قال ابن عاشور: وهي كَلِمَةُ جَزْمٍ وَيَقِينٍ جَرَتْ مَجْرَى الْمَثَلِ، وهذا التعبير يستعمل في أمر يُقطع عليه ولا يُرتاب فيه.
المعجم: المعجم الوسيط [ قلت المدون يعني لآتِيَنَّ قطعا ( لا ريب في هذا المجيئ) ]
جرم : اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح
والخبر محذوف تقديره : موجود
ولكن ما التعبير في جملة:(إنك ناجح في قولك قطعا لا ريب فيه) :← لا جرم إنك ناجح ؟
[ يعني لا ريب أنهم في الآخرة هم الخاسرون]
تعريف و معانى (جرم) في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي
جَرَم: (اسم)
الجمع : أَجْرَامٌ
لا جَرَمَ : لابُدَّ ، أو لا محالة ، وتأتي بمعنى حقًّا فتكون كالقَسَم
جَرَمَ: (فعل)
التعليق علي الآيات (۸۹ - و ۹۰) من سورة النمل:
فالحد الأدني الذي يُقَيِّمُ الله تعالي به العبد في الآخرة هو(السيئة الواحدة التي لقي العبد ربه عليها غير تائب منها:
(وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
نعم هو في الدنيا مسلم بأحكام الظاهر وعند الله السرائر وكل ما نتكلم عنه في هذه المدونة إنما هو حق العباد في كسب ناتج ما ماتوا عليه هل تائبين أم ميتين علي غير توبة إلي الله 1. بمقياس الحد الأدني لقبول المسلم الذي كان يحكم له بظاهر الإسلام في الحياة الدنيا 2. وحسب قيم وقواعد الأحكام الظاهرية وَوَكْل سريرته إلي الله هذه السريرة هي التي سيُقْضي للمسلم الذي كان يحكم له بظاهر الاسلام في دنياه سيقضي الله بها عليه في آخرته وسيبني عليها مصيره في آخرته
أ) كالمنافقين الذي قابلوا الله تعالي علي النفاق غير تائبين منه
ب) والعصاة الذين كانوا يحكم لهم في الدنيا بظاهر الإسلام لكنهم قابلوا الله يوم ماتوا غير تائبين(عياذا بالله) عاصين مصرين علي عصيانهم والحد الأدني الفارق بين التائبين والعصاة ورد هنا في هذه الآيات جليا واضحا لا ريب فيه ولا شك (وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي جاء بأدني قيمة يقدر بها الباري جل وعلا نهايته إما إلي نار أبدا [في حال عدم التوبة منها قبل الممات] أو إلي جنة أبدا [ في حال الموت علي التوبة منها] (وهي السيئة)
قال الله تعالي:( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18)/سورة الحج
فقد يسلك العباد في الدنيا مسلك الإهانة لمؤمن من الناس آمن بالله ورسوله وبكل ما جاء به وأنزله ويحبه الله لكن الكرامة الحق للعبد هي لمن كرمه الله والإهانة الحق للعبد هي من يهنه الله في الآخرة والفرق: هو من جاءه يوم وقد وافته منيته تائبا منيبا إليه حتي لو كان يعمل مثل الجبال ذنوبا ومن (وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)/سورة الحجرات)
فالتعويل هنا علي النهاية بالتوبة من عدمها عياذا بالله الواحد
والكرامة هي من يكرمه الله
والإهانة هي لمن يهن الله لــــكثير ممن حق عليه العذاب:وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ
وفي الآية التالية:
قال الله تعالي: (وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (23) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)/سورة إبراهيم
فالفرق بين الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة هو:
1.كفرق النور من الظلام أو
2. كفرق الهدي من الضلال أو
3. كفرق الجنة من النار أو
4. كفرق الخالدين أبدا في الجنة من الخالدين أبدا في النار عياذا بالله الواحد
قال الله تعالي:(قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100) /سورة المائدة
قال الله تعالي:(لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37)/سورة الأنفال
فالخبيث مآله النهائي إلي جهنم ووصف الله الخبيثين بأنهم هم الخاسرون وما من أحد يقضي رب العزة عليه بالخسران ويفلح(أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) ومن أطلق الله عليه الخسران فلا استثناء لفلاحة مطلقا نعوذ بالله من الخسران
................
قال الله تعالي:(وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)/سورة ابراهيم
وفي هذه الآيات قضي رب العزة بأن الخبيين واقعين في محيط الضلال الذي حكم سبحانه به عليهم وأطلق عليهم صفة الظالمين وسماهم بها وقد علمنا ما هو حجم الله في الظالمين
قال الله تعالي:(مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)/سورة آل عمران
قال الله تعالي:(وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2)/سورة النساء
.............
قال الله تعالي:(وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145)/سورة آل عمران
قال الله تعالي:( أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (34)/سورة الرعد
قال الله تعالي:(وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25)/سورة العنكبوت
قال الله تعالي:(وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)/سورة النمل
فليس بعد الحق المبين حقا في الأصل ولا مبينا في البيان
......................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق