اللهم

اللهم اشفني شفاءا لا يغادر سقما واعفو عني وعافني وارحمني رحمة واسعة مباركة طيبة واكفني همي كله وفرج كربي كله واكشف البأساء والضراء عني واعتقني من كل سوء في الدارين يا ربي

الاثنين، 2 يوليو 2018

تأويلات النووي الحافظ


قلت المدون لقد دأب النووي علي تأويل كل نصوص الزجر في السنة النبوية المطهرة تأويلا أخلي النص من جوهره وضاعت بتأويلاته مدلولات تلك النصوص فهو هنا في نص الحديث (من حمل علينا السلاح فليس منا) يصحح الحديث بالإسناد فيقول النووي: صحيح مروي من طرق وقد ذكرها مسلم - رحمه الله - بعد هذا . {قلت المدون قال النووي: ومعناه عند أهل العلم أنه  ليس ممن اهتدى بهدينا واقتدى بعلمنا وعملنا وحسن طريقتنا، كما يقول الرجل لولده إذا لم يرض فعله : لست مني ، وهكذا القول في كل الأحاديث الواردة بنحو هذا القول ، كقوله - صلى الله عليه وسلم (من غش فليس منا) وأشباهه انتهي قول النووي {قلت المدون : هذا نص تأويله بالحرف في شرحه لصحيح مسلم قلت المدون وأنا لا أتحامل عليه ولا أتهمه لكنه في طريق تأويلاته للنصوص دأب علي هذه الخصلة بشكل صار مميزا له في كل أموره والحقيقة أنني لم أكن أريد أن أتعرض لتأويلات النووي الزاعقة لولا أن إسم الموقع كـ قانون الحق الإلهي يفرض علينا أن ننهج نهج النقض للتأويلات التي ضيَّعت النصوص ورمت بها في أودية التحريف من قمم تلالها العالية لتهوي صريعة نحو نهايتها في قيعان التحريف لولا لطف الله- فهو يلجأ لهذا المصطلح دائما {ومعناه عند أهل العلم أنه} عندما يبدأ التأويل الذي ينوي به تحريف النص وقلب دلالته من السلب إلي الإيجاب أو من الإيجاب إلي السلب ثم يحول بهذا التأويل التكليف من المعني المراد في قصد الله ورسوله إلي المعني المضاد لهذا القصد الإلهي وهو هنا يلجأ إلي عدة مناهج تسهل عليه انصياع القارئ في كل الأزمان بعده إلي التخلي الفج عن قصد الله ورسوله إلي قصده هو المتضمن فيما بعد هذا المصطلح: ومعناه عند أهل العلم أنه } ففي النص ببساطة يقول النبي صلي الله عليه وسلم( من حمل علينا السلاح فليس منا) فالنص النبوي يحتوي علي الإسناد ولاخلاف فهو أي النووي يصحح الإسناد بأحسن ما يكون التصحيح ويحتوي النص أيضا علي المدلول وهنا انتهج النووي التحريف النوعي للمدلول ثم دائما يرفق عبارة{وهكذا القول في كل الأحاديث الواردة بنحو هذا القول ، كقوله - صلى الله عليه وسلم}:من غش فليس منا " وأشباهه ) وذلك ليعمم كل قضايا السلب إلي قضايا إثبات والإيجاب إلي سلب حتي فيما لا نعرفه بعد.. ما دام يحتوي علي الخروج من الإيمان بمعصية ليضمن انسياب منهجه في التأويل التحريفي هذا في كل قضاياه الحاضرة والآتية
تحليل النص وتحليل تأويل النووي للنص: النص يحدد المعاني التالية المحصورة في محيط سور مدلولاتها :

1.المعني الأول من حمل علينا السلاح فليس منا هو بيان نبوي ساطع تحدد سوره اللفظي بنفي قاطع لكل من حمل من الناس والمسلمين علي المسلمين بكونه عند ذلك ليس من المسلمين وقوله{صلي الله عليه وسلم} ليس منا = ليس مسلما مثل المسلمين بقطع لا انحياز فيه ولا مجاملة، فنحن نقول محمدا ليس من الطلبة يعني تماما بأسوار اللفظ محمد شيئ آخر غير الطلبة والنفي هنا واقع علي  بذاته  وليس بصفاته

 تقدير السياق:(ليس محمدٌ من الطلبة) فمحمد اسم ليس... وليس هي من أخوات كان التي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر والكلام في النص علي أعيان وماهيات وليس علي مجازات أو مؤولات أو أعراض    ودائما كل الآيات التي تشتمل علي حقائق نحوية ومعينات لغوية لا يمكن صرفها إلي المجاز كما لا يمكن تحويل مدلولاتها  بالتأويلات
فالنفي أي نفي كون محمد من الطلبه  هو لمحمد ذاته وليس نفي صفاته يعني في المنطق أعراضه(أي ليس للصفات الناتجة عن ذاته هو أي جوهره) ....

 لكن النووي كلما جد نصٌ يشتمل علي نفي المستحق للذوات فيه(يعني للجواهر أو نفس المسلم) سارع وحول النفي عن الذات المستحقة  إلي العرض فينفي أعراضها ويبقي علي ذواتها دون نفي .. 

وأقصد بالذات  محمدا نفسه  وأقصد بأعراضه صفاته المنبثقة عنه  فالشمس ذات   والحرارة والضياء والظل والإشعاع النافع  أو الضار كل ذلك صفاتها يعني أعراضها ، لقد عزف النووي علي هذا الفرق عندما كان يريد أن يلجأ للتأويل المُحرف للنصوص فهو يستبدل الذوات بأعراضها ولا يخفي علي كل مقسط عادلٍ حريصٍ علي دين الله  أكثر من حرصه علي الإنتصار لبشر ولو كان النووي أقول لا يخفي خطورة ما فعله النووي وما فعله كل من انتهج نهجه ممن يؤولون النصوص هذا التأويل المنحرف مما يؤدي إلي  ضياع دين الله  بهذا التصرف قال تعالي:( أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين)
مصطلحات في المنطق
الجوهر هو :
تعريف الجوهر في اللغة :
جوهر الشيء حقيقته وذاته ، ومن الأحجار كل ما يستخرج منه شيء ينتفع به والنفيس الذي تتخذ منه الفصوص ونحوها و (في الفلسفة) ما قام بنفسه ويقابله العرض وهو ما يقوم بغيره واحدته جوهرة (ج) جواهر[1].
المسألة الثانية : تعريف الجوهر في الاصطلاح
الجوهر في اصطلاح الفلاسفة هو الموجود القائم بنفسه، وهو يرادف عندهم الذات والحقيقة والماهيّة.
والجوهر عند المتكلّمين هو: الموجود القائم بنفسه المتحيّز بالذات، ومعنى قيامه بنفسه هو أنه يصحّ وجوده في غير محلّ يقوم به. وبهذه القيود يخالف الأعراض، وهي التي لا يصحّ وجودها إلا قائمة في محلّ لأنه لا تحيّز لها إلا أن يكون تابعاً لتحيّز المحلّ الذي تقوم فيه ، وليس وجودها في نفسها إلا نفس وجودها في المحل الذي تقوم فيه.
وقد ورد في موسوعة مصطلحات علم الكلام الإسلامي للدكتور سميح دغيم تعريف بالآتي : معنى الجوهر أنه يحتمل الأعراض ، وهذا قول أبي الحسين الصالحي ، الذي قال : الجوهر هو ما احتمل الأعراض وقد يجوز عنده أن يوجد الجوهر ولا يخلق الله فيه عرضا ، ولا يكون محلا للأعراض إلا أنه محتمل لها[2].وللتنبيه فقد اختلفت عبارات المتكلمين في تعريفه:فقال بعضهم: الجوهر: هو المتحيز .[3]وزاد عليه بعضهم (بذاته) فقال: الجوهر: هو المتحيز بذاته[4] وقال آخر: الجوهر: هو الذي يوجد قائماً بذاته[5].وعرّفه الحكماء:الموجود لا في موضوع[6].وعرّفوه أيضاً:ما استغنى في وجوده عن الموضوع[7].وتعريفا الحكماء وكذلك التعريف الاخير للمتكلمين تعطينا معنى واحداً، وذلك لأن الوجود لا في موضوع هو الاستغناء في الوجود عن الموضوع، وكذلك أن يوجد قائماً بذاته يعني لا في موضوع.أما التعريف بالمتحيز فهو المختلف عنها.وقال الإمام الأشعري في تعريفه :واختلف الناس في الجوهر وفي معناه على أربعة أقاويل:1- فقالت النصارى: الجوهر هو القائم بذاته وكل قائم بذاته فجوهر وكل جوهر فقائم بذاته.2- وقال بعض المتفلسفة: الجوهر هو القائم بالذات القابل للمتضادات.3- وقال قائلون: الجوهر ما إذا وجد كان حاملاً للأعراض.وزعم صاحب هذا القول أن الجواهر جواهر بأنفسها وأنها تعلم جواهر قبل أن تكون.والقائل بهذا القول هو الجبائي.4- وقال الصالحي: الجوهر هو ما احتمل الأعراض وقد يجوز عنده أن يوجد الجوهر ولا يخلق الله فيه عرضاً ولا يكون محلاً للأعراض إلا أنه محتمل لها.[8]
[1] المعجم الوسيط ، مجمع اللغة العربية بالقاهرة : (إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار) ، دار الدعوة ، 1/149 .
[2] موسوعة مصطلحات علم الكلام الإسلامي ، الدكتور سميح دغيم
[3] النكت الاعتقادية 384.
[4] التحقيق التام 43.
[5] قواعد العقائد 439 .
[6] كشف المراد 100.
[7] بداية الحكمة 91.
[8] مقالات الإسلاميين  
----------------------
أما العرض فهو
تعريف العرض :
المسألة الأولى : تعريف العرض في اللغة :

