اللهم

اللهم اشفني شفاءا لا يغادر سقما واعفو عني وعافني وارحمني رحمة واسعة مباركة طيبة واكفني همي كله وفرج كربي كله واكشف البأساء والضراء عني واعتقني من كل سوء في الدارين يا ربي

الجمعة، 12 يناير 2024

ج12.الموسوعة التاريخية

  ج12.الموسوعة التاريخية

 

المسلمون يَغزون أَذْرَبِيجان وأَرْمِينِيَة بقِيادةِ الوَليدِ بن عُقبةَ .

العام الهجري : 24 العام الميلادي : 644

تفاصيل الحدث:

 

كان الوَليدَ بن عُقبةَ هو أَميرُ الكوفةِ، فقام بِغَزْوِ أَذْرَبِيجان وأَرْمِينِية بجَيشٍ على مُقدِّمتِه سُليمانُ بن رَبيعةَ، وذلك أنَّ أهلَهُما قد مَنَعوا ما صالَحوا عليه حُذيفةَ بن اليَمانِ أيَّامَ عُمَر بن الخطَّاب، فاضْطَرَّهُم الوَليدُ إلى المُصالَحةِ مَرَّةً أُخرى.

عَزْلُ عَمرِو بن العاصِ رضِي الله عنه عن وِلايَةِ مِصْرَ .

العام الهجري : 25 العام الميلادي : 645

تفاصيل الحدث:

 

بعدَ أن تَوَلَّى عُثمانُ بن عفَّانَ الخِلافةَ، وكان عَمرَو بن العاصِ هو أَميرُ مِصْرَ مِن قِبَلِ عُمَر بن الخطَّاب، فَعُيِّنَ بدلًا عنه عبدُ الله بن سعدِ بن أبي السَّرْحِ، عَيَّنَهُ على مِصْرَ وخَراجَها، وأَمَرَهُ كذلك بالانْسِياحِ في أفريقيا والتَّوَغُّلِ فيها واسْتِكمالِ الفُتوحِ.

المسلمون يُكْمِلون فَتْحَ الشَّام بقِيادةِ حَبيبِ بن مَسلَمةَ .

العام الهجري : 25 العام الميلادي : 645

تفاصيل الحدث:

 

اسْتُكْمِلت الفُتوحات التي كانت قد بدأت أيَّام عُمَر بن الخطَّاب، أَكمَلها عُثمانُ بن عفَّانَ، فقد غَزا حَبيبُ بن مَسلَمةَ بعضَ أراضي سُوريا التي كانت لا تَزالُ بيَدِ الرُّومِ، فدارَت مَعاركُ على الشَّواطئِ وغيرِها مِن المَناطِق.

الرُّومُ يُعاوِدون احْتِلالَ الإسكندريَّة والمسلمون يَسْتَرِدُّونَها منهم .

العام الهجري : 25 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 646

تفاصيل الحدث:

 

نقَض الرُّومُ العَهْدَ الذي كان بينهم وبين المسلمين بعدَ أن تَوَلَّى عبدُ الله بن أبي السَّرْحِ وِلايةَ مِصْرَ، فكتَب أهلُ الإسكندريَّة إلى قُسطنطين بن هِرقل وهَوَّنُوا عليه فَتْحَ الإسكندريَّة لِقِلَّةِ الحامِيَةِ مِن المسلمين، فأَنْفَذَ قائِدَهُ مانوبل الأرمنيَّ على رأسِ جيشٍ كَثيفٍ فاسْتَولى عليها، فكتَب عُثمانُ إلى عَمرٍو ووَلَّاهُ الإسكندريَّةَ، فسار عَمرٌو إليهم فبَدأَ القِتالُ في نَقْيُوس، وكانت الدَّوْلَةُ للمسلمين، ثمَّ أَوْقَف الحَربَ عَمرٌو ثمَّ سار إلى الإسكندريَّة وهدَم سُورَها ورجَعت مَرَّةً أُخرى تحت يَدِ المسلمين.

عُثمانُ بن عفَّانَ رضي الله عنه يأمر بتَوْسيعُ المَسجدِ الحرامِ .

العام الهجري : 26 العام الميلادي : 646

تفاصيل الحدث:

 

أَمَرَ عُثمانُ بن عفَّانَ رضِي الله عنه بِتَجديدِ أَنْصابِ الحَرمِ، وفيها زاد في المَسجدِ الحَرامِ ووَسَّعَهُ، وابْتاع مِن قَومٍ، وَأَبَى آخَرون فهَدَم عليهم، ووضَع الأثْمانَ في بيتِ المالِ، فصاحوا بعُثمانَ، فأَمَر بهم فحُبِسُوا، وقال: أتدرون ما جَرَّأَكُم عَلَيَّ؟ ما جَرَّأَكُم عَلَيَّ إلَّا حِلْمِي، قد فعَل هذا بكم عُمَرُ فلم تَصيحوا به. فكَلَّمَهُ فيهم أَميرُ مكَّةَ عبدُ الله بن خالدِ بن أَسِيدٍ فأَطْلَقَهُم.

وَفاةُ كعبِ بن زُهيرِ بن أبي سُلْمَى رضِي الله عنه .

العام الهجري : 26 العام الميلادي : 646

تفاصيل الحدث:

 

هو كعبُ بن زُهيرِ بن أبي سُلْمَى المُزَنِيُّ، أبو المُضَرَّبِ, الشَّاعرُ ابنُ الشَّاعرِ، وأَبُوهُ أَشْعَرُ منه، كان كعبٌ في الجاهِليَّة شاعرًا مَعروفًا ولمَّا ظهَر الإسلامُ هَجا النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وشَبَّبَ بنِساءِ المسلمين، فأَهْدَر النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم دَمَهُ، فجاء مُسْتَأْمِنًا إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فأَمَّنَهُ وقَبِلَ منه، فأَنشَدهُ لامِيَّتَهُ المشهورة التي مَطلَعُها: بانَتْ سُعادُ فقلبي اليومَ مَتْبولُ، ويُقالُ: إنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أَعطاهُ البُردَةَ التي اشتراها بعدَ ذلك مُعاويةُ مِن بعضِ وَلَدِه فصارت للخُلفاءِ بعدَ ذلك يَتَوارَثُونَها.

عَزْلُ سعدٍ رضِي الله عنه عن الكوفةِ وتَوْلِيَةُ الوَليدِ بن عُقبةَ .

العام الهجري : 26 العام الميلادي : 646

تفاصيل الحدث:

 

كان سعدُ بن أبي وقَّاص أميرًا على الكوفةِ بعدَ أن عُزِلَ عنها المُغيرةُ بن شُعبةَ، ثمَّ عَزَلَ عُثمانُ سعدًا عن الكوفةِ، ووَلَّاها الوَليدَ بن عُقبةَ، وكان سببُ عَزْلِ سعدٍ أنَّه اقْتَرَض مِن ابنِ مَسعودٍ مالًا مِن بيتِ المالِ، فلمَّا تَقاضاهُ به ابنُ مَسعودٍ ولم يَتَيَسَّرْ قَضاؤهُ تَقاوَلا، وجَرَتْ بينهما خُصومةٌ شديدةٌ، فغَضِبَ عليهما عُثمانُ فعَزَلَ سعدًا واسْتعمَل الوَليدَ بن عُقبةَ، وكان عاملًا لِعُمَرَ على عَرَبِ الجَزيرةِ، فلمَّا قَدِمَها أَقبلَ عليه أَهلُها فأَقامَ بها خمسَ سنين وليس على دارهِ بابٌ، وكان فيه رِفْقٌ بِرَعِيَّتِهِ.

سُقوط طَرابُلُس الغرب في أيدي المسلمين بقِيادةِ عبدِ الله بن أبي السَّرْحِ .

العام الهجري : 27 العام الميلادي : 647

تفاصيل الحدث:

 

أَمَرَ عُثمانُ عبدَ الله بن سعدِ بن أبي السَّرْحِ أن يَغْزُوَ بِلادَ أفريقيا فإذا افتَتَحها الله عليه فله خُمُسُ الخُمُسِ مِن الغَنيمةِ نَفْلًا، فسار إليها في عشرةِ آلافٍ فافتَتَحها سَهْلَها وجَبَلَها، وقتَل جُرْجِيرَ مَلِكَ الرُّومِ وخَلْقًا كثيرًا مِن أهلِها، ثمَّ اجتمَع أهلُ أفريقيا على الإسلامِ، وحَسُنَتْ طاعتُهم. أخَذ عبدُ الله بن سعدِ خُمُسَ الخُمُسِ مِن الغَنيمةِ، ثمَّ بعَث بخُمُسٍ إلى عُثمانَ، وقَسَّمَ الباقي بين الجيشِ، فأصاب الفارِسُ ثلاثةَ آلافِ دِينارٍ، والرَّاجِلُ ألفَ دِينارٍ. ثمَّ ضرَب عبدُ الله بن أبي السَّرْحِ فُسْطاطًا في مَوضِع القَيْروانِ، ووَفَّدَ وَفْدًا مِن جُندِه لِعُثمانَ، فشَكَوْا عبدَ الله فيما أخَذ، فقال لهم: أنا نَفَّلْتُه, وقد أَمرتُ له بذلك، وذاك إليكم الآن، فإن رَضِيتُم فقد جاز، وإنَّ سَخِطْتُم فهو رَدٌّ. قالوا: فإنَّا نَسْخَطُه. قال: فهو رَدٌّ. وكتَب إلى عبدِ الله بِرَدِّ ذلك واسْتِصْلاحِهم، قالوا: فاعْزِلْهُ عَنَّا، فإنَّا لا نُريدُ أن يَتَأَمَّرَ علينا، وقد وقَع ما وقَع. فكتَب إليه أن اسْتَخْلِفْ على أفريقيا رجلًا ممَّن تَرضى ويَرْضَوْنَ، واقْسِمْ الخُمُسَ الذي كُنتَ نَفَّلْتُكَ في سَبيلِ الله، فإنَّهم قد سَخِطوا النَّفْلَ. ففعَل، ورجَع عبدُ الله بن سعدٍ إلى مِصْرَ وقد فتَح أفريقيا.

غَزْوُ الأَنْدَلُس في عَهْدِ عُثمانَ بن عفَّانَ بقِيادةِ عبدِ الله بن نافع .

العام الهجري : 27 العام الميلادي : 647

تفاصيل الحدث:

 

لمَّا افْتُتِحَتْ أفريقيا أَمَرَ عُثمانُ عبدَ الله بن نافعٍ وعبدَ الله بن عبدِ القيسِ أن يَسِيرا إلى الأَندلُس، فغَزاها مِن قِبَلِ البَحرِ، وكتَب عُثمانُ إلى مَن انْتَدَبَ معهما: أمَّا بعدُ فإنَّ القُسطنطينيَّة إنَّما تُفْتَحُ مِن قِبَلِ الأَندلُس. فخَرجوا ومعهم البَرْبَرُ، ففتَح الله على المسلمين وزادَ في سُلطانِ المسلمين مِثل أفريقيا.

المسلمون يركبون البحر ويفتحون قبرص بقِيادةِ عبدِ الله بن قيسٍ .

العام الهجري : 28 العام الميلادي : 648

تفاصيل الحدث:

 

كان مُعاويةُ بن أبي سُفيانَ قد أَلَحَّ على عُمَرَ بن الخطَّاب أنَّ يَغْزُوَ البحرَ ولكنَّه أَبَى ذلك، ثمَّ في زمنِ عُثمانَ طلَب ذلك فوافَق عُثمانُ بِشرطِ ألَّا يُجبِرَ أحدًا على ركُوبِ البحرِ؛ بل يُخَيِّرُهُم، مَن أراد الغَزْوَ معه فعَل وإلَّا فَلَا، ففعَل ذلك، واسْتَعْمَل على البحرِ عبدَ الله بن قيسٍ الجاسيَّ، ثمَّ غَزَا قبرصَ وصالَح أهلَها على سبعةِ آلافِ دِينارٍ كلَّ سَنةٍ، وقد ساعَد في ذلك الغَزْوِ أهلُ مِصْرَ بإمْرَةِ ابنِ أبي السَّرْحِ، وكان مُعاويةُ على النَّاسِ جميعًا، وكان بين الغُزاةِ عددٌ مِن الصَّحابةِ ومِن بينهم أُمُّ حَرامٍ زَوجةُ عُبادةَ بن الصَّامِتِ التي تُوفِّيَت في قبرص ودُفِنَتْ فيها، وكان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قد بَشَّرَها بأنَّها تكون ممَّن يَغزو البحرَ كالمُلُوكِ على الأَسِرَّةِ.

تَوْسيعُ المسجدِ النَّبويِّ .

العام الهجري : 29 العام الميلادي : 649

تفاصيل الحدث:

 

كان بِناءُ المسجدِ النَّبويِّ بالمدينةِ باللَّبِنِ والجَريدِ وأَعمِدَةِ الخشبِ، فزاد فيه عُثمانُ زِيادةً كبيرةً فجَعَله بطُولِ مائةٍ وسِتِّين ذِراعًا، وعَرْضِ مائةٍ وخمسين ذِراعًا، وجعَل بِناءَهُ مِن الحِجارةِ المَنْقوشَةِ التي كُسِرَتْ بِطريقةٍ مُناسِبةٍ للبِناءِ، وجعَل الأَعمِدةَ مِن حِجارةٍ مع الرَّصاصِ لزِيادةِ القُوَّةِ والتَّحَمُّلِ، وسَقْفَهُ بالسَّاجِ، وجعَل له سِتَّةَ أبوابٍ كما فعَل عُمَرُ بن الخطَّاب رضِي الله عنهما.

افْتِتاحُ طَبَرِستان بقِيادةِ سعيدِ بن العاصِ .

العام الهجري : 30 العام الميلادي : 650

تفاصيل الحدث:

 

اسْتَعاد سعيدُ بن العاصِ فَتْحَ طَبَرِستان شمال إيران؛ وذلك أنَّهم كانوا صالَحوا سُويدَ بن مُقرِّن بعدَ أن غَزاهُم قَبلَ ذلك في عَهدِ عُمَر بن الخطَّاب على أن لا يَغْزوها على مالٍ بَذَلَهُ له إصْبَهْبَذُها؛ لكنَّهم نَقَضوا الصَّلْحَ، فَرَكِبَ سعيدُ بن العاصِ في جيشٍ فيه الحسنُ والحسينُ، والعَبادِلَةُ الأربعةُ، وحُذيفةُ بن اليَمانِ، في خلقٍ مِن الصَّحابةِ فسار بهم، فمَرَّ على بُلدانٍ شَتَّى يُصالِحونَهُ على أَموالٍ جَزيلةٍ، حتَّى انتهى إلى بلدِ مُعاملةِ جُرْجان، فقاتَلوه حتَّى احتاجوا إلى صلاةِ الخوفِ.

نَقْضُ أهلِ جُرْجان العَهد .

العام الهجري : 30 العام الميلادي : 650

تفاصيل الحدث:

 

غَزا سعيدُ بن العاصِ جُرجان بعدَ أن نَقَضَ أهلُها عَهْدَهُم مع المسلمين الذي عُقِدَ في عَهدِ عُمَر بن الخطَّاب فافْتَتَحها.

عَقْدُ الصُّلْحِ بين المسلمين ومَلِكِ النُّوبَةِ .

العام الهجري : 31 العام الميلادي : 651

تفاصيل الحدث:

 

بعدَ أن انتهى عبدُ الله بن أبي السَّرْحِ مِن قِتالِ الرُّومِ في المغربِ مع ابنِ الزُّبيرِ عاد إلى النُّوبةِ التي كانت هَدَّدَتْ مِصْرَ مِن الجَنوبِ فغَزاهُم مِن جديدٍ، بعدَ أن كان غَزاهُم قَبلَه عَمرُو بن العاصِ، فقاتَل أهلَها قِتالًا شديدًا؛ ولكنَّه لم يَتَمَكَّنَ مِن الفَتْحِ فَهَادَنَ أهلَها وعقَد معهم الصُّلْحَ، وكان فيها بعضُ المُبادلاتِ الاقتِصادِيَّة.

مَقْتلُ (يَزْدَجِرْد) مَلِكِ السَّاسانِيِّين بالفُرْس وهو بِمَخْبَئِه بمدينةِ (مَرْو) .

العام الهجري : 31 العام الميلادي : 651

تفاصيل الحدث:

 

هو يَزْدَجِرْد بن شَهْرَيار بن برويز المَجوسيُّ الفارِسيُّ آخِرُ الأكاسِرَةِ مُطلقًا، انهزَم مِن جيشِ عُمَر, فاسْتَولى المسلمون على العِراقِ، وانهزَم هو إلى مَرْو، ووَلَّتْ أيَّامُه، ثمَّ ثار عليه أُمراءُ دَولتِه وقتَلوه، وقِيلَ: هرَب بأُبَّهَتِهِ في جماعةٍ يَسيرةٍ إلى مَرْو، فسأل مِن بعضِ أهلِها مالًا فمَنعوهُ وخافوهُ على أَنفُسِهم، فبعثوا إلى التُّرْكِ يَسْتَفِزُّونَهم عليه، فأَتَوْهُ فقَتلوا أصحابَهُ وهرَب هو حتَّى أَتَى مَنزِلَ رجلٍ يَنْقُر الأَرْحِيَةَ -يعني حِجارةَ الرَّحَى- على شَطٍّ، فأَوى إليه ليلًا، فلمَّا نام قَتَلهُ.

تَمَرُّدُ أهلِ خُراسان ثمَّ إخْضاعُهم  على يَدِ عبدِ الله بن عامرٍ .

العام الهجري : 31 العام الميلادي : 651

تفاصيل الحدث:

 

انْتَقَض أهلُ خُراسان (وهي مُوزعة الآنَ بين إيران وأفغانستان وروسيا) على عُثمانَ بن عفَّانَ رضِي الله عنه، فأرسَل إليهم عبدَ الله بن عامرٍ عامِلَه على البَصرَةِ، فاشْتَبَك مع أهالي تلك البِلادِ في مَرْو ونَيْسابور وغيرِها ففتَحها مِن جديدٍ، ثمَّ تَوَجَّه الأحنفُ بن قيسٍ -وهو الذي كان على مُقدِّمةِ جيشِ عبدِ الله بن عامرِ تَوَجَّه- إلى طَخارِستان فحاصرَهُم حتَّى صالَحوه، ولكن انْضَمَّ لهم أهلُ مَرْو الرُّوذ وغيرُهم فاشْتَبكوا مَرَّةً أُخرى فهزَمهُم الأحنفُ ففتَح جُوزجان عَنْوَةً، ثمَّ الطَّالقان صُلْحًا وغيرَها مِن البِلادِ.

انْتِصارُ المسلمين في مَعركةِ ذاتِ الصَّواري بقِيادةِ عبدِ الله بن أبي السَّرْحِ .

العام الهجري : 31 العام الميلادي : 651

تفاصيل الحدث:

 

لمَّا أصاب المسلمون مِن أهلِ أفريقيا وقتَلوهُم وسَبوهُم، خرَج قُسطنطين بن هِرقل في جمعٍ لم تَجمَعْ الرُّومُ مِثلَه مُذْ كان الإسلامُ، خرَجوا في خمسمائةِ مَركَبٍ عليهم قُسطنطين بن هِرقل، ورَكِبَ المسلمون البحرَ على غيرِ مِيعادٍ مع الرُّومِ وعليهم عبدُ الله بن سعدِ بن أبي السَّرْحِ أميرُ مِصْرَ حتَّى بلغوا ذاتَ الصَّواري، فلَقوا جُموعَ الرُّومِ في جمعٍ لم يَروا جمعًا مِثلَه قَطُّ, فقال عبدُ الله بن أبي السَّرْحِ: أَشِيروا عَلَيَّ، قالوا: نَنظُر اللَّيلةَ، فبات الرُّومُ يَضرِبون بالنَّواقيس، وبات المسلمون يُصلُّون ويَدعون الله، ثمَّ أصبحوا فقال المسلمون للرُّومِ: إن شِئْتُم فالسَّاحِل حتَّى يَموتَ الأعجلُ مِنَّا ومنكم، وإن شِئْتُم فالبَحر. قال: فنَخَروا نَخرَةً واحدةً وقالوا: الماء. ثمَّ أصبحوا وقد أجمعَ قُسطنطين أن يُقاتِلَ في البَحرِ، فقَرَّبوا سُفُنَهُم، وقَرَّب المسلمون فرَبَطوا السُّفُنَ بعضَها إلى بعضٍ، واقتَتَلوا أشدَّ القِتالِ، ووَثَبَ الرِّجالُ على الرِّجالِ يَضرِبون بالسُّيوفِ على السُّفُنِ، ويَتَواجَئون بالخَناجِر حتَّى رجعَت الدِّماءُ إلى السَّاحلِ تَضرِبها الأمواجُ، وطَرحَت الأمواجُ جُثَثَ الرِّجالِ رُكامًا حتَّى صارت كالجبلِ العظيمِ عند السَّاحلِ، وقُتِلَ مِن الفَريقين خَلْقٌ كثيرٌ، ثمَّ نصَر الله المسلمين فقتَلوا منهم مَقتلةً عظيمةً لم يَنْجُ منهم إلَّا الشَّريدُ، وانهزَم قُسطنطين. وأقام عبدُ الله بذاتِ الصَّواري أيَّامًا بعدَ هَزيمةِ القومِ، ثمَّ أقبلَ راجعًا. قِيلَ: عُرِفَت بذاتِ الصَّواري لأنَّ صَواري السُّفُنِ رُبِطَت ببعضِها بعضًا، سُفُن الرُّومِ وسُفُن المسلمين. وقِيلَ: لِكثرَةِ السُّفُنِ التي شاركت في القِتالِ وكانت كلُّها ذاتَ صَواري كبيرةٍ.

غَزْوُ مُعاويةَ رضِي الله عنه بِلادَ الرُّومِ .

العام الهجري : 32 العام الميلادي : 652

تفاصيل الحدث:

 

لمَّا جمَع الله لمُعاويةَ بن أبي سُفيانَ الشَّامَ كلَّها فصار أميرَ الشَّامِ كان يَغزو الرُّومَ كلَّ عامٍ في الصَّيْفِ -وتُسَمَّى الصَّائِفَةَ- فيَفتَح الله على يَديهِ البِلادَ ويَغنَم الكثيرَ حتَّى وصَل عَمُّورِيَة -وهي اليوم في أنقرة- وكان معه مِن الصَّحابةِ عُبادةُ بن الصَّامِتِ، وأبو أيُّوبَ الأنصاريُّ، وأبو ذَرٍّ الغِفاريُّ، وشَدَّادُ بن أَوْسٍ، وغيرُهم وقد فتَح الله لهم مِن البِلادِ الكثيرَ, ثمَّ غَزا مُعاويةُ الرُّومَ حتَّى بلَغ المَضِيقَ مَضِيقَ القُسطنطينيَّة ومعه زوجتُه عاتِكةُ، ويُقالُ: فاطمةُ بنتُ قَرَظَةَ بن عبدِ عَمرِو بن نَوفلِ بن عبدِ مَنافٍ.

فَتْحُ أَفْغانِسْتان بقِيادةِ أَوْسِ بن ثَعلبةَ والأحنفِ بن قيسٍ .

العام الهجري : 32 العام الميلادي : 652

تفاصيل الحدث:

 

فتَح أَوْسُ بن ثَعلبةَ أَفغانستان، وتابَع الأحنفُ بن قيسٍ فَتْحَها مِن ناحيةِ بَلَخ بالشَّمالِ،  ثمَّ أغار على كابُل عبدُ الرَّحمن بن محمَّدٍ، وتَمَّ فَتْحُ البِلادِ كلِّها، ثمَّ دخَل سُكَّانُ قُنْدُهار وكابُل في الإسلامِ.

وَفاةُ عبدِ الله بن مَسعودٍ رضِي الله عنه .

العام الهجري : 32 العام الميلادي : 652

تفاصيل الحدث:

 

هو عبدُ الله بن مَسعودِ بن غافِلِ بن حَبيبٍ، أحدُ المُكثِرين في الرِّوايةِ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، قَديمُ الإسلامِ، أوَّلُ مَن جَهَر بالقُرآنِ في مكَّةَ بعدَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم،كان في خِدمَةِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم حتَّى كان يُعرَفُ في الصَّحابةِ بصاحِبِ السَّوادِ والسِّواكِ، وهاجَر الهِجرَتين جميعًا إلى الحَبشةِ وإلى المدينةِ، وصلَّى إلى القِبْلَتين، كان مِن كِبارِ القُرَّاءِ المعروفين مِن الصَّحابةِ، وفيه قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: (مَن أراد أن يَقرأَ القُرآنَ رَطْبًا كما أُنْزِلَ فَلْيَقرأْهُ على قِراءَةِ ابنِ أُمِّ عَبْدٍ). يعني ابنَ مَسعودٍ، أو كما قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، تُوفِّيَ في المدينةِ ودُفِنَ بالبَقيعِ وصلَّى عليه عُثمانُ، وقِيلَ: بل عَمَّارٌ. وقِيلَ: بل الزُّبيرُ. والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق