السبت، 23 يونيو 2018

استكمل نماذج من التأويلا الفاسدة الناقضة لحق الله في التشريع والمؤدية الي تحريف الدين في نفوس المسلمين

التأويل الباطل هو منهج الشيطان وأوليائه
قلت المدون: يمتنع علي كل أحد من البشر أن يتناول التشريع القرآني بغير مراد الله وقصده سبحانه،
2.وأن العباد كلهم لعلي خطر عظيم أن يتناولوا آيات الله تعالي بغير قصد الله ومراده المُتَضَمَّن في الألفاظ القرآنية والآيات المنزلة،
3.وأن عملية التأويل لنصوص القرآن الكريم عموما وكذلك بما هو بعيد عما يدل عليه لسان العرب الأصيل المستوحي من المعاجم العتيدة التي احتوت أصول معاني الكلمات التي أنزل بها القرآن هي عملية تجريف للقاعدة الصلبة الثابتة التي تنزل بها القرآن وبها نزل،وهي-أي عملية التأويل- عملية تحريف خطير لمدلولات الآيات القرآنية المتضمنة قاعدة الثبات بلا شك حينما أقرها الله لعباده بعد إحكام آياته،
* ولقد رأيت أنه من الحق أن أنبه عموم المسلمين في كل الفرق والطوائف والشيع: أن اختلافاتهم في كتاب الله تعالي جاءت نتيجة انحراف الأنفس بتأويل الآيات القرآنية عن مدلولاتها المنزلة في اللغة العربية الأصيلة والتي تشير إليها معاجم اللغة العتيدة،لأنها تحتوي علي لسان القرآن الذي أنزل به الكتاب
،ولقد عاقب الله تعالي هؤلاء المتفرقين في دينه وابتلاهم بالتفرق والتحزب جزاءً لإنحراف كل منهم بالتأويل الفاسد لآيات الله والانحراف المتعمد عن مدلولات النص القرآني لأغراض في أنفس هؤلاء المتفرقين،واستخدم هؤلاء الأحزاب والفرق كل ما يبعدهم عن أصل النصوص القرآنية برداءة فهمهم وسوء ضمائرهم ولو زعموا أنهم أهل الحق وما عداهم الباطل، ولم يعلم هؤلاء أن فهمهم لن يغير الحق أو يزحزحه عن ثباته،وأن القرآن لن يلهث وراء فهمهم،أو يتغيرمدلولاته الثابتة بناءاً علي تأويلاتهم،
إن الحادث فعلاً في حقل العاملين الإسلاميين الآن بكل اتجاهاتهم،لا يثتثني منهم أحد، في منظورنا المراقب لهذه الطوائف بكل مناهجهم،أنهم ظنوا أنهم قريبون( كل منهم)،إلي الحق وهم بعيدون عنه،ولو أنهم قد تقلدوه،أو تقلده أي فريق منهم لكتب له النصر في مثل المدة التي تمكن لرسول الله صلي الله عليه وسلم فيها نصر الله لهم (لا تزيد مدة التمكين عن الربع قرن من الزمان لأن الله تعالي لا يعبث ويستحيل في حقه العبث،ولكنهم كلهم أبعدوا أنفسهم عن قانون النصرة والتمكن المتضمن في الآية (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ(52)/سورة غافر)،
وكذلك في قوله تعالي(وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ(172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) سورة الصافات)،
إن النية الحسنة لا يتغير لها قانون الحق ومدلول (الثبات بلا شك فيه)، وما تفيد فقط إلا أن يَعذر الله صاحبها إذا جاء ليحاسبه،والغالب علي صاحبها أنه مجتهد مخطىء قد قصَّر حتما في الاجتهاد أو لم يتحوط فيه،فهي مهما يكن صغيرة إذن من الصغائر، من شأنها أن لا تستدعي غضب الله المُطْلقِ علي صاحبها ولكنها مع ذلك لا تغير من مراد الله تعالي في شرعته الثابتة شيئاً،
فالحق لا يغيره اجتهادات البشر الخاطئة كما لا يغيره شيئ في الكون كله،لأنه الثابت بلا شك، لقد تعامل المسلمون اليوم مع كتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم بتراخي جد خطير، وانحرفوا عن مدلولات اللفظ القرآني أو النبوي المُنَزَّل بنصه عن أصل مدلوله في مقصود الله الواحد ، مستخدمين طريق التأويل لكل نص أنزل في الكتاب حسب عقيدة رسمها لهم زعيم بشري تلألأت في دماغة الفكرة التي جمعهم عليها وساواها بالقرآن فيما يستشهد لهم علي صحتها مستخدما طريقة التأويل،والتي هي أسُّ الإنحراف عن مدلولات الألفاظ القرآنية ،ولو علم هذا الزعيم أو غيره ممن جمعوا حولهم أنصاراً وأتباعاً،أن الحق هو الثابت بلا شك،وأن سبيل التأويل في كتاب الله وسنة نبيه،هو أبطل الباطل لما لجأوا إلي التأويلات ولما حادوا عن الخريطة التي رسمها اللفظ التشريعي في الكتاب والسنة،إن السنة لا تتعارض مطلقا مع القرآن،لأنهما كلاهما من معين واحد،والقرآن الكريم مقدم في إرساء الأصول العقائدية والشرعية علي غيره مما عداه،وتتبعه سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم بتجاوب عظيم،وتناسق ليس هناك أبدع منه،وأن انحرافات البشر بالتأول المريع قد خلقت سراباً من التعارض بين كثير من السنة للقرآن،وأنه لا تعارض أصلاً إلا في عقول الرجال الذين يتناولون النص القرآني أو النبوي بقصور في الفهم وإفراط في التأول،فما أمر الله تعالي بطاعة محمد صلي الله عليه وسلم بل وجعل طاعتنا إياه من طاعته سبحانه إلا لأنه سبحانه يعلم أن محمداً رسوله وعبده لا يقول إلا ما يأذن الله به،وأنه سبحانه الحق هو ونبيه محمد صلي الله عليه وسلم الصدق الذي يأتمر بأمره وينتهي بنهيه ويسير علي صراطه بثباتٍ لا شك فيه 

اضغط الصورة للتكبير 



اضغط وكبَّر


إن عملية التأويل هي تجريف للقاعد الصلبة التي قامت عليها تشريعات الحق من دين الله وشرائع الإسلام وهي طريق الشيطان في الأصل لحريف مناهج الحق في كتاب الله تعالي ولا يتصور أي عاقل أن الله تعالي قصد بقدرته بناء صرح من الشرع لعباده قصده هو بمطلق قدرته وواسع علمه وعظيم قدرته وكشفه للغيب أبدا ومعرفته بالحال حاضرا وأزلا ثم يسمح سبحانه بهدمه تحت مسمي التأويل بالمعني الذي يفهمه أتباع الشياطين من الناس إن قول الله حق ... فقوله لا يقبل التأويل فيما لم يسمح هو سبحانه بذلك فقوله سبحانه:فمثلا قوله تعالي (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)/سورة البقرة) إن قول الله تعالي ثابت لأنه حق والمشكلة هنا هي في فهم الناس وتصوراتهم فيما يعرض عليهم من كلام الباري جل وعلي فهم يؤولو النصوص إذا اصتدمت مع معتقداتهم لكن كلام الله تعالي لا يتغير لتصورات البشر فالله تعالي قال وقوله الحق
بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} فأطلق الباري سبحانه الخلود عليهم  فكيف يؤوله المتأولون ويتسربوا خلف قانون الله في ثبات شأنه مع خلقه وثبات شأنه في تشريعه فذهبوا يقولون هزلا الخلود خلودان ...وحرفوا مراد الله من لفظه المختار بعنايته المحدد بقصده وظنوا أنهم صنفوه فرضاً علي الله وتحديدا منهم له سبحانه تعالي عن ذلك وتنزه حين جري بالله القصد علي لفظه... إنهم بذلك مجرمون بلعبهم الباطل في ظنهم مع الله وهو الحق الذي لا يلعب فمن أدراهم أن لله حين شرعه كان قصده خلود بمعني طول المكث وخلود يعني الأبدي.. إن الخلود عند الله بالمعني الثابت المسور بسور لفظه كما أراده الله هو وليس كما أراده أنطاع الناس من المتأولين ومحال أن يتصور عاقلٌ أن لله قصدين في اللفظ حين جرت عليه إرادته بالتشريع لأن الحق هو صفة الله والحق يعني الثبات بلا شك ومن الممتنع  في حق الله النقص والترجيح والبهوت والرمادية والإزدواجية في القصد ساعة تشريعه  للأمر المشرع  أو بعد ذلك ..إن الإزدواجية في القصد هي شأن بشري لا تُقَيَّد به إرادة الله حين شرع الله   تكاليفه للبشر  ولا يلزم الباري جل وعلا أي شأن من أخطاء البشر بل لا يلزمه تصرفات البشر جميعا لأنه الغني عن عباده وعن الخلق جميعا في كل الشأن كما هو الشأن في التشريع حتي ولو كانوا مصيبين جدلا ...فعلم الناس ذرة من قطرة من محيط لا نهاية له ولا بداية من علم الله وعلم الناس مهما علا وكبر فهو نسبة إلي علم الله وضيع ذليل بشري يتسم بما يتسم به صفات البشر   وما رجل من البشر تداخل في قصد الله فقال دون قول الله وشرع دون تشريع الله وتأول علي الله مالم يقله إلا رجلا دخل دائرة الغضب الإلهي المصبوب عليه واستجلب نقمة الله الباري  عليه ووضع نفسه مع الله الباري في صف واحد فاستحوذت عليه نيران الغضب الإلهي بإشراكه بالله ووقع في ازدراء الله الجبار المنتقم والخلق جميعا عليه من الملائكة والمخلوقات جميعها والناس أجمعين **إن المتصلفين المتكبرين المتداخلين مع الله في التشريع من أبواب التأويل والغرور وادعاء الفقه والعلم والتداخل الباطل في قصد الله من تشريعه   هم أرذل  الخلق علي الإطلاق ذلك لأن تأويلاتهم صنعت منهم آلهة مع الله تعالي في التشريع وأدت هذه التأويلات إلي صرف الناس عن ربهم وكتابه المنزل فيه شرعهم فعطلوا بذلك قرآنه وشرعه  وأوقعوا أنفسهم بغرورهم وكبريائهم في بئر عميق لا قرار له من الشرك بالله حين أوَّلوا النص القراني المنزل علي حاله كما أراده الله فصنعوا لأنفسهم إرادة تشريعية متسوية مع إرادة الله تعالي فالله تعالي حين ينفي الإيمان عن المنافقين فيقول{فلا وربك لا يؤمنون حتي ...} يقولون هم لا يؤمنون إيمانا كاملا ،فيثبتون ما نفاه الله وهكذا الشأن في كل أحاديثهم  في الكتاب والسنة... ونستكمل ان شاء الله تعالي ما تضنته أباطيلهم المتدنية بتأويل النصوص كما وردت نصا علي ألسنتهم ......................النماذج 



-------------------------------------

مشاركة خطيب الحرم المكي: تأويل النصوص بغير حقيقتها إعراض عن الوحي حذر من خطورة التعبد بالمحدثات في الدين وما لم يأت به الشرع

خطيب الحرم المكي: تأويل النصوص بغير حقيقتها إعراض عن الوحي
حذر من خطورة التعبد بالمحدثات في الدين وما لم يأت به الشرع

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي, المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، وقال: "من رحمة الله بالعباد أن هداهم إلى صراطه المستقيم، وبيّن لهم الحق ليتبعوه والباطل ليجتنبوه متكفلاً عز وجل لمن اتبع هداه بألاّ يضل ولا يشقى قال سبحانه {‏فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى‏}‏.

وقال "غزاوي" في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: معنى من اتبع الهدى واستقام على الحق فإنه لا يضل في الدنيا بل يكون مهتدياً مستقيماً ولا يشقى في الآخرة, بل له الجنةُ والكرامة، ومن أعرض عن كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يتبع الهدى فإن له معيشة ضنكا، وهي ما يقع في قلبه من القلق والضيق والحرج، وهذا من العقاب المعجل، وله يوم القيامة العذابُ الأليم في دار الجحيم، فإما أن يتبع المرء الحق الذي أنزله الله والهدى الذي يهتدي به الخلق، وإما أن يضل ويخسر فماذا بعد الحق إلا الضلال .

وأضاف: الناظر إلى واقع المسلمين اليوم ليرى ما يورث الحزن والأسى بسبب ما يقع فيه كثير منهم من المخالفة لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والجفاء لأوامرهما وارتكاب نواهيهما وهجران السنة، ومعارضة النصوص الشرعية بالمعقولات والأذواق والأقيسة والعادات, مشيراً إلى أن الإعراض عن وحي الله تعالى له مظاهر كثيرة في واقع الأمة اليوم فمن ذلك تلقي الدين من غير أهله، بأن يأتي أناس لا علم عندهم وهم أبعد ما يكونون عن التمسك بالدين والالتزام بشرع الله فتُجعل لهم دعاية وتُضفى عليهم الألقاب ويروج لفتاواهم وأطروحاتِهم, وهم ليسوا بأهل للفتيا ولا الاجتهاد، ومع ذلك يأخذ الناس عنهم وينخدعون بهم ويثقون فيهم ولا يميزون بين من يُرشدهم وينصحهم وبين من يضلهم ويلبّس عليهم، ولقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ" رواه أحمد والدارمي من حديث ثوبان رضي الله عنه.


وأردف: من مظاهر الإعراض عن الوحي تأويل النصوص على غير حقيقتها وتفسيرُها على غير مراد الله, وهذه طريقة كثير من أهل الأهواء فهم لا يغيرون نص الآية أو الحديث لكن يغيرون في تفسير الآية وشرح الحديث، فتبقى الألفاظ لكن معناها محرف ومبدل ومن مظاهر الإعراض عن الوحي وضعُ النصوصِ رهينة للمنطق البشري ومحاكمتُها للعقل البشري القاصر، كما أن من مظاهر الإعراض عن الوحي اعتقاد أن الشريعة لا تفي بحاجات الناس في هذا العصر وأن أحكامَها جامدة وأنها لا تصلح للتطبيق في الواقع المعاصر، وهؤلاء يريدون تنحيةَ الشريعة عن الحكم واستيرادَ المناهجِ الغربيةِ والقوانينِ الوضعية، فيا ويحهم أنّى يؤفكون؟ متسائلاً عن حجة من ينحي شريعةَ الله عن حكم الحياة ويستبدلُ بها شريعة الجاهلية (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) .

وتابع: من مظاهر الإعراض عن الوحي كذلك تركُ بعضِ الكتاب والسنة إذا كانت الأوامر تتعارض مع المصالح الشخصية أو تفوت على المرء منافعه الخاصة قال الله منكراً على من يفعل ذلك (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)، ومن مظاهر الإعراض عن الوحي أيضا مناقضة صريح الكتاب والسنة والإعراض عن الوحي البعد عن منهجه القويم وصراطه المستقيم بالجنوح إلى تفريط وإضاعة، أو إلى إفراط وغلو مع أن الإسلام قد جاء آمرًا بالاعتدال والاقتصاد والوسطية في كل أمر، حتى مُيزت هذه الأمة وخُصت بذلك، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ قال القرطبي رحمه الله: "ولما كان الوسط مجانبا للغلو والتقصير كان محمودًا، أي هذه الأمة لم تغل غلو النصارى في أنبيائهم ولا قصروا تقصير اليهود في أنبيائهم".

وقال "غزاوي": وسطية هذه الأمة مستمدةٌ من وسطية منهجها ونظامها، فهو منهج وسط لأمة وسط، منهج الاعتدال والتوازن، فلا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا تقصير, ولا تشدد وتنطع ولا تهاون وتساهل.

وأضاف: من مظاهر الإعراض عن الوحي عدم الاقتصار في جانب العبادة على ما ورد في الكتاب والسنة بل تجاوز ذلك بالتعبد بالمحدثات في الدين ومالم يأت به الشرع المبين كالاحتفال ببعض المواسم والمناسبات وإحياءِ لياليها بالقيام وصيام أيامها والصدقة فيها وكثرة الذكر تقربا إلى الله، ففي شهر رجب تشيع أحاديث كثيرة لا زمام لها ولا خطام بل هي كما بين العلماء موضوعة مكذوبة ومع هذا يخص بعضهم هذا الشهر وليلة 27 منه خاصة بما لم يرد عن النبي الكريم الذي أنزل عليه الوحي بل قال صلى الله عليه وسلم محذرًا (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها وفي رواية لمسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتمر في رجب, بل أنكرت ذلك عائشة رضي الله عنها, وقالت: (ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب قط ) متفق عليه والجزم بتحديد ليلة الإسراء والمعراج لا يثبت قال ابن تيمية رحمه الله: "لم يقم دليل معلوم لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يُقطع به" على أنه لو ثبت تعيين ليلتها لما شرع لأحد تخصيصُها بشيء من العبادات؛ لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من صحابته أو التابعين لهم بإحسان أنهم جعلوا لليلة الإسراء مزية عن غيرها، فضلاً عن أن يقيموا احتفالاً بذكراها، بالإضافة إلى ما يتضمنه الاحتفال بها من البدع والمنكرات.

وأردف: يتعرض التمسك بالوحي لهجمات شديدة، ومؤامرات عظيمة ويتقبل كثير من المسلمين ما يواجهون به من غزو فكري ودعوات آثمة للانسلاخ من الدين بسبب ما هم فيه من الجهل والانغماس في الشهوات واتباع الهوى، ويتأثرون بما يروج له الأعداء عبر الإعلام المقروء والمسموع والمرئي وما يضِج بكثافة من دعوات للافتتان بأشياء مخالفة للوحي يروجون لها ويلبسون على الناس بها ويزعمون أنها من الدين.

وتابع: يجب علينا أن نتأكد ويستقر في قلوبنا أن كل ما يلحق الأمة المسلمة من ذلة ومهانة وتخلف فهو نتيجةُ مخالفة الوحيين (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) وما تصاب به الأمة من الهزيمة والمصائب فيه عظة وتذكرة فلعل العباد يؤوبون إلى رشدهم ويعودون إلى الحق الذي تركوه كما قال تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون).

وقال خطيب الحرم المكي: متى رجع العباد وغيّروا ما بأنفسهم من عقائد باطلة ومفاهيم خاطئة واستبدلوا بها ما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فعلوا ذلك أصلح الله حالهم وأحسن مآلهم (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وأما إذا تمردوا وبقوا على عصيانهم أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر وسنة الله ماضية لا تحابي أحداً وما أهونَ الخلقَ على الله إذا هم عصوا أمره وخالفوا شرعه .

وحث الجميع على التمسك بشرع ربنا ونعملَ بالكتاب والسنة في واقعنا ولا نحيدَ عنهما قِيد أُنملة، إذ إن حياة الأمة مرتبطةٌ ثباتاً ونمواً وارتقاءً، بقدر ما نُحييه من العمل بالوحيين الشريفين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق