الاثنين، 7 يونيو 2021

4..البيهقي الجزء الرابع من كتاب الاسماء والصفات

 البيهقي الجزء الرابع من كتاب الاسماء والصفات

كتاب : الأسماء والصفات
المؤلف : البيهقي أحمد بن الحسين أبو بكر



== الشمس وهي أعلاها في منظر العين وأجلاها للبصر ، وأكثرها ضياء وشعاعا ، قال : هذا ربي هذا أكبر ، فلما رأى أفولها وزوالها وتبين له كونها محل الحوادث والتغيرات ، تبرأ منها كلها ، وانقطع عنها إلى رب هو خالقها ومنشئها لا تعترضه الآفات ، ولا تحله الأعراض والتغيرات

باب قول الله عز وجل {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم} قول الله عز وجل : {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم}
614- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسَ ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِهِ : قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قَالَ : أَمَرَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْأَلَ قُرَيْشًا أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ؟ ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يُخْبِرَهُمُ فَيَقُولُ : اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ
615- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، نا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ أَشْعَرَ بَيْتٍ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ : أَلا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلا اللَّهَ بَاطِلٌ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى.
وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ وَشُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ

باب ما ذكر في الذات
616- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ قَطُّ إِلاَّ ثَلاثَ كَذَبَاتٍ ، ثِنْتَيْنِ فِي ذَاتِ اللهِ قَوْلُهُ : إِنِّي سَقِيمٌ ، وَقَوْلُهُ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ، وَوَاحِدَةٌ فِي شَأْنِ سَارَةَ إِنَّكِ أُخْتِي وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" عَنْ سَعِيدِ بْنِ تَلِيدٍ ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي طَاهِرٍ
617- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَةً ، مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الأَنْصَارِيُّ ، فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عِيَاضٍ ، أَنَّ ابْنَةَ الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا ، تَعْنِي لِقَتْلِهِ ، اسْتَعَارَ مِنْهَا مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا ، فَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ

قَالَ خُبَيْبٌ : وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ فِي اللهِ مَصْرَعِي وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعٍ فَقَتَلَهُ ابْنُ الْحَارِثِ ، فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ خَبَرَهُمْ يَوْمَ أُصِيبُوا.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" عَنْ أَبِي الْيَمَانِ ، وَكَذَلِكَ قَالَهُ مَعْمَرٌ ، وَكَذَلِكَ قَالَهُ مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ مُدْرِجًا فِي الإِسْنَادِ الأَوَّلِ وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ
618- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حَدَّثَنَا أبو العباس هو الأصم ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق ، أَخْبَرَنَا عاصم بن علي ، حَدَّثَنَا أبي ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله

619- أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن محمد الصفار ، حَدَّثَنَا أحمد بن منصور ، حَدَّثَنَا عبد الرزاق ، أَخْبَرَنَا معمر ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي الدرداء ، قال : لا تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في ذات الله ، ثم تقبل على نفسك فتكون لها أشد مقتا منك للناس

باب ما ذكر في النفس قال الله عز وجل : {ويحذركم الله نفسه}.
وقال : {كتب ربكم على نفسه الرحمة}.
وقال : {واصطنعتك لنفسي}.
وقال فيما أخبر به عن عيسى عليه السلام أنه قال : {إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب
620- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخَوَارِزْمِيُّ ، بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، يَعْنِي ابْنَ حَمْدَانَ النَّيْسَابُورِيَّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : لا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ ، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهْرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَلا شَيْءَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ ، وَلِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ قَالَ : قُلْتُ : سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : وَرَفَعَهُ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ.
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ شُعْبَةَ
621- وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ ، وَمَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
622- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ ، أَخْبَرَنَا أَبُو ضَمْرَةَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابٍ يَكْتُبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَهُوَ مَرْفُوعٌ فَوْقَ الْعَرْشِ : إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" عَنْ عَلِيِّ بْنِ خَشْرَمٍ.
وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ من حديث أبي صالح ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

623- حَدَّثَنَا الإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ كَتَبَ بِيَدِهِ عَلَى نَفْسِهِ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي
624- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : الْتَقَى آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ مُوسَى لآدَمَ : أَنْتَ الَّذِي أَشْقَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ قَالَ : فَقَالَ آدَمُ لِمُوسَى : أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَاصْطَفَاكَ لِنَفْسِهِ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ ؟ ، قَالَ :

نَعَمْ قَالَ : فَهَلْ وَجَدْتَهُ كَتَبَ عَلِيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِيَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" عَنِ الصَّلْتِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مَهْدِيٍّ
625- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ ذَكَرَنِي ، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُ ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا ، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً.
أَخْرِجَاهُ فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ أَوْجُهٍ عَنِ الأَعْمَشِ
626- وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن محمد الصفار ، حَدَّثَنَا أحمد بن منصور ، حَدَّثَنَا عبد الرزاق ، أَخْبَرَنَا معمر ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن آدم ، اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي ، فإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ} من الملائكة ـ أو قال ملأ خير منه ـ . ثم ذكر ما بعده بمعنى ما تقدم ، زاد ، قال قتادة : والله أسرع بالمغفرة

627- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنَ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التَّرْقُفِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ عَبْدُ الأَعْلَى بْنِ مُسْهِرٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : إِنِّي حَرَّمَتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلا تَظَّالَمُوا وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصَّاغَانِيِّ ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ
628- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي رِشْدِينَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهَا حِينَ صَلَّى الْغَدَاةَ أَوْ بَعْدَمَا صَلَّى الْغَدَاةَ وَهِيَ تَذْكُرُ اللَّهَ ، ثُمَّ مَرَّ بِهَا بَعْدَ مَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ أَوْ بَعْدَ مَا انْتَصَفَ النَّهَارُ ، وَهِيَ كَذَلِكَ ، فَقَالَ لَهَا : لَقَدْ قُلْتُ مُنْذُ وَقَفْتُ عَلَيْكِ كَلِمَاتٍ ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ هِيَ أَكْثَرُ أَوْ أَرْجَحُ أَوْ أَوْزَنُ مِمَّا كُنْتِ فِيهِ مُنْذُ الْغَدَاةِ ، سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ ، سُبْحَانَ اللهِ رِضَى نَفْسِهِ ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرِهِ

629- أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرَوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَنْبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ الْحَرْبِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى الأَشْيَبَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِقْسَمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ مَرَّةً عَلَى مِنْبَرِهِ : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : كَذَا يُمَجِّدُ نَفْسَهُ عَزَّ وَجَلَّ ، أَخْبَرَنَا الْجَبَّارُ ، أَخْبَرَنَا الْعَزِيزُ الْمُتَكَبِّرُ فَرَجَفَ بِهِ الْمِنْبَرَ حَتَّى قُلْنَا لَيَخِرَّنَّ بِهِ الأَرْضَ.
قَالَ الشَّيْخُ : وَمَعْنَى قَوْلِ مَنْ قَالَ : اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِنَّهُ نَفْسٌ ، إِنَّهُ مَوْجُودٌ ثَابِتٌ غَيْرُ مُنْتَفٍ ، وَلا مَعْدُومٍ ، وَكُلُّ مَوْجُودٍ نَفْسٌ ، وَكُلُّ مَعْدُومٍ لَيْسَ بِنَفْسٍ وَالنَّفْسُ فِي كَلامِ الْعَرَبِ عَلَى وُجُوهٍ فَمِنْهَا : نَفْسٌ مَنْفُوسَةٌ مُجَسَّمَةٌ مُرَوَّحَةٌ.
وَمِنْهَا : مُجَسَّمَةٌ غَيْرُ مُرَوَّحَةٍ ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ هَذَيْنِ عُلُوًّا كَبِيرًا.
وَمِنْهَا : نَفْسٌ بِمَعْنَى إِثْبَاتِ الذَّاتِ كَمَا تَقُولُ فِي الْكَلامِ : هَذَا نَفْسُ الأَمْرِ ، تُرِيدُ إِثْبَاتَ الأَمْرِ لا أَنَّ لَهُ نَفْسًا مَنْفُوسَةً أَوْ جِسْمًا مُرَوَّحًا ، فَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى يُقَالُ فِي اللهِ سُبْحَانَهُ إِنَّهُ نَفْسٌ ، لا أَنَّ لَهُ نَفْسًا مَنْفُوسَةً أَوْ جِسْمًا مُرَوَّحًا ، وَقَدْ قِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ، أَيْ تَعْلَمُ مَا أُكِنُّهُ وَأُسِرُّهُ وَلا عِلْمَ لِي بِمَا تَسْتُرُهُ عَنِّي وَتُغَيِّبُهُ ، وَمِثْلُ هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رُوِّينَاهُ عَنْهُ فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ

فِي نَفْسِي أَيْ حَيْثُ لا يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ وَلا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ ، وَأَمَّا الاقْتِرَابُ وَالإِتْيَانُ الْمَذْكُورَانِ فِي الْخَبَرِ فَإِنَّمَا يَعْنِي بِهِمَا إِخْبَارًا عَنْ سُرْعَةِ الإِجَابَةِ وَالْمَغْفِرَةِ كَمَا رُوِّينَاهُ عَنْ قَتَادَةَ وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الْمَذْكُورَةُ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، فَإِنَّمَا يَعْنِي بِهَا الزَّجْرَ فَقَوْلُهُ : لا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ تَعَالَى يَعْنِي لا أَحَدَ أَزْجَرُ مِنَ اللهِ تَعَالَى ، وَاللَّهُ غَيُورٌ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ زَجُورٌ يَزْجُرُ عَنِ الْمَعَاصِي ، وَلا يُحِبُّ دَنِيءَ الأَفْعَالِ وَقَدْ رَوَى ذَلِكَ الْحَدِيثَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ ، وَعَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لا شَيْءَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ ، عَنْ وَرَّادٍ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، عَلَى لَفْظٍ لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ
630- أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ ، حَدَّثَنَا عَوَانَةُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ وَرَّادٍ ، كَاتَبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ لَوْ رَأَيْتُ مَعَ امْرَأَتِي رَجُلا لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ؟ فَوَاللَّهِ لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي ، وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ

مَا ظَهْرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَلا شَخَصَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ ، وَلا شَخَصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللهِ ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُرْسَلِينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ، وَلا شَخَصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ الْجَنَّةَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" عَنْ أَبِي كَامِلٍ ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ

الْقَوَارِيرِيِّ وَعُبَيْدِ اللهِ الْقَوَارِيرِيِّ.
وكذلك رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ.
وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ دُونَ ذِكْرِ الشَّخْصِ فِيهِ قَالَ : وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَلِكِ وَلا شَخَصَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ
631- أَخْبَرَنَا محمد بن عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ وَرَّادٍ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ نَحْوَهُ.
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ زَائِدَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِيمَا بَلَغَنِي عَنْهُ : إِطْلاقُ الشَّخْصِ فِي صِفَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ غَيْرُ جَائِزٍ ، وَذَلِكَ لأَنَّ الشَّخْصَ لا يَكُونُ إِلاَّ جِسْمًا مُؤَلَّفًا ، وَإِنَّمَا سُمِيَّ شَخْصًا مَا كَانَ لَهُ شُخُوصٌ وَارْتِفَاعٌ ، وَمِثْلُ هَذَا النَّعْتِ مَنْفِيُّ عَنِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وَخَلِيقٌ أَنْ لا تَكُونَ هَذِهِ اللَّفْظَةُ صَحِيحَةً ، وَأَنْ تَكُونَ تَصْحِيفًا مِنَ الرَّاوِي ، وَالشَّيْءُ وَالشَّخْصُ فِي الشَّطْرِ الأَوَّلِ مِنَ الاسْمِ سَوَاءٌ ، فَمَنْ لَمْ يَنْعَمِ الاسْتِمَاعَ لَمْ يَأْمَنِ الْوَهْمَ ، قَالَ : وَلَيْسَ كُلُّ الرُّوَاةِ يُرَاعُونَ لَفْظَ الْحَدِيثِ حَتَّى لا يَتَعَدَّوْهُ ، بَلْ كَثِيرٌ مِنْهُمْ يُحَدِّثُ عَلَى الْمَعْنَى ، وَلَيْسَ كُلُّهُمْ بِفَقِيهٍ
وَقَدْ قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ فِي كَلامٍ لَهُ : نِعْمَ الْمَرْءُ رَبُّنَا لَوْ أطَعنْاهُ مَا عَصَانَا وَلَفْظُ الْمَرْءِ إِنَّمَا يُطْلَقُ فِي الْمَذْكُورِ مِنَ الآدَمَيِّينَ ، يَقُولُ الْقَائِلُ : الْمَرْءُ بِأَصْغَرَيْهِ ، وَالْمَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ ، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ كَلامِهِمِ وَقَائِلُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ لَمْ يَقْصِدْ بِهِ الْمَعْنَى الَّذِي لا يَلِيقُ بِصِفَاتِ اللهِ سُبْحَانَهُ ، وَلَكِنَّهُ أَرْسَلَ الْكَلامَ عَلَى بَدِيهَةِ الطَّبْعِ ، مِنْ غَيْرِ تَأَمُّلٍ وَلا تَنْزِيلٍ لَهُ عَلَى الْمَعْنَى الأَخْصِ بِهِ ، وَحَرِيُّ أَنْ يَكُونَ لَفْظُ الشَّخْصِ إِنَّمَا جَرَى مِنَ الرَّاوِي عَلَى هَذَا السَّبِيلِ إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ غَلَطًا مِنْ قِبَلِ الصَّحِيفِ.
قَالَ الشَّيْخُ : وَلَوْ ثَبَتَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ لَمْ يَكُنْ فِيهَا مَا يُوجِبُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ شَخْصًا ، فَإِنَّمَا قَصَدَ إِثْبَاتَ صِفَةِ الْغَيْرَةِ لِلَّهِ تَعَالَى وَالْمُبَالَغَةَ فِيهِ ، وَأَنَّ أَحَدًا مِنَ الأَشْخَاصِ لا يَبْلُغُ تَمَامَهَا ، وَإِنْ كَانَ غَيُورًا ، فَهِيَ مِنَ الأَشْخَاصِ جِبِلَّةٌ جَبَلَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهَا ، فَيَكُونُ كُلُّ شَخْصٍ فِيهَا بِمِقْدَارِ مَا جَبَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ مِنْهَا ، وَهِيَ مِنَ اللهِ عَلَى طَرِيقِ الزَّجْرِ عَمَّا يَغَارُ عَلَيْهِ وَقَدْ زَجَرَ عَنِ الْفَوَاحِشِ كُلِّهَا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَحَرَّمَهَا ، فَهُوَ أَغْيَرُ مِنْ غَيْرِهِ فِيهَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ
632- وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَدِيبُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، قَالَ : قَوْلُهُ : لا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ لَيْسَ فِيهِ إِيجَابٌ أَنَّ اللَّهَ شَخْصٌ ، وَهَذَا كَمَا رُوِيَ : مَا خَلَقَ اللَّهُ شَيْئًا أَعْظَمَ مِنْ آيَةِ الْكُرْسِيِّ فَلَيْسَ فِيهِ إِثْبَاتُ خَلْقِ آيَةِ الْكُرْسِيِّ ، وَلَيْسَ فِيهِ إِلاَّ أَنْ لا خَلْقَ فِي الْعِظَمِ كَآيَةِ الْكُرْسِيِّ ، لا أَنَّ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مَخْلُوقَةٌ ، وَهَكَذَا يَقُولُ النَّاسُ : مَا فِي النَّاسِ رَجُلٌ يُشْبِهُهَا ، وَهُوَ يَذْكُرُ امْرَأَةً فِي خُلُقِهَا أَوْ فَضْلِهَا ، لا أَنَّ الْمَمْدُوحَ بِهِ رَجُلٌ.
قَالَ الشَّيْخُ : هَذَا الأَثَرُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ

بِهِ إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِي لَفْظِهِ ، وَرُوِيَ عَنْهُ
633- كَمَا أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةٍ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، يَقُولُ : مَا مِنْ سَمَاءٍ وَلا أَرْضٍ وَلا سَهْلٍ وَلا جَبَلٍ أَعْظَمُ مِنْ آيَةِ الْكُرْسِيِّ قَالَ شُتَيْرٌ : وَأَنَا قَدْ سَمِعْتُهُ.
قَالَ الشَّيْخُ : فَهَذِهِ الرِّوَايَةُ أَوْضَحُ لِلاسْتِشْهَادِ بِهَا فِيمَا نَحْنُ فِيهِ ، وَأَبْعَدُ مِنْ أَنْ تَكُونَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ دَاخِلَةً فِي جُمْلَةِ مَا ذُكِرَ وَأَمَّا الأَثَرُ الَّذِي اسْتَشْهَدَ بِهِ الْخَطَّابِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَدْ رُوِّينَا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَرِهَ قَوْلَ قَائِلِهِ
634- وذلك فيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الصاغاني ، حَدَّثَنَا جعفر بن عون ، أَخْبَرَنَا الأعمش ، عن أبي وائل ، قال : بينما

عبد الله يمدح ربه إذ قال معضد : نعم المرء هو قال : فقال عبد الله : إني لأجله ، ليس كمثله شيء

باب ما ذكر في الصورة الصورة هي التركيب ، والمصور المركب ، والمصور هو المركب.
قال الله عز وجل : {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك ، في أي صورة ما شاء ركبك} ولا يجوز أن يكون الباري تعالى مصورا ولا أن يكون له صورة ، لأن الصورة مختلفة ، والهيئات متضادة ، ولا يجوز اتصافه بجميعها لتضادها ، ولا يجوز اختصاصه ببعضها إلا بمخصص ، لجواز جميعها على من جاز عليه بعضها ، فإذا اختص ببعضها اقتضى مخصصا خصصه به ، وذلك يوجب أن يكون مخلوقا وهو محال ، فاستحال أن يكون مصورا ، وهو الخالق البارئ المصور . ومعنى هذا فيما كتب إلي الأستاذ أبو منصور محمد بن الحسن بن أبي أيوب الأصولي رحمه الله ، الذي كان يحثني على تصنيف هذا الكتاب لما في الأحاديث المخرجة فيه من العون على ما كان فيه من نصرة السنة وقمع البدعة ، ولم يقدر في أيام حياته لاشتغالي بتخريج الأحاديث في الفقهيات ، على مبسوط أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله ، الذي أخرجته على ترتيب مختصر أبي إبراهيم المزني رحمه الله ، ولكل أجل كتاب

635- فَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّازَّقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
636- وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ بِشْرَانَ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ، فَلَمَّا خَلَقَهُ ، قَالَ : اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفْرِ وَهُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُجِيبُونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ قَالَ : فَذَهَبَ فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ ، فَقَالُوا : وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ ، فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللهِ ، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ، فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآنَ.
فَهَذَا حَدِيثٌ مَخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ.
وَقَدْ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ ، قَوْلُهُ : خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ الْهَاءُ وَقَعَتْ كِنَايَةً بَيْنَ اسْمَيْنِ ظَاهِرَيْنِ ، فَلَمْ تَصْلُحْ أَنْ تُصْرَفَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ،
لَقِيَامِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِذِي صُورَةٍ سُبْحَانَهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، فَكَانَ مَرْجِعُهَا إِلَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَالْمَعْنى أَنَّ ذُرِّيَّةَ آدَمَ إِنَّمَا خُلِقُوا أَطْوَارًا كَانُوا فِي مَبْدَأِ الْخِلْقَةِ نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً ، ثُمَّ صَارُوا صُوَرًا أَجَنَّةً إِلَى أَنْ تَتِمَّ مُدَّةُ الْحَمْلِ ، فَيُولَدُونَ أَطْفَالا ، وَيَنْشَأُونَ صِغَارًا ، إِلَى أَنْ يَكْبَرُوا فَتَطُولَ أَجْسَامُهُمْ ، يَقُولُ : إِنَّ آدَمَ لَمْ يَكُنْ خَلْقُهُ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ ، لَكِنَّهُ ، أَوْ لَمَّا تَنَاوَلَتْهُ الْخِلْقَةُ وُجِدَ خَلْقًا تَامًّا ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا.
قَالَ الشَّيْخُ : فَذَكَرَ الأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُورٍ رَحِمَهُ اللَّهُ مَعْنَاهُ ، وَذَكَرَ مِنْ فَوَائِدِهِ أَنَّ الْحَيَّةَ لَمَّا أُخْرِجَتْ مِنَ الْجَنَّةِ شُوِّهَتْ خِلْقَتُهَا ، وَسُلِبَتْ قَوَائِمُهَا ، فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنْ يُبَيِّنَ أَنَّ آدَمَ كَانَ مَخْلُوقًا عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا بَعْدَ الْخُرُوجِ مِنَ الْجَنَّةَ ، لَمْ تُشَوَّهْ صُورَتُهُ ، وَلَمْ تُغَيَّرْ خِلْقَتُهُ
637- وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ ، فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ.
فَهَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، وَرُوِيَ أَيْضًا فِي حَدِيثِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا
638- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَجَنَّبِ الْوَجْهَ ، فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ قَالَ : وَإِنَّمَا أَرَادَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ : فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَةِ هَذَا الْمَضْرُوبِ
639- وَهَكَذَا الْمُرَادُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَجَنَّبِ الْوَجْهَ ، وَلا يَقُلْ : قَبَّحَ اللَّهُ وَجْهَكَ ، وَوَجْهَ مَنْ أَشْبَهَ وَجْهَكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ قَالَ : وَذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ النَّظَرِ إِلَى أَنَّ الصُّوَرَ كُلَّهَا لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى مَعْنَى الْمِلْكِ وَالْفِعْلِ ، ثُمَّ وَرَدَ التَّخْصِيصُ فِي بَعْضِهَا

بِالإِضَافَةِ تَشْرِيفًا وَتَكْرِيمًا ، كَمَا يُقَالُ : نَاقَةُ اللهِ ، وَبَيْتُ اللهِ ، وَمَسْجِدُ اللهِ ، وَعَبَّرَ بَعْضُهُمْ بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ ابْتَدَأَ صُورَةَ آدَمَ لا عَلَى مِثَالٍ سَبَقَ ، ثُمَّ اخْتَرَعَ مَنْ بَعْدَهُ عَلَى مِثَالِهِ ، فَخُصَّ بِالإِضَافَةِ وَاللَّهُ وَأَعْلَمُ
640- وَعَلَى هَذَا حَمَّلُوا فِي الْحَدِيثِ الَّذِي أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ ، أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تُقَبِّحُوا الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ

يَكُونَ لَفْظُ الْخَبَرِ فِي الأَصْلِ كَمَا رُوِّينَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَأَدَّاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ عَلَى مَا وَقَعَ فِي قَلْبِهِ مِنْ مَعْنَاهُ

641- وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، وَعَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ، أَخْبَرَهُمَا أَنَّ النَّاسَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : هَلْ تُمَارُونَ في القمر ليلة البدر لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ ؟ قَالُوا : لا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ : فَهَلْ تُمَارُونَ الشَّمْسَ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ ؟ قَالُوا : لا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ : فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ ، يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُقَالُ : مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ فَمِنْهُمْ مَنْ يَتْبَعُ الشَّمْسَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتْبَعُ الْقَمَرَ ، وَمِنْهُمْ مِنْ يَتْبَعُ الطَّوَاغِيتَ ، وَتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي يَعْرِفُونَ ، فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ، هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا ، فَإِذَا جَاءَ رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ فَيَأْتِيهِمُ

اللَّهُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي يَعْرِفُونَ ، فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ : أَنْتَ رَبُّنَا ، وَيَدْعُوهُمُ وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ ، فَأَكُونُ أَوَّلُ مَنْ يُجِيزُ بِأُمَّتِي مِنَ الرُّسُلِ ، وَلا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلاَّ الرُّسُلُ ، وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ : اللَّهُمَّ سَلِّمَ سَلِّمْ وَفِي جَهَنَّمَ كَلالِيبٌ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ ، هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ : فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلاَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُوثَقُ بِعَمَلِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو ، حَتَّى إِذَا أَرَادَ رَحْمَةً مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، أَمَرَ الْمَلائِكَةَ أَنْ أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ ، فَيُخْرِجُونَهُمْ وَيَعْرِفُونَهُمْ بِأَثَرِ السُّجُودِ ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَدِ امْتُحِشُوا ، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ، ثُمَّ يَفْرَغُ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ ، وَيَبْقَى رَجُلٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، فَهُوَ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولا الْجَنَّةَ ، مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ إِلَى النَّارِ ، يَقُولُ : يَا رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ ، فَإِنَّهُ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا ، وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ فَعَلْتُ ذَلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَ ذَلِكَ ؟ فَيَقُولُ : لا وَعِزَّتِكَ ، فَيُعْطِي رَبَّهُ مَا شَاءَ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ ، فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ

عَنِ النَّارِ ، فَإِذَا أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْجَنَّةِ فَرَأَى بَهْجَتَهَا فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا رَبِّ قَدِّمْنِي عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ : أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ الْعُهُودَ وَالْمَوَاثِيقَ أَلا تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنْتَ سَأَلْتَ ؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ لا أَكُونُ أَشْقَى خَلْقِكَ ، فَيَقُولُ : هَلْ عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَلا تَسْأَلَ غَيْرَهُ ؟ فَيَقُولُ : لا وَعِزَّتِكَ لا أَسْأَلُكُ غَيْرَ ذَلِكَ ، فَيُعْطِي رَبَّهُ مَا شَاءَ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ ، فَيُقَدِّمُهُ إِلَى بَابَ الْجَنَّةِ ، فَإِذَا بَلَغَ بَابَهَا انْفَهَقَتْ لَهُ فَرَأَى زَهْرَتَهَا وَمَا فِيهَا مِنَ النَّضْرَةِ وَالسُّرُورِ ، فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ ، أَوَ لَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ الْعُهُودَ وَالْمَوَاثِيقَ أَلا تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي أُعْطِيتَ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ لا تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ فَيَضْحَكُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْهُ ، ثُمَّ يَأْذَنُ لَهُ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ لَهُ : تَمَنَّ فَيَتَمَنَّى حَتَّى إِذَا انْقُطِعَ بِهِ ، قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : مِنْ كَذَا وَكَذَا فَسَلْ ، يُذَكِّرُهُ رَبُّهُ ، حَتَّى إِذَا انْتَهَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ ، قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ لأَبِي هُرَيْرَةَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ : لَكَ ذَلِكَ وَعَشْرَةُ أَمْثَالِهِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : لَمْ أَحْفَظْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ قَوْلَهُ : لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ذَلِكَ وَعَشْرَةُ أَمْثَالِهِ.
فَهَذَا حَدِيثٌ قَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" عَنْ أَبِي الْيَمَانِ دُونَ ذِكْرِ الصُّورَةِ عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ ، وَفِيهِ ذِكْرُ الصُّورَةِ وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، وَرَوَاهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيِّ ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ نَحْوَ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ وَفِيهِ ذِكْرُ الصُّورَةِ.
وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، إِلاَّ أَنَّ حَدِيثَهُ فِي أَدْنَى صُورَةٍ مِنَ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا وَقَدْ تَكَلَّمَ الشَّيْخُ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ وَتَأْوِيلِهِ بِمَا فِيهِ الْكِفَايَةُ ، فَقَالَ : قَوْلُهُ هَلْ تُمَارُونَ مِنَ الْمِرْيَةِ وَهِيَ الشَّكُّ فِي الشَّيْءِ وَالاخْتِلافُ

فِيهِ ، وَأَصْلُهُ تَتَمَارَوْنَ ، فَأُسْقِطَ إِحْدَى التَّاءَيْنِ وَأَمَّا قَوْلُهُ : فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ إِلَى تَمَامِ الْفَصْلِ فَإِنَّ هَذَا مَوْضِعٌ يَحْتَاجُ الْكَلامُ فِيهِ إِلَى تَأْوِيلٍ وَتَخْرِيجٍ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ أَنَّنَا نُنْكِرُ رُؤْيَةَ اللهِ سُبْحَانَهُ ، بَلْ نُثْبِتُهَا ، وَلا مِنْ أَجْلِ أَنَّا نَدْفَعُ مَا جَاءَ فِي الْكِتَابِ وَفِي أَخْبَارِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ الْمَجِيءِ وَالإِتْيَانِ ، غَيْرَ أَنَّا لا نُكَيِّفُ ذَلِكَ وَلا نَجْعَلُهُ حَرَكَةً وَانْتِقَالا كَمَجِيءِ الأَشْخَاصِ وَإِتْيَانِهَا ، فَإِنَّ غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ نُعُوتِ الْحَدَثِ ، وَتَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا وَيَجِبُ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ الرُّؤْيَةَ الَّتِي هِيَ ثَوَابٌ لِلأَوْلِيَاءِ وَكَرَامَةٌ لَهُمْ فِي الْجَنَّةِ غَيْرُ هَذِهِ الرُّؤْيَةِ الْمَذْكُورَةِ فِي مَقَامِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاحْتَجَّ بِحَدِيثِ صُهَيْبٍ فِي الرُّؤْيَةِ بَعْدَ دُخُولِهِمُ الْجَنَّةَ ، وَإِنَّمَا تَعرِيضُهُمْ لِهَذِهِ الرُّؤْيَةِ امْتِحَانٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ ، يَقَعُ بِهَا التَّمْيِيزُ بَيْنَ مَنْ عَبَدَ اللَّهَ ، وَبَيْنَ مَنْ عَبْدَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالطَّوَاغِيتَ ، فَيَتَّبِعُ كُلٌّ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ مَعْبُودَهُ ، وَلَيْسَ نُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ الامْتِحَانُ إِذْ ذَاكَ يُعَدُّ قَائِمًا ، وَحُكْمُهُ عَلَى الْخَلْقِ جَارِيًا ، حَتَّى يَفْرَغَ مِنَ الْحِسَابِ وَيَقَعَ الْجَزَاءُ بِمَا يَسْتَحِقُّونَهُ مِنَ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ ، ثُمَّ يَنْقَطِعَ إِذَا حُقَّتِ الْحَقَائِقُ ، وَاسْتَقَرَّتْ أُمُورُ الْعِبَادِ قَرَارَهَا أَلا تَرَى قَوْلَهُ : يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ ، فَامْتُحِنُوا هُنَاكَ بِالسُّجُودِ وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَسْجُدُونَ وَتَبْقَى ظُهُورُ الْمُنَافِقِينَ طَبَقًا وَاحِدًا قَالَ : وَتَخْرِيجُ مَعْنَى إِتْيَانِ اللهِ فِي هَذَا إِيَّاهُمْ أَنَّهُ يُشْهِدُهُمْ رُؤْيَتَهُ لِيُثْبِتُوهُ فَتَكُونَ مَعْرِفَتُهُمْ لَهُ فِي الآخِرَةِ عَيَانًا كَمَا كَانَ اعْتِرَافُهُمْ بِرُؤْيَتِهِ فِي الدُّنْيَا عِلْمًا وَاسْتِدْلالا ، وَيَكُونَ طُرُوءُ الرُّؤْيَةِ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ بِمَنْزِلَةِ إِتْيَانِ الآتِي مِنْ حَيْثُ لَمْ يَكُونُوا شَاهَدُوهُ فِيهِ قِيلَ : وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، إِنَّمَا حَجَبَهُمْ عَنْ تَحْقِيقِ الرُّؤْيَةِ فِي الْكَرَّةِ الأُولَى حَتَّى قَالُوا : هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا مِنْ أَجْلِ مَنْ مَعَهُمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ لا يَسْتَحِقُّونَ الرُّؤْيَةَ ، وَهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ مَحْجُوبُونَ ، فَلَمَّا تَمَيَّزُوا عَنْهُمُ ارْتَفَعَ الْحِجَابُ ، فَقَالُوا عِنْدَ مَا رَأَوْهُ : أَنْتَ رَبُّنَا وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ قَوْلَ الْمُنَافِقِينَ دُونَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ : وَأَمَّا ذِكْرُ الصُّورَةِ

فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ فَإِنَّ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْنَا وَعَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَعْلَمَهُ : أَنَّ رَبَّنَا لَيْسَ بِذِي صُورَةٍ وَلا هَيْئَةٍ ، فَإِنَّ الصُّورَةَ تَقْتَضِي الْكَيْفِيَّةَ وَهِيَ عَنِ اللهِ وَعَنْ صِفَاتِهِ مَنْفِيَّةٌ ، وَقَدْ يُتَأَوَّلُ مَعْنَاهَا عَلَى وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنْ تَكُونَ الصُّورَةُ بِمَعْنَى الصِّفَةِ ، كَقَوْلِ الْقَائِلِ : صُورَةُ هَذَا الأَمْرِ كَذَا وَكَذَا ، يُرِيدُ صِفَتَهُ فَتُوضَعُ الصُّورَةُ مَوْضِعَ الصِّفَةِ وَالْوَجْهُ الآخَرُ : أَنَّ الْمَذْكُورَ مِنَ الْمَعْبُودَاتِ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ إِنَّمَا هِيَ صُوَرٌ وَأَجْسَامٌ كَالشَّمسِ وَالْقَمَرِ وَالطَّوَاغِيتِ وَنَحْوِهِمَا ، ثُمَّ لَمَّا عَطَفَ عَلَيْهَا ذِكْرُ اللهِ سُبْحَانَهُ خَرْجَ الْكَلامُ فِيهِ عَلَى نَوْعٍ مِنَ الْمُطَابَقَةِ ، فَقِيلَ : يَأْتِيهِمُ اللَّهُ فِي صُورَةِ كَذَا إِذْ كَانَتِ الْمَذْكُورَاتُ قَبْلَهُ صُوَرًا وَأَجْسَامًا ، وَقَدْ يُحْمَلُ آخِرُ الْكَلامِ عَلَى أَوَّلِهِ فِي اللَّفْظِ وَيُعْطَفُ بِأَحَدِ الاسْمَيْنِ عَلَى الآخَرِ وَالْمَعْنَيَانِ مُتَبَايِنَانِ وَهُوَ كَثِيرٌ فِي كَلامِهِمْ ، كَالْعُمَرَيْنِ وَالأَسْوَدَيْنِ وَالْعَصْرَيْنِ ، وَمِثْلُهُ فِي الْكَلامِ كَثِيرٌ وَمِمَّا يُؤَكِّدُ التَّأْوِيلَ الأَوَّلَ هُوَ أَنَّ مَعْنَى الصُّورَةِ الصِّفَةُ ، قَوْلُهُ مِنْ رِوَايَةِ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ : فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فِي أَدْنَى صُورَةٍ مِنَ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا وَهُمْ لَمْ يَكُونُوا رَأَوْهُ قَطُّ قَبْلَ ذَلِكَ ، فَعَلِمْتُ أَنَّ الْمَعْنَى فِي ذَلِكَ الصِّفَةُ الَّتِي عَرَفُوهُ بِهَا ، وَقَدْ تَكُونُ الرُّؤْيَةُ بِمَعْنَى الْعِلْمِ ، كَقَوْلِهِ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا ، أَيْ : عَلِّمْنَا.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ : وَمِنَ الْوَاجِبِ فِي هَذَا الْبَابِ أَنْ نَعْلَمَ أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ الأَلْفَاظِ الَّتِي تَسْتَشْنِعُهَا النُّفُوسُ إِنَّمَا خَرَجَتْ عَلَى سَعَةِ مَجَالِ كَلامِ الْعَرَبِ وَمَصَارِفِ لُغَاتِهَا ، وَأَنَّ مَذْهَبَ كَثِيرٍ

مِنَ الصَّحَابَةِ وَأَكْثَرِ الرُّوَاةِ مِنْ أَهْلِ النَّقْلِ الاجْتِهَادُ فِي أَدَاءِ الْمَعْنَى دُونَ مُرَاعَاةِ أَعْيَانِ الأَلْفَاظِ ، وَكُلٌّ مِنْهُمْ يَرْوِيهِ عَلَى حَسْبِ مَعْرِفَتِهِ وَمِقْدَارِ فَهْمِهِ وَعَادَةِ الْبَيَانِ مِنْ لُغَتِهِ ، وَعَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَلْزَمُوا أَحْسَنَ الظَّنِّ بِهِمْ ، وَأَنْ يُحْسِنُوا التَّأَنِّي لِمَعْرِفَةِ مَعَانِي مَا رَوَوْهُ ، وَأَنْ يُنْزِلُوا كُلَّ شَيْءٍ مِنْهُ مَنْزِلَةَ مِثْلِهِ ، فِيمَا تَقْتَضِيهِ أَحْكَامُ الدِّينِ وَمَعْانِيهَا ، عَلَى أَنَّكَ لا تَجِدُ بِحَمْدِ اللهِ وَمَنِّهِ شَيْئًا صَحَّتْ بِهِ الرِّوَايَةُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ وَلَهُ تَأْوِيلٌ يَحْتَمِلُهُ وَجْهُ الْكَلامِ وَمَعْنًى لا يَسْتَحِيلُ فِي عَقْلٍ أَوْ مَعْرِفَةٍ
642- أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أَخْبَرَنَا أحمد بن عبيد الصفار ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الله ، حَدَّثَنَا أبو الوليد ، وسليمان بن حرب ، قالا : حدثنا شعبة ، حدثني عمرو بن مرة ، قال : سمعت أبا البختري ، يحدث عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه وكرم وجهه أنه قال : إذا حدثتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فظنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم أهيأه وأهداه

643- أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن المصري ، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن أبي مريم ، حَدَّثَنَا نعيم بن حماد ، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة ، سمع مسعر بن كدام ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة ، عن علي ، ومحمد بن عجلان ، عن عون بن عبد الله ، عن عبد الله بن مسعود ، أنهما قالا : إذا حدثتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فظنوا به الذي هو أهيأ وأهدى وأتقى قال الشيخ : وأما الضحك المذكور في الخبر فقد روى الفربري عن محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله أنه قال : معنى الضحك فيه الرحمة . ونحن نبسط الكلام فيه إن شاء الله عند ذكر صفات الفعل
644- وَأَمَّا الصُّورَةُ الْمُذْكُورَةُ فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ

الْبَيْرُوتِيُّ ، أَخْبَرَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ ، قَالَ : ونَا الأَوْزَاعِيُّ أَيْضًا ، قَالا ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ اللَّجْلاجِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَائِشِ الْحَضْرَمِيَّ ، يَقُولُ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ : مَا رَأَيْتُكَ أَصْفَرَ وَجْهًا مِنْكَ الْغَدَاةَ فَقَالَ : مَا لِي وَقَدْ تَبَدَّى لِي رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ، فَقَالَ : فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى يَا مُحَمَّدُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَنْتَ أَعْلَمُ أَيْ رَبِّ ، قَالَ : فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى يَا مُحَمَّدُ ؟ قُلْتُ : أَنْتَ أَعْلَمُ أَيْ رَبِّ ، فَوَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ ، فَعَلِمْتُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَتَلا هَذِهِ الآيَةَ : {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} قَالَ : فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى يَا مُحَمَّدُ ؟ قُلْتُ : فِي الْكَفَّارَاتِ رَبِّ قَالَ : وَمَا هُنَّ ؟ قُلْتُ : الْمَشْيُ عَلَى الأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ ، وَالْجُلُوسُ فِي الْمَسَاجِدِ خِلافَ الصَّلَوَاتِ ، وَإِبْلاغُ الْوَضُوءِ أَمَاكِنَهُ فِي الْمَكَارِهِ قَالَ : مَنْ يَفْعَلْ يَعِشْ بِخَيْرٍ وَيَمُتْ بِخَيْرٍ ، وَيَكُنْ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ، وَمِنَ الدَّرَجَاتِ إِطْعَامُ الطَّعَامِ ، وَبَذْلُ السَّلامِ ، وَأَنْ تَقُومَ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ، سَلْ تُعْطَهْ قُلْتُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الطَّيِّبَاتِ ،
وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ ، وَأَنْ تَتُوبَ عَلَيَّ ، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً بِقَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ فَتَعْلَمُوهُنَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُنَّ لَحَقٌ.
فَهَذَا حَدِيثٌ مُخْتَلَفٌ فِي إِسْنَادِهِ فَرُوِيَ هَكَذَا ، وَرَوَاهُ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلاجِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَاهُ جَهْضَمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ ، عَنْ أَبِي سَلامٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَاهُ مُوسَى بْنُ خَلَفٍ الْعَمِّيُّ ، عَنْ يَحْيَى ، عَنْ زَيْدٍ ، عَنْ جَدِّهِ مَمْطُورٍ ، وَهُوَ أَبُو سَلامٍ ، عَنِ ابْنِ السَّكْسَكِيِّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ وَقِيلَ فِيهِ غَيْرُ ذَلِكَ وَرَوَاهُ أَيُّوبُ ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَقَالَ فِيهِ : أَحْسَبُهُ يَعْنِي : فِي الْمَنَامِ وَرَوَاهُ قَتَادَةُ يَعْنِي ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلاجِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.





645- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ ، قَالَ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِشٍ الْحَضْرَمِيُّ لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ إِلاَّ أَنَّهُمْ يَضْطَرِبُونَ فِيهِ ، وَهُوَ حَدِيثُ الرُّؤْيَةِ.
قَالَ الشَّيْخُ : وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، وَكُلُّهَا ضَعِيفٌ ، وَأَحْسَنُ طَرِيقٍ فِيهِ رِوَايَةُ جَهْضَمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ثُمَّ رِوَايَةُ مُوسَى بْنِ خَلَفٍ وَفِيهِمَا مَا دَلَّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي النَّوْمِ ثُمَّ تَأْوِيلُهُ عِنْدَ أَهْلِ النَّظَرِ عَلَى وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ : وَأَنَا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ، كَأَنَّهُ زَادَهُ كَمَالا وَحُسْنًا وَجَمَالا عِنْدَ رُؤْيَتِهِ ، وَإِنَّمَا التَّغَيُّرُ وَقَعَ بَعْدَهُ لِشِدَّةِ الْوَحْيِ وَثِقَلِهِ وَالثَّانِي : أَنَّهُ بِمَعْنَى الصِّفَةِ وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ تَلَقَّاهُ بِالإِكْرَامِ وَالإِجْمَالِ ، فَوَصَفَهُ

بِالْجَمَالِ ، وَقَدْ يُقَالُ فِي صِفَاتِ اللهِ تَعَالَى إِنَّهٌ جَمِيلٌ ، وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ مُجْمِلٌ فِي أَفْعَالِهِ وَأَمَّا قَوْلُهُ : فَوَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَكَذَا فِي رِوَايَتِنَا ، وَفِي رِوَايَةِ بَعْضِهِمْ : يَدَهُ وَتَأْوِيلُهُ عِنْدَ أَهْلِ النَّظَرِ إِكْرَامُ اللهِ إِيَّاهُ وَإِنْعَامُهُ عَلَيْهِ ، حَتَّى وَجَدَ بَرَدَ النِّعْمَةِ يَعْنِي رُوحَهَا وَأَثَرَهَا فِي قَلْبِهِ ، فَعَلِمَ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، وَقَدْ يَكُونُ الْمُرَادُ بِالْيَدِ الصِّفَةَ ، وَيَكُونُ الْمُرَادُ بِالْوَضْعِ تَعَلُّقَ تِلْكَ الصِّفَةِ بِمَا وَجَدَ مِنْ زِيَادَةِ الْعِلْمِ كَتَعَلُّقِ الْيَدِ الَّتِي هِيَ صِفَةٌ لِخَلْقِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، تَعَلَّقِ الصِّفَةِ بِمُقْتَضَاهَا لا عَلَى مَعْنَى الْمُبَاشَرَةِ ، فَإِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنَّ فَيَكُونُ ، لا تَجُوزُ عَلَيْهِ وَلا عَلَى صِفَاتِهِ الَّتِي هِيَ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِهِ مُمَاسَّةٌ أَوْ مُبَاشَرَةٌ ، تَعَالَى اللَّهُ عَزَّ اسْمُهُ عَنْ شَبِهِ الْمَخْلُوقِينَ عُلُّوًا كَبِيرًا وَفِي ثُبُوتِ هَذَا الْحَدِيثِ نَظَرٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

باب ما جاء في إثبات الوجه

صفة لا من حيث الصورة لورود خبر الصادق به
قال الله عز وجل : {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}.
وقال : {كل شيء هالك إلا وجهه}.
وقال : {وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله}.
وقال : {إنما نطعمكم لوجه الله}.
وقال : {والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم}.
وقال : {إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى}.
وقال : {يريدون وجهه} .
646- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، يَقُولُ : لَمَّا نَزَلَ
عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} ، قَالَ : أَعُوذُ بِوَجْهِكَ ، {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} ، قَالَ : أَعُوذُ بِوَجْهِكَ {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} ، قَالَ : هَاتَانِ أَهْوَنُ وَأَيْسَرُ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ عَلِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ
647- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الشَّرْقِيِّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {أَعُوذُ بِوَجْهِكَ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قَالَ : أَعُوذُ بِوَجْهِكَ ، {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} ، قَالَ : هَذَا أَهْوَنُ ، أَوْ هَذَا أَيْسَرُ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ ، وَقُتَيْبَةَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ
648- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الإِسْفَرَايِينِيُّ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا ، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبَ : آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا ، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيِّ.
وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ ، وَغَيْرِهِ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ.
قَالَ الشَّيْخُ : قَوْلُهُ : رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ يُرِيدُ بِهِ صِفَةَ الْكِبْرِيَاءِ فَهُوَ بِكِبْرِيَائِهِ وَعَظَمَتِهِ لا يُرِيدُ أَنْ يَرَاهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ بَعْدَ رُؤْيَةِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، حَتَّى يَأْذَنَ لَهُمْ بِدُخُولِ جَنَّةِ عَدْنٍ ، فَإِذَا دَخَلُوهَا أَرَادَ أَنْ يَرَوْهَ فَيَرَوْهُ وَهُمْ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ
649- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّزَازُ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ ، حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي شِهَابٍ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنِ الْقَعْنَبِيِّ

650- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، وَغَيْرُهُمَا ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : مَرِضْتُ مَرَضًا شَدِيدًا أُشْفِيتُ مِنْهُ ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أُخَلَّفُ دُونَ هِجْرَتِي قَالَ : إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ بَعْدِي فَتَعْمَلَ عَمَلا تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ إِلاَّ ازْدَدْتَ بِهِ رِفْعَةً وَدَرَجَةً ، وَلَعَلَّكَ إِنْ تُخَلَّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ قَوْمٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ ، اللَّهُمَّ أمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ ، وَلا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ ، لَكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ كَانَ يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
651- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ ، عَنْ نُعَيْمِ

بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : أَسْنَدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَدْرِي ، فَقَالَ : مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ صَلَّى صَلاةً ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ
652- وَقَدْ قِيلَ عَنْ نُعَيْمٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ، نا

مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَا حُذَيْفَةُ ، مَنْ خُتِمَ لَهُ بِشَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، يَا حُذَيْفَةُ مَنْ خُتِمَ لَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ بِإِطْعَامِ مِسْكِينٍ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : وَالأَخْبَارُ فِي مِثْلِ هَذَا كَثِيرَةٌ وَفِي بَعْضِ مَا ذَكَرْنَا كِفَايَةٌ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ
639- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ ، إِمْلاءً ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلالِيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ : اطْرُدْ هَؤُلاءِ عَنْكَ وَلا يَجْتَرِئُونَ عَلَيْنَا ، وَكُنْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَظُنُّهُ ، قَالَ : وَبِلالٌ وَرَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ وَرَجُلانِ قَدْ نَسِيتُ اسْمَهُمَا فَوَقَعَ فِي نَفْسِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحَدَّثَ بِهِ نَفْسَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ، وَكَذَلِكَ

فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : وَرَجُلانِ نَسِيتُ اسْمَيْهِمَا
654- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بِنِ دَلُّوَيْهِ الدَّقَّاقُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الأَزْهَرِ بْنِ مَنِيعٍ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ ، حَدَّثَنِي أَخِي زَيْدُ بْنُ سَلامٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ أَبَا سَلامٍ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي الْحَارِثُ الأَشْعَرِيُّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْحَى إِلَى يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَقَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى

أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي اسْتَقْبَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِوَجْهِهِ ، فَلا يَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ الْعَبْدُ هُوَ الَّذِي يَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنْهُ وَرُوِيَ فِي مِثْلِ هَذَا عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنْ قَوْلِهِمَا
655- أخبرنا أبو الحسن العلوي ، أَخْبَرَنَا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز ، حَدَّثَنَا أحمد بن حفص بن عبد الله ، حدثني أبي ، حدثني إبراهيم بن طهمان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، أنه قال : كنا في بيت حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقام شبث بن ربعي فصلى ، فتفل بين يديه . قال : فقال له حذيفة رضي الله عنه : لا تتفل بين يديك ولا عن يمينك ؛ فإن عن يمينك كاتب الحسنات ، فإن الرجل إذا توضأ فأحسن الوضوء ، ثم قام فصلى أقبل الله تعالى إليه بوجهه يناجيه فلا يصرفه عنه حتى ينصرف أو يحدث حدث سوء

656- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب قال : حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الصاغاني ، حَدَّثَنَا يحيى بن أبي بكير ، حَدَّثَنَا مهدي بن ميمون ، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، حدثني ابن أبي نعيم ، عن عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما : أنه رأى رجلا يصلي يلتفت في صلاته فقال ابن عمر رضي الله عنهما إن الله عز وجل مقبل على عبده بوجهه ما أقبل إليه ، فإذا التفت انصرف عنه . قلت : ليس في صفات ذات الله عز وجل إقبال ولا إعراض ولا صرف ، وإنما ذلك في صفات فعله ، وكأن الرحمة التي للوجه تعلق بها تعلق الصفة بمقتضاها ، تأتيه من قبل وجه

المصلي ، فعبر عن إقبال تلك الرحمة وصرفها بإقبال الوجه وصرفه لتعلق الوجه الذي هو صفة بها ، والله أعلم
657- وَالَّذِي يُبَيِّنُ صِحَّةَ هَذَا التَّأْوِيلِ : مَا أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلالٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَإِنَّ الرَّحْمَةَ تُوَاجِهُهُ فَلا يَمَسَّ الْحَصَا قُلْتُ : وَشَائِعٌ فِي كَلامِ النَّاسِ : الأَمِيرُ مُقْبِلٌ عَلَى فُلانٍ ، وَهُمْ يُرِيدُونَ بِهِ إِقْبَالَهُ عَلَيْهِ بِالإِحْسَانِ ، وَمُعْرِضٌ عَنْ فُلانٍ وَهُمْ يُرِيدُونَ بِهِ تَرَكَ إِحْسَانِهِ إِلَيْهِ ، وَصَرْفَ إِنْعَامِهِ عَنْهُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ
658- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَانَ الْعُقَيْلِيُّ ، بِحَلَبَ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، أَنْبَأَنِيهِ عَطَاءُ بْنُ

السَّائِبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ : وَارْزُقْنِي لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ
659- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي نَهِيكٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح

660- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ ، حَدَّثَنَا الْبُرْسَانِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِوَجْهِ اللهِ فَأَعْطُوهُ
661- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْعُصْفُرِيُّ الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ التَّمِيمِيُّ.

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَسْأَلَ بِوَجْهِ اللهِ شَيْئًا إِلاَّ الْجَنَّةَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي كِتَابِ السُّنَنِ ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْعُصْفُرِيِّ
662- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حَدَّثَنَا أبو العباس هو الأصم ، حَدَّثَنَا الصاغاني ، حَدَّثَنَا حجاج بن محمد ، قال : قال ابن جريج : قال عطاء : بلغنا أنه يكره أن يسأل الله تعالى شيئا من الدنيا بوجهه
قال : وقال ابن جريج : أخبرني ابن طاووس ، عن أبيه أنه كان يكره أن يسأل الإنسان بوجه الله . قال : وقال ابن جريج عن عمرو بن دينار قال : بلغنا ذلك
قال : وقال ابن جريج : أخبرني عبد الكريم بن مالك قال : إن رجلا جاء إلى عمر بن عبد العزيز فرفع إليه حاجته ثم قال : أسألك بوجه الله تعالى ، فقال عمر رضي الله عنه : قد سألت بوجهه فلم يسأل شيئا إلا أعطاه إياه ، ثم قال عمر رضي الله عنه : ويحك ألا سألت بوجهه الجنة
663- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى بْنِ رَامِكٍ الشَّيْبَانِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ ، مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ الدِّبَاغُ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلا

مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يُقَالُ لَهُ الْعَبَّاسُ ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يُخْبِرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ الْجِنِّ أَقْبَلَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ فِي يَدِهِ شُعْلَةٌ مِنَ النَّارِ ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَلا يَزْدَادُ إِلاَّ قُرْبًا ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ : أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَقُولُهُنَّ يُنْكَبُ مِنْهَا لَفِيهِ ، وَتُطْفَأُ شُعْلَتُهُ ؟ قُلْ : أَعُوذُ بِوَجْهِ اللهِ الْكَرِيمِ ، وَبِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا ، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَمِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّيْلِ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ فَقَالَهَا ، فَانْكَبَّ لَفِيهِ وَطُفِئَتْ شُعْلَتُهُ.
أَخْرَجَهُ مَالِكٌ ، عَنْ أَنَسٍ فِي الْمُوَطَّأِ إِلاَّ أَنَّهُ أَرْسَلَهُ

664- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكَلْبِيِّ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمَذَانِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَتَبَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كِتَابًا ، قَالَ : أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَقُلْ : أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ ، مِنْ شَرِّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ تَكْشِفُ الْمَغْرَمَ وَالْمَأْثَمَ ، اللَّهُمَّ لا يُهْزَمُ جُنْدُكَ ، وَلا يُخْلَفُ وَعْدُكَ ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ وَقَدْ رُوِّينَا فِي بَابِ الْكَلامِ مِنْ حَدِيثِ عَمَّارِ

بْنِ رُزَيْقٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحَارِثِ ، وَأَبِي مَيْسَرَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، فَأَبُو مَيْسَرَةَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ مِنَ الثِّقَاتِ ، وَمَنْ دُونَهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ وَكَأَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ سَمِعَهُ مِنْهُمَا ، وَمِنْ أَبِيهِ ، إِنْ كَانَ حَمَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَفِظَهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
665- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ ، مِنْ أَصْلِهِ ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَجَاءٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكْرٍ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ أَبُو عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ صُهَيْبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ، قَالَ : النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ

666- أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ، أَخْبَرَنَا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي ، حَدَّثَنَا أبو خالد يزيد بن محمد العقيلي بمكة ، حَدَّثَنَا عبد الله بن رجاء ، أَخْبَرَنَا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد ، عن أبي بكر يعني الصديق رضي الله عنه ـ وعن مسلم : عن حذيفة رضي الله عنه ـ في قول الله عز وجل : {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قالا : النظر إلى وجه ربهم .

قلت : الآثار في معنى هذا عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين كثيرة ، وهي في باب الرؤية مذكورة بإذن الله عز وجل
667- أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل ، حَدَّثَنَا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ، حدثنا محمد بن عبد الوهاب ، أَخْبَرَنَا جعفر بن عون ، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن

عبد الله هو المسعودي ، عن عبد الله بن المخارق ، عن المخارق بن سليم ، قال : قال عبد الله هو ابن مسعود رضي الله عنه : إذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله عز وجل ؛ إن العبد المسلم إذا قال : الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر وتبارك الله ، أخذها ملك فجعلها تحت جناحه ثم صعد بها فلا يمر بها على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يجيء بها وجه الرحمن ، قال : ثم قرأ عبد الله : {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه
668- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ كَثِيرٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ خَبَّابٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَبْتَغِي وَجْهَ اللهِ تَعَالَى ، فَوَجَبَ

أَجَرُنَا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَمِنَّا مِنْ ذَهَبَ لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا ، كَانَ مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ إِلاَّ نَمِرَةٌ كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلاهُ ، وَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَهُ خَرَجَ رَأْسُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : غَطُّوا بِهَا رَأْسَهُ ، وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الإِذْخِرِ وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يُهْدِي بِهَا.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ.
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ أُخَرَ ، عَنِ الأَعْمَشِ
669- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنُ دُرُسْتَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُنَادِي ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ كَانَ يَضْرِبُ غُلامًا لَهُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَا وَاللَّهِ ، لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ فَإِنِّي أَعْتَقْتُهُ لِوَجْهِ اللهِ وَفِي رِوَايَةِ وَهْبٍ قَالَ : فَإِنِّي أَعْتِقُهُ لِوَجْهِ اللَّهِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ بِشْرِ بْنِ خَالِدٍ.
وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ ، وَفِيهِ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ وَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللَّهَ ، فَقَدْ حَكَى الْمُزَنِيُّ ، عَنِ الشَّافِعِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ : يَعْنِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ : فَثَمَّ الْوَجْهُ الَّذِي وَجَّهَكُمُ اللَّهُ إِلَيْهِ

670- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر القاضي قالا : حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الحسن بن علي بن عفان ، حَدَّثَنَا أبو أسامة ، عن النضر ، عن مجاهد ، في قوله عز وجل : {فأينما تولوا فثم وجه الله} قال : قبلة الله فأينما كنت في شرق أو غرب فلا توجهن إلا إليها
671- وَأَمَّا نُورُ الْوَجْهِ فَقَدِ احْتَجَّ بَعْضُهُمْ فِي ذَلِكَ بِمَا أَخْبَرَنَا الأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، وَالْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عُبَيْدَةَ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَنَامُ وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمِلُ اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ ، وَعَمِلُ النَّهَارِ بِاللَّيْلِ زَادَ الْمَسْعُودِيُّ : وَحِجَابُهُ النَّارُ لَوْ كَشَفَهَا لأَحْرَقَتْ

سُبُحَاتُ وَجْهِهِ كُلَّ شَيْءٍ أَدْرَكَهُ الْبَصَرُ ثُمَّ قَرَأَ أَبُو عُبَيْدَةَ : بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، وَأَخْرَجَهُ بِطُولِهِ مِنْ حَدِيثِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، دُونَ قِرَاءَةِ أَبِي عُبَيْدَةَ
672- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْكَازَرُونِيُّ ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ : يُقَالُ السُّبْحَةُ : إِنَّهَا جَلالُ وَجْهِهِ وَنُورُهُ ، وَمِنْهُ قِيلَ : سُبْحَانَ اللهِ إِنَّمَا هُوَ تَعْظِيمٌ لَهُ وَتَنْزِيهٌ قُلْتُ : إِذَا كَانَ قَوْلُهُ : سُبُحَاتُ مِنَ التَّسْبِيحِ ، وَالتَّسْبِيحُ تَنْزِيهُ اللهِ تَعَالَى عَنْ كُلِّ سُوءٍ ، فَلَيْسَ فِيهِ إِثْبَاتُ النُّورِ لِلْوَجْهِ وَإِنَّمَا فِيهِ أَنَّهُ لَوْ كَشَفَ الْحِجَابَ الَّذِي عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ وَلَمْ يُثَبِّتْهُمْ لِرُؤْيَتِهِ لاحْتَرَقُوا وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَفِيهِ عِبَارَةٌ أُخْرَى وَهِيَ أَنَّهُ لَوْ كَشَفَ عَنْهُمُ الْحِجَابَ لأَفْنَى جَلالُهُ وَهَيْبَتُهُ وَقَهْرُهُ مَا أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ يَعْنِي كُلَّ مَا أَوْجَدَ مِنَ الْعَرْشِ إِلَى الثَّرَى فَلا نِهَايَةَ لِبَصَرِهِ
673- وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ الْعَدْلُ ، بِبَغْدَادَ أنا دَعْلجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلجٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبُوشَنْجِيُّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، وَعِكْرِمَةَ ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ ، تَفَلَّتَ هَذَا الْقُرْآنُ مِنْ صَدْرِي ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ، وَذَكَرَ فِيمَا عَلَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دُعَاءِ حِفْظِ الْقُرْآنِ : أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَنُ بِجَلالِكَ وَنَوِّرِ وَجْهِكَ أَنْ تُلْزِمَ قَلْبِي حَفِظَ كِتَابِكَ كَمَا عَلَّمْتَنِي ، وَارْزُقْنِي أَنْ أَتْلُوَهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي يُرْضِيكَ عَنِّي ، اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ وَالْعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامُ ، أَسْأَلُكَ يَا رَحْمَنُ بِجَلالِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ أَنْ تُنَوِّرَ بِكِتَابِكَ بَصَرِي ، وَأَنْ تُطْلِقَ بِهِ لِسَانِي ، وَأَنْ تُفَرِّجَ بِهِ عَنْ قَلْبِي ، وَأَنْ تَشْرَحَ بِهِ صَدْرِي ، وَأَنْ تَسْتَعْمِلَ بِهِ بَدَنِي ، فَإِنَّهُ لا يُعِينُنِي عَلَى الْحَقِّ غَيْرُكَ ، وَلا يُؤْتِيهِ إِلاَّ أَنْتَ ، وَلا قُوَّةَ إِلا

بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، وَهَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ بِهَذَا اللَّفْظِ ، فَإِنْ كَانَ لَفْظُ النُّورِ مَحْفُوظًا فِيهِ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ ذَلِكَ وَيُرِيدُونَ بِهِ نَفْيَ النَّقْصِ عَنْهُ لا غَيْرَ

ثُمَّ قَدْ حَكَى أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ مِنْ كِتَابِهِ ، عَنِ ابْنِ الأَنْبَارِيِّ ، عَنْ ثَعْلَبٍ ، فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، يَعْنِي أَنَّهُ حَقٌّ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَهَذَا نَظِيرُ قَوْلِ الْعَرَبِ إِذَا سَمِعُوا قَوْلَ الْقَائِلِ : حَقًّا : كَلامُكَ هَذَا عَلَيْهِ نُورٌ ، أَيْ هُوَ حَقٌّ فَيُحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ إِنْ كَانَ ثَابِتًا : أَسْأَلُكَ بِجَلالِكَ وَنَورِ وَجْهِكَ أَيْ وَحَقِّ وَجْهِكَ ، وَالْحَقُّ هُوَ الْمُتَحَقَّقُ كَوْنُهُ وَوُجُودُهُ ، وَكَانَ الأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَقُولُ فِي مَعْنَى النُّورِ : إِنَّهُ الَّذِي لا يَخْفَى عَلَى أَوْلِيَائِهِ بِالدَّلِيلِ ، وَيَصِحُّ رُؤْيَتُهُ بِالأِبْصَارِ ، وَيَظْهَرُ لِكُلِّ ذِي لُبٍّ بِالْعَقْلِ ، فَيَكُونُ قَوْلُهُ : أَسْأَلُكَ بِجَلالِكَ وَنَورِ وَجْهِكَ رَاجِعًا فِي النُّورِ إِلَى أَحَدِ هَذِهِ الْمَعَانِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ
674- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حَدَّثَنَا أبو العباس هو الأصم ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الصاغاني ، حَدَّثَنَا روح بن عبادة ، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة ، حَدَّثَنَا الزبير أبو عبد السلام ، عن أيوب بن عبد الله بن مكرز ، عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه قال : إن ربكم ليس

عنده ليل ولا نهار ، نور السماوات والأرض من نور وجهه هذا موقوف وراويه غير معروف
675- أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أَخْبَرَنَا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الوهاب ، أَخْبَرَنَا جعفر بن عون ، أَخْبَرَنَا مسعر ، عن عمرو بن مرة ، قال : قلت لسعيد بن المسيب : علمني كلمات أقولهن عند المساء . قال : قل : أعوذ بوجهك الكريم ، وباسمك العظيم ، وبكلماتك التامة من شر السامة والعامة ، ومن شر ما خلقت أي رب ، ومن شر ما أنت آخذ بناصيته} ، ومن شر هذه الليلة ، ومن شر ما بعدها ، وشر الدنيا وأهلها
676- أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني العدل ، أَخْبَرَنَا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ، حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم البوشنجي ، حَدَّثَنَا ابن بكير ، حَدَّثَنَا مالك ، عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن ، عن القعقاع بن حكيم ، قال : إن كعب الأحبار

قال : لولا كلمات أقولهن لجعلتني يهود حمارا . فقيل له : ما هي ؟ فقال : أعوذ بوجه الله العظيم الذي ليس شيء أعظم منه ، وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، وبأسماء الله الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم ، من شر ما خلق وذرأ} وبرأ}
677- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أَخْبَرَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الصاغاني ، حَدَّثَنَا سريج بن يونس ، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن حميد بن هلال ، قال : قال رجل : رحم الله رجلا أتى على هذه الآية : {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} فيسأل الله تبارك وتعالى بذاك الوجه الباقي الجميل . قلت : الجميل في أسماء الله تعالى قد ذكرنا ، وهو عند أهل النظر بمعنى المجمل المحسن . قال أبو سليمان : وقد يكون الجميل معناه ذو النور . قلت : ثم يكون ذلك أيضا من صفات الفعل.
قال الله عز وجل : {ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور}.
وقال تعالى : {يخرجهم من الظلمات إلى النور} ، وقد يجوز أن يستعمل النور في صفات الذات ، بمعنى أنه لا يخفى على أوليائه بالدليل ، وهذا أشبه بمعنى الجميل في هذا الموضع والله أعلم

باب ما جاء في إثبات العين
صفة لا من حيث الحدقة.
قال الله عز وجل : {ولتصنع على عيني}.
وقال تعالى : {فإنك بأعيننا}.
وقال : {واصنع الفلك بأعيننا}.
وقال تبارك وتعالى : {تجري بأعيننا} .
678- أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَغَوِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءٍ ، حَدَّثَنَا عَمِّي ، جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ الْمَسِيحَ ذُكِرَ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ ، فَقَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، أَلا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ عَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ ، وَقَالَ فِي مَتْنِهِ ، فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْكُمْ ، إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَيْنِهِ

679- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسًا ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : مَا بُعِثَ نَبِيُّ إِلاَّ وَقَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الأَعْوَرَ الْكَذَّابَ : أَلا إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبُّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ : كَافِرٌ
680- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النِّجَّادُ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَا بُعِثَ نَبِيُّ إِلاَّ قَدْ أُنْذِرَ الدَّجَّالَ أَلا وَإِنَّهُ أَعْوَرُ ، وَإِنَّ رَبُّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ
681- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، ثنا

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، فَذَكَرَهُ وَزَادَ : وَإِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَ فَ رَ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي عُمَرَ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى
682- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا ، قَالَ : بِعَيْنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قُلْتُ : وَمِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ حَمَلَ الْعَيْنَ الْمَذْكُورَةَ فِي الْكِتَابِ عَلَى الرُّؤْيَةِ ، وَقَالَ : قَوْلُهُ : وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ، مَعْنَاهُ : بِمَرْأَى مِنِّي وَقَوْلُهُ : وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ، أَيْ : بِمَرْأَى مِنَّا وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ وَتَكُونُ صِفَةً وَاحِدَةً وَالْجَمْعُ فِيهَا عَلَى مَعْنَى التَّعْظِيمِ ، كَقَوْلِهِ : مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ ، وَمِنْهُمْ مِنْ حَمْلَهَا عَلَى الْحِفْظِ وَالْكِلاءَةِ ، وَزَعَمَ أَنَّهَا مِنْ صِفَاتِ الْفِعْلِ ، وَالْجَمْعُ فِيهَا سَائِغٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَمَنْ قَالَ بِأَحَدِ هَذَيْنِ زَعَمَ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْخَبَرِ نَفْيُ نَقْصِ الْعَوَرِ عَنِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وَأَنَّهُ لا يَجُوزُ عَلَى الْمَخْلُوقِينَ مِنَ الآفَاتِ وَالنَّقَائِصِ ، وَالَّذِي يَدُلُّ

عَلَيْهِ ظَاهَرُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِنْ إِثْبَاتِ الْعَيْنِ لَهُ صِفَةً لا مِنْ حَيْثُ الْحَدَقَةِ أَوْلَى وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ
683- وأخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محبور الدهان ، حَدَّثَنَا أبو العباس أحمد بن هارون الفقيه ، حَدَّثَنَا أبو يحيى زكريا بن يحيى البزاز ، حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن الموفق ، حَدَّثَنَا إسحاق بن موسى الأنصاري ، قال : سمعت سفيان بن عيينة ، يقول : ما وصف الله تبارك وتعالى به نفسه في كتابه فقراءته تفسيره ، ليس لأحد أن يفسره بالعربية ولا بالفارسية

باب ما جاء في إثبات اليدين
صفتين لا من حيث الجارحة لورود الخبر الصادق به.
قال الله عز وجل : {يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي}.
وقال تعالى {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} .
684- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّبَّاحُ الزَّعْفَرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يُجْمَعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَهْتَمُّونَ لِذَلِكَ ، فَيَقُولُونَ : لَوِ اسْتَشْفَعْنَا عَلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا ، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ : يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو النَّاسِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدَيْهِ ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ

685- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بِلَحْمٍ فَدُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ ، فَنَهِسَ مِنْهَا نَهْسَةً ، ثُمَّ قَالَ : أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَهَلْ تَدْرُونَ لِمَ ذَاكْ ؟ قَالَ : فَذَكَرَ حَدِيثَ الشَّفَاعَةِ وَفِيهِ : فَيَأْتُونَ آدَمَ ، فَيَقُولُونَ : يَا آدَمُ ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ تَعَالَى بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ ، أَظُنُّهُ قَالَ : وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ نَصْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ.
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ
686- أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلالٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الأحَجْمِ ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلِ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ مُوسَى : أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ

وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَخْرَجْتَنَا مِنْهَا ؟ فَقَالَ آدَمُ : أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالاتِهِ وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا وَكَلَّمَكَ تَكْلِيمًا ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ ، فَبِكَمْ تَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّهُ كَتَبَ عَلَيَّ الْعَمَلَ الَّذِي عَمِلْتُهُ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ ؟ قَالَ مُوسَى : بِأَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ آدَمُ : فَكَيْفَ تَلُومُنِي عَلَى عَمَلٍ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِيَ بِأَرْبَعِينَ سَنَةً ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هُرْمُزَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، ذَكَرَا فِيهِ قَوْلَ مُوسَى لآدَمَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ : أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَمِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ ، وَذَكَرَهُ أَيْضًا أَبُو صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
687- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلامُ ، فَقَالَ مُوسَى لآدَمَ : يَا آدَمُ ، أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ : أَنْتَ مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلامِهِ وَخَطَّ لَكَ فِي الأَلْوَاحِ بِيَدِهِ ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَضَاهُ اللَّهُ عَلِيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِيَ بِأَرْبَعِينَ عَامًا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ سُفْيَانَ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ عَمْرٍو النَّاقِدِ ، عَنْ سُفْيَانَ بِالإِسْنَادِ الأَوَّلِ ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ ، عَنْ سُفْيَانَ بِالإِسْنَادِ الثَّانِي ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ فِي الإِسْنَادِ الثَّانِي وَكَتَبَ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ وَلَيْسَ بَيْنَ هَذَيْنِ الإِسْنَادَيْنِ وَبَيْنَ مَا مَضَى اخْتِلافٌ إِلاَّ أَنَّ هَذَيْنِ الإِسْنَادَيْنِ حُفِظَ فِيهِمَا كِتَابَةُ التَّوْرَاةِ بِيَدِهِ ، وَلَمْ يُحْفَظْ ذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ الأَوَّلِ ، وَحُفِظَ فِي الْحَدِيثِ الأَوَّلِ قَوْلُ مُوسَى لآدَمَ : خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَلَمْ يُحْفَظْ فِي هَذَيْنِ ، وَجَمِيعُ ذَلِكَ ثَابِتٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
688- أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلالٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ.

عَنِ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى آدَمَ وَذُرِّيَّتَهُ ، قَالَتِ الْمَلائِكَةُ : يَا رَبُّ خَلَقْتُهُمْ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَنْكَحُونَ وَيَرْكَبُونْ ، فَاجْعَلْ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الآخِرَةُ ، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : لا أَجْعَلُ مَنْ خَلَقْتُهُ بِيَدِيَّ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي كَمَنْ قُلْتُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
689- وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا جُنَيْدُ بْنُ حَكِيمٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ صَالِحٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ رُوَيْمٍ

اللَّخْمِيُّ ، يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَذَكَرَ نَحْوَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : وَيَرْكَبُونَ الْخَيْلَ وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَهُ : وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي
690- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أَخْبَرَنَا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن محمد الصيدلاني ، وإبراهيم بن أبي طالب ، قالا : حَدَّثَنَا بشر بن الحكم ، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة ، حدثنا مطرف ، وابن أبجر أنهما سمعا الشعبي ، يقول : سمعت المغيرة بن شعبة ، يخبر الناس على المنبر قال سفيان : رفعه أحدهما ، أراه قال : ابن أبجر ـ قال : سأل موسى ربه عز وجل ما أدنى أهل الجنة منزلة ؟ قال : هو رجل يجيء بعد ما دخل أهل الجنة الجنة ، فيقال له : ادخل الجنة ، فيقول : أي ربي ، وكيف أدخل وقد نزل الناس منازلهم ، وقد أخذوا أخاذاتهم ، فيقال له : أترضى أن يكون لك مثل ما كان يكون لملك من ملوك الدنيا ؟ فيقول : رضيت رب فيقال : لك مثل هذا ومثله و مثله و مثله ، حتى عقد خمسا ، فيقول : رضيت ، فيقول : لك هذا وعشرة أمثاله ، فيقول : رب رضيت.

فيقال : لك هذا وما اشتهت نفسك ولذت عينك ، قال : يا رب أخبرني بأعلاهم منزلة ، قال : أولئك الذين أردت وسوف أخبرك ، غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها ، فلم تر عين ولم تسمع أذن ، ولم يخطر على قلب ، ومصداقه في كتاب الله عز وجل : {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} . رواه مسلم في الصحيح عن بشر بن الحكم
691- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى جَنَّةَ عَدْنٍ وَغَرَسَ أَشْجَارَهَا بِيَدِهِ ، فَقَالَ لَهَا : تَكَلَّمِي ، فَقَالَتْ : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ

692- أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الْهَاشِمِيِّ ، مِنْ بَنِي نَوْفَلٍ ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ : خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ ، وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ ، وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ : وَعِزَّتِي لا يَسْكُنُهَا مُدْمِنُ خَمْرٍ وَلا دَيُّوثٌ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ عَرَفْنَا مُدْمِنَ الْخَمْرِ ، فَمَا الدَّيُّوثُ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الَّذِي يُيَسِّرُ لأَهْلِهِ السُّوءَ هَذَا مُرْسَلٌ ، وَفِيهِ إِنْ ثَبَتَ دَلالَةٌ عَلَى أَنَّ الْكَتْبَ هَهُنَا بِمَعْنَى الْخَلْقِ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ : خَلَقَ رُسُومَ التَّوْرَاةِ ، وَهِيَ حُرُوفُهَا ، وَأَمَّا الْمَكْتُوبُ فَهُوَ كَلامُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِهِ ، غَيْرُ بَائِنٍ مِنْهُ

693- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، حَدَّثَنَا أبو بكر بن إسحاق ، أَخْبَرَنَا محمد بن ربح السماك ، حَدَّثَنَا يزيد بن هارون ، أَخْبَرَنَا سفيان بن سعيد ، عن عبيد المكتب ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، رضي الله عنهما قال : خلق الله تبارك وتعالى أربعة أشياء بيده : العرش ، وجنات عدن ، وآدم ، والقلم ؛ واحتجب من الخلق بأربعة : بنار ، وظلمة ، ونور ، وظلمة . هذا موقوف ، والحجاب يرجع إلى الخلق لا إلى الخالق
694- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ مَحْمَشٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْبَزَّازُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَتَبَ رَبُّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى

عَلَى نَفْسِهِ بِيَدِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ : إِنَّ رَحْمَتِي تَسْبِقُ ، أَوْ قَالَ : سَبَقَتْ غَضَبِي.
قُلْتُ : وَقَدْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ النَّظَرِ فِي مَعْنَى الْيَدِ فِي غَيْرِ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ : إِنَّهَا قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى الْقُوَّةِ.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأَيْدِ} ، أَيْ ذَا الْقُوَّةِ.
وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الْمُلْكِ وَالْقُدْرَةِ ؛
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ}.
وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى النِّعْمَةِ ؛
تَقُولُ الْعَرَبُ : كَمْ يَدٌ لِي عِنْدَ فُلانٍ ، أَيْ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ لِي قَدْ أَسْدَيْتُهَا إِلَيْهِ.
وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الصِّلَةِ ؛
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا} ، أَيْ مِمَّا عَمِلْنَا نَحْنُ.
وَقَالَ جَلَّ وَعَلا : {أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} ، أَيِ : الَّذِي لَهُ عُقْدَةُ النِّكَاحِ.
وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الْجَارِحَةِ ؛
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ}.
فَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : {يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}.
فَلا يَجُوزُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الْجَارِحَةِ ، لأَنَّ الْبَارِي جَلَّ جَلالُهُ وَاحِدٌ ، لا يَجُوزُ عَلَيْهِ التَّبْعِيضُ.
وَلا عَلَى الْقُوَّةِ وَالْمُلْكِ وَالنِّعْمَةِ وَالصِّلَةِ ، لأَنَّ الاشْتِرَاكَ يَقَعُ حِينَئِذٍ بَيْنَ وَلِيِّهِ آدَمُ وَعَدُوِّهِ إِبْلِيسُ.
فَيَبْطُلُ مَا ذَكَرَ مِنْ تَفْضِيلِهِ عَلَيْهِ لِبُطْلانِ مَعْنَى التَّخْصِيصِ ، فَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ أَنْ يُحْمَلا عَلَى صِفَتَيْنِ تَعَلَّقَتَا بِخَلْقِ آدَمَ تَشْرِيفًا لَهُ ، دُونَ خَلْقِ إِبْلِيسَ ، تَعَلُّقَ الْقُدْرَةِ بِالْمَقْدُورِ ، وَلا مِنْ طَرِيقِ الْمُبَاشَرَةِ ، وَلا مِنْ حَيْثُ الْمُمَاسَّةِ ، وَكَذَلِكَ تَعَلَّقَتْ بِمَا رُوِّينَا فِي الأَخْبَارِ مِنْ خَطِّ التَّوْرَاةِ وَغَرْسِ الْكَرَامَةِ لأَهْلِ الْجَنَّةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ تَعَلُّقَ الصِّفَةِ بِمُقْتَضَاهَا.
وَقَدْ رُوِّينَا ذِكْرَ الْيَدِ فِي أَخْبَارٍ أُخَرَ إِلاَّ أَنَّ سِيَاقَهَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا الْمُلْكُ ، وَالْقُدْرَةُ ، وَالرَّحْمَةُ ، وَالنِّعْمَةُ ، أَوْ جَرَى ذِكْرُهَا صِلَةً فِي الْكَلامِ.
فَأَمَّا فِيمَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ فَإِنَّهُ يُوجِبُ التَّفْضِيلَ ، وَالتَّفْضِيلُ إِنَّمَا يَحْصُلُ بِالتَّخْصِيصِ ، فَلَمْ يَجُزْ حَمْلُهَا فِيهِ عَلَى غَيْرِ الصِّفَةِ.
وَكَذَلِكَ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ جَرَى ذَكَرُهَا عَلَى طَرِيقِ التَّخْصِيصِ ، فَإِنَّهُ يَقْتَضِي تَعَلُّقَ الصِّفَةِ الَّتِي تُسَمَّى بِالسَّمْعِ يَدًا بِالْكَائِنِ فِيمَا خَصَّ بِذِكْرِهَا فِيهِ تَعَلُّقَ الصَّفْحَةِ بِمُقْتَضَاهَا ، ثُمَّ لا يَكُونُ فِي ذَلِكَ بُطْلانُ مَوْضِعِ تَفْضِيلِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى إِبْلِيسَ ، لأَنَّ التَّخْصِيصَ إِذَا وُجِدَ لَهُ فِي مَعْنًى دُونَ إِبْلِيسَ لَمْ يَضُرَّ مُشَارَكَةُ غَيْرِهِ إِيَّاهُ فِي ذَلِكَ الْمَعْنَى ، بَعْدَ أَنْ لَمْ يُشَارِكْهُ فِيهِ إِبْلِيسُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ
695- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، عَنْ خَالِدٍ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنِ ابْنِ يَسَارٍ يَعْنِي عَطَاءً ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : تَكُونُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّارُ بِيَدِهِ كَمَا يَتَكَفَّأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ فِي السَّفَرِ نُزُلا لأَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ : فَأَتَى
رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ ، فَقَالَ : بَارَكَ الرَّحْمَنُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، أَلا أُخْبِرُكَ بِنُزُلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : بَلَى قَالَ : تَكُونُ الأَرْضُ خُبْزَةً كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا ثُمَّ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَلا أُخْبِرُكَ بِإِدَامِهِمْ ؟ قَالَ : إِدَامُهُمْ بِاللامِ وَنُونٌ قَالَ : وَمَا هَذَا ؟ قَالَ : ثَوْرٌ وَنُونٌ يَأْكُلُ مِنْ زِيَادَةِ كَبِدَيْهِمَا سَبْعُونَ أَلْفًا.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ.
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنِ اللَّيْثِ
696- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ ، يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا

الدَّهْرُ ، بِيَدِيَ الأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنِ الْحُمَيْدِيِّ
697- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْمَاجِشُونُ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ قَالَ فَذَكَرَ دُعَاءَ الاسْتِفْتَاحِ ، وَفِيهِ قَالَ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ
698- أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : هَذَا مَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى ، وَلَكِنْ لا أَجِدُ سَعَةً

فَأَحْمِلُهُمْ ، وَلا يَجِدُونَ سَعَةً فَيَتَّبِعُونِي ، وَلا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَقْعُدُوا بَعْدِي
قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ فِتْيَانِي أَنْ يَسْتَعِدُّوا لِي حُزَمًا مِنْ حَطَبٍ ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلا يُصَلِّي بِالنَّاسِ ، ثُمَّ أُحَرِّقَ بُيُوتًا عَلَى مَنْ فِيهَا
قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أَحَدِكُمْ يَوْمٌ لا يَرَانِي ، ثُمَّ لأَنْ يَرَانِي أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مِثْلِ أَهْلِهِ وَمَالِهِ مَعَهُمْ.
رَوَاهُنَّ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.
وَالأَحَادِيثُ فِي أَمْثَالِ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ
699- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عُبَيْدَةَ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَبْسُطَ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ ، وَبِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ بُنْدَارٍ ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ
700- وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ الْمُزَكِّي ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيُّ ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيِّ الْهَجَرِيِّ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
الأَيْدِي ثَلاثٌ : يَدُ اللهِ الْعُلْيَا ، وَيَدُ الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا ، وَيَدُ السَّائِلِ السُّفْلَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَاسْتَعْفِفْ عَنِ السُّؤَالِ مَا اسْتَطَعْتَ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ وَخَالَفَهُمَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ فَرَوَاهُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَوْقُوفًا عَلَى عَبْدِ اللهِ ، وَرَوَاهُ أَبُو الزَّعْرَاءِ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ أَبِيهِ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ مَرْفُوعًا ، فَإِنْ صَحَّ فَإِنَّمَا أَرَادَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ تَعْظِيمَ أَمَرِ الصَّدَقَةِ ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ : يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ، أَرَادَ تَعْظِيمَ أَمَرِ الْبَيْعَةِ
701- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ الْمَدِينِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا يَجْمَعُ اللَّهُ هَذِهِ الأُمَّةَ عَلَى الضَّلالَةِ أَبَدًا ، وَيَدُ اللهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ ، فَمَنْ شَذَّ شَذَّ فِي

النَّارِ أَبُو سُفْيَانَ الْمَدِينِيُّ يُقَالُ : إِنَّهُ سُلَيْمَانُ بْنُ سُفْيَانَ ، وَاخْتُلِفَ فِي كُنْيَتِهِ وَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ
وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ :


702- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لا يَجْمَعُ اللَّهُ أُمَّتِي ، أَوْ قَالَ هَذِهِ الأُمَّةَ ، عَلَى الضَّلالَةِ أَبَدًا ، وَيَدُ اللهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ تَفَرَّدَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ الْعَدَنِيُّ

703- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَ مَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الصَّاغَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السَّالَحِينِيُّ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَدُ اللهِ مَعَ الْقَاضِي حِينَ يَقْضِي ، وَيَدُ اللهِ مَعَ الْقَاسِمِ حِينَ يَقْسِمُ تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ فَإِنْ صَحَّ فَإِنَّمَا أَرَادَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّهُ مَعَهُ بِالتَّأْيِيدِ وَالنُّصْرَةِ ، وَكَذَلِكَ هُوَ مَعَ الْجَمَاعَةِ بِالتَّأْيِيدِ وَالنُّصْرَةِ

باب ما ذكر في اليمين والكف
قال الله عز وجل : {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} ، وقال} {ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين} .
704- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَقْبِضُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ ؟.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُقَاتِلٍ.
وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ ، عَنْ يُونُسَ ، وَرَوَاهُ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ فِي آخَرِينَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَكَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهُمَا جَمِيعًا

705- وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ ، أَنَّ أَبَا أُسَامَةَ ، أَخْبَرَهُمْ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ ، قَالَ : قَالَ سَالِمٌ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَطْوِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى ، ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ ؟ ثُمَّ يَطْوِي الأَرَضِينَ يَأْخُذُهُنَّ قَالَ ابْنُ الْعَلاءِ : بِيَدِهِ الأُخْرَى ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ ؟
706- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، إِمْلاءً ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ ، وَمُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : ثُمَّ يَطْوِي الأَرَضِينَ بِشِمَالِهِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ هَكَذَا وَذِكْرُ الشِّمَالِ فِيهِ تَفَرَّدَ بِهِ عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ عَنْ سَالِمٍ وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ نَافِعٌ ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ مِقْسَمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، لَمْ يَذْكُرَا فِيهِ الشِّمَالَ ، وَرَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَغَيْرُهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ أَحَدٌ مِنْهُمُ الشِّمَالَ ، وَرُوِيَ ذِكْرُ الشِّمَالِ فِي حَدِيثٍ آخَرَ فِي غَيْرِ هَذِهِ الْقِصَّةِ ، إِلاَّ أَنَّهُ ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ تَفَرَّدَ بِأَحَدِهِمَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، وَبِالآخَرِ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ ، وَهُمَا مَتْرُوكَانِ ، وَكَيْفَ يَصِحُّ ذَلِكَ ؟ وَصَحِيحٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَمَّى كِلْتَيْ يَدَيْهِ يَمِينًا ، وَكَأَنَّ مَنْ قَالَ ذَلِكَ أَرْسَلَهُ مِنْ لَفْظِهِ عَلَى مَا وَقَعَ لَهُ ، أَوْ عَلَى عَادَةِ الْعَرَبِ فِي ذِكْرِ الشِّمَالِ فِي مُقَابَلَةِ الْيَمِينِ
707- أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلالٍ الْبَزَّازُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، أُرَاهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الْمُقْسِطُونَ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَلَى يَمِينِ الرَّحْمَنِ ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ ، وَغَيْرِهِ ، عَنْ سُفْيَانَ
708- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْقَاضِي بِمِصْرَ ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ

رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَنَفَخَ فِيهِ مِنَ الرُّوحِ عَطَسَ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِإِذْنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ : رَحِمَكَ رَبُّكَ يَا آدَمُ وَقَالَ لَهُ : يَا آدَمُ اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ الْمَلائِكَةِ ، إِلَى مَلأٍ مِنْهُمْ جُلُوسٍ ، فَقُلِ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ ، فَذَهَبَ فَقَالُوا : وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ ، فَقَالَ : هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ بَنِيكَ بَيْنَهُمْ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ وَيَدَاهُ مَقْبُوضَتَانِ اخْتَرْ أَيَّهُمَا شِئْتَ ، فَقَالَ : اخْتَرْتُ يَمِينَ رَبِّي ، وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ مُبَارَكَةٌ ، ثُمَّ بَسَطَهَا فَإِذَا فِيهَا آدَمُ وَذُرِّيَّتُهُ

وَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَوْلُهُ : رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ يَعْنِي : إِلَى مُسَاءَلَةِ رَبِّهِ أَوْ إِلَى مَقَامِ نَفْسِهِ الَّذِي يُسْمِعُهُ خِطَابَهُ ، وَآدَمُ فِي ذَلِكَ الْمَقَامِ

709- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الصاغاني ، حَدَّثَنَا أحمد بن يونس ، حَدَّثَنَا إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ، قال : {والسماوات مطويات بيمينه} قال : وكلتا يدي الرحمن يمين . قال : قلت : فأين الناس يومئذ ؟ قال : على جسر جهنم
710- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ

أَنَسٍ ، يَذْكُرُ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ، فِيمَا قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي

أُنَيْسَةَ ، قَالَ : إِنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ ، أَخْبَرَهُ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ : إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسُئِلَ عَنْهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَمِينِهِ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً ، فَقَالَ : خَلَقْتُ هَؤُلاءِ لِلْجَنَّةِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَعْمَلُونَ ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ وَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً ، فَقَالَ : خَلَقْتُ هَؤُلاءِ لِلنَّارِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ يَعْمَلُونَ فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ فَفِيمَ الْعَمَلُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا خَلَقَ الرَّجُلَ لِلْجَنَّةِ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمِلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَيُدْخِلَهُ بِهِ الْجَنَّةَ ، وَإِذَا خَلَقَ الرَّجُلَ لِلنَّارِ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيُدْخِلَهُ بِهِ النَّارَ فِي هَذَا إِرْسَالٌ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ لَمْ يُدْرِكْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
711- أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا الأَدِيبُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقَبَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ النَّصْرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ : إِنَّ

رَجُلا قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَيُبْتَدَأُ الأَعْمَالُ أُمْ قَدْ قُضِيَ الْقَضَاءُ ؟ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا أَخْرَجَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ مِنْ ظَهْرِهِ أُشْهِدُهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ح.

712- وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ إِمْلاءً ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَسَّانَ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ ، حَدَّثَنِي رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَتَادَةَ النَّصْرِيِّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ : إِنَّ رَجُلا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَيُبْتَدَأُ الأَعْمَالُ أَوْ قَدْ قُضِيَ الْقَضَاءُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَخَذَ ذُرِّيَّةَ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، ثُمَّ أَفَاضَ بِهِمْ فِي كَفَّيْهِ ، فَقَالَ : هَؤُلاءِ لِلْجَنَّةِ ، وَهَؤُلاءِ لِلنَّارِ ، فَأَهَلُ الْجَنَّةِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَأَهْلُ النَّارِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ
713- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حَدَّثَنَا أبو العباس هو الأصم ، حَدَّثَنَا الصاغاني ، حَدَّثَنَا أبو صالح ، حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب ، عن يحيى بن أبي أسيد ، عن أبي فراس ، مولى عبد الله بن

عمرو عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال : لما خلق الله عز وجل آدم نفضه نفض المزود فخر منه مثل النغف ، فقبض قبضتين ، فقال لما في اليمين في الجنة ، وقال لما في الأخرى في النار . هذا موقوف
714- أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ح وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُكْرَمٍ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَخَذَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِنَعْمَانَ ، يَعْنِي بِعَرَفَةَ ، فَلَمَّا أَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا نَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلا ، فَقَالَ : أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلَى قَوْلِهِ بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ
715- أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَلَمَةَ الْهَمَذَانِيُّ ، بِهَا ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ هُوَ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ.

قَالَ : سَمِعْتُ الأَشْعَرِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الأَرَضِينَ فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الأَرْضِ ، فَمِنْهُمُ الأَحْمَرُ وَالأَبْيَضُ وَالأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ وَالسَّهْلُ وَالْحَزِنُ وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ
716- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنِ ابْنِ

مَسْعُودٍ ، أَوْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَمَّرَ طِينَةَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، شَكَّ يَزِيدُ ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ فَمَا كَانَ مِنْ طَيِّبٍ خَرَجَ بِيَمِينِهِ ، وَمَا كَانَ مِنْ خَبِيثٍ خَرَجَ بِيَدِهِ الأُخْرَى ، ثُمَّ خَلَطَهُ ، فَمِنْ ثَمَّ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ، وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ
717- وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، أَوْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ أَبِي ، وَلا أُرَاهُ إِلاَّ سَلْمَانَ ، قَالَ : خَمَّرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى طِينَةَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَأَرْبَعِينَ يَوْمًا ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ فَخَرَجَ كُلُّ طَيِّبٍ بِيَمِينِهِ ، وَكُلُّ خَبِيثٍ بِيَدِهِ الأُخْرَى ، ثُمَّ خَلَطَ بَيْنَهُمَا ، فَمِنْ ثَمَّ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَالْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ هَذَا مَوْقُوفٌ ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُمَا عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، فَقَالَ : عَنْ سَلْمَانَ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ سَلْمَانَ كَانَ قَدْ أَخَذَ أَمْثَالَ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ حَتَّى أَسْلَمَ بَعْدُ وَرُوِيَ ذَلِكَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ضَعِيفٍ عَنِ التَّيْمِيِّ مَرْفُوعًا ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ ، ثُمَّ تَأْوِيلُهُ مَذْكُورٌ فِي آخِرِ الْبَابِ ، وَسَنَرْوِي فِيمَا بَعْدُ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ : أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ مَلَكَ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلامُ بِذَلِكَ ، فَأَخَذَ مِنْ وَجْهِ الأَرْضِ وَخَلَطَ
718- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ ، ثنا

دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو الْمُسْتَمْلِيُّ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلانِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ ، وَلا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ ، إِلاَّ أَخَذَهَا الرَّحْمَنُ بِيَمِينِهِ ، وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةً فَتَرْبُو فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ حَتَّى تَكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ.
وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ من حديث عبد الله بن دينار ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ لَفْظَ الْكَفِّ فِي حَدِيثِهِ
719- أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَمِينُ اللهِ مَلأَى لا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ

اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مِمَّا فِي يَمِينِهِ ، قَالَ : وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الأُخْرَى الْقَبْضُ ، يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.
وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ من حديث شعيب بن أبي حمزة ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَقَالَ : يَدُ اللهِ مَلأَى ، وَقَالَ : وَبِيَدِهِ الْمِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ
720- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ ، قَالا : حَدَّثَنَا أًبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَسَدٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يُبَلِّغُ بِهِ ، عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ابْنَ آدَمَ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ ، وَقَالَ : يَمِينُ اللهِ مَلأَى سَحَّاءُ لا يَغِيضُهَا شَيْءٌ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ
721- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَنَسٍ.

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : زِدْنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، وَقَالَ : وَهَكَذَا وَجَمَعَ يَدَيْهِ ، قَالَ : زِدْنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : وَهَكَذَا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : حَسْبُكَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : دَعْنِي يَا عُمَرُ وَمَا عَلَيْكَ أَنْ يُدْخِلَنَا الْجَنَّةَ كُلَّنَا ؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنْ شَاءَ أَدْخَلَ خَلْقَهُ الْجَنَّةَ بِكَفٍّ وَاحِدَةٍ ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَ عُمَرُ وَرَوَاهُ خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَوْ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالشَّكِّ
722- أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، فَذَكَرَهُ وَرَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ

قَتَادَةَ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَمَرَّةً ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ ، وَقَالَ : فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِنْ شَاءَ أَدْخَلَ النَّاسَ الْجَنَّةَ جُمْلَةً وَاحِدَةً ، وَقَالَ فِي ابْتِدَائِهِ فَقَالَ عُمَيْرٌ ، بَدَلَ أَبِي بَكْرٍ

723- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ نَظِيفٍ ، بِمَكَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودٍ الشَّمْعِيُّ ، إِمْلاءً ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ عَمْرٍو الْعَكْبُرِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا كُلَّ وَاحِدٍ سَبْعِينَ أَلْفًا وَثَلاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي قَالَ تَابَعَهُ بَقِيَّةٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالشَّكِّ ، وَرُوِيَ عَنْ غَيْرِهِمَا عَنْهُ بِلا شَكٍّ وَفِيهِ ضَعْفٌ قُلْتُ : أَمَّا الْمُتَقَدِّمُونَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ فَإِنَّهُمْ لَمْ يُفَسِّرُوا مَا كَتَبْنَا مِنَ الآيَتَيْنِ وَالأَخْبَارِ

فِي هَذَا الْبَابِ مَعَ اعْتِقَادِهِمْ بِأَجْمَعِهِمْ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَاحِدٌ لا يَجُوزُ عَلَيْهِ التَّبْعِيضُ
724- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا : حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا محمد بن عبيد الله المنادي ، حَدَّثَنَا يونس بن محمد ، حَدَّثَنَا شيبان النحوي ، عن قتادة ، قوله : {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} لم يفسرها قتادة
725- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن حمش ، سمعت أبا العباس الأزهري ، سمعت سعيد بن يعقوب الطالقاني ، سمعت سفيان بن عيينة ، يقول : كل ما وصف الله تعالى من نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه
726- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال سمعت خلف بن محمد البخاري.

سمعت محمد بن هارون الكرابيسي ، يقول : سمعت أبا عبد الله محمد بن أبي حفص قال ـ قال الشيخ : يعني أباه ـ : قال أفلح بن محمد : قلت لعبد الله بن المبارك : يا أبا عبد الرحمن ، إني أكره الصفة ـ عنى صفة الرب تبارك وتعالى ـ . فقال له عبد الله : أنا أشد الناس كراهية لذلك ، ولكن إذا نطق الكتاب بشيء جسرنا عليه ، وإذا جاءت الأحاديث المستفيضة الظاهرة تكلمنا به . قلت : وإنما أراد والله أعلم الأوصاف الخبرية ، ثم تكلمهم بها على نحو ما ورد به الخبر لا يجاوزونه . وذهب بعض أهل النظر منهم إلى أن اليمين يراد به اليد والكف عبارة عن اليد ، واليد لله تعالى صفة بلا جارحة ، فكل موضع ذكرت فيه من كتاب وسنة صحيحة فالمراد بذكرها تعلقها بالكائن المذكور معها ، من الطي والأخذ ، والقبض والبسط ، والمسح ، والقبول ، والإنفاق ، وغير ذلك تعلق الصفة الذاتية بمقتضاها من غير مباشرة ولا مماسة ، وليس في ذلك تشبيه بحال . وذهب آخرون إلى أن القبضة في غير هذا الموضع قد يكون بالجارحة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، وقد يكون بمعنى الملك والقدرة يقال : ما فلان إلا في قبضتي . يعني : ما فلان إلا في قدرتي . والناس يقولون : الأشياء في قبضة الله . يريدون في ملكه وقدرته ، وقد تكون بمعنى إفناء الشيء وإذهابه ، يقال : فلان قبضه الله بمعنى أنه أفناه وأذهبه من دار الدنيا فقوله جل ثناؤه} {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة} يحتمل أن يكون المراد به : والأرض جميعا ذاهبة فانية يوم القيامة بقدرته على إفنائها وقوله} {والسماوات مطويات بيمينه} ، ليس يريد به طيا بعلاج وانتصاب ، وإنما المراد به الفناء والذهاب .

يقال : قد انطوى عنا ما كنا فيه ، وجاءنا غيره ، وانطوى عنا دهر بمعنى المضي والذهاب.
وقوله : {بيمينه} ، يحتمل أن يكون إخبارا عن الملك والقدرة ، كقوله : {من ما ملكت أيمانكم} يريد به الملك ، وقد قيل : قوله : {مطويات بيمينه} يريد به ذاهبات بقسمه ، أي أقسم ليفنيها.
وقوله : {لأخذنا منه باليمين} أي بالقوة والقدرة ، أي : أخذنا قدرته وقوته . وقال ابن عرفة : أي لأخذنا بيمينه ، فمعناه التصرف {ثم لقطعنا منه الوتين} أي عرقا في القلب . وقيل : هو حبل القلب إذا انقطع مات صاحبه . أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ، حَدَّثَنَا أبو العباس الأصم ، حَدَّثَنَا محمد بن الجهم قال : قال الفراء : اليمين : القوة والقدرة ، قال الشاعر : إذا ما راية رفعت لمجد تلقاها عرابة باليمين وقال في قوله : {لأخذنا منه باليمين} بالقدرة والقوة ، وقال في قوله : {كنتم تأتوننا عن اليمين} يقول : كنتم تأتوننا من قبل الدين . أي تأتوننا تخدعوننا بأقوى الوجوه . قالوا : واليمين المذكور في الأخبار التي ذكرناها محمول في بعضها على القوة والقدرة ، وهو ما في الأخبار التي وردت على وفق الآية ، وفي بعضها على حسن القبول ، لأن في عرف الناس أن أيمانهم تكون مرصدة لما عز من الأمور ، وشمائلهم لما هان منها ، والعرب تقول : فلان عندنا باليمين ، أي بالمحل الجليل . ومنه قول الشاعر :

أقول لناقتي إذ بلغتني لقد أصبحت عندي باليمين أي بالمحل الجليل.
وأما قوله : كلتا يديه يمين . فإنه أراد بذلك التمام والكمال ، وكانت العرب تحب التيامن وتكره التياسر لما في التياسر من النقصان وفي التيامن من التمام . وقال أبو سليمان الخطابي رحمه الله : ليس فيما يضاف إلى الله عز وجل من صفة اليدين شمال لأن الشمال محل النقص والضعف ، وقد روي كلتا يديه يمين ، وليس معنى اليد عندنا الجارحة ، إنما هو صفة جاء بها التوقيف ، فنحن نطلقها على ما جاءت ولا نكيفها ، وننتهي إلى حيث انتهى بنا الكتاب والأخبار المأثورة الصحيحة وهو مذهب أهل السنة والجماعة . قلت : وأما قوله : في كف الرحمن . فمعناه عند أهل النظر : في ملكه وسلطانه
728- ومنه قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، إن صح ، فيما أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أَخْبَرَنَا أبو العباس محمد بن إسحاق الضبعي ، حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن زياد ، حَدَّثَنَا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثني محمد بن عتبة الخزاز ، عن حماد بن عمرو الأسدي ، عن حماد بن ثلج ، عن ابن مسعود قال : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثيرا ما يخطب كان يقول على المنبر

خفض عليك فإن الأمور بكف الإله مقاديرها فليس بآتيك منهيها ولا قاصر عنك مأمورها قال أهل النظر : قوله : بكف الإله . أي في ملك الإله وقدرته ، وقد تكون الكف في مثل ما ورد في الخبر المرفوع بمعنى النعمة والله أعلم . وقوله : يمين الله ملأى . يريد كثرة نعمائه قال أبو سليمان رحمه الله : وقوله : لا يغيضها نفقة . يريد : لا ينقصها ، وأصله من غاض الماء إذا ذهب في الأرض ، ومنه قولهم : هذا غيض من فيض ، أي : قليل من كثير . وقوله : سحاء السح السيلان : يريد كأنها لامتلائها تسيل بالعطاء أبدا . والسح والصب مثل في هذا . وقوله : بيده الميزان يخفض ويرفع ، فالميزان ههنا أيضا مثل ، وإنما هو قسمته بالعدل بين الخلق ، يخفض من يشاء أن يضعه ، ويرفع من يشاء أن يرفعه ، ويوسع الرزق على من يشاء ، ويقتر على من يشاء ، كما يصنعه الوزان عند الوزن ، يرفع مرة ويخفض أخرى
729- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ ح قَالَ وَحَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ ، بِبُخَارَى ، أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ ، قَالا : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ ، سَمِعْتُ عَطَاءً ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَأْتِي الرُّكْنُ يَوْمَ

الْقِيَامَةِ ، أَعْظَمُ مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ ، لَهُ لِسَانٌ وَشَفَتَانِ ، يَتَكَلَّمُ عَمَّنِ اسْتَلَمَهُ بِالنِّيَّةِ ، وَهُوَ يَمِينُ اللهِ الَّتِي يُصَافِحُ بِهَا خَلْقَهُ قَالَ أَهْلُ النَّظَرِ : الْيَمِينُ هَهُنَا عِبَارَةٌ عَنِ النِّعْمَةِ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ تَمْثِيلٌ ، فَإِنَّ الْمَلِكَ إِذَا صَافِحَ رَجُلا قَبَّلَ الرَّجُلُ يَدَهُ ، وَفِي إِسْنَادِ الْحَدِيثِ ضَعْفٌ

باب ما ذكر في الأصابع
730- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ أَبَلَغَكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَحْمِلُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالْخَلائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ ؟ فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ
731- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحَ بْنَ هَانِئٍ ، وَأَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ ، وَأَبُو إسحاق إبراهيم بن محمد ، قَالُوا : نا

السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ ، يَقُولُ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ ، لَمْ يَقُلْ : أَبَلَغَكَ ؟ زَادَ ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ ، أَخْبَرَنَا الْمَلِكُ ، قَالَ : فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ : ثُمَّ قَالَ : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" جَمِيعًا ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، وَكَذَلِكَ.
رَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ ، وَعِيسَى بْنِ يُونُسَ ، وغيرهما ، عَنِ الأَعْمَشِ وَرَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، وَزَادَ فِيهِ فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ : تَصْدِيقًا لَهُ : تَعَجُّبًا لِمَا قَالَ
732- أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى رَسُولَ اللَّهَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ ، فَذَكَرَهُ ، وَلَيْسَ فِي حَدِيثِهِ : وَالْخَلائِقُ عَلَى إِصْبَعٍ وَلَكِنْ فِي حَدِيثِهِ : وَالْجِبَالُ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَزَادَ مَا ذَكَرْنَا.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ

733- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيَّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : جَاءَ حَبْرٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَوْ يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالْجِبَالَ وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ ، فَيَهُزُّهُنَّ فَيَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ ، قَالَ : فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ ، ثُمَّ قَالَ : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ آدَمَ ، عَنْ شَيْبَانَ
734- وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ التِّرْمِذِيُّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو الرَّبِيعِ ، ثنا

عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ ، فَقَالَ : يَضَعُ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَقَالَ تَعَجُّبًا لَهُ : تَصْدِيقًا لَهُ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، عَنْ جَرِيرٍ ، وَكَذَلِكَ.
رَوَاهُ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبِيدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ لَمْ يَقُلْ : تَصْدِيقًا لَهُ
735- وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ الشَّرْقِيِّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ السَّلِيطِيِّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ الْغَنَوِيُّ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ

نَصْرٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَاءَهُ حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ ، فَجَلَسَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَدَّثَنَا قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَعَلَ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالْجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْمَاءَ وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَجَمِيعَ الْخَلائِقِ عَلَى إِصْبَعٍ ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ يَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِمَا قَالَ ثُمَّ قَرَأَ الآيَةَ : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلَى قَوْلِهِ : سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ، قَرَأَهَا كُلَّهَا ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الْحُنَيْنِ الْكُوفِيِّ ، عَنِ الْغَنَوِيِّ قَالَ الشَّيْخُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَمَّا الْمُتَقَدِّمُونَ مِنْ أَصْحَابِنَا فَإِنَّهُمْ لَمْ يَشْتَغِلُوا بِتَأْوِيلِ هَذَا الْحَدِيثِ ، وَمَا جَرَى مَجْرَاهُ ، وَإِنَّمَا فَهِمُوا مِنْهُ وَمِنْ أَمْثَالِهِ مَا سَيقَ لأَجْلِهِ مِنْ إِظْهَارِ قُدْرَةِ اللهِ تَعَالَى وَعِظَمِ شَأْنِهِ ، وَأَمَّا الْمُتَأَخِّرُونَ مِنْهُمْ فَإِنَّهُمْ تَكَلَّمُوا فِي تَأْوِيلِهِ بِمَا يَحْتَمِلُهُ فَذَهَبَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ إِلَى أَنَّ الأَصْلَ فِي هَذَا وَمَا أَشْبَهَهُ فِي إِثْبَاتِ الصِّفَاتِ الصِّفَاتِ أَنَّهُ لا يَجُوزُ ذَلِكَ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ بِكِتَابٍ نَاطِقٍ أَوْ خَبَرٍ مَقْطُوعٍ بِصَحَّتِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَكُونَا فِيمَا يَثْبُتُ مِنْ أَخْبَارِ الآحَادِ الْمُسْتَنِدَةِ إِلَى أَصْلٍ فِي الْكِتَابِ أَوْ فِي السُّنَّةِ الْمَقْطُوعِ بِصِحَّتِهَا أَوْ بِمُوَافَقَةِ مَعَانِيهَا ، وَمِمَّا كَانَ بِخِلافِ ذَلِكَ فَالتَّوَقُّفُ عَنْ إِطْلاقِ الاسْمِ بِهِ هُوَ الْوَاجِبُ ، وَيُتَأَوَّلُ حِينَئِذٍ عَلَى مَا يَلِيقُ بِمَعَانِي الأُصُولِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهَا مِنْ أَقَاوِيلِ أَهْلِ الدِّينِ وَالْعِلْمِ مَعَ نَفْيِ التَّشْبِيهِ فِيهِ ، هَذَا هُوَ الأَصْلُ الَّذِي نَبْنِي عَلَيْهِ الْكَلامَ

وَنَعْتَمِدُهُ فِي هَذَا الْبَابِ ، وَذِكْرُ الأَصَابِعِ لَمْ يُوجَدْ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكِتَابِ وَلا مِنَ السُّنَّةِ الَّتِي شَرْطُهَا فِي الثُّبُوتِ مَا وَصَفْنَاهُ ، وَلَيْسَ مَعْنَى الْيَدِ فِي الصِّفَاتِ ، بِمَعْنَى الْجَارِحَةِ حَتَّى يُتَوَهَّمَ بِثُبُوتِهَا الأَصَابِعُ ، بَلْ هُوَ تَوْقِيفٌ شَرْعِيُّ ، أَطْلَقْنَا الاسْمَ فِيهِ عَلَى مَا جَاءَ بِهَ الْكِتَابُ أَوِ السُّنَّةُ أَوْ أَنْ يَكُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ مَعَانِيهَا ، وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ عُبَيْدَةَ ، فَلَمْ يُذْكَرْ فِيهِ قَوْلُهُ : تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ.
قَالَ الشَّيْخُ : قَدْ رُوِّينَا مُتَابَعَةَ عَلْقَمَةَ إِيَّاهُ فِي ذَلِكَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ عَنْهُ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ : وَالْيَهُودُ مُشَبِّهَةٌ ، وَفِيمَا يَدَّعُونَهُ مَنَزَّلا فِي التَّوْرَاةِ أَلْفَاظٌ تَدْخُلُ فِي بَابِ التَّشْبِيهِ ، لَيْسَ الْقَوْلُ بِهَا مِنْ مَذَاهِبِ الْمُسْلِمِينَ ، وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : مَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلا تُصَدِّقُوهُمْ وَلا تُكَذِّبُوهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلَى الْخَلْقِ بِأَنْ يَكُونَ قَدِ اسْتَعْمَلَهُ مَعَ هَذَا الْحَبْرِ ، وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَنْطِقْ فِيهِ بِحَرْفٍ تَصْدِيقًا لَهُ أَوْ تَكْذِيبًا ، إِنَّمَا ظَهْرَ مِنْهُ فِي ذَلِكَ الضَّحِكُ الْمُخَيِّلُ لِلرِّضَا مَرَّةً ، وَالتَّعَجُّبِ وَالإِنْكَارِ أُخْرَى ، ثُمَّ تَلا الآيَةَ ، وَالآيَةُ مُحْتَمِلَةٌ لِلْوَجْهَيْنِ مَعًا وَلَيْسَ فِيهَا لِلأَصَابِعِ ذِكْرٌ ، وَقَوْلُ مَنْ قَالَ مِنَ الرُّوَاةِ : تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ ظَنٌّ وَحُسْبَانٌ ، وَالأَمْرُ فِيهِ ضَعِيفٌ ، إِذْ كَانَ لا تُمَحَّضُ شَهَادَتُهُ لأَحَدِ الْوَجْهَيْنِ ، وَرُبَّمَا اسْتَدَلَّ الْمُسْتَدِلُّ بِحُمْرَةِ اللَّوْنِ عَلَى الْخَجَلِ ، وَبِصُفْرَتِهِ عَلَى الْوَجَلِ ، وَذَلِكَ غَالِبٌ

مَجْرَى الْعَادَةِ فِي مِثْلِهِ ، ثُمَّ لا يَخْلُو ذَلِكَ مِنِ ارْتِيَابٍ وَشَكٍّ فِي صَدْقِ الشَّهَادَةِ مِنْهَا بِذَلِكَ لِجَوَازِ أَنْ تَكُونَ الْحُمْرَةُ لِهَيَاجِ دَمٍ وَزِيَادَةِ مِقْدَارٍ لَهُ فِي الْبَدَنِ ، وَأَنْ تَكُونَ الصُّفْرَةُ لِهَيَاجِ مَوَادٍّ وَثَوَرَانِ خَلْطٍ ، وَنَحْوَ ذَلِكَ ، فَالاسْتِدْلالِ بِالتَّبَسُّمِ وَالضَّحِكِ فِي مِثْلِ هَذَا الأَمْرِ الْجَسِيمِ قَدْرُهُ ، الْجَلِيلِ خَطَرُهُ غَيْرُ سَائِغٍ مَعَ تَكَافُؤِ وَجْهَيِ الدَّلالَةِ الْمُتَعَارِضَيْنِ فِيهِ ، وَلَوْ صَحَّ الْخَبَرُ مِنْ طَرِيقِ الرِّوَايَةِ كَانَ ظَاهَرَ اللَّفْظِ مِنْهُ مُتَأَوَّلا عَلَى نَوْعٍ مِنَ الْمَجَازِ أَوْ ضَرْبٍ مِنَ التَّمْثِيلِ ، قَدْ جَرَتْ بِهِ عَادَةُ الْكَلامِ بَيْنَ النَّاسِ فِي عُرْفِ تَخَاطُبِهِمْ ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى فِي ذَلِكَ عَلَى تَأْوِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ أَيْ قَدَّرْتُهُ عَلَى طَيِّهَا ، وَسُهُولَةُ الأَمْرِ فِي جَمْعِهَا ، وَقِلَّةُ اعْتِيَاصِهَا عَلَيْهِ بِمَنْزِلَةِ مَنْ جَمَعَ شَيْئًا فِي كَفِّهِ فَاسْتَخَفَّ حِمْلَهُ فَلَمْ يَشْتَمِلْ بِجَمِيعِ كَفِّهِ عَلَيْهِ لَكِنَّهُ يُقِلُّهُ بِبَعْضِ أَصَابِعِهِ ، فَقَدْ يَقُولُ الإِنْسَانُ فِي الأَمْرِ الشَّاقِ إِذَا أُضِيفَ إِلَى الرَّجُلِ الْقَوِيِّ الْمُسْتَقِلُّ بِعِبْئِهِ : إِنَّهُ لَيَأْتِي عَلَيْهِ بِأُصْبُعٍ وَاحِدَةٍ أَوْ أَنَّهُ يَعْمَلُهُ بِخِنْصَرِهِ ، أَوْ أَنَّهُ يَكْفِيهِ بِصُغْرَى أَصَابِعِهِ ، أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنَ الْكَلامِ الَّذِي يُرَادُ بِهِ الاسْتِظْهَارُ فِي الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ ، وَالاسْتِهَانَةُ بِهِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ : الرُّمْحُ لا أَمْلأُ كَفِّي بِهِ وَاللِّبْدُ لا أَتْبَعُ تَزَاوُلَهُ يُرِيدُ أَنَّهُ لا يَتَكَلَّفُ أَنْ يَجْمَعَ كَفَّهُ فَيَشْتَمِلُ بِهَا كُلِّهَا عَلَى الرُّمْحِ لَكِنْ يَطْعُنُ بِهِ خِلْسًا بِأَطْرَافِ أَصَابِعِهِ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ : وَيُؤَكِّدُ مَا ذَهَبْنَا إِلَيْهِ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ يَعْنِي مَا
736- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُفَيْرٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي

هُرَيْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ ؟.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُفَيْرٍ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ فَهَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَفْظُهُ جَاءَ عَلَى وِفَاقِ الآيَةِ مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ، لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ الأَصَابِعِ ، وَتَقْسِيمُ الْخَلِيقَةِ عَلَى أَعْدَادِهَا ، فَدُلَّ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ تَخْلِيطِ الْيَهُودِ وَتَحْرِيفِهِمْ ، وَأَنَّ ضَحِكَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا كَانَ عَلَى مَعْنَى التَّعَجُّبِ مِنْهُ وَالنَّكِيرُ لَهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
737- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر القاضي قالا : حَدَّثَنَا أبو العباس هو الأصم ، حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن عفان ، حَدَّثَنَا الحسن يعني ابن عطية ، عن يعقوب القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما قال : إن اليهود والنصارى وصفوا الرب عز وجل فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم : {وما قدروا الله حق قدره} ثم بين للناس عظمته ، فقال : {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة

والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} فجعل وصفهم ذلك شركا . هذا الأثر عن ابن عباس إن صح يؤكد ما قاله أبو سليمان رحمه الله . وقال أبو الحسن علي بن محمد بن مهدي الطبري رحمه الله : إنا لا ننكر هذا الحديث ولا نبطله لصحة سنده ، ولكن ليس فيه أنه يجعل ذلك على إصبع نفسه ، وإنما فيه أنه يجعل ذلك على إصبع ، فيحتمل أنه أراد إصبعا من أصابع خلقه قال : وإذا لم يكن ذلك في الخبر لم يجب أن يجعل لله إصبعا
738- وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِقْسَمٍ ، أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ كَيْفَ يَحْكِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَأْخُذُ اللَّهُ سَمَاوَاتِهِ وَأَرَاضِيهِ بِيَدَيْهِ فَيَقُولُ أَنَا اللَّهُ ، وَيَقْبِضُ أَصَابِعَهُ وَيَبْسُطُهَا ، أَخْبَرَنَا الْمَلِكُ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ يَتَحَرَّكُ مِنْ أَسْفَلِ شَيْءٍ مِنْهُ ، حَتَّى إِنِّي لأَقُولُ أَسَاقِطٌ هُوَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟

739- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِقْسَمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، وَهُوَ يَقُولُ : يَأْخُذُ الْجَبَّارُ سَمَاوَاتِهِ وَأَرَضِيهِ بِيَدِهِ قَالَ : ثُمَّ ذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ فَقَدْ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ بِالإِسْنَادَيْنِ جَمِيعًا هَكَذَا وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْبِضُ أَصَابِعَهُ وَيَبْسُطُهَا ، ثُمَّ تَأْوِيلُهُ مَا تَقَدَّمَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
740- وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، يَقُولُ ، إِنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، يَقُولُ ، إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهَا حَيْثُ يَشَاءُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ اصْرِفْ قُلُوبَنَا إِلَى طَاعَتِكَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ وَغَيْرِهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ
741- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الأَصَمُّ ، أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ

الْوَلِيدِ الْبَيْرُوتِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْكِلابِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : الْمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ يَرْفَعُ أَقْوَامًا وَيَضَعُ آخَرِينَ ، وَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ إِنْ شَاءَ أَقَامَهُ وَإِنْ شَاءَ أَزَاغَهُ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ فَقَدْ قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي حَاتِمٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي تَأْوِيلِ هَذَا الْخَبَرِ ، قِيلَ : مَعْنَاهُ تَحْتَ قَدْرَتِهِ وَمُلْكِهِ ، وَفَائِدَةُ تَخْصِيصِهَا بِالذِّكْرِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ الْقُلُوبَ مَحِلا لِلْخَوَاطِرِ وَالإِيرَادَاتِ وَالْعُزُومِ وَالنِّيَّاتِ ، وَهِيَ مُقَدِّمَاتُ الأَفْعَالِ ، ثُمَّ جَعَلَ سَائِرَ الْجَوَارِحِ تَابَعَةٌ لَهَا فِي الْحَرَكَاتِ وَالسَّكَنَاتِ ، وَدُلَّ بِذَلِكَ عَلَى أَنَّ أَفْعَالا مَقْدُورَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى مَخْلُوقَةٌ ، لا يَقَعُ شَيْءٌ دُونَ إِرَادَتِهِ ، وَمَثَّلَ لأَصْحَابِهِ قُدْرَتَهُ الْقَدِيمَةَ بِأَوْضَحِ مَا يَعْقِلُونَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، لأَنَّ الْمَرْءَ لا يَكُونُ أَقْدَرَ عَلَى شَيْءٍ مِنْهُ عَلَى مَا بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهَا بَيْنَ نِعْمَتَيِ النَّفْعِ وَالدَّفْعِ ، أَوْ بَيْنَ أَثَرَيْهِ فِي الْفَضْلِ وَالْعَدْلِ ، يُؤَيِّدُهُ أَنَّ فِي بَعْضِ هَذِهِ الأَخْبَارِ : إِذَا شَاءَ أَزَاغَهُ وَإِذَا شَاءَ أَقَامَهُ وَيُوَضِّحُهُ قَوْلُهُ فِي سِيَاقِ الْخَبَرِ : يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي وَإِنَّمَا ثَنَّى لَفْظَ الإِصْبَعَيْنِ وَالْقُدْرَةُ وَاحِدَةٌ لأَنَّهُ جَرَى عَلَى الْمَعْهُودِ مِنْ لَفْظِ الْمَثَلِ وَزَادَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ فِي تَأْكِيدِ التَّأْوِيلِ الأَوَّلِ بِقَوْلِهِمْ : مَا فُلانٌ إِلاَّ فِي يَدِي ، وَمَا فُلانٌ إِلاَّ فِي كَفِّي ، وَمَا فُلانٌ إِلاَّ فِي خِنْصَرِي ، يُرِيدُ بِذَلِكَ إِثْبَاتَ قُدْرَتِهِ عَلَيْهِ ، لا أَنَّ خِنْصَرَهُ يَحْوِي فُلانًا ، وَكَيْفَ يَحْوِيهِ وَهِيَ بَعْضٌ مِنْ جَسَدِهِ ؟ وَقَدْ يَكُونُ فُلانٌ أَشَدَّ بَطْشًا وَأَعْظَمَ مِنْهُ جِسْمًا

باب ما ذكر في الساعد والذراع
742- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ رُسْتُمَ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدُ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا قَشِفُ الْهَيْئَةِ ، فَقَالَ : هَلْ

لَكَ مِنْ مَالٍ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : مِنْ أَيِّ الْمَالِ ؟ قُلْتُ : مِنْ كُلٍّ مِنَ الإِبِلِ وَالْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ وَالْغَنَمِ قَالَ : فَإِذَا آتَاكَ اللَّهُ مَالا فَلْيُرَ عَلَيْكَ قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ تُنْتِجُ إِبِلُ قَوْمِكَ صِحَاحًا آذَانُهَا فَتَعْمَدُ إِلَى الْمُوسَى فَتَقْطَعُ آذَانَهَا ، وَتَقُولُ : هِيَ بَحْرٌ ، وَتَشُقُّهَا أَوْ تَشُقُّ جُلُودَهَا وَتَقُولُ : هِيَ حُرُمٌ فَتُحَرِّمُهَا عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : فَكُلُّ مَا آتَاكَ اللَّهُ لَكَ حِلٌّ ، وَسَاعِدُ اللهِ أَشَدُّ مِنْ سَاعِدِكَ ، وَمُوسَى اللهِ أَحَدُّ مِنْ مُوسَاكَ تَابَعَهُ أَبُو الزَّعْرَاءِ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، وَأَبُوهُ مَالِكُ بْنُ نَضْلَةَ الْجُشَمِيُّ لَيْسَ لَهُ رَاوٍ غَيْرَ ابْنِهِ أَبِي الأَحْوَصِ
743- وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ غِلَظَ جِلْدِ الْكَافِرِ اثَنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا بِذِرَاعِ

الْجَبَّارِ ، وَضِرْسُهُ مِثْلُ أُحُدٍ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ النَّظَرِ فِي قَوْلِهِ : سَاعِدُ اللهِ أَشَدُّ مِنْ سَاعِدِكَ مَعْنَاهُ : أَمَرُهُ أَنْفَذُ مِنْ أَمْرِكَ ، وَقُدْرَتُهُ أَتَمُّ مِنْ قُدْرَتِكَ ، كَقَوْلِهِمْ : جَمَعْتُ هَذَا الْمَالَ بِقُوَّةِ سَاعِدِي ، يَعْنِي بِهِ رَأْيَهُ وَتَدْبِيرَهُ وَقُدْرَتَهُ ، فَإِنَّمَا عَبَّرَ عَنْهُ بِالسَّاعِدِ لِلتَّمْثِيلِ لأَنَّهُ مَحِلُّ الْقُوَّةِ ، يُوَضِّحُ ذَلِكَ قَوْلُهُ : وَمُوسَاهُ أَحَدُّ مِنْ مُوسَاكَ يَعْنِي قَطْعُهُ أَسْرَعُ مِنْ قَطْعِكَ ، فَعَبَّرَ عَنِ الْقَطْعِ بِالْمُوسَى لِمَا كَانَ سَبَبًا عَلَى مُذْهِبِ الْعَرَبِ فِي تَسْمِيَةِ الشَّيْءِ بِاسْمِ مَا يُجَاوِرُهُ ، وَيَقْرُبُ مِنْهُ ، وَيَتَعَلَّقُ بِهِ ، كَمَا سُمِّيتِ الْبَصَرُ عَيْنًا وَالسَّمْعُ أُذُنًا ، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ : بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ إِنَّ الْجَبَّارَ

هَهُنَا لَمْ يَعْنِ بِهِ الْقَدِيمَ ، وَإِنَّمَا عَنَى بِهِ رَجُلا جَبَّارًا كَانَ يُوصَفُ بِطُولِ الذِّرَاعِ وَعِظَمِ الْجِسْمِ ، أَلا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ : {كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ}.
وَقَوْلِهِ : {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} ، فَقَوْلُهُ : بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ أَيْ بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ الْمَوْصُوفِ بِطُولِ الذِّرَاعِ وَعِظَمِ الْجَسَدِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ ذِرَاعًا طَوِيلا يُذْرَعُ بِهِ يُعْرَفُ بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ ، عَلَى مَعْنَى التَّعْظِيمِ وَالتَّهْوِيلِ ، لا أَنَّ لَهُ ذِرَاعًا كَذِرَاعِ الأَيْدِي الْمَخْلُوقَةِ
744- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الصاغاني ، حَدَّثَنَا سعيد بن أبي مريم ، حَدَّثَنَا نافع بن يزيد ، حدثني يحيى بن أيوب ، أن ابن جريج ، حدثه عن رجل ، عن عروة بن الزبير ، أنه سأل عبد الله بن عمرو بن العاص : أي الخلق أعظم ؟ قال : الملائكة . قال : من ماذا خلقت ؟ قال : من نور الذراعين
والصدر . قال فبسط ذراعين ، فقال : كونوا ألفي ألفين . قال ابن أيوب : فقلت لابن جريج : ما ألفا ألفين ؟ قال : ما لا تحصى كثرته . هذا موقوف على عبد الله بن عمرو وراويه رجل غير مسمى ، فهو منقطع.
وقد بلغني أن ابن عيينة رواه عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو.
فإن صح ذلك فعبد الله بن عمرو وقد كان ينظر في كتب الأوائل ، فما لا يرفعه إلى النبي عليه السلام يحتمل أن يكون مما رآه فيما وقع بيده من تلك الكتب ، ثم لا ينكر أن يكون الصدر والذراعان من أسماء بعض مخلوقاته ، وقد وجد في النجوم ما سمي ذراعين.
وفي الحديث الثابت عن عروة ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خلقت الملائكة من نور.
هكذا مطلقا

باب ما ذكر في الساق


قال الله عز وجل : {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم} الآية
745- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الضَّبِّيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا الْفَقِيهُ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ خَالِدٍ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ : قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ أَنَرَى رَبَّنَا تَعَالَى ذِكْرُهُ ؟ قَالَ : هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ إِذَا كَانَ صَحْوًا ؟ قُلْنَا : لا ، قَالَ : فَتَضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ إِذَا كَانَ صَحْوًا ؟ قُلْنَا : لا ، قَالَ : فَإِنَّكُمْ لا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ إِلاَّ كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا ، ثُمَّ نَادَى مُنَادٍ : لِيَذْهِبَ كُلُّ قَوْمٍ مَعَ مَنْ كَانُوا يَعْبُدُونَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ فَيَقُولُ هَلْ بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهَا ؟ فَيَقُولُونَ : السَّاقُ ، فَيُكْشَفُ عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ رِيَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ كَيْمَا يَسْجُدُ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا قَالَ :

وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، وَرَوَاهُ عَنْ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسَ ، عَنِ اللَّيْثِ مُخْتَصَرًا ، وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ؛ عَنْ عِيسَى بْنِ حَمَّادٍ ، عَنِ اللَّيْثِ كَمَا رَوَاهُ ابْنُ بُكَيْرٍ ، وَرُوِيَ ذَلِكَ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : هَذَا الْحَدِيثُ مِمَّا تَهَيَّبَ الْقَوْلَ فِيهِ شُيُوخُنَا ، فَأَجَرَوْهُ عَلَى ظَاهَرِ لَفْظِهِ ، وَلَمْ يَكْشِفُوا عَنْ بَاطِنِ مَعْنَاهُ ، عَلَى نَحْوِ مَذْهَبِهِمْ فِي التَّوَقُّفِ
عَنْ تَفْسِيرِ كُلِّ مَا لا يُحِيطُ الْعِلْمُ بِكُنْهِهِ مِنْ هَذَا الْبَابِ ، وَقَدْ تَأَوَّلَهُ بَعْضُهُمْ عَلَى مَعْنَى قَوْلِهِ : يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ فَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ قَالَ : عَنْ شِدَّةٍ وَكَرْبٍ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ : فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ : يَوْمَ يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ أَيْ عَنْ قَدْرَتِهِ الَّتِي تَنْكَشِفُ عَنِ الشِّدَّةِ وَالْمَعَرَّةِ
746- وذكر الأثر الذي حدثناه أبو عبد الله الحافظ ، أَخْبَرَنَا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ، حَدَّثَنَا الحسين بن محمد القباني ، حَدَّثَنَا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ، حَدَّثَنَا عبد الله بن المبارك ، أَخْبَرَنَا أسامة بن زيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أنه سئل عن قوله تبارك وتعالى : {يوم يكشف عن ساق} قال : إذا خفي عليكم شيء من القرآن ، فابتغوه من الشعر ، فإنه ديوان العرب . أما سمعتم قول الشاعر :

اصبر عناق إنه شر باق قد سن قومك ضرب الأعناق وقامت الحرب بنا على ساق قال ابن عباس : هذا يوم كرب وشدة . تابعه أبو كريب عن ابن المبارك . وقال أبو سليمان ، وقال غيره من أهل التفسير والتأويل في قوله : {يوم يكشف عن ساق} أي : عن الأمر الشديد ، وأنشدوا : قد شمرت عن ساقها فشدوا وجدت الحرب بكم فجدوا وقال بعض الأعراب ، وكان يطرد الطير عن الزرع في سنة جدب : عجبت من نفسي ومن إشفاقها ومن طرادي الطير عن أرزاقها في سنة قد كشفت عن ساقها قال الشيخ رضي الله عنه : هذا وما روينا عن ابن عباس في المعنى يتقاربان ، وقد روي عن ابن عباس بهذا اللفظ ، وروي بمعناه
747- أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد ، حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله عز وجل : {يوم يكشف عن ساق} قال : هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة
748- وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو حَدَّثَنَا أبو العباس الأصم ، حَدَّثَنَا محمد بن الجهم ، حَدَّثَنَا يحيى بن زياد الفراء ، حدثني سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس ، أنه قرأ} {يوم يكشف عن ساق} يريد : القيامة والساعة لشدتها . قال الفراء : أنشدني بعض العرب لجد طرفة : كشفت لهم عن ساقها وبدا من الشر الصراح
749- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أَخْبَرَنَا أحمد بن كامل القاضي ، أَخْبَرَنَا أبو جعفر محمد بن سعد بن محمد بن الحسين بن عطية ، حدثني أبي ، حدثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية ، حدثني أبي ، عن جدي عطية بن سعد ، عن ابن عباس ، في قوله : {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود} يقول : حين يكشف الأمر وتبدو الأعمال ، وكشفه دخول الآخرة وكشف الأمر عنه
750- أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أَخْبَرَنَا أبو منصور النضروي ، حَدَّثَنَا أحمد بن نجدة ، حَدَّثَنَا سعيد بن منصور ، حَدَّثَنَا خالد بن عبد الله ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، قال : قال ابن مسعود :

يكشف عن ساقه ، فيسجد كل مؤمن ، ويقسو ظهر الكافر فيصير عظما واحدا
751- وعن إبراهيم قال : قال ابن عباس : يكشف عن أمر شديد ؛ يقال : قد قامت الحرب على ساق
731- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : حَدَّثَنَا أبو العباس هو الأصم ، حَدَّثَنَا أبو بكر يحيى بن أبي طالب ، أَخْبَرَنَا حماد بن مسعدة ، أَخْبَرَنَا عمر بن أبي زائدة ، قال : سمعت عكرمة ، سئل عن قوله سبحانه : {يوم يكشف عن ساق} قال : إذا اشتد الأمر في الحرب قيل : كشفت الحرب عن ساق . قال : فأخبرهم عن شدة ذلك . قال أبو سليمان رحمه الله : فإنما جاء ذكر الكشف عن الساق على معنى الشدة ، فيحتمل والله أعلم أن يكون معنى الحديث أنه يبرز من أمر القيامة وشدتها ما

ترتفع معه سواتر الامتحان ، فيميز عند ذلك أهل اليقين والإخلاص ، فيؤذن لهم في السجود ، وينكشف الغطاء عن أهل النفاق فتعود ظهورهم طبقا لا يستطيعون السجود ، قال : وقد تأوله بعض الناس فقال : لا ننكر أن يكون الله سبحانه قد يكشف لهم عن ساق لبعض المخلوقين من ملائكته أو غيرهم ، فيجعل ذلك سببا لبيان ما شاء من حكمه في أهل الإيمان وأهل النفاق قال أبو سليمان رحمه الله : وفيه وجه آخر لم أسمعه من قدوة ، وقد يحتمله معنى اللغة ، سمعت أبا عمر يذكر عن أبي العباس أحمد بن يحيى النحوي فيما عد من المعاني المختلفة الواقعة تحت هذا الاسم ، قال : والساق النفس ، قال : ومنه قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين راجعه أصحابه عن قتل الخوارج فقال : والله لأقاتلنهم ولو تلفت ساقي . يريد نفسه . قال أبو سليمان : فقد يحتمل على هذا أن يكون المراد به التجلي لهم وكشف الحجب ، حتى إذا رأوه سجدوا له . قال : ولست أقطع به القول ولا أراه واجبا فيما أذهب إليه من ذلك ، وأسأل الله أن يعصمنا من القول بما لا علم لنا به
752- وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِيُّ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ جُنَاحٍ ، عَنْ مَوْلَى ، عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ، قَالَ : عَنْ نُورٍ عَظِيمٍ يَخِرُّونَ لَهُ سُجَّدًا تَفَرَّدَ

بِهِ رَوْحُ بْنُ جُنَاحٍ ، وَهُوَ شَامِيُّ يَأْتِي بِأَحَادِيثَ مُنْكَرَةٍ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَمَوَالِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِيهِمْ كَثْرَةٌ

باب ما ذكر في القدم والرجل
753- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ ح وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، غَيْرَ مَرَّةٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الرَّازِيُّ ، قَالا : أنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسَ الْعَسْقَلانِيُّ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ فَتَقُولُ : قَطْ قَطْ وَعِزَّتِكَ ، وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ، وَلا يَزَالُ فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ حَتَّى يُنْشِئَ اللَّهُ خَلْقًا فَيُسْكِنَهُ فُضُولَ الْجَنَّةِ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي

الصَّحِيحِ ، عَنْ آدَمَ.
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنْ شَيْبَانَ ، وَقَدْ رَوَاهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ قَتَادَةَ ، وَقَالَ فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ حَتَّى يَضَعَ فِيهَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَدَمَهُ وَفِي الرِّوَايَةِ الأُخْرَى عَنْهُ : حَتَّى يَضَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا قَدَمَهُ وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، وَقَالا فِي الْحَدِيثِ : رَبَّ الْعَالَمِينَ الْعَالَمِينَ وَرَوَاهُ شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ
754- كَمَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُلْقَى فِي النَّارِ وَتَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ أَوْ رِجْلَهُ عَلَيْهِ ، فَتَقُولُ قَطْ قَطْ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ حَرَمِيِّ بْنِ عُمَارَةَ
755- أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : هَذَا مَا حَدَّثَنَا

أَبُو هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ ، فَقَالَتِ النَّارُ : أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ : فَمَا لِي لا يُدْخِلُنِي إِلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ وَغِرَّتُهُمْ.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْجَنَّةِ : أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مَنْ عِبَادِي ، وَقَالَ لِلنَّارِ : إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءِ مِنْ عِبَادِي ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا ، فَأَمَّا النَّارُ فَلا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ اللَّهُ فِيهَا رِجْلَهُ ، فَتَقُولُ : قَطْ قَطْ قَطْ ، فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ، وَلا يَظْلِمُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا ، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَرَوَاهُ أَيُّوبُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ : حَتَّى يَضَعَ الرَّبُّ قَدَمَهُ فِيهَا وَرَوَاهُ عَوْفٌ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ ، وَقَالَ : فَيَضَعُ الرَّبُّ قَدَمَهُ عَلَيْهَا وَرَوَاهُ الأَعْرَجُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ : فَأَمَّا النَّارُ فَلا تَمْتَلِئُ فَيَضَعُ قَدَمَهُ عَلَيْهَا فَتَقُولُ قَطْ قَطْ ، فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ
756- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ ، حَدَّثَنِي وَرْقَاءُ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوٍ مِنْ حَدِيثِ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ :

وَسَقَطُهُمْ وَعَجَزُهُمْ وَانْتَهَى حَدِيثُهُ عِنْدَ قَوْلِهِ : وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، وَبِمَعْنَاهُ رَوَاهُ أَبُو صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ إِضَافَةٍ ، فَقَالَ : حَتَّى يَضَعَ فِيهَا قَدَمًا.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مَنْ ذَكَرِ الْقَدَمَ وَالرِّجْلَ ، وَتَرَكِ الإِضَافَةِ إِنَّمَا تَرَكَهَا تَهَيُّبًا لَهَا ، وَطَلَبًا لِلسَّلامَةِ مِنْ خَطَأِ التَّأْوِيلِ فِيهَا ، وَكَانَ أَبُو عُبَيْدٍ ، وَهُوَ أَحَدُ أَئِمَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، يَقُولُ : نَحْنُ نَرْوِي هَذِهِ الأَحَادِيثَ وَلا نُرِيغُ لَهَا الْمَعَانِيَ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ : وَنَحْنُ أَحْرَى بِأَنْ لا نَتَقَدَّمَ فِيمَا تَأَخَّرَ عَنْهُ مَنْ هُوَ أَكْثَرُ عِلْمًا وَأَقْدَمُ زَمَانًا وَسِنًّا ، وَلَكِنَّ الزَّمَانَ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ قَدْ صَارَ أَهْلُهُ حِزْبَيْنِ : مُنْكَرٌ لِمَا يُرْوَى مِنْ نَوْعِ هَذِهِ الأَحَادِيثِ رَأْسًا ، وَمُكَذِّبٌ بِهِ أَصْلا ، وَفِي ذَلِكَ تَكْذِيبُ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ رَوَوْا هَذِهِ الأَحَادِيثَ وَهُمْ أَئِمَّةُ الدِّينِ وَنَقَلَةُ السُّنَنِ ، وَالْوَاسِطَةُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالطَّائِفَةُ الأُخْرَى مُسَلِّمَةٌ لِلرِّوَايَةِ فِيهَا ذَاهِبَةٌ فِي تَحْقِيقِ الظَّاهِرِ مِنْهَا مَذْهَبًا يَكَادُ يُفْضِي بِهِمْ إِلَى الْقَوْلِ بِالتَّشْبِيهِ ، وَنَحْنُ نَرْغَبُ عَنِ الأَمْرَيْنِ مَعًا ، وَلا نَرْضَى بِوَاحِدٍ مِنْهُمَا مَذْهَبًا ، فَيَحِقُّ عَلَيْنَا أَنْ نَطْلُبَ لِمَا يَرِدُ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ إِذَا صَحَّتْ مِنْ طَرِيقِ النَّقْلِ وَالسَّنَدِ.

تَأْوِيلا يَخْرُجُ عَلَى مَعَانِي أُصُولِ الدِّينِ ، وَمَذَاهِبِ الْعُلَمَاءِ ، وَلا نُبْطِلُ الرِّوَايَةَ فِيهَا أَصْلا ، إِذَا كَانَتْ طُرُقُهَا مُرْضِيَّةً وَنَقَلَتُهَا عُدُولا.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ : وَذِكْرُ الْقَدَمِ هَهُنَا يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهِ : مَنْ قَدَّمَهُمُ اللَّهُ لِلنَّارِ مِنْ أَهْلِهَا ، فَيَقَعُ بِهِمُ اسْتِيفَاءُ عَدَدِ أَهْلِ النَّارِ وَكُلُّ شَيْءٍ قَدَّمْتُهُ فَهُوَ قَدَمٌ ، كَمَا قِيلَ لِمَا هَدَمْتُهُ : هَدْمٌ ، وَلِمَا قَبَضْتُهُ : قَبْضٌ ، وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ، أَيْ مَا قَدَّمُوهُ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَقَدْ رُوِيَ مَعْنَى هَذَا عَنِ الْحَسَنِ ، وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ : وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا فَاتَّفَقَ الْمَعْنَيَانِ أَنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ تُمَدُّ بِزِيَادَةِ عَدَدٍ يَسْتَوْفِي بِهَا عِدَّةَ أَهْلِهَا ، فَتَمْتَلِئُ عِنْدَ ذَلِكَ قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ : وَفِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، مِنْ كِتَابِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ الطَّبَرِيِّ حِكَايَةً ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ ، أَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ : حَتَّى يَضَعَ الْجَبَّارُ فِيهَا قَدَمَهُ أَيْ مَنْ سَبَقَ فِي عِلْمِهِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ : قَدْ تَأَوَّلَ بَعْضُهُمُ الرِّجْلَ عَلَى نَحْو مِنْ هَذَا ، قَالَ : وَالْمُرَادُ بِهِ اسْتِيفَاءُ عَدَدِ الْجَمَاعَةِ الَّذِينَ اسْتُوجِبُوا دُخُولَ النَّارِ قَالَ : وَالْعَرَبُ تُسَمِّي جَمَاعَةَ الْجَرَادِ رِجْلا كَمَا سَمَّوْا جَمَاعَةَ الظِّبَاءِ سِرْبًا وَجَمَاعَةَ النَّعَامِ خَيْطًا ، وَجَمَاعَةَ الْحَمِيرِ عَانَةً ، قَالَ : وَهَذَا وَإِنْ كَانَ اسْمًا خَاصًّا لِجَمَاعَةِ الْجَرَادِ ، فَقَدْ يُسْتَعَارُ لِجَمَاعَةِ النَّاسِ عَلَى سَبِيلِ التَّشْبِيهِ وَالْكَلامُ الْمُسْتَعَارُ وَالْمَنْقُوُلُ مِنْ مَوْضِعِهِ كَثِيرٌ ، وَالأَمْرُ فِيهِ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ مَشْهُورٌ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ ، وَهُوَ أَنَّ هَذِهِ الأَسْمَاءَ أَمْثَالٌ يُرَادُ بِهَا إِثْبَاتُ مَعَانٍ لا حَظَّ لِظَاهِرِ الأَسْمَاءِ فِيهَا مِنْ طَرِيقِ الْحَقِيقَةِ ، وَإِنَّمَا أُرِيدَ بِوَضْعِ الرِّجْلِ عَلَيْهَا نَوْعٌ مِنَ الزَّجْرِ لَهَا وَالتَّسْكِينُ مِنْ غَرَبِهَا كَمَا

يَقُولُ الْقَائِلُ لِلشَّيْءِ يُرِيدُ مَحْوَهُ وَإِبْطَالَهُ : جَعَلْتُهُ تَحْتَ رِجْلَيَّ ، وَوَضَعْتُهُ تَحْتَ قَدَمَيَّ وَخَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ ، فَقَالَ : أَلا إِنَّ كُلَّ دَمِ وَمَأْثُرَةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ ، إِلاَّ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَسِدَانَةَ الْبَيْتِ يُرِيدُ مَحْوَ تِلْكَ الْمَآثِرِ وَإِبْطَالِهَا ، وَمَا أَكْثَرُ مَا تَضْرِبُ الْعَرَبُ الأَمْثَالَ فِي كَلامِهَا بِأَسْمَاءِ الأَعْضَاءِ ، وَهِيَ لا تُرِيدُ أَعْيَانَهَا ، كَمَا تَقُولُ فِي الرَّجُلِ يَسْبِقُ مِنْهُ الْقَوْلُ أَوِ الْفِعْلُ ثُمَّ يَنْدَمُ عَلَيْهِ : قَدْ سُقِطَ فِي يَدِهِ أَيْ نَدِمَ وَكَقَوْلِهِمْ : رَغِمَ أَنْفُ الرَّجُلِ ، إِذَا ذُلَّ وَعَلا كَعْبُهُ إِذَا جَلَّ وَجَعَلْتُ كَلامَ فُلانٍ دُبُرَ أُذُنِي ، وَجَعَلْتُ يَا هَذَا حَاجَتِي بِظَهْرٍ ، وَنَحْوُهَا مِنْ أَلْفَاظِهِمُ الدَّائِرَةِ فِي كَلامِهِمْ وَكَقَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ فِي وَصْفِ طُولِ اللَّيْلِ : فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّى بِصُلْبِهِ وَأَرْدَفَ أَعْجَازًا وَنَاءَ بِكَلْكَلِ وَلَيْسَ هُنَاكَ صُلْبٌ ، وَلا عَجُزٌ ، وَلا كَلْكَلٌ وَإِنَّمَا هِيَ أَمْثَالٌ ضَرَبَهَا لِمَا أَرَادَ مِنْ بَيَانِ طُولِ اللَّيْلِ وَاسْتِقْصَاءِ الْوَصْفِ لَهُ ، فَقَطَّعَ اللَّيْلَ تَقْطِيعَ ذِي أَعْضَاءٍ مِنَ الْحَيَوَانِ ، وَقَدْ تَمَطَّى عِنْدَ إِقْبَالِهِ وَامْتَدَّ بَعْدُ بِدِوَامِ رُكُودِهِ ، وَطُولِ سَاعَاتِهِ ، وَقَدْ تُسْتَعْمَلُ الرِّجْلُ أَيْضًا فِي الْقَصْدِ لِلشَّيْءِ وَالطَّلَبِ لَهُ عَلَى سَبِيلِ جِدٍّ وَإِلحَاحٍ ، يُقَالُ : قَامَ فُلانٌ فِي هَذَا الأَمْرِ عَلَى رِجْلٍ ، وَقَامَ عَلَى سَاقٍ إِذَا جَدَّ فِي الطَّلَبِ ، وَبَالَغَ فِي السَّعْيِ وَهَذَا الْبَابُ كَثِيرُ التَّصَرُّفِ فَإِنْ قِيلَ : فَهَلا تَأَوَّلَتَ الْيَدَ وَالْوَجْهَ عَلَى هَذَا النَّوْعِ مِنَ التَّأْوِيلِ ، وَجَعَلْتَ الأَسْمَاءَ فِيهِمَا أَمْثَالا كَذَلِكَ ؟ فَإِنْ قِيلَ : إِنَّ هَذِهِ الصِّفَاتِ مَذْكُورَةٌ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِأَسْمَائِهَا ، وَهِيَ صِفَاتُ مَدْحٍ ، وَالأَصْلُ أَنَّ كُلَّ صِفَةٍ جَاءَ بِهَا الْكِتَابُ أَوْ صَحَّتْ بِأَخْبَارِ التَّوَاتُرِ أَوْ رُوِيَتْ مِنْ طَرِيقِ الآحَادِ وَكَانَ لَهَا أَصْلٌ فِي الْكِتَابِ ، أَوْ خَرَجَتْ عَلَى بَعْضِ مَعَانِيهِ فَإِنَّا نَقُولُ بِهَا وَنُجْرِيهَا عَلَى ظَاهِرِهَا مِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ ، وَمَا لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْكِتَابِ ذِكْرٌ ، وَلا فِي التَّوَاتُرِ أَصْلٌ ، وَلا لَهُ بِمَعَانِي الْكِتَابِ تَعَلُّقٌ ، وَكَانَ مَجِيئُهُ مِنْ طَرِيقِ الآحَادِ وَأَفْضَى بِنَا الْقَوْلُ إِذَا أَجْرَيْنَاهُ عَلَى ظَاهِرَهِ إِلَى

التَّشْبِيهِ فَإِنَّا نَتَأَوْلُهُ عَلَى مَعْنًى يَحْتَمِلُهُ الْكَلامُ وَيَزُولُ مَعَهُ مَعْنَى التَّشْبِيهُ ، وَهَذَا هُوَ الْفَرَقُ بَيْنَ مَا جَاءَ مِنْ ذِكْرِ الْقَدَمِ وَالرِّجْلِ وَالسَّاقِ ، وَبَيْنَ الْيَدِ وَالْوَجْهِ وَالْعَيْنِ ، وَبِاللَّهِ الْعِصْمَةُ ، وَنَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ لِصَوَابِ الْقَوْلِ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخَطَأِ وَالزَّلَلِ فِيهِ ، إِنَّهُ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
757- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلا : اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، إِلَى قَوْلِهِ : وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، أَمَّا قَوْلُهُ : الْقَيُّومُ : هُوَ الْقَائِمُ ، وَأَمَّا سِنَةٌ : فَهُوَ رِيحُ النَّوْمِ الَّتِي تَأْخُذُ فِي الْوَجْهِ فَيَنْعَسُ الإِنْسَانُ ، وَأَمَّا مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ : فَالدُّنْيَا ، وَأَمَّا مَا خَلْفَهُمْ : فَالآخِرةُ ، وَأَمَّا لا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ يَقُولُ : لا يَعْلَمُونَ شَيْئًا مِنْ عِلْمِهِ

إِلا بِمَا شَاءَ ، هُوَ يُعَلِّمُهُمْ ، وَأَمَّا وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ : فَإِنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي جَوْفِ الْكُرْسِيِّ ، وَالْكُرْسِيُّ بَيْنَ يَدَيِ الْعَرْشِ ، وَهُوَ مَوْضِعُ قَدَمَيْهِ ، وَأَمَّا لا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ، فَلا يَثْقُلُ عَلَيْهِ ، كَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ مَوْضِعُ قَدَمَيْهِ
758- وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ السُّلَمِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكِجِّيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ، قَالَ : مَوْضِعُ الْقَدَمَيْنِ قَالَ : وَلا يُقَدَّرُ قَدْرَ عَرْشِهِ كَذَا قَالَ : مَوْضِعُ الْقَدَمَيْنِ مِنْ غَيْرِ إِضَافَةٍ وَقَالَهُ أَيْضًا أَبُو مُوسَى

الأَشْعَرِيُّ مِنْ غَيْرِ إِضَافَةٍ ، وَكَأَنَّهُ أَصَحُّ ، وَتَأْويلُهُ عِنْدَ أَهْلِ النَّظَرِ مِقْدَارُ الْكُرْسِيِّ مِنَ الْعَرْشِ ، كَمِقْدَارِ كُرْسِيٍّ يَكُونُ عِنْدَ سَرِيرٍ قَدْ وُضِعَ لِقَدَمَيِ الْقَاعِدِ عَلَى السَّرِيرِ ، فَيَكُونُ السَّرِيرُ أَعْظَمَ قَدْرًا مِنَ الْكُرْسِيِّ الْمَوْضُوعِ دُونَهُ مَوْضِعًا لِلْقَدَمَيْنِ ، هَذَا هُوَ الْمَقْصُودُ مِنَ الْخَبَرِ عِنْدَ أَهْلِ النَّظَرِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَالْخَبَرُ مَوْقُوفٌ لا يَصِحُّ رَفْعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَمَّا الْمُتَقَدِّمُونَ مِنْ أَصْحَابِنَا فَإِنَّهُمْ لَمْ يُفَسِّرُوا أَمْثَالَ هَذِهِ ، وَلَمْ يَشْتَغِلُوا بِتَأْوِيلِهَا ، مَعَ اعْتِقَادِهِمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَاحِدٌ غَيْرُ مُتَبَعِّضٍ ، وَلا ذُو جَارِحَةٍ
759- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ ، يَقُولُ : شَهِدْتُ زَكَرِيَّا بْنَ عَدِيٍّ ، سَأَلَ وَكِيعًا ، فَقَالَ : يَا أَبَا سُفْيَانَ ، هَذِهِ الأَحَادِيثُ يَعْنِي مِثْلَ : الْكُرْسِيُّ مَوْضِعُ الْقَدَمَيْنِ وَنَحْوَ هَذَا ؟ فَقَالَ وَكِيعٌ : أَدْرَكْنَا إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ ، وَسُفْيَانَ ، وَمِسْعَرًا يُحَدِّثُونَ بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ وَلا يُفَسِّرُونَ شَيْئًا

760- وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الأَصْبَهَانِيُّ ، فِيمَا أَجَازَ لَهُ جَدُّهُ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ ، يَقُولُ : هَذِهِ الأَحَادِيثُ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا : ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غَيْرِهِ ، وَإِنَّ جَهَنَّمَ لا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رَبُّكَ قَدَمَهُ فِيهَا ، وَالْكُرْسِيُّ مَوْضِعُ الْقَدَمَيْنِ وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ فِي الرِّوَايَةِ هِيَ عِنْدَنَا حَقٌّ ، حَمَلَهَا بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ ، غَيْرَ أَنَّا إِذَا سُئِلْنَا عَنْ تَفْسِيرِهَا لا نُفَسِّرُهَا وَمَا أَدْرَكْنَا أَحَدًا يُفَسِّرُهَا
761- وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ

بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ ، فِي الْمَسْجِدِ إِذْ جَاءَ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ، فَجَلَسَ فَتَحَدَّثَ فَثَابَ إِلَيْهِ أُنَاسٌ ، ثُمّ قَالَ : انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، فَإِنِّي قَدْ أُخْبِرْتُ أَنَّهُ قَدِ اشْتَكَى ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَوَجَدْنَاهُ مُسْتَلْقِيًا وَاضِعًا رِجْلَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى ، فَسَلَّمْنَا وَجَلَسْنَا ، فَرَفَعَ قَتَادَةُ يَدَهُ إِلَى رِجْلِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَقَرَصَهَا قَرْصَةً شَدِيدَةً ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : سُبْحَانَ اللهِ يَا ابْنَ آدَمَ ، أَوْجَعَتْنِي قَالَ : ذَاكَ أَرَدْتُ ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا قَضَى خَلْقَهُ ، اسْتَلْقَى ثُمَّ وَضَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى ، ثُمَّ قَالَ : لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ خَلْقِي أَنْ يَفْعَلَ هَذَا قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : لا جَرَمَ لا أَفْعَلُهُ أَبَدًا.
فَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ وَلَمْ أَكْتُبْهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ مَعَ كَوْنِهِ مِنْ شَرْطِ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٍ ، فَلَمْ يُخْرِجَا حَدِيثَهُ هَذَا فِي "الصَّحِيحِ" ، وَهُوَ عِنْدَ بَعْضِ الْحُفَّاظِ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ
762- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ ، يَقُولُ : فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ

763- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأُشْنَانِيُّ ، قَالُوا : أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ : فُلَيْحٌ ضَعِيفٌ ، قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ : وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ : فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
قَالَ الشَّيْخُ : فَإِذَا كَانَ فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَدَنِيُّ مُخْتَلِفًا فِي جَوَازِ الاحْتِجَاجِ بِهِ عِنْدَ الْحُفَّاظِ لَمْ يَثْبُتْ بِرِوَايَتِهِ مِثْلُ هَذَا الأَمْرِ الْعَظِيمِ وَفِيهِ عِلَّةٌ أُخْرَى وَهِيَ أَنَّ قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ مَاتَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ ، وَعُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ ، وَلَهُ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً فِي قَوْلِ الْوَاقِدِيِّ وَابْنِ بُكَيْرٍ ، فَتَكُونُ رِوَايَتُهُ عَنْ قَتَادَةَ مُنْقَطِعَةً ، وَقَوْلُ الرَّاوِي : وَانْطَلَقْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبِي سَعِيدٍ لا يَرْجِعُ إِلَى عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ ، وَإِنَّمَا يَرْجِعُ إِلَى مَنْ أَرْسَلَهُ عَنْهُ ، وَنَحْنُ لا نَعْرِفُهُ ، فَلا نَقْبَلُ الْمَرَاسِيلَ فِي الأَحْكَامِ ، فَكَيْفَ فِي هَذَا الأَمْرِ الْعَظِيمِ ؟ ثُمَّ إِنْ صَحَّ طَرِيقُهُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَ بِهِ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ عَلَى طَرِيقِ الإِنْكَارِ ، فَلَمْ يَفْهَمْ عَنْهُ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ إِنْكَارَهُ
764- أخبرنا أبو جعفر العزايمي ، أَخْبَرَنَا أبو العباس الصبغي ، حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن زياد ، حَدَّثَنَا ابن أبي أويس ، حدثني ابن أبي الزناد عبد الرحمن ، عن هشام بن عروة ، عن

عبد الله بن عروة بن الزبير ، أن الزبير بن العوام سمع رجلا يحدث حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فاستمع الزبير له حتى إذا قضى الرجل حديثه قال له الزبير : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال الرجل : نعم . قال : هذا وأشباهه مما يمنعنا أن نحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قد لعمري سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا يومئذ حاضر ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدأ هذا الحديث فحدثناه عن رجل من أهل الكتاب حدثه إياه ، فجئت أنت يومئذ بعد أن قضى صدر الحديث ، وذكر الرجل الذي من أهل الكتاب فظننت أنه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال الشيخ : ولهذا الوجه من الاحتمال ترك أهل النظر من أصحابنا الاحتجاج بأخبار الآحاد في صفات الله تعالى ، إذا لم يكن لما انفرد منها أصل في الكتاب أو الإجماع ، واشتغلوا بتأويله ، وما نقل في هذا الخبر إنما يفعله في الشاهد من الفارغين من أعمالهم من مسه لغوب ، أو أصابه نصب مما فعل ، ليستريح بالاستلقاء ووضع إحدى رجليه على الأخرى ، وقد كذب الله تعالى اليهود ، حين وصفوه بالاستراحة بعد خلق السماوات والأرض وما بينهما فقال : ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون

765- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الأَحْمَسِيُّ ، بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ الْيَهُودَ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلَتْ عَنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، فَقَالَ : خَلَقَ الأَرْضَ يَوْمَ الأَحَدِ وَالاثْنَيْنِ ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ وَمَا فِيهِنَّ مِنَ الْمَنَافِعِ ، وَخَلَقَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ الشَّجَرَ وَالْمَاءَ وَالْمَدَائِنَ وَالْعُمْرَانَ وَالْخَرَابَ ، فَهَذِهِ أَرْبَعَةٌ ، فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلِ : قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ، وَخَلَقَ يَوْمَ الْخَمِيسِ السَّمَاءَ ، وَخَلَقَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ النُّجُومَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْمَلائِكَةَ إِلَى ثَلاثِ سَاعَاتٍ بَقَيْنَ مِنْهُ ، فَخَلَقَ فِي أَوَّلِ سَاعَةٍ مِنْ هَذِهِ الثَّلاثِ السَّاعَاتِ الآجَالَ حِينَ يَمُوتُ مَنْ مَاتَ ، وَفِي الثَّانِيَةِ أَلْقَى الآفَةَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِمَّا يَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ ، وَفِي الثَّالِثَةِ آدَمَ وَأَسْكَنَهُ الْجَنَّةَ وَأَمَرَ إِبْلِيسَ بِالسُّجُودِ لَهُ ، وَأَخْرَجَهُ مِنْهَا فِي آخِرِ السَّاعَةِ ثُمَّ قَالَتِ الْيَهُودُ : ثُمَّ مَاذَا يَا مُحَمَّدُ ؟

قَالَ : ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ قَالُوا : قَدْ أَصَبْتَ لَوْ أَتْمَمْتَ قَالُوا : ثُمَّ اسْتَرَاحَ قَالَ : فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَضَبًا شَدِيدًا ، فَنَزَلَتْ : وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ
766- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحسين ، حَدَّثَنَا آدم ، حَدَّثَنَا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله تعالى {وما مسنا من لغوب} قال : اللغوب النصب} ، تقول اليهود إنه أعيي بعد ما خلقهما . قال الشيخ رضي الله عنه : وأما النهي عن وضع الرجل إحدى رجليه على الأخرى فقد رواه أبو الزبير عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم دون هذه القصة ، وحمله أهل العلم على ما يخشى من انكشاف العورة ، وهي الفخذ إذا رفع إحدى رجليه على الأخرى مستلقيا والإزار ضيق ، وهو جائز عند الجميع إذا لم يخش ذلك
767- أَخبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكي ، قَالا : أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ ، عَنْ عَمِّهِ ، أَنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ يَسْتَلْقِي فِي

الْمَسْجِدِ وَإِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى وَزَادَ زَكَرِيَّا فِي رِوَايَتِهِ ، قَالَ : وَزَعَمَ عَبَّادٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، وَعُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ كَانَا يَفْعَلانِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي طَاهِرٍ ، وَحَرْمَلَةُ ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ
768- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَوْذَبٍ الْوَاسِطِيُّ ، بِهَا ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ ، عَنْ عَمِّهِ وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مُسْتَلْقِيًا فِي الْمَسْجِدِ وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى لَفْظُ حَدِيثِ مَالِكٍ ، زَادَ إِبْرَاهِيمُ فِي رِوَايَتِهِ : وَأَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ ، وَعُثْمَانُ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنِ الْقَعْنَبِيِّ ، عَنْ مَالِكٍ ، وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى ، عَنْ مَالِكٍ
769- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ ، نا

الْقَعْنَبِيُّ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، وَعُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، رضي الله عنهما كانا يفعلان ذلك
770- وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، حَدَّثَنَا أبو العباس الأصم ، حَدَّثَنَا بحر بن نصر ، حَدَّثَنَا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : حدثني عمر بن عبد العزيز ، أن محمد بن نوفل ، أخبره أنه رأى أسامة بن زيد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا وإحدى رجليه على الأخرى . قال الشيخ : وقال بعض أهل النظر في حديث قتادة بن النعمان معناه : لما خلق ما أراد خلقه ترك إدامة مثله ولو شاء لأدام . هذا مثل جار في من فرغ مما قصده ، فلان استلقى على ظهره ، وإن لم يكن اضطجع ، ويحتمل أن يكون استلقى بمعنى ألقى ، فيكون معناه أنه ألقى بعض السماوات فوق بعض ، وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم ، وتكون السين بمثابته في استدعى واستبرى . وأما تأويل قوله : ثم وضع إحدى رجليه على الأخرى . أي : رفع قوما على قوم ، فجعل بعضهم سادة وبعضهم عبيدا ، والرجل جماعة ، أو جعلهم صنفين في الشقاوة والسعادة أو الغنى والفقر ، أو الصحة والسقم ، يؤيده حديث الزهري ، عن عباد بن تميم المازني عن عبد الله بن زيد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد واضعا إحدى رجليه على الأخرى ، وكان أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم يفعلون ذلك

771- وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أُنْشِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَوْلِ أُمَيَّةَ بْنَ أَبِي الصَّلْتِ : رَجُلٌ وَثَوْرٌ تَحْتَ رِجْلِ يَمِينِهِ وَالنَّسْرُ لِلأُخْرَى وَلَيْثٌ مُرْصَدُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقَ وَأُنْشِدَ قَوْلَهُ : وَالشَّمْسُ تَطْلُعُ كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ حَمْرَاءَ يُصْبِحُ لَوْنُهَا يَتَوَرَّدُ

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقَ تَأْبَى فَمَا تَبْدُو لَنَا فِي رِسْلِهَا إِلاَّ مُعَذَّبَةً وَإِلا تَجَلَّدُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقَ.
فَهَذَا حَدِيثٌ يَتَفَرَّدُ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ بِإِسْنَادِهِ هَذَا ، وَإِنَّمَا أُرِيدَ بِهِ مَا جَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الْكُرْسِيَّ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةُ مَلائِكَةَ : مَلَكٌ فِي صُورَةِ رَجُلٍ ، وَمَلَكٌ فِي

صُورَةِ أَسَدٍ ، وَمَلَكٌ فِي صُورَةِ ثَوْرٍ ، وَمَلَكٌ فِي صُورَةِ نَسْرٍ ، فَكَأَنَّهُ إِنْ صَحَّ بَيَّنَ أَنَّ الْمَلَكَ الَّذِي فِي صُورَةِ رَجُلٍ وَالْمَلَكَ الَّذِي فِي صُورَةِ ثَوْرٍ يَحْمِلانِ مِنَ الْكُرْسِيِّ مَوْضِعَ الرِّجْلِ الْيُمْنَى ، وَالْمَلَكُ الَّذِي صُورَةِ النَّسْرِ وَالَّذِي فِي صُورَةِ الأَسَدِ وَهُوَ اللَّيْثُ يَحْمِلانِ مِنَ الْكُرْسِيِّ مَوْضِعَ الرِّجْلِ الأُخْرَى ، أَنْ لَوَ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ ذَا رِجْلَيْنِ

ما جاء في تفسير قوله عز وجل {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله} ما جاء في تفسير قوله عز وجل : {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله}
772- أخبرنا محمد بن عبد الله ، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحسين الكسائي ، حَدَّثَنَا آدم بن أبي إياس ، حَدَّثَنَا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله عز وجل : {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله} يعني ما ضيعت من أمر الله

باب ما جاء في تفسير الروح وقوله عز وجل : {إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين} ، وقول الله عز وجل : {إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله و
773- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حَدَّثَنَا أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الصفار ، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن نصر اللباد ، حَدَّثَنَا عمرو بن حماد بن طلحة ، حَدَّثَنَا أسباط بن نصر ، عن السدي ، عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة الهمداني ، عن ابن مسعود ، في قصة خلق آدم عليه السلام ، قال : فبعث جبريل عليه السلام إلى الأرض ليأتيه بطين منها ، فقالت الأرض : إني أعوذ بالله منك أن تنقص مني أو تشينني . فرجع ولم يأخذه ، وقال : رب إنها عاذت} بك فأعذتها ، فبعث ميكائيل فعاذت منه فأعاذها ، فرجع فقال كما قال جبريل ، فبعث ملك الموت فعاذت منه فأعاذها فرجع فقال : وأنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ أمره . فأخذ من وجه الأرض ، وخلط فلم يأخذ من مكان واحد ، وأخذ من تربة حمراء وبيضاء وسوداء . فلذلك خرج بنو آدم مختلفين ، ولذلك سمي آدم لأنه أخذ من أديم} الأرض ، فصعد به فبل التراب حتى عاد طينا لازبا- اللازب هو الذي يلزق بعضه ببعض- ثم ترك حتى أنتن فذلك

حيث يقول {من حمإ مسنون} قال : منتن ، ثم قال للملائكة : {إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين} فخلقه الله بيده لئلا يتكبر إبليس عنه ليقول له : أتتكبر عما عملت بيدي ، ولم أتكبر أنا عنه ، فخلقه بشرا فكان جسدا من طين أربعين سنة من مقدار يوم الجمعة : فمرت به الملائكة ففزعوا منه لما رأوه ، وكان أشدهم فزعا منه إبليس ، وكان يمر به فيضربه فيصوت الجسد كما يصوت الفخار ، تكون له صلصلة} ، فذلك حين يقول} {من صلصال كالفخار} ويقول لأمر ما : خلقت ، ودخل من فمه فخرج من دبره ، فقال للملائكة : لا ترهبوا من هذا فإنه أجوف ، ولئن سلطت عليه لأهلكنه . فلما بلغ الحين الذي أريد أن ينفخ فيه الروح ، قال للملائكة : إذا نفخت فيه من روحي فاسجدوا له ، فلما نفخ فيه الروح فدخل الروح في رأسه عطس ، فقالت له الملائكة : قل الحمد لله ، فقال : الحمد لله ، فقال الله له : رحمك ربك ، فلما دخل الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة ، فلما دخل في جوفه اشتهى الطعام فوثب قبل أن يبلغ الروح رجليه عجلان إلى ثمار الجنة ، فذلك حين يقول} {خلق الإنسان من عجل} {فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين} . وذكر القصة . وبهذا الإسناد في قصة مريم وابنها ، قالوا : خرجت مريم إلى جانب المحراب لحيض أصابها ، فلما طهرت إذا هي برجل معها ، وهو قوله عز وجل {فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا} وهو جبريل عليه السلام ، ففزعت منه وقالت} {إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا} قال : {إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا} {11} الآية فخرجت وعليها جلبابها ، فأخذ بكمها فنفخ في جيب درعها وكان مشقوقا من قدامها ، فدخلت النفخة صدرها فحملت ، فأتتها أختها امرأة زكريا ليلة لتزورها ، فلما فتحت لها الباب التزمتها ، فقالت امرأة زكريا : يا مريم أشعرت أني حبلى ؟ قالت مريم : أشعرت أيضا أني حبلى ؟ قالت

امرأة زكريا : فإنى وجدت ما في بطني يسجد للذي في بطنك ، فذلك قوله عز وجل : {مصدقا بكلمة من الله} وذكر القصة قال الشيخ رضي الله عنه : فالروح الذي منه نفخ في آدم عليه السلام كان خلقا من خلق الله تعالى ، جعل الله عز وجل حياة الأجسام به ، وإنما أضافه إلى نفسه على طريق الخلق والملك ، لا أنه جزء منه ، وهو كقوله عز وجل : {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه} أي من خلقه
774- أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، أَخْبَرَنَا الحسن بن محمد بن إسحاق ، حَدَّثَنَا يوسف بن يعقوب ، حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر ، حَدَّثَنَا وكيع ، حَدَّثَنَا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث} بالمدينة ، وهو متوكئ} على عسيب} ، فمر بقوم من اليهود ، فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح . وقال بعضهم : لا تسألوه . فسألوه فقالوا : يا محمد ، ما الروح ؟ فوقف . قال عبد الله : فظننت أنه يوحى إليه ، فقرأ : {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي} الآية . فقال بعضهم : قد قلنا لكم لا تسألوه . أخرجاه في الصحيح من حديث وكيع وغيره . قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله : أما الروح فقد اختلفوا فيما وقعت عنه المساءلة من الأرواح ؛ فقال بعضهم : الروح ههنا جبريل عليه السلام ، وقال بعضهم : هو ملك من الملائكة بصفة وصفوها من عظم الخلقة . قال : وذهب أكثر أهل التأويل إلى أنهم سألوه عن الروح الذي به تكون حياة الجسد ، وقال أهل النظر منهم : إنما سألوه

عن كيفية الروح ومسلكه في بدن الإنسان وكيف امتزاجه بالجسم ، واتصال الحياة به ، وهذا شيء لا يعلمه إلا الله عز وجل . وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ، وقال : أرواح الشهداء في صور طير خضر تعلق من ثمر الجنة . فأخبر أنها كانت منفصلة من الأبدان فاتصلت بها ، ثم انفصلت عنها ، وهذا من صفة الأجسام
775- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ الْقُطْنِ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمَّا

أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ ، وَتَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا ، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ ، فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَأْكَلِهِمْ وَمَشْرَبِهِمْ وَمَقِيلِهِمْ ، قَالُوا : مَنْ يُبَلِّغُ إِخْوَانَنَا عَنَّا أَنَّا أَحْيَاءُ فِي الْجَنَّةِ نُرْزَقُ ، لِئَلا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ ، وَلا يَنْكُلُوا فِي الْحَرْبِ ؟ فَقَالَ اللَّهُ : أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ وَقَدْ ثَبَتَ مَعْنَى هَذَا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ مِنْ قَوْلِهِ
776- أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْهَمَذَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ

سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ
777- وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ رَحِمَهُ اللَّهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الأَنْبَارِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرَةَ ، قَالَتْ : كَانَتْ بِمَكَّةَ امْرَأَةٌ مَزَّاحَةٌ فَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ فَنَزَلَتْ عَلَى امْرَأَةٍ مِثْلِهَا ، فَبَلَغَ عَائِشَةَ وقَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَكَرَهُ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي

الصَّحِيحِ ، فَقَالَ : وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ فَذَكَرَهُ ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ
778- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجَمَاهِرِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ح أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالا : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ قُتَيْبَةَ.
وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : هَذَا يُتَأَوَّلُ عَلَى وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ إِشَارَةً إِلَى مَعْنَى التَّشَاكُلِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، وَالصَّلاحِ وَالْفَسَادِ ، فَإِنَّ الْخَيِّرَ مِنَ النَّاسِ يَحِنُّ إِلَى شَكْلِهِ ، وَالشِّرِّيرَ يَمِيلُ إِلَى نَظِيرِهِ وَمِثْلِهِ ، وَالأَرْوَاحُ إِنَّمَا تَتَعَارَفُ بِضَرَائِبِ طِبَاعِهَا الَّتِي جُبِلَتْ عَلَيْهَا مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، فَإِذَا اتَّفَقَتِ

الأَشْكَالُ تَعَارَفَتْ وَتَآلَفَتْ ، وَإِذَا اخْتَلَفَتْ تَنَافَرَتْ وَتنَاكَرَتْ وَلِذَلِكَ صَارَ الإِنْسَانُ يُعْرَفُ بِقَرِينِهِ ، وَيُعْتَبَرُ حَالُهُ بِإِلْفِهِ وَصَحْبِهِ وَالْوَجْهُ الآخَرُ : أَنَّهُ إِخْبَارٌ عَنْ بَدْءِ الْخَلْقِ فِي حَالِ الْغَيْبِ عَلَى مَا رُوِيَ فِي الأَخْبَارِ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ : خَلَقَ الأَرْوَاحَ قَبْلَ الأَجْسَامِ ، وَكَانَتْ تَلْتَقِي فَتُشَامُّ كَمَا تُشَامُّ الْخَيْلُ فَلَمَّا الْتَبَسَتْ بِالأَجْسَامِ تَعَارَفَتْ بِالذِّكْرِ الأَوَّلِ فَصَارَ كُلٌّ مِنْهُمَا إِنَّمَا يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ عَلَى مَا سَبَقَ لَهُ الْعَهْدُ الْمُتَقَدِّمُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ قُلْتُ : وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ : فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ، يُرِيدُ جَيْبَ دِرْعِ مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلامُ ، وَقَوْلُهُ : فِيهِ ، يُرِيدُ نَفْسَ مَرْيَمَ ، وَذَلِكَ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ نَفَخَ فِي جَيْبِ دِرْعِهَا فَوَصَلَ النَّفْخُ إِلَيْهَا ، وَقَوْلُهُ : مِنْ رُوحِنَا ، أَيْ مِنْ نَفْخِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ : الرُّوحُ النَّفْخُ ، سُمِّيَ رُوحًا لأَنَّهُ رِيحٌ يَخْرُجُ مِنَ الرُّوحِ ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ : فَقُلْتُ لَهُ : ارْفَعْهَا إِلَيْكَ وَأَحْيِهَا بِرُوحِكَ وَاجْعَلْهُ لَهَا قِيتَةً قِدْرًا قَوْلُهُ : أَحْيِهَا بِرُوحِكَ : أَيْ أَحْيِهَا بِنَفْخِكَ فَالْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ رُوحُ اللهِ لأَنَّهُ كَانَ بِنَفْخَةِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ فِي دِرْعِ مَرْيَمَ ، وَنَسَبَ الرُّوحَ إِلَيْهِ لأَنَّهُ بِأَمْرِهِ كَانَ قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ : وَقَدْ تَكُونُ الرُّوحُ بِمَعْنَى الرَّحْمَةِ.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ، أَيْ قَوَّاهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ ، فَقَوْلُهُ : فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ، أَيْ : مِنْ رَحْمَتِنَا وَيُقَالُ لَعِيسَى : رُوحُ اللهِ أَيْ : رَحْمَةُ اللهِ عَلَى مَنْ آمَنَ بِهِ وَقِيلَ : قَدْ يَكُونُ الرُّوحُ بِمَعْنَى الْوَحْيِ.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمَرِهِ عَلَى مِنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، وَقَالَ : يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ ، يَعْنِي بِالْوَحْيِ ، وَإِنَّمَا سَمَّى الْوَحْيَ رُوحًا لأَنَّهُ حَيَاةٌ مِنَ الْجَهْلِ ، فَكَذَلِكَ سُمِّيَ الْمَسِيحُ عِيسَى

ابْنُ مَرْيَمَ رُوحًا ، لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَهْدِي بِهِ مَنِ اتَّبَعَهُ فَيُحْيِيهِ مِنَ الْكُفْرِ وَالضَّلالَةِ ، وَقَالَ : فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ، أَيْ : صَارَ بِكَلِمَتِنَا كُنْ بَشَرًا مِنْ غَيْرِ أَبٍ وَسُمِّيَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ رُوحًا ، فَقَالَ : قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ ، يَعْنِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَقَالَ : نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ ، يَعْنِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَقَالَ : وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ، يَعْنِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَقَالَ : فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا ، يَعْنِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَقَالَ : تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا ، قِيلَ : أَرَادَ بِهِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَقِيلَ : أَرَادَ بِهِ الْمَلَكَ الْمُعَظَّمَ الَّذِي أَرَادَ بِقَوْلِهِ : يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا.
وَقَوْلِهِ : وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي
779- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحسين ، حَدَّثَنَا آدم بن أبي إياس ، حَدَّثَنَا هشيم ، عن أبي بشر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما قال : الروح أمر من أمر الله عز وجل ، وخلق من خلق الله تعالى ، صورهم على صورة بني آدم ، وما نزل من السماء ملك إلا ومعه واحد من الروح

780- أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد ، حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في قوله : {ويسألونك عن الروح} يقول : الروح ملك
781- وبإسناده عن معاوية بن صالح ، قال : حدثني أبو هزان يزيد بن سمرة ، عمن حدثه ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في قوله : {ويسألونك عن الروح} قال : هو ملك من الملائكة ، له سبعون ألف وجه بكل وجه منها سبعون ألف لسان ، لكل لسان منها سبعون ألف لغة ، يسبح الله تعالى بتلك اللغات كلها ، يخلق من كل تسبيحة ملك يطير مع الملائكة إلى يوم القيامة
782- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ومحمد بن موسى بن الفضل ، حَدَّثَنَا أبو العباس

محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الجبار ، حَدَّثَنَا أبو معاوية ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، في قوله : {يوم يقوم الروح والملائكة} قال : الروح خلق كالناس وليسوا بالناس لهم أيد وأرجل
783- وأخبرنا أبو نصر بن قتادة ، حَدَّثَنَا أبو الحسين محمد بن عبد الله القهستاني ، حَدَّثَنَا محمد بن أيوب ، أَخْبَرَنَا نصر بن علي الجهضمي ، أخبرني أبي ، عن شعبة ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، قال : الروح نحو خلق الإنسان
784- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أَخْبَرَنَا أحمد بن كامل القاضي ، حَدَّثَنَا محمد بن سعد العوفي ، حدثني أبي ، حدثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في قوله : {يوم يقوم الروح والملائكة صفا} قال : يعني حين يقوم أرواح الناس مع الملائكة فيما بين النفختين قبل أن ترد الأرواح إلى الأجساد وفي كيفية حمل مريم عليها الصلاة والسلام قول آخر عن أبي بن كعب رضي الله عنه .

785- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني محمد بن علي الشيباني بالكوفة ، أَخْبَرَنَا أحمد بن حازم الغفاري ، حَدَّثَنَا عبيد الله بن موسى ، أَخْبَرَنَا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب ، رضي الله عنه ، قال : كان روح عيسى ابن مريم عليهما الصلاة والسلام من تلك الأرواح التي أخذ الله عليها الميثاق في زمن آدم عليه الصلاة والسلام ، فأرسله إلى مريم في صورة بشر {فتمثل لها بشرا سويا} ، تلا إلى قوله : {فحملته} قال : حملت الذي خاطبها ، وهو روح عيسى ، قال : فدخل من فيها

باب ما روي في الرحم أنها قامت فأخذت بحقو الرحمن
786- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ ، أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُنِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُبَابِ سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ ، قَامَتِ الرَّحِمُ فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ ، فَقَالَ : مَهْ ، فَقَالَتْ : هَذَا مَكَانُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ قَالَ : نَعَمْ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ؟ قَالَتْ : بَلَى ، قَالَ : فَذَلِكَ لَكِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ

فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمْزَةَ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ قُتَيْبَةَ عَنْ حَاتِمٍ ، وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ ، فَقَالَ : فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ وَمَعْنَاهُ عِنْدَ أَهْلِ النَّظَرِ : أَنَّهَا اسْتَجَارَتْ وَاعْتَصَمَتْ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، كَمَا تَقُولُ الْعَرَبُ : تَعَلَّقْتُ بِظِلِّ جَنَاحِهِ أَيِ : اعْتَصَمْتُ بِهِ وَقِيلَ : الْحَقْوُ الإِزَارُ ، وَإِزَارُهُ عِزَّةٌ ، بِمَعْنَى أَنَّهُ مَوْصُوفٌ بِالْعِزِّ ، فَلاذَتِ الرَّحِمُ بِعِزِّهِ مِنَ الْقَطِيعَةِ وَعَاذَتْ بِهِ
وَقَدْ رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ : مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ
787- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ ، فَذَكَرَهُ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ أَنْ يَكُونَ هَذَا مُرَادَهُ بِالْخَبَرِ الأَوَّلِ
788- وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ ، حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ الرَّحَبِيُّ ، عَنْ أَبِي

الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الصَّنْعَانِيِّ ، عَنْ ثَوْبَانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ثَلاثٌ مُعَلَّقَاتٌ بِالْعَرْشِ : الرَّحِمُ تَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي بِكَ فَلا أُقْطَعُ ، وَالأَمَانَةُ تَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي بِكَ فَلا أُخْتَانُ ، وَالنِّعْمَةُ تَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي بِكَ فَلا أُكْفَرُ
789- وَأَمَّا مَا أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ اللهِ ، وَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ لَفْظُ حَدِيثِ الصَّاغَانِيِّ وَفِي رِوَايَةِ الدَّارِمِيِّ : الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، وَرَوَاهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ : الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ وَكَذَلِكَ رُوِيَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَغَيْرِهِ وَإِنَّمَا أَرَادَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، أَنَّ اسْمَ الرَّحِمَ شُعْبَةٌ مَأْخُوذَةٌ مِنْ تَسْمِيَةِ الرَّحْمَنِ
790- وَذَلِكَ بَيِّنٌ فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ ، ثنا

أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، أَنَّ أَبَا الرَّدَّادِ اللَّيْثِيَّ ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا الرَّحْمَنُ ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنَ اسْمِي ، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ كَذَا قَالَ الرَّمَادِيُّ ، وَجَمَاعَةٌ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّ أَبَا الرَّدَّادِ اللَّيْثِيَّ أَخْبَرَهُ وَكَذَلِكَ قَالَهُ جَمَاعَةٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ

باب ما روي في الإظلال بظله يوم لا ظل إلا ظله
791- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ نَظِيفٍ الْمِصْرِيُّ ، بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمَوْتِ ، إِمْلاءً ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَوْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ : إِمَامٌ عَادِلٌ ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ حَسَبٍ وَجَمَالٍ ، فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمُ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ كَانَ قَلْبُهُ مُعَلَّقًا بِالْمَسْجِدِ إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهِ ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا فِي اللهِ تَعَالَى اجْتَمَعَا عَلَى ذَلِكَ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ".
وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ

بْنِ عُمَرَ ، عَنْ خُبَيْبٍ وَمَعْنَاهُ عِنْدَ أَهْلِ النَّظَرِ إِدْخَالُهُ إِيَّاهُمْ فِي رَحْمَتِهِ وَرِعَايَتِهِ ، كَمَا يُقَالُ أَسْبَلَ الأَمِيرُ ، أَوِ الْوَزِيرُ ظِلَّهُ عَلَى فُلانٍ بِمَعْنَى الرِّعَايَةِ وَقَدْ قِيلَ : الْمُرَادُ بِالْخَبَرِ ظِلُّ الْعَرْشِ ، وَإِنَّمَا الإِضَافةُ إِلَى اللهِ تَعَالَى وَقَعَتْ عَلَى مَعْنَى الْمِلْكِ
792- واحتج من قال ذلك بما أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أَخْبَرَنَا إسماعيل الصفار ، حَدَّثَنَا أحمد بن منصور ، حَدَّثَنَا عبد الرزاق ، أَخْبَرَنَا معمر ، عن قتادة ، قال : إن سلمان قال : التاجر الصدوق مع السبعة في ظل عرش الله تعالى يوم القيامة ... ثم ذكر السبعة المذكورين في الخبر المرفوع ، وروي لفظ العرش في الحديث المرفوع
793- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ ، بِنَيْسَابُورَ ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ، بِهَمَذَانَ ، وَأَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَدْلُ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اللَّيْثِ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ : رَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسَاجِدِ ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ ، فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا فِي اللهِ ، وَرَجُلٌ غَضَّ عَيْنَيْهِ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ تَعَالَى ، وَعَيْنٌ حَرَسَتْ فِي سَبِيلِ اللهِ ،
وَعَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ ، عَنْ خُبَيْبٍ ، وَرُوِيَ أَيْضًا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

باب ذكر الحديث المنكر الموضوع على حماد بن سلمة عن أبي المهزم في إجراء الفرس
794- أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ الثَّلْجِيُّ ، وَكَانَ يَضَعُ أَحَادِيثَ فِي التَّشْبِيهِ نَسَبَهَا إِلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ لِيَثْلِبَهُمْ بِهَا ، رُوِيَ عَنْ حَبَّانَ بْنِ هِلالٍ ، وَحَبَّانُ ثقة ، عَنْ حَمَّادِ
بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْفَرَسَ فَأَجْرَاهَا فَعَرَقَتْ ، ثُمَّ خَلَقَ نَفَسَهُ مِنْهَا مَعَ أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ وَضَعَهَا مِنْ هَذَا النَّحْوِ تَعَصُّبًا لِيَثْلِبَ أَهْلَ الأَثَرِ بِذَلِكَ
795- أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الأَشْيَبَ ، يَقُولُ : كَانَ ابْنُ الثَّلْجِيِّ ، يَقُولُ : مَنْ كَانَ الشَّافِعِيُّ ؟ وَيَقَعُ فِيهِ ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ هَذَا حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، فَقَالَ : رَحِمَ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ، يَعْنِي الشَّافِعِيَّ ، وَذَكَرَ عِلْمَهُ وَقَالَ : وَقَدْ رَجَعْتُ عَمَّا كُنْتُ أَقُولُ فِيهِ.
قُلْتُ : وَأَبُو الْمُهَزِّمِ ، وَإِنْ كَانَ مَتْرُوكًا ، فَلا يُحْتَمَلُ مِثْلُ هَذَا ، وَلا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ يَسْتَجِيزُ أَنْ يَرْوِيَ عَنْهُ مِثْلَ هَذَا ، فَإِنَّمَا الْحَمْلُ مِنْهُ عَلَى مَنْ دُونَ حَبَّانَ بْنِ هِلالٍ كَمَا قَالَهُ ابْنُ عَدِيٍّ ، ثُمَّ حَالِ أَبِي الْمُهَزِّمِ وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ سُفْيَانَ الْبَصْرِيُّ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ
796- كَمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرُو بْنُ السَّمَّاكِ ، حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ ، سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ شُعْبَةَ عَنْ حَدِيثٍ لأَبِي الْمُهَزِّمِ ، فَقَالَ شُعْبَةُ : أَبُو الْمُهَزِّمِ رَأَيْتُهُ مَطْرُوحًا فِي مَسْجِدِ ثَابِتٍ ، وَلَوْ أَعْطَاهُ إِنْسَانٌ فِلْسَيْنِ ، أَوْ قَالَ دِرْهَمَيْنِ ، حَدَّثَهُ سَبْعِينَ حَدِيثًا
797- وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ مَعِينٍ ، قَالَ : أَبُو الْمُهَزِّمِ يَزِيدُ بْنُ سُفْيَانَ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ قَالَ : وَسَمِعْتُ ابْنَ حَمَّادٍ ، يَقُولُ : قَالَ الْبُخَارِيُّ : تَرَكَهُ شُعْبَةُ ، يَعْنِي أَبَا الْمُهَزِّمِ قَالَ أَبُو أَحْمَدَ : وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ : يَزِيدُ بْنُ سُفْيَانَ أَبَوِ الْمُهَزِّمِ بَصْرِيٌ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ ، قُلْتُ : وَكَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ لا يَرْوِي مِنْ حَدِيثِهِ شَيْئًا

جماع أبواب إثبات صفات الفعل قال الله عز وجل : {الله خالق كل شيء}.
وقال تعالى : {وخلق كل شيء فقدره تقديرا}.
وقال جَلَّ وعلا : {فعال لما يريد}.
وقال تبارك وتعالى : {إن الله يفعل ما يريد} إلى سائر ما ورد في كتاب الله تعالى من الآيات التي تدل على أن مصدر ما سوى الله من الله ، على معنى أنه هو الذي أبدعه واخترعه ، لا إله غيره ، ولا خالق سواه .

باب بدء الخلق قال الله عز وجل : {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده} .
798- أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلالٍ الْبَزَّازُ ، حَدَّثَنَا فَتْحُ بْنُ نُوحٍ أَبُو نَصْرٍ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الْفَقِيهُ ، إِمْلاءً ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، قَالا : أنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ ، وَابْنُ لَهِيعَةَ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلانِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : قَدَّرَ اللَّهُ الْمَقَادِيرَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ ، عَنِ الْمُقْرِئِ ، عَنْ حَيْوَةَ وَحْدَهُ

799- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخَوَّاصُ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّجِيبِيُّ ، بِمِصْرَ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ ، قَالا : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو هَانِئٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَرَغَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْمَقَادِيرِ وَأُمُورِ الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ بِخَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ التَّمِيمِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ وَقَوْلُهُ : فَرَغَ : أَيْ يُرِيدُ بِهِ تَمَامَ خَلْقِ الْمَقَادِيرِ ، لا أَنَّهُ كَانَ مَشْغُولا بِهِ فَفَرَغَ مِنْهُ ، لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لا يَشْغَلُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ ، فَإِنَّمَا أَمَرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وَرَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ أَبِي هَانِئٍ ، فَقَالَ : كَتَبَ ، وَزَادَ أَيْضًا مَا زَادَ مِنْ قَوْلِهِ : وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ
800- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :

أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ ثُمَّ دَخَلْتُ ، فَأَتَاهُ نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، فَقَالَ : اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ قَالُوا : قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا ، فَجَاءَهُ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنٍ ، فَقَالَ : اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلُوهَا إِخْوَانُكُمْ بَنُو تَمِيمٍ قَالُوا : قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، أَتَيْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الأَمْرِ كَيْفَ كَانَ ؟ قَالَ : كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرَهُ ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ، ثُمَّ كَتَبَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَالَ : ثُمَّ أَتَانِي رَجُلٌ ، فَقَالَ : أَدْرِكْ نَاقَتَكَ فَقَدْ ذَهَبَتْ فَخَرَجْتُ فَوَجَدْتُهَا يَنْقَطِعُ دُونَهَا السَّرَابُ ، وَايْمُ اللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ حَدِيثِ الأَعْمَشِ وَقَوْلُهُ : كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرَهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرَهُ عَلَى الْمَاءِ وَلا الْعَرْشِ وَلا غَيْرِهُمَا ، فَجَمِيعُ ذَلِكَ غَيْرُ اللهِ تَعَالَى وَقَوْلُهُ : كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ يَعْنِي : ثُمَّ خَلَقَ الْمَاءَ وَخَلَقَ الْعَرْشَ عَلَى الْمَاءِ ، ثُمَّ كَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ ، كَمَا رُوِّينَا فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَذَلِكَ بَيِّنٌ فِي حَدِيثِ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ
801- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ يَعْنِي الْعُقَيْلِيَّ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ أَنْ يُسْأَلَ ، فَإِذَا سَأَلَهُ أَبُو رَزِينٍ أَعْجَبَهُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ

السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ ، وَمَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ عَلَى الْمَاءِ هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ ، وَيُقَالُ : ابْنُ عُدُسٍ ، وَلا نَعْلَمُ لِوَكِيعِ بْنُ عُدُسٍ هَذَا رَاوِيًا غَيْرَ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، وَوَجَدْتُهُ فِي كِتَابِي فِي عَمَاءٍ مُقَيْدًا بِالْمَدِّ ، فَإِنْ كَانَ فِي الأَصْلِ مَمْدُودًا فَمَعْنَاهُ سَحَابٌ رَقِيقٌ وَيُرِيدُ بِقَوْلِهِ فِي عَمَاءٍ أَيْ : فَوْقَ سَحَابٍ مُدْبِرًا لَهُ وَعَالِيًا عَلَيْهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ، يَعْنِي : مَنْ فَوْقَ السَّمَاءِ وَقَالَ : وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ يَعْنِي : عَلَى جُذُوعِهَا وَقَوْلُهُ : مَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ أَيْ مَا فَوْقَ السَّحَابِ هَوَاءٌ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : وَمَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ أَيْ : مَا تَحْتَ السَّحَابِ هَوَاءٌ ، وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْعَمَى مَقْصُورًا ، وَالْعَمَى إِذَا كَانَ مَقْصُورًا ، فَمَعْنَاهُ : لا شَيْءَ ثَابِتٌ ، لأَنَّهُ مِمَّا يُعْمَى عَلَى الْخَلْقِ لِكَوْنِهِ غَيْرَ شَيْءٍ ، وَكَأَنَّهُ قَالَ فِي جَوَابِهِ : كَانَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرَهُ كَمَا قَالَ فِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، ثُمَّ قَالَ فَمَا فَوْقَهُ وَلا تَحْتَهُ هَوَاءٌ أَيْ : لَيْسَ فَوْقَ الْعَمَى الَّذِي لا شَيْءَ مَوْجُودٌ هَوَاءٌ ، وَلا تَحْتَهُ هَوَاءٌ ، لأَنَّ ذَلِكَ إِذَا كَانَ غَيْرَ شَيْءٍ فَلَيْسَ يَثْبُتُ لَهُ هَوَاءٌ بِوَجْهٍ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْهَرَوِيُّ صَاحِبُ الْغَرِيبَيْنِ ، وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : مَعْنَاهُ أَيْنَ كَانَ عَرْشُ رَبِّنَا ؟ فَحُذِفَ اخْتِصَارًا ، كَقَوْلِهِ : وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ، أَيْ : أَهْلَ الْقَرْيَةِ ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ : وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ

802- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ، عَلَى أَيْ شَيْءٍ كَانَ الْمَاءُ ؟ قَالَ : عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ
803- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ

حَبِيبٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلْقَهُ اللَّهُ تَعَالَى الْقَلَمَ ، وَأَمَرَهُ فَكَتَبَ كُلَّ شَيْءٍ يَكُونُ وَيُرْوَى ذَلِكَ أَيْضًا عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا وَإِنَّمَا أَرَادَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، أَوَّلَ شَيْءٍ خَلْقَهُ بَعْدَ خَلْقِ الْمَاءِ وَالرِّيحِ وَالْعَرْشِ الْقَلَمُ ، وَذَلِكَ بَيِّنٌ فِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ

وَفِي حَدِيثِ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، مَوْقُوفًا عَلَيْهِ : ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ فَدَحَا الأَرْضَ عَلَيْهَا
804- أَخْبَرَنَا أَبُو ذَرٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْمُزَكِّي ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَبْسِيُّ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ شَيْءٍ الْقَلَمُ ، فَقَالَ : اكْتُبْ فَقَالَ : يَا رَبِّ ، وَمَا أَكْتُبُ ؟ قَالَ : اكْتُبِ الْقَدَرَ فَجَرَى بِمَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ قَالَ : ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ فَدَحَا الأَرْضَ عَلَيْهَا فَارْتَفَعَ بُخَارُ الْمَاءِ فَفَتَقَ مِنْهُ السَّمَاوَاتِ ، وَاضْطَرَبَ النُّونُ فَمَادَتِ الأَرْضُ فَأُثْبِتَتْ بِالْجِبَالِ ، وَإِنَّ الْجِبَالَ لَتَفْخَرُ عَلَى الأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

805- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : حَدَّثَنَا أبو العباس هو الأصم ، حَدَّثَنَا الصاغاني ، أَخْبَرَنَا الحسن بن موسى ، أَخْبَرَنَا أبو هلال محمد بن سليم ، حَدَّثَنَا حيان الأعرج ، قال : كتب يزيد بن أبي مسلم إلى جابر بن زيد يسأله عن بدء الخلق ، قال : العرش و الماء والقلم ، والله أعلم أي ذلك بدأ قبل
806- وأخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أَخْبَرَنَا أبو منصور النضروي ، حَدَّثَنَا أحمد بن نجدة ، حَدَّثَنَا سعيد بن منصور ، حَدَّثَنَا أبو عوانة ، عن أبي بشر ، عن مجاهد ، قال : بدء الخلق العرش

والماء والهواء ، وخلقت الأرضون من الماء . وقال : بدأ الخلق يوم الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس ، وجمع الخلق يوم الجمعة ، وتهودت اليهود يوم السبت ، ويوم من الستة الأيام كألف سنة مما تعدون
807- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أَخْبَرَنَا أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الصفار ، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن نصر ، حَدَّثَنَا عمرو بن حماد بن طلحة ، حَدَّثَنَا أسباط ، عن السدي ، عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، وعن مرة الهمداني ، عن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل : {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات} ، قال : إن الله تبارك وتعالى كان عرشه على الماء ، ولم يخلق شيئا قبل الماء ، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع فوق الماء ، فسما عليه فسماه سماء ، ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة ، ثم فتقها فجعلها سبع أرضين في يومين : في الأحد والإثنين ، فخلق الأرض على الحوت والحوت هو النون الذي ذكره الله تعالى في القرآن يقول : {ن والقلم} والحوت في الماء ، والماء على صفاة} ، والصفاة على ظهر ملك ، والملك على الصخرة ، والصخرة في الريح وهي الصخرة التي ذكرها لقمان ليست في السماء ولا في الأرض ، فتحرك الحوت فاضطرب فتزلزلت الأرض فأرسل عليها الجبال فقرت.

فالجبال تفخر على الأرض وذلك قوله تعالى : {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} وخلق الجبال فيها ، وأقوات أهلها وشجرها وما ينبغي لها في يومين في الثلاثاء والأربعاء ، وذلك حين يقول : {أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها} يقول : أنبت شجرها} {وقدر فيها أقواتها} يقول : أقواتها لأهلها} {في أربعة أيام سواء للسائلين} يقول : من سأل فهكذا الأمر} {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} وكان ذلك الدخان من تنفس الماء حين تنفس فجعلها سماء واحدة ، ثم فتقها فجعلها سبع سماوات في يومين في الخميس والجمعة ، وإنما سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق السماوات والأرض : {وأوحى في كل سماء أمرها} ، قال : خلق في كل سماء خلقا من الملائكة ، والخلق الذي فيها من البحار وجبال البر ، وما لا يعلم ، ثم زين السماء الدنيا بالكواكب ، فجعلها زينة وحفظا يحفظ من الشياطين ، فلما فرغ من خلق ما أحب استوى على العرش فذلك حين يقول : {خلق السماوات والأرض في ستة أيام} يقول : {كانتا رتقا ففتقناهما} . وذكر القصة في خلق آدم عليه السلام ، وقد مضى ذكره في باب الروح
808- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي وَقَرَّتْ عَيْنِي ، فَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ مِنَ الْمَاءِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
809- أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد ، أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان ، حدثني يوسف بن عدي . وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي ببغداد ، حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن أحمد النيسابوري ، حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم البوشنجي ، حَدَّثَنَا أبو يعقوب

يوسف بن عدي ، حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، قال سعيد : جاءه رجل ، فقال : يا أبا عباس ، إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي ، فقد وقع} ذلك في صدري . فقال ابن عباس : أتكذيب ؟ فقال الرجل : ما هو بتكذيب ولكن اختلاف . قال : فهلم ما وقع في نفسك . قال له الرجل : أسمع الله تعالى يقول : {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون}.
وقال في آية أخرى : {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون}.
وقال في آية أخرى : {ولا يكتمون الله حديثا}.
وقال في آية أخرى : {والله ربنا ما كنا مشركين} فقد كتموا في هذه الآية . وقال في قوله : {أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها ، رفع سمكها فسواها ، وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها} فذكر في هذه الآية خلق السماء قبل خلق الأرض ، ثم قال في الآية الأخرى : {أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين} فذكر في هذه الآية خلق الأرض قبل السماء.
وقوله : {وكان الله غفورا رحيما}

{وكان الله عزيزا حكيما} {وكان الله سميعا بصيرا} وكأنه كان ثم مضى ، وفي رواية الخوارزمي ثم تقضى . فقال ابن عباس رضي الله عنهما : هات ما وقع في نفسك من هذا . فقال السائل : إذا أنت أنبأتني بهذا فحسبي . قال ابن عباس رضي الله عنهما : قوله تعالى : {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} فهذه في النفخة الأولى ، ينفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ، ثم إذا كان في النفخة الأخرى قاموا فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون.
وأما قوله : {والله ربنا ما كنا مشركين}.
وقوله : {ولا يكتمون الله حديثا} فإن الله تبارك وتعالى يغفر يوم القيامة لأهل الإخلاص ذنوبهم ولا يتعاظم عليه ذنب أن يغفره ، ولا يغفر الشرك ، فلما رأى المشركون ذلك قالوا : إن ربنا يغفر الذنوب ولا يغفر الشرك ، فتعالوا نقول : إنا كنا أهل ذنوب ولم نكن مشركين . فقال الله تعالى : أما إذ كتمتم الشرك فاختموا على أفواههم ، فيختم على أفواههم فتنطق أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ، فعند ذلك عرف المشركون أن الله لا يكتم حديثا ، فذلك قوله تعالى : {يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا}.
وأما قوله : {أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها} فإنه خلق الأرض في يومين قبل خلق السماء ، ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين ، ثم نزل إلى الأرض فدحاها ، ودحوها أن أخرج منها الماء والمرعى وشق فيها الأنهار ، وجعل فيها السبل ، وخلق الجبال والرمال والآكام وما فيها في يومين آخرين فذلك قوله : {والأرض بعد ذلك دحاها} {11}.
وقوله : {أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين

وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين} فجعلت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام وجعلت السماوات في يومين.
وأما قوله : {وكان الله غفورا رحيما} {وكان الله عزيزا حكيما} {وكان الله سميعا بصيرا} فإن الله سمى نفسه ذلك ولم يجعله لأحد غيره . وفي رواية الخوارزمي رحمه الله : ولم ينحله} أحدا غيره ، فذلك قوله : {وكان الله} . أي : لم يزل كذلك . ثم قال ابن عباس رضي الله عنهما للرجل : احفظ عني ما حدثتك ، واعلم أن ما اختلف عليك من القرآن أشباه ما حدثتك ، فإن الله تعالى لم ينزل شيئا إلا قد أصاب به الذي أراد ، ولكن الناس لا يعلمون فلا يختلفن عليك القرآن فإن كلا من عند الله تبارك وتعالى . أخرجه البخاري في الترجمة ، فقال : وقال المنهال : فذكره : ثم قال في آخره : حدثنيه يوسف بن عدي . قلت : وبلغني عن مجاهد وغيره من أهل التفسير في قوله : {والأرض بعد ذلك دحاها} معناه : والأرض مع ذلك دحاها
810- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرَانَ الْعَدْلُ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْدَهَ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَخِيهِ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لا يُوَافِقُهَا أَحَدٌ يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ قَالَ : وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلامٍ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ابْتَدَأَ الْخَلْقَ فَخَلَقَ الأَرْضَ يَوْمَ الأَحَدِ وَيَوْمَ الاثْنَيْنِ ، وَخَلَقَ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الثَّلاثِ وَيَوْمَ الأَرْبَعَاءِ ، وَخَلَقَ الأَقْوَاتَ وَمَا فِي الأَرْضِ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى صَلاةِ الْعَصْرِ ، وَهِيَ مَا بَيْنَ صَلاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ ، عَنِ تَابَعَهُ وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

811- وأخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي المعروف الفقيه ، أَخْبَرَنَا أبو عمرو بن نجيد ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم ، حَدَّثَنَا أبو عاصم ، عن ابن أبي ذئب ، عن المقبري ، عن أبيه ، عن عبد الله بن سلام ، قال : خلق الله الأرض في يومين ، وقدر فيها أقواتها في يومين ثم استوى فخلق السماوات في يومين ، خلق الأرض في يوم الأحد ويوم الإثنين وقدر فيها أقواتها يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ، وخلق السماوات في يوم الخميس ويوم الجمعة ، وآخر ساعة في يوم الجمعة خلق الله آدم في عجل ، وهي التي تقوم فيها الساعة ، وما خلق الله من دابة إلا وهي تفزع من يوم الجمعة إلا الإنسان والشيطان
812- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي ، فَقَالَ : خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ ، وَخَلَقَ

فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الأَحَدِ ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ ، وَبَثَّ فِيهَا مِنَ الدَّوَابِّ يَوْمَ الْخَمِيسِ ، وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ آخِرَ الْخَلْقِ ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ هَذَا حَدِيثٌ قَدْ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ ، عَنْ سُرَيْجِ بْنِ يُونُسَ ، وَغَيْرِهِ ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَزَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ أَنَّهُ غَيْرُ مَحْفُوظٍ لِمُخَالَفَتِهِ مَا عَلَيْهِ أَهْلُ التَّفْسِيرِ وَأَهْلُ التَّوَارِيخِ.
وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ إِنَّمَا أَخَذَهُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ ، وَإِبْرَاهِيمُ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ

813- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو يَحْيَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ ، بِبُخَارَى ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ عَنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ فَقَالَ عَلِيُّ : هَذَا حَدِيثٌ مَدَنِيُّ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي قَالَ عَلِيُّ : وَشَبَّكَ بِيَدِي إِبْرَاهِيمُ بْنِ أَبِي يَحْيَى ، وَقَالَ لِي : شَبَّكَ بِيَدِي أَيُّوبُ بْنُ خَالِدٍ ، وَقَالَ لِي : شَبَّكَ بِيَدِي عَبْدُ اللهِ بْنُ رَافِعٍ ، وَقَالَ لِي شَبَّكَ بِيَدِي أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَقَالَ لِي : شَبَّكَ بِيَدِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ لِي : خَلَقَ اللَّهُ الأَرْضَ يَوْمَ السَّبْتِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ قَالَ عَلِيُّ بْنُ

الْمَدِينِيِّ : وَمَا أَرَى إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ أَخَذَ هَذَا إِلاَّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى قُلْتُ : وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبْذِيُّ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ ، إِلاَّ أَنَّ مُوسَى بْنَ عُبَيْدَةَ ضَعِيفٌ ، وَرُوِيَ عَنْ بَكْرِ بْنِ الشَّرُّودِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ ، وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
814- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حَدَّثَنَا محمد بن صالح بن هانئ ، وإبراهيم بن عصمة ، قالا : حَدَّثَنَا السري بن خزيمة ، حَدَّثَنَا محمد بن سعيد الأصبهاني ، حَدَّثَنَا يحيى بن يمان ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن ابن جريج ، عن سليمان الأحول ، عن طاووس ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما : {فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين} قال للسماء : أخرجي شمسك وقمرك ونجومك ، وقال للأرض : شققي أنهارك وأخرجي ثمارك . فقالتا : أتينا طائعين

815- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ ، عَنْ عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خُلِقَ آدَمُ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الأَرْضِ ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الأَرْضِ : مِنْهُمُ الأَحْمَرُ ، وَالأَسْوَدُ ، وَالأَبْيَضُ ، وَالسَّهْلُ ، وَالْحَزَنُ ، وَبَيْنَ ذَلِكَ ، وَالْخَبِيثُ ، وَالطِّيبُ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ ، عَنْ عَوْفٍ ، فَزَادَ فِيهِ : الأَسْمَرُ وَقَوْلُهُ : مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا يُرِيدُ بِهِ الْمَلَكَ الْمُوَكَّلَ بِهِ بِأَمْرِهِ وَقَدْ رَوِّينَا عَنِ السُّدِّيِّ بِأَسَانِيدِهِ أَنَّ الَّذِيَ قَبَضَهَا مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلامُ بِأَمْرِ اللهِ تَعَالَى
816- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أَخْبَرَنَا أبو عبد الله الصفار ، حَدَّثَنَا أحمد بن مهران ، حَدَّثَنَا أبو نعيم ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن نافع ، قال : سمعت الحسن بن مسلم ، يقول : سمعت سعيد بن جبير ، يحدث عن ابن عباس ، رضي الله عنهما قال : خلق الله تعالى آدم من أديم} الأرض كلها

فسمي آدم قال إبراهيم : فسمعت سعيد بن جبير يقول : سألت ابن عباس رضي الله عنهما فقال : خلق الله تعالى آدم فنسي فسمي الإنسان ، فقال عز وجل : {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما}
817- وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْحَرْبِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ أَدِيمِ الأَرْضِ فَسُمِّيَ آدَمَ ، أَلا تَرَى أَنَّ مِنَ وَلَدِهِ الأَبْيَضَ وَالأَسْوَدَ وَالطِّيبَ وَالْخَبِيثَ ، ثُمَّ عَهِدَ إِلَيْهِ فَنَسِيَ فَسُمِّيَ الإِنْسَانَ قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى أُهْبِطَ
818- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ الشَّرْقِيِّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، وَأَبُو الأَزْهَرِ ، وَحَمْدَانُ السُّلَمِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
خُلِقْتِ الْمَلائِكَةُ مِنْ نُورٍ ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ، وَخُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ
819- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُنَادِي ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَمَّا صَوَّرَ اللَّهُ تَعَالَى آدَمَ فِي الْجَنَّةِ تَرَكَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَتْرُكَهُ ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ فَيَنْظُرُ مَا هُوَ ، فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَرَفَ أَنَّهُ خُلِقَ أَجْوَفَ لا يَتَمَالَكُ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ
820- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أَخْبَرَنَا أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الصفار ، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن نصر ، حَدَّثَنَا عمرو بن حماد ، حَدَّثَنَا أسباط ، عن السدي ، عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة الهمداني ، عن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر القصة في خلق آدم عليه السلام ، ونفخ الروح فيه كما مضى في باب الروح . قال : وأسكن آدم الجنة فكان يمشي فيها وحشيا ليس له زوج يسكن إليها ، فنام نومة فاستيقظ ، وإذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله تعالى من ضلعه ، فسألها : ما أنت ؟ فقالت : امرأة . قال : ولم خلقت ؟ قالت : تسكن إلي=== 

في الصفجة الاتية

اقسام الكتاب

1 2 3 4 5 6

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق