4 ] الاصم، فقال سفيان: ما كان ذاك يدري
(1) د " قال لا " (2) د " سمعتها " (3) تأتى ترجمته في باب عقبة (3 / 1 / 317) وفيها هذه الحكاية ووقع هنا في ك " عطاء " (4) من ك وياتى مثله في ترجمة عقبة. (*)
[ 40 ]
ما هذا الامر، ولا كان من شأنه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت سفيان وقيل له: ان منكدر بن محمد بن المنكدر روي عن ابيه عن جابر قال: رأيت ابا بكر واقفا على قزح، فقال سفيان: قد سمعت منكدرا يقول فكرهت ان اقول له شيئا واستحييت منه، ثم قال سفيان: نحن احفظ له منه انما قال ابن المنكدر: اخبرني سعيد بن (12 ك) عبد الرحمن بن يربوع عن جبير بن الحويرث. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت نعيم ابن حماد ققال سمعت ابن عيينة يقول: كان زياد بن سعد من اهل خراسان وكان يسكن المدينة وكان عالما بحديث الزهري. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا عثمان بن عيسى المروزي قال سمعت حبان بن موسى يقول قال أبو عمران - شيخ من اصحاب ابن المبارك - ذكرت عبد الله عند ابن عيينة فقال: لا ترى عيناك مثله. حدثنا عبد الرحمن نا ابي قال سمعت علي ابن المديني يقول سمعت سفيان بن عيينة يقول: كنا نتقي حديث داود بن الحصين. حدثنا عبد الرحمن نا ابي قال سمعت ابا معمر القطيعي يقول كان ابن عيينة لا يحمد حفظ ابن عقيل - يعني عبد الله بن محمد بن (1) عقيل. حدثنا عبد الرحمن نا أبو زرعة [ حدثنا الحميدي قال قال سفيان: كان ابن عقيل في حفظه شئ فكرهت ان القاه. حدثنا أبو زرعة - 2 ] قال سمعت ابا الوليد الطيالسي قال سمعت عبد بن أبي قرة قال سمعت ابن عيينة يقول: ما كاءنا من العراق احد أفضل من عثمان بن زائدة.
(1) زاد في د " بن عبد الله بن " وهو خطأ (2) من د. (*)
[ 41 ]
حدثنا عبد الرحمن نا اسماعيل بن ابي الحارث نا علي - يعني ابن المديني - عن سفيان [ يعني - 1 ] ابن عيينة - قال: كان قيس بن مسلم الجدلي من اهل الخشوع، قال سفيان: لقد بلغني انه لم يرفع رأسه إلى السماء منذ كذا وكذا من الخشوع. حدثنا عبد الرحمن نا ابي وعلي بن الحسن الهسنجاني قالا سمعنا يحيى بن المغيرة قال سمعت ابن عيينة يقول: لا تسمعوا من بقية ما كان في سنة، واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا هارون بن سعيد الايلي قال اخبرني خالد بن نزار قال قال سفيان - يعني ابن عيينة -: ومن كان اطلب لحديث نافع وأعلم به من ايوب السختياني ؟. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا احمد بن السندي الرازي الباغي قال سمعت ابراهيم بن موسى قال اخبرني عبد الرحمن بن الحكم بن بشير عن سفيان بن عيينة انه قال ذات يوم: ما بقي احد اروى عن محمد ابن المنكدر مني، فقيل له: ابراهيم بن ابي يحيى ؟ قال: انما نريد اهل الصدق. حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلى نا حامد ابن يحيى البلخي نا سفيان بن عيينة: نا ابراهيم بن ميسرة وكان اصدق الناس واوثقهم. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا سريج بن يونس نا سفيان عن الاحوص بن حكيم: وكان ثقة. حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول: كان ابن عيينة يقدم الاحوص
(1) من ك (*)
[ 42 ]
ابن حكيم على ثور في الحديث، قال: وغلط ابن عيينة، الاحوص منكر الحديث، وثور صدوق. حدثنا عبد الرحمن نا عمر بن شبة النميري نا هارون - يعني ابن معروف - نا سفيان - يعني ابن عيينة - قال: كان محمد بن المنكدر من معادن الصدق يجتمع إليه الصالحون. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت سفيان يقول: لم ار من هؤلاء افقه من الزهري وحماد وقتادة. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد الايلي قال اخبرني خالد - يعني ابن نزار - عن سفيان [ يعني - 1 ] ابن عيينة - قال: كان الزهري اعلم اهل المدينة. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا ابن الطباع قال سمعت سفيان يقول لم يكن في الناس احد اعلم بالسنة منه - يعني الزهري. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا نعيم - يعني ابن حماد - قال سمعت ابن عيينة يقول: حدثنا أبو الزبير وهو أبو الزبير - [ اي - 1 ] كأنه يضعفه. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن منصور الرمادي نا علي بن عبد الله يعني ابن المديني - نا سفيان: نا مطرف وكان ثقة. حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلى نا محمد ابن عمرو بن العباس الباهلي نا سفيان - يعني ابن عيينة - قال قال مطرف بن طريف: ما يسرني اني كذبت وان لى الدنيا وما فيها.
(1) من ك. (*)
[ 43 ]
حدثنا عبد الرحمن قال حدثت عن احمد بن حنبل عن عبد الرزاق عن ابن عيينة قال: محدثو الحجاز ابن شهاب ويحيى بن سعيد وابن جريج يجيئون بالحديث على وجهه. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا نعيم بن حماد قال قال سفيان بن عيينة: كان هشام اعلم الناس بحديث الحسن. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن (14 د) الهسنجاني نا نعيم ابن حماد قال سمعت ابن عيينة يقول: لقد اتى هشام بن حسان عظيما بروايته عن الحسن، قيل لنعيم لم ؟ قال لانه كان صغيرا. [ حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا عبد الجبار بن العلاء - 1 ] قال قال سفيان - يعني ابن عيينة -: كان مسعر عندنا من معادن الصدق. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا عبد الله بن الزبير الحميدي نا سفيان: نا موسى بن ابي عائشة وكان من الثقات. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا الحميدي نا سفيان ك انا شيخ من اهل الكوفة يقال له شعبة وكان ثقة، قال كنت مع ابي بردة بن ابي موسى في داره. حدثنا عبد الرحمن سمعت ابي يقول: هو شعبة بن دينار، روى عنه سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا الحميدي نا سفيان نا يزيد (13 ك) ابن ابي زياد بمكة عن عبد الرحمن بن ابي ليلى عن البراء بن عازب قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه. قال سفيان: فلما قدمت الكوفة سمعته يحدث به فزاد فيه (ثم لا يعود)
(1) من ك ويأتى مثله في ترجمة مسعر. (*)
[ 44 ]
فظننت انهم لقنوه، وكان بمكة يومئذ احفظ منه يوم رأيته بالكوفة وقالوا لي انه قد تغير حفظه. حدثنا عبد الرحمن نا ابى نا الحميدي نا سفيان نا قعنب (1) التميمي وكان ثقة خيارا عن علقمة بن مرثد. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا نعيم - يعني ابن حماد قال سمعت ابن عيينة يقول: ان العالم الذي يعطي كل حديث حقه. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا نعيم - يعني ابن حماد - قال قال ابن عيينة: ما رأيت احدا يحمل عنه من الاحاديث المرسلة ما تحمل عن ابن المنكدر. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت سفيان - يعني ابن عيينة يقول: كان اسماعيل ابن محمد بن سعد من ارفع هؤلاء. حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن ابي خيثمة فيما كتب إلى نا ابن ابي رزمة قال اخبرني ابي نا ابن عيينة قال: كنت إذا سمعت الحسن بن عمارة يروي عن الزهري وعمرو بن دينار جعلت اصبعي في اذني. حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن ابي خيثمة فيما كتب إلى نا ابراهيم بن المنذر قال سمعت ابن عيينة يقول: نا الحسن بن دينار وكان يقال فيه. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد بن يحيى بن (2) سعيد القطان نا
(1) تأتى ترجمته في بابه وفيها هذه الحكاية ووقع هنا في ك " قعيث " خطأ. (2) هو أبو سعيد احمد بن محمد بن يحيى بن سعيد نسبه هنا إلى جده. (*)
[ 45 ]
ابراهيم بن عمر بن ابي الوزير قال سمعت سفيان بن عيينة يقول: كان أبو اسحاق الفزاري اماما. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي حدثني هارون بن سعيد اخبرني خالد بن نزار عن سفيان - يعني ابن عيينة - قال كان اعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة، القاسم بن محمد وعروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن. حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن احمد بن حنبل فيما كتب إلى قال حدثني ابي قال سمعت ابن عيينة يقول: نا محمد بن عجلان وكان ثقة. حدثنا عبد الرحمن نا ابي قال سمعت ابا معمر [ يعني - 1 ] القطيعي يقول كان ابن عيينة لا يحمد حفظ ليث بن ابي سليم. حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن ابي خيثمة فيما كتب إلى نا ابراهيم ابن المنذر عن ابن عيينة انه قال ما يقول اصحابك في محمد بن اسحاق ؟ قال: يقولون انه كذاب، قال: لا تقل ذاك. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان - - يعني ابن عيينة - قال: كان يوسف - يعني ابن اسحاق بن ابي اسحاق - احفظ ولد ابي اسحاق. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن احمد بن البراء قال قال علي ابن المديني قال سفيان بن عيينة: لم يكن من ولد ابي اسحاق احد احفظ عندي من يوسف بن اسحاق بن ابي اسحاق. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا احمد بن حنبل نا سفيان - يعني ابن عيينة -: نا سليمان بن ابي المغيرة، ثقة خيار.
من ك. (*)
[ 46 ]
حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن ابي خيثمة فيما كتب إلى نا أبو الفتح نصر بن المغيرة قال قال سفيان: لم ار احدا طلب الحديث وهو مسن احفظ من روح بن القاسم. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا علي بن ميمون العطار الرقي قال سمعت سفيان [ يعني - 1 ] ابن عيينة - وسئل عما رواه عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده فقال: غيره اجود منه. حدثنا عبد الرحمن نا أبو هارون الخراز محمد بن خالد الرازي نا علي بن سليمان البلخي قال قال ابن عيينة: قلت لمسعر من اثبت من ادركت ؟ قال: ما رأيت اثبت من عمرو بن دينار والقاسم بن عبد الرحمن - يعني ابن عبد الله بن مسعود. قال أبو محمد هذا لعناية ابن عيينة بنا قلة الآثار (2) سأل مسعرا عن اثبت من ادركه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول جئت إلى صالح مولى التؤمعة فسألته كيف سمعت ابا هريرة ؟ كيف سمعت ابن عباس ؟ فقالوا انه قد اختلط فتركته. حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن ابي خيثمة فيما كتب إلى نا ابي نا سفيان بن عيينة قال: حديث ابي سفيان عن جابر انما هي صحيفة. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت احمد ابن سعيد الدارمي يقول سمعت بشر بن عمر (3) يقول سمعت ابن عيينة يقول: عليك بزهير بن معاوية فما بالكوفة مثله. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي بن المدينى قال سمعت سفيان (4) يقول: لم يكن بالمدينة رجل ارضى من عبد الرحمن بن القاسم.
(1) من ك (2) د " الاخبار " (3) د " عمرو " خطأ (4) د " سمعت ابن عيينة " (*)
[ 47 ]
حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول: ما كان اشد انتقاد مالك [ بن انس - 1 ] للرجال واعلمه بشأنهم. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان (15 د) وذكر عمرو بن عبيد قال [ كتبت عنه كتاب الله (2) فوهبت كتابه ابن اخي عمرو بن عبيد قال - 3 ] سفيان ووهبت له كتاب ابن جدعان. فقيل لسفيان لم وهبته ؟ قال كنت قد حفظته ولم أر أني انساه [ ثم - 3 ] قال سفيان وكنت اريد اهر (؟) منه، وقال بيده كأنه يريد اثبت منه وجمع يده. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول: كان اسماعيل بن سميع بيهسيا فلم اذهب إليه ولم اقربه. حدثنا عبد الرحمن [ نا صالح - 4 ] نا علي قال سمعت (14 ك) سفيان يقول: كان بالمدينة ايضا شيخ عابد فما وضعه عند اهل المدية الا القدر، قال علي فقلت لسفيان من هو ؟ قال ابن ابي لبيد، ثم قال سفيان: جالست ابن ابي لبيد ههنا يعني بمكة - وقدم الكوفة وقلت لعمر بن سعيد فذهب إليه فلقيه، وجالسه سفيان بالكوفة. حدثنا عبد الرحمن [ نا صالح - 4 ] نا علي قال سمعت سفيان وسئل عن عبد الرحمن بن اسحاق فقال: عبد الرحمن بن اسحاق كان قدريا فنفاه اهل المدينة فجاءنا ههنا مقتل الوليد فلم نجالسه (5) وقالوا انه قد سمع الحديث. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول: لم يكن عندنا قرشيين (6) مثل ايوب بن موسى واسماعيل بن امية، وقال: كان
(1) من ك (2) كذا في د (3) من د (4) سقط من ك (5) د " فلم يجالسوه " (6) كذا وفي د " قرشي ". (*)
[ 48 ]
لايوب بن موسى اخ يقال له عمران بن موسى اسن منه ولم (1) يكن عنده شئ. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول: كان ابن طاوس احفظ عندنا من غيره - قلت لسفيان اين كان حفظ ابراهيم بن ميسرة عن طاوس من حفظ ابن طاوس ؟ قال لو شئت قلت لك اني اقدم ابراهيم عليه في الحفظ فعلت. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال قلت لسفيان: كان صدقة بن يسار كوفيا ؟ قال: كان اصله كوفيا. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول: اول ما قدم علينا يزيد بن يزيد بن جابر مع مسلمة بن هشام (2) وكان رجلا حسن الهيئة حسن النحو، قال سفيان: وكانوا يقولون لم يكن في اصحاب مكحول مثله. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا عمرو بن محمد الناقد نا سفيان - يعني ابن عيينة - قال: ما كان بالكوفة بعد عربيين ابراهيم والشعبي مثل موليين الحكم وحماد. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت ابا احمد - يعني الزبيري (3) قال حدثت سفيان بن عيينة عن معلى الطحان - يعني [ ابن - 4 ] هلال - ببعض حديث ابن ابي نجيح فقال:
(1) ك " فلم " خطأ (2) د " هاشم " (3) هكذا ياتي في ترجمة معلى وهو الصواب وابو احمد الزبيري اسم محمد بن عبد الله بن الزبير يأتي ترجمته في بابه ووقع في الاصلين هنا " الزهري " خطأ (4) سقط من الاصلين وتأتى ترجمة معلى ين هلال الطحان في بابه وهو مشهور. (*)
[ 49 ]
ما احوج صاحب هذا إلى ان يقتل. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت سفيان ان عيينة قال، اتيت عدن (1) فلم ار مثل الحكم بن ابان. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول: كان ابراهيم الهجري يسوق الحديث بسياقة جيدة (2) على ما فيه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال قلت لسفيان ان ابن جريج روى عن عمرو - يعني ابن دينار - عن الحسن بن محمد ان عليا قال: لقد ظلم من منع بني الام نصيبهم من الدية، وقال سفيان بن سعيد عن عمرو عمن سمع عليا رضي الله عنه. فقال سفيان: اخطأوا لزمت عمرا ولا يتكلم بكلمة الا (3) ثم قال قال سفيان قال عمروسمعت من عبد الله بن محمد يقول: قال علي لقد ظلم من منع بني الام نصيبهم من الدية. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا هرون بن سعيد الايلي قال اخبرني خالد بن نزار عن سفيان بن عيينة قال: [ كان - 4 ] عمرو بن دينار اعلم اهل مكة. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ سمعت عبد الرحمن بن الحكم بن بشير يذكر عن ابن عيينة قال: نا عمرو (5) بن دينار وكان ثقة ثقة ثقة، وحديثا (6) اسمعه من عمرو أحب إلى من عشرين من غيره. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت سفيان يقول: كان عمارة ابن القعقاع ابن اخي ابن شبرمة وكان اسن منه وأقرأ للقرآن منه، وكان عبد الله بن عيسى ابن اخي ابن ابي ليلى وكان اسن منه.
(1) د " عدنا " (2) د " سياقا جيدة " (3) كأنه اراد " احفظها " (4) من ك (5) ياتي مثله في ترجمة عمر ووقع هنا في ك " محمد " خطأ (6) د " وحديث ". (*)
[ 50 ]
باب ما ذكر من جلالة سفيان بن عيينة عند العلماء حدثنا عبد الرحمن نا الحسن بن احمد بن الليث الرازي نا سهل ابن زنجلة قال سمعت وكيعا يقول: ما كتبنا عن ابن عيينة الا والاعمش حي سنة ست واربعين ومائة. حدثنا عبد الرحمن اخبرني محمود بن آدم المروزي فيما كتب إلى قال: ما رأيت وكيعا عند ابن عيينة قط الا جاثيا (1) بين يديه على ركبتيه ساكتا لا يتكلم. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي ثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري قال سمعت يحيى بن سعيد الاموي يقول: رأيت مسعرا يشفع لانسان إلى سفيان ابن عيينة يحدثه (2). حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا ابراهيم بن سعيد الجوهري قال سمعت ابا معاوية يقول: كنا نخرج من مجلس الاعمش فنأتي ابن عيينة. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل ثنا علي - يعني ابن المديني - قال قال سفيان: كنت الزم ايوب بالليل عند عمرو بن دينار (16 د) وكنت افيده عن عمرو بن دينار رؤس الاحاديث وأذهب معه فأسأل له عن تلك الاطراف وكان يسألني: كم روى عمرو عن فلان ؟ وكم روى عن فلان ؟ فأقصها عليه ثم اكتب له من كل شيخ شيئا وأسال له عمرا عنها، وكتبت له اطرافا عن يحيى بن سعيد الانصاري. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت سفيان
(1) د " جثا " (2) " بحديثه " كذا. (*)
[ 51 ]
قال: ربما عادني ابن ابي نجيح وانا غليم وكنت طويل الملازمة بالليل والنهار. حدثنا عبد الرحمن ثنا الحسن بن احمد بن الليث نا سهل بن زنجلة نا أبو اسامة قال دخل ابن (15 ك) عيينة على زائدة وهو مريض فسأل [ زائدة - 1 ] ابن عيينة عن حديث فحدثه فدعا زائدة بشئ وكتبه. حدثنا عبد الرحمن نا الحسن بن الليث ثنا سهل بن زنجلة يقول حدثنا (2) عن شعبة عن ابن عيينة عن الزهري عن محمد بن جبير عن ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة قاطع. باب في تواضع ابن عيينة وذمه نفسه حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سلمة النيسابوري قال سمعت ابا قدامة السرخسي يقول سمعت ابن عيينة كثيرا ما يرثي نفسه يقول. ذهب الزمان فصرت (3) غير مسود - ومن الشقاء تفردي بالسودد باب ما ذكر من حفظ ابن عيينة واتقانه وثقته في نفسه حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: ابن عيينة احب الي في الزهري من معمر.
(1) من د (2) د " حدبث " كذا (3) كذا وقع في ك ووقع في ك ووقع في د " وصرت " وفي تاريخ بغداد وغيره " خلت الديار فسدت " أي بضم السين أي صرت سيدا وهو الصواب والمعنى عليه أي انى لخلو الدبار عن مستحق السيادة صرت سيدا مع اننى غبر مستحق. (*)
[ 52 ]
حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري سمعت يحيى بن معين يقول: سفيان بن عيينة اثبت من محمد بن مسلم الطائفي واوثق منه، وهو اثبت من داود العطار في عمرو بن دينار واحب الي منه. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي (1) عن اسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: سفيان بن عيينة ثقة. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى سمعت علي ابن المديني يقول: ما في اصحاب الزهري اتقن من ابن عيينة. حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول: اثبت اصحاب الزهري مالك وابن عيينة، وكان ابن عيينة اعلم بحديث عمرو بن دينار من شعبة، وكان ابن عيينة اماما ثقة. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي [ يعني - 2 ] ابن المديني قال قلت لسفيان في حديث عمرو عن عطاء عن ابن عباس قال إذا اشتريت (3) بنقد - وبعت بنقد - فقلت: ان ابن جريح خالف هشيما، فقال سفيان: انا احفظ لها منهما. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن منصور الرمادي نا عبد الرزاق قال حدثت معمرا بحديث عن سفيان بن عيينة فقال: ان صاحبك لثقة. باب ما ذكر من حسن منطق ابن عيينة حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن منصور قال سمعت عبد الرزاق قال:
(1) د " ذكر أبي " (2) من د (3) د " استمت " (*)
[ 53 ]
: ما رأيت بعد ابن جريح مثل ابن عيينة في حسن المنطق. باب ما ذكر من مناصحة ابن عيينة للسلطان في امر المسلمين حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل سمعت ابي يقول دخل سفيان بن عيينة على معن بن زائدة وهو باليمن ولم يكن سفيان تلطخ بشئ من امر السلطان بعد فجعل سفيان يعظه ويذكر له امر المسلمين فجعل معن يقول له: ابوهم انت ؟ اخوهم انت ؟. باب ما ذكر من معرفة ابن عيينة بعمات النبي صلى الله عليه وسلم وجداته وتسميته لهن حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي قال سمعت ابا غسان مالك بن اسماعيل قال سمعت سفيان بن عيينة يقول: عمات النبي صلى الله عليه وسلم بنات عبد المطلب عاتكة وام حكيم وهي البيضاء وهي توءم (1) عبد الله، وصفية وهي (2) ام الزبير، وبرة وأميمة. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي قال سمعت ابا غسان مالك ابن اسماعيل قال سمعت ابن عيينة يقول: ابنا الفواطم، احداها جدة النبي صلى الله عليه وسلم ام ابيه اسمها فاطمة بنت عبد الله بن عمرو بن عمران ابن مخزوم، وام علي فاطمة بنت اسد بن هاشم، وام حسن وحسين
(1) ك " وهن توم " كذا " وهن " كذا. (*)
[ 54 ]
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلذلك سميا ابنا الفواطم. باب ما ذكر من جودة اخذ ابن عيينة للحديث حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي ابن المديني قال سمعت سفيان يقول: كان ايوب إذا حدثني بالحديث رددته مرتين. باب ما ذكر من مرثية سفيان بن عيينة حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي (1) رضي الله عنه عن حامد بن يحيى البلخي قال سمعت ابن مناذر يقول لما مات سفيان بن عيينة: من كان يبكي ورعا عالما * فليبك للاسلام سفيانا راحوا بسفيان إلى قبره * والعلم مكسوين اكفانا لا يبعدنك الله من هالك * اورثنا غما واحزانا حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن عثمان بن مخلد قال سمعت بعض مشايخ البصريين قال حضرت جنازة سفيان بن عيينة بمكة قال وابن المناذر يقول فيها مرثية فكان فيما قال: نجلو من الحكمة انوارها * ما تشتهي الانفس الوانا يا واحد الامة في علمها * لقيت من ذي العرش رضوانا راحوا بسفيان على نعشه * والعلم مكسوين اكفانا
(1) د " ذكر ابى " هكذا في كل موضع تقع فيه هذه العبارة (*)
[ 55 ]
(17 د) ومن العلماء الجهابدة النقاد بالكوفة سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو [ عبد الله - 1 ] وهو ثور بن عبد مناة بن اد بن طانحة باب ما ذكر من علم سفيان الثوري وفقهه حدثنا عبد الرحمن (16 ك) نا حماد بن الحسن (2) بن عنبسة نا اسحاق بن الصباح الاسدي (3) قال سمعت ابا الحارث يقول سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما رأيت رجلا اعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا احمد بن عبد الله بن يونس قال ذكر سفيان الثوري عند زائدة فقال: ذلك اعلم الناس في انفسنا. حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة عليه قال اخبرني ابي عن الاوزاعي انه كتب إلى عبد الله (4) بن يزيد: بلغني كتابك تذكر دروسا من العلم وذهاب العلماء، وان كنت لم تعرف ذهاب العلماء الا في عاملك هذا فقد اغفلت النظر فانه قد اسرع بهم منذ حين
(1) سقط من د (2) يأتي مثله في ترجمة الثوري من اصل الكتاب وتأتى ترجمة حماد بن الحسن في بابه ووقع هنا في ك " الحسين " خطأ (3) كذا وانما هو " الاشعثى " من ذرية الاشعث بن قيس الكندى تأتى ترجمته في بابه من اصل الكتاب وله ترحمة في التهذيب فيها روايته عن ابى الحارث سريج بن يونس ورواية حماد بن الحسن عنه (4) د " عبيدالله ". (*)
[ 56 ]
وذهب بقاياهم منذ اعوام من كل جند وأفق فلم يبق منهم رجل واحد يجتمع عليه العامة بالرضا والصحة الا ما كان من رجل واحد بالكوفة. قال عباس: يعني الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن علي بن سعيد النسائي نا محمد بن علي ابن الحسن بن شقيق قال سمعت ابي قال عبد الله - يعني ابن المبارك: لا اعلم على وجه الارض اعلم من سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان الواسطي قال سمعت وكيعا وحدث عن شعبة عن الحكم وحماد في باب - ثم قال: ايما افقه عندكم الحكم وحماد أو سفيان ؟ فسكت الناس فلم يجبه احد، فقال: كان سفيان بحرا. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن خالد أبو هارون الخراز نا مقاتل بن محمد: يحكي عن الوليد بن مسلم قال: رأيت الثوري بمكة يستفتي ولما يخط وجهه بعد. حدثنا عبد الرحمن ثنا ابي ثنا الحسن بن الربيع قال سمعت ابن المبارك قال: ما رأيت احدا خيرا من سفيان. حدثنا عبد الرحمن نا عبد الملك بن ابي عبد الرحمن المقرئ قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن الحكم بن بشير - قال: كان نوفل - يعني ابن مطهر - يحكي عن ابن المبارك قال: ما رأيت مثل سفيان. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن الحكم بن بشير - يذكر عن نوفل قال قال ابن المبارك: ما رأيت مثل سفيان، كأنه خلق لهذا الشأن. حدثنا عبد الرحمن [ نا - 1 ] عبد الملك قال وسمعت عبد الرحمن * (هامش) (1) سقط من ك. (*)
[ 57 ]
يعني ابن الحكم - يقول: ما سمعت بعد التابعين بمثل سفيان. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت نعيم ابن حماد يقول: سمعت ابن وهب يقول: ما رأيت مثل سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمد قال سمعت ابن المبارك قال: كنت إذا اعياني الشئ أتيت سفيان أساله فكأنما أغتمسه من بحر. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي - يعني ابن المديني - قال سألت يحيى يعني - ابن سعيد - فلت: ايما احب اليك رأي مالك أو رأي سفيان ؟ قال سفيان لا نشك في هذا، ثم قال يحيى: وسفيان فوق مالك في كل شئ. حدثنا عبد الرحمن نا سهل بن بحر العسكري نا محمد بن عبد الحميد نا مطرف بن مازن قال قال لنا معمر لما بلغه ان سفيان قادم عليهم اليمن قال لنا معمر: انه قد قدم عليكم محدث العرب. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم نا الحسن بن الربيع عن ابن المبارك قال: ما نعت لي احد فرأيته الا وجدته دون نعته الا سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن اخبرنا ابي نا احمد بن ابراهيم الدورقي حدثي محمد بن كثير الصنعاني عن ابي اسحاق الفزاري قال قال الاوزاعي: انما بقى هذان الرجلان - يعني ابن عون وسفيان. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا اسماعيل بن مسلمة القعنبي حدثني محمد بن المعتمر بن سليمان قال قلت لابي: من فقيه العرب ؟ قال سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج نا احمد بن حميد سمعت
[ 58 ]
ابن ادريس يقول: ما رأيت بالكوفة احدا اود اني في مسلاخه الا سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج قال سمعت ابا داود الحفري وسأله رجل عن سفيان والحسن بن صالح ففضل سفيان على الحسن. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال سمعت الفريابي يقول: سألت ابن عيينة عن مسألة فأجابني فيها فقلت: خالفك فيها الثوري فقال لا ترى بعينك مثل سفيان ابدا. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي نا ابن أبي رزمة انا أبو اسامة قال: من اخبرك انه نظر بعينه (1) إلى مثل سفيان الثوري فلا تصدقة. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل قال قال ابى قال سفيان بن عيينة لن ترى بعينك مثل سفيان حتى تموت قال أبي: هو كما قال. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن احمد بن البراء قال قال علي ابن المديني: اصحاب عبد الله - يعني ابن مسعود: ستة الذين يقرءون ويفتون ومن بعدهم اربعة ومن بعد هؤلاء سفيان الثوري كان يذهب مذهبهم ويفتي بفتواهم وكان اعلم الناس بابي اسحاق (2) والاعمش بحديثهم وطريقتهم. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا شهاب بن عباد قال سمعت هشام الصيدناني قال سمعت الحسن بن صالح قال كنا في حلقة (18 د) ابن ابي ليلى (17 ك) فتذاكروا مسألة وطلع سفيان الثوري فقال: ألقوها عليه، قال حسن فجاء فجلس قريبا مني فأجاب فيها فأصاب [ فيها - 3 ] فسمعته يحمد الله عزوجل فيما بينه وبين نفسه، قال حسن: فكنت اراه يطلبه بنية يعني العلم.
(1) د " بعينيه " (2) يعنى السبيعى. ووقع في د " باسحاق " خطأ (3) من د (*)
[ 59 ]
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت ابا طالب احمد بن حميد قال قال أبو عبد الله بن حنبل قال: دخل على مالك الاوزاعي وسفيان فلما خرجا من عنده قال: احدهما اكثر علما من صاحبه ولا يصلح للامامة، والآخر يصلح للامامة. قلت لابي عبد الله فالذي عنى مالك انه اعلم الرجلين هو سفيان ؟ قال، نعم. قال أبو عبد الله: أجل، سفيان اوسعهما علما. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمد بن المنهال قال سمعت يزيد - يعني - ابن زريع - قال: وكان سفيان راويا (1) مفتيا. حدثنا عبد الرحمن نا ابي اخبرني قطبة بن العلاء قال سمعت سفيان الثوري يقول: انا في هذا الحديث منذ ستين سنة. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن منصور الرمادي ثنا الاخنسي - يعني احمد بن عمران - قال سمعت يحيى بن يمان يقول: ما رأينا مثل سفيان ولا رأى سفيان مثله، كان سفيان في الحديث امير المؤمنين. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن منصور الرمادي نا عثمان بن ابي شيبة قال سمعت ابن ادريس قال قال لي ابن ابي ذئب: ما رأيت رجلا من اهل العراق يشبه ثوريكم هذا. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن منصور نا مسدد قال سمعت ابن داود - يعني الخريبي - قال سمعت ابن ابي ذئب - وذكر سفيان - فقال: لم يأتنا من هذه الناحية احد يشبهه. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن احمد بن البراء قال علي ابن المديني: نظرت فإذا الاسناد يدور على ستة، الزهري وعمرو بن دينار وقتادة
(1) د " راوية ". (*)
[ 60 ]
ويحيى بن ابي كثير وابو اسحاق والاعمش: ثم صار علم هؤلاء الستة من اهل الكوفة إلى سفيان الثوري. [ باب - 1 ] ما ذكر من براعة فهم سفيان الثوري وفطنته وفراسته حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد بن يحيى القطان حدثني عبيد الله ابن عمر القوايري قال سمعت يحيى بن سعيد يقول كنا على باب اسماعيل ابن ابي خالد فقال - يعني سفيان - يا يحيى تعال حتى احدثك عنه بعشرة احاديث لم تسمعها، فسرد ثمانية كأنه قد علم انى لم اسمعها. حدثنا عبد الرحمن ثنا أبو سليم الجبيلي قال سمعت الفريابي يقول رأينا سفيان الثوري بالكوفة وكان جماعة من اهل الحديث ننزل في دار فلما حضرت صلاة الظهر دلونا له دلوا من بئر في الدار فإذا الماء متغير فقال ما بال مائكم هذا ؟ قلنا هو كذا منذ نزلنا هذه الدار، فقال ادلوا دلوا من بئر الدار التى قبليكم، فإذا ماء ابيض، ثم قال ادلوا دلوا من بئر الدار، اتى شرقيكم، فإذا ماء ابيض، ثم قال ادلوا دلوا من بئر الدار التي شأمكم، فإذا ماء ابيض، فقال ادلوا دلوا من بئر الدار التى غربكم، فإذا ماء ابيض، فقال ان لبئركم هذه لشأنا، فحفرنا فأصبنا عرق كنيف ينز فيه فقال لنا منذ كم نزلتم هذه الدار ؟ فقلنا اربع سنين، فأمرنا باعادة صلاة اربع سنين فيها ركعتا الفجر وركعتان بعد الغروب والوتر. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان قال قال أبو معاوية لقيني سفيان الثوري بعد موت الاعمش فقال لي كيف انت يا محمد ؟ كيف حالك ؟ ثم قال لى: سمعت من الاعمش كذا ؟ قلت: لا، قال: فسمعت
(1) من د. (*)
[ 61 ]
منه كذا ؟ قلت: لا، فجعل يحدثني باحاديث كأنه علم اني لم اسمعها [ سفيان الثوري - 1 ]. حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت حسن بن الربيع قال سمعت محمد بن السماك قال نظر الي سفيان الثوري فتفرس في فقال: ما اراك تموت حتى تصير قاصا. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا محمد بن عيسى ابن الطباع قال قال عبد الرحمن بن مهدي كنت اذاكر سفيان الثوري بحديث حماد ابن زيد ولا اسميه فإذا جاءه حماد بن زيد سأله عن تلك الاحاديث فجعل يتعجب (2) من فطنته. باب ما ذكر من تخوف الثوري على نفسه من العلم ان لا يسلم منه حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن يقول سمعت سفيان يقول: ما من عملي شئ انا اخوف منه من هذا - يعني الحديث. حدثنا عبد الرحمن نا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي (3) قال سمعت الفريابي وقبيصة يقولان سمعنا سفيان يقول: وددت اني نجوت من هذا العلم كفانا لالي ولا علي. حدثنا عبد الرحمن نا عبد الله بن محمد بن عمرو قال سمعت قبيصة
(1) من ك (2) ياتي في ترجمة الثوري من اصل الكتاب " فجعلت اتعجب " (3) ياتي مثله في ترجمة الثوري من اصل الكتاب وهكذا ضبطه ابن السمعاني في الانساب (408 ب) ووقع هنا في ك " العدنى " خطأ. (*)
[ 62 ]
قال سمعت سفيان بعد ذلك يقول: وما على الرجل ان يكون هذا العلم من كلامه. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا أبو عمر عيسى بن محمد النحاس الرملي قال قال ضمرة سمعت سفيان الثوري يقول (18 ك): وددت اني أنفلت من هذا الامر لالي ولا علي، انا اليوم اطلب العلم، فهذا لاي شئ هو ؟. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا علي بن ميسرة نا الحسن بن الحكيم الناجي (1) قال سمعت ابن عيينة يقول قال سفيان الثوري: قد القى الينا من هذا الامر شئ فوددت اني اصبت من ألقى إليه. قال أبو محمد يعني العلم. حدثنا عبد الرحمن نا حجاج بن حمزة نا عبد الرحمن بن مصعب المعني قال سمعت سفيان يقول: لو لم اعلم كان اقل لحزني. (19 د) حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا شهاب بن عباد قال سمعت ابا غسان قال قيل للحسن بن صالح ان سفيان يقول: ليتني لم اسمع من هذا العلم بشئ (2) قال الحسن: ولو لم ؟ قال أبو محمد كانوا يتخوفون من افضل اعمالهم. باب ما ذكر من حفظ الثوري واتقانه حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا أبو بكر بن ابي شيبة قال سمعت يحيى
(1) د " الحسن حكيم الناجى " والمعروف " الحسين بن حكيم البلخى " تأتى ترجمته في بابه وفيها روايته عن ابن عيينة ورواية على بن ميسرة عنه والله اعلم (2) د " شيئا ". (*)
[ 63 ]
ابن سعيد القطان يقول: ما رأيت احدا احفظ من سفيان الثوري، قلت له - أو قيل له - ثم من ؟ قال ثم شعبة، قيل ثم من ؟ قال ثم هشيم (1). حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - يقول قدمت على سفيان بن عيينة فجعل يسألني عن المحدثين فقال: ما بالعراق احد يحفظ الحديث الا سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال: كان وهيب يقدم سفيان في الحفظ - يعني على مالك. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا يوسف بن موسى التستري قال سمعت ابا داود يقول سمعت شعبة يقول: إذا خالفني سفيان في حديث فالحديث حديثه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا على - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: ليس احد احب الي من شعبة ولا يعدله احد عندي، وإذا خالفه سفيان اخذت بقول سفيان. حدثنا عبد الرحمن نا أبو عبد الله الطهراني انا عبد الرزاق قال كان سفيان يقول: ما استودعت قلبي شيئا قط فخانه (2). حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الرحمن ابن مهدي يقول ما (3) رأيت سفيان لشئ من حديثه احفظ منه لحديث الاعمش. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي حدثني أبو بكر بن ابي عتاب الاعين قال سمعت احمد بن حنبل وقلت: من احب الناس اليك في حديث
(1) ك " هاشم " خطأ (2) د " فخافننى " (3) ك " لما " ولا وجه له. (*)
[ 64 ]
الاعمش ؟ قال: سفيان، قلت شعبة ؟ قال: سفيان. حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن ابي خيثمة فيما كتب الي قال سمعت يحيى بن معين يقول: لم يكن احد اعلم بحديث الاعمش من الثوري. حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن ابي خيثمة فيما كتب الي قال سمعت يحيى بن معين يقول: لم يكن احد اعلم بحديث ابي اسحاق من الثوري، ولم يكن احد اعلم بحديث منصور من سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن ابراهيم نا عمرو بن علي قال سمعت (1) ابا معاوية يقول: كان سفيان يأتيني ههنا فيذاكرني حديث الاعمش فما رأيت احدا اعلم بحديث الاعمش منه. حدثنا عبد الرحمن سمعت ابي يقول: احفظ اصحاب الاعمش (2) الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الرحمن ابن مهدي يقول لما حدث سفيان عن حماد عن عمرو بن عطية التيمي عن سلمان قال: إذا حكمت جسدك فلا تمسحه ببزاق فانه ليس بطهور، قلت له هذا حماد يروي عن ربعي بن حراش عن سلمان، قال: من يقول ذا ؟ قلت: حدثنا حماد بن سلمة، قال امضه، قلت: حدثنا شعبة، قال: امضه، قلت: حدثنا هشام الدستوائي، قال: هشام ؟ قلت نعم، فأطرق هنيهة ثم قال: امضه، سمعت حمادا يحدثه (3) عن عمرو (4)
(1) زاد في ك " يحيى بن معين " وهى طائشة مما تقدم والحكاية في تاريخ بغداد (9 / 167) وفيها " قال أبو حفص عمرو بن على سمعت ابا معاوية " (2) ك " اصحاب الحديث " (3) د " يحدث " (4) هكذا في د وتأتى له ترجمة في باب = (*)
[ 65 ]
ابن عطية عن سلمان. قال عبد الرحمن فمكثت زما نا أحمل الخطأ على سفيان، نظرت في كتاب غندر (1) عن شعبة فإذا هو عن حماد عن ربعي بن حراش عن سلمان، قال شعبة: وقد قال حماد مرة: عن عمرو بن عطية التيمي عن سلمان. فعلمت ان سفيان إذا حفظ الشئ (2) لم يبال من خالفة. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - يقول: ربما كنا (3) عند سفيان فكأنه قد اوقف للحساب فلا نجترئ نسأله عن شئ، فنعرض له بذكر الحديث فإذا جاء [ به - 4 ] الحديث ذهب ذلك الخشوع فانما هو: حدثنا، حدثنا. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني ثنا يحيى بن ايوب الزاهد نا معاذ بن معاذ قال قال يحيى بن سعيد القطان: كان سفيان الثوري ما شئت من صلاة وقراءة فإذا جاء الحديث (19 ك) فكأنه ليس الذي [ كان - 5 ]. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سلمة النيسابوري نا محمد بن ابان - يعني البلخي الوكيعي - قال سمعت وكيعا يقول: ذكر شعبة حديثا عن ابي اسحاق، فقال رجل: ان سفيان خالفك فيه فقال: دعوه، سفيان احفظ مني. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت معاذا - يعني ابن معاذ - وقيل له: اي اصحاب ابي
= عمرو ووقع هنا في ك " عمر " خطأ (1) مثله في تاريخ بغداد (9 / 168) وهو الصواب ووقع في ك " عنده " خطأ (2) د " شيئا " (3) ك " كان " كذا (4) ليس في د (5) من د. (*)
[ 66 ]
اسحاق اثبت ؟ قال: شعبة وسفيان، ثم سكت. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت ابا طالب قال قال أبو عبد الله - يعني احمد بن حنبل -: سفيان احفظ للاسناد واسماء الرجال من شعبة. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي عن اسحاق بن منصور عن يحيى ابن معين انه قال: سفيان الثوري ثقة. حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول: سفيان فقيه حافظ زاهد، امام اهل العراق، واتقن اصحاب أبي اسحاق، وهو احفظ من شعبة، وإذا اختلف الثوري وشعبة فالثوري. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن منصور (20 د) الرمادي نا احمد ابن عمران الاخنسي نا الوليد بن عقبة الشيباني قال قيل لسفيان بن سعيد: لو جلست لنا مجلسا، وذاك قبل خروجه إلى البصرة - فاستقبل القبلة ثم ابتدأ، فكتبت بيدي ثلثمائة حديث. حدثنا عبد الرحمن سمعت ابا زرعة يقول: اثبت اصحاب ابي اسحاق الثوري وشعبة واسراءيل، ومن بينهم الثوري احب إلى، كان الثوري احفظ من شعبة في اسناد الحديث وفي متنه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال قال يحيى قال لي سفيان بعد ثماني عشرة سنة أو تسع عشرة سنة في حديث عمرو بن مرة: هذا أليس قد حدثتك به مرة ؟. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي ابن المديني قال سمعت يحيى يقول: سألت سفيان عن حديث عاصم قول ابن عباس في المرتدة، فانكره وقال: ليس من حديثي.
[ 67 ]
حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي [ ابن المديني - 1 ] قال سمعت يحيى يقول: كان سفيان إذا حدثني بالحديث فلم يتقنه قال: لا تكتبه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - قال سألت سفيان قلت حدثنا شعبة عن الاعمش عن مسروق في المحرم يتزوج، قال: لعلك وهمت على شعبة، قلت ان جرير بن حازم يروي عن الاعمش عن ابراهيم عن عبد الله، قال دع جريرا انما حدثني الاعمش ومنصور عن مسلم عن مسروق: سحتجم المحرم ولا يحتجم الصائم. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - قال سألت سفيان عن حديث الاعمش عن ابي وائل عن عبد الله قال: لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما لم يسفك دما حراما. فأنكر أن يكون عن ابي وائل، وقال: انما سمعه من عبد الملك بن عمير انا ذهبت به إليه. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى (2) انا محمود بن غيلان نا أبو داود الطيالسي عن شعبة قال: ما حدثني احد عن شيخ الا وإذا سألته - يعني ذلك الشيخ - يأتي بخلاف ما حدث عنه ما خلا سفيان الثوري فانه لم يحدثني عن شيخ الا وإذا سألته وجدته على ما قال سفيان. حدثنا عبد الرحمن نا اسماعيل بن ابي الحارث (3) نا احمد - يعني ابن حنبل عن يحيى بن بكير (4) قال سمعت شعبة يقول: ما حدثني سفيان
(1) من ك (2) ياتي مثله (22 ك) وغيرهما و وقع هنا في ك " محمد بن محمد " كذا (2) هو اسماعيل بن اسد تأتى ترجمته في بابه وفيها سماع المؤلف منه ووقع في د " اسماعيل ثنا الحارث " خطأ (4) هو الكرماني ووقع في د " يحيى بن ابى يكر " خطأ. (*)
[ 68 ]
عن انسان بحديث فسألته عنه الا كان كما حدثي. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سلمة نا محمد بن ابان - يعني البلخي قال سمعت وكيعا يقول قال شعبة: ما اطرف لي - يعني ما اعطاني طرف حديث عن شيخ فسألت الشيخ الا وجدته كما قال سفيان. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج سمعت (1) عقبة - يعني ابن خالد - قال كنت عنه عبيد الله فلما تفرق اصحاب الحديث انقحم سفيان الثوري وانقحمت معه فسأله عن سبعين حديثا ما كتب منها شيئا وأخرجت الواحا معي نحو من ذراع فلم يفتني منها شئ فما صبر أن قال: انما قلب احدهم الواحة. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي نا ابن أبي رزمة نا (2) الفضل ابن موسى قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول: تبا لمن خالف سفيان الثوري في الحديث وان كان محقا. باب ما ذكر من جودة اخذ سفيان للحديث حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - قال: كنت مع سفيان عند عكرمة فجعل يوقفه على كل حديث على السماع. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا على قال سمعت عبد الرحمن قال: شهدت سفيان عند العمري فجعل يوقفه في كل حديث توقيفا شديدا.
(1) د " ثنا " (2) د " اخبرنا ". (*)
[ 69 ]
باب ما ذكر من تزكية الثوري لمن اجمل القول في السلف حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا عثمان بن مطيع حدثني عبد العزيز بن ابي عثمان قال اصيب سفيان بن سعيد (20 ك) بأخ له يسمى عمر وكان مقدما فلما سووا عليه قبره قال: رحمك الله يا اخي إن كنت لسليم الصدر للسلف، وإن كنت لتحب ان تخفي علمك - اي لا تحب الرياسة. باب ما ذكر من معرفة سفيان الثوري برواة الاخبار وناقلة الآثار وكلامه فيهم حدثنا عبد الرحمن نا صالح بناحمد بن حنبل ثنا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى بن سعيد يقول سألت سفيان عن حديث حماد عن ابراهيم في الرجل يتزوج المجوسية، فجعل لا يحدثني به مطلني (1) به اياما ثم قال: انما حدثني به جابر - يعني الجعفي - عن حمال، ما ترجو به منه قال أبو محمد كأنه لم يرض جابرا الجعفي. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي - يعني ابن المديني - قال سألت (2) يحيى بن سعيد عن حديث سفيان عن حماد عن ابراهيم عن الاسود عن عائشة (ان اطيب ما اكلتم كسبكم) قال لي سفيان: هذا وهم. قال يحيى وقد حملته عنه، وهو عندي هكذا كما قال
(1) د " ومطلني " (2) ك " سمعت ". (*)
[ 70 ]
سفيان، وهم. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان سفيان يعجب من حفظ عبد الملك. قال صالح قلت لابي هو عبد الملك بن عمير ؟ قال: نعم. قال أبو محمد فذكرته لابي فقال: هذا وهم، انما هو عبد الملك بن ابي سليمان، وعبد الملك بن عمير لم يوصف بالحفظ. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال قال سفيان بن سعيد: لم ار ههنا شيخا مثل هذا - يعني سلام بن مسكين. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت (1) عبد الرحمن ابن مهدي قال سمعت سفيان وذكر منصورا [ يوما - 2 ] فقال: ربما حدث عن رجلين عن ابراهيم. كأنه يقول لا يرسل شيئا. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي قال سمعت عبد الرحمن ابن مهدي قال (3) اخبرني سفيان بحديث زهير عن ابي اسحاق عن حارثة بن مضرب عن عمر أنه قال: للفارس سهمان فأنكره. (21 د) حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن يقول اخبرني الحسين (4) بن عياش قال كنا تاتي سفيان إذا سمعنا من الاعمش فنعرضها عليه بالعشي فيقول: هذا من حديثه، وليس هذا من حديثه، (5).
(1) د " نا " (2) من د (3) د " يقول " (4) كذا في الاصلين والمعروف الحسن ابن عياش اخو ابى بكر تأتى ترجمته في بابه (5) كان الاعمش رحمه الله كثير الحديث كثير التدليس سمع كثيرا من الكبار ثم كان يسمع من بعض الاصاغر احاديث عن اولئك الكبار فيدلسها عن اولئك الكبار، فحديثه = (*)
[ 71 ]
حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن بن عنبسة ثنا أبو داود عن زائدة قال كنا نأتي الاعمش فيحدثنا فيكثر ونأتي سفيان الثوري فنذكر تلك الاحاديث له فيقول: ليس هذا من حديث الاعمش، فنقول هو حدثنا به الساعة فيقول: اذهبوا فقولوا له ان شئتم، فنأتي الاعمش فنخبره بذلك فيقول: صدق سفيان ليس هذا من حديثنا. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - يقول حدثت (1) سفيان احاديث اسراءيل عن عبد الاعلى عن ابن الحنفية، (2) قال: كانت من كتاب [ قلت - 3 ] يعني انها ليست بسماع. حدثنا عبد الرحمن، نا صالح، نا علي قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - قال روي شعبة عن منصور عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله، وعن الاعمش عن ابراهيم عن مسروق عن عبد الله - في رجل طلق امرأته مائة، قال عبد الرحمن فذكرت لسفيان فأنكره وقال: انما هو منصور والاعمش جميعا عن ابراهيم عن علقمة - يعني عن عبد الله. حدثنا عبد الرحمن [ نا صالح - 4 ] نا علي قال سمعت عبد الرحمن قال سألت سفيان عن حديث عاصم عن علي وعبد الله في المتلاعنين، فانكره وقال: لو كان هذا عن عاصم. قال أبو محمد ذكرته لابي فقال هذا حديث رواه قيس بن الربيع عن عاصم - عن زر عن علي،
= الذى هو حديثه هو ما سمعه من الكبار فمعنى قول سفيان " ليس هذا من حديثه " انه ليس من حديثه عمن سماء وانما سمعه من بعض من دونه فدلسه. (1) د " حدثنا " (2) زاد في د " ثم " (3) من ك (4) من د. (*)
[ 72 ]
وعن عاصم عن ابي وائل عن عبد الله في المتلاعنين فانكر الثوري ذلك وهو كما قال الثوري منكر. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول قال لي سفيان: ان الاعمش لم يسمع حديث ابراهيم عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضحك في الصلاة. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت ابن داود قال سمعت سفيان يقول: فقهاؤنا ابن شبرمة وابن أبي ليلى. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني حدثني اخي عبد الله انا أبو بكر بن ابي الاسود انا عبد الرحمن بن مهدي قال: كان سفيان يقدم سعيد بن جبير على ابراهيم - يعني النخعي. [ حدثنا محمد بن مسلم وعبد الله بن ابي عبد الرحمن قالا ثنا عبد الرحمن بن الحكم ثنا نوفل - يعني ابن مطهر - عن ابن المبارك عن سفيان قال: حفاظ الناس ثلاثة اسماعيل بن ابي خالد وعبد الملك بن ابي سليمان العرزمي ويحيى بن سعيد الانصاري، وحفاظ البصريين ثلاثة سليمان التيمي وعاصم الاحول وداود بن ابي هند وكان عاصم احفظهم. حدثنا سلمة بن كهيل وكان ركنا من الاركان - وشد قبضته، وحدثنا حبيب بن ابي ثابت وكان دعامة - أو كلمة شبهها - 1 ]. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا اخي عبد الله بن الحسن انا عبد الرزاق عن ابن عيبنة قال قال لي سفيان الثوري: رأيت منصورا وعبد الكريم الجزري وايوب السختياني وعمرو بن دينار ؟
(1) من د. (*)
[ 73 ]
هؤلاء الاعين الذين لا يشك فيهم. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا علي بن محمد الطنافسي قال سألت وكيعا عن حديث ليث بن ابي سليم فقال: كان سفيان لا يسمي ليثا. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا علي بن ميسرة نا صالح بن ابي خالد قال قلت لعثمان بن زائدة: إلى من اجلس بعدك ؟ قال: ما اعرف احدا. قال فأعدت عليه فقلت الله الله، فقال: تأدب بابي حفص الفارسي، وليس هو بصاحب حديث. قال عثمان بن زائدة (21 ك) وقلت لسفيان: إلى من اجلس بعدك ؟ فأطرق ساعة ثم قال: ما اعرف احدا. فقلت الله الله، أو كما قلت، قال: لا عليك ان تكتب الحديث من ثلاثة من زائدة بن قدامة وابي بكر بن عياش وابن عيينة. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا يحيى بن مغيرة قال قال جرير: كان سفيان إذا اصاب في الباب حديث منصور بدأ به قبل الناس. حدثنا عبد الرحمن انا احمد بن سليمان الرهاوي فيما كتب إلى قال سمعت زيد بن الحباب يقول سمعت سفيان الثوري يقول: عجبا لمن يروي عن الكلبي فذكرته لابي وقلت له: ان الثوري يروي عن الكلبي، قال: لا يقصد الرواية عنه ويحكي حكاية تعجبا فيعلقه من حضره ويجعلونه رواية عنه. حدثنا عبد الرحمن نا عمر بن شبة نا أبو عاصم النبيل قال زعم لي سفيان الثوري قال قال لنا الكلبي: ما حدثت عني عن ابي صالح عن ابن عباس فهو كذب فلا تروه. حدثنا عبد الرحمن انا ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني فيما كتب
[ 74 ]
إلى قال سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول قال عبد الله - يعني ابن المبارك - سئل سفيان بن سعيد عن ثور بن يزيد الشامي فقال: خذوا عنه واتقوا قرنية - يعني انه كان قدريا. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن عثمان بن حكيم قال سمعت ابا نعيم قال سمعت سفيان يقول: إذا قال جابر حدثنا واخبرنا فذلك. (1) حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا أبو غسان التستري قال سمعت ابا داود قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول سمعت سفيان الثوري يقول: كان جابر ورعا في الحديث ما رأيت اورع في الحديث من جابر. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن ابراهيم بن شعيب (22 د) نا عمرو ابن علي قال قال عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - قال سفيان: كان ابراهيم بن مهاجر لا بأس به. حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن ابي خيثمة فيما كتب إلى ثنا المثنى ابن معاذ بن معاذ نا بشر بن المغضل قال لقيت سفيان الثوري بمكة فقال: ما خلفت بعدي بالكوفة آمن على الحديث من منصور بن المعتمر. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا عبد العزيز بن الخطاب الكوفي بالبصرة قال سألت عبد الله بن داود: ما كان أبو الجحاف عند سفيان ؟ فقال: كان يوثقة ويعظمه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا على - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى [ يعني - 2 ] القطان - قال قال سفيان: شعبة يروي عن داود بن يزيد الاودي ؟ تعجبا منه.
(1) د " فذاك " (2) من ك. (*)
[ 75 ]
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي حدثني سليمان بن عبد الجبار قال سمعت عبد الله بن داود الخريبي قال قال سفيان الثوري كنا إذا اختلفنا في شئ سألنا مسعرا عنه. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي قال سمعت محمد بن كثير العبدي يقول كنت عند سفيان الثوري فذكر حديثا فقال رجل حدثني فلان بغير هذا، فقال، من هو ؟ قال: أبو حنيفة، قال: احلتني على غير ملئ. حدثنا عبد الرحمن نا أبي حدثني عبد الله بن عمران نا أبو داود قال ذكر سفيان لشعبة حديثا لقتادة فقال سفيان: وكان في الدنيا مثل قتادة ؟. حدثنا عبد الرحمن نا أبو هارون محمد بن خالد الخراز قال سمعت عبد الصمد المقرئ يقول دخل الرازيون على الثوري فسألوه الحديث فقال: أليس عندكم الازرق ؟ يعني عمرو بن أبي قيس - قال عبد الصمد: وكان ازرق. حدثنا عبد الرحمن نا النضر بن هشام الاصبهاني سمعت الحسين ابن حفص قال قال سفيان: اخرج اليكم كتاب خير رجل بالكوفة، قلنا يخرج كتاب منصور، فأخرج كتاب محمد بن سوقة. حدثنا عبد الرحمن نا ابي قال سمعت احمد بن يونس قال سمعت الثوري وذكر المعافي بن عمران فقال: ياقوتة العلماء. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي - يعني ابن المديني - قال ذكرت ليحيى بن سعيد حديث ابي اسحاق عن علي بن ربيعة، قال لا اراه سمعه من علي بن ربيعة، ثم قال يحيى: كان سفيان يوهنه (1).
(1) كان المراد يوهن الحديث لعدم السماع لا انه يوهن الراوى فان ابا = (*)
[ 76 ]
حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال قلت ليحيى: كان سفيان يوثقه ؟ يعني جبلة بن سحيم - فقال برأسه، اي نعم. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق قال قيل للثوري مالك لم ترتحل إلى الزهري ؟ قال: لم تكن عندي دراهم ولكن قد كفانا معمر (1) الزهري، وكفانا ابن جريج عطاء. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي ثنا ابراهيم بن موسى اخبرني مهران - يعني ابن ابي عمر العطار - قال كنت مع سفيان الثوري في المسجد الحرام فمر عبد الوهاب بن مجاهد فقال سفيان: هذا كذاب. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا احمد بن حنبل نا مؤمل بن اسماعيل نا سفيان نا عبد الملك بن أبي بشير قال سفيان: وكان شيخ صدق (2). حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت يحيى ذكر واقدا مولى زيد بن خليدة فقال، اثنى سفيان عليه خيرا. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول حدثني سعيد بن عبيد بن مسلم - جار ليحيى - عن عمرو بن الوليد الاغضف قال كنت جالسا مع سفيان فقال حدثني البري (3) عن منصور عن ابي وائل عن عبد الله في المسح على الخفين، فقال: كذب [ ثم قال: كذب - 4 ].
= اسحاق امام وعلى بن ربيعة الوالبى موثق والله اعلم. (1) زاد في د " عن " والمعنى كفانا معمر السماع من الزهري والرواية عنه وكفانا ابن جريج السماع من عطاء والرواية عنه (2) د " شيخا صدوقا " (3) هو أبو سلمة عثمان بن مقسم (4) من د. (*)
[ 77 ]
حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سألت يحيى: حديث مهدي ابن ميمون (22 ك) عن واصل عن ابي وائل قال اتينا عبد الله قبل طلوع الشمس ؟ فقال يحيى قال سفيان: ليس هذا عن ابي وائل. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ الرازي ثنا عبد الرحمن ابن الحكم بن بشير يقول سمعت شيخا يحدث أبي قال قلت لسفيان الثوري: مالك لا تحدث عن ابان بن ابي عياش ؟ أو مالك قليل الحديث عن ابان ؟ قال: كان ابان نسيا للحديث. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ سمعت عبد الرحمن - يعني ابن الحكم بن بشير بن سلمان - يذكر عن مهران قال مر عبد الوهاب - يعني ابن مجاهد - فسألت سفيان عنه فأعرض عني بوجهه. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا ابراهيم بن موسى قال قال [ لي - 1 ] ابن مسهر قال لي الثوري: من احفظ من رأيت ؟ قلت: الاعمش، فذكر الثوري اربعة، منهم اسماعيل بن أبي خالد. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى اخبرني يوسف بن موسى التستري قال سمعت ابا داود - يعني الطيالسي - يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول سمعت سفيان الثوري يقول: ما رأيت اورع من جابر الجعفي في الحديث. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمود بن غيلان نا أبو داود عن وكيع قال قال سفيان: ما رأيت رجلا اورع [ في الحديث - 1 ] من جابر الجعفي ولا منصور. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى اخبرني زنيج - يعني محمد بن عمرو
(1) من د (*)
[ 78 ]
الطيالسي - قال سمعت يحيى بن الضريس يقول: كان سفيان الثوري يدل على زائدة بن قدامه في كتاب الحديث. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا يحيى بن المغيرة قال قال جرير: لم يكن احد يجترئ ان يرد على منصور الحديث الا سفيان وزائدة وانا. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني عقبة بن قبيصة بن عقبة عن ابيه قال رأيت سفيان في النوم فقال: غلط على أبو الحسين - يعني زيد بن الحباب - في حديث حبيب بن ابي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (23 د) أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه لبى حتى رمى جمرة العقبة، فقلت يا ابا عبد الله انت حدثتنا عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس [ عن النبي صلى الله عليه وسلم انه لبى حتى رمى الجمرة، وعن هلال بن خباب (1) عن عكرمة عن ابن عباس - 2 ] ان عمر لبى حتى رمى الجمرة. فقال: عرفت فالزم عرفت فالزم. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى اخبرني عبيد بن يعيش نا خلاد ابن يزيد الجعفي قال جاءني سفيان بن سعيد [ إلى ههنا - 3 ] قال: عمرو بن شيمر هذا اكثر عن جابر وما رأيته عنده قط. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن ابراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال سمعت سفيان بن زياد يقول ليحيى في حديث اشعث بن ابي الشعثاء عن زيد (4) بن معاوية العبسي عن علقمة عن عبد الله (ختامه
(1) كذا احسبه وهو مشتبه في الاصل (2) سقط من ك (3) من ك (4) ك " يزيد " خطأ وتاتى ترجمة زيد هذا في بابه والحديث في المستدرك (2 / 517) وفي تفسير سورة المطففين من تفسير ابن جرير. (*)
[ 79 ]
مسك) فقال يا ابا سعيد خالف اربعة، قال من ؟ قال: زائدة وابو الاحوص واسراءيل وشريك، فقال يحيى: لو كانوا اربعة آلاف مثل هؤلاء كان سفيان اثبت منهم. وسمعت سفيان بن زياد يسأل عبد الرحمن عن هذا فقال عبد الرحمن: هؤلاء اربعة قد اجتمعوا وسفيان اثبت منهم، والانصاف لا بأس به. حدثنا عبد الرحمن نا عبد الملك بن ابي عبد الرحمن نا عبد الرحمن - يعني ابن الحكم بن بشير - نا وكيع قال: كان سفيان لا يعجبه هؤلاء الذين يفسرون السورة من اولها إلى آخرها مثل الكلبي. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ قال سمعت عبد الرحمن ابن الحكم يذكر عن وكيع قال: كان سفيان يصحح تفسير ابن ابي بحيح، ويعجبه من التفسير ما كان حرفا حرفا - ثم ذكر باقي الحديث نحو ذلك. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا علي بن اسحاق السمرقندي ونعيم ابن حماد قالا نا عبد الله - يعنيان ابن المبارك - انا سفيان قال: اخبرني نهشل بن مجمع الضبي وكان مرضيا (1). حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - يقول قال سفيان، يحدثون عن حبيب بن ابي ثابت عن عاصم ابن ضمرة عن علي انه صلى وهو على غير وضوء قال يعيد ولا يعيدون، ما سمعت حبيبا يحدث عن عاصم بن ضمرة حديثا قط. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى بن سعيد القطان قال قال لي سفيان: هات
(1) يأتي مثله في ترجمة نهشل ومثله في التهذيب ووقع في مريضا " كذا. (*)
[ 80 ]
كتبك اعرضها على. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن ابن مهدي يقول عرض زائدة كتبه على سفيان، فقلت: كأن في هذا ضعفا، قال: لا، لم يختلفا الا في قدر عشرة احاديث. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن منصور الرمادي نا مسدد قال سمعت يحيى بن سعيد قال قال لي سفيان بن سعيد: ائتني بكتبك انظر فيها، فقلت له تريد أن تصنع بي كما صنعت بزائدة ؟ قال: وما ضر زائدة ؟ قال يحيى: لوددت أني كنت فعلت. حدثنا عبد الرحمن نا عبد الملك بن ابي عبد الرحمن [ المقرئ - 1 ] نا عبد الرحمن - يعني ابن الحكم بن بشير - ثنا نوفل - يعني ابن مطهر (2) عن ابن المبارك عن سفيان الثوري، نا سلمة بن كهيل وكان ركنا من الاركان - وشد قبضته، وحدثنا حبيب بن ابي ثابت وكان دعامة - أو كلمة تشبهها. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى بن سعيد (23 ك) القطان قال قال سفيان: كنا نعرف فضل حديث عاصم بن ضمرة على حديث الحارث - يعني الاعور. حدثنا عبد الرحمن نا أبو هارون محمد بن خالد الخراز قال سمعت ابا نعيم يقول سمعت سفيان الثوري يقول، قدمت الري وعليها الزبير بن
(1) من ك (2) وقع في الاصلين هنا " ثنا أبو على يعنى مطهرا " كذا وبأتى على الصواب في ترجمة سلمة بن كهيل وتقدم نحوه من زيادة نسخة د في " 21 د " قريبا من آخر " 20 ك " وياتى نوفل بن مطهر في بابه وفيها ان كنيته أبو مسعود يروى عن ابن المبارك ويروى عنه عبد الرحمن بن الحكم. (*)
[ 81 ]
عدي (1) قاضيا فكتبت عنه خمسين حديثا، ثم مررت بجرجان وبها جواب التيمي فلم اكتب عنه ثم كتبت عن رجل عنه. قلت لابي نعيم ولم لم يكتب عنه ؟ قال: لانه كان مرجئا. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان الواسطي نا موسى بن داود قال سمعت عثمان بن زائدة الرازي قال قدمت الكوفة قدمة فقلت لسفيان الثوري: من ترى ان اسمع منه ؟ قال عليك بزائدة وسفيان ابن عيينة، قال قلت: فاين أبو بكر بن عياش ؟ قال: ان اردت التفسير فعنده. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا مسدد قال قال لي يحيى بن سعيد قال لي سفيان بن سعيد: كان ابن أبي ليلى مؤديا (2). قال أبو محمد يعني انه لم يكن بحافظ. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى - يعني ابن سعيد - قال: انكر سفيان في حديث عبد الله بن السائب عن زاذان (والامانة في كل شئ في الوضوء وفي الركوع) قال سفيان: انا ذهبت بالاعمش إلى عبد الله بن السائب. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت يحيى يقول قلت لسفيان في احاديث عبد الاعلى عن محمد ابن الحنفية فوهنها. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا [ علي - 3 ] قال سمعت يحيى يقول كان جبلة بن سحيم ثقة قلت ليحيى: كان سفيان يوثقه ؟ فقال برأسه - اي نعم. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي - يعني ابن المديني - قال
(1) ك " على " خطأ (2) ك " مؤدى " (3) من دو ياتي مثله في ترجمة جبلة. (*)
[ 82 ]
سمعت يحيى - يعني ابن سعيد القطان - قال: [ كان - 1 ] سفيان بن سعيد يحمل على عبد الحميد بن جعفر. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي سمعت يحيى يقول شهدت سفيان يقول لابي الا شهب قل: سمعت، قل سمعت. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي سمعت يحيى يقول قال سفيان: حديث الاعمش عن ابي صالح (الامام ضامن) لا اراه سمعه من ابي صالح. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي سمعت يحيى بن سعيد [ قال: كان سفيان الثوري يحسن الثناء على موسى بن ابي عائشة. حدثنا صالح نا علي سمعت يحيى بن سعيد - 2 ] يقول ذكرت لسفيان حديث الاعمش قال قال شقيق قال عبد الله (ان هذا الصراط محتضر) فأنكره وقال: هذا حديث منصور. حدثنا عبد الرحمن نا حجاج بن حمزة نا علي بن الحسن بن شقيق (24 - د) نا عبد الله بن المبارك قال وسئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة فقال: ذاك احد الا حدين. وسئل عن عبد الملك بن ابي سليمان فقال: ذاك ميزان. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي سمعت عبد الرحمن قال سألت سفيان عن حديث الاعمش عن ابي وائل عن عبد الله (لا يزال الرجل في فسحة من دينه) فأنكر أن يكون عن ابي وائل قال: لما سمع من عبد الملك بن عمير انا ذهبت به إليه. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ نا عبد الرحمن يعني - ابن
(1) من ك (2) من دو ياتي ما يوافقه في ترجمة موسى. (*)
[ 83 ]
الحكم بن بشير - نا وكيع قال سمعت سفيان يقول: كان عمر بن عبد العزيز من ائمة الهدى. [ باب - 1 ] ما ذكر من تعظيم العلماء لسفيان الثوري ونزولهم عند قوله وفتواه. حدثنا عبد الرحمن نا أبو هارون الخراز (2) محمد بن خالد نا علي ابن سهل العطار قال سمعت ابا زنبور الشيخ الذي ينسب إليه سكة ابي زنبور قال: رأيت سفيان الثوري بالري في سكة الزبير بن عدي والزبير على القضاء والزبير يستفتي الثوري في قضايا ترد عليه ويفتيه الثوري ويقضي به. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن شهاب (3) الرازي نا عبد الرحمن بن الحكم بن بشير عن عبد العزيز ختن عثمان بن (4) زائدة عن ابي بدل (5) - قال عبد الرحمن: وكان فاضلا، وكان اسمه عمر بن ابي زنبور - قال: رأيت الزبير بن عدي يسأل سفيان عما يحتاج إليه في امر الحكم. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن شهاب نا عبد الرحمن بن الحكم بن بشير عن يحيى بن الضريس عن سفيان قال اتاني عاسم بن بهدلة في حاجة فقلت له الا تبعث إلى فأتيك قال: (في بيته يؤتي الحكم).
(1) من د (2) هكذا ظبطه ابن ماكولا وياتى في ترجمته من اصل الكتاب " الحراز الرازي " ووقع هنا في د " الخزاز " وفي ك " الحرانى " خطأ (3) تأتى ترجمة على بن شهاب في بابه وفيها ما يشهد لما هنا ووقع عنا في د " على ابن سهل " خطأ (4) زاد في د " ابى " خطأ (5) د " عن ابى نزل " كذا. (*)
[ 84 ]
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى - يعني ابن سعيد - يقول قال سفيان كنت آتي حمادا - يعني ابن ابي سليمان - فقال حماد: ان في هذا الفتى مصطنعا. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد [ بن حنبل - 1 ] نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى - [ يعني - 1 ] ابن سعيد - يقول: ما سمعت من سفيان عن الاعمش احب الي مما سمعت انا من الاعمش لان الاعمش كان يمكن سفيان مالا يمكنني. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا أبو توبة قال قال سلمة بن كلثوم جاء سفيان الثوري فدخل على الاوزاعي فجلسا من الاولى إلى العصر قد اطرق كل واحد منهما توقيرا لصاحبه. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم نا علي بن المعافي الموصلي نا يحيى ابن اليمان عن سفيان قال كان عاصم بن بهدلة يأتيني في منزلي فيحدثني ثم يقول (في بيته يؤتى الحكم). حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا الوليد بن شجاع أبو همام نا المبارك (24 ك) بن سعيد قال رأيت عاصم بن ابي النجود يجئ إلى سفيان يستفتيه ويقول: يا سفيان اتيتنا صغيرا واتيناك كبيرا. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي قال كتب إلى عبد الله بن خبيق نا يوسف بن اسباط عن سفيان الثوري قال كان اسماعيل بن امية إذا حدث بحديث قال لسفيان: عندك شئ يشده. (2) حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن نا يحيى بن ايوب حدثني اسود بن سالم قال كنا عند ابي بكر بن عياش فسمعته يقول: لارى
(1) من ك (2) يعنى هل عندك شئ يقوى هذا الحديث ووقع في د " بشدة " خطأ (*)
[ 85 ]
الرجل [ قد - 1 ] صحب سفيان فيعظم في عيني. [ باب - 1 ] ما ذكر من زهد سفيان الثوري وورعه حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج قال سمعت ابا نعيم قال سمعت سفيان يقول: اني لافرح بالليل إذا جاء. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان نا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - عن زائدة قال قال سفيان: إذا جاء الليل فرحت، وإذا جاء النهار حزنت. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج نا أبو نعيم قال كان سفيان إذا ذكر الموت مكث اياما لا ينتفع به فإذا سئل عن شئ قال: ما ادري، ما ادري. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد نا أبو خالد الاحمر قال كان سفيان يتمنى الموت فلما نزل به قال: ما اشده. حدثنا عبد الرحمن ثنا أبو سعيد الاشج نا أبو اسامة قال كثيرا ماكنت اسمع سفيان يقول: اللهم سلم سلم، رب بارك لي في الموت وفيما بعد الموت. حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن ابي الدنيا نا يحيى بن يوسف الزمي نا أبو الاحوص قال سمعت سفيان الثوري يقول: عليك بعمل الابطال، الاكتساب من الحلال (2) والانفاق على العيال. حدثنا عبد الرحمن نا أبو عبد الله الطهراني انا عبد الرزاق عن رجل قال كان سفيان الثوري تغدى واتى برطب فأكل ثم قال إلى الصلاة فصلى ما بين الظهر والعصر ثم قال يقال: إذا زدت (3) في قضيم
(1) من د (2) ك " الحال " كذا (3) د " ازددت " كذا. (*)
[ 86 ]
الحمار فزد في عمله. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج قال نا أبو خالد الاحمر قال أكل سفيان ليلة فشبع فقال: ان الحمار إذا زيد في علفه زيد في عمله. فقام حتى اصبح. قال أبو سعيد فحدثت به ابا زكريا المراوحي فحدثني أبو زكريا عن ابي خالد قال صحبت سفيان في طريق مكة فكان يقرأ في المصحف كل يوم فإذا لم يقرأ فيه فتحه فنظر فيه وأطبقه. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي قال كتب إلى عبد الله بن خبيق الانطاكي قال سمعت يوسف بن اسباط يقول سمعت سفيان الثوري يقول: افضل الاعمال الزهد في الدنيا. قال وحدثنا يوسف قال كان سفيان إذا كتب إلى رجل كتب بسم الله الرحمن الرحيم من سفيان بن سعيد إلى فلان بن فلان، سلام عليك فاني احمد اليك الله الذي لا اله الا هو وهو للحمد اهل، تبارك وتعالى له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، اما بعد فاني اوصيك ونفسي بتقوى الله العظيم فانه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، جعلنا الله واياك من المتقين. [ قال - 1 ] وقال سفيان: ان دعاك هؤلاء الملوك تقرأ عليهم [ قل هو الله احد ] (25 د) فلا تجتهم فان قربهم مفسدة للقلب. رسالة الثوري إلى عباد بن عباد حدثنا عبد الرحمن نا اسماعيل بن اسراءيل السلال (2) نا الفريابي قال كتب سفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد فقال:. من سفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد، سلام عليك فاني احمد
(1) من ك (2) ياتي مثله في ترجمة اسماعيل هذا (1 / 1 / 159) ووقع هنا في د " اللال ". (*)
[ 87 ]
اليك الله الذي لا اله الا هو. اما بعد فاني اوصيك بتقوى الله فان اتقيت الله عزوجل كفاك الناس، وان اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئا، سألت ان اكتب اليك كتابا اصف لك فيه خلا لا تصحب بها اهل زمانك وتؤدي إليهم ما يحق لهم عليك وتسأل الله عزوجل الذي لك، وقد سألت عن امر جسيم، الناظرون فيه اليوم المقيمون (1) به قليل، بل لا اعلم مكان احد، وكيف يستطاع ذلك ؟ وقد كدر هذا الزمان، انه ليشتبه الحق والباطل، ولا ينجو (2) من شره الا من دعا بدعاء الغريق، فهل تعلم مكان احد هكذا ؟ وكان يقال: يوشك ان يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم، فعليك بتقوى الله عزوجل (3) (1 م) والزم العزلة واشتغل بنفسك واستأنس بكتاب الله عزوجل، واحذر الامراء، وعليك بالفقراء والمساكين والدنو (4) منهم فان استطعت ان تأمر بخير في رفق فان قبل منك حمدت الله عزوجل وان رد عليك اقبلت على نفسك فان لك فيها شغلا، واحذر المنزلة وحبها فان الزهد فيها اشد من الزهد في الدنيا. وبلغني ان اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يتعوذون أن يدركوا (5) هذا الزمان وكان [ لهم ] من العلم ما ليس لنا، فكيف بنا حين ادركنا على قلة علم وبصر وقلة صبر وقلة اعوان على الخير مع كدر من الزمان وفساد من الناس. وعليك بالامر الاول والتمسك به وعليك بالخمول فان هذا زمان خمول وعليك بالعزلة وقلة مخالطة
(1) كذا في د وفي ك مشتبه كأنها " المؤتمون " (2) ك " ولا من ينجو " (3) من هنا يبتدئ الموجود من النسخة المصرية (4) م " والقرب " (5) ك " يتعوذون ولم يدركوا " م " يتعودون يذكرون ". (*)
[ 88 ]
الناس فان عمر (25 ك) بن الخطاب رضى الله عنه قال: اياكم والطمع فان الطمع فقر واليأس غنى وفي العزلة راحة من خلاط السوء وكان سعيد بن المسيب يقول: العزلة عبادة. وكان الناس إذا التقوا انتفع بعضهم ببعض فاما اليوم فقد ذهب ذلك والنجاة (1) في تركهم فيما نرى، واياك والامراء والدنو منهم وأن تخالطهم في شئ من الاشياء، واياك ان تخدع فيقال لك: تشفع فترد عن مظلوم أو مظلمة - فان تلك خدعة ابليس وانما اتخذها فجار القراء سلما. وكان يقال: اتقوا فتنة العابد الجاهل وفتنة العالم الفاجر فان فتنتهما فتنة لكل مفتون. وما كفيت المسألة والفتيا فاغتنم ذلك ولا تنافسهم، واياك ان تكون ممن يحب ان يعمل بقوله وينشر قوله أو يسمع منه، واياك وحب الرياسة فان من الناس من تكون الرياسة احب إليه من الذهب والفضة، وهو باب غامض لا يبصره الا البصير (2) من العلماء السما سمرة، واحذر الرئاء فان الرئاء اخفى من دبيب النمل. وقال حذيفة: سيأتي على الناس زمان يعرض على الرجل الخير (2 م) والشر فلا يدري ايما (3) يركب. وقد ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ قال - 4 ]: لا تزال يد الله عزوجل على هذه الامة وفي كنفه وفي جواره وجناحه ما لم يمل قراؤهم إلى امرائهم وما لم يبر خيارهم اشرارهم وما لم يعظم أبرارهم فجارهم فإذا فعلوا ذلك رفعها عنهم وقذف في قلوبهم [ الرعب - 5 ] وانزل بهم الفاقة وسلط عليهم جبابرتهم فساموهم سوء العذاب، وقال: إذا كان ذلك لا يأتيهم أمر يضجون منه الا اردفه بآخر يشغلهم (6) عن ذلك.
(1) م " فالنجاة " (2) د " البصراء " (3) د " ايهما " (4) من ك (5) من م (6) م " لا ياتيكم امر تضجون منه الا اردفه آخر يشغلكم ". (*)
[ 89 ]
فليكن الموت من شأنك ومن بالك، واقل الامل، واكثر ذكر الموت، فانك ان اكثرت (1) ذكر الموت هان عليك امر دنياك، وقال عمر: اكثروا ذكر الموت فانكم ان ذكرتموه في كثير قلله، وان ذكرتموه في قليل كثره، واعلموا انه قدحان للرجل يشتهي (2) الموت. اعاذنا الله واياك من المهالك وسلك بنا وبك سبيل الطاعة. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي رحمه الله قال كتب إلى عبد الله ابن خبيق الانطاكي قال وسمعت يوسف بن اسباط (26 د) (3) [ يقول سمعت سفيان الثوري يقول: افضل الاعمال الزهد في الدنيا، قال ونا يوسف بن اسباط قال كان سفيان الثوري إذا كتب إلى كتب: بسم الله الرحمن الرحيم من سفيان بن سعيد إلى فلان بن فلان، سلام عليكم فاني احمد اليك الله الذي لا اله الا هو وهو للحمد اهل تبارك وتعالى له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، اما بعد فاني اوصيك ونفسي بتقوى الله العظيم فانه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، جعلنا الله واياك من المتقين. قال قال سفيان: ان دعاك هؤلاء الملوك تقرأ عليهم (قل هو الله احد) فلا تجبهم فان قربهم مفسدة للقلب. قال وسمعت يوسف بن اسباط (4) يقول كان سفيان إذا اخذ في الفكرة يبول الدم. قال وسمعت يوسف بن اسباط - 5 ] يقول اراد (3 م) سليمان الخواص ان يركب البحر فقالوا له لا بد لنا من امير فقال: انا اميركم، فبلغ ذلك سفيان الثوري فكتب إليه: الزهد في الرياسة اشد من الزهد في الدنيا. فلما قرأ الكتاب قال: لست لكم بأمير. قال يوسف بن
(1) ك " ذكرت " كذا (2) ك - حان الرحيل تشتهى (3) سقطت العبارة الآتية بطولها من ك (4) قوله " وقال يوسف بن اسباط " ليس في د (5) من م ود (*)
[ 90 ]
سباط قال لي سفيان الثوري: لان اخلف عشرة آلاف درهم يحاسبني لله عزوجل عليها احب الي من ان احتاج إلى الناس. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي قال كتب إلى عبد الله بن خبيق قال حدثني ابن ابي الدرداء قال قال سفيان الثوري: أكرموا الناس على قدر تقواهم، وتذللوا عند اهل الطاعة، وتعززوا عند اهل المعصية، واعلموا ان القراءة لا تحلو الا بالزهد في الدنيا. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي قال كتب إلى عبد الله بن خبيق: وقال يوسف قال لي سفيان الثوري: ناولني المطهرة اتوضأ - ونحن في المسجد - فناولته فوضع يمينه على خده الايمن ووضع يساره على خده الآخر ثم نمت [ انا - 1 ] فاستيقظت وقد طلع الفجر وهو على حاله فقلت يا ابا عبد الله قد طلع الفجر، فقال [ لي - 2 ]: ما زلت افكر في امر الآخرة منذ [ ناولتني المطهرة إلى الساعة. قال وسمعت يوسف ابن اسباط قال سمعت [ سفيان - 1 ] الثوري يقول: إذا احب الرجل اخاه في الله عزوجل ثم احدث حدثا في الاسلام فلم يبغضه عليه فلم يحبه في الله عزوجل. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ نا عبد الرحمن [ بن الحكم - 1 ] ابن بشير اخبرني منصور بن سابق قال: الح على سفيان رجل من اخوانه من اهل البصرة في التزويج فقال له: فزوجني، قال فخرج سفيان إلى مكة واتى الرجل البصرة فخطب عليه امرأة من كبار اهل البصرة ممن لها المال والشرف فأجابوه وهيأت قطارا (3) من الحشم والمال حتى قدمت (4) مكة على سفيان فأتى الرجل سفيان فقال له: أخطب عليك ؟
(1) ليس في د (2) من ك (3) م " قنطارا " (4) يأتي آخر القصة ما يشهد = (*)
[ 91 ]
فقال من ؟ قال: ابنة فلان، فقال: مالي فيها حاجة، انما سألتك ان تزوجني امرأة مثلي، قال: فانهم قد (4 م) اجابوا، فقال له: مالي فيها حاجة، قال: فتضحني عند القوم، قال: مالي فيها حاجة، قال فكيف اصنع ؟ قال: ارجع إليهم فقل لهم: لا حاجة لي فيها. قال فرجع فأخبرهم فقالت المرأة فبأي شئ يكرهني ؟ قال قلت: المال، قالت: فانى اخرج من كل مال لي وأصبر معه، قال فجاء الرجل فرحا نشيطا [ فأخبره - 1 ] فقال: لا حاجة لي فيها، امرأة نشأت في الخير ملكة لا تصبر على هذا، قال فأبى ان يقبلها، فرجعت. قال وقيل لسفيان اي شئ تكرهه من التزويج ؟ قال: اخاف ان يكون لي ولد. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بنسعيد نا عبد الرحمن عن عبد العزيز ابن أبي عثمان قال خرجت إلى مكة فبعث معي المبارك بن سعيد إلى سفيان الثوري بجراب من دقيق وهو مختف بمكة قال فلما قدمت (26 ك) مكة جعلت أسال عنه فلم يدلوني حتى قلت لبعض اصحابه انه ليسره لو قد رآني. قال فدلني (2) عليه فدخلت عليه فقلت له ان المبارك بعث اليك بجراب من دقيق فقال عجل به علي (3) فان بنا إليه حاجة شديدة. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا محمد بن عصام سمعت أبي يقول ربما كان سفيان يأخذ في التفكر فينظر إليه الناظر فيقول مجنون. حدثنا عبد الرحمن نا (4) أبي نا الفضل بن يعقوب الرخامي نا الفريابي قال قال سفيان: العلماء ثلاثة، عالم بالله عزوجل عالم بامره فذلك العالم الكامل، وعالم بالله ليس بعالم بامر الله عزوجل، وعالم بامر الله
= له ووقع في ك قدم. (1) ليس في د (2) م " فدلوني " (3) د " إلى " (4) ك " حدثنى ". (*)
[ 92 ]
ليس بعالم بالله عزوجل فذلك العالم الفاجر. قال سفيان: كان يقال اتقوا فتنة العابد الجاهل والعالم الفاجر فان فتنتهما فتنة لكل مفتون. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم نا عبد الله بن عمر بن ابان قال سمعت ابا اسامة يقول اشتكى (1) سفيان فذهبت بمائة في قارورة فأريته الديراني - يعني المتطبب - فنظر إليه فقال لي: بول من هذا ؟ ينبغي ان يكون هذا بول راهب، هذا بول رجل قد فرث (2) الحزن كبده، ما ارى لهذا دواء. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن (5 م) مسلم قال قال لي احمد بن جواس هذا ما حدثتك عن بكر العابد عن سفيان قال سمعته قال (3): لا يطوي لي ثوب ابدا، ولا يبني لي بيت ابدا، ولا أتخذ مملوكا ابدا. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم نا محمد بن يزيد (4) الرفاعي نا النضر بن أبي زرعة قال قال لي المبارك - يعني ابن سعيد - بالموصل ائت سفيان فأخبره ان نفقتي قد نفدت وثيابي قد تخرقت فقل له يكتب (5) الي والى الموصل لعله يصلني بمال أكتسي به واتجمل. قال فقدمت الكوفة فأتيت سفيان فاخبرته بما قال مبارك قال (27 د) فدخل الدار فأخرج دورقا فيه كسر يابسة فنثرها على الارض ثم قال: لو رضى مبارك بمثل هذا لم يكن له بالموصل عمل، ماله عندنا كتاب. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني احمد بن جواس قال سمعت اصحابنا يخبرون عن ابي شهاب الحناط (6) قال ارسل المبارك بن سعيد إلى سفيان وهو بمكة بجراب من خبز مدقوق قال فلقيته في المسجد وهو متكئ فسلم علي (7) وهو متكئ [ سلم - 8 ] كأنه ضعيف
(1) م د " شكى " (2) ك " فتت " (3) م " يقول " (4) ك " زيد " خطأ (5) د " تكتب " (6) م " الخياط " خطأ (7) م " فسلمت عليه " (8) من م. (*)
[ 93 ]
قلت ان معي جرابا ارسل به مبارك قال فقعد قال فقلت: سلمت عليك وانت مضطجع ثم قلت معي شئ فقعدت ؟ قال فكأنه استحيا وقال (1): ويحك انه اتاني على حاجة، اي شئ هو ؟ قلت جراب خبز قال اتاني على حاجة قال وارى (2) انه قال: ما نلت [ شيئا - 3 ] منذ يومين. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني احمد بن جواس قال سمعت اصحابنا يقولون تناول مبارك [ بن سعيد - 3 ] مملوكا لهم كان لسفيان فيه نصيب، فقال: أتضرب المملوك ؟ [ نصيبي - 4 ] منه لك، لا تعودن فيه. حدثنا عبد الرحمن [ نا الاشج - 5 ] نا حسن بن مالك الضبي عن بكر بن محمد العابد قال قال لي سفيان الثوري: يؤمر بالرحل يوم القيامة إلى النار فيقال هذا عياله اكلوا حسناته. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج نا حسن بن مالك عن بكر العابد قال قال سفيان: ان القراءة لا تصلح (6) الا بالزهد [ بالدنيا - 4 ] فازهد (6 م) ونم وصل الخمس. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج قال حدثني رجل لا احفظ اسمه ان سفيان الثوري مر في زقاق عمرو بن حريث ومعه رجل فجعل الرجل ينظر يمنة ويسرة إلى تلك الفواكه فلما وصل إلى باب موسى ابن طلحة لقى احمرة عليها عذرة فقال له سفيان [ الثوري: ان - 7 ] ذاك الذي كنت تنظر إلى هذا يصير. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا وكيع قال
(1) م " ثم قال " (2) م " حاجة فأرى " (3) من م (4) سقط من ك (5) سقط من د وفي ك " نا أبو سعيد " وهو الاشج (6) ك " لا تملح " (7) من ك. (*)
[ 94 ]
سمعت سفيان يقول: لو أن اليقين استقر في القلوب لطارت شوقا أو حزنا، إما شوقا إلى الله عزوجل وإما فرقا من النار. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي قال كتب إلى عبد الله بن خبيق الانطاكي نا يوسف - يعني ابن اسباط - عن سفيان الثوري قال بلغني ان الله عزوجل يقول (1): ان اهون ما اصنع بالعالم إذا آثر الدنيا ان انزع حلاوة مناجاتي من قلبه. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي قال كتب إلى عبد الله بن خبيق نا يوسف بن اسباط - 2 ] قال قال سفيان: كثرة الاخوان من سخافة الدين. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي قال كتب إلى عبد الله بن خبيق [ نا يوسف - يعني ابن اسباط - قال وسمعت الثوري يقول: لم يفقه عندنا من لم يعد البلاء نعمة، والرخاء مصيبة. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن منصور الرمادي نا احمد بن عمران قال سمعت يحيى بن يمان يقول سمعت سفيان يقول: بالفقر تخوفوني ؟ انما يخاف سفيان ان تصب عليه الدنيا صبا. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن منصور الرمادي نا احمد بن عمران قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول ربما كنا مع سفيان فيقول: النهار يذهب ونحن في غير عمل. ثم يقوم فزعا فما نراه يومنا. حدثنا عبد الرحمن (27 ك) نا احمد بن منصور الرمادي نا مسدد عن عبد الله بن داود قال شهدت مالك بن انس (3) فذكر سفيان فقال: ارجو أن يكون كان رجلا صالحا.
(1) د " قال " (2) سقط من م (3) م " مالكا - يعنى ابن انس ". (*)
[ 95 ]
حدثنا عبد الرحمن نا حجاج بن حمزة الخشابي (1) أبو يزيد - يعني عبد الرحمن بن مصعب - قال كان سفيان الثوري يكره الطيلسان الطرازي والثوب المروي وقال انهما (2) من ثياب المترفين. قال وسمعت سفيان يقول: ما ملحت (7 م) العبادة لحريص قط. قال وسمعت سفيان يقول: لا يكاد يفلح صاحب عيال. حدثنا عبد الرحمن نا حجاج بن حمزة نا أبو يزيد - يعني عبد الرحمن ابن مصعب - قال برز سفيان الثوري على الناس لانه كان صحيح الاديم بعيدا من الاهواء [ عابدا - 3 ] يقول الحق ويريده إن شاء الله. حدثنا عبد الرحمن نا ابي (4) [ قال نا أبو بكر بن ابي عتاب الاعين قال حدثني يوسف بن موسى القطان قال سمعت ابا يزيد المعني يقول: كان سفيان الثوري إذا اصبح مد رجليه إلى الحائط ورأسه إلى الارض كي يرجع الدم إلى مكانه من قيام الليل. حدثني ابي نا أبو بكر بن ابي عتاب الاعين قال سمعت خالد بن تميم قال مسعت سفيان الثوري يقول: وجدت قلبي يصلح بمكة والمدينة مع قوم ولي اصحاب بيوت وغنا (؟). حدثني ابي نا أبو بكر بن ابي عتاب الاعين قال سمعت ابا عاصم النبيل يقول سمعت سفيان يقول: كان الرجل إذا اراد ان يطلب العلم تعبد قبل ذلك عشرين سنة. حدثني ابي نا أبو بكر بن ابي عتاب الاعيين نا اسماعيل بن عمرو
(1) ك " الحساني " خطأ ويأتى تحقيق ضبط الكلمة في ترجمة حجاج من الكتاب (2) د " انها " (3) ليس في م (4) سقط من ك من هنا إلى اثناء السند الرابع بعد هذا كما اعلمنا عليه بالحاجزين. (*)
[ 96 ]
أبو المنذر قال رأيت سفيان الثوري ورأى رجلا يتوضأ بعد ما اقام المؤذن الصلاة فقال: هذه الساعة تتوضأ ؟ لا كلمتك ابدا. نا ابي - 1 ] نا يزيد بن عبد الرحمن المعني قال سمعت ابي يقول كان ساق سفيان كأنها كيمخت (2) يعني من التورك في الصلاة [ عليها - 3 ] ورأيت سفيان ساجدا ما على اليتيه من ردائه شئ - يعني من قصر الرداء. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا احمد بن ابراهيم الدورقي نا علي بن الحسن ابن شقيق قال قال عبد الله - يعني ابن المبارك - انا سفيان قال كان يقال: ذكر الموت غنى، وما اطلق احد العبادة الا بالخوف. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا احمد بن ابراهيم الدورقي نا العباس ابن عبد الله نا محمد بن يوسف قال كان سفيان الثوري يقيمنا بالليل يقول: قوموا يا شباب صلوا ما دمتم شبابا. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن القاسم بن عطية نا عبد الله بن احمد ابن شبويه قال سمعت قتيبة (8 م) بن سعيد يقول: لو لا الثوري لمات الورع. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا نوح بن حبيب نا سليمان بن قريش نا عبد الرزاق قال اضاف سفيان (4) برجل من اهل مكة فقرب إليه الطعام فأكل اكلا جيدا ثم قرب إليه التمر فأكل اكلا جيدا، ثم قرب إليه الموز فأكل اكلا جيدا (28 د) ثم قام فشد وسطه فقال: يقال اشبع الحمار ثم كده. فلم يزل منتصبا حتى اصبح. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي ابن المديني قال
(1) من م ود (2) كامخت " والكلمة بالفارسية " كيمخت " ومعناها اللفظي: جلد حمار الوحش (3) من ك (4) زاد في ك " بن " (*)
[ 97 ]
سمعت عبد الرحمن [ يعني - 1 ] ابن مهدي قال: ما سمعت سفيان يسب احدا من السلطان قط في شدته عليهم. حدثنا عبد الرحمن نا صالح [ بن احمد - 2 ] نا علي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال سمعت سفيان يقول: اني لادعو للسطان - يعني بالصلاح - ولكن لا استطيع أن اذكر الا ما فيهم (3). حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني محمد بن عمران بن أبي ليلى عن حميد بن عبد الرحمن قال كان سفيان إذا بلغه شئ هرب إلى مسجد فخلا فيه فكنا نجتمع إليه وكان ذكر له انه انفذ إليه [ مال - 4 ] فقام فخرج على وجهه. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني محمد بن يزيد الرفاعي نا يحيى بن يمان قال كان الفقراء هم الامراء (5) في مجلس سفيان وما رأيت الغني اذل منه في مجلس سفيان. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي قال نا [ احمد بن - 6 ] عثمان ابن حكيم قال سمعت ابا نعيم يقول سمعت سفيان غير مرة كتب: من سفيان بن سعيد إلى محمد بن عبد الرحمن بن ابي ذئب، سلام عليك فاني احمد اليك الله الذي لا اله الا هو، اما بعد اوصيك بتقوى الله عزوجل فانك ان اتقيت الله كفاك الناس وان اتقيت الناس لم (7) يغنوا عنك من الله شيئا، وعليك بتقوى الله عزوجل. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا احمد بن ابي الحواري قال سمعت مروان بن معاوية يقول شهدت سفيان الثوري وسألوه عن مسألة في
(1) من م (2) من م ود (3) د " فيه " (4) من ك (5) د " الابراء " كذا (6) سقط من م ولابد منه (7) م " لن ". (*)
[ 98 ]
الطلاق فسكت وقال: انما هي (1) الفروج. حدثنا عبد الرحمن نا طاهر بن خالد بن نزار (2) قال قال ابي: كثيرا ما كنت اسمع سفيان الثوري (9 م) يتمثل بهذين البيتين،. نروح ونغدو لحا جاتنا * وحاجة من عاش لا تنقضي تموت مع المرء حاجاته * وتبقى له حاجة ما بقى حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت ابا نعيم (3) عبد الرحمن بن هانئ النخعي قال كان سفيان الثوري يتمثل بهذه الابيات: سيكفيك مما اغلق الباب دونه * وضن به الاقوام ملح وجردق ونشرب من ماء الفرات ونغتدي * نعارض اصحاب الثريد الملبق (4) بحشأ إذا ماهم تجشوا كأنما * ظللت بألوان الخبيص تفتق حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني أبو الوليد قال كتب الثوري إلى عثمان بن زائدة: اما بعد السلام (5) عليك قد كنت تذكر الري (6) وفي الارض مسكة (7) وقد هاج الفتن فانج بنفسك ثم انج، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ان السعيد لمن جنب الفتن. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال سمعت قبيصة يقول كنا نأتى سفيان بعد العصر لا يتكلم بشئ حتى يمسي، ولقد اتيته ذات يوم فرأيت باب المسجد مردودا وظننت انه ليس في المسجد احد فلما دخلت المسجد فإذا المسجد (8) غاص بأهله وهم سكوت وسفيان ساكت لا يتكلم (9).
(1) م " هو " (2) د " البزار " خطأ (3) م " نا ابى نا أبو نعيم " (4) م " المفيق " كذا (5) م " سلام " (6) م " الدين " كذا (7) " مسكن " (8) م " فإذا هو " (9) م " فلا يتكلم ". (*)
[ 99 ]
حدثنا عبد الرحمن نا أبي رضى الله عنه نا الحسن بن الربيع قال سمعت ابا الاحوص قال كنا عند سفيان ومعنا شميط فقال سفيان ذهب الناس وبقينا على حمر دبرة (28 ك) فقال شميط يا ابا عبد الله ان كانت على الطريق ما اسرع ما نلحق. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطتافسي ثنا بعض اصحابنا عن خالي (1) محمد بن عبيد قال كان سفيان الثوري إذا ابطأت (2) عليه بضاعته نقض جذوع بيته فباعها فإذا رجعت بضاعته اعادها. حدثنا عبد الرحمن نا أبي ناعلي بن محمد نا أبو داود الحفري قال رأيت سفيان الثوري يوما وقد (3) اضطجع على شقه (4) الايمن ويقول (5): هكذا (10 م) نكون في القبر. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا علي بن محمد قال سمعت اخي الحسن يحكي قال قدم على سفيان رجل بمكة فقال قد بعث اليك معي دقيق (6). فقال سفيان: عجل به علينا فان بنا إليه حاجة. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا عبد الرحمن بن مصعب قال كان رجل اعمى (7) يجالس سفيان فكان إذا كان شهر رمضان خرج إلى السواد فيصلي بالناس فيكسي ويوهب له فقال سفيان: إذا كان يوم القيامة أثيب اهل القرآن من قراءتهم ويقال لمثل هذا: قد تعجلت ثوابك. فقال له الرجل: يا ابا عبد الله تقول هذا لي وانا جليس لك ؟ قال: اني اتخوف ان يقال لي يوم القيامة: انه كان جليس (8)
(1) يأتي في ترجمة على (3 / 1 / 202) ما يوافقه ووقع هنا في ك ود " خال " خطأ (2) ك وم " ابطت " وهو تخفيف جائز (3) م " يوما قد " (4) م " جنبه " (5) د " وقال " (6) م " بدقيق " (7) م " رغنى " (8) د " جليسا ". (*)
[ 100 ]
لك أفلا نصحته ؟. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم نا احمد بن جواس الحنفي سمعت محمد بن عبد الوهاب السكري قال ما رأيت الفقير في مجلس قط كان اعز منه في مجلس [ سفيان - 1 ] الثوري، ولا رأيت الغني في مجلس كان اذل منه في مجلس سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا الحارث بن مسلم الرازي (2) قال رأيت سفيان وعليه رداء [ من - 2 ] بين يديه إلى ثدييه ومن خلفه لا يبلغ أليته. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا قبيصة قال رأيت على الثوري كساء ما يساوي درهما، ورأيت عليه نعلين مخصوفتين قومتهما دينارا. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي قال سمعت اخي الحسن يذكر قال كتب مبارك [ بن سعيد - 4 ] اخو سفيان إلى سفيان يشكو إليه ذهاب بصره قال فكتب إليه سفيان (29 د) اتاني كتابك تكثر شكاتك لربك فاذكر الموت يهون (5) عليك ذهاب بصرك. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن ميسرة قال ذكره عبد العزيز ابن أبي عثمان قال قال سفيان الثوري: لا تتعرف إلى من لا تعرف وأنكر (6) معرفة من تعرف. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا علي بن ميسرة قال سمعت عبد الله ان عيسى - يعني الوسواس - قال قال لي عثمان بن زائدة كتب إلى سفيان
(1) من م (2) يأتي مثله في ترجمة الحارث ووقع هنا في ك " الدارى " خطأ (3) ليس في د (4) من م (5) م " يهن " (6) م " واذكر " كذا. (*)
[ 101 ]
: احذر الناس. قال فبعث عثمان بن زائدة إلى أبي وكان ادرك طاوسا: ان سفيان (11 م) كتب الي ان احذر الناس فما معنى (1) احذر الناس ؟ قال احذر ما وراء جيبك (2). حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا القاسم بن عثمان الجوعي قال سمعت حسين بن روح قال اتى سفيان الثوري رجل فقال اني مررت بفلان (3) فاعطاني صرة فيها الف دينار اعطيك اياها، قال يقول له سفيان فمررت باختي فاعطتك شيئا من دقيقة ؟ [ قال نعم - 4 ] قال فأتني بصرة الدقيق ورد صرة الدنانير، قال فكان يختبز منها اقراصا ويأكل. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أبو عمير بن النحاس الرملي نا وكيع عن سفيان قال: الزهد في الدنيا قصر الامل، ليس بأكل الغليظ ولا لبس العباء. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم نا احمد بن جواس حدثني ابن عم لسفيان الثوري يقال له عمرو بن حمزة بن سعيد ابن عمه لحا (5) قال كنا إذا قلنا لسفيان قد وكف البيت قال اطرجوا فوقه رمادا - ولا يأمر بتطيينه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول [ قال ابن ابي ذئب - 6 ]: ما رأيت مشرقيا خيرا من سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا سعد (7) بن محمد البيروتي نا محمد بن ابي داود
(1) ك " منعنى " (2) م " جنك " (3) د " بغلام " (4) من م " (5) لكن قوله " عمرو بن حمزة بن سعيد يقتضى انه اما ابن اخيه واما بعيد عنه ليس ابن عمه لحا فان الثوري هو سفيان بن سعيد بن مسروق (6) سقط من ك (7) ك وم " سعيد " خطأ تأتى ترجمته في باب سعد. (*)
[ 102 ]
الازدي نا عبد الرزاق قال اجتمع سفيان الثوري ووهيب بن الورد فقال سفيان لوهيب: يا ابا محمد تحب ان تموت ؟ قال [ وهيب - 1 ] احب ان اعيش لعلي اتوب، ثم قال وهيب لسفيان يا ابا عبد الله فأنت تحب ان تموت ؟ قال [ سفيان - 2 ] وهو مقابل البيت: ورب هذه البنية (3) وددت اني مت الساعة، اظلتك امور عظائم (4) اظلتك امور عظائم (4) اظلتك امور عظائم (4). حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج حدثني عبد الملك بن سعيد الاشجعي قال كان سفيان الثوري يقول: (5) إذا كان لك بر فتعبد وإذا لم يكن لك فالتمسه - يعني من حله. حدثنا بعد الرحمن نا أبو سعيد الاشج نا ابن فضيل قال سمعت سفيان يقول: السرائر، السرائر. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج نا أبو خالد قال سمعت سفيان الثوري يقول: انه (12 م) ليمر بين يدي المسكين وانا اصلي فأدعه، فإذا مر احدهم وعليه الثياب [ يتمشى - 6 ] لم ادعه. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج نا يحيى بن اليمان قال (29 ك) سمعت سفيان يقول: كنت اشتهي امرض فأموت فاما اليوم فليتني مت (7) فجاءة. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج نا يحيى بن اليمان قال [ كثيرا ما - 8 ] كنت ارى سفيان الثوري مقنع الرأس يشتد في
(1) من م ود (2) من ك وم (3) ك " هذا البيت " (4) م " عظام " (5) م " قال قال سفيان الثوري: يقال " (6) من ك وم " فأشتهي ان اموت " (8) من م (*)
[ 103 ]
اثر جنازة العبد والامة. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان قال سمعت عبد الله بن صالح ابن مسلم العجلي يقول ليزيد بن هارون يا ابا خالد رأيت سفيان الثوري يوم الجمعة وعليه كساء كذا وممطرا (1) يعني كساء صوف وهو راكب حمار فقلت لرجل [ يمشي - 2 ] إلى جنبه ما لسفيان اليوم ركب حمارا ؟ قال حم اليوم فكره ان يترك الجمعة فبعث إلى جار له فاستعار حمارا فركب. حدثنا عبد الرحمن نا أبو هارون الخراز (3) سمعت ابراهيم بن موسى وعبد الرحمن بن الحكم يتذاكران قدوم الثوري الري فقال عبد الرحمن بن الحكم: كان استأجره أبو اسحاق السبيعي لميراث له كان بخوارزم، قلت: بكراء ؟ قال: نعم بكراء. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن شهاب نا ابراهيم بن محمد الشافعي ابا عبد الله بن رجاء - يعني المكي - قال: ما رأيت احدا اكثر ذكرا للموت من سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني احمد بن عبد الصمد الانصاري حدثني عاصم بن فروة قال سمعت الضحاك ابا ياسين قال سمعت سفيان الثوري يقول: لا تنظروا إلى قصورهم فانما بنوها من اجلكم. قال وسمعت سفيان الثوري يقول: لولا مجانين الدنيا لخربت الدنيا. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج [ نا أبو خالد قال سمعت سفيان يقول: لا تنظروا إلى دورهم ولا إليهم إذا مروا على المراكب. نا أبو سعيد
(1) د " كساء كذا وهطر " كذا (2) من ك (3) م " الحراز " خطا. (*)
[ 104 ]
الاشج - 1 ] [ الكندي - 2 ] نا يحيى بن يمان قال سمعت سفيان الثوري يقول: انما مثل الدنيا مثل رغيف عليه عسل مر به ذباب فقطع جناحه (3) ومثل رغيف يابس مر به (13 م) فلم يصبه شئ (4). حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا أبو صالح الاحول - يعني احمد (5) بن اسماعيل الضراري (6) قال سمعت ابا احمد الزبيري يقول كتب [ بعض - 7 ] اخوان سفيان إلى سفيان ان عظي واوجز، فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم عافانا الله واياك من السوء (8) اعلم يا اخي ان الدنيا غمها لا يفنى، وفكرها لا ينقضي وفرحها لا يدوم فلا توان فتعطب، والسلام عليك. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا علي بن محمد الطنافسي نا سهل أبو الحسن
(1) من م (2) من ك (3) م " فقطع جناحاه " (4) د شر " (5) كذا في ك، ود، ووقع في م " الاحول قال حدثنى اجمد " وربما يكون خطأ بان يكون ناسخ د اشتبهت عليه كلمة - يعنى - في الاصل الذى نقل عنه فحسبها " ثنى " اختصار " حدثنى فردها إلى اصلها وزاد فيها " قال " لانها تثبت قبل انصيغة في اثناء الاسناد لفظا وكثيرا ما تحذف خطا للاختصار ويجوز للناقل عن اصل حة فت فيه ان يثبتهما بقى انه سيأتي في الكتاب ترجمنان الاولى في الاحمد ين (1 / 1 / 41) " احمد بن اسماعيل بن ابى ضرار الرازي.... روى عنه ابى " الثانية في المحمد ين (3 / 2 / 190) " محمد بن اسماعيل بن ابى ضرار بن صالح الرازي... سمع منه ابى بالرى وروى عنه " فان صح ما في ك، فان يبعد ان يكونا اخوين يكنى كل منهما ابا صالح، ويشهد لانهما واحد ان ابن ماكولا لما ظبط " الضرلرى " لم يذكر الا محمدا وكذا ابن السمعاني في الانساب والل اعلم (6) م " الصوارى " خطأ (7) سقط من ك (8) م " الشقاء " كذا. (*)
[ 105 ]
قال سمعت يوسف بن اسباط يقول: ما رأيت رجلا قط اترك للدنيا من سفيان الثوري ومحمد بن النضر الحارثي. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا علي بن محمد الطنافسي انا أبو اسامة قال سمعت سفيان الثوري يقول: اني لابغض الجص لانه من زينة الدنيا. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد (30 د) الطنافسي نا عبد الرحمن بن مصعب قال سمعت سفيان يقول: انا مهون (1) علي لا ابالي ما اكلت ولا ابالي ما لبست، قال ورأيت سفيان جالسا ملتحقا بردائه فلم يمس الارض منه شئ. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا علي بن محمد الطنافسي قال سمعت وكيعا يقول كان سفيان الثوري يلبس الفرو ويلبس العباء (2) ومات وله بضاعة مائة وخمسون دينارا. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا [ علي بن محمد - 3 ] الطنافسي نا عمرو ابن محمد العنقزي قال رأيت سفيان [ الثوري - 4 ] بمكة وعليه ازار ورداء قد لونهما بمدر وخفان قد خيطهما بخيوط شعر، وقلنسوة قد بلغ نصفها أو قال بعضها الوسخ فقومت جميع ما عليه درهما ونصف. [ باب - 5 ] ما ذكر من دخول الثوري على السلطان ومنا صحته [ اياه - 6 ] في امر الامة حدثنا عبد الرحمن نا أبو نشيط محمد بن هارون قال سمعت الفريابي
(1) م " مهرى " كذا (2) م " القباء كذا (3) من م ود (4) من م (5) من م (6) من م ود. (*)
[ 106 ]
بقول سمعت سفيان الثوري يقول ادخلت (1) على ابي جعفر بمنى فقلت له: اتق الله فانما انزلت هذه المنزلة وصرت في هذا الموضع بسيوف المهاجرين والانصار، وابناؤهم يموتون جوعا، حج عمر بن الخطاب فما انفق الا خمسة عشر دينارا (14 م) وكان ينزل تحت الشجر، فقال [ لي - 2 ] فانما تريد أن اكون مثلك ؟ قال قلت: لا تكن مثلي، ولكن كن دون ما انت فيه وفوق ما انا فيه. فقال لي: اخرج. حدثنا عبد الرحمن قال سمعت ابا نشيط يقول فحدثت به بشر بن الحارث فكتبه عني وقال: لقد ابلغ. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول سمعت سفيان يقول: لما أخذت بمكة وأدخلت على المهدي قال قلت في نفسي قد وقعت يا نفس فاستمسكي، قال عبد الرحمن قد كنت احب ان يقول غير هذا - يعني من التوكل واشباهه - قال وإلى جنبه أبو عبيد الله فقال لي أبو عبيد الله: ألست سفيان ؟ قلت: بلى، قال، ان كتبك لتأتينا احيانا، قال قلت: ما كتبت اليك كتابا قط. [ قال - 2 ] فأي شئ دخله. حدثنا عبد الرحمن، نا عبد الله بن محمد بن عبيد (3) القرشي نا حسين بن عبد الرحمن الوراق قال قال أبو عبيد الله (4) ما اعلقنا مخالينا هذه في عنق احد الاقضم منها الا سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا ابي رضي الله عنه حدثني الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول: دخل سفيان الثوري على امير المؤمنين فجعل
(1) م " دخلت " (2) من د (3) هو ابن ابى الدنيا مشهور ووقع في ك " عبد " خطأ (4) وزير المهدى تقدم ذكره ووقع قى ك " أبو عبد الله " خطأ. (*)
[ 107 ]
يتجان عليهم (1) ويمسح البساط ويقول ما احسنه، ما احسنه، بكم اخذتم هذا ؟ ثم قال البول البول - حتى اخرج. قال أبو محمد (30 ك) قلت يعني انه احتال بما فعل ليزهدوا فيه فيتباعد منهم ويسلم من شرهم (2). حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني مقاتل بن محمد عن ابن (3) جبر - يعني محمد بن عصام بن يزيد - عن ابيه قال قال لي سفيان احمل كتابي هذا إلى المهدي، قال فقلت يا ابا عبد الله ان رأيت ان تعفيني - وجعلت امتنع - فقال لي خذ كتابي هذا واحمله فان حولي جماعة لو قلت لهم لبادروا حمله إلى ابي عبيد الله (4) قال فحملت الكتاب وصرت إلى ابي عبيد الله (4) فقلت: رسول سفيان ؟ قال فأمر بي فانزلت وسأل عني في سر وقال لي بكر بالغداة بالدخول (5) على امير المؤمنين قال فاستعفيت (15 م) فقال لا بد، ثم بكرت فدخلت عليه فإذا مجلس بيت قد لبد فناولته الكتاب قال فجعل ينظر فيه فإذا في الكتاب: اني اظهر على ان لي الامان ولكل من طولب بسبي وعلى ان (6) احل من بلاد الله [ حيث اشاء فاني ارجو أن يخير الله لي قبل ذلك. قال فاعطاني مالا احمله إليه فابيت ولم اقبله وقال: له الامان ولمن طولب بسببه ويحل من بلاد الله حيث شاء - 7 ] ولكن يوافيني بالموسم، وما على ابي عبد الله يضع يده في يدي فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. قال فرجعت إلى سفيان فقلت قد (8) جاء الله بما تحب قال امير المؤمنين كيت وكيت فقال: اسكت قل له يستعمل ما يعلم حتى إذا استعمل ما علم اتيناه
(1) د " يتجانن عليه " كذا (2) ك، ود " من برهم " (3) د " ابى " خطأ (4) ك " عبد الله " خطأ (5) د " للدخول " (6) م " انى " (7) سقط من د (8) ك " سفيان فقد ". (*)
[ 108 ]
فعلمناه ما لا يعلم. قال فخار الله له فتوفى قبل ذلك. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ قال سمعت عبد الرحمن ابن الحكم يذكر عن مهران عن سفيان أنه اخذ في المسجد الحرام فادخل على [ ابي - 1 ] هارون وهو في ازار ورداء والنعلان في يده قال فلما دخلت سلمت وقعدت فقال أبو عبيد الله اني اظن ان له رأي سوء - يعني [ رأى - 2 ] الخوارج - فقلت لابي هارون من هذا ؟ قال: هذا معاوية بن عبيد الله (3) فقلت له احذر هذا واصحابه، ثم قلت له: كم انفقت في حجتك هذه ؟ قال يا ابا عبد الله ونحصي كم انفقنا ؟ قلت لكن عمر بن الخطاب حج فلم ينفق في مجيئه (4) وذهابه الا سبعة عشر (5) دينارا. ثم قمت فقال لي إلى اين ؟ انا نريد أن نسالك عن اشياء، قال قلت البول البول، قال فاين نجدك ؟ قلت المسجد - وتوارى عنهم وطلب فخرج مع حاج البصرة إلى البصرة فنودي: من جاء به فله ديته، ومن وجد في منزله فقد برئت منه الذمة. حدثنا عبد الرحمن نا أبى نا الحسن بن ربيع نا يحيى بن ابي غنية قال: ما رأيت رجلا قط اصفق وجها في الله عزوجل من سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد (31 د) نا عبد الرحمن بن الحكم قال فاخبرنا عبد العزيز (16 م) ابن ابي عثمان عن عصام الاصبهاني انه بعثه إلى ابي هارون وكتب إليه يسأله الامان وكتب إلى يعقوب بن داود في ذلك قال: فلما صرت إلى يعقوب وثب فدخل قال فادخلت بيتا
(1) سقط من م (2) من د (3) م " عبد الله " كذا (4) م " حجته " (5) د " ثلاثة عشر ". (*)
[ 109 ]
كنا نسمع كلام النساء والصبيان بيتا ليس فيه شئ قال فجاء بكرسي فوضع فخرج أبو هارون فجلس عليه قال وكان (1) في كتابه: اجعل [ لي - 2 ] الامان أو يخير الله لي قبل ذلك، قال فلما قرأ الكتاب قال: نعم بل لك الامان (3) انزل حيث شئت واذهب حيث شئت، قال وقل له يوافينا بالموسم، قال فلما خرجنا قال [ لي - 2 ] يعقوب قل لابي عبد الله سبحان الله يذهب (4) هذا ؟ مظلمة يردها خير من كذا وكذا، قال فقلت: لا نعرف سفيان وهو يتكلم في شئ ويسكت عن شئ. قال أبو عبد الله فمات في نحو من رجب. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى قال نا محمد بن عصام قال سمعت ابي يقول ارسلني سفيان إلى المهدي بكتابه بان نأخذ له الامان (3) منه فدخلت على المهدي فقال لي فيما يقول: لو جاءنا أبو عبد الله لكنا نتزر بازار ونرتدي بآخر ونضع ايدينا في يده ونخرج إلى السوق فنأمر: بألمعروف وننهى عن المنكر، فحكيت ذلك لسفيان فقال [ لي - 5 ] لو عمل بما يعلم لكان لا يسعنا الا ان نذهب فنعلمه مالا يعلم. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني (6) مقاتل بن محمد (7) حدثني محمد بن جبر الاصبهاني - وكان ابوه عصام صاحب سفيان - عن ابيه قال كتب معي سفيان بكتاب امانه إلى المهدي فقلت يا ابا عبد الله ان رأيت (8) ان تعفيني فقال ترى هؤلاء الذين عندي ما احد منهم أدفع إليه هذا الكتاب الا هو يرى أني قد اسديت إليه خيرا فانطلق فقل ما تعلم، واسكت عما لا تعلم. قال وكتب معي إلى المهدي فحملت الكتاب
(1) م " فكان " (2) من م، ود (3) م " امانا " (4) م " فذهب " (5) من ك وم (6) م " قال اخبرني " (7) د " محمد بن مقاتل " كذا (8) د " أرأيت " خطأ (*)
[ 110 ]
وصرت إلى ابي عبيد الله (1) وقلت: رسول سفيان، فأمر بي فانزلت وسأل عني في سر وقال بكر بالغداة للدخول على امير المؤمنين فاستعفيت، قال: لا بد، ثم بكرت فدخلت عليه فإذا مجلس [ بيت - 2 ] قد لبد (17 م) فناولته الكتاب فجعل ينظر فيه فإذا في الكتاب: اني اظهر على ان لي الامان ولكل من طولب بسبي وعلى ان احل من بلاد الله عزوجل حيث اشاء (3) فاني ارجو أن يخير الله لى قبل ذلك، قال فاعطاني مالا احمله إليه فأبيت ولم اقبله، فقال: له الامان ولمن طولب بسببه ويحل من بلاد الله حيث يشاء (4) ولكن (31 ك) يوافيني بالموسم، وما على ابي عبد الله ان يضع يده في يدي (5) فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فرجعت إلى سفيان فقلت قد جاء الله بما تحب قال امير المؤمنين كيت وكيت، قال: اسكت، قل له يستعمل ما يعلم حتى إذا استعمل ما علم اتيناه فعلمناه ما لا يعلم. قال فخار الله عزوجل له فتوفى قبل ذلك. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني أبو الوليد قال قال يحيى ابن سعيد املي على سفيان إلى المهدي (6): من سفيان بن سعيد الى المهدي، فقلت له لو بدأت به، قال فأبى، وقال: اكتب كما اقول، قال أبو الوليد فاحتججت عليه بكتابه إلى عثمان بن زائدة وانه بدأ بعثمان فقال: كان عثمان رجلا صالحا. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا أبو جميل احمد بن عبد الله بن عياض المكي قال سمعت عبد الرزاق يقول: قدمنا مكة وقدمها الذي يقال له المهدي فحضرت الثوري وقد خرج من عنده وهو مغضب فقال أدخلت آنفا
(1) ك " ابى عبد الله " خطأ (2) من ك وم (3) د " شئت " (4) م " شاء " (5) م " يدى في يده " (6) م " سفيان الثوري ". (*)
[ 111 ]
علي ابن ابي جعفر فقال لي يا ابا عبد الله طلبناك فاعجزتنا فأمكننا الله منك في احب المواضع إليه فارفع الينا حوائجك قال فقلت واي حاجة تكون لي اليك ؟ واولاد المهاجرين واولاد الانصار يموتون خلف بابك جوعا. فقال لي أبو عبيد الله يا ابا عبد الله لا تكثر الفضول واطلب حوائجك من امير المؤمنين، فقلت: مالي إليه من حاجة، لقد اخبرني اسماعيل بن ابي خالد ان عمر بن الخطاب حج فقال لصاحب نفقته كم انفقنا في حجنا هذا ؟ قال اثنا عشر دينارا، قال: اكثرنا، اكثرنا، أو قال: اسرفنا (18 م) اسرفنا، وعلى ابوابكم امور لا تقوم لها الجبال الراسيات. قال فقال لي ابن ابي جعفر: يا ابا عبد الله أفرأيت ان لم اقدر أن اوصل إلى كل ذي حق حقه فما اصنع ؟ قال: تفر بدينك وتلزم بيتك وتترك الامر ومن يقدر أن يوصل إلى كل ذي حق حقه، قال فسكت، وقال لي أبو عبيد الله أراك تكثر الفضول ان كانت لك حاجة فاطلبها والا فانصرف، قال فانصرفت. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي قال كتب إلى عبد الله بن خبيق (32 د) قال حدثني الهيثم بن جميل قال حدثني حماد بن زيد قال دخلت على سفيان الثوري وهو مختف بالبصرة فقال قد ملني اصحابي وما اراني الا صائرا إليه - يعني الخليفة - وواضع يدي في يده، قلت ماذا انت قائل (1) له ؟ قال اقول: اعتزل هذا الامر فلست من شأنه حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج قال نا ابراهيم بن اعين البجلي قال كنت مع سفيان الثوري والاوزاعي واسحاق بن القاسم الاشعثي بمكة فدخل علينا عبد الصمد بن علي وهو امير مكة عند المغرب
(1) م " ما ذاقاتل انت ". (*)
[ 112 ]
وسفيان يتوضأ وانا اصب عليه وهو يتوضأ كأنه بطة وهو يقول لا تنظروا إلى فاني مبتلى، فيدخل البيت الذي فيه الاوزاعي فسلم، ثم أتى عبد الصمد بن علي فسمعت الاوزاعي يقول: مرحبا مرحبا [ ثم جاء - 1 ] فسلم على سفيان فقال له سفيان من انت ؟ فقال: انا عبد الصمد، [ فقال له كيف انت - 1 ] اتق الله اتق الله إذا كبرت فاسمع (2). حدثنا عبد الرحمن قال ذكر محمد بن مسلم قال نا حبان [ بن موسى - 3 ] قال ذكر عبد الله - يعني ابن المبارك - ان سفيان دخل على ابي جعفر فقال حاجتك، فقال: حاجتي ان لا تدعوني حتى آتيك. حدثنا عبد الرحمن قال ذكر محمد بن مسلم قال واخبرني عبد الله ابن احمد بن شنبويه (4) قال وقال أبو رجاء طلب سفيان حتى أدخل على ابي جعفر، والمهدي قائم على رأسه فدخل سفيان وسلم ثم دنا من البساط فنحاه برجله وجلس، قال فقال المهدي يا ابا عبد الله (19 م) حدث امير المؤمنين بشئ ينفعه الله عزوجل به، قال ان سألتمونا عن شئ علم ذلك عند نا اخبرناكم، فاعاد عليه، فقال اني لست بقاص، ثم قال حدثنا ايمن بن نا بل عن قدامة بن عبد الله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمار على ناقة صهباء من بطن (5) الوادي بلا ضرب ولا طرد ولا اليك اليك. قال ثم قال المهدي حدث امير المؤمنين بشئ ينفعه الله عزوجل به فقال اعوذ بالله السمع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (ألم تر كيف فعل ربك بعاد
(1) من م (2) كذا والقصة مطولة في تاريخ بغداد (9 / 159) (3) من ك (4) كذا وقع هنا في الاصول الثلاثة والمعروف شبويه وراجع ترجمة والد هذا الرجل والتعليق عليها في هذا الكتاب (1 / 1 / 55) (5) ك " باطن ". (*)
[ 113 ]
ارم ذات العماد) [ قرأ - 1 ] إلى قوله (ان ربك لبالمرصاد) ثم قال بيده على خصره: بي بول بي بول، ثم قطع. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني عبيد الله بن سعيد أبو قدامة نا عبد الصمد - يعني ابن حسان - قال قال سفيان الثوري اني (2) أدخلت على المهدي فقلت [ له - 3 ] انظر عمر بن الخطاب، فقال: عمر كان له اصحاب، فقلت: فعمر بن عبد العزيز فقد كان في فتنة وفي ما كان فيه فما تكلم بشئ الا صار سنة، فقال: ان لم اطق ؟ فقلت اجلس في بيتك. حدثنا عبد الرحمن نا (4) محمد بن مسلم قال قلت لابي نعيم ان الفريابي ذكر أن سفيان دخل على ابي جعفر بمنى فقال اتق الله فانك انما أنزلت هذه المنزلة بأسياف المهاجرين والانصار، وابناؤهم يموتون جوعا وهزلا، حج عمر بن الخطاب فبلغت نفقته ستة (5) عشر دينارا وانت فيما انت، قال فتأمر (6) أن اكون مثلك ؟ قال [ لا - 7 ] تكون دون ما انت فيه وفوق ما انا فيه، قال فاخرجت، ولم احفظه عن الفريابي حدثنيه محمد بن (32 ك) هارون عنه. فقال لي أبو نعيم: انما دخل على المهدي في ولاية عهده بمنى لا على ابي جعفر. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي نا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب قال سمعت الفضل - يعني ابن مقاتل - البلخي (8) قال سمعت النضر ابن زرارة (20 م) يقول طلب أبو جعفر الثوري حتى قدم عليه فادخل
(1) من م (2) ك " لما " (3) من ك وم (4) م " ذكر " (5) م " بضعة " (6) " فتأمرني " (7) سقط من د (8) ياتي مثله في ترجمة الفضل (3 / 2 / 69) ووقع هنا في م " الايلى " كذا. (*)
[ 114 ]
عليه، قال فاقبل [ على سفيان - 1 ] بالملامة فقال: تبغضنا وتبغض دعوتنا وتبغض عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال والثوري يقول سلام سلام، قال ثم رفع الثوري رأسه فقال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم (ألم تر كيف فعل ربك بعاد ارم) إلى قوله (ان ربك لبالمرصاد) قال فنكس أبو جعفر رأسه وجعل ينكت بقضيب في يده الارض فقال سفيان: الوضوء الوضوء، ثم قام (2) فخرج عنه. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي ثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب (3) قال قال عبد الرزاق كان رجل صحب الثوري يقال له يوسف إلى صنعاء فلم يشعر إذ جاءته الولاية من ابي جعفر فقال له الثوري ويحك يا يوسف شحطوك بغير سكين كيف إذا قيل يوم القيامة أين أبو جعفر واتباعه قمت فيهم ؟ باب ما ذكر في ترك الثوري قبول بر الامراء حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن منصور الرمادي ثنا القعنبي قال سمعت يحيى بن سليم الطائفي يحدث سفيان بن عيينة ان محمد بن ابراهيم - يعني الهاشمي اليا كان على مكة - بعث إلى سفيان الثوري بمائتي دينار فأبى ان يقبلها، قلت [ له - 4 ] يا ابا عبد الله كأنك لا تراها حلالا ؟ قال: بلى، ولكن أكره ان اذل. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني محمد بن عمران بن ابي ليلى عن حميد بن عبد الرحمن قال كان سفيان ذكر له انه انفذ إليه مال
(1) من م (2) م " فقام " (3) ك " عبد العزيز المنيب " خطأ (4) من ك وم. (*)
[ 115 ]
فقام فخرج على وجهه. باب ما ذكر من كثرة حديث الثوري (33 د) حدثنا عبد الرحمن ثنا أبو سعيد الاشج نا أبو عبد الرحمن الحارثي قال خاف سفيان شيئا فطرح كتبه، فلما امن ارسل إلى والي يزيد ابن ثوير المرهبي (1) فقال أخرجوا الكتب فدخلنا البئر فجعلنا نخرجها فاقول يا ابا عبد الله (وفي الركاز الخمس) وهو يضحك فاخرجنا تسع قمطرات كل واحد إلى هنا (21) وأشار إلى اسفل ثندوته قال فقلت اعزل كتابا تحدثني به قال فعزل [ لي - 2 ] كتابا فحدثني به، قال أبو محمد (3) كذا حدثنا أبو سعيد الاشج، وحدثنا ابي عن ابي سعيد بهذا [ الحديث - 4 ] وزاد فيه فالقى (5) في بئر ماء اشكنك (6) وتراب والقى (7) فيها كتبه، ثم امن فارسل إلى والي يزيد بن توبة (8) - وفي سماعنا: يزيد بن ثوير. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن منصور الرمادي قال سمعت عبد الرزاق يقول قال [ لي - 9 ] ابن المبارك كنت اقعد إلى سفيان الثوري فيحدث فاقول ما بقى من علمه شئ الا وقد سمعته، ثم اقعد عنده مجلسا آخر [ فيحدث - 4 ] فاقول: ما سمعت من علمه شيئا. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ نا عبد الرحمن بن الحكم بن
(1) ياتي ما فيه (2) من ك (3) م " قلت " (4) من م (5) م " والقى " (6) فارسية اريد بها هنا تحاتة الخشب التى تجتمع عند النجارين (7) م " قالوا " كذا (8) مثله في تاريخ بغداد (9 / 161) روى القصة من طريق " عبد الله بن محمد البغوي حدثنى أبو سعيد (الاشج) حدثنى عبد الله بن عبد الله وهو ابن الاسود الحارثى " (9) من م، ود. (*)
[ 116 ]
بشير قال حدثني نوفل - يعني ابن مطهر - قال اوصى سفيان إلى عمار ابن سيف في كتبه فقال: ما كان بحبر فاغسله [ وزاد فيه - 1 ] وما كان بأنفس فامحه قال فسخنا الماء واستعان بنا قال فاخرج كتبا كثيرة قال فجعلنا نمحوها ونغسلها. [ باب - 2 ] ما ذكر من قران (3) الثوري بين تلاوة القرآن وحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي قال أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب قال قال عبد الرزاق كان الثوري جعل على نفسه لكل (4) ليلة جزءا من القرآن وجزءا من الحديث قال فيقرأ جزأه (5) من القرآن ثم يجلس على الفراس فيقرأ جزأه (5) من الحديث ثم ينام. باب ما ذكر من علم الثوري بتفسير القرآن حدثنا عبد الرحمن نا ابى رحمه الله حدثني شهاب بن عباد أبو عمر (6) قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كان سفيان يأخذ المصحف فلا يكاد يمر بآية الا فسرها فربما (7) مر بالآية فيقول اي شئ عندك في هذه ؟ فاقول ما عندي فيها شئ، فيقول (تضيع مثل هذه لا يكون عندك فيها شئ ؟.
(1) ليس في م (2) من د (3) ك " كلام " كذا (4) م " كل " (5) م " اجزاءه كذا (6) د " أبو عمرو " خطأ (7) د " وربما ". (*)
[ 117 ]
(1) حدثنا عبد الرحمن نا أبو عبد الله الطهراني نا عبد الرزاق قال كان الثوري يقول: سلوني عن المناسك والقرآن فاني بهما عالم. باب ما ذكر من آداب سفيان الثوري وتواضعه حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت يحيى ابن ايوب قال سمعت علي (22 م) بن ثابت الجزري يقول: ما رأيت سفيان يقعد في صدر مجلس قط انما كان يقعد إلى جانب حائط ويجمع بين ركبتيه. باب ما ذكر من حرص الثوري على كتابة العلم حدثنا عبد الرحمن نا المقدام بن داود [ ابن - 2 ] اخي سعيد بن عيسى بن تليد المصري نا خالد بن نزار قال سمعت سليمان بن المغيرة البصري يقول قدم علينا الثوري فارسل إلى: انه بلغني عنك احاديث وانا على ما ترى من الحال فائتني ان خف عليك فأتيته فسمع (3) مني وفعل ذلك بغير واحد من اصحابي. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أبو قدامة (33 ك) عبيد الله بن سعيد السرخسي (4) قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال قال لي سفيان الثوري بمعنى: مر بنا إلى عكرمة بن عمار اليمامي، قال فجعل يملي على سفيان ويوقفه عند كل حديث: قل حدثني: سمعت.
(1) تأخر هذا الخبر في م وقع فيها بعد ثلاثة ابواب في باب على حدة (2) سقط من م (3) د " فاستمع " كذا (4) ك " الصرخصى ". (*)
[ 118 ]
[ باب - 1 ] ما ذكر من امامة الثوري في السنة والحديث حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر محمد بن خلف الحداد (2) نا يعقوب ابن اسحاق الحضرمي نا شعبة بن الحجاج حدثني سفيان بن سعيد الثوري، قال يعقوب سمعت شعبة يقول: سفيان امير المؤمنين في الحديث، ثم قال يعقوب كبير عن كبير حدثني الضخم عن الضخام، شعبة الخير أبو بسطام. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي قال حدثني مقاتل بن محمد قال سمعت ابا اسامة قال: كان زائدة يرى الثوري سيد المسلمين. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال سمعت ابا زياد يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: الناس على وجوه، فمنهم من هو امام في السنة امام (3) في الحديث (4)، ومنهم من هو امام في السنة وليس بامام في الحديث، ومنهم من هو امام في الحديث ليس بامام في السنة، فاما من هو امام في السنة وامام في الحديث فسفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا عبد الرحمن بن عمر الاصبهاني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي (23 م) يقول: ائمة الناس في زمانهم اربعة سفيان الثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والاوزاعي بالشام، وحماد ابن زيد بالبصرة.
(1) من د (2) يأتي مثله في ترجمته (3 / 2 / 245) ووقع هنا في م " أبو بكر بن محمد بن خلف الحراد " وضبب على كلمة خلف (3) د " وامام " (4) زاد في ك ود " ومنهم من هو امام قى الحديث " ولا وجه لها. (*)
[ 119 ]
حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلى [ قال سمعت يحيى بن معين يقول: سفيان امير المؤمينين في الحديث. حدثنا عبد الرحمن - 1 ] نا ابي نا احمد بن عبد الله بن يونس قال كان يقال: الناس ثلاثة، ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه. [ 2 - باب ما ذكر من علم سفيان بتفسير القرآن نا أبو عبد الله الطهراني انا عبد الرزاق قال كان الثوري يقول: سلوني عن المناسك والقرآن فاني بهما عالم - 3 ]. باب ما ذكر من الرؤيا للثوري بعد وفاته (34 د) حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي نا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب حدثني (1) الفضل بن مقاتل البلخي قال سمعت يزيد بن ابي حكيم يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام (5) فقلت يارسول الله ان رجلا من امتك يقال له سفيان الثوري لا بأس به، قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم لا بأس به، قلت: حدثنا عن ابي هارون عن ابي سعيد عنك انك لقيت ليلة الاسراء يوسف في السماء ؟ قال: صدق. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني محمد بن يزيد الرفاعي حدثني داود بن يحيى بن اليمان قال رأيت موسى بن سعيد الرفاعي في
(1) سقط من م (2) هذا الباب مزيد في م وتقدم خبره قبل ثلاثة ابواب (3) من م (4) م " قال اخبرني " (5) ك " القيام ". (*)
[ 120 ]
النوم فقلت له: ما صنع الله بك ؟ فذكر خيرا، فقلت. اي شئ وجدت افضل ؟ قال: قول سفيان. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا أبو اسامة عن ابن عيينة قال رأيت الثوري في النوم فقلت له. اوصني، فقال: اقل من معرفة الناس. حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر احمد بن عمير (1) الطبري نا أبو جعفر الجمال محمد بن مهران قال سمعت الوليد بن مسلم يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله بمن تأمر ؟ قال: عليك بسفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني ابراهيم بن موسى قال رأيت فيما يرى النائم كأن قائلا يقول (24 م): الامر ما كان عليه الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج حدثني ابراهيم بن اعين [ البجلي - 2 ] وكان من خيار الناس قال رأيت سفيان الثوري في المنام ولحيته صفراء [ حمراء - 3 ] فقلت يا ابا عبد الله ما صنعت فديتك ؟ قال انا مع السفرة، قلت: وما السفرة ؟ قال: الكرام البررة. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا احمد بن ابراهيم الدورقي نا مؤمل - يعني ابن اسماعيل - ثنا بعض اصحابنا انه رأى سفيان الثوري فيما يرى النائم كأن في وجنتيه نكتة سوداء فقلت له يا ابا عبد الله ما هذه النكتة السوداء التى اراها (4) في وجهك ؟ قال هذا الكتاب الذي
(1) تأتى ترجمته في بابه ووقع هنا في م " احمد بن محمد " خطأ (2) من م (3) ليس في ك، المعنى ما بين الحمرة والصفرة ء (4) م " ارى ". (*)
[ 121 ]
وضعته للناس. قال احمد: يعني جامع الصغير. قال مؤمل: فانا رأيت سفيان بعد ذلك في النوم ليس في وجهه [ شئ من ذلك حسن الوجه فقلت يا ابا عبد الله ان فلانا حدثني انهم رأوا في وجهك - 1 ] نكتة سوداء [ ولا اراها - 2 ]، قال: فانها عادت اشد بياضا من القطن، أو قال: من الفضة. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا رباح (3) بن الجراح أبو الوليد (4) قال رأيت سفيان الثوري في المنام فقلت ما صنع الله بك ؟ قال عفا عني حتى (5) طلب الحديث. حدثنا عبد الرحمن نا على بن شهاب الرازي نا محمد بن مهران - يعني ابا جعفر (6) الجمال - نا عبد الرحمن الدشتكي عن عثمان بن زائدة قال رأيت فيما يرى النائم كأني دخلت مسجد الحرام فإذا انا بزق من عسل فحركته برجلي فإذا هو سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا احمد بن ابراهيم الدورقي نا مؤمل ابن اسماعيل قال رأيت سفيان الثوري لما اتانا نعيه وذلك في رمضان فملا فرغنا من القيام وضعت رأسي في المسجد فدخل من بعض ابواب المسجد فلما رأيته قمت إليه فقلت يا ابا عبد الله ما صنع بك ربك ؟ قال: غفر لي أو قال ادخل الجنة، قلت يا ابا عبد الله لقيت محمدا صلى الله عليه وسلم وحزبه ؟ قال: نعم. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد (25 م) الاشج نا أبو اسامة
(1) سقط من ك (2) سقط من د (3) م " رياح " ويأتى في آخر باب رباح من هذا الكتاب " رباح بن الجراح... " لعله هذا (4) د " بن الوليد " كذا (5) م " حبى " (6) م "... مهران أبو " (*)
[ 122 ]
قال كنت (34 ك) بالبصرة حين مات سفيان الثوري فلقيت يزيد ابن ابراهيم التستري فقال [ لي - 1 ] قيل لي في منامي الليلة مات امير المؤمنين، فقلت للذي يقول في المنام: امات سفيان الثوري ؟. فقلت له قد مات الليلة. وقد كان مات تلك اليلة ولم يكن علمه. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج نا عمران بن غياث الفزاري حدثني عبد الله بن شيرزاذ الواسطي قال كنت بعبادان فرأيت رجلا جئ به في ثياب بياض قد مات فوضع في سفينة فقلت من هذا الذي [ قد - 1 ] مات على السنة ونجا وصار في الآخرة ؟ فلما ارتفع النهار جاءنا الخبر أن سفيان الثوري مات في تلك الليلة. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم نا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة نا يحيى بن ايوب نا أبو كريمة المعبر الكوفي قال قال رجل ذكر أنه رأى فيما يرى النائم انه ادخل الجنة فإذا هو بيونس (2) بن عبيد وابن عون وايوب وسليمان التيمي - وذكر قوما من اهل البصرة من اهل الحديث لم احفظ الا هؤلاء الاربعة - يتحدثون في روضة من رياض الجنة قال فخطر بقلبي ذكر سفيان الثوري فقلت لهم: لقد كان سفيان عندنا (3) من خيار الناس فما لي لا اراه فيكم ؟ فقالوا بابصارهم إلى السماء فقالوا ما نرى سفيان الا كما نرى النجم. باب ما ذكر من المراثي في سفيان الثوري حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الرحمن ابن مهدي يقول جاءني حماد بن زيد وجرير بن حازم من الغد يوم
(1) ليس في ك (2) م " ير يونس " (3) م " محدثا " (*)
[ 123 ]
دفنا سفيان وقالا لي اخرج بنا إلى قبر سفيان، قال فخرجت معهما قال فبينا نحن نمشي [ إذ - 1 ] قال جرير: من كان باك على حي بمنزلة * يبك (2) الغداة على الثوري سفيان قال ثم سكت فظننت انه كان هيأ ابياتا (3) ليقولها ثم سكت (26 م) قال احمد بن سنان وكان (4) معنا عبد الله بن الصباح البغدادي وكان رفيقا لنا فلما ذكر هذا البيت الذي قال جرير [ بن حازم - 5 ] فقال هو: ابكي عليه وقد ولي وسودده * وفضله ناضر كالغصن ريان (35 د) حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج نا عبد الله (6) بن وهب الحضرمي ان شاء الله قال قال أبو زياد الفقيمي رحمه الله. لقد مات سفيان حميدا مبرزا * على كل قار هجنته المطامع يلوذ بابواب الملوك بنية * مبهرجة والزي فيه التواضع يشمر عن ساقيه والرأس فوقه * مبركة (7) فيها اللصيص المخادع جعلتم فداء للذي صان دينه * وفر به حتى حوته المضاجع على غير ذنب كان الا تنزها * عن الناس حتى ادركته المصارع بعيد من ابواب الملوك مجانبا * وان طلبوه لم تنله الاصابع فعيني (8) على سفيان تبكي حزينة * شجاها طريد نازح الدار شاسع يقلب طرفا لا يرى عند رأسه * قريبا حميما أو جعته الفواجع على مثله تبكي العيون لفقده * على واصل الارحام والخلق واسع
(1) ليس في ك (2) م " من كان يبكى على حى لمنزلة فلبيك " (3) م " ابيات شعر " (4) م " فكان " (5) من م (6) م " عبيدالله " خطأ (7) د " فلنسية " وفي تاريخ بغداد " قلنسوة " (8) ك " فنفسي " كذا. (*)
[ 124 ]
فجعنا به حبرا فقيها مؤدبا * بفقه جميع الناس قصد الشرائع (1) باب ما ذكر من امر سفيان بالمعروف ونهيه عن المنكر حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت ابا توبة يقول قال يوسف بن اسباط قال رجل لسفيان الثوري اني جعلت في جدة [ في - 2 ] بناء يبنونه. يعني السلطان قال (3) ألست تمنى بقاءهم إلى ان يعطوك اجرك ؟ قال أبو محمد يعني كم ظلما يجري الله على ايديهم إلى ان تقبض اجرك (4). حدثنا عبد الرحمن نا سهل بن بحر (5) العسكري نا أبو هشام - يعني محمد بن يزيد الرفاعي قال سمعت يحيى (6) بن يمان يقول لقيت سفيان عند بني فزارة (27 م) فقال تدري من اين جئت ؟ قلت لا، قال مررت بدار الصيدنانيين (7) فنهيتهم عن بيع الدادي (8)، واني لارى الشئ يجب على ان آمر فيه وانهى فابول دما. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا علي بن ميسرة قال سمعت ابا النضر قيصر قال قال سفيان الثوري اؤمر بالمعروف في رفق فان قبل منك حمدت الله عزوجل والا أقبلت على نفسك فان لك في نفسك شغلا
(1) كذا في الاصول وتاريخ بغداد (2) سقط من م (3) م " ينبونه للسلطان فقال (4) م " ذيقبض اجرته (5) م " محمد " خطأ المؤلف انما ادرك سهل بن بحر العسكري وروى عنه كما ياتي في ترجمته فاما سهل بن محمد العسكري فمات قبل مولد المؤلف بثلاث عشرة سنة (6) ك " بحر " خطأ وسقط الاسم من م (7) م " الصيد لانبين " وهما لغتان (8) ك " الدارى " كذا واحسبه الداذى ويقال الذاذى حب يرضع الرطل منه في فرق من الماء فيكون مسكرا. (*)
[ 125 ]
وكان الناس إذا التقوا انتفعوا بعضهم ببعض، فاما اليوم فالنجاة في تركهم. باب ما ذكر من بر سفيان لابيه (1) حدثنا عبد الرحمن نا سهل بن بحر (2) العسكري نا أبو هشام - يعني الرفاعي - قال سمعت ابن يمان يقول تجهزت الي مكة وسفيان بها فقال لي سعيد أبو قل لابني (3) يقدم، فلقيني سفيان فسألني عنه قلت هو صالح ويقول لك اقدم، فتجهز للقدوم ثم قال: انما سموا الابرار لانهم بروا الآباء والابناء. باب ما ذكر من معرفة سفيان الثوري بالحساب حدثنا عبد الرحمن قال سمعت ابا زرعة يقول سمعت محمد بن مهران الجمال يقول كان بالري رجل يقال له حجاج وكان ينزل الازدان (4) (35 ك) وكان حاسبا فقدم حجاج هذا على الثوري (5) فسأله عن مسألة من الحساب فنظر إليه الثوري فقال من اين اخذت
(1) هكذا في الاصول كلها وانظر ما ياتي (2) م " محمد " وقد تقدم ما فيه قريبا (3) هكذا وقع في م ويوافقه ما وفع في عنوان الباب ووقع في ك ود " سعيد ابنه قل لابي " ويشهد له قول الثوري " يروا الآباء والابناء " وذكر ابن حبان في الثقات انه كان للثوري ابن مات قبله والله اعلم (4) ياتي ذكر هذه الخطة أو القرية في ترجمة صالح بن ابى خالد من اصل الكتاب (5) م " الشيوخ " كذا. (*)
[ 126 ]
هذه المسألة ؟ فان هذه المسألة لا يحسنها الا رجل بالري يقال له حجاج. قال: فانا حجاج، قال فرحب به (1) ثم القى عليه عشر مسائل من الحساب وجعل الثوري يعد ويجيب فيها حجاج فلما فرغ قال له الثوري: اخطأت فيها كلها. ومن العلماء الجهابذة النقاد بالبصرة شعبة ابن الحجاج أبو بسطام [ العتكي - 2 ] وهو ابن الحجاج بن الورد مولى العتيك بصري اصله واسطي. [ باب - 2 ] ما ذكر من علم شعبة بن الحجاج رحمه الله وما فتح الله عزوجل عليه من المعرفة بصحيح الآثار وسقيمها وبناقلتها (3). حدثنا عبد الرحمن (28 م) نا محمد بن مسلم قال سمعت ابا زياد حماد بن زاذان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: شعبة امام في الحديث. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أبو بكر بن ابي الاسود نا عبد الرحمن ابن مهدي قال كان سفيان يقول: شعبة امير المؤمنين في الحديث. قال أبو محمد (4) يعني فوق العلماء في زمانه. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمد بن يحيى الذهلي اليسابوري نا أبو قتيبة سلم بن قتيبة قال قدمت الكوفة فاتيت (5) سفيان الثوري
(1) م " بهما " (2) من د (3) م " وما سقطت الكلمة من د (4) م " قلت " (5) م " فلقيت ". (*)
[ 127 ]
فقال لي: من اين انت ؟ قلت من اهل البصرة، قال: ما فعل استاذنا شعبة ؟. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي ابن المديني قال سمعت بهز بن اسد قال حدثني عبد الله بن المبارك قال حدثني معمر أن قتادة كان يسأل (1) شعبة عن حديثه - يعني حديث نفسه. قال أبو محمد (2) وكان قتادة بارع العلم نسيج وحده في الحفظ في زمانه لا يتقدمه كبير احد فحل (3) شعبة من نفسه محلا يرجع إليه في حديث نفسه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان شعبة اعلم [ الناس - 4 ] بالرجال، وكان سفيان صاحب ابواب. حدثنا عبد الرحمن نا صالح [ بن احمد - 4 ] نا علي قال سمعت يحيى [ يعني - 5 ] ابن سعيد القطان قال قال شعبة: لم يسمع قتادة من ابي العالية الا ثلاثة اشياء. قلت ليحيى عدها، قال قول علي رضى الله عنه القضاة ثلاثة، وحديث: لا صلاة بعد العصر، وحديث يونس بن متي. قال أبو محمد (2) بلغ من علم شعبة بقتادة ان عرف ما سمع من ابي العالية وما لم يسمع. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا حرملة بن يحيى (36 د) قال سمعت الشافعي يقول: لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق، كان يجئ إلى الرجل فيقول، لا تحدث والا استعديت عليك السلطان (6). حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر محمد بن خلف الحداد البغدادي نا
(1) م " سأل " (2) م " قلت " (3) ك " فجعل " كذا (4) من م (5) ليس في م (6) ك " بالسلطان ". (*)
[ 128 ]
يعقوب بن اسحاق الحضرمي قال سمعت شعبة يقول: (29 م) سفيان امير المؤمنين في الحديث. ثم قال يعقوب. حدثني الضخم عن الضخام * شعبة الخير أبو بسطام حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي قال سمعت يحيى يقول: ليس احد احب إلى من شعبة، ولا يعدله احد عندي. حدثنا عبد الرحمن قال سمعت ابي يقول قال أبو الوليد الطيالسي كنت أختلف إلى حماد بن سلمة واديم الاختلاف إليه فقال لي يوما: ان اردت الحديث فعليك بشعبة. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن ثنا احمد [ يعني - 1 ] ابن حنبل ثنا أبو داود قال قال شعبة: كنت اعرف إذا جاء - يعني إذا حدث قتادة - ما سمع مما لم يسمع. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه (2) بن الحسن قال سمعت ابا طالب - يعني احمد بن حميد - قال قال احمد بن حنبل: شعبة (3) اعلم بحديث الحكم، ولولا شعبة ذهب (4) حديث الحكم، ولم يكن في زمن شعبة مثله في الحديث، ولا احسن حديثا منه، كانقسم له من هذا حظ، وروي عن ثلاثين رجلا من اهل الكوفة لم يرو عنهم سفيان. حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول، إذا رأيت شعبة يحدث عن رجل فاعلم انه ثقة الا نفرا بأعيانهم، قيل (5) لابي الم يكن للثوري بصر بالحديث كبصر شعبة ؟ قال: كان الثوري قد غلب عليه شهوة الحديث وحفظه (6) وكان شعبة ابصر بالحديث وبالرجال، وكان
(1) ليس في ك (2) م " حمدويه " خطأ (3) تأتى في ترجمة شعبة من اصل الكتاب زيادة في هذا (4) م " لذهب " (5) م " قلت " (6) م " في حفظ ". (*)
[ 129 ]
الثوري احفظ، وكان شعبة بصيرا بالحديث جدا فهما [ له - 1 ] كأنه خلق لهذا الشان. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن احمد بن البراء قال قال علي [ يعني - 1 ] ابن المديني: نظرت فإذا الاسناد يدور علي ستة، الزهري وعمرو بن دينار وقتادة ويحيى بن ابي كثير وابي اسحاق والاعمش، ثم صار علم هؤلاء الستة إلى اصحاب الاصناف من صنف فمن اهل البصرة شعبة بن الحجاج وابن ابي عروبة وحماد بن سلمة ومعمر وابو عوانة (2). [ باب - 3 ] ما ذكر من معرفة شعبة بمراسيل الآثار حدثنا عبد الرحمن نا اسماعيل بن ابي الحارث البغدادي نا احمد [ يعني - 3 ] ابن حنبل - عن حجاج - يعني (30 م) ابن محمد - عن شعبة قال: لم يدرك عبد الله بن عبد الرحمن بن ابزي عليا. حدثنا عبد الرحمن نا اسماعيل بن ابي الحارث وعلي بن الحسن الهسنجاني قالا نا احمد - يعني ابن حنبل - عن حجاج - يعني ابن محمد عن شعبة (36 ك) قال: أبو المهلب لم يسمع من ابي [ يعنى - 1 ] ابن كعب. وفي حديث علي بن الحسن زيادة: لم يسمع من ابي حديثه انه كان يقرأ القرآن في ثمان. حدثنا عبد الرحمن نا صالح [ بن احمد بن حنبل - 4 ] نا علي يعني ابن المديني - 4 ] قال سمعت الوليد بن خالد - يعني ابا العباس الاعرابي صاحب الهروي - قال قال [ لي - 1 ] شعبة: ما ارى محمد بن سيرين سمع من عقبة بن عبد الغافر. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي - يعني ابن المديني -
(1) من م (2) م " وابو عمارة " خطأ (3) من د (4) من ك. (*)
[ 130 ]
قال سمعت يحيى - يعني ابن سعيد القطان - يقول: قال شعبة: احاديث الحكم عن مجاهد كتاب الا ما قال سمعت (1). حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد [ نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: كان شعبة يضعف ابراهيم عن علي. نا صالح بن احمد - 2 ] بن حنبل [ نا علي - يعني ابن المديني - 3 ] قال سمعت يحيى يقول: قال شعبة: عامر الشعبي عن علي، وعطاء يعني - ابن ابي رباح - عن علي انما هي من كتاب. فاسترجعت انا. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد [ بن حنبل - 4 ] نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول سمعت شعبة ينكر: أبو ظبيان سمع سلمان. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي [ يعني ابن المديني - 5 ] قال سمعت يحيى [ يعني - 6 ] ابن سعيد [ قال كان شعبة - 6 ] ينكر: مجاهد سمع عاشة. حدثنا عبد الرحمن نا صالح [ بن احمد - 5 ] نا علي [ ابن المديني سمعت يحيى بن سعيد يقول كان شعبة ينكر: أبو رزين سمع ابن مسعود. نا صالح نا علي - 2 ] [ يعني ابن المديني - 4 ] قال سمعت يحيى [ يعني ابن سعيد - 7 ] قال كان شعبة يقول: احاديث الحكم عن مقسم كتاب الا خمسة احاديث. قلت ليحيى عدها شعبة ؟ قال: نعم - حديث الوتر، وحديث القنوت، وحديث عزمة الطلاق: وحديث جزاء [ مثل - 2 ] ما قتل من النعم، والرجل (8) ياتي امرأته وهي حائض. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن
(1) د " الاقاله " كذا (2) من م (3) سقط من م (4) ليس في م (5) ليس في د (6) ليس في ك (7) من ك (8) م " من النعم هذه والذى ". (*)
[ 131 ]
المديني - قال سمعت يحيى بن سعيد يقول [ كان - 1 ] شعبة ينكر أن يكون الضحاك بن مزاحم لقى ابن عباس قط. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى [ يعني - 1 ] ابن سعيد [ القطان - 1 ] قال كان شعبة يوهن مرسلات (2) (31 م) معاوية بن قرة، يرى انها عن شهر. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن [ الهسنجاني - 1 ] ثنا احمد - يعني ابن حنبل - نا حجاج - يعني ابن محمد الاعور - قال قال شعبة: لم يسمع أبو عبد الرحمن - يعني السلمي - من عثمان ولكن [ سمع - 3 ] من علي. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا معاوية بن صالح بن ابي عبيد الله الاشعري قال حدثني يحيى بن معين نا حجاج بن محمد عن شعبة قال: لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان ولا من عبد الله بن مسعود ولكنه قد سمع من علي. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا احمد - يعني ابن حنبل - ثنا حجاج - يعني ابن محمد - عن شعبة قال: كان أبو اسحاق اكبر من ابي البختري ولم يدرك أبو البختري عليا ولم يره. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن محمد الدوري قال سمعت (37 د) يحيى [ يعني - 4 ] ابن معين - يقول قال شعبة: قد ادرك أبو العالية رفيع علي بن أبي طالب ولم يسمع منه شيئا. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل [ نا علي قال سمعت ابا داود قال سمعت شعبة يقول: لم يحدثنا احد انه سمع من علقمة
(1) م ن م (2) م " مراسيل " (3) ليس في د (4) من ك (*)
[ 132 ]
الا أبو قيس - 1 ]. انا حرب بن اسماعيل الكرماني فيما كتب إلى نا اسحاق بن ابراهيم نا عيسى بن يونس قال قال [ لي - 2 ] شعبة لم: يسمع أبو اسحاق [ جدك - 2 ] من الحارث الاعور الا اربعة احاديث. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت ابا طالب قال قال احمد بن حنبل قال يحيى بن سعيد: كان شعبة يضعف حديث ابي بشر عن مجاهد، قال: ما سمع منه شيئا. حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن احمد بن حنبل فيما كتب إلى حدثني أبي نا (3) يحيى بن سعيد القطان قال قال شعبة: لم يسمع أبو بشر من حبيب بن سالم. ما ذكر من علم شعبة بناقلة الاثار وكلامه فيهم على حروف الهجاء باب الالف 1 - ابراهيم السكسكي. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي [ يعني - 2 ] ابن المديني - قال سألت يحيى بن سعيد عن ابراهيم السكسكي فقال كان شعبة يضعفه وقال: كان لا يحسن يتكلم. 2 - ابراهيم بن عثمان أبو شيبة قاضي واسط (4). حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا عبيد الله بن معاذ نا أبي قال كتبت إلى شعبة (5)
(1) من م (2) ليس في د (3) م " عن " (4) د " القاضى بواسط " (5) مثله في تاريخ بغداد (6 / 11) ووقع في ك " كتب إلى شعبة " وفي م " فيما كتب إلى شعبة " كذا. (*)
[ 133 ]
أسأله عن ابي شيبة قاضي واسط قال فكتب الي: لا تكتبن عنه شيئا (1) ومزق كتابي. 3 - (32 م) ابراهيم بن عبد الاعلى. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال قال اسراءيل كتب الي شعبة: اكتب إلى بحديث ابراهيم بن عبد الاعلى [ بخطك، قال - 2 ] فبعثت (3) إليه بها. 4 - ايوب بن ابي تميمة السختياني. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أبو الوليد قال سمعت شعبة يقول: حدثنا ايوب سيد الفقهاء. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا احمد بن ابراهيم الدورقي نا أبو داود الطيالسي قال سمعت شعبة قال: ما رأيت مثل ايوب السختياني ويونس بن عبيد وابن عون. 5 - اسماعيل بن مسلم (37 ك) العبدي قاضي قيس. (4) حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت مسلم بن ابراهيم يقول كان شعبة يقول: اذهبوا إلى اسماعيل بن مسلم العبدي. 6 - اسماعيل بن رجاء. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا محمود ابن غيلان نا شبابة (5) قال ذكر حديث اسماعيل بن رجاء عن اوس بن ضمعج (6) عند شعبة، فقال: ما اراه الا كذا (7) لجودة حديثه (8)
(1) م " لا يكتب من عنده شئ " وفي تاريخ بغداد " لا ترو عنه فانه رجل مذموم " (2) ليس في م (3) ك " فبعث " (4) ياتي مثله في ترجمة اسماعيل من اصل الكتاب ووقع هنا في ك " قنسرين " خطأ (5) مثله في التهذيب وهو شبابة ابن سوار ووقع هنا في ك " شباب " خطأ (6) ك " ضجعج " خطأ (7) كتابة عن كلمة صرح بها في التهذيب وهى " شيطانا " ووقع في ك " كذب " خطأ (8) م " حفظه ". (*)
[ 134 ]
7 - ابان بن ابي عياش. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي نا القاسم بن محمد ابن الحارث المروزي اخبرنا عبدان [ يعني - 1 ] عبد الله بن عثمان بن جبلة ابن ابي رواد قال سمعت ابي يقول سمعت شعبة يقول: لولا الحياء ما صليت على ابان - [ يعني - 1 ] ابن ابي عياش عند ما مات. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ قال سمعت عبد الرحمن ابن الحكم بن بشير (2) قال سمعت بهز بن اسد وسأله جرير عن ابان ابن ابي عياش فذكر عن شعبة [ قال: كتبت حديث الحسن وحديث الحسن - 3 ] عن انس فدفعتها إليه فقرأها على. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى اخبرني الحسن (4) بن شعيب قال سمعت يزيد بن هارون يقول قال شعبة: لان ارتكب سبعين كبيرة احب الي من ان احدث عن ابان بن ابي عياش. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سلمة النيسابوري نا محمد بن ابان - يعني البلخي - قال سمعت وكيعا يقول ذكر شعبة ابان ابن ابي عياش فأي شئ لقى منه. 8 - اشعث بن عبد الملك. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي ثنا معاوية ابن صالح بن ابي عبيد الله الاشعري قال سمعت يحيى [ يعني - 1 ] ابن معين يقول قال (33 م) الانصاري - يعني محمد بن عبد الله - قال شعبة (5): عامة تلك الدقائق - يعني مسائل الدقائق - التي حدث بها يونس
(1) ليس في م (2) ك " بشر " خطأ (3) سقط من د ووقع في م " كتبت حديث انس عن الحسن وحديث الحسين " وكان اصل المعنى " كتبت حديث الحسن عن غير انس وحديث الحسن عن انس " والله (4) م " الحسين " ولم اجد هذا الرجل (5) م " قال سمعت " كذا. (*)
[ 135 ]
- يعني ابن عبيد - عن الحسن انما كانت عن اشعث - يعني ابن عبد الملك. قال أبو محمد (1) يعني ان يونس اخذها من اشعث عن الحسن ودلسها عن الحسن ولم يذكر فيه الخبر. باب الباء 9 - أبو صالح باذام ويقال باذان مولى ام هانئ. حدثنا عبد الرحمن ثنا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى ابن سعيد يقول: لم ار احدا من اصحابنا ترك ابا صالح مولى ام هانئ لاشعبة ولا زائدة. 10 - بحير بن سعد. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا موسى بن ايوب نا بقية قال: استهداني (2) شعبة حديث بحير بن سعد. 11 - بقية بن الوليد. حدثنا عبد الرحمن نا الحسين (3) بن الحسن الرازي قال سمعت يحيى بن معين يقول: كان شعبة مبجلا لبقية بن الوليد حيث قدم عليه. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا محمد بن المصفى قال قال بقية: قال لي شعبة: اشفني من حديث حبيب بن صالح حديث ثوبان: لا يحل للرجل (4) ان ينظر في قعر بيت. باب الثاء 12 - ثابت بن عمارة (5). حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا محمد ابن عبد العزيز بن أبي رزمة نا النضر بن شميل قال سمعت شعبة يقول: تأتوني وتدعون ثابت بن عمارة ؟.
(1) م " قلت " (2) ياتي مثله في ترجمة بحير من اصل الكتاب ووقع هنا في ك " استهدا " (3) تأتى ترجمته في بابه من اصل الكتاب ووقع هنا في م " الحسن " خطأ (4) ك " للرجال " كذا (5) ك " عمار " خطأ. (*)
[ 136 ]
(38 د) باب الجيم 13 - جبلة بن سحيم. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى بن سعيد القطان قال: كان جبلة بن سحيم ثقة - قلت ليحيى: كان شعبة يوثقه ؟ فقال برأسه اي نعم. 14 - جابر الجعفي. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا ابراهيم بن مهدي قال سمعت (1) اسماعيل ابن علية (2) قال سمعت شعبة يقول: جابر الجعفي صدوق في الحديث. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا محمود بن غيلان نا أبو داود عن شعبة قال: لا تنظروا إلى هؤلاء المجانين الذين يقعون في جابر [ يعني - 3 ] الجعفي - هل جاءكم عن عن احد بشئ لم يلقه (4). 15 - (34 م) أبو الاشهب جعفر بن حيان العطاردي. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا عبد الرحم بن عمر الاصبهاني قال سمعت ابا داود يقول سمعت شعبة يقول: أبو الاشهب عندنا افضل من عوف الاعرابي. 16 - جرير بن حازم. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا احمد بن ابراهيم الدورقي نا أبو داود قال سمعت شعبة يقول: إذا قدم جرير بن حازم فوحشو ابي. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن الحسين بن اشكاب نا قراد قال سمعت شعبة يقول: عليك بجرير بن حازم فاسمع منه. حدثنا عبد الرحمن نا محمد ابن يحيى نا محمود بن غيلان نا وهب بن جرير قال: كان شعبة يأتي أبي وهو على حمار فيسأله عن احاديث الاعمش فإذا حدثه قال: هكذا والله سمعته (5) من الاعمش. ثم يضرب حماره ويذهب.
(1) ك " سمعنا " (2) ياتي مثله في ترجمة جابر من اصل الكتاب ووقع في ك " عياش " وكذا في د ولكن كتب فوقه " علية " (3) ليس في م (4) م " شئ لم يبلغه " (5) م " سمعت " (*)
[ 137 ]
باب الحاء 17 - حماد بن ابي سليمان. حدثنا عبد الرحمن نا بشر بن مسلم (1) بن عبد الحميد الحمصي نا حيوة [ يعني - 2 ] ابن شريح الحمصي نا بقية قال قلت لشعبة: حماد بن أبي سليمان ؟ [ قال - 3 ]: كان (38 ك) صدوق اللسان. حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلى نا يحيى بن معين نا حجاج الاعور عن شعبة قال: كان حماد احفظ من الحكم. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا نعيم بن حماد نا ابن المبارك عن شعبة قال: كان حماد ابن أبي سليمان لا يحفظ. قال أبو محمد كان الغالب عليه الفقه وانه لم يرزق [ حفظ - 4 ] الآثار. حدثنا عبد الرحمن نا بشر بن مسلم بن عبد الحميد التنوخي الحمصي نا حيوة - يعني ابن شريح الحمصي - نا بقية قال قلت لشعبة: لم تروي عن حماد بن أبي سليمان وكان مرجئا ؟ قال: كان صدوق اللسان. 18 - الحسن بن عمارة. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي قال سمعت ابا داود صاحب الطيالسة قال قال شعبة: سألت الحكم عن الصدقة أتدفع في صنف (5) ؟ فقال: سألت ابراهيم - يعني انه لم يكن عنده الا ما حكى عن ابراهيم - والحسن بن عمارة يروي عن الحكم يحيى بن الجزار، والحكم عن مجاهد عن ابن عباس - وذكر باقي الحديث نحو حديث محمد بن يحيى. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمود بن غيلان (35 م) نا أبو داود قال قال لي شعبة ائت جرير بن حازم فقل له: لا ترو عن الحسن بن عمارة فانه يكذب، فقلت له واي شئ ذاك ؟ قال: سألت
(1) بهامش م " موسى " خطا (2) ليس في م (3) سقط من د (4) ك " قال قال سمعت " خطأ (5) د " جنس وكتب فوقها صنف ". (*)
[ 138 ]
الحكم قلت: صلى النبي صلى الله عليه ووسلم على قتلى احد ؟ فقال: لم يصل عليهم، فقال الحسن بن عمارة عن الحكم [ يعني - 1 ] ابن عتيبة - عن سعيد ابن جبير عن عن ابن عباس قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم عليهم. وسألت الحكم فقلت ما تقول في اولاد الزناء ؟ قال: يعتقون، قلت: من ذكره ؟ قال [ علي - 2 ]، قلت من ذكره عن علي ؟ قال: يذكر من احاديث الحسن البصري - فروى الحسن بن عمارة عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن علي. حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن ابي خيثمة فيما كتب إلى قال نا ابن ابي رزمة - يعني محمد بن عبد العزيز بن ابي رزمة - نا عبدان عن ابيه عن شعبة قال: روى الحسن بن عمارة عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن علي سبعة (3) احاديث فلقيت الحكم فسألته [ عنها - 4 ] فقال: ما حدثت بشئ منها. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا يحيى بن المغيرة نا جرير قا: ترك شعبه حديث الحسن بن عمارة وتكلم فيه ثم تكلم الناس فيه بعد. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي نا اسماعيل بن حفص الايلي قال قال غندر قال لي شعبة: لا تقرب الحسن بن عمارة فاني ان رأيتك تقربه لم احدثك. 19 - الحكم بن عتيبة. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا يحيى بن المغيرة نا جرير قال لما ورد شعبة البصرة قالوا له حدثنا عن ثقات اصحابك، قال
(1) ليس في ك (2) سقط من د (3) د " تسعة " (4) ليس في م. (*)
[ 139 ]
ان حدثتكم عن ثقات اصحابي فانما احدثكم عن نفير (1) يسير من هذه الشيعة، الحكم بن عتيبة، وسلمة بن كهيل، وحبيب بن أبي ثابت، ومنصور. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد [ ابن حنبل - 2 ] نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - قال قال لي شعبة: لم ار مثل عمرو بن دينار، ولا الحكم ولا قتادة يعني في الثبت. حدثنا عبد الرحمن نا ابي اخبرني (36 م) سحيم (3) بن القاسم الحراني (4) نا عيسى بن يونس عن شعبة قال: لم يسمع الحكم من مقسم الا ستة احاديث. 20 - حبيب بن [ ابي - 5 ] ثابت (6). [ حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا يحيى بن المغيرة انا جرير قال لما ورد شعبة البصرة قالوا له حدثنا عن ثقات اصحابك فقال: ان حدثتكم عن ثقات اصحابي فانما احدثكم عن نفير يسير من هذه الشيعة الحكم بن عتيبة وحبيب بن ابي ثابت وسلمة بن كهيل ومنصور - 7 ]. 21 - حكيم بن جبير. (39 د) حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد [ ابن حنبل - 8 ] ناعلي - يعني ابن المديني - قال سألت (9) يحيى ابن سعيد القطان عن حكيم بن جبير فقال: كم روي ؟ انما روي شيئا يسيرا، وقد روي عنه زائدة. قلت: من تركه ؟ قال: شعبة، من اجل حديث الصدقة. قال أبو محمد يعني حديثه عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن ابيه عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم انه
(1) م " نفر " (2) ليس في د (3) لقب واسمه محمد (4) ك " الحرار " خطأ (5) سقط من ك (6) ترك في م بقية الترجمة اكتفاء بما تقدم في الترجمة السابقة (7) ليس في م (8) من م (9) م " سئل ". (*)
[ 140 ]
قال: من سأل وله ما يغنيه جاءت مسألته في وجهه خدوشا أو كدوحا يوم القيامة، قيل يا رسول الله وما غناه ؟ قال: خمسون درهما أو حسابها من الذهب. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان قال قلت لعبد الرحمن بن مهدي: لم تركت حديث حكيم بن جبير ؟ فقال حدثني يحيى القطان قال سألت شعبة عن حديث حكيم بن جبير فقال: اخاف النار. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا مسدد قال قال يحيى ابن سعيد سألت شعبة عن الحديث - يعني حديث حكيم بن جبير عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن ابيه عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قيل له ما غناه ؟ قال: خمسون درهما أو حسابها من (39 ك) الذهب - فقال شعبة: اخاف الله ان احدث به. 22 - الحسن بن دينار. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن ابراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال سمعت ابا داود يقول كنا عند شعبة فجاء الحسن ابن دينار فقال شعبة يا ابا سعيد ههنا، فجلس، فقال حدثنا حميد بن هلال عن مجاهد قال سمعت عمر بن الخطاب يقول - قال فجعل شعبة يقول: مجاهد سمع عمر ؟ فقام الحسن فذهب. 23 - حفص بن سليمان. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال قال (1) احمد - يعني ابن حنبل -: قال يحيى اخبرني شعبة قال: اخذ مني (37 م) حفص بن سليمان كتابا فلم يرده، قال وكان يأخذ كتب الناس فينسخها. 24 - حجاج بن ارطاة. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا مجاهد بن موسى نا بحيى بن آدم ثنا أبو شهاب قال قال [ لي - 2 ] شعبة: عليك
(1) م " نا " (2) ليس في ك (*)
[ 141 ]
بالحجاج بن ارطاة [ ومحمد بن اسحاق - 1 ] واكتم علي عند البصريين. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن محمد بن رجاء بن السندي (2) نا اسحاق بن ابراهيم - يعني ابن راهويه - نا يحيى بن آدم نا أبو شهاب الحناط (3) قال قال [ لي - 4 ] شعبة: عليك بالحجاج بن ارطاة، واكتم علي في البصريين في هشام بن حسان وخالد الحذاء. باب الخاء 25 - الخصيب بن جحدر. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى ذكر الخصيب بن جحدر فقال قال شعبة: في نفسي من حديث هذا شئ، فلما اكثرت قال شعبة: ألم اقل لك ؟. 26 - خليد بن جعفر. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني ثنا احمد بن حنبل نا محمد بن جعفر نا شعبة قال: اخبرني خليد بن جعفر وكان من اصدق الناس واشدهم (5) اتقاء. 27 - خالد بن الحارث. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن ابراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال: كان شعبة يحلف ان لا يحدث فيستثني خالدا - يعني ابن الحارث - ومعاذ بن معاذ. باب الدال 28 - داود بن الفراهيج. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد [ بن حنبل - 6 ] نا علي [ يعني ابن المديني - 6 ] قال سمعت يحيى [ يعني - 7 ] ابن سعيد القطان وذكر داود بن فراهيج فقال: كان شعبة يضعفه.
(1) من م (2) م " محمد بن محمد بن جابر السندي " كذا (3) ك " الخياط " خطأ (4) من د (5) م " واشد انتقاء " ك " واشده اتقانا " (6) ليس في د (7) ليس في ك. (*)
[ 142 ]
باب الراء 29 - الربيع [ بن صبيح - 1 ] حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن احمد بن حنبل فيما كتب الي نا احمد بن ابراهيم نا حجاج بن محمد قال سألت شعبة عن الربيع بن صبيح والمبارك بن فضالة فقال: مبارك احب الي منه. باب الزاي 30 - زبيد اليامي. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا احمد ابن حنبل نا أبو نوح - يعني قرادا - قال سمعت شعبة (2) يقول (38 م): ما رأيت بالكوفة شيخا خيرا من زبيد. 31 - [ زبان أبو عمرو بن العلاء - 3 ]. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا نصر ابن علي قال اخبرني أبي قال سمعت شعبة يقول: اكتب قراءة ابي عمرو بن العلاء فسيصير استاذا (4). باب السين 32 - سليمان التيمي. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم الرازي حدثني الربيع يعني - ابن يحيى - قال سمعت شعبة يقول: ما رأيت محدثا افضل من سليمان التيمي - كان إذا حدث بحديث يرفعه ترى الكراهية في وجهه. حدثنا عبد الرحمن نا ابي وعلي بن الحسن الهسنجاني قالا نا الربيع ابن يحيى نا شعبة قال: لم ار احدا أصدق من سليمان التيمي، وكان إذا حدثنا (5) باحاديث يرفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم تغير وجهه.
(1) سقط من م (2) مثله في التهذيب وهو قضية وقع هذه الحكاية والترجمة هنا وقراد معروف بالرواية عن شعبة ووقع في ك ود سفيان والله اعلم (3) ترك في الاصول ولابد منه لان الحكاية الآتية تتعلق به لا يزبيد (4) ك " اسيادا " والله اعلم (5) د " حدث ". (*)
[ 143 ]
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا بكر بن خلف نا شيخ بالبصرة قال سمعت شعبة يقول: شك سليمان [ التيمي - 1 ] عندنا يقين. 33 - سعيد بن بشير. حدثنا عبد الرحمن نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي حدثني الوليد بن عتبة نا بقية قال سألت شعبة عن سعيد ابن بشير قال: ذاك صدوق اللسان. 34 - سلمى (2) بن عبد الله أبو بكر الهذلي. حدثنا عبد الرحمن نا ابي عن ابي مسهر نا مزاحم بن زفر الكوفي قال سالت شعبة عن ابي بكر الهذلي قال: دعني لا اقئ. 35 - السرى بن يحيى حدثنا عبد الرحمن نا ابي قال سمعت سليمان (3) ابن حرب قال وصف شعبة السري بن يحى بالصدق. وقال حدثنا سلمة (4) بن عباية قال قال [ لي - 5 ] شعبة سمعت من السري بن يحيى ؟ قلت: لا، قال: اسمع منه فان ذاك صدوق [ اللسان - 5 ] أو [ قال - 6 ] من اصدق الناس، أو نحوه. 36 - (40 د) سليمان بن المغيرة. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى [ قال - 6 ] اخبرني احمد بن ابي سريج قال سمعت شبابة يقول قال شعبة: سليمان بن المغيرة سيد اهل البصرة. [ نا محمد بن الحسن بن اشكاب نا قراد أبو نوح قال سمعت شعبة يقول: سليمان بن المغيرة سيد اهل البصرة - 5 ]. 37 - سلمة بن كهيل. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا يحيى بن
(1) من ك (2) د " سليمان " خطأ (3) م " نا ابى سليمان " (4) ياتي مثله في ترجمة السرى من اصل الكتاب ووقع هنا في م " سليمن " كذا (5) من م (6) من ك. (*)
[ 144 ]
المغيرة نا جرير قال لما ورد شعبة البصرة قالوا له حدثنا [ عن ثقات اصحابك قال: ان حدثتكم عن ثقات اصحابي فانما احدثكم عن نفير من هذه الشيعة سلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة وحبيب بن ابي ثابت ومنصور - 1 ]. 38 - سلمان الاغر. حدثنا عبد الرحمن نا اسماعيل (39 م) بن ابي الحارث نا احمد - يعني ابن حنبل - عن حجاج - يعني ابن محمد الاعور - عن شعبة قال: [ كان - 2 ] الاغر قاصا من اهل المدينة، وكان قد لقى ابا هريرة وابا سعيد، وكان رضا. 39 - سلم العلوي. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج نا ابن ادريس قال قلت لشعبة اي شئ تقول في مهدي بن ميمون ؟ قال: ثقة، قلت فان مهدي بن ميمون اخبرني عن سلم العلوي انه رأى ابانا يكتب عند انس في سبورجة (40 ك) قال: كان سلم يرى الهلال قبل الناس بيوم، قال ابن ادريس السبورجة الالواح. باب الشين 40 - شهر بن حوشب. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن ابراهيم [ بن شعيب - 3 ] نا عمرو بن علي قال سمعت معاذ بن معاذ يقول: ما تصنع بشهر بن حوشب ان شعبة [ قد - 4 ] ترك حديث شهر - يعني ابن حوشب -. باب الطاء 41 - طلحة بن نافع أبو سفيان. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن قال كان شعبة يرى
(1) سقط من م اتكالا على ما تقدم في ترجمة الحكم (2) سقط من د (3) ليس في م (4) ليس في د. (*)
[ 145 ]
ان احاديث ابي سفيان عن جابر انما هو كتاب سليمان اليشكري. - أبو طالب الحجام. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا ابن أبي مريم [ نا - 1 ] مخلد بن يزيد حدثني شعبة عن قتادة عن ابي طالب الحجام قال: وكان رجل صدق (2). باب العين - عبد الله بن عون. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى اخبرني محمود ابن غيلان نا النضر بن شميل قال قال شعبة: شك ابن عون احب الي من يقين غيره. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا احمد بن ابراهيم الدورقي نا أبو داود الطيالسي قال سمعت شعبة قال: ما رأيت مثل ايوب السختياني وابن عون ويونس بن عبيد. - عاصم بن سليمان الاحول. حدثنا عبد الرحمن نا عباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول: قال حجاج - يعني ابن محمد - قال شعبة: عاصم احب الي من قتادة، [ يعني - 3 ] في ابي عثمان - يعني النهدي - لانه احفظهما. - عبد الرحمن (40 م) بن عبد الله المسعودي. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا مقاتل بن محمد نا أبو داود قال قال رجل لشعبة تروي عن المسعودي ؟ قال: ما شأنه ؟ قال: هو مع هؤلاء، قال: هو صدوق، اذهب فاسمع منه، فلما قدم شعبة بغداد اتى بكتب المسعودي فسمع منه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت معاذ بن معاذ قال قلت لشعبة تنهى الناس عن الحسن ابن عمارة وتأمرنا بالمسعودي وقد قدم في البيعة ؟ قال: انت ههنا
(1) سقط من ك (2) م " صدوق " كذا (3) من د. (*)
[ 146 ]
بعد. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمود بن غيلان نا أبو داود قال ذكر المسعودي عند شعبة فقال: انه صدوق. 46 - عبد الملك بن ابي سليمان. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمد ابن [ أبي - 1 ] صفوان حدثني امية قال قلت لشعبة مالك لا تحدث عن عبد الملك بن ابي سليمان ؟ قال تركت حديثه، قال قلت تحدث عن فلان وتدع عبد الملك بن أبي سليمان ؟ قال: تركته، قلت انه كان حسن الحديث، قال: من حسنها فررت. 47 - عبد الوارث بن سعيد. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني ثنا عبد الرحمن بن المبارك قال قال معاذ بن معاذ سألت انا ويحيى بن سعيد شعبة عن شئ من حديث ابي التياح فقال (2): ما يمنعكم من ذلك الشاب - يعني عبد الوارث - فما رأيت احدا احفظ لحديث أبي التياح منه، فقمنا فجلسنا إليه فسألناه فجعل يمرها كأنها مكتوبة في قلبه. حدثنا عبد الرحمن سمعت ابي يقول قال أبو جعفر المسندي حلف علي عبد الصمد يعني - ابن عبد الوارث - انه كان عند شعبة فلما قام - يعني اباه - قال شعبة: تعرف الاتقان في قفاه. 48 - عمر بن ابي سلمة. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل ثنا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى بن سعيد قال: كان شعبة يضعف عمر (3) بن ابي سلمة. 49 - عبد القدوس بن مسلم. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا مسلم بن ابراهيم نا عبد القدوس بن مسلم (41 م) [ قال مسلم - 4 ] وكان شعبة يروي
(1) من ك ولابد منه هو محمد بن عثمان بن ابى صفوان (2) ك " منه قال " كذا (3) ك " يضعف نا عبد الرحمن عمرو " خطأ (4) ليس في د. (*)
[ 147 ]
عنه ويثبته ودلنا عليه. 50 - عثمان بن مقسم البري (1). حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد [ ابن حنبل - 2 ] نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت (3) سلم بن قتيبة قال قلت لشعبة ان البري حدثنا عن ابي اسحاق انه سمع ابا عبيدة يحدث انه سمع ابن مسعود، فقال: اوه، كان أبو عبيدة ابن سبع سنين - وجعل يضرب جبهته. 51 - عوف بن ابي جميلة الاعرابي. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد ابن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى قال قال لي شعبة في احاديث عوف عن خلاس عن ابي هريرة ومحمد [ يعني - 4 ] ابن سيرين عن ابي هريرة إذا جمعهم قال لي شعبة: ترى لفظهم واحدا ؟ قال أبو محمد كالمنكر (5) على عوف. 52 - (41 د) علي بن زيد بن جدعان. حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت ابا الوليد قال شعبة: ثنا علي بن زيد [ بن جدعان - 6 ] وكان رفاعا. 53 - أبو المهلب عمرو بن معاوية. حدثنا عبد الرحمن نا اسماعيل بن أبي الحارث نا احمد بن حنبل عن حجاج عن شعبة قال: أبو المهلب لم يسمع من أبي بن كعب. 54 - عمرو بن دينار. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي ابن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال قال لي شعبة: لم ار مثل عمرو بن دينار ولا الحكم ولا قتادة - يعني في الثبت. 55 - عمرو بن عبد الله أبو اسحاق الهمداني. حدثنا عبد الرحمن حدثني
(1) م " البرقى " خطا (2) ليس في م (3) م " سالم " خطأ (4) من م (5) م " قلت كذا ينكر " (6) من د. (*)
[ 148 ]
ابي نا مقاتل بن محمد قال سمعت ابا داود الطيالسي يقول قال رجل لشعبة سمع أبو اسحاق من مجاهد ؟ قال: ما كان يصنع هو بمجاهد كان [ هو - 1 ] احسن حديثا من مجاهد ومن الحسن وابن سيرين. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا عبد الله بن جعفر الرقي (41 ك) قال سمعت عيسى (2) بن يونس قال قال شعبة بن الحجاج: أشعرت ان جدك لم يسمع من الحارث الاعور الا اربعة احاديث ؟ انا سألته عن ذلك فقال لى. حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال اخبرني سحيم (3) بن القاسم الحراني نا عيسى بن يونس عن شعبة قال: لم يسمع أبو اسحاق الهمداني من الحارث [ الاعور - 4 ] الا اربعة احاديث. 56 - عمرو بن مرة. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا احمد ابن حنبل نا أبو نوح - يعني قرادا - قال سمعت شعبة يقول: ما رأيت عمرو بن مرة في صلاة الا ظننت انه (42 م) لا ينصرف حتى يستجاب له. حدثنا عبد الرحمن نا بشر بن مسلم بن عبد الحميد الحمصي نا حيوة نا بقية قال قلت لشعبة [ عمرو بن مرة ؟ قال: كان اكثرهم علما. حدثنا عبد الرحمن نا بشر بن مسلم بن عبد الحميد الحمصي نا حيوة يعني ابن شريح (5) نابقية قال قلت لشعبة - 6 ] لم تروي عن عمرو بن مرة وكان مرجئا ؟ قال: كان اصغر (7) القوم واكثرهم علما. 57 - عطاء الخراساني. حدثنا عبد الرحمن نا أبو علي بن ديسم العسكري بسامرا نا يحيى بن ايوب نا حجاج بن محمد عن شعبة: نا عطاء الخراساني وكان نسيا.
(1) من ك (2) م " عثمان " خطأ (3) لقب واسمه محمد (4) ليس في م (5) زاد في د " الحمصى " (6) سقط من م (7) م " اصدق ". (*)
[ 149 ]
58 - عمارة بن جوين أبو هارون العبدي. نا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا احمد - يعني ابن حنبل - نا يحيى بن آدم حدثني معلى (1) بن خالد قال قال لي شعبة: لو شئت لحدثني أبو هارون العبدي عن ابي سعيد الخدري بكل شئ لفعل. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد ابن حنبل نا علي قال سمعت يحيى بن سعيد قال قال [ لي - 2 ] شعبة كنت اتلقى الركبان ايام الجرام (3) أسأل عن أبي هارون العبدي فلما قدم اتيته فرأيت عنده كتابا فيه اشياء منكرة [ في علي - 4 ] فقلت ما هذا الكتاب ؟ قال هذا الكتاب حق. حدثنا عبد الرحمن نا احمد ابن سلمة النيسابوري نا محمد بن ابان - يعني البلخي - قال سمعت وكيعا يقول: ذكر شعبة ابا هارون [ العبدي - 5 ] فلقى منه جزا (6) قال أبو محمد يعني انه ذكره بغير الجميل. 59 - عمران بن حدير. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا عبد الله بن دينار البصري قال ذكر شعبة عمران بن حدير فقال: كان شيئا عجبا - كأنه يثبته. باب الفاء 6 - الفرج بن فضالة. حدثنا عبد الرحمن نا أبي حدثني سليمان بن احمد الجرشي الدمشقي قال سمعت يزيد بن هارون قال رأيت شعبة بن الحجاج
(1) يأتي مثله في ترجمة عمارة من اصل الكتاب (3 / 1 / 363) وتاتى ترجمة معلى ابن خالد في بابه وقع هنا في ك ود " معاذ " كذا (2) ليس في ك (3) الجرام صرام النخل ووقع في ك " الجراح " وفي د " الخوارج " كذا (4) ليس في م (5) من د (6) م " حبرا " بلا نقط، د " جهرا ". (*)
[ 150 ]
عند الفرج [ بن فضالة - 1 ] يسأله (2) عن حديث من حديث اسماعيل ابن عياش. باب القاف 61 - قيس بن مسلم. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ قال سمعت عبد الرحمن بن الحكم [ يعني - 3 ] ابن بشير (4) بن سلمان يذكر عن ابي داود عن شعبة انه ذكر قيس بن مسلم فجعل يثبته. 62 - القاسم بن عوف الشيباني. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي - يعني ابن المديني - قال ذكرنا ليحيى - يعني ابن سعيد القطان - (43 م) القاسم بن عوف الشيباني فقال يحيى قال شعبة: دخلت عليه - وحرك يحيى رأسه، قلت ليحيى ما شانه ؟ فجعل يحيد، قلت ليحيى: ضعفه [ في الحديث - 5 ] ؟ قال: لو لم يضعفه لروي عنه. 63 - قيس بن الربيع. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا محمود بن غيلان نا أبو داود عن شعبة [ قال: عليك بهذا الاسدي - يعني قيس بن الربيع. نا محمد بن يحيى نا محمود بن غيلان نا أبو داود عن شعبة - 6 ] قال: ذاكرني (7) قيس بن الربيع الحديث فجعل يقع على الضحك وانما اضحك كأنما اسمعها من اصحابي. حدثنا عبد الرحمن نا ابي ثنا محمد بن عبد الله بن ابي الثلج نا عبد الرحمن بن غزوان قراد قال سمعت شعبة يقول: قدمت الكوفة فما اتيت شيخا الا وجدت قيسا قد سبقني إليه، وان كنا لنسميه قيس الجوال. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي قال نا أبو غسان التستري
(1) ليس في د (2) يأتي مثله في ترجمة الفرج من اصل الكتاب ووقع هنا في ك "... الحجاج يسأل فرج بن فضالة " (3) من م (4) د " عبد الرحمن بن بشير بن الحكم " خطأ (5) ليس في م (6) من م (7) م " ذاكرت ". (*)
[ 151 ]
قال سمعت ابا داود [ قال قال لنا شعبة: ادخلوا على قيس قبل ان يموت. نا أبو غسان التستري قال سمعت ابا داود - 1 ] قال قال شعبة: سمعت ابا حصين يثني على قيس. باب اللام 64 - ليث بن ابي سليم. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي (42 د) قال سمعت ابا نعيم الفضل بن دكين قال قال شعبة لليث بن ابي سليم: كيف سألت عطاء وطاوسا وجاهدا [ كلهم - 2 ] في مجلس ؟ قال سل عن هذا خف ابيك. قال أبو محمد فقد دل سؤال شعبة لليث ابن ابي سليم عن اجتماع هؤلاء الثلاثة له في مسألة كالمنكر عليه. باب الميم 65 - أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا هشام بن عمار نا سويد بن عبد العزيز قال قال [ لي - 3 ] شعبة: تأخذ عن ابي الزبير هو لا يحسن يصلي ؟. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا نعيم بن حماد قال سمعت هشيما يقول: سمعت من ابي الزبير فأخذ شعبة كتابي (4) فمزقه. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي نا محمود بن غيلان نا أبو داود عن شعبة قال ما كان احد (44 م) احب إلى ان القاه حتى لقيته بمكة من ابي الزبير - قال أبو داود: ثم سكت فلم يقل شيئا. 66 - محمد بن عبد الرحمن بن ابي ليلى. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سلمة نا احمد بن سعيد الرباطي نا روح - يعني ابن عبادة - عن شعبة قال: افادني
(1) سقط من ك (2) ليس في د (3) من م (4) م " كتابه ". (*)
[ 152 ]
ابن ابي ليلى احاديث فإذا هي مقلوبة. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن ابراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال سمعت ابا داود يقول سمعت شعبة يقول: (42 ك) ما رأيت احدا اسوأ حفظا من ابن ابي ليلى. 67 - محمد بن زياد الالهاني. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا موسى بن ايوب النصيبي نا بقية قال: استهداني شعبة حديث محمد بن زياد. 68 - محمد بن اسحاق. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا ابراهيم بن المنذر الحزامي وابراهيم بن مهدي قالا سمعنا اسماعيل ابن علية قال سمعت شعبة يقول: محمد بن اسحاق صدوق في الحديث. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا عبيد بن يعيش قال سمعت يونس بن بكير يذكر عن شعبة قال: محمد ابن اسحاق امير المحدثين. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا مجاهد بن موسى نا يحيى بن آدم نا أبو شهاب قال قال لي شعبة: عليك بمحمد بن اسحاق واكتم علي عند البصريين. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن محمد بن رجاء [ ابن - 1 ] السندي ثنا اسحاق بن ابراهيم [ يعني - 1 ] ابن راهويه نا يحيى بن آدم قال نا أبو شهاب الحناط قال قال لي شعبة: عليك بمحمد ابن اسحاق والحجاج بن ارطاة، واكتم علي [ في - 2 ] البصريين في هشام بن حسان وخالد الحذاء. حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت النفيلي يقول عن عبد الله قال قال شعبة: ان كان احد يستأهل ان يسود في الحديث فمحمد بن اسحاق. 69 - محمد بن ذكوان. حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة (3) قال اخبرني محمد بن ذكوان - قال شعبة: وكان كاخير (4) الرجال.
(1) من م (2) سقط من د (3) م " سعيد " خطأ (4) د " وكان خير " كذا (*)
[ 153 ]
70 - مغيرة بن مقسم. حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن ابي خيثمة فيما كتب إلى نا يحيى بن معين نا حجاج الاعور عن شعبة قال: كان المغيرة احفظ من الحكم. 71 - مزاحم بن زفر الضبي. [ حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة: اخبرني مزاحم بن زفر الضبي - 1 ] وكان كاخير الرجال. 72 - منصور بن المعتمر. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا يحيى ابن المغيرة انا جرير قال قال شعبة: منصور من الثقات. 73 - (45 م) ميمون أبو عبد الله. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد ابن حنبل نا علي قال سألت يحيى عن ميمون ابي عبد الله الذي روي عنه عوف عن زيد بن ارقم [ فحمض وجهه - 2 ] وقال: زعم شعبة انه كان فسلا. (3) 74 - المنهال بن عمرو. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت [ يحيى بن سعيد القطان يقول: أتى شعبة المنهال بن عمرو فسمع صوتا فتركه. قال أبو عبد الرحمن سمعت - 4 ] أبي يقول: يعني انه سمع [ صوت - 5 ] قراءة (6) بألحان فكره السماع منه من اجل ذلك. 75 - مهدي بن ميمون. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج نا ابن ادريس قال قلت لشعبة: اي شئ تقول في مهدي بن ميمون ؟ قال: ثقة.
(1) سقط من م (2) سقط من ك وهى ثابتة في ترجمة ميمون من اصل الكتاب (3) ك ود " فشلا " كذا " والفسل الروئ (4) سقطت من ك (5) ليس في م (6) د " قرآن ". (*)
[ 154 ]
76 - مهاجر أبو الحسن. حدثنا عبد الرحمن نا أبو زرعة نا عبد الله بن ابي بكر العتكي ثنا شعبة عن ابي الحسن [ يعني - 1 ] مهاجرا الصائغ - فأحسن شعبة عليه الثناء - قال سألت ابن عباس. 77 - مجاعة بن الزبير. حدثنا عبد الرحمن نا ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني فيما كتب الي قال قلت لعبد الصمد - يعني ابن عبد الوارث: من مجاعة هذا ؟ قال كان جارا لشعبة (2) نحو الحسن بن دينار وكان شعبة يسأل عنه وكان لا يجترئ عليه لانه كان من العرب وكان يقول: هو خير الصوم والصلاة (3). قال أبو محمد كان يحيد عن الجواب فيه ودل حيد انه عن الجواب على توهينه. 78 - مسعر بن كدام. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي حدثني سليمان ابن عبد الجبار سمعت عبد الله بن داود الخريبي قال قال شعبة: كنا نسمي مسعرا المصحف. باب الواو 79 - ورقاء بن عمر (4) اليشكري. حدثنا عبد الرحمن نا مسلم بن حجاج النيسابوري نا الحسن بن علي الحلواني نا شبابة بن سوار قال قال لي شعبة: اكتب احاديث ورقاء عن ابي الزناد. (43 د) حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن ابراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال سمعت ابا داود يقول قال شعبة لرجل: لا تكتب عن مثل ورقاء حتى ترجع - يعني من سفرك. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمود بن غيلان نا أبو داود قال قال لي شعبة: عليك بورقاء فانك لن تلقى مثله حتى ترجع.
(1) ليس في م (2) زاد في د " حسنا " (3) د " خير في الصلاة والصوم " (4) ك " عمرو " خطأ. (*)
[ 155 ]
80 - واصل بن عبد الرحمن أبو حرة. حدثنا عبد الرحمن (46 م) حدثني أبي نا أبو معمر القطيعي نا أبو قطن قال سألت شعبة عن ابي حرة قال: هو اصدق الناس. باب الهاء 81 - هشام الدستوائي. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن عمار بن الحارث الرازي قال سمعت علي بن الجعد يقول سمعت شعبة يقول: كان هشام - يعني الدستوائي - احفظ مني عن قتادة. حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن ابي خيثمة فيما كتب الي قال سمعت يحيى بن معين قال قال شعبة: هشام الدستوائى اعلم بحديث قتادة مني واكثر مجالسة له مني. حدثنا عبد الرحمن نا أبي [ نا مقاتل بن محمد قال سمعت ابا داود قال قال شعبة: إذا حدثكم هشام الدستوائي بشئ فاختموا عليه. نا ابي - 1 ] قال اخبرني هدية بن خالد نا امية بن خالد قال سمعت شعبة بن الحجاج يقول: ما من الناس احد أقول انه طلب الحديث يريد الله عزوجل [ به - 2 ] الا هشام صاحب الدستوائى. قال: وكان هشام يقول ليتنا ننجو من هذا الحديث كفافا لا لنا ولا علينا، قال شعبة: إذا كان [ هشام - 2 ] يقول هذا فكيف نحن ؟. 82 - هشام بن حسان (43 ك). حدثنا عبد الرحمن نا عمر بن شبة حدثني مخلد بن يحيى بن حاضر الباهلي عن وهب بن جرير قال رأيت ابي يكلم شعبة في رجل قلت لابي: فيمن كلمته ؟ قال: في هشام بن حسان فالتفت شعبة فقال: فيه. 83 - هيثم الصيرفي. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا احمد بن ابراهيم الدورقي نا أبو داود الطيالسي عن ابي عوانة قال قلت لشعبة حين اردت ان
(1) سقط من ك (2) ليس في د. (*)
[ 156 ]
اخرج (1) إلى الكوفة: من الزم ؟ قال: هيثم الصيرفي. 84 - هارون الاعور. حدثنا عبد الرحمن نا محمد (2) بن يحيى اخبرني احمد ابن ابي سريج (3) قال سمعت شبابة بن سوار يقول قال شعبة: هارون الاعور من خيار المسلمين -. مرارا. 85 - هشيم بن بشير. حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن ابي خيثمة فيما كتب إلى نا يحيى بن ايوب [ يعني - 4 ] المعروف بالزاهد قال سمعت ابا عبيدة الحداد قال قدم علينا هشيم البصرة فذكرنا لشعبة قلنا قدم صديقك هشيم فقال: ان حدثكم عن ابن عباس وابن عمر فصدقوه. (47 م) باب الياء 86 - يزيد بن خمير. حدثنا عبد الرحمن [ نا ابي نا سليمان بن حرب نا شعبة عن يزيد بن خمير - قال شعبة: وكان ثقة. 87 - يزيد بن ابي زياد - 5 ]. نا محمد بن يحيى نا محمد بن عبد العزيز ابي رزمة قال سمعت النضر بن شميل يقول سمعت شعبة يقول: كان يزيد ابن ابي ياد رفاعا. 88 يزيد بن سفيان أبو المهزم. حدثنا عبد الرحمن نا أبي عن مسلم ابن ابراهيم نا شعبة قال: رأيت ابا المهزم لو اعطوه فلسين لحدثهم سبعين حديثا. 89 - يحيى بن ابي كثير. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي [ يعني - 4 ] ابن المديني قال سمعت يحيى [ يعني - 4 ] ابن سعيد [ القطان - 4 ] قال قال شعبة (6): حديث يحيى بن ابي كثير احسن من حديث الزهري
(1) م " حيث اردت الخروج " (2) ك " سعد " خطأ (3) م " شريح " خطأ (4) من م (5) سقطت من ك ود (6) ك " سمعت " خطأ. (*)
[ 157 ]
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ نا عبد الرحمن بن الحكم بن بشير قال: كان شعبة يقدم يحيى بن ابي كثير على الزهري. 90 - يحيى بن هانئ. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن منصور الرمادي [ تا يحيى - 1 ] بن ابي بكير نا شعبة قال: اخبرني يحيى بن هانئ وكان سيد (2) اهل الكوفة. باب ما ذكر من معرفة شعبة بعلل الحديث، صحيحه وسقيمه ومنا فسر من ذلك حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى - [ يعني - 3 ] ابن سعيد القطان - يقول: كان شعبة يضعف احاديث ابي بشر جعفر بن ابي وحشية عن حبيب ابن سالم. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا احمد بن حنبل: [ قال يحيى قال شعبة: لم يسمع أبو بشر من حبيب بن سالم. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل - 1 ] نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان شعبة ينكر حديث سماك بن حرب عن مصعب بن سعد (4) قال كنت مسندا أبي إلى صدري. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان شعبة يقول في حديث قتادة عن انس حديث ام سليم
(1) سقط من م (2) م " فتى " (3) من ك (4) ك " سمعت " خطأ (*)
[ 158 ]
في المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل: ليس بصحيح - وينكره. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت ابا داود يعني - الطيالسي (48 م) قال: سمعت خالد ابن طليق يسأل شعبة فقال يا ابا بسطام حدثني حديث سماك بن حرب في اقتضاء الورق من الذهب حديث ابن عمر، فقال: اصلحك الله هذا حديث ليس يرفعه احد الا سماك، قال فترهب ان اروي عنك ؟ قال: لا، ولكن حدثنيه قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر ولم يرفعه (1)، واخبرنيه ايوب عن نافع عن ابن عمر ولم يرفعه، وحدثني داود بن ابي هند عن سعيد بن جبير ولم يرفعه، (44 د) ورفعه سماك، فانا افرقه. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجانى نا احمد - يعني ابن حنبل - نا أبو قطن قال ذكر رجل لشعبة الحكم عن ابن ابي ليلى عن بلال: فأمرني (2) ان اثوب في الفجر ونهاني عن العشاء - قال شعبة: لا والله ما ذكر ابن أبي ليلى ولا ذكر [ الا - 3 ] اسنادا ضعيفا. قال اظن شعبة قال: كنت اراه [ رواه - 4 ] عن عمران بن مسلم. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا احمد - [ يعني - 5 ] ابن حنبل - نا يحيى قال: كان شعبة يضعف حديث ابي بشر عن مجاهد. قال: وحديث الطير هو حديث المنهال. قال أبو محمد [ يعني - 4 ] حديث المنهال عن زاذان عن البراء: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الانصار فجلس وجلسنا كأنما على رؤوسنا الطير.
(1) ك " يعرفه " خطأ (2) م " وأمرني " (3) سقط من م (4) من م (5) من ك (*)
[ 159 ]
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا احمد - [ يعني - 1 ] ابن حنبل - قال قال يحيى بن سعيد قال شعبة: لم يسمع الحكم حديث مقسم في الحجامة للصائم (2) من مقسم. قال أبو محمد: يعني حديث مقسم عن ابن عباس: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن ثنا احمد - [ يعني - 3 ] ابن حنبل - نا يحيى قال: ترك شعبة حديث الحكم في الجنب إذا اراد أن يأكل توضأ. قال أبو محمد: يعني حديث الحكم عن ابراهيم عن الاسود عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اراد أن يأكل وهو جنب توضأ. باب ما ذكر [ من كلام شعبة بكني ناقلة الآثار واسمائهم - 1 ] حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي نا محمود بن غيلان (49 م) نا أبو داود عن شعبة قال كنية محمد بن زياد أبو الحارث (44 ك). حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي نا محمود بن غيلان نا أبو داود عن شعبة قال: اسم أبي المهزم يزيد بن سفيان. [ حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي نا محمود بن غيلان نا أبو داود عن شعبة قال: كنية واثلة بن الاسقع أبو قرصافة. قال أبو محمد - 1 ] قال ابي: هذا وهم، أبو قرصافة اسمه جندرة بن خيشنة. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي نا محمود بن غيلان نا أبو النضر قال قال شعبة: كنية يزيد بن خمير أبو عمر.
(1) ليس في م (2) م " الحجامة والصيام " كذا (3) من ك. (*)
[ 160 ]
باب ما ذكر من تبجيل سفيان لشعبة بن الحجاج حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمود بن غيلان نا أبو داود عن شعبة قال قال لي سفيان: اما انا فلا اكتمك شيئا. باب ما ذكر من تقدمة شعبة وسفيان في الاتقان على اهل زمانهما حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن ابراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ثنا أبو خلدة، فقال له رجل: كان ثقة ؟ قال: كان صدوقا، كان مأمونا، كان خيارا، الثقة شعبة وسفيان. باب ما ذكر من حفظ شعبة للحديث واتقانه حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن منصور الرمادي نا مسدد قال قال يحيى - [ يعني - 1 ] ابن سعيد - قال سفيان: كانوا يخالفونني بالكوفة فاقول ما قال شعبة ؟ ما قال مسعر ؟ ولا ألتفت إلى خلافهم. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - [ يعني - 2 ] ابن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول ليس احد احب الي من شعبة ولا يعدله احد عندي. وسألت يحيى بن سعيد ايهما كان احفظ
(1) ليس في م (2) من م (*)
[ 161 ]
للاحاديث الطوال سفيان أو شعبة ؟ قال كان شعبة امر فيها. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي ابن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول وذكر شعبة قال سمعته (1) يقول: كنت اتفقد [ فم - 2 ] قنادة فإذا قال: سمعت أو حدثنا، حفظت (3) وإذا قال: حدث فلان، تركته. حدثنا عبد الرحمن نا (4) ابي قال سمعت ابا الوليد الطيالسي قال سمعت حماد بن زيد يقول: إذا خالفني شعبة في شئ تركته لانه (50 م) كان يكرر، ما ابالي من خالفني إذا وافقني شعبة لان شعبة كان لا يرضى ان يسمع الحديث مرة. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي رضي الله عنه نا علي بن محمد الطنافسي نا وكيع نا شعبة وكان معنيا بالحديث قال: اتيت يعلي بن عطاء فقال [ لي - 5 ] يا هذا خذ حديثي واذهب، فقلت: لا حتى احفظه من فيك، فاختلفت إليه حتى قرع رأسي. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا أبو الوليد الطيالسي نا حماد بن سلمة قال إذا اردت الحديث فالزم شعبة. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن [ يحيى نا محمد بن المنهال - 6 ] قال سمعت يزيد بن زريع قال: لم ار في الحديث اصدق من شعبة. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت [ ابا طالب - 7 ] قال قال احمد بن حنبل: شعبة اثبت في الحكم من
(1) ك " شعبة " (2) من ك (3) د " حفظته " (4) د " سمعت " (5) ليس في د (6) ليس في ك وفيها موضع ذلك " حمويه بن الحسن " وهى طائشة مما يأتي (7) سقط من م. (*)
[ 162 ]
الاعمش: واعلم بحديث الحكم. حدثا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي قال سمعت معاذا - يعني ابن معاذ - وقيل له اي اصحاب ابي اسحاق اثبت ؟ قال: شعبة وسفيان - ثم سكت. حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن ابي خيثمة فيما كتب إلى قال سمع يحيى بن معين يقول: اثبت اصحاب ابي اسحاق الهمداني الثوري وشعبة، وهما اثبت من زهير واسراءيل، وهما قرينان. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى - [ يعني - 1 ] ابن سعيد - قال سفيان: كانوا إذا خالفوا بالكوفة لا ألتفت إليهم، اقول: ما قال مسعر ؟ وما قال شعبة ؟. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي قال سمعت يحيى يقول: كل شئ يحدث [ به - 1 ] شعبة عن رجل فلاتحتاج ان تقول عن ذاك الرجل انه سمع فلانا، قد كفاك امره. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى قال اخبرني يوسف بن موسى (45 د) يعني التستري - قال سمعت ابا داود يقول سمعت شعبة يقول: ليس شئ احد ثكموه الا شيئا حفظته انا لم يعني عليه احد. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا نصر بن علي قال اخبرني أبي قال كنت مع شعبة ببغداد فربما جاء أبو معاوية (2) وشعبة يحدث عن الاعمش فيقول لابي معاوية (51 م) يا محمد بن خازم: قد سمعت (3) سليمان يحدث بهذا الحديث ؟ فيقول كما حدثت يا ابا بسطام. حدثنا عبد الرحمن سمعت ابا زرعة يقول: اثبت اصحاب ابي اسحاق
(1) ليس في م (2) م " أبو محمد " كذا (3) م د " قال " والسياق يقتضي " كيف " (*)
[ 163 ]
الثوري وشعبة [ واسراءيل، وشعبة - 1 ] احب الي من اسراءيل. حدثنا عبد الرحمن سمعت ابي يقول: شعبة بن الحجاج ثقة. [ نا يعقوب بن اسحاق الهروي فيما كتب الي قال نا عثمان بن سعيد الدارمي قال سمعت يعقوب بن ابراهيم الدورقي يقول قال عبد الرحمن يعني ابن مهدي -: ليس احد اصح حديثا عن ابي اسحاق من شعبة - 1 ]. باب ما ذكر من مراجعة شعبة لناقلة الحديث وايقافهم على ما يتخالج في نفسه حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة قال اخبرني جعدة - يعني من ولدام هانئ - وكان سماك بن حرب يحدثه يقول اخبرني ابنا ام هانئ، قال شعبة فلقيت انا افضلهما [ جعدة - 2 ] فحدثني عن ام هانئ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فناولته شرابا فشرب ثم ناولها (45 ك) فشربت قالت (3) يا رسول الله (4) كنت صائمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصائم المتطوع امين نفسه - أو أمير نفسه - ان شاء صام وان شاء افطر. قال شعبة فقلت لجعدة سمعته (5) انت من ام هانئ ؟ قال اخبرني اهلنا وابو صالح مولى ام هانئ عن ام هانئ. حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة عن عبد الله ابن دينار عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى عليه وسلم عن
(1) من م (2) سقط من م (3) م " قلت " (4) في م هنا بياض مضيب عليه (5) م " سمعت ". (*)
[ 164 ]
بيع الولاء وعن هبته، قال شعبة قلت لعبدالله بن دينار: انت سمعته منه ؟ قال: نعم، سأله ابنه عنه. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا الحميدي (1) قال قيل لسفيان: ان شعبة استحلف عبد الله بن دينار - يعني في حديث ابن عمر: نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء وعن هبته، قال [ سفيان - 2 ] لكنا لم نستحلفه سمعناه مرارا. حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة قال سألت طلحة بن مصرف (52 م) عن هذا الحديث اكثر من عشرين مرة، ولو كان غيري قال ثلاثين مرة، قال سمعت عبد الرحمن بن عوسجة يحدث عن البراء ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من منح منيحة ورق، الحديث (3). حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن ابيه عن عائشة انها ارادت ان تشتري بريرة فتعتقهاو اراد مواليها ان يشرطوا (4) الولاء فذكرت عائشة ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشتريها واعتقيها (5) فانما الولاء لمن اعتق. قال (6) واتي بلحم فقال ما هذا
(1) م " الحسن " خطأ (2) ليس في د (3) م " من منح منحة وذكر الحديث " والحديث من طريق شعبة عن طلحة في مسند احمد (4 / 285 / و 394) وفيه في الموضع الاول "... منحة ورق... " وهو اصح في العربية، وفي الثاني "... منيحة ورق " (4) " ان يشترطوا " (5) مثله في مسند الطيالسي ص 201 ووقع في ك " اشترها واعتقها " خطأ (6) في مسند الطيالسي " قالت " (*)
[ 165 ]
قالوا (1) هذا هدية اهدته الينا بريرة تصدق به عليها (2) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو عليها صدقة ولنا هدية. قالت وخيرت وكان زوجها حرا. قال شعبة ثم سألته بعد فقال: ما ادري هو حر أم عبد ؟ قال شعبة فقلت لسماك بن حرب اني أتقى أن أسأله عن الاسناد فسله انت، قال وكان في خلقه (3) فقال له سماك بعد ما حدث: أحدثك هذا ابوك عن عائشة ؟ قال عبد الرحمن: [ نعم - 4 ]. فلما خرج قال [ لي - 5 ] سماك يا شعبة استوثقت لك منه. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن قال نا ابراهيم بن عبد الله بن حاتم (6) الهروي نا اسماعيل [ يعني - 7 ] ابن علية عن شعبة قال كنت أسال حمادا فيجيبني فاقول: عن ابراهيم ؟ فيقول: لا توقفني فاني لا ادري لعلي اكون قد نسيت. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت ربعي بن ابراهيم نا اسماعيل بن ابراهيم - يعني ابن علية - عن شعبة قال قال لي حماد بن ابي سليمان: يا شعبة لا توقفني على ابراهيم فان العهد قد طال واخاف ان انسى - أو اكون (8) قد نسيت.
(1) مثله في مسند الطيالسي وفي د " فقالوا " ووقع في ك " فقال " كذا (2) ك " علينا " خطأ (3) يعني انه كان في خلقه ضيق كره شعبة ان يقول " في خلقه سوء " فحذف، وفي بعض الروايات " في خلقه شئ " وكان شعبة يكثر السؤال فخشى ان يسأل فيغضب عليه عبد الرحمن لكثرة سؤاله فأمر سماكا ان يسأل لان سماكا لم يكن يكثر السؤال، فإذا سأل نادرا لم يكن ذلك مظنة للغضب (4) سقط من م (5) ليس في م (6) تأتى ترجمته في بابه من اصل الكتاب ووقع هنا في د " ابراهيم بن حاتم بن عبد الله " كذا (7) من م (8) م " أو اقدر " كذا (*)
[ 166 ]
حدثنا عبد الرحمن نا صالح [ بن احمد - 1 ] نا علي [ ابن المديني - 1 ] قال سمعت بهز (2) بن اسد قال سمعت هماما (3) قال: كان شعبة يوقف قتادة، قال فحدث شعبة ذات يوم بحديث (53 م) فقال قتادة من حدثك ؟ أو من ذكر ذلك (4) ؟ فقال نسألك فتغضب وتسألنا ؟ حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود عن شعبة عن مغيرة سمع ابراهيم يقول في رجل ترك ابنه واباه فمات مولى له - قال: للاب السدس وما بقي فلابنه. قال شعبة وحدثني أبو معشر عن ابراهيم قال: للاب السدس وما بقي فلابنه. قال شعبة فقلت له: أسمعته من ابراهيم ؟ قال: هو قوله. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا حفص بن عمر - يعني المهرقاني قال سمعت ابا داود يقول رأيت رجلا يقول لشعبة: قل: حدثني أو اخبرني، فقال له شعبة ك فقدتك وعدمتك وهل جاء بهذا (5) احد قبلي ؟. حدثنا عبد الرحمن نا ابي قال سمعت احمد (6) بن حنبل قال [ سمعت - 7 ] يحيى بن سعيد القطان: قال شعبة: كنت اجالس قتادة فيذكر الشئ فاقول كيف اسناده ؟ فيقول المشيخة الذين حوله ان قتادة سند (8) فاسكت فكنت اكثر مجالسته فربما ذكر الشئ فأذكره فعرف (9) مكاني ثم كان بعد يسند لي (10).
(1) ليس في م (2) م " سلمة " كذا (3) م " هشام " كذا (4) د " ذكر ذا " ووقع في ك " ذكرني " كذا (5) م " ما جاء هذا " كذا (6) م " ابى نا احمد " (7) ليس في ك (8) أي ان قوله يغنى عن الاسناد ووقع في م " يسند " كذا. (9) م " فتعرف " (10) م " يسند إلى " كذا (*)
[ 167 ]
حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا عمرو بن مرزوق انا شعبة عن قتادة عن انس - قال قلت: انت سمعته ؟ قال: نحن سألناه (46 د) عنه قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف ابي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا مقاتل بن محمد نا أبو داود نا شعبة عن ابي اسحاق عن ابي عبد الرحمن السلمي عن علي انه كان يصلي بعد الجمعة ستا. قال فقيل (1) لابي اسحاق سمعته (2) من ابي عبد الرحمن ؟ فقال ما ادري سمعته [ منه - 3 ] ام لا ولكن حدثنيه عطاء بن السائب عن ابي عبد الرحمن. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين بن الجنيد قال قال علي ابن المديني نا بشر بن المفضل قال قدم علينا اسراءيل فحدثنا عن ابي اسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر بحديثين، فذهبت إلى شعبة فقلت ما تصنع شيئا، حدثنا اسراءيل (54 م) عن ابي اسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بكذا، فقال يا محنون هذا حدثنا به (4) أبو اسحاق فقلت لابي اسحاق من عبد الله بن عطاء ؟ قال شاب من اهل (46 ك) البصرة قدم علينا، فقدمت البصرة فسألت عنه فإذا هو جليس فلان وإذا هو غائب في موضع فقدم فسألته فحدثني به، فقلت من حدثك ؟ قال حدثني (5) زياد بن مخراق فأحالني على صاحب حديث، فلقيت زياد بن مخراق فسألته فحدثني به قال حدثني (5) بعض اصحابنا عن شهر ابن حوشب. حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة عن
(1) م " فقلت " (2) م " سمعت " (3) ليس في ك (4) م " حدثناه " (5) م " اخبرني " (*)
[ 168 ]
الاعمش عن ابراهيم ان عليا كان يجعل للاخوة من الام - يعني في المشتركة فقلت للاعمش سمعت (1) من ابراهيم ؟ فقال برأسه [ اي - 2 ] نعم. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا أبو زياد حماد بن زاذان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول قال شعبة قلت لابي اسحاق: من حدثك عن علي بن ربيعة قال كنت ردف علي فلما ركب قال سبحان الذي سخر لنا هذا ؟ قال سمعت من يونس بن خباب فأتيت يونس ابن خباب فقلت من حدثك ؟ قال حدثني رجل عن علي بن ربيعة. حدثنا عبد الرحمن قال وكتب إلى عبد الرحمن (3) بن بشر النيسابوري عن عبد الرحمن بن مهدي بنحو ذلك. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا عبيد الله بن معاذ العنبري نا ابي نا شعبة قال: ذكرت للمغيرة كثرة ماروي (4) عن ابراهيم فقال: سمعته منه. حدثنا عبد الرحمن نا ابي قال سمعت ابا الوليد [ يعني - 5 ] الطيالسي قال قال حماد بن زيد: ما ابالي من خالفني إذا وافقني شعبة لان شعبة كان لا يرضى ان يسمع الحديث مرة، يعاود صاحبه مرارا ونحن كنا إذا سمعناه مرة اجتزينا به. حدثنا عبد الرحمن نا ابي عن ابي الوليد قال سألت شعبة عن حديث فقال: لا احدثك، لاني سمعته (6) من أبي (7) عون مرة واحدة حديث ابي عون عن ابي صالح عن علي في الامة تكون تحت الحر
(1) م " سمعته " (2) ليس في ك (3) تأتى ترجمته في باب وفيها قول المؤلف " كتب إلى " ووقع هنا في ك " عبد الله " والاسم في د مشتبه (4) م " يروى " (5) ليس في د (6) " سمعت " (7) د " ابن " كذا (*)
[ 169 ]
(55 م) فطلقها طلقتين (1) أيأتيها ؟ فأبى (2) فحدثني به يحيى بن سعيد عن شعبة. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن وذكر شعبة فقال سمعته (3) يقول: كنت اتفقد فم قتادة فإذا قال (سمعت) و (حدثنا) تحفظته (4) فإذا قال (حدث فلان) تركته. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا محمد بن يزيد الاسفاطي نا يحيى ابن كثير العنبري نا شعبة عن قتادة عن سعيد بن جبير عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه ولم نهى عن نبيذ الجر، قال شعبة فقلت لقتادة ممن سمعته ؟ (5) قال حدثنيه ايوب السختياني، قال شعبة فأتيت ايوب فسألته فقال حدثنيه أبو بشر، قال شعبة فأتيت ابا بشر فسألته فقال انا سمعت سعيد بن جبير عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن نبيذ الجر. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ نا عبد الرحمن - يعني ابن الحكم بن بشير (6) بن سلمان - نا يحيى بن ابي بكير وابو داود عن شعبة عن معاوية بن قرة قال قال ابن عباس (انظر إلى العظام كيف ننشزها) فقال فيه قولا، قلت: من حدثك ؟ قال: شهر بن حوشب، استرحنا من خناقك يا شعبة. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الرحمن ابن مهدي يقول سمعت شعبة يقول: كنت أنظر إلى فم قتادة فإذا قال
(1) م " فيطلقها تطليقتين " (2) ك " فانا " م " فيها " كذا (3) م شعبة " كذا (4) م تحفظ كذا (5) م " قلت لقتادة ممن سمعت " (6) د " بشر " خطا (*)
[ 170 ]
للحديث (حدثنا) عنيت به فوقفته عليه، وإذا لم يقل (حدثنا) لم أعن (1) به، وانه حدثنا عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سووا صفوفكم فان تسوية الصف من تمام الصلاة فكرهت ان اوقفه عليه فيفسده علي (2) فلم اوقفه عليه. حدثنا عبد الرحمن سمعت ابي وذكر حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الولاء وعن هبته، قال شعبة: استحلفت عبد الله بن دينار هل سمعتها من ابن عمر ؟ فحلف لي (56 م). قال ابي (3) كان شعبة بصيرا بالحديث جدا فهما فيه كان انما حلفه لانه كان ينكر هذا الحديث، حكم من الاحكام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشاركه احد، لم يرو عن ابن عمر احد سواه علمنا. حدثنا عبد الرحمن نا ابي حدثني مقاتل بن محمد الناقد الرازي نا ابن ادريس قال قال [ لي - 4 ] شعبة: نصصت (5) على قتادة سبعين حديثا كلها يقول سمعت (6) من انس الا اربعة حدثنا عبد الرحمن نا الربيع بن سليمان نا عبد الرحمن بن زياد شعبة قال سألت الحكم عن دية اليهودي والنصراني (47 د) فقال قال سعيد ابن المسيب ان عمر جعل دية اليهودي والنصراني اربعة آلاف اربعة آلاف ودية المجوسي ثماني مائة، فقلت للحكم: انت سمعته من سعيد بن المسيب ؟ فقال: لو شئت سمعت من ثابت الحداد، قال شعبة فاتيت ثابتا الحداد فحدثني عن سعيد بن المسيب عن عمر مثله.
(1) م " اعبأ " (2) م " علينا " (3) م " ان " (4) ليس في م (5) م " قصصت " (6) م " سمعته " (*)
[ 171 ]
ما ذكر في كلام شعبة في ناقلة الآثار ان (1) ذلك كان حسبة منه حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي نا حماد بن زيد قال كلمنا شعبة [ انا - 2 ] وعباد بن عباد وجرير بن حازم في رجل - قلنا: لو كففت عنه، قال فكأنه لان واجابنا قال فذهبت يوما (47 ك) اريد الجعة فإذا شعبة ينادي (3) من خلفي فقال: ذاك الذي قلتم لي فيه لا اراه يسعني. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد نا علي قال سمعت عبد الرحمن يقول: كان شعبة يتكلم في هذا حسبة. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال حدثني بعض اصحاب حماد ابن زيد عن حماد بن زيد قال اتيت انا وعباد بن عباد إلى شعبة بن الحجاج فسألناه ان يكف عن ابان بن ابي عياش ويسكت عنه فلما كان من الغد خرجنا إلى مسجد الجامع فبصر بنا فنادانا فقال يا ابا معاوية نظرت فيما كلمتموني فوجدت لا يسعنى السكوت. قال حماد: وكان شعبة (57 م) يتكلم في هذا حسبة. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان قال سمعت يزيد بن هارون يقول: لولا ان شعبة اراد الله عزوجل ما ارتفع هكذا. قال أبو محمد يعني بكلامه في رواة العلم. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان الواسطي قال قلت لعبد الرحمن ابن مهدي لم تركت (4) حديث حكم جبير ؟ فقال حدثني يحيى القطان
(1) د " قلة الاخبار وان " (2) سقط من ك (3) م ينادي " (4) م " حركت " خطأ (*)
[ 172 ]
قال سألت شعبة عن حديث من حديث حكيم بن جبير فقال: اخاف النار. قال أبو محمد فقد دل أن كلام شعبة في الرجال حسبة يتدين به (1) وان صورة حكيم بن جبير عنده صورة من لا يسع قبول خبره ولا حمل العلم عنه فيلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله. [ ما ذكر من عبادة شعبة وزهده وورعه - 2 ] حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا أبو المظفر عبد السلام بن مطهر (3) قال ما رأيت في الفقهاء مثل شعبة ايبس ولا امعن (4) في العبادة منه. حدثنا عبد الرحمن حدثني محمد بن يحيى نا حفص بن عمر المهرقاني قال سمعت عفان يقول: كان شعبة من العباد. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا على بن مسيرة نا يحيى بن أبي الخصيب عن سفيان بن عيينة قال كتب إلى شعبة بن الحجاج: اما بعد فقد ذهب الاسنان والاشكال. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي [ يعني - 5 ] ابن المديني قال سمعت يحيى [ يعني - 6 ] ابن سعيد القطان - يقول: أتى شعبة المنهال بن عمرو فسمع صوتا فتركه. حدثنا عبد الرحمن سمعت ابي يقول [ يعني - 6 ] سمع صوت قراءة بألحان (7) فترك الكتابة عنه لاجل ذلك. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا مسدد قال سمعت يحيى - يعني ابن سعيد - يقول: ما رأيت اشكر من شعبة.
(1) م " بها " (2) " سقط " من د (3) م " أبو المطهر عبد السلام بن مظفر " خطا (4) د " اتقن " كذا (5) ليس في ك (6) من ك (7) د " قراءة الحان ". (*)
[ 173 ]
باب ما ذكر من طهارة خلق شعبة وسخائه حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا احمد بن ابراهيم الدورقي نا أبو النضر قال كان شعبة إذا ركب مع قوم في زورق دفع كري الزورق عن كلهم. (58 م) [ باب - 1 ] ما ذكر من شدة قول شعبة في التدليس وكراهيته له حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - قال قال شعبة يوما حدثني رجل عن سفيان عن منصور عن ابراهيم بكذا، ثم قال: ما يسرني اني قلت قال منصور وأن لي الدنيا [ كلها - 2 ]. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد [ نا علي - يعني ابن المديني - 2 ] قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - قال سمعت شعبة - أو حدثني رجل عن شعبة انه قال كل شئ (3) حدثتكم به فذلك الرجل حدثني بن انه سمعه من فلان الا شيئا ابينه لكم قال أبو محمد فذكرته لابي قال يعني انه كان لا يدلس. حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت ابا نعيم يقول سمعت شعبة يقول: لان ازني احب الي من ان ادلس. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الاشج قال سمعت ابا نعيم يقول سمعت شعبة يقول: لان ازني احب الي من ان ادلس. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى اخبرني هشام بن عبد الملك قال سمعت شعبة يقول: لان اخر من السماء احب الي من اقول زعم
(1) من د (2) ليس في م (3) د " كل من " (*)
[ 174 ]
فلان ولم اسمع (1) منه. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي نا محمد بن بشار سمعت محمد ابن جعفر [ غندر - 2 ] يقول سمعت شعبة يقول: لان اقع من فوق هذا القصر - لدار - حياله على راسي احب الي من ان اقول لكم قال فلان لرجل ترون انه قد سمعت ذاك (3) منه ولم اسمعه. باب ما ذكر من حرص شعبة على طلب العلم حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان قال سمعت يزيد بن هارون يقول لما حدثنا شعبة بحديث المقدام ابي كريمة في (4) حق الضيف قال شعبة: فيكم احد سمعه من حريز بن عثمان ؟ قلت: انا، قال حدثني به، قلت: لا احفظه، قال: صحفيون - فضحك يزيد. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا محمود بن غيلان عن عبد الصمد بن عبد الوارث أو غيره قال سمعت شعبة يقول: اتيت طلحة بن (59 م) مصرف مائة مرة أو خمسين مرة (48 د) فان بلغكم اني حدثت عنه غير هذا الحديث، اني كذاب، والحديث هو حديث طلحة عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذكر. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا حيوة نا بقية قال سمعت شعبة يقول اني اسمع منك احاديث لو لم احفظها لطرت. حدثنا عبد الرحمن ذكره ابي رحمه الله نا القاسم بن محمد المروزي نا عبدان - يعني عبد الله بن عثمان بن جبلة (48 ك) بن ابي رواد - قال اخبرني ابي قال سمعت شعبة يقول: واي شئ الذ من ان تخلو
(1) م " يسمع " كذا (2) ليس في ك (3) م " ذلك " (4) م " من ". (*)
[ 175 ]
بشيخ قد لقى الناس فانت تستثيره وتستخرج منه علما. باب ما ذكر من تبجيل العلماء لشعبة حدثنا عبد الرحمن نا [ ابي نا - 1 ] احمد [ بن ابراهيم - 1 ] الدورقي ثنا أبو داود عن شعبة قال: كان ايوب - يعني ابن ابي تميمة السختياني - يمشي معي إلى مسجد بني ضبيعة يألني عن الحديث. حدثنا عبد الرحمن [ حدثني أبي - 2 ] نا أبو زياد حماد بن زاذان نا بهز بن اسد [ عن ابن المبارك عن معمر قال: رأيت قتادة يسأل شعبة عن حديثه حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي - 3 ] قال سمعت يحيى قال رأيت عبد الوارث عند شعبة بين يدين جالسا ذليلا. حدثنا عبد الرحمن نا بشر بن مسلم (4) بن عبد الحميد التنوخي الحمصي قال سمعت حيوة بن شريح يقول سمعت [ بقية يقول سمعت - 3 ] شعبة يقول: ما شفاني من الحديث الا الاعمش. باب ما ذكر مما رزق الله عزوجل شعبة من حسن الحديث حدثنا عبد الرحمن قال ذكره عبد الله بن بشر (5) البكري الطالقاني سمعت عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال سمعت ابا عبد الله احمد ابن حنبل يقول سمعت عفان يقول سمعت يحيى بن سعيد - يعني القطان
(1) ليس في م (2) سقط من د (3) سقط من م (4) م " موسى " خطأ (5) زاد في م " بن عمر " وستاتى ترجمة عبد الله بن بشر. (*)
[ 176 ]
يقول: ما لقيت احدا احسن حديثا من شعبة: وقال احمد بن حنبل: روي شعبة [ عن - 1 ] نحو من ثلاثين شيخا لا يروي عنهم سفيان الثوري لو لم يكن الا الحكم بن عتيبة، ولولا شعبة من كان يروي عن الحكم ؟ وشعبة حسن الحديث عن ابي اسحاق وعن كل من يحدث عنه (60 م) باب ما ذكر من رغبة الناس في اقتباس العلم من شعبة وتفضيلهم [ اياه - 2 ] على غيره حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي نا عبد الله بن بشر الطالقاني البكزي قال سمعت عبد الملك الميموني قال سمعت خلفا المخرمي قال سمعت ابن علية يقولك كنا نرى عند حميد - يعني الطويل - وسليمان - يعني التيمي - وابن عون الرجل والرجلين فنأتي شعبة فنرى الناس عليه. ثم قال [ لي - 3 ] خلف: كان اصحاب الحديث يريدون حسن المعرفة بالرجال وبمعرفة الحديث وهكذا كان هذا المعنى بينا في شعبة ان شاء الله. ومن العلماء الجهابذة النقاد بالبصرة حماد بن زيد بن درهم مولى [ آل - 3 ] جرير بن حازم باب ما ذكر من امامة حماد بن زيد في السنة والحديث حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا عبد الرحمن بن عمر الاصبهاني قال
(1) من م (2) من د (3) ليس في ك. (*)
[ 177 ]
سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: أئمة الناس في زمانهم اربعة، منهم حماد بن زيد بالبصرة. حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن احمد بن حنبل فيما كتب الي قال سمعت ابي يقول: حماد بن زيد احب الينا من عبد الوارث، [ وحماد - 1 ] ابن زيد من أئمة المسلمين من اهل الدين والاسلام، وهو احب الي من حماد بن سلمة. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - يقول: لم ار احدا قط اعلم بالسنة ولا بالحديث الذي يدخل في السنة من حماد بن زيد. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا يحيى بن المغيرة قال قرأت كتاب حماد ابن زيد إلى جرير: بلغني انك تقول في الايمان بالزيادة، واهل الكوفة يقولون بغير ذلك (2)، اثبت على ذلك (3) ثبتك الله. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن منصور الرمادي نا مسدد قال بلغني عن عمر الرقاشي ويقال له عمر الاخرم قال حضرت سفيان - يعني الثوري - وقيل له: مات شعبة، فاسترجع وترحم عليه ثم قال: من رجل اهل البصرة بعد شعبة ؟ (61 م) فجعلوا يقولون: حماد بن سلمة، وفلان وفلان، فقال [ يعنى - 4 ] سفيان: رجل اهل البصرة ذاك الازرق، يعني حماد بن زيد. باب ما ذكر من حفظ حماد بن زيد حدثنا عبد الرحمن نا أبي رحمه الله قال سمعت مقاتل بن محمد قال
(1) ليس في ك (2) د " غيره " (3) م " رأيك " (4) ليس في د. (*)
[ 178 ]
سمعت وكيعا - وقيل له حماد بن زيد كان احفظ أو حماد بن سلمة ؟ فقال: حماد بن زيد، ما كنا نشبه حماد بن زيد الا بمسعر. حدثنا عبد الرحمن قال سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول نا سليمان بن ايوب أبو ايوب صاحب البصري قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت احدا لم يكتب الحديث احفظ من حماد بن زيد. حدثنا عبد الرحمن نا [ محمد بن احمد بن يوسف السلمي النيسابوري قال سمعت - 1 ] أبي قال سمعت سليمان بن حرب قال سمعت حماد بن زيد يحدث بالحديث فيقول سمعته منذ خمسين سنة ولم احدث به قبل اليوم. ولم يكن له كتب الا كتاب ليحيى بن سعيد - [ يعني - 2 ] الانصاري. باب ما ذكر من علم حماد بن زيد برواة الآثار وناقلة الاخبار وكلامه (49 د) [ فيهم ] حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا محمد بن اسماعيل بن البختري الحساني حدثني خالد بن خداش عن حماد بن زيد قال: كان أبو هارون العبدي كذابا (49 ك) يروي بالغداة شيئا وبالعشي شيئا. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن مجاهد [ بن موسى - 3 ] نا يحيى بن آدم قال سمعت حماد بن زيد يقول: كان حجاج - يعني ابن ارطاة - اسرد للحديث من سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت ابا طالب - يعني احمد بن حميد - قال قال احمد بن حنبل: كان حماد بن زيد
(1) سقط من م (2) ليس في د (3) ليس في م. (*)
[ 179 ]
لا ينهى عن جعفر (1) بن سليمان. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد ثنا على قال قال عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - نا حماد بن زيد عن حفص بن سليمان عن حفصة بنت سيرين عن أبي العالية ان النبي صلى الله عليه وسلم امر من ضحك في الصلاة ان يعيد الوضوء والصلاة، قال حماد قد ذكرت (2) (62 م) لحفص ان هشاما يحدثه عن الحسن فأنكر ذاك قال انا حدثت به الحسن - يعني عن حفصة بنت سيرين عن ابي العالية عن النبي صلى الله عليه وسلم. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أبو قدامة السرخسي (3) حدثني بهز ابن اسد قال كان حماد بن زيد عند جرير بن حازم قال فجعل جرير يقول: حدثني محمد قال سمعت شريحا، وحدثني محمد قال سمعت شريحا، فجعل حماد [ بن زيد - 4 ] يقول يا ابا النضر لا تقل كذا ان محمدا لم يكن يقول كذا أو ان اصحابك لم يقولوا (5) كذا. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا العباس بن دحان الضبي قال سمعت عبيدالله ابن الحسن يقول: انما هما الحمادان فإذا طلبتم العلم فاطلبوه من الحمادين. حدثنا عبد الرحمن نا أبو زرعة نا عارم أبو النعمان قال سمعت ابن المبارك يقول: ايها الطالب علما * إيت حماد بن زيد تقتبس حكما وعلما * ثم قيده بقيد حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا محمد بن المصفى [ الحمصي - 6 ]
(1) ك " حفص " اغترارا بما ياتي (2) م " فذكرت " (3) ك " الصرخصى " (4) من م (5) م، لم يكونوا يقولون " (6) ليس في ك (*)
[ 180 ]
قال سمعت بقية قال ما رأيت في العراق مثل حماد بن زيد. حدثنا عبد الرحمن نا أبي: قال ابن الطباع قال ابن المبارك: ايها الطالب علما * إيت حماد بن زيد فاطلب العلم برفق * ثم قيده بقيد حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا سليمان بن حرب قال سمعت حماد ابن زيد يقول: كان علي بن زيد يحدثنا اليوم بالحديث ثم يحدثنا غدا فكأنه ليس ذاك. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى قال اخبرني يوسف بن موسى - يعني التستري - قال سمعت ابا داود - [ يعني - 1 ] الطيالسي - يقول سمعت حماد بن زيد قال: رأيت ابن عون ويونس بن عبيد إذا حزبهما امر أتيا ايوب فظرا ما يقول. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا ابراهيم بن مهدي قال سمعت حماد ابن زيد يقول: انبأنا ايوب وهشام، وحسبك بهشام (2). حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني اخبرني احمد بن سعيد الدارمي قال سمعت النضر بن [ شميل يقول سمعت حماد بن زيد يقول: ما كان جلد بن ايوب يسوى طلية أو طليتين (63 م) في الحديث. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني - 3 ] قال سمعت ابا محمد - يعني اخاه عبد الله بن الحسن - قال لا اعلم الا اني سمعت عليا أو ابا بكر بن ابي الاسود يذكر عن عبد الرحمن بن مهدي قال قال حماد ابن زيد - وذكروا حديث الجلد عن انس في ذكر الحيض فقال:
(1) ليس في د (2) ك " نهشل " خطأ (3) ياتي مصداقه في ترجمة الجلد وسقط هنا من ك ومن د ايضا. (*)
[ 181 ]
عمدوا إلى شيخ لا يميز بين قرء (1) وحيض وغير ذلك فحملوه على امر عظيم، قد كان في اول امره يقول عن غير انس فحملوه على ان قال: عن انس، فقال لهم هكذا أو نحوه. باب ما ذكر من فقه حماد بن زيد حدثنا عبد الرحمن قال سئل ابي عن حماد بن زيد فقال قال عبد الرحمن بن مهدي: ما رأيت بالبصرة افقه من حماد بن زيد. باب ما ذكر من اتقان حماد بن زيد وثبته في الحديث حدثنا عبد الرحمن نا ابي وعلي بن الحسن الهسنجاني قالا نا محمد ابن المنهال الضرير (2) قال سمعت يزيد بن زريع وسئل ما تقول في حماد بن زيد وحماد بن سلمة ايهما اثبت في الحديث ؟ قال: حماد بن زيد، وكان الآخر رجلا صالحا. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن اسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه قال: حماد بن زيد اثبت من عبد الوارث وابن علية وعبد الوهاب [ الثقفي - 3 ] وابن عيينة. حدثنا عبد الرحمن انا [ أبو بكر - 4 ] بن ابي خيثمة فيما كتب إلى قال سمعت يحيى بن معين يقول: ليس احد في ايوب اثبت من حماد بن زيد. حدثنا عبد الرحمن قال سمعت ابا زرعة يقول سمعت ابا الوليد يقول:
(1) م " طهر " (2) م " الفزارى " خطأ (3) ليس في د (4) ليس في ك. (*)
[ 182 ]
ترون ان حماد بن زيد دون شعبة في الحديث ؟ حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن حماد بن زيد وحماد ابن سلمة فقال: حماد بن زيد اثبت من حماد بن سلمة بكثير، اصح حديثا واتقن. باب ما ذكر من عقل حماد بن زيد حدثنا عبد الرحمن (1) [ نا صالح بن احمد بن حنبل قال حدثني جعفر ابن محمد بن عيسى بن الطباع قال قال ابي: قلما رأيت رجلا اعقل من حماد بن زيد. باب ما ذكر من جلالة حماد بن زيد وتوقير العلماء له - 2 ] (64 م) نا علي بن الحسين بن الجنيد نا يعقوب ابن الدروقي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: رأيت سفيان الثوري جاء إلى حماد ابن زيد وسأله عن حديث أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن ابي سعيد الخدري ان الاعضاء تكفر بعضها بعضا - قال فرأيت سفيان الثوري جاثيا بين يدي حماد بن زيد وهو يملي عليه هذا الحديث. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا أبو الربيع الزهراني قال ذكرت لاسماعيل ابن عليه حديثا (50 ك) فقال من حدثك ؟ قال حماد بن زيد، قال: شيخ الشباب (50 د). حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت عبد الرحمن بن مبارك يقول سمعت حماد
(1) سقط من ك من هنا إلى اول الباب الآتى كما اعلمنا عليه بالحاجزين (2) من م ود الا قوله " بن احمد بن حنبل " فمن م فقط والا قوله " باب " فمن د فقط (*)
[ 183 ]
ابن زيد يقول: كنا نخرج من عند ايوب وهشام الدستوائي فيقول لنا هشام: هاتوها قبل ان تبرد، فنقعد فنتذاكرها بيننا. باب استحقاق السنة محبي حماد بن زيد حدثنا عبد الرحمن نا أبي ومحمد بن مسلم قالا سمعنا حماد بن زاذان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: إذا رأيت بصريا يحب حماد بن زيد فهو صاحب سنة. باب رواية الائمة عن حماد بن زيد حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا قبيصة نا سفيان عن رجل عن عبيد الله ابن أبي يزيد عن عبيد بن عمير قال: يحتجم المحرم ولكن لا ينزع شعرا فسمعت أبي يقول: يقال هذا الرجل حماد بن زيد. حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول: روي عن حماد بن زيد (1) سفيان بن عيينة وابن المبارك ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى ابن سعيد القطان وعفان وابو نعيم وعارم وسليمان بن حرب. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبو زرعة قال نا قبيصة نا سفيان عن رجل عن انس بن سيرين قال كان عمر رضي الله عنه لا يحجب بمن لا يرث. قال أبو زرعة: هذا الرجل الذي روي عنه الثوري عن انس ابن سيرين هو حماد بن زيد.
(1) زاد في ك ود " عن " سهوا. (*)
[ 184 ]
ومن العلماء الجهابدة النقاد [ من اهل الشام - 1 ]. عبد الرحمن (65 م) بن عمرو والاوزاعي ما ذكر من علم الاوزاعي وفقهه حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي حدثني محمد ابن عبد الوهاب قال كنت عند ابي اسحاق الفزاري فذكر (2) الاوزاعي فقال: ان ذاك الرجل كان شأنه عجب (3) كان يسأل عن الشئ الذي عندنا فيه الاثر فيقول للسائل: ما عندي فيه شئ، فيبتلي بلجاجته حتى يرد عليه الجواب فلا يعدو الاثر الذي عندنا. فقال آخر يا ابا اسحاق هذا شبيه بالوحي، فغضب، ثم قال: من هذا تعجب ؟ كان والله يرد على الجواب كما هو عندنا في الاثر لا يقدم منه مؤخرا ولا يؤخر منه مقدما. حدثنا عبد الرحمن [ نا ابي - 4 ] نا احمد بن ابراهيم الدورقي حدثني القاسم بن سلام قال اخبرني عبد الرحمن بن مهدي قال: ما كان بالشام احد اعلم بالسنة من الاوزاعي. حدثنا عبد الرحمن ثنا أبو عبد الله الطهراني قال سمعت عبد الرزاق يقول: اول من صنف الكتب ابن جريج، وصنف الاوزاعي حين قدم على يحيى بن ابي كثير كتبه. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد اخبرني دحيم قال سمعت ابا مسهر يقول اخبرني هقل بن زياد أن الاوزاعي اجاب في سبعين الف مسألة. حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد نا العباس بن نجيح نا عون بن حكيم قال خرجت مع الاوزاعي حاجا فلما اتينا المدينة اتى
ليس في د (2) م " فذكروا " (3) د " عجبا " وكل صحيح (4) سقط من د. (*)
[ 185 ]
الاوزاعي المسجد وبلغ مالكا مقدمه فاتاه مسلما عليه فجلسا من بعد [ صلاة - 1 ] الظهر يتذاكران العلم فلم يذكرا بابا من ابوابه الا غلب الاوزاعي عليه فيه ثم حضرت صلاة العصر فصليا ثم جلسا (2) وعاودا المذاكرة كل ذلك يغلب عليه الاوزاعي فيما يتذاكران فلما اصفرت الشمس ناظره في باب المكاتب والمدبر (3) فخانقه (4) مالك بن انس فيه. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت ابي يقول: ما سمعت كلام متكلم (66 م) الا وإذا كررته خلق غير كلام الاوزاعي فانك كلما كررت النظر (5) فيه زاد حلاوة. حدثنا عبد الرحمن نا العباس [ بن الوليد بن مزيد البيروتي - 6 ] نا محمد بن هلال حدثني عبد الحميد بن حبيب - يعني ابن أبي العشرين - قال قلت لمحمد بن شعيب بن شابور انشدك الله ومقامك بين يديه لقيت افقه في دين الله من الاوزاعي ؟ قال: اللهم لا، قال قلت فاورع منه ؟ قال: لا، قلت فاحلم منه ؟ قال ولا (7). حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد حدثني عبيد بن حيان قال اتيت مجلس مالك بن انس وهو عنه غائب فقلت لاصحاب مالك ما يقول أبو عبد الله في مسالة كذا وكذا ؟ فأجابوا فيه، فقلت: ما هكذا قال أبو عمرو، قالوا وما قال [ أبو عمرو - 1 ] قلت: كذا وكذا - بخلاف ما قالوه، قال فتضاحكوا بي فاني لكذلك إذ أقبل مالك فلما جلس قالوا يا ابا عبد الله الا تسمع ما يحدث الشامي عن الاوزاعي ؟ قال فقلت: ما تقول انت في مسألة كذا وكذا ؟ فأجاب بمثل جوابهم،
(1) ليس في م (2) م " فصيلنا ثم جلسنا " (3) م " المكاتبة والمدبرة " (4) م " فخالفه " (5) م " القصة " كذا (6) ليس في م (7) د " قال لا ". (*)
[ 186 ]
فقلت: ما هكذا قال أبو عمرو. فقال: كلف الشيخ فتكلف، فتضاحكوا فمربي ساعة الله اعلم وعلت مالكا سكتة فأخلد برأسه الارض مليا ثم رفع رأسه وقال: القول ما قال أبو عمرو فرأيتهم وقد عاد ما كان بي بهم. حدثنا عبد الرحمن سمعت ابي يقول وسئل عن الاوزاعي فقال: الاوزاعي فقيه متبع لما سمع (1). حدثنا عبد الرحمن نا العباس [ بن الوليد بن مزيد - 2 ] [ نا ابي - 3 ] حدثني يزيد بن عبد الله بن صالح (أ 5 ك) البيروتي قال كان سبب طلب الاوزاعي العلم انه ضرب عليه بعث - يعني (4) إلى اليمامة فلما دخلوا (5) مسجدها ويحيى بن أبي كثير جالس في المسجد فنظر إليهم (51 د) فقال اما انه ان كان عند احد من هؤلاء القوم خير فهو عند هذا الفتى - يعني الاوزاعي -، ثم مر به وهو قائم يصلي فقال لجلسائه: ما رأيت مصليا قط اشبه بعمر بن عبد العزيز بصلاته (6) من هذا الفتى. قال فلقيه شيخ كان جليسا ليحيى فقال يا فتى (67 م) ان شيخنا لا يزال يحسن ذكرك قال فأتاه الاوزاعي كأنه اراد أن يقضي ذمامة فلما سمع العلم ونشفه قلبه [ رفض الديوان و - 2 ] اقبل علي يحيى [ يعني - 22 ] ابن ابي كثير. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد حدثني عبد الحميد ابن بكار (7) قال كنت عند سعيد بن عبد العزيز فجاءه رجل فقال يا ابا محمد متى ابان الرواح إلى الجمعة ؟ فقال له اتيت بيروت ؟ قال نعم،
(1) م " متع لمن استمع " كذا (2) ليس في م (3) من م (4) م " ضرب عليه يعنى بعث " (5) م " دخل " (6) د " اشبه صلاة بعمر بن عبد العزيز " (7) م " ركانة " خطأ. (*)
[ 187 ]
قال فرأيت ابن عمرو ؟ قال نعم، قال، فقد كفاك من كان قبله. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد قال سمعت ابي يقول: كفا نا الاوزاعي من كان قبله. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا دحيم قال قال أبو مسهر لما توفي مكحول جلسوا إلى يزيد بن يزيد بن جابر وكان طويل السكوت فلما رأوا سكوته جلسوا إلى سليمان بن موسى فلما توفي سليمان بن موسى جلسوا إلى العلاء ابن الحارث فلما ولى ابن سراقة قال من فقيه الجند قالوا قيس الاعمى قال لقد ضاع جند فقيهها قيس الاعمى قال فبعث إلى الاوزاعي فأقدمه من بيروت فكان يفتي بها (1) - يعني بدمشق. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن احمد بن البراء قال قال علي ابن المديني: نظرت فإذا الاسناد يدور على ستة، الزهري وعمرو بن دينار وقتادة ويحيى بن أبي كثير وابو اسحاق الهمداني والاعمش، ثم صار علم هؤلاء الستة من اهل الشام إلى عبد الرحمن بن عمرو الاوزاعي. كتب الاوزاعي في صلاح امور المسلمين إلى ولاة الامر باب رسالة الاوزاعي إلى ابي عبيد الله وزير الخليفة في موعظة وسوال حاجة حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة قال اخبرني أبي عن الاوزاعي انه كتب إلى ابي عبيد الله: اما بعد فاني اسأل الله عزوجل ان لا يسلب منك عقلا ولا دينا وان يجعل الغالب عليك
(1) م " ففيهها ". (*)
[ 188 ]
فيما انت فيه التوقي لما كنت تعرف وتكره (68 م) قبل ان تبتلي ولا يجهلك عنه فتنة طمع ولا كثرة شغل وان يمن عليك بذكر قلة المتاع وتقريب حضور فراقه ثم يجعلك لحظك فيه مؤثرا وعلى سلبه منك مشفقا فانك المرء احب ان اتعاهده بذكر ما عسى الله ان يحدث به خيرا فاني ارجو أن يكون الغيب مني على النصح لك وحب العصمة في دينك وصرف السوء عنك فيه ان شاء الله، وقد سألني ادريس الكتاب اليك فان قدرت له رحمك الله على لحق في سكان جبلة طلبت له واعنته بما عسى الله ان يجعل قضاء حاجته بما يتسبب (1) منه واعنت عليه ثم يجزيك به خيرا ويجعله من النوافل المذخورة في الآخرة ان شاء الله فعلت والسلام عليك. باب رسالة الاوزاعي إلى وزير الخليفة ابي عبيد الله في تنجز كتاب من الخليفة بتخلية محبوس حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد قراءة قال اخبرني ابي عن الاوزاعي انه كتب إلى ابي عبيد الله: اما بعد قسم الله لك ولما انت فيه عاصما من سخطه ونية تعمل عليها وتؤدي بها حق من يلزمك فيما وجدت السبيل إليه طلب الفرج عنه إذا استغاث بك وكنت رجاءه في نفسه (2) باذن الله وانه لا يزال من اولئك متوسل (3) بي اليك فلا آلوك فيه نصحا وعند العقاب (4) ومعاينة الحساب لا تستكثر عملا
(1) م " شئت " كذا (2) ك " نفسك " (3) م " من اوليائك متوصلا " كذا (4) م " وعبد الغفار " كذا. (*)
[ 189 ]
ولا تستقل ذنبا فألهمك الله ذكره وطلب الوسيلة عنده. ثم ان يزيد ابن يحيى الخشني في حبس امير المؤمنين اصلحه الله وكان من اعوان ابن الازرق ولم يبلغني عنه سوء قرف به وقد طالت اقامته فيه فان رأيت رحمك الله ان يكون من المهدي كتاب إلى امير المؤمنين اصلحه الله فيه يذكر من امره ما نرجو تخلصه (1) به مما هو فيه من ضرر الحبس فعلت. اعانك الله على الخير وجعله اغلب الامور عليك (69 م) وآثرها عندك والسلام عليك ورحمة الله. حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد اخبرني ابي عن الاوزاعي انه كتب: اما بعد جعل الله الامير ممن الهمه الخير واستأنف به عمره وجعل فيه قوته والي ثوابه منقلبه فان الامير اصلحه الله من المسلمين ومن خليفتهم بالمكان الذي ليس به احد غيره وانه غاية عامة (2) من ابتلي فوجد على الشخوص (52 د) إليه قوة، للنظر في اموره والبلاغ منه (3) حتى يفرج الله عنه بليته أو يتخذ منه عند السؤال عذرا جعل الله الامير ممن يعضد ضعيف امته ويهتم بامر عوامهم ويرق على صاحب البلية منهم بما عسى الله ان يخلصه به منها ويوفيه عند الحاجة إليه اجره، وقد كان اصلح الله الامير اسماعيل بن الارزق في ولايته على بعلبك فلم يبلغنا عنه الا عفافا وقصدا (4) وقد كان من عقوبة امير المؤمنين اصلحه الله اياه في بشره وشعره ووضعه في الحبس قبله (52 ك) ما قد علم الامير فلم يبلغنا ان ذلك كان عن خيانة ظهرت منه ولا وصف بها الا ان يكون تعلق عليه لضعف وقد كان الرجل
(1) م " خلاصه " (2) م " اعانه عليه " (3) م " في امره والبلاغ عنده " (4) م " فضلا ". (*)
[ 190 ]
إذا ولي ئم عزل فبلى منه امانة حمد وخلى سبيله أو حبس فاستعين به فان رأى الامير ان يهتم بأمره ويعرف حاله في العذر ومبلغه من السن فيكلم امير المؤمنين في سراحه وتخلية سبيله فعل فان الامير من يعرف امير المؤمنين نصحه وفضله إذا تدبر رأيه وهو من لا يخاف جبيهته ولا غلظته وما أدى الامير إليه من حق رعيته فسيجده عند الثواب موفرا وجزائه به مضعفا ان شاء الله. أسال الله ان يجزي الامير باحسن سعيه ويبلغه في قوله وفعاله رضوانه والخلود في رحمته والسلام عليك ورحمة الله. رسالته إلى المهدي في شفاعة لقوم اخبرنا العباس بن الوليد [ بن مزيد - 1 ] [ قراءة - 2 ] قال اخبرني ابي عن الاوزاعي (70 م) انه كتب إلى المهدي: اما بعد هدي الله الامير فيما ابتلاه للتي هي اقوم ووقاه تبعته ولقاه حجته فان من نعمة الله عليه وحسن بلائه عنده ان جعله يعرف بالعفو وخفض الجناح وطلب التجاوز (3) عن اصحاب الجرائم عند خليفتهم وحضور امور رعيته بما تطلع عليه انفسها (4) وتنبسط في رجائها فيه قلوبها فبلغ الله الامير فوائد الزيادة في الخير وحسن المعونة على الشكر، ثم انه كان من رأى امير المؤمنين في تلك العصابة الذين تسللوا من بعثهم ما قد بلغه من البعثة بهم إليه مشاة على اقدامهم من الشام مقرنين في السلاسل حتى قدموا منذ اعوام ثم وضعوا في ضيق من الحبس وجهد من الضرر، وقد كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في النفر الثلاثة الذين تخلفوا عنه غزوة تبوك ان اوقف امرهم ونهى
(1) من م (2) ليس في م (3) م " النجاة " كذا (4) م " بها مطلع لنفسها " كذا. (*)
[ 191 ]
الناس عن كلامهم حتى نزل فيهم حكم الله بالتوبة عليهم والمعاتبة لهم وان عمر بن الخطاب اغفل اعقاب بعثه [ عن - 1 ] الا بان الذي كان يعقبهم فيه فقفلوا بغير اذن فأرسل إليهم ان يجتمعوا له في دار فعرفهم ما صنعوا فاشرف عليهم وتواعدهم وعيدا شديدا ثم عفا عنهم والمؤمنين اصلح الله الا امير بعضهم من بعض وولاتهم يقتدي موفق آخرهم بصالح ما مضى عليه اولهم فان رأى الامير اذاقه الله عفوه في الآخرة بحبه التبريد عن رعيته وقصد العقوبة فيهم رجاء ان يطلب لهم من امير المؤمنين اصلحه الله عفوه والتجاوز عنهم فعل فانه منه بحيث يعرف قوله وعند تدبر الامور فضله جمع الله للامير الف رعيته ورزقهم رحمته والرأفة بهم وجعل ثواب منهم مغفرته والخلود في رحمته والسلام عليك ورحمة الله. رسالة الاوزاعي (71 م) إلى المهدي ابن امير المؤمنين في شفاعة لاهل مكة في تقويتهم حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة [ عليه - 1 ] قال اخبرني ابي عن الاوزاعي انه كتب إلى المهدي: اما بعد فان الله عزوجل جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن بعده من ولاة المؤمنين اماما وقدوة واسوة حسنة في رحمته بامته والرأفة عليهم وخفض جناحه لهم في عفوه عنهم قال الله عزوجل في صفة رسوله (بالمؤمنين رؤف رحيم) فأسأل الله ان يعزم لامير المؤمنين والامير على الصبر بالتشبه
(1) من م. (*)
[ 192 ]
بنيه صلى الله عليه وسلم والاعتصام بسنته ومنافسة الاخبار اعمال البر ويجعل ثوابهما في يوم البعث الامن والافضاء إلى رضوان الله عزوجل. وقد اصبح الامير حفظه الله من خليفة المسلمين بحال الامين المصدق ان شكا لمن مسه الضر من امته لم يتهم نصحه ولم يجبه قوله وان دافع عنهم رهقا أو طلب لهم عفوا اخذ بقلب الخليفة توفيقه واحدث له بما القى إليه من الفضل سرورا ان شاء الله فجعل الله الامير لامتة امنة ومألفا ورضاهم به واخذ بافئدتهم إليه. ثم انه اتاني من رجل من مقانع اهل مكة كتاب يذكر الذي هم فيه من غلاء اسعارهم وقلة ما بأيديهم منذ حبس عنهم بحرهم واجدب برهم وهلكت مواشيهم هزلا فالحنطة فيهم مدان بدرهم والذرة مدان ونصف بدرهم والزيت مد بدرهم ثم هو يزداد كل يوم غلاء وانه ان لم يأتهم الله بفرج عاجلا لم يصل كتابي حتى يهلك عامتهم أو بعضهم جوعا وهم رعية امير المؤمنين اصلحه الله والمسئول عنهم. وقد حدثني من سمع الزهري يقول ان عمر بن الخطاب في عام الرمادة وكانت سنة شديدة ملحة من بعد ما اجتهد في امداد الاعراب بالابل والقمح والزيت من الارياف كلها حتى بلحت مما اجهدها قام يدعو الله عزوجل فقال اللهم اجعل ارزاقهم على رءوس الظراب فاستجاب الله عزوجل له وللمسلمين فأغاث عباده (72 م) فقال عمر والله لو أن الله عزوجل لم يفرجها ما تركت اهل بيت لهم سعة الا ادخلت (53 ك) عليهم اعدادهم من الفقراء فانه لم يكن اثنان يهلكان من الطعام على ما يقيم الواحد (1). فبلغنا انه حمل إلى عمر من مصر وحدها
م " الرجل " (*)
[ 193 ]
الف الف اردب. وبلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هل عسى احدكم ان تبيت فصاله رواء وجاره طاو إلى جنبه ؟ فان رأى الامير اصلحه (1) الله ان يلح على امير المؤمنين في اغاثة اهل مكة ومن حولهم من المسلمين في بره وبحره بحمل الطعام والزيت إليهم قبل ان يبتلى بهلاك احد منهم جوعا فعل. وقد حدثني داود بن علي ان عمر بن الخطاب قال: لو هلكت شاة على شاطئ الفرات ضياعا ظننت ان الله عزوجل سيسألني عنها. وانما الامر واحد وكل من العدل في الحكم عليه يوم القيامة مشفق الا ان يعفو الله عزوجل ويرحم، وهي امتكم واحق من خلفتم فيها بالعفو والرأفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحقكم الله به مصلحين واوردكم عليه باحسان والسلام. كتب في خمس من شهر ربيع الآخر سنة ثنتين وخمسين ومائة. رسالة الاوزاعي إلى امير المؤمنين شفاعة في زيادة ارزاق اهل الساحل حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد [ قراءة - 2 ] قال اخبرني ابي عن الاوزاعي انه كتب: اما بعد ولي الله لامير المؤمنين اموره بما ولى به امور من هدي واجتبى وجعله بهم مقتديا فان امير المؤمنين اصلحه الله كتب الي ألا ادع اعلامه كلما فيه صلاح عامة وخاصة فان الله عزوجل يأجر على من عمل به ويحسن عليه الثواب وانا اسأل الله عزوجل ان يلهم امير المؤمنين من اعمال البر ما يبلغه به عفوه ورضوانه في دار الخلود.
(1) م " اعزه " (2) ليس في م. (*)
[ 194 ]
وقد كان امير المؤمنين حفظه الله قصر بأهل الساحل على عشرة دنانير في كل عام سلفا من عطياتهم وامير المؤمنين اصلحه الله ان نظر في ذلك (73 م) عرف انه ليس في عشرة دنانير لا مرئ ذي عيال عشرة أو أدنى من ذلك أو اكثر كفاف وان قوت عشرة وقتر على عياله، فرما جمع الرجل عشرته في غلاء السعر في شراء طعام لعياله ما يجد منه بدا ثم يدان بعد ذلك في ادامهم وكسوتهم وما سوى ذلك من النفقة عليهم في عشرة لقابل، ولوا جرى عليهم امير المؤمنين اصلحه الله في اعطياتهم سلفا في كل عام خمة عشر دينارا ما كان فيها عن مصلح ذى عيال فضل ولا قدر كفاف، واهل الساحل بمنزل عظيم غناؤه عن المسلمين فانه لا يستمر لبعوث امير المؤمنين فصول إلى ثغوره ولا سياحة في بلاد عدوهم حتى يكون من وراء بيضتهم واهل ذمتهم بسواحل الشام من يدفع عنهم عدوا ان هجم عليهم وانهم إذا كان القيظ تناوبوا الحرس على ساحل البحر رجالا وركبانا وإذا كان الشتاء قاسوا طول الليل وقره ووحشته حرسا في البروج والناس خلفهم في اجنادهم في البيوت والادفاء فان رأى امير المؤمنين حفظه الله ان يأمر لهم في اعطياتهم قدر الكفاف ويجريه عليهم في كل عام فعل وقد تصرمت - 1 ] (53 د) السنة التي كانت تأتيهم فيها عشراتهم ودخلوا في غيرها حتى اشتدت حاجتهم وظهر عليهم ضرها وهم رعية امير المؤمنين والمسئول عنهم فانه راع وكل راع مسئول عن رعيته. وقد بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انه لحبيب (2) إلى ان افارق الدنيا وليس منكم احد يطلبني بمظلمة في نفسه ولا ماله.
(1) وقع السقط في د من (52 د) ص (189) إلى هنا (2) م " ليحبب ". (*)
[ 195 ]
اتم الله على الامير نعمته واحسن بلاءه في رعيته. وقد قدم علينا رسول امير المؤمنين اصلحه الله بالعطية من النفقة والكسوة التي امر امير المؤمنين عافاه الله بقسمها في اهل الساحل فقسمناها فيهم من دينار لكل رجل ودينارين وقل المال (74 م) عن اليتامى والارامل فلم يقسم فيهم منه شئ ولليتامى والارامل و [ هم من - 1 ] المساكين في الوجوه الثلاثة في كتاب الله عزوجل من الصدقات ومن خمس المغانم وما افاء الله علي رسوله والمؤمنين من اهل القرى فان رأى امير المؤمنين اصلحه الله ان يبعث بما يقسم فيهم فعل، جعل الله امير المؤمنين برسوله صلى الله عليه وسلم متشبها في رأفته ورحمته بالمؤمنين واتم عليه نعمته ومعافاته والسلام عليك ورحمة الله. رسالة الاوزاعي إلى عبد الله بن محمد امير المؤمنين يعظه ويحثه على ما حل باهل قاليقلا وطلب الفداء حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة قال اخبرني ابي عن الاوزاعي انه كتب إلى عبد الله بن محمد امير المؤمنين: أما بعد فان الله عزوجل انما استرعاه امر (2) هذه الامة ليكون فيها بالقسط قائما وبنبيه صلى الله عليه وسلم في حفض الجناح لهم متشبها وباعماله التي مع قرابته فانه من القدوة في اعمال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة وبلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في اليوم الذي قبضه الله عزوجل فيه: يا فاطمة بنت رسول الله ويا صفية عمة
(1) ليس في م (2) " استرعى امير ". (*)
[ 196 ]
رسول الله اعملا لما عند الله عزوجل فاني (54 ك) لا املك لكما من الله شيئا. وبلغنا انه امر قريشا ان تجتمع فلما اجتمعت قال لهم: الا ان اوليائي المتقون فمن اتقى فهو اولى بي منكم وان كنتم اقرب منه رحما. نسأل الله ان يسكن دهماء هذه الامة على امير المؤمنين ويصلح به امورها ويرزقه رحمها والرافة بها فان سياحة المشركين كانت عام اول في دار الاسلام وموطا حريمهم واستنزالهم نساء المسلمين وذراريهم من معاقلهم بقاليقلا لا يلقاهم من المسلمين لهم ناصر ولا عنهم مدافع كان بما قدمت ايدي الناس وما يعفو الله عنه (75 م) اكثر [ فان - 1 ] بخطاياهم سبين وبذنوبهم استخرجت العواتق من خدورهن يكشف المشركون عوراتهن ولائد تحت ايدي الكوافر يمتهنونهن حواسر عن سوقهم واقدامهن ويردون ولدانهن إلى صبغة الكفر بعد الايمان مقيمات في خشوع الحزن وضرر البكاء فهن بمرأى من الله عزوجل ومسمع وبحيث ينظر الله من الناس إلى اعراضهم عنهن ورفضهم اياهن في ايدي عدوهم والله عزوجل يقول من بعد اخذه الميثاق من بني اسراءيل ان اخراجهم فريقا منهم من ديارهم كفر ومفاداتهم اساراهم ايمان ثم أتبع اختلافهم وعيد منه شديد - لا يهتم بأمرهن جماعة ولا يقوم فيهن خاصة فيذكروا بهن جماعتهم فليستعن بالله امير المؤمنين وليتحنن على ضفعاء امته وليتخذ إلى الله فيهن سبيلا وليحرج من حجة الله عليه فيهن بان يكون اعظم همه وآثر امور امته عنده مفاداتهن فان الله عزوجل حض رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على من اسلم من الضعفاء
(1) ليس في د. (*)
[ 197 ]
في دار الشرك فقال (مالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان) إلى قوله (نصيرا) هذا ولم يكن على المسلمين لوم فيهن فكيف بالتخلية بين المشركين وبين المؤمنات يظهر منهن لهم ما كان يحرم علينا الا بنكاح. وقد حدثني الزهري انه كان في كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتب به بين المهاجرين والانصار ان لا يتركوا مفرحا ان يعينوه في فداء أو عقل، ولا نعلم انه كان لهم يومئذ فئ موقوف ولا اهل ذمة يؤدون إليهم خراجا الا خاصة اموالهم، ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم [ المسلمين بالنساء في حجة الوداع وقوله انما اوصيكم بالضعيفين المرأة والصبي، ومن رأفة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 1 ] كانت بهن قوله (76 م): اني لاقوم في الصلاة اريد أن اطول فيها فاسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهة ان اشق على امه. فبكاؤها عليه من صبغة الكفر اعظم من بكائه بعض ساعة وهي في الصلاة، وليعلم امير المؤمنين انه راع وان الله مستوف منه وموفيه حين يوقف به على موازين القسط يوم القيامة. أسأل الله ان يلقي أمير المؤمنين حجته وبحسن به الخلافة لرسوله في امته ويؤتيه من لدنه اجرا عظيما والسلام عليك. (54 د) رسالة الاوزاعي إلى سليمان بن مجالد في التعطف بالمكتوب [ عند الخليفة - 2 ] في التماس الفداء لاهل قاليقلا حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة قال اخبرني
(1) من م (2) ليس في ك. (*)
[ 198 ]
ابي عن الاوزاعي انه كتب إلى سليمان بن مجالد: أما بعد فانا وان لم يكن جمعنا واياك تلاق ولا بدء كتاب كنا على تواصل منه لم يبطئ منا عنك ما يجد المسلم من البشر لاخوانه وان كانت الآفاق بهم مفترقة فان الالفة بحمد الله جامعة وروح الله يجري بين عباده فنسأل الله ان يجعلك وايانا من نعمته في ذات بيننا على توفيق يدخلنا به برحمته في عباده الصالحين. [ ثم - 1 ] انه ينبغي لمن نعشه الله من الجهل وافضل عليه بمعرفة ما نفع من الامور وما ضر منها ان يتوقى اهمال نفسه ورفض السعي بالنصيحة لله عزوجل في عباده. وانك من الحق بسبب معرفة به وبنعمة من حجة الله عندك وبمكان ممن إليه جماع امر امة محمد صلى الله عليه وسلم فلا تدافع ما انت مسئول عنه ان رأيت ان دونه قرابة أو لطف بطانة إذا كان بموقع من الحجاب عنه موضوع وممن ان قال لم يتهم وان خولف لم يستغش فان عذر عليه امر في موطن ادرك غيره في سواه. وقد رأيت ان (77 م) اكتب اليك في امر رأيتك له موضعا وارجو أن تكون بما عليك فيه من الحق عالما ان شاء الله، ان ترك لن يؤمن سوء تبعته وتعجيل الغير الا ان يعفو الله ويلهم المخرج والتوبة إليه وذلك فيما اصاب المشركون من عذاري المسلمين ونسائهم بقاليقلا وترك مفاداتهم فان بكاءهم إلى الله عزوجل بمرأى واصواتهم [ منه - 2 ] بمسمع حين يكشف المشركون عوارتهن وحين ينظرن من اولادهن إلى صبغة الكفر بعد الايمان، فالله الله فيهن (55 ك) فانك من امرهن بسقب وبحيث ان قلت فيهن بخير سمع منك أو كان معذرة إلى الله عزوجل
(1) ليس في د (2) من م. (*)
[ 199 ]
فأد رحمك الله حصتك فيهن إلى الله وحصص من لا يستطيع ان يقع موقعك من ولي امورهم واشتر نفسك بذلك من الله وبمالك فانك تقرض كريما شاكرا عسى الله ان مس عباده بعقاب نجاك منه أو برحمة يخصك بها وقد كتبت إلى امير المؤمنين فيهن بكتاب بعثت به اليك لتدفعه إليه ولكن بما احببت من تقديم القول فيهن سببا اسأل الله ان يجعلك فيما يحب ان يقيم به في عباده معاونا وبالحق فيه قائما وان يؤتيك عليه من لدنه اجرا عظيما والسلام عليك ورحمة الله. رساله الاوزاعي إلى عيسى بن علي في جواب من دفع عن نفسه تنبيه الخليفة في امر قاليقلا واستدعاء تذكير الاوزاعي للخليفة. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد قال اخبرني ابي قال كتب الاوزاعي إلى عيسى بن علي: اما بعد فان سياحتكم في سبيل الله كان امر هدى وقربة فنسأل الله ان يجعلها غزوة يقطع بها ما كانت فيه هذه الامة من جهد حدثها ثم لا يعيدها فيه وان يستقبل به التوبة عليهم والعفو عنهم وحسن الخلافة لنبيه صلى الله عليه وسلم فيهم انه رءوف رحيم ونسأله (78 م) ان يتم لك اجرها وتفضيل النفقة فيها. وقد بلغني كتابك جواب ما كنت كتبت به اليك في اهل قاليقلا تذكر أنه اضر بهم انك لم تر احدا به طرق يقوم بذلك ولا يذكر به وتأمرني بمحادثتك فيهم ان قضا الله لك من غزاتك ايابا، وصدقت رحمك الله فيما ذكرت فكم من موسوم يرى ان عنده خيرا من اهل الآفاق يقدم على خليفة وآخر مقيم عنده وفي صحابته ليس عنده فضل عن مسألته لنفسه فيذكر بحق ضعيف بعيد الشقة أو مستحوذ عليه في دار الشرك.
[ 200 ]
فانه قد كان حين تغيرت حال الناس وفيهم بقية يذكرون فيبلغ عنهم ويقولون فيسمع منهم ثم صرت في دولة زمان امر العامة فيه على جفاء لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا وحال الخاصة على امور متفرفة وعصمة رأي كل فرقة في الفتها معرفة محبتها الا قليلا فكن رحمك الله للضعفاء بحقوقهم قائما وبأمر سبايا المؤمنات [ وولدانهن - 1 ] مهتما ومن الوجد عليهن من ذل الكفر وتكشف عوراتهن ورد ولدانهن إلى صبغة الكفر بعد الايمان معنيا وبالسعي بالنصيحة لمن لا ولي له ولا مذكر به الا الله عاملا عسى الله ان يجعلك له في الارض شاهدا وله فيما يحب ان يعمل به مواليا جعلك الله ممن اختصه برحمته فسارع إلى مغفرته وآب إلى رضوانه والسلام عليك (55 د) رسالة الاوزاعي إلى ابي بلج في موعظة الوالي في حسن السيرة في الرعية والمعدلة باهل الذمة. حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد [ قراءة - 2 ] قال اخبرني ابي قال كتب الاوزاعي إلى أبي بلج: اما بعد صرف الله عنا وعنك الميل عن الحق [ من بعد المعرفة - 2 ]، والجهل عما نفع، واتباع الهوى بغير هدى منه فان ابا الدرداء كان يقول لن تزالوا بخير ما احببتم خياركم وما قيل فيكم بالحق فعرفتموه فان (79 م) عارف الحق كعامله وقد تقدمك امران اما احدهما فالكتاب له مصدق والسنة عليه شاهدة والنصر به مؤيد وامر الناس عليه جامع واما الآخر فالتجوز على الالفة إلى غل لا مودة فيه والى طمع لا امانة فيه والى بيع حكم لا عمل فيه حتى وهنت القوة وظهر في الاسلام فساده.
(1) سقط من د (2) ليس في م. (*)
[ 201 ]
وقد رأيت كتبا ظهرت فيما عندكم ومقالة سوء بعقوبة فرط وصحبة غليظة للمسلمين وقد اوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخفض الجناح لهم وبالرأفة بهم والمعدلة بينهم يعفي عن مسيئهم فيما يجمل العفو فيه ويعاقب المذنب على قدر ذنبه لا يتقحم بالعقوبة وجهه فانه بلغنا ان صكة الوجه يوم القيامة لا تغفر فكيف من الموت اجمل من عقوبته لا يثنى إلى حدود الله عطفه ولا يقف في سيرته على امره يريه جهله انه في الامور مخير وان غيه رشد فهو لحرم الله عند غضبه ملغي وبالعداة في دين الله وعلى عباده يسفه فانكم جعلتم امانتكم من اهل ذمتكم مأكلا وبين اهوائكم (؟) حتى هلكت الاموال وعلقت الرجال مع المثلة في اللحى وتقطيع الابشار ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيما بلغنا: من ظلم معاهدا أو كلفه فوق طاقته فانا حجيجه. فأعظم بندامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قليل حجيجه. لقد احدثت تلك الاعمال فيما بلغني من المسلمين ضغائن ولبعض ذوي النهي في جهاده معكم ريا بما (1) تأتينا بذلك كتبهم يسألون عنه أسأل الله ان يثني بنا وبكم إلى امره ويتغمد ما سلف منا ومنكم بعفوه وذكرت ان اكتب إلى صاحبك فانه يتجمل بالكتاب إليه ويستمع مني (56 ك) ولعل الله عزوجل ان ينفع وقد كتبت إليه بما لم آله نصحا. وقد بلغني ان عمر بن عبد العزيز اتاه اخ له من الانصار قال له ان شئت كلمتك (80 م) وأنت عمر بن عبد العزيز فيما تكره اليوم وتحب غدا وان شئت كلمتك اليوم وانت امير المؤمنين فيما تحب اليوم وتكره غدا، فقال عمر بل كلمني اليوم وانا عمر بن عبد العزيز
(1) لعله " ارتيابا ". (*)
[ 202 ]
فيما اكره اليوم واحب غدا. جعل الله في طاعته الفتنا وفيما يحب تقلبنا ومثوانا آمين والسلام. باب ما ذكر من آداب الاوزاعي حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي نا العباس بن الوليد [ بن مزيد - 1 ] قال سمعت أبي يقول: عجزت الملوك عما ادب الاوزاعي به نفسه. باب ما ذكر من وفاة الاوزاعي واجتماع الناس لجنازته حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت عقبة - يعني ابن علقمة - قال كان سبب موت الاوزاعي انه اختضب بعد انصرافه من صلاة الصبح ودخل في حمام له في منزله وادخلت معه امرأته كانونا فيه فحم لئلا يصيبه البرد وغلقت الباب من برا فلما هاج الفحم صفرت نفسه وعالج الباب ليفتحه فامتنع عليه فالقى نفسه فوجدناه متوسدا ذراعه إلى القبلة. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد [ بن مزيد - 1 ] قال حدثني سالم بن المنذر قال لما سمعت الصيحة بوفاة الاوزاعي خرجت واول من رأيت نصراني قد ذر على رأسه الرماد فلم يزل المسلمون اهل بيروت يعرفون ذلك له وخرجت في جنازته اربع امم ليس منها واحدة مع صاحبتها وخرجنا يحمله المسلمون وخرجت اليهود في ناحية والنصارى في ناحية والقبط في ناحية.
(1) ليس في م. (*)
[ 203 ]
باب ما ذكر في امامة الاوزاعي حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سلمة النيسابوري نا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان الاوزاعي اماما في السنة. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان نا ابراهيم ابن عمر بن ابي (81 م) الوزير قال سمعت سفيان بن عيينة يقول: كان الاوزاعي امام - قال أبو محمد يعني امام زمانه. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن ابراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: الائمة في الحديث اربعة، الاوزاعي ومالك وسفيان وحماد بن زيد. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت ابا طالب احمد بن حميد قال قال احمد بن حنبل دخل سفيان والاوزاعي على مالك فلما خرجا قال مالك: احدهما اكثر علما من صاحبه ولا يصلح للامامة، والآخر يصلح للامامة. قال أبو محمد يعني الاوزاعي. حدثنا عبد الرحمن نا (56 د) محمد بن يحيى (1) نا مسدد نا عبد الله ابن داود عن الهيثم - يعني العجلي - عن ابي اسحاق الفزاري قال قال الاوزاعي: إذا مات سفيان وابن عون استوى الناس - قلت في نفسي: وانت الثالث - يعني الاوزاعي قال أبو محمد يعني ان الاوزاعي قرين الثوري وابن عون. باب ما ذكر من سرعة رجوع الاوزاعي إلى الحق إذا سمعه حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي نا العباس بن الوليد بن مزيد قال
(1) زاد في م " الذهلى " خطأ. (*)
[ 204 ]
سمعت ابي و [ عقبة بن - 1 ] علقمة يذكران قالا: ما رأينا احدا اسرع رجوعا إلى الحق إذا سمعه من الاوزاعي. باب ما ذكر من اتقان الاوزاعي وحفظه وتثبته في الحديث حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن ابراهيم بن شعيب قال قال عمرو بن [ علي - 2 ]: الاوزاعي ثبت لما سمع. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال قلت لابي: كان الاوزاعي يحفظ القرآن ؟ قال: ثكلتك امك، واي شئ كان لا يحفظ الاوزاعي ؟. باب ما ذكر من علم الاوزاعي بناقلة الآثار ورواة الاخبار وكلامه فيهم حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يعقوب الدمشقي نا هشام بن عمار نا الوليد بن مسلم قال سمعت الاوزاعي يقول: ما اصيب اهل دمشق باعظم من مصيبتهم (82 م) بابراهيم بن جدار العذري وبابي يزيد الغوثي (3) وبالمطعم بن المقدام الصنعاني. قال أبو محمد فقد بان بأن الاوزاعي [ رضيهم إذ وصف من امرهم ما ذكرنا. نا ابي نا ابراهيم بن الوليد بن سلمة الطبراني نا أبو مسهر نا يزيد ابن السمط قال كان الاوزاعي يقول: ما احد اعلم بالزهري من قرة
(1) سقط من م (2) سقط من ك (3) م " وبابى مزيد الموثى " كذا. (*)
[ 205 ]
ابن عبد الرحمن بن حيوءيل. قال أبو محمد: لم يكن الاوزاعي - 1 ] وقف على كتابة معمر عن الزهري فانه اكثرهم رواية عنه ولا وقف على كتابة عقيل ويونس وانما شاهد من قرة ما كان يورده عليه فتصور صورته عنده انه اعلمهم بالزهري، ويحتمل انه [ عني انه - 2 ] كان عالما باخلاق الزهري ولم يرد أنه كان عالما بحديث الزهري والله اعلم. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا عبد الرحمن بن يحيى بن اسماعيل نا ايوب ابن تميم القاري عن الاوزاعي انه كان إذا حدث عن اسماعيل بن عبيد الله قال: وكان مأمونا على ما حدث. حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن احمد بن حنبل فيما كتب إلى نا أبو موسى الانصاري - يعني الخطمي - نا الوليد بن مسلم قال سمعت الاوزاعي (57 ك) يفضل محمد بن الوليد الزبيدي على جميع من سمع من الزهري. حدثنا عبد الرحمن نا أبي رضى الله عنه قال نا احمد بن ابي الحواري قال سمعت ابا مسهر قال قال الاوزاعي: عليكم بكتب الوليد بن مزيد فانها صحيحة. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد [ قال قال لي يوسف ابن السفر سمعت الاوزاعي يقول: ما عرض علي كتاب اصح من كتب الوليد بن مزيد. نا العباس بن الوليد - 3 ] قال سمعت صالح بن زيد (4) شيخ لنا قال قلت للوليد بن مسلم إلى من اختلف ؟ فقال: عليك بالوليد بن مريد فاني سمعت الاوزاعي يقول: كتب الوليد بن مزيد صحيحة.
(1) سقط من ك ود (2) سقط من م (3) من م (4) م " يزيد ". (*)
[ 206 ]
حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا احمد بن ابراهيم الدورقي نا محمد بن عباد قال سمعت محمد بن يوسف قال سمعت الاوزاعي وسأله رجل ايهما احب اليك سليمان الخواص أو ابراهيم بن ادهم ؟ فقال: ابراهيم احب الي لان ابراهيم يختلط بالناس (83 م) وينبسط إليهم. حدثنا عبد الرحمن حدثني ابي نا هارون بن سعيد الايلي نا خالد - يعني ابن نزار - قال سألني الاوزاعي فقال لي انت من اهل أيلة اين انت عن ابي يزيد - يعني يونس بن يزيد الايلي - وحضني عليه. باب ما ذكر من فضل الاوزاعي ونصحه للاسلام واهله حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال [ حدثني عقبة ابن علقمة حدثني موسى بن يسار وكان صحب مكحولا اربع عشرة سنة يقول - 1 ] ما رأيت احدا ابصر ولا انفي للغل عن الاسلام أو السنة من الاوزاعي. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد نا ابن ابي الحواري ومحمود بن خالد قالا نا أبو اسامة حماد بن اسامة قال رأيت الاوزاعي وسفيان الثوري يطوفان بالبيت فلو قيل لي اختر أحد الرجلين للامة لاخترت الاوزاعي لانه كان احلم الرجلين. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد سمعت ابي يقول كان الاوزاعي إذا اخذ في واحدة من ثلاث لم يجب سائلا ولم يقطعه حتى يبلغ فيه إذا ذكر المعاد وإذا ذكر القدر - قال أبو الفضل ونسيت الثالثة.
(1) سقط من ك. (*)
[ 207 ]
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد حدثني محمد بن هلال نا ابن ابي العشرين - يعني عبد الحميد بن حبيب - قال لما سوينا علي الاوزاعي تراب قبره قام والى الساحل عند رأسه فقال: رحمك الله ابا عمرو فو الله لقد كنت لك اشد تقية [ من الذي ولاني - 1 ] فمن ظلم بعدك فليصبر. باب ما ذكر من جلالة الاوزاعي وتعظيم العلماء له حدثنا عبد الرحمن نا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي قال سمعت قبيصة يقول: كان سفيان يعني الثوري إذا جاءه كتاب نظر في عنوانه ثم يدسه تحت البوري فإذا جاء كتاب الاوزاعي فكه وقرأه من ساعته. حدثنا عبد الرحمن (84 م) نا محمد بن مسلم قال سمعت قبيصة يقول: ما رأيت سفيان يقرأ كتاب احد ممن يدفع إليه يضعه ساعة (57 د) الا كتاب الاوزاعي وورقاء فانه ورد عليه كتاب الاوزاعي فقرا ثم تبسم فقال سألني النقلة، سألني النقلة. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان الواسطي قال حدثني عمر بن عثمان بن عاصم قال حدثني أبي قال رأيت سفيان الثوري بمكة آخذا بزمام ناقة الاوزاعي وهو يقول: كفوا عنا يا معشر الشباب حتى نسلل الشيخ. حدثنا عبد الرحمن نا سعيد (2) بن سعد البخاري نا عثمان بن عاصم اخو علي بن عاصم قال رأيت شيخا بين الصفا والمروة على ناقة وشيخا يوقده واجتمع اصحاب الحديث عليه فجعل الشيخ الذي يقود
(1) من د (2) ك " سعيد " خطأ. (*)
[ 208 ]
الشيخ (1) يقول: يا معشر الشباب كفوا حتى نسل (2) الشيخ. فقلت من هذا الراكب ؟ قالوا: هذا الاوزاعي، قلت: فمن هذا الذي يقوده ؟ قالوا: سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال ذكر لي رجل من ولد الاحنف بن قيس قال بلغني ان سفيان الثوري بلغه مقدم الاوزاعي فخرج حتى لقيه بذي طوي قال فحل سفيان رأس البعير من القطار ووضعه على رقبته فكان إذا مر بجماعة قال: الطريق للشيخ. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت ابا توبة يعني - الربيع بن نافع - يقول قال سلمة بن كلثوم: جاء سفيان الثوري فدخل على الاوزاعي فجلسا من الاولى إلى العصر قد اطرق كل واحد منهما توقيرا لصاحبه. ما ذكر من مناقب الاوزاعي حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد [ املاء - 3 ] حدثني محمد بن عبد الرحمن السلمي حدثني محمد بن عبد الرحمن الاوزاعي - قال أبو الفضل وقد ادركت محمد بن الاوزاعي هذا وما يشك اهل زمانه انه كان من الابدال - قال قال لي أبي: اني اريد أن احدثك حديثا اسرك به، ولا افعل حتى تعطيني موثقا انك لا تحدث به ما كنت حيا، قال قلت افعل يا ابة، قال
(1) د " فجعل الشيخ القائد " (2) د " نسأل " خطأ، ومعنى " نسل " نخرجه من الزحام (3) ليس في م. (*)
[ 209 ]
اني رأيت كأني (56 د) وقف بي على باب من ابواب الجنة وإذا احد مصراعي الباب قد زال عن موضعه وإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يعالجون رده فردوه ثم تركوه فزال ثم اعادوا ثم ثبت في موضعه [ فزال - 1 ] فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن الا تمسك معنا ؟ قال فأمسكت معهم فثبت. حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن عبد الرحيم (2) ابن البرقي المصري نا عمرو بن ابي سلمة قال سمعت الوليد بن مسلم يحدث قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فسلمت عليه (58 ك) وإذا شيخ جالس إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم وإذا الشيخ قد اقبل على النبي صلى الله عليه وسلم يحدثه والنبي صلى الله عليه وسلم مقبل على الشيخ يسمع حديثه فسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم فرد علي السلام ثم جلست إلى بعض جلسائه (3) فقلت من الشيخ الذي قد اقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسمع حديثه ؟ قال وما تعرف هذا ؟ قلت لا، قال هذا عبد الرحمن بن عمرو، قلت انه لذو منزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال اجل، ثم حانت مني التفاتة فإذا انا بالاوزاعي قائم في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد نا عقبة قال: آخر ما سمعت من الاوزاعي انا جلسنا إليه ليلة هلك فيها من الغداذ اذن المؤذن وكان مؤذنا حسن الصوت فقال ما احسن صوته لقد بلغني ان داود عليه السلام كان إذا اخذ في بعض مزاميره عكفت الوحوش والطير حوله حتى تموت عطشا وان كانت الانهار لتقف، ثم وجم ساعة ثم قال: كل امر
(1) سقط من ك (2) م " عبد الرحمن " خطا هو احمد بن عبد الله بن عبد الرحيم (3) م " جلسنا إلى بعض الجلساء ". (*)
[ 210 ]
لا يذكر فيه المعاد لا خير فيه. واقيمت الصلاة فكان آخر العهد به. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال سمعت ابراهيم بن ايوب يقول أقبل الاوزاعي من دمشق يريد الساحل أو أقبل من الساحل يريد دمشق فنزل بأخ (86 م) له في القرية التي نشأ فيها وهي الكرك فقدم الرجل عشاءه فلما وضع المائدة بين يديه ومد الاوزاعي يده ليتناول منه قال الرجل كل يا ابا عمرو واعذرنا فانك اتيتنا في وقت ضيق، فرد يده في كمه واقبل عليه الرجل يسأله ان يأكل من طعامه فأبى فلما طال على الرجل رفع المائدة وبات فلما اصبح غدا وتبعه الرجل فقال يا ابا عمرو ما حملك على ما صنعت ؟ والله ما افدت بعدك مالا وما هو الا المال الذي تعرف، فلما اكثر عليه قال: ما كنت لاصيب طعاما قل شكر الله عليه أو كفرت نعمة الله عنده. وكان تلك الليلة صائما [ قال أبو محمد - 1 ] يعني فلم يفطر. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال قال قبيصة قال رجل لسفيان يا ابا عبد الله رأيت كأن ريحانة قلعت من الشام - اراه قال - فذهب بها في السماء، قال سفيان: ان صدقت رؤياك فقد مات الاوزاعي، قال فجاءه نعي الاوزاعي في ذلك اليوم سواء. (57 د) باب ما ذكر من كرم الاوزاعي وطهارة خلقه حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد حدثني عبد الغفار بن عفان قال نزل الاوزاعي بالقاع باهل بيت من اهل الذمة فرفقوا به فخدموه فقال لرجل منهم ألك حاجة ؟ قال فشكا إليه ما الزم من الخراج
(1) من م. (*)
[ 211 ]
فكتب له إلى عامل الخراج وهو ابن الازرق وكان غلاما لابي جعفر على الخراج قال فلما دفعت إليه وضعه على عينيه فقال: حاجتك ؟ فذكرها فقضاها له فلما انصرف ذكر لامرأته فقالت ويحك أهد له هدية، وكان صاحب نحل فملا قمقما له [ من - 1 ] نحاس شهدا واقبل به إلى الاوزاعي فلما رآه الاوزاعي قال ألك حاجة ؟ قال فأمر بقبضة وسأله عن خراجه فأخبره انه قد بقى عليه ثمانية دنانير [ قال - 2 ] فتجدها ؟ قال قد عسرت علي في ايامي هذه، قال فدخل الاوزاعي (87 م) منزله واخرج إليه الدنانير فقال اذهب حتى تؤديها عنك، فأبى، قال: فخذ قمقمك، قال يا ابا عمرو وأي شئ ذاك ؟ انما ذاك من نحلي، قال: انت اعلم، ان شئت قبلنا منك وقبلت منا والا رددنا عليك كما رددت علينا، قال فأخذ النصراني الدنانير وأخذ الاوزاعي القمقم. ما ذكر من قول الاوزاعي بالحق عند السلطان وتركه تهيبهم (3) في حين كلامه بالحق حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال سمعت امي تقول لما قدم عبد الله بن علي بن العباس الشام كتب إلى الاوزاعي أن القني فلقيه بالناعورة قال فلما دخلت عليه قال يا عبد الرحمن أما ترى مخرجنا هذا هجرة ؟ قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها أو إلى الله ورسوله فهجرته إلى ما هاجر إليه، قال فما تقول في اموال بني امية ؟ قال قلت ان كانوا اخذوها حرام فهي عليهم حرام ابدا وعلى من اخذها
(1) من د (2) سقط من ك (3) م " لهيبتهم ". (*)
[ 212 ]
منهم وان كانوا اخذوها حلالا فهي حرام على من اخذها منهم، قال فما تقول في دمائهم ؟ قال قلت حارث، خاب الذي ليس له صاحب، قال قلت حدثني اخوك داود بن علي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل دم امرئ مسلم الا بواحدة من ثلاث، الدم بالدم والثيب الزاني والمرتد عن الاسلام. قال انك لتقول هذا ؟ قال قلت: رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله، قال أبو الفضل فاخبرني اخ لنا عن بعض اصحاب الاوزاعي عن الاوزاعي: قال فما تعلم ان الخلافة وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم ذ (59 ك) قال قلت: فلما حكم علي الحكمين ؟ قالت امي قال الاوزاعي ثم دخل علي عبد الله بعض تخليطه ذاك فانسللت منه فما حبسني دون جبل الجليل فنزلت برجل من بني سلمان فما (88 م) سررت بضيافة احد كما سررت بضيافة هذا الرجل واراني في هري له [ فيه - 1 ] عدس فكانت خادمه تجئ في كل يوم فتأخذ من ذلك العدس فتطبخ لنا منه. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن هارون أبو جعفر المعروف بأبي نشيط البغدادي (2) قال سمعت الفريابي يقول سمعت الاوزاعي يقول: ادخلت على عبد الله بن علي واصحاب الخشب وقوف فأجلست على كرسي فقال لي ما تقول في دماء بني امية ؟ قال اخذت في حديث غيره فقال لي ارجع ويلك، ما تقول في دمائهم ؟ قال قلت، ما تحل لك، قال لم ؟ ويك، قال قلت لان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث محمد ابن مسلمة وأمره ان يقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فإذا قالوها عصموا دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله، فقال ويلك أليست
(1) ليس في ك (2) م " العباداني " خطا. (*)
[ 213 ]
لنا الخلافة وراثة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتل عليها علي بن ابي طالب بصفين ؟ قال فلت: لو كانت الخلافة من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ما رضى علي بالحكمين، فقال لي اخرج ويلك - فما ظننت اني احمل الا ميتا. حدثنا عبد الرحمن [ نا أبي - 1 ] نا احمد بن ابي الحواري قال سمعت مروان (2) بن محمد عن الاوزاعي قال سألني عبد الله بن علي - قال ودخلت اتخطى القتلى -: ما تقول في مخرجنا هذا ؟ قال قلت حدثنا اصلحك الله يحيى بن سعيد نا محمد بن ابراهيم التيمي نا علقمة بن وقاص الليثي قال سمعت عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله و [ إلى - 3 ] رسوله فهجرته إلى الله و [ إلى - 3 ] رسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه. حدثنا عبد الرحمن نا ابي نا احمد بن ابي الحواري نا الفريابي عن الاوزاعي قال (58 د) قال [ لي - 1 ] عبد الله بن علي: أليس الخلافة وصية لنا من رسول الله (89 م) صلى الله عليه وسلم قاتل علي كرم الله وجهه عليها بصفين ؟ قال قلت لو كانت وصية من رسول الله ما حكم علي الحكمين، قال سألني والمسودة قيام على رؤوسنا بالكافر كوبات. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال قال الفريابي عن سفيان قال دخلت على ابي جعفر - فذكرته لابي نعيم فقال هذا وهم انما دخل سفيان على المهدي وظننت ان الفريابي غلط ما بين هذه الحكاية وحكاية الاوزاعي في دخوله على ابي جعفر وكان الاوزاعي دخل على
(1) سقط من ك (2) ؟ " الحوارى نا مروان " (3) ليس في م (4) من د. (*)
[ 214 ]
ابي جعفر فقال الاوزاعي دخلت عليه فرأيت الرجال وقوفا بين يديه بالسوف فلما رأيت ذلك لم اشك الا وانا مقتول قال لي ما تقول في دماء بني امية ؟ قلت هي حرام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم واموالهم وحسابهم على الله، قال ويلك اليس الخلافة وراثة لنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت لو كانت وراثة لكم ما حكم علي الحكمين، قال ثم قال لي قم - فخرجت. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره ابي نا العباس بن الوليد بن مزيد قال حدثني ابن اخي امرأة الاوزاعي قال لما قدم أبو جعفر امير المؤمنين الشام يريد بيت المقدس كتب إلى الاوزاعي يقاه بدمشق فلما نزل أبو جعفر دمشق استبطأه وقدم الاوزاعي إلى دمشق فترك اتيان ابي جعفر واتى ابنه المهدي فسم عليه وهنأه بما اسند إليه ودعا له وحدثه بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: انكم ستجندون اجنادا وتفتح لكم مدائن وحصون فمن ادرك ذلك فاستطاع ان يحبس نفسه في حصن من تلك الحصون فليفعل - وقد حبست نفسي في بعضها ورجوت ان يدركني اجلي فيها وقد كتب إلى امير المؤمنين القاه [ ولست ادري كيف يكون التخلص منه ان لقيته (90 م) ولكني رأيت في لقائك خلفا من لقائه - 1 ] وفي اذنك خلفا من اذنه، قال وترى ذلك ؟ قال نعم. قال فامر له بجائزة. قال فبينا هو عنده ذات يوم إذ خرجت عليهم جارية فقالت
(1) سقط من ك (*)
[ 215 ]
يا سيدي من هذا الشيخ ؟ قال هذا الاوزاعي، قالت فان سيدتي تريد أن تسأله عن مسالة قال فقال لها فلتسأل عما بدا لها قال فقالت انها كانت في ارضها إذ هجمت عليهم خيل العرب فالتجاؤا إلى غار ومعها بني لها وضعت يدها على فمه بخافة ان يصيح فيدل عليهم فما رفعت يدها عن فيه الا وهو ميت فهل عليها فيه شئ ؟ وهل لها كفارة لما صنعت ؟ فقال الاوزاعي أكان هذا منها قبل الاسلام أو بعده ؟ قالت قبل الاسلام، قال فان الاسلام قد هدم ما كان قبله وأحب ان تعتق رقبة. قال فسألت عن ولده فاخبرت بان للاوزاعي ثلاث بنات قال فأخرجت إليه ثلاث درات هدية لهن فلما قدم عليهن قال لهن ان هؤلاء الدرات اهدين لكن ولا يصلحن الا مع شبههن من الحلي ولكن رأيت رأيا إن احببتن فعلته، قال قلن وما هو ؟ قال نبيعهن ونتجر باثمانهن (2) حتى لعل الله ان ينفعكن وايانا به، (60 ك) قلن: نعم، فبعث بهن الى دمشق فبعن بثمانين ومائتي دينار وكان مدخل الشتاء قال فامر الذي باعهن ان يشتري له قطيفا (2) وانجبانيات ] وبعث بهن إليه. قال أبو الفضل فأخبرني هذا الرجل انه حدثه بعض اشياخ المدينة يعني بيروت انه صار إليه انبجانيتان منها، وفقده أبو جعفر فقال لعبد الوهاب بن ابراهيم الهاشمي عامله على دمشق والمهدي عنده: ألم اوجه اليك كتابي إلى عبد الرحمن ؟ قال بلى يا امير المؤمنين وانفذته، قال يقول المهدي قد والله يا امير المؤمنين جاءني فسلم علي وهنأني بما اسند إلى امير المؤمنين من الخلافة ودعا لي (91 م) دعاء وقع برده على قلبي، واخبره بما حدثه به انه استأذنني في الرجوع إلى مكتبة واعلمني ان
(1) د " شيأ " (2) د " قطفا ". (*)
[ 216 ]
في اذني له خلفا من اذنك فقال أبو جعفر للمهدي فعلتها يا ابا عبد الله ؟ قال قد كان ذا، قال: ارحلوا. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجانى نا احمد - يعني ابن صالح - قال سمعت ابن أبي ذئب يحدث سفيان الثوري بدخوله على ابي جعفر وكلامه له فذكر قصة لا احفظها كما احب قال ابن ابي ذئب فقلت له اخبرني انصح لك من المهدي، فقال باي شئ حل لك ان تقول (1): المهدي ؟ قال ابن ابي ذئب: كلنا قد هداه الله. باب ما ذكر من فصاحة الاوزاعي وحسن عبارته حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت ابي يقول قال أبو جعفر - يعني امير المؤمنين - لسليمان بن مجالد وكان كاتبه: ويحك رد على الاوزاعي جواب كتبه [ على مالا نعرفه - 2 ]، قال لا والله يا امير المؤمنين ما احسن ارد عليه ولكنا نرد عل