الجزء
السادس من الاسماء والصفات البهقي كتاب : الأسماء والصفات
المؤلف : البيهقي أحمد بن الحسين أبو بكر
←←← مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَى صُورَةٍ بَشَرِيَّةٍ
هَجَمَتْ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ إِذْنٍ تُرِيدُ نَفْسَهُ ، وَتَقْصُدُ هَلاكَهُ ، وَهُوَ
لا يُثْبِتُهُ مَعْرِفَةً ، وَلا يَسْتَيْقِنُ أَنَّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ ،
وَرَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فِيمَا يُرَاوِدُهُ مِنْهُ ، عَمَدَ إِلَى
دَفْعِهِ عَنْ نَفْسِهِ بِيَدِهِ وَبَطْشِهِ ، فَكَانَ فِي ذَلِكَ ذَهَابُ
عَيْنِهِ وَقَدِ امْتُحِنَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ صُلَوَاتُ اللهِ
عَلَيْهِمْ بِدُخُولِ الْمَلائِكَةِ عَلَيْهِمْ فِي صُورَةِ الْبَشَرِ ، كَدُخُولِ
الْمَلَكَيْنِ عَلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي صُورَةِ الْخَصْمَيْنِ ،
لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ تَقْرِيعِهِ إِيَّاهُ بِذَنْبِهِ ، وَتَنْبِيهِهِ
عَلَى مَا لَمْ يَرْضَهُ مِنْ فِعْلِهِ ، وَكُدُخُولِهِمْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ
عَلَيْهِ السَّلامُ حِينَ أَرَادُوا إِهْلاكَ قَوْمِ لُوطٍ عَلَيْهِ السَّلامُ ،
فَقَالَ : قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ، وَقَالَ : فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا
تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ ، وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ، وَكَانَ نَبِيُّنَا
صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ أَوَّلَ مَا بُدِئَ بِالْوَحْيِ يَأْتِيهِ الْمَلَكُ
فَيَلْتَبِسُ عَلَيْهِ أَمْرُهُ ، وَلَمَّا جَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ
فِي صُورَةِ رَجُلٍ فَسَأَلَهُ عَنِ الإِيمَانِ لَمْ يَتَبَيَّنْهُ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ
عَنْهُ تَبَيَّنَ أَمَرَهُ ، فَقَالَ : هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ
أَمْرَ دِينِكُمْ وَكَذَلِكَ كَانَ أَمَرُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ فِيمَا جَرَى
مِنْ مُنَاوَشَتِهِ مَلَكَ الْمَوْتِ وَهُوَ يَرَاهُ بَشَرًا ، فَلَمَّا عَادَ
الْمَلَكُ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ مُسْتَثْبِتًا أَمْرَهُ فِيمَا جَرَى
عَلَيْهِ ، رَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ عَيْنَهُ وَأَعَادَهُ رَسُولا
إِلَيْهِ بِالْقَوْلِ الْمَذْكُورِ فِي الْخَبَرِ الَّذِي رُوِّينَاهُ ،
لِيَعْلَمَ نَبِيُّ اللهِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ إِذَا رَأَى صِحَّةَ عَيْنِهِ الْمَفْقُوءَةِ
، وَعَوْدِ بَصَرِهِ الذَّاهِبِ ، أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ بَعَثَهُ لَقَبْضِ
رُوحِهِ ، فَاسْتَسْلَمَ حِينَئِذٍ لأَمْرِهِ وَطَابَ نَفْسًا بِقَضَائِهِ ،
وَكُلُّ ذَلِكَ رِفْقٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ ، وَلُطْفٌ بِهِ فِي
تَسْهِيلِ مَا لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ لِقَائِهِ ، وَالانْقِيَادِ لِمَوْرِدِ
قَضَائِهِ قَالَ : وَمَا أَشْبَهَ مَعْنَى قَوْلِهِ : مَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ
أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ
بِتَرْدِيدِ رَسُولِهِ مَلَكِ الْمَوْتِ إِلَى نَبِيِّهِ مُوسَى عَلَيْهِمَا
الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، فِيمَا كَرِهَهُ مِنْ نُزُولِ الْمَوْتِ بِهِ لُطْفًا
مِنْهُ بِصَفِيِّهِ ، وَعَطْفًا عَلَيْهِ وَالتَّرَدُّدُ عَلَى اللهِ سُبْحَانَهُ
غَيْرُ جَائِزٍ ، وَإِنَّمَا هُوَ مَثَلٌ يُقَرِّبُ بِهِ مَعْنَى مَا أَرَادَهُ إِلَى
فَهْمِ السَّامِعِ ، وَالْمُرَادُ بِهِ تَرْدِيدُ الأَسْبَابِ وَالْوَسَائِطِ مِنْ
رَسُولٍ أَوْ شَيْءٍ غَيْرِهِ ، كَمَا شَاءَ سُبْحَانَهُ ، تَنَزَّهَ عَنْ
صِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ وَتَعَالَى عَنْ نُعُوتِ الْمَرْبُوبِينَ
، الَّذِينَ يَعْتَرِيهِمْ فِي أُمُورِهِمُ النَّدَمُ وَالْبَدَاءُ ، وَتَخْتَلِفُ
بِهِمُ الْعَزَائِمُ وَالآرَاءُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ
الْبَصِيرُ "
باب قول الله عز وجل {والله ذو الفضل العظيم}
قول اله عز وجل {والله ذو الفضل العظيم}.
وقوله {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}.
وقوله {وربك الغفور ذو الرحمة}.
وقوله {وربك الغني ذو الرحمة}
1034- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ عُلَيَّةَ ح قَالَ ونا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ
عُلَيَّةَ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ،
قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، يُحَدِّثُ عَلَى هَذَا
الْمِنْبَرِ ، وَهُوَ يَقُولُ :
كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذَا سَلَّمَ فِي دُبُرِ الصَّلاةِ أَوِ الصَّلَوَاتِ ، يَقُولُ : لا إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ،
لا نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ ، أَهْلَ النِّعْمَةِ وَالْفَضْلِ وَالثَّنَاءِ الْحَسَنِ
، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ
الْكَافِرُونَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ
يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ
1035- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ
، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
قَارِبُوا وَسَدِّدُوا فَإِنَّهُ لَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِعَمَلِهِ
قَالُوا : وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : وَلا أَنَا ، إِلاَّ أَنْ
يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ وَفَضَلٍ وَعَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِثْلَهُ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ
1036- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ،
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرَيْشٍ الْوَرَّاقُ ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ
: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الرَّحْمَةَ
يَوْمَ خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ
رَحْمَةً ، وَأَرْسَلَ فِي خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً ، فَلَوْ
يَعْلَمُ الْكَافِرُ كُلَّ الَّذِي عِنْدَ اللهِ مِنْ رَحْمَتِهِ ، لَمْ يَيْأَسْ مِنَ
الرَّحْمَةِ ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللهِ مِنَ
الْعَذَابِ ، لَمْ يَأْمَنِ النَّارَ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ،
عَنْ قُتَيْبَةَ
1037- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ
يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ ، إِمْلاءً ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ ، بِمَكَّةَ
، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ
، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ خَلَقَ مِائَةَ رَحْمَةٍ ، مِنْهَا رَحْمَةٌ يَتَرَاحَمُ بِهَا الْخَلْقُ
، وَتِسْعٌ وَتِسْعُونَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنِ
الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ ، وَرَوَاهُ دَاوُدُ بْنُ
أَبِي هِنْدَ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، وَزَادَ فِيهِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ
كَمَّلَهَا بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ
1038- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ،
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ مِائَةَ رَحْمَةٍ ، فَوَضَعَ بَيْنَ
خَلْقِهِ وَاحِدَةً وَخَبَّأَ عِنْدَهُ مِئَةً إِلاَّ وَاحِدَةً.
وَبِإِسْنَادِهِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ
الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَبَدًا.
أَخْرَجَهُمَا مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ ، وَغَيْرِهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
وَأَخْرَجَا الْحَدِيثَ الأَوَّلَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
وَفِي ذَلِكَ دَلالَةٌ لِقَوْلِ مَنْ قَالَ مِنْ أَصْحَابِنَا
: إِنَّ الرَّحْمَةَ مِنْ صِفَاتِ الْفِعْلِ ، وَهِيَ مِنْ صِفَاتِ الْعَمَلِ إِذَا
رُدَّتْ إِلَى النِّعْمَةِ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا عَلَى
عِبَادِهِ وَأَعَدَّهَا لَهُمْ ، فَأَمَّا إِذَا رُدَّتْ إِلَى إِرَادَةِ
الإِنْعَامِ فَهِيَ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ.
وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَبُو الْحَسَنِ الأَشْعَرِيُّ
رَحِمَهُ اللَّهُ ، قَالَ : إِرَادَةُ الْبَارِي إِذَا تَعَلَّقَتْ بِالإِنْعَامِ
فَهِيَ رَحْمَةٌ : وَذَلِكَ لأَنَّهُ قَدْ يَرْحَمُ فِي الشَّاهِدِ مَنْ لا يُنْعِمُ
1039- قَالَ الشَّيْخُ وَعَلَى هَذِهِ الطَّرِيقَةِ
يَدُلُّ مَا أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ
مَرْيَمَ ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ ، حَدَّثَنِي زَيْدُ
بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، أَنَّهُ قَدِمَ
عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْيٍ فَإِذَا
امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ تَبْتَغِي إِذْ وَجَدَتْ صَبِيًّا مِنَ السَّبْيِ
أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا ، فَأَرْضَعَتْهُ ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ
طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ ؟ قُلْنَا : لا وَاللَّهِ ، وَهِيَ تَقْدِرُ
عَلَى أَنْ لا تَطْرَحَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: اللَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ بِوَلَدِهَا.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنِ الْحُلْوَانِيِّ ، وَغَيْرِهِ
، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ فَإِثْبَاتِ الرَّحْمَةِ قَبْلَ وُجُودِ مَا أَشَارَ إِلَيْهِ
دَلَّ عَلَى أَنَّهُ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ مُرِيدٌ لِصَرْفِ النَّارِ عَمَّنْ
شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ قَبْلَ الْقِيَامَةِ ، وَقَبْلَ تَبْرِيزِ الْجَحِيمِ ،
ثُمَّ يَجُوزُ أَنْ تُسَمَّى تِلْكَ النِّعْمَةُ رَحْمَةً عَلَى أَنَّهَا مُوجَبُ
الرَّحْمَةِ وَمُقْتَضَاهَا ، وَعَلَى هَذَا يُحْمَلُ مَا مَضَى مِنَ الْحَدِيثِ
وَاللَّهُ أَعْلَمُ
باب قول الله تعالى {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني}
قول الله عز وجل : {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
وقوله : {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}.
وقوله : {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا}.
وقوله : {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم}.
وقوله : {إن الله لا يحب كل مختال فخور}.
وقوله : {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله
انبعاثهم فثبطهم} .
1040- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ بْنِ بِشْرَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ
، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا قَالَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ :
إِنِّي أُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبَّهُ ، قَالَ : فَيَقُولُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ
السَّلامُ لأَهْلِ السَّمَاءِ : إِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ فُلانًا
فَأَحِبُّوهُ ، قَالَ : فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، وَيُوضَعُ لَهُ
الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ وَإِذَا أَبْغَضَ فَمِثْلُ ذَلِكَ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ
حَدِيثِ مَالِكٍ وَجَمَاعَةٍ ، عَنْ سُهَيْلٍ.
وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
1041- وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أَخْبَرَنَا
إسماعيل الصفار ، حَدَّثَنَا أحمد بن منصور ، أَخْبَرَنَا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن
الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : كتب أبو الدرداء إلى
مسلمة بن مخلد : سلام عليك ، أما بعد ، فإن العبد إذا عمل بطاعة الله أحبه الله ،
فإذا أحبه الله حببه إلى عباده ، وإن العبد إذا عمل بمعصية الله أبغضه الله ، فإذا
أبغضه الله بغضه إلى عباده
1042- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ
، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ :
لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ ، يُحِبُّ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ دَعَا
عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
أَخْرِجَاهُ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ
قُتَيْبَةَ ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
1043- أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الأَدِيبُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ ، أَخْبَرَنِي
الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ
يَعْنِي ابْنَ الْقَعْقَاعِ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ ،
ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ : سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللهِ
الْعَظِيمِ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ
1044- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، وَأَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ وَأَبُو بَكْرِ
بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْبُوشَنْجِيُّ ، حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ هِلالِ
بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ عَمِيلَةَ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ،
أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَا مِنَ
الْكَلامِ شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ
وَسُبْحَانَ اللهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، هُنَّ
أَرْبَعٌ فَلا تُكْثِرْ عَلَيَّ لا يَضُرُّكُ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ ، وَلا
تُسَمِّ عَبْدَكَ رَبَاحًا وَلا أَفْلَحَ وَلا نَجِيحًا وَلا يَسَارًا.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ
أُمَيَّةَ بْنِ بِسْطَامٍ
1045- أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ
بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ ،
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ،
حَدَّثَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِمَّنْ لَقِيَ الْوَفْدَ وَذَكَرَ أَبَا نَضْرَةَ نَضْرَةَ
أَنَّهُ حَدَّثَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ
لَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ
: إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ وَرَسُولُهُ ، الْحِلْمَ وَالأَنَاةَ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ
حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ
1046- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ
بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ
بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتَبَّانِيُّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ يَوْمًا
فَوَجَدَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْكِي ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ يَا مُعَاذُ ؟ قَالَ :
يُبْكِينِي حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : الْيَسِيرُ مِنَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ ، وَمَنْ عَادَى
أَوْلِيَاءَ اللهِ فَقَدْ بَارَزَ اللَّهَ بِالْمُحَارَبَةِ ، إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الأَتْقِيَاءَ الأَخْفِيَاءَ الَّذِينَ إِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا ،
وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُعْرَفُوا ، قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى ، يَخْرُجُونَ
مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ هَكَذَا رَوَاهُ اللَّيْثُ ، وَرَوَاهُ ابْنُ
أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَيَّاشٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَخْرَجْنَاهُ فِي كِتَابِ
الْجَامِعِ
1047- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ
الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ،
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ،
وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ قَالَ : فَقَالَتْ
عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ : إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ قَالَ : لَيْسَ
ذَلِكَ ، وَلَكِنِ الْمُؤْمِنُ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ يُبَشَّرُ بِرِضْوَانِ اللهِ
وَكَرَامَاتِهِ ، فَإِذَا بُشِّرَ بِذَلِكَ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ وَأَحَبَّ
اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ
بِعَذَابِ اللهِ وَعُقُوبَتِهِ ، فَإِذَا بُشِّرَ بِذَلِكَ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ
وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ،
عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ هُدْبَةَ كِلاهُمَا ، عَنْ
هَمَّامٍ قَالَ الْبُخَارِيُّ : اخْتَصَرَهُ أَبُو دَاوُدَ وَعَمْرٌو ، عَنْ شُعْبَةَ
1048- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ح وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ
أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ
اللهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللَّهُ
لِقَاءَهُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
1049- أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ
، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، وَالْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ،
قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي كَثِيرٍ
الزُّبَيْدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ
فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلا التَّفَحُّشَ قِيلَ : يَا رَسُولَ
اللهِ ، أَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ
1050- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ
يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ
نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ،
عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ ، تَرْوِيهِ عَنْ أَبِي
الدَّرْدَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ
أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ
حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ ، وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ
فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ
وَقَالَ : أَثْقَلُ شَيْءٍ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ
خُلُقٌ حَسَنٌ ، وَإِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ
1051- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، وَأَبُو عَاصِمٍ ، عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أَبْغَضُ الرِّجَالِ
إِلَى اللهِ الأَلَدُّ الْخَصِمُ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ،
عَنْ أَبِي عَاصِمٍ.
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ
1052- أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ،
بِطُوسَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ شَوْذَبٍ ، بِوَاسِطَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ سِنَانٍ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ فِي الأَنْصَارِ : لا
يُحِبُّهُمْ إِلاَّ مُؤْمِنٌ ، وَلا يُبْغِضُهُمْ إِلاَّ مُنَافِقٌ مَنْ
أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ.
أَخْرِجَاهُ فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ حَدِيثِ
شُعْبَةَ
1053- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبَانُ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ ابْنِ
جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ.
وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللَّهُ ، فَأَمَّا
فَالْغَيْرَةُ الَّتِي يُحِبُّ فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ ، وَأَمَّا
الْغَيْرَةُ
الَّتِي يُبْغِضُ اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ
رِيبَةٍ ، وَأَمَّا الْخُيَلاءُ الَّتِي يُحِبُّهَا اللَّهُ فَاخْتِيَالُ
الرَّجُلِ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْقِتَالِ ، أَوْ قَالَ اخْتِيَالُهُ عِنْدَ صَدَقَتِهِ
، وَأَمَّا الْخُيَلاءُ الَّتِي يُبْغِضُهَا اللَّهُ فَاخْتِيَالُ الرَّجُلِ
بِنَفْسِهِ فِي الْفَخْرِ وَالْخُيَلاءِ
قَالَ الشَّيْخُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : الْمَحَبَّةُ وَالْبُغْضُ
وَالْكَرَاهِيَةُ عِنْدَ بَعْضِ أَصْحَابِنَا مِنْ صِفَاتِ الْفِعْلِ ،
فَالْمَحَبَّةِ عِنْدَهُ بِمَعْنَى الْمَدْحِ لَهُ بِإِكْرَامِ مُكْتَسِبِهِ ،
وَالْبُغْضُ وَالْكَرَاهِيَةُ بِمَعْنَى الذَّمِّ لَهُ بِإِهَانَةِ مُكْتَسِبِهِ ،
فَإِنْ كَانَ الْمَدْحُ وَالذَّمُّ بِالْقَوْلِ ، فَقَوْلُهُ كَلامُهُ ،
وَكَلامُهُ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِهِ ، وَهُمَا عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ يَرْجِعَانِ
إِلَى الإِرَادَةِ ، فَمَحَبَّةُ اللهِ الْمُؤْمِنِينَ تَرْجِعُ إِلَى إِرَادَتِهِ
إِكْرَامَهُمْ وَتَوْفِيقَهُمْ ، وَبَغْضَهُ غَيْرَهُمْ
، أَوْ مِنْ ذَمِّ فِعْلِهِ يَرْجِعُ إِلَى إِرَادَتِهِ إِهَانَتَهُمْ وَخُذْلانَهُمْ
، وَمَحَبَّتِهِ الْخِصَالَ الْمَحْمُودَةَ يَرْجِعُ إِلَى إِرَادَتِهِ إِكْرَامَ
مُكْتَسِبِهَا ، وَبَغْضِهِ الْخِصَالَ الْمَذْمُومَةَ يَرْجِعُ إِلَى إِرَادَتِهِ
أَهَانَةَ مُكْتَسِبَهَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ
باب قول الله} {رضي الله عنهم ورضوا عنه} قول الله عز
وجل : {رضي الله عنهم ورضوا}.
وقوله : {ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما
قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون} .
1054- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ،
أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَلِيمٍ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْمُوَجِّهِ ، أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ،
فَيَقُولُونَ : لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ ، فَيَقُولُ : هَلْ رَضِيتُمْ ؟
فَيَقُولُونَ : وَمَا لَنَا لا نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ
أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ
مِنْ ذَلِكَ ، قَالُوا : يَا رَبُّ ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : أُحِلُّ
عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ،
عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَسَدٍ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ ، كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ
1055- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أَخْبَرَنَا أبو
الحسن بن عبدوس ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد ، حَدَّثَنَا موسى بن إسماعيل ، حَدَّثَنَا
همام ، عن إسحاق بن عبد الله ، قال : حدثني أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعث خاله ، وكان اسمه حراما أخا أم سليم ـ في سبعين رجلا ، فقتلوا يوم
بئر معونة ، قال إسحاق : فحدثني أنس بن مالك قال : أنزل علينا ثم كان من المنسوخ ،
إنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا .
وذكر الحديث . رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن
إسماعيل ، وأخرجاه من حديث مالك عن إسحاق
1056- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ
الْقَطَّانُ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ
، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، عَنْ أَبِيهِ.
عَنْ شَيْخٍ ، يُقَالُ لَهُ طَارِقٌ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
مَالِكٍ الرُّوَاسِيِّ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، ارْضَ عَنِّي فَأَعْرَضَ عَنِّي
ثَلاثًا ، قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ : إِنَّ الرَّبَّ لَيُتَرَضَّى
فَيَرْضَى ، فَارْضَ عَنِّي ، فَرَضِيَ عَنِّي
1057- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ،
عَنِ ابْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا ، يَرْضَى أَنْ تَعْبُدُوهُ
وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ،
وَأَنْ تَنَاصِحُوا مِنْ وَلِيِّ أَمْرِكُمْ ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا : قِيلَ
وَقَالَ ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ ، وَكَثْرَةَ
السُّؤَالِ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ
حَدِيثِ جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : وَيَكْرَهُ لَكُمْ
ثَلاثًا
1058- أَخْبَرَنَاهُ أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ،
أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُنِيبٍ ،
حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، أَخْبَرَنَا سُهَيْلٌ ، فَذَكَرَهُ
1059- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
وَاقِدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَائِشَةَ ،
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : مَنْ أَرْضَى اللَّهَ بِسَخَطِ النَّاسِ
كَفَاهُ اللَّهُ النَّاسَ ، وَمَنْ أَسْخَطَ اللَّهَ بِرِضَا النَّاسِ وَكَلَهُ
اللَّهُ إِلَى النَّاسِ هَذَا مَوْقُوفٌ.
1060- وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ
، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ مُكْرَمٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ
قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ : فِي كِتَابِي هَذَا فِي مَوْضِعَيْنِ : مَوْضِعٍ
مَوْقُوفٍ ، وَمَوْضِعٍ مَرْفُوعٍ ، إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ.
قَالَ الشَّيْخُ : الرِّضَا وَالسُّخْطُ عِنْدَ بَعْضِ
أَصْحَابِنَا مِنْ صِفَاتِ الْفِعْلِ ، وَهُمَا
عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ يَرْجِعَانِ إِلَى الإِرَادَةِ ،
فَالرِّضَا : إِرَادَتُهُ إِكْرَامَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِثَابَتَهُمْ عَلَى التَّأْبِيدِ
، وَالسُّخْطُ إِرَادَتُهُ تَعْذِيبَ الْكُفَّارِ وَعُقُوبَتَهُمْ عَلَى
التَّأْبِيدِ ، وَإِرَادَتُهُ تَعْذِيبَ فُسَّاقِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى مَا شَاءَ
باب قول الله عز وجل {ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب
الله عليهم}
1061- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ
، عَنْ شَقِيقٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ لِيَقْتَطِعَ
بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ ، وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ ، لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ.
أَخْرِجَاهُ فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ حَدِيثِ
الأَعْمَشِ
1062- أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ،
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ
مُنَبِّهٍ ، قَالَ : هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اشْتَدَّ غَضَبُ
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى قَوْمٍ فَعَلُوا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَهُوَ حِينَئِذٍ يُشِيرُ إِلَى رَبَاعِيَتِهِ وَقَالَ : اشْتَدَّ غَضَبُ
اللهِ عَلَى رَجُلٍ يَقْتُلُهُ رَسُولُ اللهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ،
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ نَصْرٍ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ،
عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَالْكَلامُ فِي الْغَضَبِ
كَالْكَلامِ فِي السُّخْطِ ، وَأَمَّا الْوَلايَةُ وَالْعَدَاوَةُ فَقَدْ قَالَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ
الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَقَالَ : وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ،
وَقَالَ : وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ، وَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ
لِلْكَافِرِينَ ، وَهُمَا عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الأَشْعَرِيِّ يَرْجِعَانِ إِلَى
الإِرَادَةِ ، فَوَلايَةُ الْمُؤْمِنِينَ إِرَادَتُهُ إِكْرَامَهُمْ وَنُصْرَتَهُمْ
وَمَثُوبَتَهُمْ عَلَى التَّأْبِيدِ ، وَعَدَاوَةُ الْكَافِرِينَ إِرَادَتُهُ
إِهَانَتَهُمْ وَتَبْعِيدَهُمْ وَعُقُوبَتَهُمْ عَلَى التَّأْبِيدِ ، وَأَمَّا
الاخْتِيَارُ فَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا
يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ، وَهُوَ عِنْدَهُ أَيْضًا يَرْجِعُ إِلَى إِرَادَتِهِ
إِكْرَامَ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عَبِيدِهِ بِمَا يَشَاءُ مِنْ لَطَائِفِهِ ، وَهُوَ
عِنْدَهُ مِنْ صِفَاتِ الْفِعْلِ ، فَلا يَكُونُ مَعْنَاهُ رَاجِعًا إِلَى
الإِرَادَةِ بِمَعْنًى ، بَلْ يَكُونُ رَاجِعًا إِلَى فِعْلِ الإِكْرَامِ
وَاللَّهُ أَعْلَمُ
باب ما جاء في الصبر
1063- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْبَرْتِيُّ ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي الأَعْمَشُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَيْسَ أَحَدٌ ، أَوْ قَالَ : شَيْءٌ
، أَصْبَرَ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، إِنَّهُ
لَيَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا وَإِنَّهُ لَيُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ،
عَنْ مُسَدَّدٍ
1064- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، عَنْ أَبِي مُوسَى
، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا أَحَدَ
أَصْبَرُ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، يُشْرَكُ بِهِ
وَيُجْعَلُ لَهُ وَلَدًا ، ثُمَّ هُوَ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ
أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ.
عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ.
وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ وَكِيعٍ ، وَأَبِي
أُسَامَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ وَالصَّبْرُ فِي هَذَا أَيْضًا يَرْجِعُ إِلَى
إِرَادَتِهِ تَأْخِيرَ عُقُوبَتِهِمْ وَهُوَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ يَرْجِعُ إِلَى تَأْخِيرِهِ
عُقُوبَتَهُمْ وَإِمْهَالِهِ إِيَّاهُمْ
باب إعادة الخلق قال الله عز وجل : {وهو الذي يبدأ الخلق
ثم يعيده وهو أهون عليه} . قال الربيع بن خثيم ، والحسن : كل عليه هين
1065- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أَخْبَرَنَا عبد
الرحمن بن الحسن القاضي ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحسين ، حَدَّثَنَا آدم ،
حَدَّثَنَا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : {وهو أهون عليه} قال : الإعادة والبدء
عليه هين . وحكينا عن الشافعي رحمه الله أنه قال : معناه : هو أهون عليه في العبرة عندكم ، ليس
أن شيئا يعظم على الله عز وجل وقال الله عز وجل : {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من
يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم} فجعل
النشأة الأولى دليلا على جواز النشأة الآخرة ، لأنها في معناها ، ثم قال : {الذي
جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون} فجعل ظهور الناس على حرها
ويبسها من الشجر الأخضر على نداوته ورطوبته دليلا على جواز خلقه الحياة في الرمة البالية
، والعظام النخرة ، ثم قال : {أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق
مثلهم} فجعل قدرته على الشيء دليلا على قدرته على مثله : {بلى وهو الخلاق العليم} ثم ذكر ما به
يوجد ويخلق فقال : {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}
وهذا معنى يجمع البدأة والإعادة ، وآيات القرآن في إثبات
الإعادة كثيرة
1066- أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ
السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ
هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ ، قَالَ
: قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
كَذَّبَنِي عَبْدِي وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لَهُ ، وَشَتَمَنِي عَبْدِي وَلَمْ
يَكُنْ ذَلِكَ لَهُ ، أَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ أَنْ يَقُولَ : لَنْ يُعِيدَنَا
كَمَا بَدَأَنَا ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ أَنْ يَقُولَ : اتَّخَذَ اللَّهُ
وَلَدًا ، وَأَنَا الصَّمَدُ لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لِي
كُفُوًا أَحَدٌ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ،
عَنْ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ
1067- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ
يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ ، حَدَّثَنَا
سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ ، عَنْ
سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَامَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ فَوَعَظَهُمْ ، فَقَالَ : أَيُّهَا
النَّاسُ إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلا قَالَ ثُمَّ قَرَأَ
: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا
فَاعِلِينَ ، وَقَالَ : فَيُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ
ذَاتَ الْيَسَارِ ، فَأَقُولُ : رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي ، فَيُقَالُ لِي : هَلْ
تَعْلَمُ مَا أَحْدَثُوا مِنْ بَعْدِكَ ؟ فَأَقُولُ كَمَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ :
وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ، فَقَالُوا : إِنَّهُمْ لَمْ
يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى
أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ ، قَالَ : وَأَوَّلُ
مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ ، وَغَيْرِهِ ، عَنْ سُفْيَانَ.
وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ ، عَنِ
الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ
1068- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ
الْعَدْلُ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُنَادِي ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ : كَيْفَ
يُحْشَرُ الْكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : الَّذِي
أَمْشَاهُ عَلَى رِجْلَيْهِ فِي الدُّنْيَا قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُ عَلَى
وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ ،
وَعَبْدِ ابْنِ حُمَيْدٍ ، كُلُّهُمْ عَنْ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ
1069- أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا
دَاوُدُ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ
عَطَاءٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ عُدُسٍ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي رَزِينٍ ،
قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَيْفَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى ؟ قَالَ
: أَمَا مَرَرْتَ بِوَادٍ مُمْحِلٍ ثُمَّ مَرَرْتُ بِهِ خَضِرًا ؟ قَالَ : بَلَى
قَالَ : فَكَذَلِكَ النُّشُورُ أَوْ قَالَ : كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى
1070- أَخْبَرَنَا الأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ يَزْدَادَ الْجَوْسَقَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ
بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ
، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسِ ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ ، قَالَ
: قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى ؟ وَمَا آيَةُ
ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ ؟ قَالَ : أَمَا مَرَرْتَ بِوَادٍ لَكَ مَحْلا ثُمَّ مَرَرْتَ
بِهِ يَهْتَزُّ خَضِرًا ؟ قَالَ : بَلَى قَالَ : فَكَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ
الْمَوْتَى ، وَذَلِكَ مِنْ آيَتِهِ فِي خَلْقِهِ.
قَالَ الشَّيْخُ : وَقَدْ وَرَدَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا
الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذَلِكَ بِأَنَّ
اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ ، وَقَالَ : وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا
فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا
كَذَلِكَ النُّشُورُ
1071- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ الْمِصْرِيُّ
، وَكَانَ رِضًى ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ
بَكْرِ بْنِ مُضَرَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ.
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : نَحْنُ أَحَقُّ
بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ :
بَلَى ، وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا ، لَقَدْ
كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ
يُوسُفُ لأَجَبْتُ الدَّاعِيَ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ تَلِيدٍ ، وَأَخَرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ ، عَنْ
يُونُسَ
1072- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ
الْحَافِظَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْمُزَنِيَّ
، يَقُولُ ، وَذَكَرَ عِنْدَهُ حَدِيثَ حَدِيثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ
الْمُزَنِيُّ : لَمْ يَشُكِّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا
إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي أَنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى
، وَإِنَّمَا شَكَّا أَنْ يُجِيبَهُمَا إِلَى مَا سَأَلا
1073- قال الشيخ : وهذا الذي قاله أبو إبراهيم إسماعيل
بن يحيى المزني رحمه الله موجود فيما أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ،
أَخْبَرَنَا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد
الدارمي ، حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة
، عن ابن عباس ، في قوله سبحانه : {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال :
أولم تؤمن قال : بلى ولكن ليطمئن قلبي} قال : أعلم أنك تجيبني إذا دعوتك ، وتعطيني
إذا سألتك .
وقال أبو سليمان الخطابي رحمه الله : مذهب هذا الحديث
التواضع والهضم من النفس وليس في قوله : نحن أحق بالشك من إبراهيم اعتراف بالشك على
نفسه ، ولا على إبراهيم صلى الله عليهما ، لكن فيه نفي الشك عن كل واحد منهما ،
يقول : إذا لم أشك أنا ولم أرتب في قدرة الله على إحياء الموتى ، فإبراهيم عليه
السلام أولى بأن لا يشك فيه ولا يرتاب ، وفيه الإعلام أن المسألة من قبل إبراهيم
لم تعرض من جهة الشك ، لكن من قبل طلب زيادة العلم واستفادة معرفة كيفية الإحياء ،
والنفس تجد من الطمأنينة بعلم الكيفية ما لا تجده بعلم الأنية ، والعلم في الوجهين
حاصل ، والشك مرفوع ، وقد قيل : إنما طلب الإيمان بذلك حسا وعيانا ، لأنه فوق ما
كان عليه من الاستدلال ، والمستدل لا يزول عنه الوسواس والخواطر ، وقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ليس الخبر كالمعاينة قال : وحكى لنا عن ابن المبارك في قوله
: {ولكن ليطمئن قلبي} قال : أي ليرى من أدعوه إليك منزلتي ومكاني منك فيجيبوني إلى
طاعتك
1074- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أَخْبَرَنَا أبو بكر
الجراحي ، حَدَّثَنَا يحيى بن ساسويه ، حَدَّثَنَا عبد الكريم السكري ، قال :
أخبرني علي الباشاني العابد ، عن عبد الله بن المبارك ، في قوله تعالى : {ولكن ليطمئن
قلبي} قال : بالخلة ، يقول : إني أعلم أنك اتخذتني خليلا
1075- أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، حَدَّثَنَا أبو منصور
النضروي ، حَدَّثَنَا أحمد بن نجدة.
نا سعيد بن منصور ، حَدَّثَنَا عمرو بن ثابت الحداد ، عن
أبيه ، عن سعيد بن جبير ، في قوله : {ليطمئن قلبي} قال : بالخلة
باب قول الله عز وجل {فظن أن لن نقدر عليه} قول الله عز
وجل : {فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من
الظالمين فاستجبنا له} .
1076- أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى
، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد الدارمي ،
حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن
عباس ، في قوله سبحانه : {فظن أن لن نقدر عليه} يقول : ظن أن لا يأخذه العذاب الذي
أصابه
1077- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أَخْبَرَنَا أحمد
بن كامل القاضي ، حَدَّثَنَا محمد بن سعد العوفي ، حدثني أبي قال : حدثني عمي قال
حدثني أبي ، عن أبيه عطية بن سعد ، عن ابن عباس ، في قوله : {وذا النون إذ ذهب مغاضبا}
يقول : غضب على قومه} {فظن أن لن نقدر عليه}
يقول : ظن أن لن نقضي عليه عقوبة ولا بلاء فيما صنع
بقومه في غضبه عليهم وفراره ، قال : وعقوبته أخذ النون إياه . قال الشيخ : وما روينا
عن ابن عباس يدل على أن المراد بقوله : {أن لن نقدر عليه} أي : لن نقدر عليه بضم
النون وتشديد الدال من التقدير لا من القدرة
1078- وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ، حَدَّثَنَا أبو
العباس الأصم ، حَدَّثَنَا محمد بن الجهم ، قال : قال الفراء : {فظن أن لن نقدر
عليه} أي : من العقوبة ما قدرنا {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت} فقال : الظلمات ظلمة
البحر ، وبطن الحوت ومعاها الذي كان فيه يونس عليه السلام ، فتلك الظلمات . فجعل
الفراء قدر بمعنى : قدر.
قال أبو الحسن بن مهدي فيما كتب لي أبو نصر بن قتادة من
كتابه : أنشدنا ابن الأنباري لأبي صخر الهذلي : ولا عائدا ذاك الزمان الذي مضى
تباركت ما تقدر يقع ولك الشكر أراد : ما تقدر يقع
1079- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي
عمرو قالا : حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا يحيى بن أبي طالب ، أَخْبَرَنَا
عبد الوهاب بن عطاء ، أَخْبَرَنَا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، في قوله : {فظن أن
لن نقدر عليه} قال : فظن أن لن نعاقبه} {فنادى في الظلمات} قال : ظلمة الليل ،
وظلمة البحر ، وظلمة بطن الحوت
{أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} قالت
الملائكة : صوت معروف في أرض غريبة
1080- وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ،
أَخْبَرَنَا أبو سهل بن زياد القطان ، حَدَّثَنَا أبو عوف عبد الرحمن بن مرزوق
البزوري ، حَدَّثَنَا يحيى بن أبي كثير ، حَدَّثَنَا شعبة ، عن الحكم ، عن مجاهد {فظن أن لن نقدر
عليه} قال : أن لن نعاقبه
1081- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ،
بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، قَالَ :
قَالَ لِيَ الزُّهْرِيُّ : لأُحَدِّثَنَّكَ بِحَدِيثَيْنِ عَجِيبَيْنِ ،
أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى
نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ ، فَقَالَ : إِذَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِي
ثُمَّ اسْحَقُونِي ثُمَّ اذْرُونِي فِي الرِّيحِ فِي الْبَحْرِ ، فَوَاللَّهِ
لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبُنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا
قَالَ فَفَعَلُوا بِهِ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلأَرْضِ : أَدِّي مَا
أَخَذْتِ ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ ، فَقَالَ لَهُ : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا
صَنَعْتَ ؟ فَقَالَ : خَشْيَتُكَ يَا رَبِّ أَوْ قَالَ : مَخَافَتُكَ فَغَفَرَ
لَهُ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلا هِيَ أَطْعَمَتْهَا
، وَلا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ قَالَ
الزُّهْرِيُّ فِي ذَلِكَ : لِئَلا يَتَّكِلَ أَحَدٌ وَلا يَيْأَسَ أَحَدٌ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ.
وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنْ
مَعْمَرٍ
1082- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ،
قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ،
عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ،
قَالَ : إِنَّ رَجُلا مِمَّنْ سَلَفَ مِنَ النَّاسِ رَغَسَهُ اللَّهُ مَالا وَوَلَدًا
، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ ، قَالَ لِبَنِيهِ : أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ ؟
قَالُوا : خَيْرَ أَبٍ قَالَ : فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا ابْتَأَرَ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا قَطُّ
، وَإِنْ يَقْدِرِ اللَّهُ عَلَيْهِ يُعَذِّبْهُ ، فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِي
، ثُمَّ ذَرُونِي فِي رِيحٍ عَاصِفٍ قَالَ : فَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ
فَفَعَلُوا ، فَلَمَّا حَرَّقُوهُ سَحَقُوهُ ثُمَّ ذَرَوْهُ فِي رِيحٍ عَاصِفٍ ،
قَالَ اللَّهُ لَهُ : كُنْ ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ ، قَالَ : مَا حَمَلَكَ عَلَى
مَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ : لا إِلاَّ مَخَافَتُكَ أَوْ خَشْيَتُكَ قَالَ :
فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ يَلْقَاهُ غَيْرُ أَنْ غُفِرَ لَهُ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ،
عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى ،
عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ ، وَرَوَاهُ شَيْبَانُ ، عَنْ قَتَادَةَ بِإِسْنَادِهِ ،
ثُمّ قَالَ قَتَادَةُ رَجُلٌ خَافَ عَذَابَ اللهِ فَأَنْجَاهُ مِنْ عُقُوبَتِهِ وَقَالَ
غَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ النَّظَرِ : قَوْلُهُ : لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي أَوْ
يَقْدِرُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، مَعْنَاهُ قَدَّرَ بِالتَّشْدِيدِ ، وَمَنِ
التَّقْدِيرِ ، لا مِنَ الْقُدْرَةِ كَمَا قُلْنَا فِي الآيَةِ وَقَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ
رَحِمَهُ اللَّهُ : وَفِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ :
فَاذْرُونِي فِي الرِّيحِ ، فَلَعَلِّي أَضِلُّ اللَّهَ يُرِيدُ : فَلَعَلِّي أَفُوتُهُ
، يُقَالُ : ضَلَّ الشَّيْءُ إِذَا فَاتَ وَذَهَبَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ : قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا
يَنْسَى ، أَيْ : لا يَفُوتُهُ ، قَالَ : وَقَدْ يُسْأَلُ عَنْ هَذَا ، فَيُقَالُ
: كَيْفَ يُغْفَرُ لَهُ وَهُوَ مُنْكَرٌ لِلْبَعْثِ وَالْقُدْرَةِ عَلَى
إِحْيَائِهِ وَإِنْشَائِهِ ؟ فَيُقَالُ
: إِنَّهُ لَيْسَ بِمُنْكِرٍ ، إِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ
جَاهِلٌ ظَنَّ أَنَّهُ إِذَا فُعِلَ بِهِ هَذَا الصَّنِيعُ تُرِكَ ، فَلَمْ
يُنْشَرْ وَلَمْ يُعَذَّبْ ، أَلا تَرَاهُ يَقُولُ : فَجَمَعَهُ ، فَقَالَ لَهُ
لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : مِنْ خَشْيَتِكَ فَقَدْ بَيَّنَ أَنَّهُ رَجُلٌ
مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَعَلَ مَا فَعَلَ خَشْيَةً مِنَ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ إِذَا بَعَثَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ جَهِلَ فَحَسِبَ أَنَّ هَذِهِ الْحِيلَةَ
تُنْجِيهِ مِمَّا يَخَافُهُ
1083- أَخْبَرَنَا بِالْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرَهُ أَبُو
سُلَيْمَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْفَقِيهُ ، قَالَ : قُرِئَ عَلَى
مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيِّ ، وَأَنَا أَسْمَعُ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ
بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ
الْقُشَيْرِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : كَانَ قَبْلَكُمْ عَبْدٌ
آتَاهُ اللَّهُ مَالا وَوَلَدًا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، وَقَالَ فِيهِ : فَذَرُونِي
فِي رِيحٍ عَاصِفٍ لَعَلِّي أَضِلُّ اللَّهَ ، قَالَ : فَفَعَلُوا وَرَبِّ
مُحَمَّدٍ حِينَ قَالَ ، قَالَ : فَجِيءَ بِهِ أَحْسَنَ مَا كَانَ ، فَعُرِضَ
عَلَى اللهِ ، فَقَالَ : مَا حَمَلَكَ عَلَى النَّارِ ؟ قَالَ : خَشْيَتُكَ أَيْ رَبِّ
، قَالَ : أَسْمَعُكَ رَاهِبًا فَتِيبَ عَلَيْهِ.
قَالَ الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ
الْبَيْهَقِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
:
هَذَا آخِرُ مَا سَهَّلَ اللَّهُ تَعَالَى نَقْلَهُ فِي
أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى وَصِفَاتِهِ ، وَمَا يَحْتَاجُ إِلَى تَأْوِيلٍ مَعَ التَّأْوِيلِ
، وَقَدْ تَرَكْتُ مِنَ الأَحَادِيثِ الَّتِي رَوَيْتُ فِي أَمْثَالِ مَا
أَوْرَدْتُهُ مَا دَخَلَ مَعْنَاهُ فِيمَا نَقَلْتُهُ ، أَوْ وَجَدْتُهُ
بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ لا يَثْبُتُ مِثْلُهُ ، خَشْيَةَ التَّطْوِيلِ
اقسام الكتاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق