84.ب اوهو

قال الشَّيْخ أَبُو عَمْرو بْن الصَّلَاح رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى فِي الظَّوَاهِر الْوَارِدَة بِدُخُولِ الْجَنَّة بِمُجَرَّدِ الشَّهَادَة فَقَالَ : يَجُوز أَنْ يَكُون ذَلِكَ اِقْتِصَارًا مِنْ بَعْض الرُّوَاة نَشَأَ مِنْ تَقْصِيره فِي الْحِفْظ وَالضَّبْط لَا مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدَلَالَةِ مَجِيئِهِ تَامًّا فِي رِوَايَة غَيْرها قلت المدون/ اللهم اشفني شفاءا لا يغادر سقما واعفو عني وعافني وارحمني رحمة واسعة مباركة طيبة واكفني همي كله وفرج كربي كله واكشف البأساء والضراء عني واعتقني من كل سوء في الدارين يا ربي

 الثانوية العامة ٣ثانوي. /عقوبة من قتل نفسه؟وصف الجنة والحور العين /المدونة التعليمبة الثانية أسماء صلاح ٣.ثانوي عام /الفتن ونهاية العالم /المقحمات ا. /قانون الحق الإلهي اا /القرانيون الفئة الضالة اوه /قواعد وثوابت قرانية /مسائل صحيح مسلم وشروح النووي الخاطئة عليها اوهو /المسائل الفقهية في النكاح والطلاق والمتعة والرجعة /مدونة  /الصفحات المقتوحة /الخوف من الله الواحد؟ /قانون ثبات سنة الله في الخلق /اللهم ارحم أبي وأمي والصالحين /السيرة النبوية /مدونة {استكمال} مدونة قانون الحق الإلهي /مدونة الحائرين الملتاعين. /الجنة ومتاعها والنار وسوء جحيمها /عياذا بالله الواحد./  لابثين فيها أحقابا /المدونة المفتوحة /نفحات من سورة الزمر/  /أمَاهُ عافاكِ الله ووالدي ورضي عنكما ورحمكما /ترجمة معان القران /مصنفات اللغة العربية /كتاب الفتن علامات القيامة لابن كثير /قانون العدل الإلهي /الفهرست /جامعة المصاحف /قانون الحق الإلهي /تخريجات أحاديث الطلاق متنا وسندا /تعلم للتفوق بالثانوية العامة /مدونات لاشين /الرافضة /قانون الحق الألهي ٣ /قانون الحق الإلهي٤. /حدود التعاملات /العقائدية بين المسلمين /المقحمات اا. /منصة الصلاة اا /مدونة تخفيف/https://nawweyof.blogspot.com/2023/09/blog-post_30.html        النفخ في الصور وموعد تصادم المجرات والافلاك  / /https://nawweyof.blogspot.com/2023/09/blog-post_30.html     النفخ في لصور وموعد تصادم المجرات والافلاك

الخميس، 19 نوفمبر 2020

تجميعات2..قانون الحق/ آيات القران الكريم في عدم إصرار المؤمنين علي الذنب كيف هم؟ وما وصفهم ؟

 

تجميعات2..قانون الحق/  آيات القران الكريم في عدم إصرار المؤمنين علي الذنب كيف هم؟ وما وصفهم ؟

آيات القران الكريم في عدم إصرار المؤمنين علي الذنب كيف هم؟ وما وصفهم ؟

آل عمران

وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ(133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)/سورة آل عمران

تفصيل الآيات:

١. بيان أن الجنة لم تعد إلا للمتقين/(أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ(133))

= [قلت المدون: والمتقون هم فئة من المسلمين جعلوا من خشية الله الشديدة لهم حائط وقاية وصد يقيهم من غضبه وسخطه، فابتعدوا عن المعاصي ...وإذا قارف بعضهم ذنبا تاب الي الله منه واستغفره ولم يصروا علي معاصيه  وهم يعلمون

٢. ومن فعل فاحشة أو ظلم نفسه منهم بادر دون تأخر بالإستغفار لذنوبه] وهو يعلم أن الله يغفر الذنوب جميعا لا يغفرها غيره (فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ)

٣. ومن صفات هؤلاء المتقين أنهم لا يصرون علي ما فعلوا ..وهم يعلمون

٤. صفات من أعدت لهم الجنة(أي المتقين) هي: الَّذِينَ

يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ

وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ

وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)

٥. هم المحسنون/

وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)

٦. وإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ

٧. وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ

٨. أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)/سورة آل عمران

تعليق المدون فإذا حسم الله تعالي لمن تكون جناته.. ووصف بدقة صفات من يدخلونها... فأين يقع الذين عصوا ربهم ولم يتوبوا وماتوا يوم ماتوا مصرين علي ذنوبهم كما تمني النووي ومن قال بقوله؟؟

2. ألا تري معي أنهم اتبعوا وأكلوا من وهم وأمنيات النووي وأنهم وقعوا في أماني النووي وأمثاله (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ[قلت المدون ومنها فرض التوبة والموت عليها ] سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا [قلت المدون: هل النووي؟ أو الخطابي؟ أو القاضي عياض؟ أصدق من الله قيلا ؟؟ حاشاه جلت قدرته وتنزه عن كل نقيصة تأتي بخواطر البشر ومن تصوراتهم..... غفر الله لهم ما كان منهم من أمانييهم للعصاة الذين أَمِنُوا بقولهم من بطش ربهم وهم عراة لم تقيهم تلك الأماني ولن تقيهم من غضب الله يوم الحساب

.........

وفي الآية التالية:

قال تعالي (فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220) هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)]

قلت المدون في الاية (فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ، والتبرء مما يعملون من المعاصي تكليف الهي لنبييه والمؤمنين وهو يعني رفضهم في الدارين بحال كونهم عصاة مصرين علي العصيان-أي لم يتوبوا- خاصة من مات منهم مصرا علي معصيته دون توبة فموت الرجل علي معصيته غير تائبٍ لا تصلح معها قولة لا إله إلا الله لتبرأ النبي منهم حين عصوه وماتوا علي معصيته بأمر الله الباري... إذ كيف يؤمر النبي صلي الله عليه وسلم من رب العزة أن يتبرأ ممن عصوه ويأتي النووي وأمثاله ليقولوا أن هؤلاء الميتين علي معصية الله غير تائبين منها ومصرين عليها سيدخلون النار بقدر معاصيهم ثم يخرجون منها بالشفاعة وقد أمر النبي صلي الله عليه وسلم بالامتناع عن التشفع لهم ضمن أمر الله له (صلي الله عليه وسلم): بالتبرأ من عملهم الذي هو الإصرار علي عدم التوبة والموت علي المعصية وقد أمر النبي صلي الله عليه وسلم أن يتبرأ منهم (فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ؟؟؟؟؟؟؟؟

----------------

هل أماني النووي وأمثاله ستغير من الحق الذي فرضه الله تعالي بقصده هو وليس بقصد النووي وأمثاله شيئاً؟؟؟وأقول كما قال الله تعالي (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ ...مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا)

...............

وقال أيضا (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124) وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (125) /سورة النساء) ،

-----------------------

وفي قوله تعالي: قال جل جلاله:(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) /سورة البقرة)

.........فأماني محرفي الكتب المنزلة من عند الله تعالي أن تصل بهم تحريفاتهم لقلوب الناس بالأماني التي ابتدعوها ضمن بدعة تحريف الكتاب في صدور الناس بتشبيع معتقدهم أنهم لن يدخلوا النار لكونهم أبناء الله وأحبائه أو لكونهم قالوا لا إله إلا الله وخالفوا شروطها بمطلق الإذعان والانقياد لله جل شأنه وقد جاءت النصوص المتكاملة بروايات أحفظ وأتقن وأوثق من رواية النووي الناقصة في المتن والمعتلة في الاسناد هذه النصوص مثل---------------

1. قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار قال يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا قال إذا يتكلوا

2.أبشروا وبشروا الناس من قال لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة

3. الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله

4. أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة

5.لا يقولها عبد صادق بها إلا حرمت عليه النار

6. لئن قالها صادقا من قلبه لا تأكله النار أبدا

7.أشهد عند الله لا يموت عبد شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صادقا من قلبه ثم يسدد إلا سلك في الجنة وعدني ربي أن يدخل من أمتي سبعين ألفا بغير حساب وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذراريكم مساكن في الجنة وقال إذا مضى نصف

8. من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا من قلبه أو يقينا من قلبه لم يدخل النار

9. لئن وافى عبد يوم القيامة يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله إلا حرم على النار

10.من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صادقا من قلبه دخل الجنة

11. أبشروا وبشروا من وراءكم أنه من شهد أن لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة

------------------------------

الشواهد والطرق التي تبين صحة قول ابن الصلاح ...

الشواهد والطرق التي تبين صحة قول ابن الصلاح ...

الشواهد والطرق التي تبين صحة قول ابن الصلاح ...

الشواهد لحديث الله قد حرم على النار من قال لا...

شواهد حديث حرم على النار من قال لا إله إلا ا...

الرواية الناقصة من حديث مَا مِنْ عَبْدٍ يَشْهَد...

 

يستكمل لا حقا بمشيئة الله  - وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً / فيرد عليهم الله تعالي قائلاً: قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) /سورة البقرة)

-----------------

واستمرارا لمسلسل الأماني الخادعة التي يمني بها هؤلاء الفقهاء.. العامة من الناس بل وأكثر الذين ينتهجون زعامات العلم يوضح الباري جل وعلا القول الفصل في هذه الأماني ومصائر المتمنين والمانين فيقول تعالي: ..[بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ] ففي قول الله تعالي:( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)/سورة البقرة)

3. قلت المدون: أهم أي المانون أصدق قولا أم الله حاشا لله وتنزه عن كل باطل

4. قال تعالي( يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15)/سورة الحديد -----------------

وفي قول الله تعالي:୦୦୦୦୦୦୦୦୦୦୦୦୦୦

قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137)هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)/آل عمران

قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)/سورة الأنعام

تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11) اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)/سورة الجاثية

وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (46) وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآَخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50)/سورة الواقعة

إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (41) يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42)/سورة القلم

إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18)/سورة النساء

وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآَمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153) /سورة الأعراف

فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170)/سورة الأعراف

لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29) هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30) قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32) كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (33)/سورة يونس.

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)/سورة هود

وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111) فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115) فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117)/سورة هود

مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (84)/سورة القصص

الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4) مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6)/سورة العنكبوت

أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)/سورة فاطر

وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25)/سورة الشوري

مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (15) وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (16) وَآَتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (17) ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22)/سورة الجاثية

في أكتوبر 29, 2020 ليست هناك تعليقات:

إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة في Twitter‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest

معني الخلود مجازا بنسبة قرينته وأبدا بنسبة أبدية قرينته والعبرة بالأصل علي الحقيقة ثم بنسبة القرينة المرفقة

وصف المؤمين الحق وما عداه هو

الباطل

الجمعة، 6 يوليو 2018

معني الخلود مجازا بنسبة قرينته وأبدا بنسبة أبدية قرينته والعبرة بالأصل علي الحقيقة ثم بنسبة القرينة المرفقة

وقال الفراء في قوله مخلدون يقول : إِنهم على سن واحد لا يتغيرون

المعجم: لسان العرب

خلد " الخُلْد : دوام البقاء في دار لا يخرج منها .

خَلَدَ يَخْلُدُ خُلْداً وخُلوداً : بقي وأَقام . ودار الخُلْد : الآخرة لبقاءِ أَهلها فيها . وخَلَّده الله وأَخْلَده تخليداً ؛ وقد أَخْلَد الله أَهلَ دار الخُلْد فيها وخَلَّدهم ، وأَهل الجنة خالدون مُخَلَّدون آخر الأَبد ، وأَخلد الله أَهل الجنة إِخلاداً ، خالد باق دائم : « ذكر خالد ، عمل خالد "

خَلَدَ : دام وبَقِيَ

خَلَدَ بِالْمَكَانِ : أَقَامَ فِيهِ وَدَامَ وَاسْتَقَرَّ أبدا قلت المدون: فطالما هو ممن يجري عليهم الفناء فهذه هي قرينة المجاز في قولنا خالد بالمكان

خلد =بقي ودام

إن مصطلح الخلود خلودان هو مصطلح ألفه أصحاب التأويل بناءا علي قاعدتهم الباطلة التي أسسوها علي حديثٍ مختصر أختصره أحد الرواه في سلسلة إسناده ونصه المختصر هو: من قال لا إله إلاى الله دخل الجنة) وقد علق علي هذا الحديث نفسه عالم مصطلح الحديث أبو عمرو بن الصلاح قائلا(قال الشَّيْخ أَبُو عَمْرو بْن الصَّلَاح رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى فِي الظَّوَاهِر الْوَارِدَة بِدُخُولِ الْجَنَّة بِمُجَرَّدِ الشَّهَادَة فَقَالَ : يَجُوز أَنْ يَكُون ذَلِكَ اِقْتِصَارًا مِنْ بَعْض الرُّوَاة نَشَأَ مِنْ تَقْصِيره فِي الْحِفْظ وَالضَّبْط لَا مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدَلَالَةِ مَجِيئِهِ تَامًّا فِي رِوَايَة غَيْره) وتصريح ابن الصلاح وهو عالم من أبرز علماء مصطلح الحديث قاطع في بطلان الإعتماد علي نص هذا الحديث بصورته المختصرة هذه وأظنه قال هذا

( 1) لعلمه المتعمق في مصطلح الحديث بهذا الحديث وقطعه بنقصان روايته معللا ذلك بإقتصار بعض الرواه نشأ من تقصيره في الحفظ والضبط واستدل علي يقينية رأيه بأن أحد الرواه قصر في الحفظ نافيا أن يكون التقصير من رسول الله صلي الله عليه وسلم بقوله E(يَجُوز أَنْ يَكُون ذَلِكَ اِقْتِصَارًا مِنْ بَعْض الرُّوَاة نَشَأَ مِنْ تَقْصِيره فِي الْحِفْظ وَالضَّبْط لَا مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)..

( 2) واستدل ابو عمرو بن الصلاح علي صحة قوله بإشارته إلي الدليل علي صحة ما ذهب إليه فقال{ بِدَلَالَةِ مَجِيئِهِ تَامًّا فِي رِوَايَة غَيْره)}

(3) إن أصحاب التأويل قد خاب سعيهم لما علموا أن الحديث قد جاء تاما من طرق أخري غير هذا الطريق الأبتر المختصر الناقص الظني الدلالة فراحوا يبسطون عليه هالات الكمال وسارعوا فأسسوا شرعا باطلاً موازيا قام علي هذا الحديث Eوتوسعوا جدا في حمل كل النصوص الزاجرة وننصوص العقيدة المحكمة عليه Eبل وتخطوا الحياة الدنيا إلي حياة الآخرة Eفراحوا يكملون مد تأويلاتهم إلي كل شيئ في مشاوير البعث والحساب Eبل لم يكتفوا بذلك فتخطوا مواقف البعث والحساب إلي أعمق من ذلكEEالجنة نفسها والنار ذاتها Eفأخرجوا من النار باطلا من سموهم الموحدون {موحدون واعتبروا أن الموحدين هم من نطقوا يوما لفظة لا إله إلا الله}Eوبرروا لمن مات مصرا علي الذنب منهم أنه داخل حتما إلي الجنة بعد أن يخرج من النار ..

Eوذهبوا لأسوء من ذلك فقد أوجبوا لعصاة المسلمين الميتين مصرين علي الذنب (أوجبوا لهم الشفاعة) المنتهية حتما من وجه نظرهم إلي دخول الجنة

Eأقول فعلوا كل هذا وكأن رب العرش والديان كأنه ليس موجودا(حاشاه من إله واحد جل جلاله) بل نصبوا أنفسهم حكاما لمن يدخل الجنة ومن يدخل النار E

Eوكل هذا أيضا لا لشيئ إلا لحديث ظني حكم فيه ابن الصلاح بنقصانه EEوورود الحديث تاما في غيره وأقره من أفاضل المتقين كالبخاري وسعيد بن المسيب والحسن البصري وابن الصلاح E{ تعليق عالم مصطلح الحديث أبو عمرو بن الصلاح علي الحديث من قال لا إله إلا الله دخل الجنة بأنه ناقص من حيث جاء في روايات غيره التامة أكيدا Eقائلا(قال الشَّيْخ أَبُو عَمْرو بْن الصَّلَاح رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى فِي الظَّوَاهِر الْوَارِدَة بِدُخُولِ الْجَنَّة بِمُجَرَّدِ الشَّهَادَة فَقَالَ : يَجُوز أَنْ يَكُون ذَلِكَ اِقْتِصَارًا مِنْ بَعْض الرُّوَاة نَشَأَ مِنْ تَقْصِيره فِي الْحِفْظ وَالضَّبْط لَا مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدَلَالَةِ مَجِيئِهِ تَامًّا فِي رِوَايَة غَيْره) }

قال النووي في الذين ماتوا علي الذنب مصرين عليه غير تائبين منه فيقول النووي:( وَأَمَّا مَنْ كَانَتْ لَهُ مَعْصِيَة كَبِيرَة وَمَاتَ مِنْ غَيْر تَوْبَة فَهُوَ فِي مَشِيئَة اللَّه تَعَالَى: فَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّة أَوَّلًا وَجَعَلَهُ كَالْقِسْمِ الْأَوَّل، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ الْقَدْرَ الَّذِي يُرِيدهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى، ثُمَّ يُدْخِلهُ الْجَنَّة فَلَا يَخْلُد فِي النَّار أَحَد مَاتَ عَلَى التَّوْحِيد(يقصد: كان يقول لا إله إلا الله وإن ارتكب الفواحش والمعاصي ومات مصرا عليها) فهكذا يقول: وَلَوْ عَمِلَ مِنْ الْمَعَاصِي مَا عَمِلَ اضغط الرابط .

كَمَا أَنَّهُ لَا يَدْخُل الْجَنَّة أَحَد مَاتَ عَلَى الْكُفْر وَلَوْ عَمِلَ مِنْ أَعْمَال الْبِرّ مَا عَمِلَ. ثم قال النووي:هَذَا مُخْتَصَر جَامِع لِمَذْهَبِ أَهْل الْحَقّ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة. قال النووي:وَقَدْ تَظَاهَرَتْ أَدِلَّة الْكِتَاب وَالسُّنَّة

وَإِجْمَاع مَنْ يُعْتَدّ بِهِ مِنْ الْأُمَّة عَلَى هَذِهِ الْقَاعِدَة، وَتَوَاتَرَتْ بِذَلِكَ نُصُوص تَحَصَّلَ الْعِلْم الْقَطْعِيّ.

E{ قلت المدون: دعواه الإجماع علي ذلك دعوي باطلة ذلك لأن أجَلّّ الرجال قد رفضوا هذه القاعدة ومتعلقاتها منهم ابن المسيب وأبو الحسن البصري والبخاري وابن الصلاح وتأتي أقوالهم بعد أسطرٍ من هنا }

قال النووي: فَإِذَا تَقَرَّرَتْ هَذِهِ الْقَاعِدَة حُمِلَ عَلَيْهَا جَمِيع مَا وَرَدَ مِنْ أَحَادِيث الْبَاب وَغَيْره. فَإِذَا وَرَدَ حَدِيث فِي ظَاهِره مُخَالَفَة وَجَبَ تَأْوِيله عَلَيْهَا لِيَجْمَع بَيْن نُصُوص الشَّرْع، وَسَنَذْكُرُ مِنْ تَأْوِيل بَعْضهَا مَا يُعْرَف بِهِ تَأَوَّلَ الْبَاقِي إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى. وَاللَّهُ أَعْلَم.

(قلت المدون Eولم يُجْمِع معه وأمثاله كل من: سعيد ابن المسيب Eكما لم يجمع الحسن البصري Eولا البخاري ولا ابن الصلاح وغيرهم من الأجلَّاءِ الورعين فكلهم علي رفض هذه التأويلات راجع أقوالهم الاتي بيانها بعد عدة اسطر)

Eوفي تعليل رفض ابن الصلاح لهذه التأويلات قال الشَّيْخ أَبُو عَمْرو بْن الصَّلَاح رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى تَأْوِيلًا آخَر فِي الظَّوَاهِر الْوَارِدَة بِدُخُولِ الْجَنَّة بِمُجَرَّدِ الشَّهَادَة فَقَالَ : يَجُوز أَنْ يَكُون ذَلِكَ اِقْتِصَارًا مِنْ بَعْض الرُّوَاة نَشَأَ مِنْ تَقْصِيره فِي الْحِفْظ وَالضَّبْط لَا مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدَلَالَةِ مَجِيئِهِ تَامًّا فِي رِوَايَة غَيْره.

قلت المدون: وذهبوا يستدلون علي صحة هذه الرواية المختصرة الناقصة التي انتقصها أبو عمر بن الصلاح ورفض البخاري وسعيد بن المسيب والحسن البصري الاستدلال بها وهي ناقصة غير تامة حاصة في ظلال الروايات الأخري التامة وذهب المتأولون إلي أن مدلولها يضم دخول العصاة الجنة حتي لو زنوا وسرقوا وشربوا الخمر ما داموا أنهم شهدوا بلا إله إلا الله// مستدلين بحديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة

وقد رأيت أن لا أكتفي بسطور في الرد علي زعمهم رغم أن أقل الكلمات تكفي لدحض كلامهم وإبطاله فآثرت أن أورد تحقيقا كاملا لحديث أبي ذر ووضعته بين الأقواس التالية (((((¤)))))

وظللته باللون التالي:¤¤¤¤

(((((حديث ابي ذر من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وان زنا وسرق وشرب الخمر رغم أنف ابي ذر جاء بصيغة التشابه لأنه أحداثة في الماضي

روابط الشفاعة

1.تحميل برامج مجانية

2.ضوابط الشفاعة يوم القيامة

3.

4.انْظُرُوا ، مَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ

5.ضوابط أحكام الشفاعة

6.إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، ...

7.لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه

8.الشفاعة الآيات والأحاديث ثم التعقيب

حديث ابي ذر من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وان زنا وسرق وشرب الخمر رغم أنف ابي ذر

حديث ابي ذر من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وان زنا وسرق وشرب الخمر رغم أنف ابي ذر

 

 

يجب التنبه إلي المسلمات التالية

١. وجود انسجام تام وترابط مانع لأي تعارض بين نصوص القرآن وسنة نبي الله صلي الله عليه وسلم تنتج هذه المسلمة من قوله تعالي( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)/سورة النساء)

وقوله تعالي(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)/سورة هود)

٢. إذا حدث في ناظر القارئ تعارض فمرده إلي أحد سببين :

أ) أولهما إما وجود ناسخ ومنسوخ في الحكم الشرعي ولا يعرف إلا بتوقيت نزول الحكمين حيث يعتبر المتراخي ناسخا للسابق في التنزيل

ب) وثانيهما أو يكون حتما سوء فهم أو تقدير أو تقعيد علي قاعدة هي من الأساس خطأ

٣. انعدام العلم الإحاطي لدي البشر كان وما يزال له الدور الفاعل في أسباب أخطاء الرجال ومنهم طبعا المجتهدين من العلماء والفقهاء ولتقليل عواقب هذا البند يجب

أ. جمع النصوص في كل المسألة التي سيستنبط منها الحكم المطلوب خاصة في العقيدة وشئون العبادة العقدية ب.يكون الجمع مستوفي في آيات الله أولا ثم سنة رسول الله أخيرا

ج. لا دخل {أي يمتنع مطلقا التدخل} بآراء الرجال في التقعيد التشريعي لأن التدخل في هذه المسألة سيفتح مباشرة بابا من أبواب الشرك في التشريع وقد جاءت هذه المسلمة من قوله تعالي ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21) تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (22)/سورة الشوري)

د) لا بد من استصحاب المسلمة النقلية والعقلية الدالة علي انعدام التعارض من حيث الجزء والكل بين دروب الآيات القرانية وأوديتها وربَاها في صفحات القران الكريم كله

ه) يمكن للباحثين استخدام برنامج

تفسير القران0.5 ورابط تنزيله اضغط وتنزيله من موقع نداء الايمان وتحت مسميبرامج مجانية

٤. التحزب والتشتت الي فرق وأحزاب وجماعات له الدور الفارق بين الحق والباطل في مسائل الاستنباط والتهرء في القواعد المستنبطة خاصة في العقيدة

هذه المسلمة النقلية ثم العقلية مأخوذة من قول الله تعالي

(بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (29) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)/سورة الروم)

٥. الشهوة المحرمة في التصدر للفتوي والعلم... بغير تقوي من الله وخوف منه ووجل هذه المسلمة تستدعي التأسيسات الخاطئة والفتاوي الباطلة والانتصار لآراء أصحابها بسفاهة وجهل وعمي

قال تعالي(وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (119)/سورة الأنعام)

وقوله تعالي( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140) /سورة الأنعام)

وقال تعالي(وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144)/سورة الأنعام)

وقوله تعالي(لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25)/سورة النحل)

وقوله تعالي( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4)/سورة الحج)

وفي قوله تعالي( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (10)/سورة الحج )

وقوله تعالي(بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (29) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)/سورة الروم)

وقوله تعالي(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20)/سورة لقمان) .

٦. تعمد تشويه صورة الاسلام والمسلمين في أنظار الناس من القارئين والباحثين وطالي الدخول في دين الله وذلك كله ليصدوا عن سبيل الله

٧. تبديل قيمة هذا الدين القيم إلي مسوخ في أنظار الناس للصد عن سبيل الله والله تعالي يقول(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) /سورة الأنفال

وقوله تعالي(وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ كَافِرُونَ (45)/سورة الأعراف)

وقوله تعالي(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)/سورة هود)

وقوله تعالي( اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3) /سورة ابراهيم)

وقوله تعالي( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)/سورة الزخرف)

وقوله تعالي (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5) سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) سورة المنافقون)

٨. ومن المسلمات اللغوية أن الفعل الماضي هو فعل يدل علي حدث وقع زمن سابق وحكمه المستنبط منه متشابه منعدم الإحكام واليقين في الدلالة بالنسبة لكل أعراضه : الزمانية والمكانية والنفسية والصفاتية والإيمانية وكل أعراضه التي بقيت بغير ما ذكرنا لها ...

فقولنا مثلا .... (سافر محمد)

١.هو فعل ماض

٢.دلالته ظنية غير محكمة

٣.فحدثه بالنسبة للوقت هل سافر بالأمس أو من أسبوع أو من سنة ؟؟

٤.وحدثه بالنسبة للمكان هل سافر الي أمريكا أو افريقيا ؟؟

٥.وحدثه بالنسبة لحالته الصحية هل سافر وهو مريض أو مُصح

٦.وحدثه بالنسبة لحالته النفسية هل كان متأزما مكروبا أو مبتهجا منشرح الصدر؟

٧.وحدثه بالنسبة لحالته وموته هل سافر وبقي حيا أم سافر وتوفاه الله؟؟

٨.وحدثه بالنسبة لكونه سافر ومات بعد سفره هل مات تائبا أم مات منتشيا لارتكاب فاحشة كذهابه قبل موته لموعد امرأة بغي؟

٩.وحدثه بالنسبة لحالته في تعمد المعصية والإصرار عليها هل مات مصراً علي معصيته؟ أم بادر وسارع للتوبة منها؟؟

هكذا كان حديث ابي ذر رضي الله عنه فقول النبي صلي الله عليه وسلم من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وإن زنا وسرق وشرب الخمر رغم أنف أبي ذر قلت المدون {{فالحديث استخدم الحدث في زمنه الماضي والزمن الماضي يدل علي الظن والإحتمال بـ هل مات لا يشرك بالله شيئا بتوبته من الزنا والسرق وشرب الخمر أم لم يتب؟

والحديث لا يتعارض قط مع آيات الله تعالي التي توعد فيها مرتكبي السيئات وماتوا مصرين عليها قال تعالي في سورة البقرة

(وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ/سورة البقرة )

قلت المدون: فالسيئة عند الله تعالي بماهية الكسب وتوقيت الإقلاع منها **هل كَسَبَ السيئة ومات عليها عياذا بالله؟؟

أو سارع بعدها للتوبة بعد الإقلاع عنها؟

وهل مات يوم مات وقد أحاطت به خطيئته؟ أم سارع بعد ذنبه بالتوبة ثم مات؟

فالتوبة تمنع الإحاطة وتكسر دائرتها E

E فلا يحدث مع التوبة استغراق السيئة لحال صاحبها

Eوما دام الزاني لحظة زناه قد انقشع عنه الإيمان وصار عليه كالظلة فإن أقلع عاد إليه...E

Eوما دام الزاني قد زنا وانتهي زناه ومات تائبا فهو مات لا يشرك بالله إذن

ومادام قد مات تائبا لا يشرك بالله حتي ولو بقدر ذرة من التعلق بالسيئة التي أنهي شأنها بالتوبة

Eفماذا سيكون لهذا الذي زنا وانهي زناه وعاد إلي حظيرة التائبين؟ إلا الجنة

وهكذا وإن زنا وسرق وشرب الخمر رغم أنف أبي ذر

قلت المدون فالعبرة بما مات عليه الزاني هل مات تائبا أم مات مصرا علي ذنبه وقابل الله مغمورا في محيط سيئتة

EE إن فعل زنا وسرق وشرب الخمر كلها أفعال ماضية تدل علي انتهاء زمان أحداثها والرجوع بصاحبها إلي الأصل الأصل الإيماني

وهكذا فالحديث تضمن تقديرا محذوفا من سياقه اعتباره: هو من مات لا يشرك بالله شيئا/ بموته علي التوبة من زناه وسرقته وشربه للخمر لكونها حدثت ماضيا وألحقها بالتوبة/ دخل الجنة رغم أنف أبي ذر

---------------------------

الشواهد هذا الحديث رواه باللفظ ونحوه من الصحابة الآتي:

/عتبان بن مالك صحيح البخاري ومسند أحمد بن حنبل /عبادة بن الصامت صحيح البخاري ومسلم /جندب بن عبد الله صحيح البخاري ومسلم/ أنس بن مالك صحيح البخاري و مسلم /سعد بن مالك صحيح مسلم /جابر بن عبد الله صحيح مسلم /عبد الرحمن بن صخر/صحيح مسلم /عثمان بن عفان /صحيح مسلم /معاذ بن جبل أخرجه أبو داود /سعد بن مالك أخرجه سنن أبو داود /صفية بنت شيبة أخرجه النسائى في الصغرى /عقبة بن عامرفي سنن ابن ماجه /عبد الله بن جعفر في سنن ابن ماجه /سهل بن وهب في مسند أحمد بن حنبل /سلمة بن نعيم في مسند أحمد بن حنبل /رفاعة بن عرابة /مسند أحمد بن حنبل /خالد بن زيد/مسند أحمد بن حنبل /عبد الله بن عمرو /مسند أحمد بن حنبل /عبد الله بن مسعود /مسند أحمد بن حنبل /عويمر بن مالك/مسند أحمد بن حنبل

))))) الي هنا آخر التعليق علي حديث أبي ذر الغفاري وبيان وجه الحق فيه

EEونتابع الكلام في الخلود وبيان أن لا خلود إلا خلودا واحدا هو خلود الأبد

Eولا يوجد خلود بمعني طول المكث في دين الله إلا في مجازات الدنيا اللغوية

Eوأن خلود الآخرة علي الحقيقة ولا مجال هناك للمجاز

Eأليست هي دار الحق واتهاء الباطل بكل أشكاله بما فيه البليغ فلا أبلغ من رجل أتي الله بقلب سليم علي الحقيقة

Eوأي قلب سليم هذا الذي بعث صاحبه وهو مصر علي معصيته

Eإن القلب السليم هو القلب الذي مات صاحبه يوم مات منيبا إلي الله تائبا إليه ولو عمل ذنوبا كعدد رمال البحر ومات يوم مات تائبا إليه

EEEأيها الناس ألا يكفيكم قول الله تعالي (ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون)/سورة الحجرات

Eوكذلك ألا يكفيكم من آية واحدة محكمة بيان من هم الظالمون من{ قوله تعالي: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)/سورة هود

ولن أزيد علي هذه الآية إلا لمن أراد أن يستزيد بيان من هم الظالمونEE قال تعالي(وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ كَافِرُونَ (45)/سورة الأعرافومن أراد زيادة المعرفة فليتبع الآيات القرآنية المحكمة في الرابط التالي http://thelawofdivinetruth1.blogspot.com/2018/08/blog-post_961.html )

E فلماذا إذن المجاز في الآخرة وقد انتهي كل شيئ ولم يتبق إلا الجنة أبداً نسأل الله الجنة...كما لم يتبق غير النار أبداً عياذا بالله الأحد من النار)

قلت المدون وقد استخدم اللفظ خلد بمعني أصلي ومعني مجازي في الحياة الدنيا بينما انعدم استخدامه كمعني مجازي في الحياة الآخرة ذلك لأن الأبد فيما تعرفة الحياة الآخرة هو الحق وأي مجاز هناك هو منتهي البطلان

¤ أما المعني الأصلي فهو الذي دلل به القرآن الكريم علي الحقيقة للاعتبارات التالية :

1.الاعتبار الأول هو: إعتبار قائله إن كان الله تعالي أم غيره

Eفإن كان القائل هو الله فمعناه يقينا علي الحقيقة ويمتنع المجاز والتأويل في اللفظE

-Eيعني أنه البقاء بلا نهاية طالما كان للبقاء وجود

Eوالدوام بلا نهاية طالما كان للدوم وجود

Eوما دامت النار خالدة لا نهاية لها فبقاء الكافر فيها مستحق الخلود بقدر دوام وجود النار فلا نهاية حيث أن الله تعالي هو الحق والحق معناه الثابت بلا شك ومن لزوم الثبات :

1. امتناع التغيَّر في حق الله

2. وامتناع الموت في حق الله

3. وامتناع المجاز في حق الله

4. امتناع البهوت في حق الله

5. امتناع الاحتمالية في حق الله

6. امتناع الازدواجية في حق الله

7. امتناع الرمادية في حق الله

8. امتناع الشك في حق الله

9. امتناع الريبة في حق الله

10. امتناع التعددية في المقصود الإلهي في حق الله

11. امتناع كل عوامل السلب في حق الباري جل وعلا

لأن قوله الحق وما خرج عن حقيقته بمجاز أو تأويل أو غير ذلك فهو باطل ليس بحق أي سلب وليس حقيقة

Eوالله تعالي يمتنع في شأنه الباطل كله

EEفإذا قال خالدا فيها يعني بقانون الحق باقيا علي حال الحياة دائم .. ليس بميت ولا خارج منها

ونسوق معاني الخلود في اللغة علي الحقيقة أو المجاز

تعريف و معنى خالد في معجم المعاني الجامع معجم عربي عربي

خالِد: (اسم) فاعل مِنْ خَلَدَ يعني دائم وباقي ولا ضد للبقاء والدوام في الآخرة

عَمَلٌ خَالِدٌ : بَاقٍ ، دَائِمٌ

خالد: (اسم :خالد : فاعل من خَلَدَ وخَلَدَ: (فعل(

خلَدَ / خلَدَ إلى / خلَدَ بـ / خلَدَ في / خلَدَ لـ يَخلُد ، خُلْدًا وخُلُودًا ، فهو خالد ، والمفعول مَخْلُود إليه هذا علي الحقيقة ويأتي المجاز بقرينة الملابسة والمناسبة

ففي كل ما يجوز عليه الفناء أي في الدنيا يكون المجاز بنسبته كذلك Eفنقول خلَد فلانٌ : كبر في السنّ ولم يَشِبْ ، أبطأ عنه المشيب وقد طعن في السنّ

Eقلت المدون: وفي كل أحواله هو فان في الدنيا منتهي الدوام فيها فلذلك يجوز استخدام المجاز هنا بضمان قرينته : الرجل الفاني حتما ويقينا ،

Eلذلك نقول خلد الله بقائك والقيمة هي تقدير بما دمت حيا فإن مت فلا خلد الله بقاءك ولا مجاز بعد ذلك

خَلَدَ بِالْمَكَانِ : أَقَامَ فِيهِ وَدَامَ وَاسْتَقَرَّ طويلا كمجاز لأنه في الدنيا لكن لو كان علي الآخرة لا يصلح في ذلك لفظ طويلا بل لفظ أبدا E

Eقلت المدون: فطالما هو ممن يجري عليهم الفناء فهذه هي قرينة المجاز في قولنا خالد بالمكان يعني عاش طويلا

EEلكن ذلك لا يصلح في الآخرة فالخلود في الآخرة بنسبة دوام الجنة أو النار E

EEودوامهما أبدي لا نهاية له لذلك فالخلود نسبة للآخرة يعني الدوام والبقاء أبدا

ومن مرادفات الدوام ما يحققه المرادف مثل المقام ، الدار الآخرة ،وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) (البقرة)ـ/وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) (آل عمران) /مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) (آل عمران

Eوفي سورة النساء (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) (النساء)

Eوَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) (النساء)

Eإِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) (النساء)

Eومن قرائن وأدلة الخلود في النار عياذا بالله كلمة كلماEفكلمة كلما = { كل+ما} أي هي مؤلفة من /كلّ/ و – ما-.

وتُجمِع كتب اللغة والبلاغة على أنّ {كلّ} منصوبة على الظرفية. وأمّا (ما) فمصدرية ظرفية.

فالمعنى في قوله تعالى: «كلَّما دخلَ عليها زكريّا المحراب وجد عندها رِزْقاً» /20 / هو: كلَّ وقتِ دخول: EكلَّE: ظرف زمان منصوب وهو مضاف، متعلق بالجواب المعنوي الذي هو EوَجَدَE. EماEمصدرية ظرفية. والمصدر المؤول منها ومن الفعل بعدها في محل جرّ مضاف إليه. تدخل EكلّماEعلى الفعل الماضي، وتفيد التكرار، ولا بدّ لها من جواب.

/ ومن قرائن الخلود علي الحقيقة

1.لفظ الابدية في جهنم /

2.واستخدام النهي القاطع للمغفرة /

3.وصيغة الحصر والقصر :لا ...إلا...كمثل قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169) (النساء)/

4.ولفظة التأبيد (أبدا)،

5.ولفظ الخلود دون قيد زمني فالأصل الإطلاق ولا يوجد دليل علي التقييد ثم هو مدعوم بالتأبيد/

6. مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ / ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

7. يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (37) (المائدة)

خَلَدَ : دام وبَقِيَ

خَلَدَ بِالْمَكَانِ : أَقَامَ فِيهِ وَدَامَ وَاسْتَقَرَّ أبدا قلت المدون: فطالما هو ممن يجري عليهم الفناء فهذه هي قرينة المجاز في قولنا خالد بالمكان

وكذلك قولنا خلد الله ملكك هي مجاز تدل القرينة أنه بشر وأنه حتما هالك وميت لقول الله تعالي( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فبأي آلاء ربكما تكذبان )

ثم يستأنف صاحب المعجم التعريف بين المجاز والحقيقة فيقول:

خَلَدَ إِلَى الهُدُوءِ : رَكَنَ ، مَالَ

خَلَدَ إِلَى الأَرْضِ : لَصِقَ بِهَا

خَلَدَ الأَثَرُ : دَامَ ، بَقِيَ وَمَا يَزَالُ

لاَ يَخْلُدُ إِلاَّ اللهُ : لاَ يَبْقَى وَلاَ يَدُومُ إِلاَّ اللَّهُ

خلَد لـ / إلى النوم : استلقى على فراشه للنوم

خلَد إلى الرَّاحة / خلَد للرَّاحة : مال وسكن واطمأنّ إليها ، ركن إليها

الخوالِد : الجبال

خلُدَ: (فعل)

خلُدَ يخلُد ، خلودًا ، فهو خالد

خلُد فلانٌ : بقي ، خلَد ، دام في النعيم

خلد ذكره : بقي على مرّ الزّمن

كلمات ذات صلة

إخلاد/َخْلَدَ/أَخْلاد/تَخليد/تخلَّدَ/خَلَد/خَلَدة/خَوالِد/خُلُود/خِلْدَان/خالِد/خالدة/مَخْلُود/مُتَخَلَّد/مُخَلَّد/مناجِذ

تعريف و معنى خالد في قاموس المعجم الوسيط ،اللغة العربية المعاصر. قاموس عربي عربي

خالد

خالد باق دائم : « ذكر خالد ، عمل خالد "

المعجم: الرائد

خَالِدٌ

جمع : ـون ، ـات ./ خ ل د /.( فاعل مِنْ خَلَدَ ).

1. عَمَلٌ خَالِدٌ :- : بَاقٍ ، دَائِمٌ . :- بَقِيَ ذِكْرُهُ خَالِداً :- :- ذِكْرَى خَالِدَةٌ .

2. َيْسَ بِخَالِدٍ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا :- : غَيْرُ مُقِيمٍ فِيهَا إِلَى الأبَدِ .

يُقَتِّرُ عِيسَى عَلَى نَفْسِهِ ... ... وَلَيْسَ بِبَاقٍ وَلاَ خَالِدٍ

ابن الرومي .

3. قَادَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مَعْرَكَةً حَاسِمَةً :- : اِسْمُ عَلَمٍ لِلْمُذَكَّرِ . :- خَالِدَة / اِسْمُ عَلَمٍ لِلإِنَاثِ .

المعجم: الغني

أبو خالد

أبو - خالد

1.الكلب .

المعجم: الرائد

خلُدَ

خلُدَ يخلُد ، خلودًا ، فهو خالد :-

خلُد فلانٌ بقي ، خلَد ، دام في النعيم :- خلد ذكره : بقي على مرّ الزّمن .

المعجم: اللغة العربية المعاصر

خلَدَ //خلَدَ / خلَدَ إلى / خلَدَ بـ / خلَدَ في / خلَدَ لـ يَخلُد ، خُلْدًا وخُلُودًا ، فهو خالد ، والمفعول مَخْلُود إليه :-

خلَد فلانٌ كبر في السنّ ولم يَشِبْ ، أبطأ عنه المشيب وقد طعن في السنّ . خلَد ذِكْرُه : بقى على مرّ الزمن

الخالدون : أعضاء مجمع اللغة العربية ، - خالد الذِّكْر .

خلَد إلى الرَّاحة / خلَد للرَّاحة : مال وسكن واطمأنّ إليها ، ركن إليها /خلَد لـ / إلى النوم : استلقى على فراشه للنوم .

خلَد بالمكان

المعجم: لسان العرب

خلد " الخُلْد : دوام البقاء في دار لا يخرج منها .

خَلَدَ يَخْلُدُ خُلْداً وخُلوداً : بقي وأَقام . ودار الخُلْد : الآخرة لبقاءِ أَهلها فيها . وخَلَّده الله وأَخْلَده تخليداً ؛ وقد أَخْلَد الله أَهلَ دار الخُلْد فيها وخَلَّدهم ، وأَهل الجنة خالدون مُخَلَّدون آخر الأَبد ، وأَخلد الله أَهل الجنة إِخلاداً ،

وقوله تعالى : أَيحسب أَنَّ ماله أَخلده ؛ أَي يعمل عمل من لا يظن مع يساره أَنه يموت ، والخُلْد : اسم من أَسماءِ الجنة ؛ وفي التهذيب : من أَسماءِ الجنان ؛ وخَلَد بالمكان يَخْلُد خُلوداً ، وأَخْلَد : أَقام ، وهو من ذلك ؛ قال زهير : لِمَن الديارُ غَشِيتَها بالغَرْقَد ، كالوَحْيِ في حَجَر المسِيل المُخْلِد ؟ والمُخلِد من الرجال : الذي أَسن ولم يَشِب كأَنه مُخَلَّد لذلك ، وخَلَد يَخْلِد ويخْلُدُ خَلْداً وخُلوداً : أَبطأَ عنه الشيب كأَنما خلق لِيَخْلُد .

التهذيب : ويقال للرجل إِذا بقي سواد رأْسه ولحيته على الكبر : إِنه لمخلِد ، ويقال للرجل إِذا لم تسقط أَسنانه من الهرم : إِنه لمخلِد ، والخوالد : الأَثافي في مواضعها ، والخوالد : الجبال والحجارة والصخور لطول بقائها بعد دروس الأَطلال ؛

وقال : إِلاَّ رَماداً هامداً دَفَعَتْ ، عنه الرياحَ ، خَوالِدٌ سُحْمُ الجوهري : قيل لأَثافي الصخور خوالد لطول بقائها بعد دروس الأَطلال ؛

وقوله : فتأْتيك حَذَّاءَ محمولةً ، يَفُضُّ خَوالِدُها الجَنْدلا الخوالد هنا : الحجارة ، والمعنى القوافي .

وخَلَدَ إِلى الأَرض وأَخْلَد : أَقام فيها ، وفي التنزيل العزيز : ولكنه أَخلد إِلى الأَرض واتبع هواه ؛ أَي ركن إِليها وسكن ، وأَخْلَد إِلى الأَرض وإِلى فلان أَي ركن إِليه ومال إِليه ورضي به ، ويقال : خَلَدَ إِلى الأَرض ، بغير أَلف ، وهي قليلة ؛ الكسائي : خَلَدَ وأَخْلَد بهِ إِخلاداً وأَعْصَمَ به إِعصاماً إِذا لزمه . وفي حديث علي ، كرّم الله وجهه ، يَذُمُّ الدنيا : من دان لها وأَخلد إِليها أَي ركن إِليها ولزمها .

ابن سيده : أَخلد الرجل بصاحبه لزمه .

والخِلَدة : جماعة الحلى .

وقوله تعالى : يطوف عليهم ولدان مخلَّدون ؛ قال الزجاجي : محلَّون ، وقال أَبو عبيد : مسوّرون ، يمانية ؛

وأَنشد : ومُخَلَّدات باللُّجَين ، كأَنما أَعجازهن أَقاوِزُ الكُثْبان وقيل : مقرَّطون بالخِلَدَة ، وقيل : معناه يخدمهم وصفاء لا يجوز واحد منهم حد الوِصافة .

وقال الفراء في قوله مخلدون يقول : إِنهم على سن واحد لا يتغيرون .

أَبو عمرو : خَلَّد جاريته إِذا حلاها بالخَلَدة وهي القِرَطة (* قوله « وهي القرطة » كذا بالأصل ، والمناسب وهي القرط بالإفراد أو تأخيرها عن قوله وجمعها خلد اهـ .) وجمعها خلَد .

والخَلَد ، بالتحريك : البال والقلب والنفس ، وجمعه أَخلاد ؛ يقال : وقع ذلك في خَلَدي أَي في رُوعي وقلبي .

أَبو زيد : من أَسماء النفس الروع والخَلَد .

وقال : البال النفس فإِذاً التفسير متقارب .

والخُلْد والخَلْد : ضرب من الفِئَرة ، وقيل : الخَلد الفأْرة العمياء ، وجمعها مَناجذ على غير لفظ الواحد ، كما أَنَّ واحدة المخاض من الإِبل : خَلِفة ؛ ابن الأَعرابي : من أَسماءِ الفأْر الثُّعْبة والخَلد والزَّبابة .

وقال الليث : الخُلد ضرب من الجُرْذان عُمْي لم يخلق لها عيون ، واحدها خِلْد ، بكسر الخاء ، والجمع خِلدان ؛ وفي التهذيب : واحدتها خِلدة ، بكسر الخاء ، والجمع خِلدان ، وهذا غريب جدّاً .

وقد سمَّت خالداً وخُويلِداً ومَخْلداً وخُلَيداً ويَخْلُد وخَلاَّداً وخَلْدة وخالِدة وخُلَيدة .

والخالديّ : ضرب من المكاييل ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

وأَنشد : عليَّ إِن لم تَنْهَضِي بِوِقْري ، بأَربعين قُدِّرَتْ بِقَدْر ، بالخالِدِيِّ لا تُضاع حَجري والخُوَيلِدية من الإِبل : نسبة إِلى خويلد من بني عقيل . غيره : وبنو خُويلِد بطن من عقيل .

والخالدان من بني أَسد : خالد بن نَضْلة بن الأَشتر بن جَحْوان ابن فقعس ، وخالد بن قيس بن المُضَلَّل بن مالك بن الأَصغر بن منقذ بن طريف بن عمرو بن قعين ؛ قال الأَسود بن يعفر : وقَبْليَ مات الخالدان كلاهما : عَميدُ بني جَحْوان وابن المُضَلَّ ؟

‏ قال ابن بري : صواب إِنشاده فقبلي ، بالفاء ، لأَنها جواب الشرط في البيت الذي قبله وهو : فإِن يكُ يومي قد دنا ، وإِخاله كوارِدَة يوماً إِلى ظِمْءِ مَنْهَل "المختصر

المعجم: لسان العرب

==========

التوبة هي كل الإسلام

2. ضوابط الحكم بالاسلام أوالخروج من الإسلام

3. لا كفر دون كفر ولا كفر يخرج من الملة أفيقوا وانتبهوا

4. بطلان مصطلح كفر دون كفر وكفر لا يخرج من الملة

5. عرض اخر لمصطلح كفر دون كفر

6. بطلان القول بمصطلحات مصطنعة ككفر دون كفر وكفر لا يخرج من الملة

7.

 

 

 

 

 

 

آيات القرآن الكريم في التوبة

قلت المدون  اليوم نسوق آيات القران المشتملة علي مدلولات التوبة ولسنا ممن يثير الموضوع للعرض والتعريف،

١.إنما قصدت بيان أن التوبة هي حقيقة التسليم وأن الاسلام في الاصل هو الرجوع الي الله والأوبة إليه

 

٢. كما أردت بيان أن كل الشر الذي باغت المسلمين وصرفهم عن دينهم إنما أتي من تراخيهم عن التوبة واعتبارها كمالا وليست أصلا من أصول الدين لدرجة أن النووي يقول في مقدمته لصحيح مسلم وأن المسلم هو من قال لا اله الا الله وإن عمل الذنوب والمعاصي ومات مصرا عليها رابط 

٣.وهذه فتوي لموقع مشهور علي الشبكة الدولية نت يدلل علي قدر المعتقد الذي ساد وغزا قلوب أتباعهم وعقولهم وصدورهم ضاربين عرض الحائط بكل ما جاء في كتاب ربهم وسنة نبييهم لا لشيئ إلا لتجليل أقوال علمائهم فهو في هذه الفتوي يضرب بقول الله تعالي عرض الحائط حاشاه سبحانه١.(ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون)،٢.وقوله تعالي: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا (سورة التحريم)

٣.قوله تعالى: {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب} (النساء:17) الي قوله تعالي(وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار

٤.ومنها قوله سبحانه: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا} (الزمر:53)

.ومنها قوله عز من قائل: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات} (الشورى:25) وقوله جلَّ علاه: {ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده} (التوبة:104).

. قال تعالي( وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) ]

 

.قال – تعالى -: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33].

تعالى -: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴾ [هود: 3]،

 

وقال - تعالى - على لسان نوح - عليه السلام -: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]،

رابط

وقال - تعالى - على لسان هود - عليه السلام -: {﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ﴾ [هود: 52].

 

. قال:(إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ))[23]. أخرجه الترمذي في "سننه"، كتاب: الدعوات، باب: فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من - رحمة الله - لعباده، رقم الحديث: 3537، 5/ 511، وقال: "هذا حديث حسن غريب"، ورواه أحمد في "مسنده"، مسند عبدالله بن عمر، رقم الحديث: 6160، ص: 471، قال الهيثمي: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير عبدالرحمن، وهو ثقة؛ "مجمع الزوائد" 10/ 197.

 

.يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) (التحريم)

.جاء في تفسير سورة البقرة » قوله تعالى " بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته "بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(81)وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ( 82 )/سورة البقرة)

 

لَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا تَمَنَّيْتُمْ ، وَلَا كَمَا تَشْتَهُونَ ، بَلِ الْأَمْرُ : كما قال الله:تَعَالَى:(بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون(81)والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ( 82 )/سورة البقرة ) ،

 

رابط

وَهَذَا الْمَقَامُ شَبِيهٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ) [ النِّسَاءِ : 123 ، 124 ] .

 

 

 

 

وفي تفسير سورة البقرة » تفسير قوله تعالى " بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته "بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(82 )/سورة البقرة)

 

.كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) (الأنعام)

 

 

 

 

ثمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا (سورة التحريم)

رابط

.وهذا أمر من الله جل شأنه بفرض التوبة في قوله تعالي (ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ   لِيَتُوبُوا  إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

 

.أتراه سبحانه يأمر بالتوبة عبثا وباطلاً حاشاه سبحانه  قال تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا..)

 

.وإن كان قبوله للتوبة عن عباده يستوي أن تاب العبد أم لم يتب كما تصور ابن باز واصحاب الإرجاء فلماذا يقول مقننا في كتابه (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ..) ...إن الله تعالي لا يعبث وليس له الباطل ومن الباطل أن أن يقبل التوبة عن عباده وهي في حد التساوي عنده وعندهم تابوا أم لم يتوبوا .........

✍✍✍

ونسترسل فيما يقول السائل : السؤال في أحد المواقع الاسلامية الشهيرة علي النت:    علمنا أن المؤمنين في أعمالهم 3 أقسام منهم: 1ـ السابق بالخيرات. 2ـ المقتصد. 3ـ الظالم لنفسه. والظالمون لـأنفسهم ـ العصاة ـ مصيرهم الجنة بإذن الله بعد أن يعذب كل أحد بقدر ذنوبه، وسؤالي يا شيخي الفاضل: إذا كان الشخص مسلما ـ يفعل أركان الإسلام الخمسة ـ ومؤمن معترف وموقن بأركان الإيمان وموحد بالله ولكنه مات وهو لم يتب من اللواط، فما حاله يوم القيامة والحساب؟ وهل هوا مخلد في النار مثل الكافرين وتؤصد عليه النار ولا يخرج منها؟ أم أنه مسلم ظالم لنفسه يعذب بقدر ذنوبه وكبيرته ثم يدخله الله الجنة برحمته، لأنه حسب علمي المتواضع ذكر في القرآن والسنة أنه لا يبقى في النار موحد يشهد أن لا إله إلا الله فجميع من يشهدها يخرج ومن بعده تكون النار مؤصدة على الكفرة، أفيدوني بارك الله فيكم.

إجابة الموقع ودقق كم أهدرت في أنفسهم قيم التوبة والرجوع إلي الله .........   قال المفتي للموقع : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاللواط من كبائر الذنوب، ومرتكبه على خطر عظيم، وهو عرضة أن تسوء خاتمته ـ والعياذ بالله ـ وهو من أعظم الذنوب مفسدة ولذا كان من أشدها عقوبة، قال ابن القيم ـ رحمه الله: ليس في المعاصي مفسدة أعظم من مفسدة اللواط وهي تلي مفسدة الكفر وربما كانت أعظم من مفسدة القتل. انتهى.

{ثم يعقب مفتي الموقع بقوله : ولكنه لا يخرج فاعله من الملة،   فمن مات مصرا على هذا الذنب العظيم فحكمه عند أهل السنة حكم أصحاب الكبائر إن مات على التوحيد، فإما أن يعفو الله عنه برحمته وإما أن يعذب بقدر ما عليه ثم مآله إلى الجنة شأن سائر أصحاب الكبائر .رابط قلت المدون بئست الخوارج في الدنيا والآخرة.. الذين سببوا الرعب للناس فمال الناس علي حدود الله وقننوا ارتكاب الفواحش وجوَّزوا  الموت عليها اصرارا  وتلبسا بدعوي أنه موحد  قال لا اله الا الله وإن مات علي الذنب مصرا عليه فهو في منظورهم مسلم يستحق الجنة .... قالوا يعذب في النار وقتا ثم يخرج منها إلي الجنة رابط ولسنا اليوم بصدد أن مرتكب الذنب يكفر أو لا يكفر بل نحن بصدد أن مرتكب الذنب الذي وافته منيته وهو مصر عليها غير تائب منها؟؟ -نعم إن المسلم لا يخرج من الاسلام بمجرد ارتكاب الذنب واتيان الفاحشة لأنه مطالب بعد الذنب بالتوبة لكن المصيبة التي اعترت قلوب الناس أنه إذا مات عليها مصرا غير تائب منها يزعمون أنه سيدخل الجنة بعد عقاب بقدر المعصية في النار وطاشت الأفكار الشيطانية بمدلول التوبة التي جعل الله فيها كل الاسلام لمن لم تسعفه نفسه بالقيام بحقوق ذلك الدين القيم وقد زاد اندهاشي لفتوي أوردها المفتي لهذا الموقع عن ابن باز قال .. وقد سئل الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ عن حكم الشرع في مرتكب الكبيرة هل يخرج من الملة؟ فأجاب بقولهج : حكم الشرع فيه ذلك فقال  فاسق، لكن لا يخرج من الملة خلافا للخوارج، عند أهل السنة والجماعة الزاني فاسق وشارب الخمر فاسق، إذا لم يستحل ذلك، العاق لوالديه فاسق، المرابي فاسق، هذه كلها كبائر لكن لا يكفر فاعلها،[قلت المدون  نعم لا يكفر فاعلها حين تلبسه بها لكن الايمان يتركه وينأي بعيدا عنه حتي يُقلع فيعود إليه فهو في منظور المسلمين مسلم لكنه في علاقته بين الله وبينه متلبسا بالمعصية ووجب الخروج منها بالتوبة والرجوع الي الله  وأنه لو مات لتوه غير تائبٍ منها فقد مات بدون غِطائه من الإيمان الذي تنحي عنه حال التلبس بالزنا أو المعصية ولا يعرف بسريرته هنا غير الله سبحانه.. وهذا الشق لا نعرفه نحن المسلمون ولم نؤمر بالتنقيب عنه ولا بالشق عن قلوب الناس ولا عن صدورهم لكنه فارقٌ عند الله تعالي حين الموت عليه ومقابلة العبد لربه متلبسا غير تائبا ] وعند الخوارج يكفر بذلك {قلت المدون بئست الخوارج فهم سبب الفتنة كلها وهم الذين ابتدعوا تكفير المسلمين بالمعصية قلت المدون والمسلم في كيان الاسلام لا يُكَّفر في ظاهر الأمر لكنه مطالب بالتوبة فور الإقلاع عن الذنب حتي لا تهرب منه آخرته اضغط هذا الرابط 🚦  قلت المدون: لا ..لا ..لا يُكَفَّر بذلك طالما فيه نَفَس وفرصة للتوبة بل ويعود اليه الايمان بمجرد الاقلاع عن الذنب وهو بعد إما يتوب أو لا يتوب وعلم ذلك عند الله ولحظة الحسم في شأنه هي لحظة الموت علي حال ما بعد الإقلاع عن الزنا} كما جاء في سنن أبي داود » كتاب السنة » : باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه 4690 حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا نَافِعٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا زَنَى الرَّجُلُ خَرَجَ مِنْهُ الْإِيمَانُ كَانَ عَلَيْهِ كَالظُّلَّةِ فَإِذَا انْقَطَعَ رَجَعَ إِلَيْهِ الْإِيمَانُ

قال الشيخ والصواب أن قولهم باطل وأنه ليس بكافر ولكنه عاص، عليه التوبة إلى الله والرجوع إلى الله والإنابة، ومن تاب تاب الله عليه، [قلت المدون الي هنا فالكلام سليم ويستقيم مع قيمة التشريع لأن المسلم لا يكفر بمجرد مواقعة الذنب لكن العبرة بفرض أنه مات علي الذنب متلبسا به وقد أحاطت به خطيئته وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا

 

 

 

 

(وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) /سورة البقرة ]

قال الشيخ بن باز وإذا مات على ذلك مات عاصيا على خطر من دخول النار إلا أن يعفو الله عنه لكن لو دخلها لا يخلد فيها رابط خلافا [قلت المدون لا الخوارج ولا المرجئة بحق ولا حتي ابن باز والحق أن العبد المتلبس بالمعصية في حال حياته لا يُكَفَّر ويُطَاَلَبُ  بالتوبة لينقذ نفسه من محيط السيئة نعم.. ولا ينبغي تكفيره..لأنه مسلما في ظاهر ما يراه المسلمون  لكنه إن مات علي معصيته غير تائب منها فقد أحاطت به خطيئته والإحاطة هي الموت في مدارها ومحيطها لم يخرج منها رابط قال تعالي( وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) ]

 

لقد أهمل القائلون من أهل السنة أهمية التوبة وصارت في ناظرهم وجودها كعدمها من حيث المصير النهائي للميت علي الذنب وأقول المدون : أقول كيف يكون أمره إلي الله يعني سيعفو عنه بدون توبة وقد قضي الله في حياته الدنيا ... أقصد من انتهي أمره بالموت علي المعصية متلبسا بها محيطة به-رابط فلما يقول الله تعالي:- وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا

 

 

 

وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) /سورة البقرة

 

 

كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) (الأنعام)

 

 

 

ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا (سورة التحريم)

رابط

وهذا أمر من الله جل شأنه بفرض التوبة في قوله تعالي (ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ   لِيَتُوبُوا  إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

 

أتراه سبحانه يأمر بالتوبة عبثا وباطلاً حاشاه سبحانه  قال تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا..)

 

وان كان قبوله للتوبة عن عباده يستوي أن تاب العبد أم لم يتب كما تصور ابن باز واصحاب الارجاء فلماذا يقول مقننا في كتابه (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ..) ...إن الله تعالي لا يعبث وليس له الباطل ومن الباطل أن أن يقبل التوبة عن عباده وهي في حد التساوي عنده وعندهم تابوا أم لم يتوبوا .........

رابط

قولُه - عز وجل -: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾[النساء:17، 18]. رابط

فإن التوبة في ذلك الوقت لا تنفع؛ كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ))[23].

 

قال - تعالى - عن فرعون: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 90]، وقال - تعالى -: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴾ [غافر: 84].

 

وقال هنا: ﴿ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 18]، وذلك أن التوبة في هذه الحال توبة اضطرار، لا تنفع صاحبها، إنما تنفع توبة الاختيار.

﴿ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [التوبة: 74].

 

قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]،

وقد ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كَيْفَ تَقُولُونَ بِفَرَحِ رَجُلٍ، انْفَلَتَتْ مِنْهُ رَاحِلَتُهُ تَجُرُّ زِمَامَهَا، بِأَرْضٍ قَفْرٍ، لَيْسَ بِهَا طَعَامٌ وَلاَ شَرَابٌ، وَعَلَيْهَا لَهُ طَعَامٌ وَشَرَابٌ، فَطَلَبَهَا حَتَّى شَقَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ مَرَّتْ بِجِذْلِ شَجَرَةٍ فَتَعَلَّقَ زِمَامُهَا، فَوَجَدَهَا مُتَعَلِّقَةً بِهِ؟))، قُلْنَا: "شَدِيدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((أَمَا وَاللَّهِ لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ، مِنْ الرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ))، قَالَ جَعْفَرٌ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ إِيَادٍ عَنْ أَبِيهِ"[28].

قال - تعالى -:﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 68 - 70].

في "صحيح مسلم" - رحمه الله - من حديث أَبِي ذَرٍّ- قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولاً الجَنَّةَ، وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا، رَجُلٌ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيُقَالُ: اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ، وَارْفَعُوا عَنْهُ كِبَارَهَا، فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ صِغَارُ ذُنُوبِهِ، فَيُقَالُ عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا: كَذَا وَكَذَا، وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا: كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: نَعَمْ، لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْكِرَ، وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنْ كِبَارِ ذُنُوبِهِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْهِ، فَيُقَالُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً، فَيَقُولُ: رَبِّ قَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لاَ أَرَاهَا هَاهُنَا))، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ"[33].

 

قوله - تعالى -: ﴿ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا ﴾ [آل عمران: 193]، وقوله - تعالى -: {﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ﴾ [الزمر: 53].

*حديث ابن عمر - رضي الله عنه - أنه قال له رجل: كيف سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في النجوى؟ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ((يُدْنَى المُؤْمِنُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ رَبِّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ، فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ، قَالَ: فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ، فَيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ))[39]. فهذا الحديث: الذي تضمن العناية بهذا العبد، إنما فيه ستر ذنوبه عليه في الدنيا، ومغفرتها له يوم القيامة، ولم يقل: وأعطيتك بكل سيئة منها حسنةً، فدل على أن غاية السيئات مغفرتُها، وتجاوُزُ الله عنها[40].

قال - تعالى -: {﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40]، فكيف يقارن حال مَن ضوعفت حسناتُه بمَن بُدِّل مكانَ كل سيئةٍ حسنةً واحدة؟!

قال - تعالى -: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82].

 

قال - تعالى -: ﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ... ﴾ إلى قوله: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ﴾ [مريم: 58 - 60].

وقد بشَّرهم المولى - سبحانه وتعالى- بقوله: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الحجر: 49]، وقوله - عز وجل -: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]؟

قال - عز وجل - على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 3]، وقوله - عز من قائل - على لسان هود - عليه السلام -: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 52]، وقوله - عز وجل - على لسان صالح - عليه السلام -: ﴿ فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 61]، وقوله - سبحانه - على لسان شعيب - عليه السلام -: ﴿ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 90].

وقال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ... ﴾ [التحريم: 8].

قال - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135].

 

قال - تعالى -: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [محمد: 19].

قد أمر الله - عز وجل - نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - بالاستغفار، بعد أن بلَّغ الرسالة، وجاهد في الله حق جهاده، حتى دخل الناس في دين الله أفواجًا، قال - تعالى -: {﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 1 - 3].

: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون ﴾ [الذاريات: 17، 18]،

 

قال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110].

 

وقال - تعالى - في الحديث القدسي: ((يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي، غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي...)[أخرجه الترمذي في "سننه"، كتاب: الدعوات، باب: فضل التوبة والاستغفار، رقم الحديث: 3540، 5/ 512. ]

 

قال تعالى -: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33].

قال تعالى -: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴾ [هود: 3]، وقال - تعالى - على لسان نوح - عليه السلام -: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]، وقال - تعالى - على لسان هود - عليه السلام -: {﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ﴾ [هود: 52].

 

***********************************************

النساء

إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18) (النساء)

سورة المائدة

وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39) (المائدة)

سورة الأنعام

وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) (الأنعام)

قلت المدون والجهالة هي الإندفاع للمعصية بعلم وشهوة ألْهَتهُ عن وقار الطاعة  فالجهل غير الجهالة ،

وفي سورة التوبة قال تعالي(وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) (التوبة) قلت المدون ورد في الايات قرينة التوبة بقوله تعالي(وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ)

 

 

وفي سورة التوبة أيضا (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) (التوبة)

 

سورة الشورى

وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25) وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (26) (الشورى)

سورة التحريم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) (التحريم)

التوبة والاستغفار في القرآن الكريم

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول وأشهد أن محمدا رسول الله جاء بالهدي والنور بشيرا ونذيرا وعلمنا أن الإسلام هو التوبة

قال تعالى -: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، وكذلك آيات التوبة والاستغفار التي تهبُّ منها نسمات رحمة الله بعباده المذنبين، فاتحةً باب الأمل في قبول التوبة، وغفران الذنوب، بل وإبدال الذنوب حسنات للتائبين الصادقين في توبتهم؛ ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].

التوبة

تعريف التوبة لغة:

التَّوْبة - بفتح التاء وسكون الواو- مأخوذة من (تَوبَ)، التاء والواو والباء: كلمة واحدة تدل على الرجوع[1].

وتاب إلى الله - تعالى - من كذا وعن كذا، يتوب توبًا، وتوبة ومتابًا: أناب ورجع عن المعصية إلى الطاعة، فهو تائب وتواب[2].

والتائب: يقال لباذل التوبة، ولقابل التوبة؛ فالعبد تائب إلى الله، والله تائب على عبده، والتواب أيضًا: العبد الكثير التوبة، وذلك بتركه بعضَ الذنوب على الترتيب، حتى يصير تاركًا لجميعها، وقد يقال ذلك لله - تعالى - لكثرة قَبوله توبةَ العباد حالاً بعد حال،[3] وتيسيره التوبة لعباده مرة بعد أخرى، بما يُظهِر لهم من آياته، ويسوق إليهم من تنبيهاته، ويطلعهم عليه من تخويفاته وتحذيراته، حتى إذا اطلعوا بتعريفه على غوائل الذنوب، استشعروا الخوف بتخويفه، فرجعوا إلى التوبة، فرجع إليهم فضل الله - تعالى - بالقبول[4].

 

حقيقة التوبة:

التوبة في الحقيقة: الرجوع إلى الله - تعالى - بالتزام فعل ما يُحب ظاهرًا وباطنًا، وترك ما يَكره ظاهرًا وباطنًا.

فالتوبة - في حقيقتها إذًا - اسم لمجموع أمرين:

- الرجوع إلى المحبوب، وهو جزء من مسماها.

- والرجوع عن المكروه، وهو الجزء الآخر.

 

فليست التوبة إذًا مجرد الترك، وإن كان هذا هو ما يظنه كثير من الناس، وهو قصور في فَهم حقيقة التوبة؛ لأنه وإن كان ترك المكروه من لوازم التوبة، إلا أنها تتضمن أيضًا فعلَ المأمور، فمَن تَرَك الذنب تركًا مجردًا، ولم يرجع منه إلى ما يحبه الله - تعالى - لم يكن تائبًا، إلا إذا رجع وأقبل وأناب إلى الله - عز وجل - وحل عقد الإصرار، وأثبت معنى التوبة في القلب قبل التلفظ باللسان، فندم بقلبه، واستغفر بلسانه، وأمسك ببدنه، وبهذا يكون قد حقق مدلول التوبة الكاملة.

 

وإذا كانت هذه هي حقيقة التوبة، فإن هذه الحقيقة يدخل في معناها الواسع: الإسلام والإيمان والإحسان، فيكون الدين داخلاً في مسمى التوبة[5].

 

ورود التوبة في القرآن الكريم

 

وردَتِ التوبةُ في القرآن الكريم على ثلاثة أوجه:

الأول: بمعنى التجاوز والعفو، وهذا مقيد بـ"على"؛ ومنه قوله - تعالى -: ﴿ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ﴾ [البقرة: 54]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 15].

 

الثاني: بمعنى الرجوع والإنابة، وهذا مقيد بـ"إلى"؛ ومنه قوله - تعالى -: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ ﴾ [البقرة: 54]، وقوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ﴾ [التحريم: 8].

 

الثالث: بمعنى الندم على الزلَّة، وهذا غير مقيد لا بـ"إلى"، ولا بـ"على"؛ ومنه قوله - عز وجل -: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا ﴾ [البقرة: 160]، ومنه قوله - تعالى -: ﴿ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [التوبة: 3].

 

حكم التوبة:

إن الإنسان لا يخلو من معصية أبدًا، وهذا نقص لا يسلم منه أحدٌ من البشر، فما مِن عبد إلا وقد اقترف إثمًا، أو فعل ذنبًا، وإنما يتفاوت الناس في مقادير المعاصي، أما الأصل فباقٍ.

 

وبيان ذلك: أن كل بشر لا يخلو عن معصية بجوارحه، فإن خلا في بعض الأحوال عن معصية الجوارح، فلا يخلو عن الهمِّ بالذنب بالقلب، فإن خلا في بعض الأحوال عن الهم، فلا يخلو عن وساوس الشيطان، بإيراد الخواطر المتفرقة المذهلة عن ذِكر الله، فإن خلا عنه، فلا يخلو عن غفلة وقصور في العلم بالله وصفاته وأفعاله، وكل ذلك نقص، وله أسباب، وترك أسبابه بالتشاغل بأضدادها، رجوع عن طريق إلى ضده، والمراد بالتوبة: الرجوع، ولا يتصور الخلو في حق آدمي عن هذا النقص، وإنما يتفاوتون في المقادير، أما الأصل فلا بد منه[6].

 

ولما كان الأمر كذلك، كان كل إنسان مفتقرًا إلى التوبة، فلا يتصور أن يستغني عنها أحد من البشر، فهي من أجلِّ الطاعات وأوجبها على المؤمنين، وهي خلق الأنبياء والمرسلين، وهي تصاحب البشرية منذ آدم - عليه السلام - هذا ما حكاه عنه القرآن الكريم في سورة البقرة في قوله - تعالى -: ﴿ فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 37]، ثم تتابع الرسل بعده، كلٌّ يدعو قومَه إلى التوحيد وإلى التوبة.

 

وهذا هو هود - عليه السلام - يقول لقومه: ﴿ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 52].

 

وهذا صالح - عليه السلام - يقول عنه القرآن في دعوته لقومه: ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾ [هود: 61].

 

وهذا شعيب - عليه السلام - يقول لقومه: ﴿ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴾ [هود: 90].

 

وهذا موسى - عليه السلام - يلجأ إلى التوبة؛ ليتخذها مسلكًا إلى غفران ربه ورضاه، كما أخبر عنه الحق بقوله: ﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 143].

 

والتوبة خُلُق نبيِّنا - عليه أفضل الصلاة وأتم السلام - كما أخبر بذلك أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((وَاللَّهِ، إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً))[7].

 

وبالتوبة أَمر الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه، كما حدَّث بذلك ابنُ عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللَّهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي اليَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَمَرَّةٍ))[8].

 

وفي سورة التوبة يجعل الله هذه الصفةَ أولَ صفة يثني بها على أولئك الذين اشتروا الجنةَ من ربهم، ببيع نفوسهم وأموالهم؛ فيقول - جل ذكره -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة: 111، 112].

رابط

وهكذا نجد التنزيل الإلهي يُنَوِّه بشأن التوبة، ويجعلها سِمةً أساسية من سمات الأخيار المؤمنين بالله - تعالى - منذ أقدم العصور، ويأمر بها في غير ما آية، مما يدل على وجوبها؛ قال - تعالى -: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، وقال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم: 8].

رابط

يقول القرطبي - رحمه الله -: "ولا خلاف بين الأُمة في وجوب التوبة، والمعنى: وتوبوا إلى الله؛ فإنكم لا تخلون من سهوٍ وتقصير في أداء حقوق الله - تعالى - فلا تتركوا التوبة في كل حال"[9].

 

رابط

وقال الآلوسي - رحمه الله - في قوله - تعالى -: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ ﴾: "تلوين للخطاب، وصرف له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الكل بطريق التغليب؛ لإبراز كمال العناية بما في حيزه من أمر التوبة، وأنها من معظمات المهمات الحقيقية، بأن يكون - سبحانه وتعالى - الآمرَ بها، كما أنه لا يكاد يخلو أحد من المكلَّفين عن نوع من التفريط، في إقامة مواجب التكاليف كما ينبغي، لا سيما في الكف عن الشهوات"[10].

 

فدل ما سبق على وجوب التوبة، وأن ذلك مما اتفقتْ عليه الأُمة.

وإذا كانت التوبة واجبة على العبد، فإنه مِن كمالها أن تكون تامةً، بحيث تستغرق الذنوبَ كلها، فلا تدع ذنبًا إلا تناولتْه، ولا معصيةً إلا محتْ أثرَها من القلب، كما يمحو ضوءُ النهار ظلامَ الليل، توبة يجمع فيها العبدُ كلَّ عزم له وإرادة، للمبادرة بها، والمضي فيها إلى آخر عمره، والإقلاع عن الذنب وهو يحدِّث نفسه ألا يعود إليه، كما لا يعود اللبن في الضرع.

رابط

أنواع التوبة

1- التوبة الخاصة:

وهي التوبة من ذنوبٍ بأعيانها، فيتوب منها ومما هو داخلٌ في نوعها، وأما التوبة من ذنب بعينه مع الإصرار على آخرَ مِن نوعه، فإن هذه التوبة لا تصح؛ كمَن تاب عن الزنا بامرأة، وهو مصرٌّ على الزنا بغيرها، فهذا في الحقيقية لم يَتُبْ من الذنب، وإنما عَدَلَ عن نوع منه إلى نوع آخر، فلا تصح توبتُه.

 

وهذا بخلاف مَن تاب عن ذنب، مع مباشرته آخرَ لا تعلُّق له به، ولا هو من نوعه، فإن توبته تصح فيما تاب عنه؛ كمَن تاب من الربا ولم يتب من شرب الخمر مثلاً، فإن توبته من الربا صحيحة[12].

رابط

2- التوبة العامة:

وهي التوبة مما يَعلم مِن ذنوبه، ومما لا يعلم[13].

 

وهذه التوبة تقتضي غفرانَ الذنوب كلها، وإن لم يستحضر أعيان الذنوب، إلا أن يُعارض هذا العامَ معارضٌ يوجب التخصيص؛ مثل أن يكون بعضُ الذنوب لو استحضره لم يتب منه؛ لقوة إرادته إياه، أو لاعتقاده أنه حَسَن ليس بقبيح، فما كان لو استحضره لم يتب منه، لم يدخل في التوبة، وأما ما كان لو حضر بعينه لكان مما يتوب منه، فإن التوبة العامة شاملةٌ له[14].

رابط

ما يتاب منه، وهو نوعان:

أحدهما: التوبة من ترك الواجبات وفعل المحرمات: وهذا موضع أخطأ فيه كثير من الناس؛ لظنه أن التوبة تكون من فعل المحرمات فقط، فهو عند التوبة لا يستحضر إلا بعضَ ما وقع منها.

 

وقد يكون ما تركه من المأمور، الذي يجب لله عليه في باطنه وظاهره من شُعب الإيمان وحقائقه - أعظمَ ضررًا عليه مما فعله من بعض تلك المحرمات[15].

 

وهذا يوضحه: أن جنس ترك الواجبات أعظمُ من جنس فعل المحرمات؛ إذ قد يدخل في ترك الواجبات ترك الإيمان والتوحيد، ومَن أتى بالإيمان والتوحيد لم يخلَّد في النار، ولو فعل ما فعل، ومَن لم يأتِ بالإيمان والتوحيد كان مخلَّدًا، مهما قلَّتْ ذنوبُه، وذلك كالزهاد والعبَّاد من المشركين وغيرهم، فهؤلاء لا يَقتلون، ولا يزنون، ولا يَظلمون الناسَ، لكنَّ نفس الإيمان والتوحيد الواجب تركوه، فعُوقبوا على ترك المأمور[16].

رابط

وهذا معناه: أن العقاب يكون على ترك المأمور، كما يكون على فعل المحظور.

 

لذا كانت التوبة واجبة من كلا النوعين:

قال ابن تيمية - رحمه الله -: وليست التوبة من فعل السيئات فقط، كما يظنُّ كثيرٌ من الجهال، لا يتصورون التوبةَ إلا عما يفعله العبدُ من القبائح؛ كالفواحش والمظالم، بل التوبة مِن ترك الحسنات المأمور بها، أهمُّ من التوبة من فعل السيئات المنهي عنها، فأكثرُ الخلق يتركون كثيرًا مما أمرهم الله به، من أقوال القلوب وأعمالها، وأقوال البدن وأعماله، وقد لا يعلمون أن ذلك مما أُمروا به، أو يعلمون الحق ولا يتَّبعونه، فيكونون إما ضالين بعدم العلم النافع، وإما مغضوبًا عليهم بمعاندة الحق بعد معرفته.

رابط

وقد أمر الله عباده المؤمنين أن يَدْعوه في كل صلاة بقوله: {﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6، 7].

رابط

الثاني: التوبة من الحسنات:

وتوبة الإنسان من حسناته على أوجه:

أحدها: أن يتوب ويستغفر من تقصيره فيها.

الثاني: أن يتوب من إعجابه ورؤيته أنه فعلها، وأنها حصلتْ بقوَّته، وينسى فضل الله وإحسانه، وأنه المنعم بها[17].

رابط

إن الرضا بالطاعة دليل على حسن الظن بالنفس، وجهل بحقوق العبودية، وبما يستحق الرب - جل جلاله - لذا كان أرباب العزائم والبصائر أشدَّ ما يكونون توبة واستغفارًا عقيب الطاعات؛ لشهودهم تقصيرهم فيها، وترك القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه[18]، فلولا توفيقه - سبحانه وتعالى - لما قاموا بها، ولما أدوها حق أدائها.

 

الثالث: التوبة مما كان يظنه العبد حسنات، ولم يكن كذلك[19]، ومنه الابتداع في الدين، فإن كل بدعة في الدين محرَّمة وضلالة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فَإِنَّهَا ضَلاَلَةٌ...))[20] الحديث.

 

ففي هذا الحديث تحذير للأمة من اتِّباع الأمور المحدَثة المبتدَعة، والمراد بها: ما أُحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه[21].

رابط

شروط التوبة

التوبة إلى الله - تعالى - من أعظم مقامات الدين وأجلِّها؛ لأنها تزيل العوائق التي تقوم بين العبد وبين ربه، تلك العوائق الكامنة في النفس من شهواتها ونزواتها، ولا تكون التوبة صحيحةً مقبولة، حتى تتحقق فيها شروطٌ تثبت صدق التائب في توبته، وإنابته إلى ربه - عز وجل.

 

ومن هذه الشروط:

1- الإخلاص:

وذلك بأن يكون الباعثُ للتوبة حبَّ الله وتعظيمه، والطمعَ في ثوابه، والخوفَ من عقابه، لا قصدًا في عَرَض من أعراض الدنيا الزائلة؛ فإن الله - سبحانه وتعالى- لا يَقبَل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه - جل وعلا - كما أخبر بذلك في كتابه الكريم، في قوله - عز وجل -: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5].

 

فإخلاص العبادة لله - عز وجل - وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، هو دين الملة المستقيمة.

رابط

2- الندم:

الندم على ما سلف منه في الماضي، فلا تكون التوبة صحيحة، حتى يكون التائب نادمًا على ما سلف منه من المعاصي، ندمًا يوجب الانكسار بين يدي الله - عز وجل - والذلة له - سبحانه.

 

3- العزم الجازم على عدم معاودة الذنب:

فيتوب من الذنب، وهو يحدِّث نفسه ألاَّ يعود في المستقبل.

رابط

4- أن تكون التوبة في زمن قبولها:

وهو ما قبل حضور الأجل، وطلوع الشمس من مغربها.

 

فالذين يعملون السيئات، ويصرُّون على المعاصي، ويسوِّفون في التوبة، حتى إذا حضر أحدَهم الموتُ قال: إني تبت الآن - هؤلاء توبتُهم غيرُ صحيحة؛ بل هي مردودة؛ لأنها لم تنشأ عن خوف الله - عز وجل - وإنما هي توبة اضطرار حين حضر الأجل، ولم يَعُد هناك متَّسَع لارتكاب الذنوب، ومما يدل على عدم قبولها قولُه - عز وجل -: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 17، 18].

 

والمعنى: أن الله - سبحانه وتعالى - إنما يَقبَل التوبةَ ممَّن عمل السوء بجهالة - وكل مَن عصى ربَّه فهو جاهل، حتى ينزع عن الذنب - ثم يتوب قبل الغرغرة.

رابط

وأما متى خرجت الروح في الحلق، وضاق بها الصدر، وبلغَتِ الحلقومَ، وغرغرتِ النفسُ، وصار في حين اليأس - كما كان فرعون حين صار في غمرة الماء والغرق - فلم ينفعه ما أظهَرَ من الإيمان[22].

 

فإن التوبة في ذلك الوقت لا تنفع؛ كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ))[23].

 

قال السعدي - رحمه الله - في تفسيره: توبة الله على عباده نوعان: توفيق منه للتوبة، وقبول لها بعد وجودها من العبد.

 

فأخبر هنا أن التوبة المستحَقة على الله حقٌّ أحقه على نفسه؛ كرمًا منه وجودًا، لمن عمل السوء؛ أي: المعاصي، {بجهالة}؛ أي: جهالة منه لعاقبتها، وإيجابها لسخط الله وعقابه، وجهل منه لنظر الله ومراقبته له، وجهل منه بما تؤول إليه من نقص الإيمان أو إعدامه، فكل عاصٍ لله فهو جاهل بهذا الاعتبار، وإن كان عالمًا بالتحريم؛ بل العلم بالتحريم شرط لكونها معصية معاقبًا عليها.

 

﴿ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ ﴾: يحتمل أن يكون المعنى: ثم يتوبون قبل معاينة الموت، فإن الله يقبل توبة العبد، إذا تاب قبل معاينة الموت والعذاب قطعًا، وأما بعد حضور الموت، فلا يُقبَل من العاصين توبةٌ، ولا من الكفار رجوعٌ؛ كما قال - تعالى - عن فرعون: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 90]، وقال - تعالى -: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴾ [غافر: 84].

رابط

 

وقال هنا: ﴿ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 18]، وذلك أن التوبة في هذه الحال توبة اضطرار، لا تنفع صاحبها، إنما تنفع توبة الاختيار.

 

ويحتمل أن يكون قوله: {مِنْ قَرِيبٍ}؛ أي: قريب من فعل الذنب، الموجب للتوبة، فيكون المعنى: مَن بادر إلى الإقلاع مِن حين صدور الذنب، وأناب إلى الله، وندم عليه، فإن الله يتوب عليه، بخلاف مَن استمر على ذنبه، وأصر على عيوبه، حتى صارت فيه صفات راسخة، فإنه يعسر عليه إيجاد التوبة التامة، والغالب أنه لا يوفَّق للتوبة، ولا ييسَّر لأسبابها، كالذي يعمل السوء على علم ويقين، متهاونًا بنظر الله إليه، فإنه يسد على نفسه باب الرحمة.

 

نعم, قد يوفِّق اللهُ عبدَه المصرَّ على الذنوب عن عمد للتوبة النافعة، التي يمحو بها ما سلف من سيئاته، وما تقدَّم من جناياته، ولكن الرحمة والتوفيق للأول أقرب؛ ولهذا ختم الآيةَ الأولى بقوله: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾.

رابط

فمِن عِلمه: أنه يعلم صادق التوبة وكاذبها، فيجازي كلاًّ منهما بحسب ما استحق بحكمته.

 

ومِن حكمته: أن يوفِّق مَن اقتضتْ حكمتُه ورحمته، توفيقَه للتوبة، ويخذل مَن اقتضت حكمتُه وعدله، عدمَ توفيقه، والله أعلم[24].

 

5- ومن شروط التوبة:

أن التوبة إذا كانت متضمنة لحق آدمي، فلا بد أن يخرج منه، إما بأدائه، وإما باستحلاله منه بعد إعلامه به، سواء كان حقًّا ماليًّا، أو جناية على بدنه أو عِرْضه؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَخِيهِ، مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ، فَحُمِلَ عَلَيْهِ))[25].

 

ومما ينبغي الإشارة إليه: أن المظلمة إن كانت قدحًا بغِيبة أو قذفًا، ولم يغلب على ظن القادح حصولُ مفسدة بإعلام المقدوح فيه - فإن مِن شروط التوبة إعلامَه بذلك، وأما إن غلب على ظنه حصولُ مفسدة، فإنه يكفي في ذلك توبتُه بينه وبين الله - عز وجل - وأن يَذكُر المقدوحَ فيه في مواضع غيبته وقذفه بضد ما ذَكَره من الغيبة، فيبدل غيبته بمدحه، والثناء عليه، وذكر محاسنه[26].

 

وليس في هذا معارضة للحديث السابق؛ لأنه موافق لمقاصد الشارع من تأليف القلوب، والتراحم والتعاطف، والتحابب، ولا يتم ذلك إلا بإزالة أسباب العداوات، التي قد يكون منها إعلام المقدوح فيه بما قيل عنه من غيبة أو قذف.

 

رابط

فضائل التوبة

ذُكِرت التوبة في القرآن الكريم بين دعوةٍ إليها، وترغيبٍ فيها، وثناءٍ على أهلها، في سبعة وثمانين موضعًا، وقد بيَّن - سبحانه - أن التوبة خير من المواظبة على الذنب: ﴿ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [التوبة: 74].

 

فأخبر الله - سبحانه - في هذه الآية أن التوبة خير لصاحبها؛ لما يترتب عليها من السعادة في الدنيا والآخرة، ولما لها من منزلة في الدين، تظهر من خلال فضائلها الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومن تلك الفضائل:

 

1- أن التوبة سبب لمحبة الله - عز وجل -:

فالتوبة تثمر للعبد محبةً من الله خاصة، لا تحصل بدون التوبة؛ بل التوبة شرط في حصولها، والمحبة الحاصلة للعبد بالتوبة لا تُنال بغيرها؛ لأن التائب يكون في حال من الخوف والخشية، والانكسار والتذلل لله، والتضرع إليه بأن يقبل توبته، ويغفر زلَّته، ويتجاوز عن جرمه وخطيئته، وهذه الأحوال هي من أفضل أحوال العبد التي يُحبها الله - عز وجل - ولهذا قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]، فالله - سبحانه وتعالى - يحب عبادَه الذين كلما وقعت منهم زلةٌ، أحدثوا لها توبةً؛ لأن ذلك من أسباب إظهاره - سبحانه - صفةَ الحلم والعفو، والجود والرحمة والكرم، وإذا أحب مَن يتكرر منه التوبة بتكرار المعاصي، فهو في التائب الذي لم يقع منه بعد توبته زلةٌ - إن كان ذلك يوجد - أحبُّ، وفيه أرغب، وبه أرحم[27]،وقد ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كَيْفَ تَقُولُونَ بِفَرَحِ رَجُلٍ، انْفَلَتَتْ مِنْهُ رَاحِلَتُهُ تَجُرُّ زِمَامَهَا، بِأَرْضٍ قَفْرٍ، لَيْسَ بِهَا طَعَامٌ وَلاَ شَرَابٌ، وَعَلَيْهَا لَهُ طَعَامٌ وَشَرَابٌ، فَطَلَبَهَا حَتَّى شَقَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ مَرَّتْ بِجِذْلِ شَجَرَةٍ فَتَعَلَّقَ زِمَامُهَا، فَوَجَدَهَا مُتَعَلِّقَةً بِهِ؟))، قُلْنَا: "شَدِيدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((أَمَا وَاللَّهِ لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ، مِنْ الرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ))، قَالَ جَعْفَرٌ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ إِيَادٍ عَنْ أَبِيهِ"[28].

 

وهذا المثل ضربَه النبي - صلى الله عليه وسلم - لبيان فرح الرب - عز وجل - بتوبة العبد، فصاحب هذه الراحلة كان في أرض فلاة خالية، لا أنيس بها ولا مُعين، ثم إنها مهلكة؛ لا ماء بها ولا طعام، فنام فاستيقظ فلم يجد راحلتَه، التي عليها مادةُ حياته من طعام وشراب، فأخذ يبحث عنها، حتى أدركه العطشُ، وآيس من العثور عليها، فرجع إلى مكانه، وجلس ينتظر الموت، فنام في مكانه، فلما استيقظ وجدها عنده وعليها طعامُه وشرابه، فلا فرحة تعدل هذه الفرحةَ، ومع هذا ففرحُ الله - عز وجل - بتوبة عبده إذا تاب، أعظمُ من فرح هذا براحلته.

 

قال ابن تيمية - رحمه الله -: "والفرح إنما يكون بحصول المحبوب، والمذنب كالعبد الآبق من مولاه الفارِّ منه، فإذا تاب فهو كالعائد إلى مولاه وإلى طاعته، وهذا المَثل الذي ضربه النبي - صلى الله عليه وسلم - يبيِّن من محبةِ الله وفرحه بتوبة العبد، ومن كراهته لمعاصيه، ما يبين أنَّ ذلك أعظم من التمثيل بالعبد الآبق؛ فإن الإنسان إذا فقَدَ الدابةَ التي عليها طعامُه وشرابه في الأرض المهلكة، فإنه يحصل عنده ما الله به عليم من التأذِّي، من جهة فقْد الطعام والشراب والمركب، وكون الأرضِ مفازةً لا يمكنه الخلاصُ منها، وإذا طلبها فلم يجدها، يئس واطمأن إلى الموت، وإذا استيقظ فوجدها كان عنده من الفرح ما لا يمكن التعبير عنه، بوجود ما يحبه ويرضاه، بعد الفقد المنافي لذلك، وهذا يبيِّن من محبة الله للتوبة المتضمنة للإيمان والعمل..."[29].

 

والمقصود أن هذا الفرحَ من الله - عز وجل - بتوبة عبده، دليلٌ على عظم قدر التوبة، وأنها من أجلِّ الطاعات وأوجبها على المؤمنين، وهو فرح محسن، بَرٍّ، لطيف، جواد، غني، لا فرح محتاج إلى حصول متكمل به، مستقبل له من غيره، فهو عين الكمال[30].

 

2- ومن فضائل التوبة:

أنها سبب لتبديل السيئات حسنات؛ قال - تعالى -:﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 68 - 70].

 

المعنى: مَدَح اللهُ - عز وجل - عبادَه بما ذَكَره في هذه الآياتِ من الصفات، وأخبر أن مَن اتَّصف بأضدادها، فإنه يضاعف له العذاب، واستثنى - تعالى - مَن تاب مِن ظلمه، ورجع إلى ربه، فإنه يبدل سيِّئاتِه حسناتٍ.

 

واختلف المفسرون في التبديل المذكور على قولين: [قلت المدون لا تبدل السيئات الي حسنات الا بمقابل التبديل فلو فرضنا أن علي التائب من بقايا ذنبه 1000 سيئة فكيف تبدل ... فكلما فعل حسنة محت أمامها سيئة حتي إذا فعل 1000 حسنة تبدلت بها ألف سيئة ويصير التائب لا ذنب له]

القول الأول: أن الله - سبحانه وتعالى - يبدل سيئاتِ التائب حسناتٍ يوم القيامة؛ وذلك لأن هذا المسيءَ التائب كلما تذكَّر ما مضى، ندم واسترجع واستغفر، فينقلب الذنبُ طاعةً بهذا الاعتبار، فيوم القيامة وإن وجده مكتوبًا عليه، فإنه لا يضره، وينقلب حسنة في صحيفته، كما ثبت في السُّنة، وصحَّت به الآثار المروية عن السلف - رضي الله عنهم[31].

 

قال الشوكاني - رحمه الله -: وبه قال جماعة من الصحابة ومَن بعدهم[32].

 

واستدل القائلون بذلك بما يلي:

1- ما ثبت في "صحيح مسلم" - رحمه الله - من حديث أَبِي ذَرٍّ- قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولاً الجَنَّةَ، وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا، رَجُلٌ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيُقَالُ: اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ، وَارْفَعُوا عَنْهُ كِبَارَهَا، فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ صِغَارُ ذُنُوبِهِ، فَيُقَالُ عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا: كَذَا وَكَذَا، وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا: كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: نَعَمْ، لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْكِرَ، وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنْ كِبَارِ ذُنُوبِهِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْهِ، فَيُقَالُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً، فَيَقُولُ: رَبِّ قَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لاَ أَرَاهَا هَاهُنَا))، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ"[33].

 

2- واستدلُّوا أيضًا بأن الجزاء من جنس العمل، فكما أنهم بَدَّلوا أعمالَهم السيئة حسناتٍ، يبدِّلها الله في صحف الحفظة حسناتٍ جزاء وفاقًا[34].

 

القول الثاني: أنهم بدلوا مكانَ عملِ السيئات عملَ الحسنات في الدنيا[35]، فهو تبديل الأعمال القبيحة والإرادات الفاسدة، بأضدادها من الأعمال الصالحة، وهي حسنات.

 

وعللوا ذلك: بأنه إذا انقلبَتِ السيِّئاتُ حسناتٍ في حق التائب، لكان أحسن حالاً مِن الذي لم يرتكب منها شيئًا، وأكثر حسنات منه؛ لأنه إذا أساء، شارَكَه في حسناته التي فعلها، وامتاز عنه بتلك السيئات التي انقلبت حسنات[36].

 

واختار هذا القولَ ابنُ جرير - رحمه الله - وقال: وإنما قلنا ذلك أولى بتأويل الآية؛ لأن الأعمال السيئة قد كانت مضتْ على ما كانت عليه من القبح، وغير جائز تحويل عَينٍ قد مضت بصفة، إلى خلاف ما كانت عليه، إلا بتغييرها عما كانت عليه من صفتها في حال أخرى[37].

رابط

واستدل هؤلاء على ما ذهبوا إليه بما يلي:

أولاً: من القرآن:

قوله - تعالى -: ﴿ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا ﴾ [آل عمران: 193]، وقوله - تعالى -: {﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ﴾ [الزمر: 53].

 

فدلَّ ذلك على أن السيئة لا تنقلب حسنة؛ بل غايتها أن تُمحى وتُكفَّر ويَذهب أثرُها، فإنها لم تكن طاعة، وإنما كانت مكروهة للرب، فكيف تنقلب محبوبة مَرْضِيَّة؟![38].

 

ثانيًا: استدلوا من السنة:

بحديث ابن عمر - رضي الله عنه - أنه قال له رجل: كيف سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في النجوى؟ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ((يُدْنَى المُؤْمِنُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ رَبِّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ، فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ، قَالَ: فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ، فَيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ))[39].

 

فهذا الحديث: الذي تضمن العناية بهذا العبد، إنما فيه ستر ذنوبه عليه في الدنيا، ومغفرتها له يوم القيامة، ولم يقل: وأعطيتك بكل سيئة منها حسنةً، فدل على أن غاية السيئات مغفرتُها، وتجاوُزُ الله عنها[40].

رابط

 

والراجح - والله أعلم - أن التبديل المذكور في الآية على حقيقته، وأنه يكون في الدنيا بتبديل الأعمال السيئة أعمالاً حسنة، وفي الآخرة بتبديل السيئات في صحائف الأعمال حسناتٍ.

 

وأما ما ذهب إليه الفريق الثاني مِن منعِ ذلك في الآخرة، فإنه لا مانع من ذلك حقيقة، لا مِن الكتاب، ولا من السنة، ولا من العقل؛ وذلك لأن القرآن والسنة دلاَّ على وقوع ذلك، وهو ما وَعَد الله - عز وجل - به، وهو - سبحانه - لا يخلف الميعاد، كما أنه - سبحانه - لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، فلا يصح لنا أن نقول: أنه يجوز على الله كذا وكذا، ولا يجوز عليه كذا وكذا، وبخاصة فيما أخبر - سبحانه وتعالى - أنه يفعله.

 

وتعليلهم ذلك: بأنه لو انقلبت السيئات حسنات في حق التائب، لكان أحسن حالاً ممن لم يرتكب منها شيئًا، هذا على فرض وجود مَن لم يرتكب سيئات، وهذا محال، إلا في حق مَن عصمه الله - عز وجل - وأيضًا فإنه على فرض صحة وجود مَن لا سيئات له، فإن ما عمله من الحسنات، أخبر - سبحانه وتعالى - أنه يضاعفها؛ قال - تعالى -: {﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40]، فكيف يقارن حال مَن ضوعفت حسناتُه بمَن بُدِّل مكانَ كل سيئةٍ حسنةً واحدة؟!

رابط

 

وأما استدلالهم بقوله - تعالى -: ﴿ ربَّنَا اغْفِرْ... ﴾ الآية [آل عمران: 193]، وقوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ ﴾ [الزمر: 53]، وحديث ابن عمر[41] - فلا دلالةَ فيه على قولهم؛ لأنه وإن دل على مغفرة الذنوب، فلا دلالة فيه على المنع من تبديل السيئات حسناتٍ يوم القيامة.

 

3- ومن فضائل التوبة:

أنها سبب لمغفرة الذنوب، وتكفير السيئات؛ قال - تعالى -: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82].

رابط

 

المعنى: في هذه الآية فتح الله - عز وجل - لعباده التائبين بابَ الرجاء، فالتوبة معروضة، ولو عمل العبد ما عمل من المعاصي؛ ولهذا قال - تعالى -: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ}، فأتى بصيغة المبالغة؛ أي: كثير المغفرة والرحمة، {لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ} بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، {وَعَمِلَ صَالِحًا} مما ندب إليه الشرع وحسَّنه من أعمال القلب والجوارح وأقوال اللسان، ثم لزم الصراط المستقيم والمنهاج القويم؛ أي: استقام على السنة والجماعة، وثبت على ذلك حتى الممات، فهذا يَقبل الله توبتَه، ويقيل عثرته؛ لأنه أتى بأسباب المغفرة.

وقال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ... ﴾ [التحريم: 8].

 

المعنى: أمر الله - عز وجل - عبادَه بالتوبة من الذنوب إذا تلبَّسوا بها؛ لأن ذلك من إصلاح أنفسهم، ولأنهم قد يذهلون عما فرط منهم، فهداهم إلى السبيل الذي تمحى به سيئاتُهم، وهو التوبة النصوح.

 

والنصوح إما على وزن "فَعُول"، المعدول به عن فاعل؛ قصدًا للمبالغة، وأصله من خلوص الشيء من الغش والشوائب، يقال: هذا عسل ناصح: إذا خلص من الشمع، فهذه التوبة نصح فيها التائب، فلم يشنها بغش، وإما على وزن فاعل: أي ناصحة خالصة صادقة[42].

 

وهذه التوبة تتضمن ثلاثة أمور:

الأول: ويتعلق بما يتوب منه، بأن تكون التوبة كاملة، تعُم جميع الذنوب وتستغرقها، بحيث لا تدع ذنبًا إلا تناولتْه، ولا معصيةً إلا دخلتْ في عمومها.

الثاني: ويتعلق بالتائب نفسه، بأن يجمع همَّه وإرادته بالمبادرة بالتوبة، عازمًا على المضي فيها إلى آخر العمر.

الثالث: ويتعلق بمَن يتوب إليه، وذلك بأن يُخلِّص التوبة مما يَقدح فيها، فلا يكون الباعث لها حفظ شيء من أمور دنياه، من جاه، أو مال، أو رئاسة، وإنما يكون ذلك لخوفه من الله، ورغبته فيما وعد به التائبين[43].

 

.النووي وقواعده الفجة في التأويل في كتابه: المنهاج

.أقوال النووي في المتأولات

.تأويلات النووي علي مسلم بن الحجاج في شرحة للجامع الصحيح

.تأويل نصوص نفي الإيمان وتحويلها إلي إثبات عمل لا يليق بعلماء المسلمين قديما وحديث.

 

 

فإذا تضمنت التوبة هذه الأمورَ، كان صاحبها داخلاً في وعده - عز وجل - بمحو السيئات، ودخول الجنات التي فيها النعيم المقيم، في ذلك اليوم الذي يكرم الله فيه أولياءه، بما يعطيهم من أنواع الكرامة، ومنها النور المنتشر بين أيديهم وبأيمانهم.

 

4- ومن فضائل التوبة:

أنها سبب لدخول الجنة؛ قال - تعالى -: ﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ... ﴾ إلى قوله: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ﴾ [مريم: 58 - 60]. والمعنى: لما ذَكَر - سبحانه وتعالى - حزبَ السعداء، وهم الأنبياء، ومَن تبعهم بإحسان، ممن قاموا بحدود الدين، فاتبعوا أوامره، وأدَّوا فرائضه، وتركوا نواهيَه - أردف هذا بذِكر مَن خالفهم ممن جاء بعدهم، ووصفهم بوصفين: إضاعة الصلاة، واتِّباع الشهوات، وهذان وصفان جامعان لأصناف الكفر والفسق، فمَن ضيَّع الصلاة فهو لما سواها من الواجبات أضيعُ؛ لأنها عماد الدين وقوامه، وخير أعمال العباد، وإضاعة الصلاة يدخل فيها مَن أخَّر الصلاة عن وقتها، أو ترك فرضًا من فروضها، أو شرطًا من شروطها، أو ركنًا من أركانها، ويدخل تحت إضاعتها أيضًا: مَن تركها بالمرة أو أحدها دخولاً أوليًّا.

 

روابط يجب الرجوع اليها:

30.بقلم العصري مذهبية النووي للأشاعرة هي التي جعلته ض...

31.النسبة والتناسب في عمليات تأويل نصوص الشرع وكتاب ت...

32.استكمل نماذج من التأويلا الفاسدة الناقضة لحق الله ...

33.أحاديث من قال لا اله الا الله بكل طرقها وشواهدها

والسبب الذي ضيع مِن أجله هؤلاء الصلاةَ: اتباعُهم شهواتِ النفس، ودواعيَ الهوى، فصارت هممهم منصرفةً إلى تحصيلها على أي وجه كان، فقطعهم ذلك وشغلهم عن فرائض الله - عز وجل - فتوعَّدهم - سبحانه - بالوعيد الشديد المضاعف، ولما أخبر - سبحانه وتعالى- عن حالهم وجزائهم، فتح لهم بابَ التوبة، وحَدَاهم إلى غسل الواضح في عالم الوجدان والحس، بتوبة تُنجي من العذاب الأليم، ومَن جمع بين التوبة والإيمان والعمل الصالح، فإنه يكون ممن يدخل الجنة، من غير أن ينقص من عمله شيء.

 

 

الاستغفار

الضعف والتقصير مما جبَل الله - عز وجل - عليه البشرَ، وهو مما يحملهم على اقتراف الذنوب، والوقوعِ في العصيان، والسلامةُ من ذلك مما لا مطمع فيه لأحد؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا، لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ) [أخرجه مسلم في "صحيحه"، كتاب: التوبة، باب: سقوط الذنوب بالاستغفار، رقم الحديث: 2749، ص: 1470. ]

 

فالله - عز وجل - من رحمته بخَلقِه، ومزيدِ فضله على عباده، أنه فتح لهم بابَ الرجاء في العفو والمغفرة، بالاستغفار، فأهل الإيمان، وأرباب المعرفة بالله، إذا أذنبوا استغفروا، وإذا أساؤوا أنابوا، كيف لا وقد بشَّرهم المولى - سبحانه وتعالى- بقوله: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الحجر: 49]، وقوله - عز وجل -: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]؟

 

والاستغفار: طلب المغفرة قولاً وفعلاً، والغفران والمغفرة: هو أن يصون الله - عز وجل - العبدَ من أن يمسه العذابُ[45].

روابط ينبغي الإضطلاع عليها

 

حديث ابي ذر من قال لا اله الا الله دخل الجنة وان زنا وسرق وشرب الخمر

27. الشئ هو أقل مخلوق في الوجود (مثقال الذرة)

28. فاستبدلوا اشارة الشرع الي الكلام عن ذات المؤمن بكونه عن أعراضه وصفاته

30.مذهبية النووي للأشاعرة هي التي جعلته ضالعا في تأويل مالم يستطع تأويله أي أحد من الناس

18. الخلود في النار في الاخرة خلود واحد هو الأبد

19. النطق بالشهادتين وحده لا يكفي لدخول الجنة ولا يقي من عذاب النار

20. حديث: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين

21. تحقيق التراخي المؤكد لسورة الطلاق بعد سورة البقرة

22. التوبة هي كل الإسلام

23. الشيطان عدو الانسان المبين

24. التغير التاريخي والسقوط الزمني لأمة الإسلام حتي آل مآلها اليوم إلي الحضيض

25. دور استخدام المتشابه من النصوص في انحطاط قيمة أمة الاسلام في سائر الامم

26. حديث ابي ذر من قال لا اله الا الله دخل الجنة وان زنا وسرق وشرب الخمر

27. الشئ هو أقل مخلوق في الوجود (مثقال الذرة)

28. فاستبدلوا اشارة الشرع الي الكلام عن ذات المؤمن بكونه عن أعراضه وصفاته

29.روابط نداء الايمان لكتاب التأويلات النووية المسمي ...

حقيقة الاستغفار:

كثير من الناس يظن أنه لو فعل ما فعل، ثم قال أستغفر الله، زال الذنب، وراح هذا بهذا، وذلك من مغالطة النفس؛ لأن الاستغفار الحقَّ ما تواطأ عليه القلبُ واللسان، وظهر أثرُه على الجوارح، فخرج به العبد من الفعل المكروه، إلى الفعل المحبوب، ومن العمل الناقص، إلى العمل التام.

 

والله - سبحانه وتعالى - لما أثنى على عباده بالاستغفار، قيَّده بعدم الإصرار؛ قال - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135].

 

المعنى: أخبر - سبحانه وتعالى - عن شأن عباده المؤمنين، إذا صدرت منهم أعمالٌ سيئة، من ظلم النفس، فذكروا حق الله - سبحانه وتعالى - وعظمته الموجبة لخشيته وخوفه، والحياء منه، وتذكَّروا كذلك وعدَه ووعيده، فبادروا بطلب المغفرة منه - عز وجل - فإنه لا يغفر الذنوبَ أحدٌ سواه، ولم يُصرُّوا على قبيح فعلهم، وهم عالمون بقبحه، والنهيِ عنه، والوعيدِ عليه.

 

جمع القرآن بين التوبة والاستغفار، والفرق بينهما:

قرن الله - سبحانه وتعالى - بين التوبة والاستغفار، في أكثر من آية من كتابه - تعالى - كما قال - عز وجل - على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 3]، وقوله - عز من قائل - على لسان هود - عليه السلام -: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 52]، وقوله - عز وجل - على لسان صالح - عليه السلام -: ﴿ فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 61]، وقوله - سبحانه - على لسان شعيب - عليه السلام -: ﴿ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 90].

 

فالاستغفار: طلب وقاية شرِّ ما مضى، والتوبة الرجوع وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل من سيئات أعماله، فهاهنا أمران لا بد منهما: مفارقة شيء، والرجوع إلى غيره، فخُصَّت التوبة بالرجوع، والاستغفارُ بالمفارقة، وعند إفراد أحدِهما يتناول الأمرين[46].

 

أهمية الاستغفار:

إن العبد دائمًا دائرٌ بين نعمة من الله - سبحانه وتعالى - يحتاج معها إلى شكر، وبين ذنبٍ منه يحتاج فيه إلى الاستغفار، وكل من هذين الأمرين من الأمور اللازمة للعبد، والعارف بالله في كل يوم؛ بل في كل ساعة؛ بل في كل لحظة - يزداد علمًا بالله، وبصيرة في دينه وعبوديته؛ بحيث يجد ذلك في طعامه وشرابه، ونومه ويقظته، وقوله وفعله، ويرى تقصيره في حق ربه - عز وجل - سواء في القيام بعبادته حق القيام، أم في شكر نعمته؛ ولهذا كان محتاجًا إلى الاستغفار آناء الليل وأطراف النهار؛ بل هو مضطر إليه دائمًا في الأقوال والأفعال، وسائر الأحوال؛ لما فيه من المصالح، وجلب الخيرات، ودفع المضرات[47].

 

ولما كان الاستغفار بهذه الأهمية، قَرَنَه الله - عز وجل - في كتابه الكريم، بتوحيده - جل وعلا - قال - تعالى -: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [محمد: 19].

 

قال ابن تيمية - رحمه الله-: وقد ثبتت دائرة الاستغفار بين أهل التوحيد، واقترانها بشهادة أن لا إله إلا الله، من أولهم إلى آخرهم، ومن آخرهم إلى أولهم، ومن الأعلى إلى الأدنى، وشمول دائرة التوحيد الاستغفار للخلق كلهم، وهم فيها درجات عند الله، ولكل عامل مقام معلوم.

 

فشهادة أن لا إله إلا الله - بصدق ويقين - تُذهب الشركَ كله، دِقَّه وجِلَّه، خطأه وعمده، أوَّلَه وآخره، سِرَّه وعلانيته، وتأتي على جميع صفاته وخفاياه ودقائقه.

 

والاستغفار يمحو ما بقي من عثراته، ويمحو الذنبَ الذي هو من شُعب الشرك؛ فإن الذنوب كلها من شعب الشرك؛ فالتوحيدُ يُذهب أصلَ الشرك؛ والاستغفارُ يمحو فروعَه، فأبلغُ الثناء قول: لا إله إلا الله، وأبلغ الدعاء قول: أستغفر الله، فأمَرَه بالتوحيد والاستغفار لنفسه، ولإخوانه من المؤمنين[48]؛ بل قد أمر الله - عز وجل - نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - بالاستغفار، بعد أن بلَّغ الرسالة، وجاهد في الله حق جهاده، حتى دخل الناس في دين الله أفواجًا، قال - تعالى -: {﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 1 - 3].

 

قالت عائشة - رضي الله عنها -: ما صَلَّى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - صَلاَةً بَعْدَ أَنْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾، إِلاَّ يَقُولُ فِيهَا: ((سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي))[49].

 

فلا أحسن إذًا من ختام العمل بالاستغفار؛ فإنه إن كان العمل سيِّئًا، كان الاستغفار كفارة له، وإن كان حسنًا، كان كالطابع عليه؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ))، قَالَ: ((وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ - فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ)[أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب: الدعوات، باب: أفضل الاستغفار، رقم الحديث: 6306، ص: 1097.

 

وقد امتثل - صلى الله عليه وسلم - لأمر الله - عز وجل - له بالاستغفار، فكان عليه - الصلاة والسلام - ملازمًا للاستغفار، كما أخبر بذلك عن نفسه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي اليَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ))[51].

 

والمراد بقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي)):

1- قيل: المراد الفترات والغفلات عن الذكر، الذي كان شأنه الدوام عليه، فإذا فتر عنه أو غفل، عدَّ ذلك ذنبًا، واستغفر منه.

2- وقيل: هو همه؛ بسبب أمته، وما اطلع عليه من أحوالها بعده، فيستغفر لهم.

3- وقيل سببه اشتغاله بالنظر في مصالح أمته وأمورهم، ومحاربة العدو ومداراته، وتأليف المؤلَّفة، ونحو ذلك، فيشتغل بذلك عن عظيم مقامه، فيراه ذنبًا بالنسبة إلى عظيم منزلته، وإن كانت هذه الأمور من أعظم الطاعات، وأفضل الأعمال، فهي نزول عن عالي درجته، ورفيع مقامه، من حضوره مع الله - تعالى - ومشاهدته، ومراقبته، وفراغه مما سواه، فيستغفر لذلك[52].

 

وهكذا شأن أهل الإيمان والعرفان، يقدِّمون الجليل من الطاعات والأعمال، ثم يُتبِعون ذلك بالاستغفار؛ خشيةَ التقصير والإخلال، وبهذا أثنى عليهم الملك العلام: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون ﴾ [الذاريات: 17، 18]، أحيوا الليل بالقيام، فلما كان وقت السحر، ختموه بالاستغفار.

 

ثمرات الاستغفار:

إن من منن الله الكبرى، وفضائله العظمى، ما رتَّب على الاستغفار من عظيم الجزاء، وواسع العطاء، ومن ذلك:

1- أن الاستغفار سبب المغفرة، ولو عظمت الذنوب، وبلغت من الكثرة عنان السماء:

قال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110].

قال السعدي - رحمه الله - في تفسيره لهذه الآية: أي مَن تجرأ على المعاصي، واقتحم على الإثم، ثم استغفر الله استغفارًا تامًّا، يستلزم الإقرار بالذنب، والندم عليه، والإقلاع، والعزم على ألا يعود - فهذا قد وعده مَن لا يخلف الميعاد بالمغفرة والرحمة، فيغفر له ما صدر منه من الذنب، ويزيل عنه ما ترتب عليه من النقص والعيب، ويعيد إليه ما تقدَّم من الأعمال الصالحة، ويوفِّقه فيما يستقبله من عمره، ولا يجعل ذنبه حائلاً عن توفيقه؛ لأنه قد غفره، وكذا سائر المعاصي الصغيرة والكبيرة، وسُمي "سُوءًا"؛ لكونه يسوء عامِلَه بعقوبته، ولكونه في نفسه سيئًا غير حسن، وكذلك ظلم النفس عند الإطلاق، يشمل ظلمَها بالشرك فما دونه... وسمى ظلم النفس ظلمًا؛ لأن نفس العبد ليست ملكًا له، يتصرف فيها بما يشاء، وإنما هي ملك لله - تعالى - قد جعلها أمانة عند العبد، وأمره أن يقيمها على طريق العدل، بإلزامها الصراط المستقيم علمًا وعملاً، فيسعى في تعليمها ما أمر به، ويسعى في العمل بما يجب[53].

 

وقال - تعالى - في الحديث القدسي: ((يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي، غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي...)[أخرجه الترمذي في "سننه"، كتاب: الدعوات، باب: فضل التوبة والاستغفار، رقم الحديث: 3540، 5/ 512. ]

 

فما دام العبد يدعو الله - عز وجل - ويرجوه مغفرة ذنوبه، ويستغفره لما فرط منه، فإنه - سبحانه - يغفر له ذنوبه، وإن تكررت وكثرت؛ لأنه - سبحانه - لا يتعاظمه ذنبٌ، كبيرًا كان أو صغيرًا.

 

2- أن الاستغفار سبب لرفع البلاء والنقم:

قال تعالى -: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33].

وسبب نزول هذه الآية: لما قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحقَّ من عندك، فأمطرْ علينا حجارةً من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم، فنزلت: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ...} الآية[55].

 

وقد دلَّت هذه الآيةُ على فضيلة الاستغفار وبركته، بإثبات أن المسلمين أَمِنوا من العذاب، الذي عذَّب الله به الأممَ؛ لأنهم استغفروا من الشرك باتِّباعهم الإسلامَ[56].

 

3- أن الاستغفار سبب للمتاع الحسن في الدنيا:

بما يتبعه من نزول الغيث المدرار، وحصول البركة في الأرزاق والثمار، والإمداد بالأموال والبنين، وحصول القوة والعزة والتمكين؛ قال – تعالى -: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴾ [هود: 3]، وقال - تعالى - على لسان نوح - عليه السلام -: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]، وقال - تعالى - على لسان هود - عليه السلام -: {﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ﴾ [هود: 52].

 

هذه جملة من ثمرات الاستغفار، ومن أراد الاستزادة، فعليه بالكتاب والسنة، ففيهما الكفاية، نسأل الله المغفرة والهداية، سبحانه هو الهادي إلى سواء السبيل.

ملحوظة ينبغي التفريق بين

التوبة هي مبادرة العبد بالرجوع إلي الله يقابلها مبادرة الرب بقبول عبده التائب ولن يتوب الله إلا علي من تاب)

 

{ففي صحيح مسلم كتاب الزكاة /باب لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثا 1048 حدثنا يحيى بن يحيى وسعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ،، وحدثنا ابن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فلا أدري أشيء أنزل أم شيء كان يقوله بمثل حديث أبي عوانة }

تعريف و معنى تاب في قاموس المعجم الوسيط ،اللغة العربية المعاصر. قاموس عربي عربي

تاب الله عليه / تاب الله عنه

وفّقه للرُّجوع عن المعصية وغَفَر له وصَفَح عنه :- التوبة النصوح أن يتوب العبد عن الذنب ولا يعود إليه{ فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ }.

المعجم: عربي عامة

تاب المذنب / تاب المذنب إلى الله

ندِم على ما صدر عنه ، ورجع عن المعصية :- تاب العاصي من ذنوبه الكثيرة{وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتَابًا}.

المعجم: عربي عامة

تابَ

تابَ تابَ ُ تَوْباً ، وتَوْبَة ، ومتَاباً وتابَةً : رجع عن المعصية .

فهو تائبٌ ، وتوَّابٌ .

و تابَ الله على عبده : وفَّقه للتوبة .

فاللهُ تَوَّابٌ ، والعبد تائبٌ .

وفي التنزيل العزيز : النصر آية 3 إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) ) .

المعجم: المعجم الوسيط

تَابَ

[ ت و ب ]. ( فعل : ثلاثي لازم ، متعد بحرف ). تُبْتُ ، أَتُوبُ ، تُبْ ، مصدر تَوْبٌ ، تَوْبَةٌ .

1.تَابَ إِلَى اللهِ :- : رَجَعَ عَنِ الْمَعْصِيَّةِ ، نَدِمَ عَلَى مَا فَعَلَ . :- فَإِنْ تُبْتَ ، فَمَا أَقْرَبَ الفَرَجَ وَأَسْرَعَ الإِجَابَةَ !. ( الجاحظ ) :- تَابَ إِلَى رُشْدِهِ .

2.تَابَ اللهُ عَلَيْهِ :- : غَفَرَ لَهُ .

المعجم: الغني

‏ تاب ‏

‏ عاد ورجع عما كان عليه من المعاصي والذنوب ‏

المعجم: مصطلحات فقهية

تاب

تاب - ج ، أتباب

1 - تاب من الرجال القوي ، الشديد .

 

2 - تاب : رجل ضعيف

المعجم: الرائد

‏ تاب الله عليه ‏

‏ أي عفى عنه وغفر له ‏

المعجم: مصطلحات فقهية

تاب الله عليكم

خفّـف عنكم بنسخ حكمِها

سورة : المجادلة ، آية رقم : 13

المعجم: كلمات القران انظر التحليل و التفسير المفصل

تَبَّ

تَبَّ تَبَبْتُ ، يَتِبّ ، اتْبِبْ / تِبَّ ، تَبابًا وتَبًّا ، فهو تابّ :-

*تبَّ العاصي خسِر وهلَك وقُطِع عن الخير :- { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } .

المعجم: اللغة العربية المعاصر

تاب

تاب - يتوب ، توبا وتوبة وتابة وتتوبة ومتابا

1 - تاب : رجع عن خطيئته أو ضلاله . 2 - تاب : ندم على ما ظهر منه . 3 - تاب الله عليه : وفقه للتوبة .

 

المعجم: الرائد

تابَ

تابَ / تابَ إلى / تابَ على / تابَ عن يَتوب ، تُبْ ، تَوْبًا وتَوْبَةً ، فهو تائب ، والمفعول مَتُوب إليه :-

تاب المذنبُ / تاب المذنبُ إلى الله ندِم على ما صدر عنه ، ورجع عن المعصية :- تاب العاصي من ذنوبه الكثيرة ، - { وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتَابًا } .

تاب اللهُ عليه / تاب اللهُ عنه : وفّقه للرُّجوع عن المعصية وغَفَر له وصَفَح عنه :- التوبة النصوح أن يتوب العبد عن الذنب ولا يعود إليه ...المزيد

 

المعجم: اللغة العربية المعاصر

تبب

" التَّبُّ : الخَسارُ .

والتَّبابُ : الخُسْرانُ والهَلاكُ .

وتَبّاً له ، على الدُّعاءِ ، نُصِبَ لأَنه مصدر محمول على فِعْلِه ، كما تقول سَقْياً لفلان ، معناه سُقِيَ فلان سَقْياً ، ولم يجعل اسماً مُسْنَداً إِلى ما قبله .

وتَبّاً تَبيباً ، على الـمُبالَغَةِ .

وتَبَّ تَباباً وتَبَّبَه :، قال له تَبّاً ، كما يقال جَدَّعَه وعَقَّره .

تقول تَبّاً لفلان ، ونصبه على المصدر باضمار فعل ، أَي أَلْزَمه اللّهُ خُسْراناً وهَلاكاً .

وتَبَّتْ يَداهُ تَبّاً وتَباباً : خَسِرتَا .

قال ابن ...المزيد

المعجم: لسان العرب

توب

" التَّوْبةُ : الرُّجُوعُ من الذَّنْبِ .

وفي الحديث : النَّدَمُ تَوْبةٌ .

والتَّوْبُ مثلُه .

وقال الأَخفش : التَّوْبُ جمع تَوْبةٍ مثل عَزْمةٍ وعَزْمٍ .

وتابَ إِلى اللّهِ يَتُوبُ تَوْباً وتَوْبةً ومَتاباً : أَنابَ ورَجَعَ عن الـمَعْصيةِ إِلى الطاعةِ ، فأَما قوله : تُبْتُ إِلَيْكَ ، فَتَقَبَّلْ تابَتي ، * وصُمْتُ ، رَبِّي ، فَتَقَبَّلْ صامَتي إِنما أَراد تَوْبَتي وصَوْمَتي فأَبدَلَ الواو أَلفاً لضَرْبٍ من الخِفّة ، لأَنّ هذا الشعر ليس بمؤَسَّس كله .

أَلا ترى أَن فيها : أَدْعُو...المزيد

المعجم: لسان العرب

أمثلة سياقية: تاب

اغفر لعبدٍ تابَ من فرطاتِه ... ما كانَ منه في الزمانِ الأولِ (شعر)

إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (قرآن)

إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ (قرآن)

إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (قرآن)

إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا (قرآن)

إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ (قرآن)

إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ , فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ , صُقِلَ قَلْبُهُ , فَإِنْ زَادَ زَادَتْ , فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ سورة المطففين آية 14 (حديث)

 

أما المغفرة :فهي       التوبة +عمل صالح أو

التوبة +كفارة  بالعمل الصالح أو بالابتلاء كالمرض والألم وما شابهه

التوبة من العبد هي مبادرة العبد لربه بالرجوع وأول الرجوع هو الاقلاع عن الذنب

والتوبة من الله تعالي هي مبادرة الرب بقبول عبده في واحة الرحمة والايمان

 

الكفارة هي (التوبة + العمل صالح من العبد أو ابتلاء له من الرب

العفو هو(التوبة من العبد + المغفرة من الرب بلا عمل ولا ابتلاء)

 

 

ـــــــــــــــــــــ

[1] "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس، 1/357، مكتبة الخانجي - القاهرة - الطبعة الثالثة، 1402هـ.

[2] "لسان العرب" لابن منظور، باب: التاء، مادة: توب 2/61، "تاج العروس" للزبيدي، فصل: التاء، باب: الباء 1/161.

[3] "المفردات في غريب القرآن" للراغب الأصفهاني، ص96.

[4] "المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى" لأبي حامد الغزالي، تحقيق: محمد عثمان، ص123.

[5] "مدارج السالكين" لابن القيم، 1/ 342، 343.

[6] "الإحياء" للغزالي، 4/ 9، 10.

[7] أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب: الدعوات، باب: استغفار النبي - صلى الله عليه وسلم - في اليوم والليلة، رقم الحديث: 6307، ص: 1097.

[8] أخرجه مسلم في "صحيحه"، كتاب: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: استحباب الاستغفار والإكثار منه، رقم الحديث: 6804، ص: 1449.

[9] "الجامع لأحكام القرآن" 12/ 158.

[10] "روح المعاني" 18/ 146، 147.

[12] "مدارك السالكين" لابن القيم، 1/ 308.

[13] "مدارك السالكين" لابن القيم، 1/ 305.

[14] "مجموع الفتاوى" لابن تيمية، 10/ 328.