قال الجوهري: عرض له أمر كذا يعرِض، أي ظهر وعرضت عليه أمر كذا وعرضت له الشيء، أي أظهرته له وبرزته إليه[1].
وجاء في المعجم الوسيط : الْعرَض مَا يطْرَأ وَيَزُول من مرض وَنَحْوه ومتاع الدُّنْيَا قل أَو كثر وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لتبتغوا عرض الْحَيَاة الدُّنْيَا} وَيُقَال جَاءَ هَذَا الرَّأْي عرضا بِلَا روية وعلقتها عرضا اعترضت لي فهويتها و (فِي علم الْمنطق) مَا قَامَ بِغَيْرِهِ (ضد الْجَوْهَر) كالبياض والطول وَالْقصر و (فِي الطِّبّ) مَا يحسه الْمَرِيض من الظَّوَاهِر الدَّالَّة على الْمَرَض (ج) أَعْرَاض[2] .
ومن الأمثلة على ذلك : الفرح بالنسبة للإنسان فهو عرض؛ لأنه لا ثبات له ، بل هو عارض يعرض ويزول ، وكذلك الغضب والرضا .
المسألة الثانية : تعريف العرض في الاصطلاح :
 
ذكر القاضي عبدالجبار أن الأعراض منها المدركات وهي سبعة أنواع : الألوان والطعوم والروائح والحرارة والبرودة والآلام والأصوات[3] ،

وعرّفه الرازي بأنه كل ماكان حالاًّ بالمتحيز ، وجعل من أنواعه الأكوان وهي الحركة والسكون والاجتماع والافتراق [4]، وأكثر المتكلمين على قول الرازي ، وعرفه الباقلاني بأنه هو الذي يعرض للجوهر ولا يصح بقاؤه وقتين . [5]

إذن فالذين عرّفوا الجوهر بأنه المتحيز، عرّفوا العرض بأنه الحال بالمتحيز. ومن عرف الجوهر بأنه المتحيز لذاته ، عرّف العرض بالمتحيز تبعاً لغيره.
 
ومن قال: إن الجوهر هو الذي يوجد قائماً بذاته ، قال: العرض: هو الذي لا يوجد قائماً بذاته.
والحكماء الذين عرفوا الجوهر: بأنه هو الموجود لا في موضوع، عرفوا العرض بالموجود في موضوع .
 
والآخرون الذين عرفوا الجوهر بما استغنى في وجوده عن الموضوع، عرفوا العرض بما افتقر في وجوده إلى موضوع
 
وورد في معجم مصطلحات علم الكلام الإسلامي :" العرض هو الذي يعرض في الجوهر ولا يصح بقاؤه وقتين ، يدل على ذلك قولهم " عرض لفلان عارض من مرض وصداع " إذا قرب زواله ، ولم يعتقد دوامه ، ومنه قوله عز وجل :" تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة " ( الأنفال :67 ) وقوله : " هذا عارض ممطرنا " (الأحقاف : 24 )، فكل شيء قرب عدمه وزواله موصوف بذلك ، وهذه صفة المعاني القائمة بالأجسام ، فوجب وصفها في قضيو العقل بأنها أعراض ."[6]
وورد فيه أيضا : "اعلم أن العرض في أصل اللغة هو ما يعرض في الوجود ولا يطول لبثه سواء كان جسما أو عرضا ، ولهذا يقال للسحاب عارض ... وأما في الاصطلاح فهو ما يعرض في الوجود ولا يجب لبثه كلبث الجواهر والأجسام ، احترازا عن الأعراض الباقية فإنها تبقى ، ولكن لا على حد بقاء الأجسام والجواهر لأنها تنتفي بأضدادها ، والجواهر والأجسام باقية ثابتة ."[7]وفيه أيضا : "العرض هو المعنى القائم بالجوهر كالألوان والطعوم والروائح والحياة والممات ، والعلوم والإرادات والقدر القائمة بالجواهر." [8] 
المسألة الثانية : هل تبقى الأعراض وقتين ؟
ذكر الأشعري رحمه الله أنه اختلف في بقاء الأعراض على أقوال كثيرة ، وقد قمنا بنقل تلك الأقوال من كتابه وهي :

1- قال قائلون: الأعراض كلها لا تبقى وقتين لأن الباقي إنما يكون باقياً بنفسه أو ببقاء فيه فلا يجوز أن تكون باقية بأنفسها لأن هذا يوجب بقاءها في حال حدوثها ولا يجوز أن تبقى ببقاء يحدث فيها لأنها لا تحتمل الأعراض
والقائل بهذا أحمد بن علي الشطوي وقال به أبو القاسم البلخي ومحمد بن عبد الله بن مملك الأصبهاني. وزعم هؤلاء أن الألوان والطعوم والأراييح والحياة والقدرة والعجز والموت والكلام والأصوات أعراض وأنها لا تبقى وقتين وهم يثبتون الأعراض كلها ويزعمون أنها لا تبقى زمانين.
2- وقال قائلون: إنه لا عرض إلا الحركات وإنه لا يجوز أن تبقى والقائل بهذا النظام.
3- وقال أبو الهذيل: الأعراض منها ما يبقى ومنها ما لا يبقى والحركات كلها لا تبقى والسكون منه ما يبقى ومنه ما لا يبقى وزعم أن سكون أهل الجنة سكون باق وكذلك أكوانهم وحركاتهم منقطعة متقضية لها آخر وكان يزعم أن الألوان تبقى وكذلك الطعوم والأراييح والحياة والقدرة تبقى ببقاء لا في مكان ويزعم أن البقاء هو قول الله -عز وجل- للشيء ابق وكذلك في بقاء الجسم وفي بقاء كل ما يبقى من الأعراض وكذلك كان يزعم أن الآلام تبقى وكذلك اللذات ، فآلام أهل النار باقية فيهم ولذات أهل الجنة باقية فيهم .
4- وكان محمد بن شبيب يزعم أن الحركات لا تبقى وكذلك السكون لا يبقى.
5- وكان محمد بن عبد الوهاب الجبائي يقول: الحركات كلها لا تبقى والسكون على ضربين: سكون الجماد وسكون الحيوان فسكون الحي المباشر الذي يفعله في نفسه لا يبقى وسكون الموات يبقى ، وكان يقول أن الألوان والطعوم والأراييح والحياة والقدرة والصحة تبقى ، ويقول ببقاء أعراض كثيرة ، وكان يقول أن كل ما فعله الحي في نفسه مباشراً من الأعراض فهو غير باق وكذلك يقول أن الباقي من الأعراض يبقى لا ببقاء وكذلك يقول في الأجسام أنها تبقى لا ببقاء وكذلك يجيز بقاء الكلام.
6- وقال قائلون في الحركة: إنها لا يجوز أن تبقى ولا يجوز أن تعاد.
7- وقال ضرار بن عمرو والحسين بن محمد النجار: أن الأعراض التي هي غير الأجسام يستحيل أن تبقى زمانين.
وكان ضرار والحسين النجار يقولان: البقاء للجسم الذي هو أبعاض منها كذا ومنها كذا.
وكان النجار ينكر بقاء الاستطاعة لأنها ليست بداخلة في جملة الجسم وهي غيره ويستحيل أن يكون في غيرها لأنه يستحيل لأن يبقى الشيء ببقاء في غيره.
8- وقال بشر بن المعتمر: السكون يبقى ولا يتقضى إلا بأن يخرج الساكن منه إلى حركة وكذلك السواد يبقى ولا يتقضى إلا بأن يخرج منه الأسود إلى ضده من بياض أو غيره وكذلك في سائر الأعراض على هذا الترتيب.[9]
المسألة الرابعة : هل تفنى الأعراض؟
قال الإمام الأشعري :
واختلفوا هل تفنى الأعراض أم لا؟
1- فقال قائلون: الأعراض كلها لا يقال أنها تفنى لأن ما جاز أن يفنى جاز أن يبقى.
2- وقال قائلون: هي تفنى بمعنى تعدم.
3- وقال قائلون: ما يجوز أن يبقى منها يجوز أن يفنى وما لا يجوز أن يفنى.[10]
المسألة الخامسة : العلة في تسمية المعاني أعراضا؟
قال الأشعري في مقالات الإسلاميين :
واختلفوا لم سميت المعاني القائمة بالأجسام أعراضا؟
1- فقال قائلون: سميت بذلك لأنها تعترض في الأجسام وتقوم بها وأنكر هؤلاء أن يوجد عرض لا في مكان أو يحدث عرض لا في جسم وهذا قول النظام وكثير من أهل النظر.
2- وقال قائلون: لم تسم الأعراض أعراضاً لأنها تعترض في الأجسام لأنه يجوز وجود أعراض لا في جسم وحوادث لا في مكان كالوقت والإرادة من الله - سبحانه - والبقاء والفناء وخلق الشيء الذي هو قول وإرادة من الله تعالى وهذا قول أبي الهذيل.
3- وقال قائلون: إنما سميت الأعراض أعراضاً لأنها لا لبث لها وإن هذه التسمية إنما أخذت من قول الله -عز وجل- : {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف: 24] فسموه عارضاً لأنه لا لبث له وقال: {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا} [الأنفال: 67] فسمى المال عرضاً لأنه إلى انقضاء وزوال.
4- وقال قائلون: سمي العرض عرضاً لأنه لا يقوم بنفسه وليس من جنس ما يقوم بنفسه.
5- وقال قائلون: سميت المعاني القائمة بالأجسام أعراضاً باصطلاح من اصطلح على ذلك من المتكلمين فلو منع هذه التسمية مانع لم نجد عليه حجة متن كتاب أو سنة أو إجماع من الأمة وأهل اللغة وهذا قول طوائف من أهل النظر منهم جعفر بن حرب.
6- وكان عبد الله بن كلاب يسمي المعاني القائمة بالأجسام أعراضاً ويسميها أشياء ويسميها صفات.[11]
---------------------------
[1] ينظر : الصحاح : تاج اللغة وصحاح العربية ، أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي ، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار ، دار العلم للملايين ، ط 4 ، بيروت – لبنان ، 1987 م ، 3/1082 .
[2] المعجم الوسيط ، 2/594 .
[3] شرح الأصول الخمسة ، القاضي عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمذاني الأسد أبادي، أبو الحسين المعتزلي (المتوفى: 415هـ)، دار المصطفى - شبرا- القاهرة ، 92 .
[4] ينظر : معالم أصول الدين ، بو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري ،تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد ، دار الكتاب العربي ، لبنان ، 34 .
[5] ينظر : تمهيد الأوائل في تلخيص الدلائل ، القاضي أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم الباقلاني المالكي ، تحقيق: عماد الدين أحمد حيدر ، مؤسسة الكتب الثقافية ، ط 1 ، لبنان ، 1987م ، 38 .
[6] موسوعة مصطلحات علم الكلام الإسلامي ، الدكتور سميح دغيم ، 1 / 783 .
[7] نفسه ، 1 / 783 .
[8] نفسه ، 1 / 783 .
[9] مقالات الإسلاميين ، الأشعري ، 2/ 267 – 268 .
[10] نفسه ، 2/ 269 .
[11] مقالات الإسلاميين ، الأشعري ، 2/ 275 .
---------------------


اليوم آن لنا أن نشهد شهادة الحق التي سيحاسبنا بها الله تعالي يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا عالم ولا فقيه ولا شيء إلا ما يرضاه الله رب العالمين من تكليف بما أنزله في الكتاب المبين أو كحكمة علمها الله لنبيه الأمين وكلفه بإبلاغها للناس ولم يكلفنا قدر هذا التكليف ولو بذرة بأن يقوم أحد من البشر كبيرا أو صغيرا بالتشريع لنا دونه سبحانه ورسوله بل بالحجة البالغة التي تتطال نهايتها أول البشر كما تطال نهايتها آخر البشر قال تعالي قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين وقال جل شأنه قل إنما أنذركم بالوحي ولم يقل بفلان من البشر أو علّان وحين تكون الحجة  يكون وقار الكلام فلن يسعفنا يوم القيامة بشر من الناس مهما كان قدره حين ينظر أحدنا وهو بين يدي الله الواحد الديان فلا يجد الا ما قدم وينظر أيمن منه فلا يجد إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يجد إلا ما قدم  وينظر وراءه فلا يجد إلا النار..... ولن يسعف أحدنا إلا الحجة البالغة التي بيَّنها ربنا في كتاب حين قال سبحانه(قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين) وحين قال سبحانه محددنا كل نُذُرنا يوم القيامة الذي أنزلها لنا في الدنيا حين قال تعالي (قل إنما أنذركم بالوحي فلن ينذرنا ربنا ببشر من يكون غير محمد صلي الله عليه وسلم) -لكننا آن لنا أن نقر لصاحب الاجتهاد جهده دون انكار منتظرين منه الخطأ قبل الصواب 
** كما يجب نعلم أننا كلنا بعد محمد النبي .. بشر نخطأ ونصيب مدفوعين بقدر ما نملك من تقوي مع تفاوت مقاديرها بيننا كبشر تتفاوت بها نتائج اجتهاداتنا في دين الله فمنا المخطأ ومنا المصيب غير أنني أردت أن أهمس في أذن كلٍ منا ... ألم يأن لنا أن نتجرد لدين الله الواحد وأن نُقدر لصاحب الاجتهاد اجتهاده دون أن نميل علي الله ورسوله وأن نقول لكل مجتهد مخطأ أحسنت فلك علي اجتهادك أجر من الله ولكل مجتهد مصيب أحسنت فلك علي اجتهادك أجران من الله وميزان أحكامنا هو النص القراني والحديث الصحيح النبوي ... وهل آن لنا اليوم أن نتجرد لله رب العالمين فننتفض عن كل باطل وننتصر لكل حق بغض النظر عن أعيان من جاؤا بالباطل أو بالحق مهما علا نجمهم فنجم الحق أعلي ومهما تسامت هيئاتهم فسمة الحق أعلي ...انتفاضة تميزها شدة الغيرة علي حق الله ورسوله بأعلي من انتصارنا لبشر لمجرد هيئته أو مكانته ونحن ندين بالفضل للمجتهدين في دين الله من الخلائق لكن دَيْنَنَا بالفضل لحق الله ورسوله أعلي وأمكن كما ندين لكل حافظ متقن صادق عدل وصل إلينا عن طريقه نور الله تعالي لكن لا يبرر هذا أن نجعله متساويا مع الله ورسوله في حق التشريع بأن نضع قوله ورأيه في صفٍ واحد مع الله ورسوله في درب التشريع كذا وكذا إن الله تعالي حذرنا من الشرك كله  وأخصه الشرك في التشريع حين قال(أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ .) كما قال الله تعالي في سورة البقرة
وقال تعالي {إنما يأمركم بالسوء والفحشاء  وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون/169) لقد تعهد الشيطان حين كفر بربه أن يدفع الناس الي الشرك بالله دفعا حتي في التشريع أي (القول علي الله من أنفسهم مالم يعلموا) ثم يقول الناس بعدهم قال فلان وقال علَّان قال قتادة وقال عطاء وهكذا صفُّوا مع الله هؤلاء وأدخلوهم حرم التشريع الإلهي النبوي بالباطل وسنسوق نماذج من هذه التشريعات البشرية التي صارت تذكر في كل عبارة فقهية أو عقدية حتي مصائر الناس حين القبر أو في البعث أو علي الصراط أو يوم الحساب وما أدراك ما يوم الحساب حين يفر المرء ليس فقط من فلان أو تركان أو قتادة أو عطاء أو الحسن أو النووي أو...أي بشر بقدر ما يكون، قَال تَعَالَى : فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ  )


 
ونعرض اليوم  من أخطاء البشر جملة من تأويلاتهم التي زينوها ثم زينها الناس بعدهم حتي بلغت عنان السماء وما هي إلا اجتهادات بشرية هي أقرب إلي الباطل منها إلي الحق ثم أجاطوها بهالت التبجيل والتعظيم حتي ظن المسلمون أنها شرعا فاقتطعوا لها حيِّزا من محيط الله ورسوله التشريعي ودخلوا هم فيه وتعامل المسلمون مع المشرعين في دين الله علي أنهم ثلاثة 
1.الله جل وعلا حاشاه من شريك قال تعالي( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)  
 2.والنبي محمدا صلي الله عليه وسلم(الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون )
3.والعلماء الفقهاء الحاشرين أنفسهم في المحيط التشريع لله ورسوله وتماديي بالناس الباطل حتي صاروا لا يسألون عن حجتهم وصارت أعيانهم نفسها هي الحجة وتوهج فيهم دليل عبادتهم بقولهم: قال فلان وقال علّان وقال النووي وقال الخطابي وقال عطاء وقال الحسن وقال ابن عباس وقال مجاهد ...............وتحول التمسك بالحجة البالغة إلي التمسك بأقوال البشر تحت مظلة مسمي العلماء والفقهاء ...... حتي وصلوا إلي حذف أسماء أعيانهم واكتفوا بقولهم ...قال أهل العلم –وشاع هذا القول في لسان كبارهم كالنووي نفسه وغيره وستجد هذه العبارة امتلأت بها كتب الخلاف الفقهي والعقدي بينهم  ونستعرض مستعينين بالله جزءا من هذه التشريعات البشرية التي لا أقول فقط ما أنزل الله بها من سلطان لكنني أقول ايضا لقد جاؤا بعكسها علي الدوام فمثلا يقول النبي صلي الله عليه وسلم {والله لا يؤمن ثلاثا قالوا من يا رسول الله قال الذي لا يأمن جاره بوائقه} حيث نفي النبي عنه بذاته الايمان وأثبتوه هم فقالوا هو مؤمن ...لكن غير مكتمل الايمان يعني {{{قالوا والله هو مؤمن ثلاثا ...ايمانا ليس كاملا ... قالوا من يا يا أيها أيها المتأولين قالوا الذي لا يأمن جاره بوائقه}}}   وساروا علي هذا الدرب يثبتون للناس ما نفاه عنهم رسول الله  صلي الله عليه وسلم التأويلات التي سلكها النووي وأمثاله وكانت نقطة البداية لضياع دين الاسلام  
أما التأويلات التي ضيعت دين الله في ناظر المسلمين وأنظار الناس جميعا وما زالوا لايخجلون منها  فمنها قولهم:
1. كفر دون كفر 
2.كفر لا يخرج من الملة
3.الكفر كفران
4. الفسق فسقان 
5. الظلم ظلمان 
6. النفاق نفاقان.
7.مسلم كافر 
8.الإيمان إيمانان ناقص غير كامل وكامل
9.ومن كل خطيئة حطيئتان
10.الخلود خلودان.
11.الشرك شركان أكبر وأصغر
12.وما يستجد من مسميات سنعرضها ان شاء الله في حينه 
وسنضع روابط كل عنوان بجانب موضةعه ان شاء الله تعالي.
 ..........................
اضغط الرابط ضوابط الحكم علي المسلمين بالإسلام أو نقضه هنا
.........................
*لقد دفع هؤلاء العلماء ومتشككوا المسلمين في عقيدتهم ودينهم سوء فهمهم لغايات النصوص خاصة في تصوراتهم المخطئة بين النص النظري والتطبيق وحسبوا أن كل نص يكون علي حقيقته كما قصد الله وقصد رسوله يقربهم إلي عقدة زمانهم وبعبع عقائدهم المسمون بالخوارج فراحوا يحيطون أنفسهم بمحيط أمانهم خشية أن ينزلقوا فيما انزلق فيه الخوارج نلك الفئة المكفرة بالذنب والتي جعلها الله فتنة علومهم ولعنة زمانهم الممتدة إلي زماننا نحن ويعلم الله إلي متي ستظل هذه الفتنة ممتدة لتكون دافعا لتحريف نصوص الشرع من قبيل الحيطة حتي لا يكونوا مثل الخوارج أو المعتزلة أو تلك الفئات التي خرج منها الضلا وامتد حتي تقوم الساعة ،بئست الخوارج والمعتزلة وكل شيعهم وكل من وقع في شرْكهم وشراكهم فما جني المسلمون من ورائهم غير الخيبة والخسران وتمددت تلك الخيبة ووقعت في أهل السنة والجماعة بدافع عدم التشبه بهؤلاء المفتونين من شيع السابقين ومن وجد منهم بعد زمن النبوة النبع الصافي الذي لم يكن فيه خوارج أو معتزلة أو أهل سنة أو أشاعرة بئس كلهم لتفريقهم دينهم وقل منهم الناجي من شرك الاتحزب والتفرق والتأويل ، لقد نبهنا نحن المسلمين اليوم أن هناك علاقة بينية بين العبد والعبد يعني بين المسلم ومجتمعة والغلاقة الثانية هي بين العبد وربه وقلنا أن أصل العلاقة وأساسها هي ما بين العبد وربه وعليها نزلت علي الحقيقة كل نصوص الزجر ونفي الايمان المشروط بحتي يعني التوبة من المخالفة والرجوع عنها وأن كل نصوص الشرع لو أخذها الناس من غير تأويل لاستقامت لهم آخرتهم ولحرزوا أنفسهم من غضب الله وغضب رسوله فالله تعالي هو العليم الخبير السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير وهو مالك الملك ذو الجلال والإكرام لا يريد من عبده المؤمن إلا اتِّقائه والخوف منه وسرعة التوبة إليه وأنه قد يكون مسلم في ناظرة الناس وهو في منظور الحق مُراااء مشرك بالعجب والرياء والسمعة وفي ذلك أحاديث{اضغط رابط ضوابط الحكم علي المسلمين بالإسلام أو نقضه هنا}
منها

أما العلاقة الينية المحدودة هي التي قلب الناس مدلولها من محدودة إلي كبيرة ليس في كبرها ما يضارعها فقالوا لا تصدق عليها نصوص النفي الايماني لأن ذلك سيفتح بابا من التكفير لا طاقة لأمة محمد به وحسبوا أن نصوص الزجر هذه أنها نصوصا جعلت مسوغا للأحكام علي الناس بالتكفير فضلُّوا وخاب أكثرهم إذ تنازلوا عن كل الاسلام لهذه الجزئية وفتحوا أبواب الباطل لتعج وتلج بين المسلمين في ظاهر الحال  

 حتي ذهب أكثر أهل العلم كما يزعم القائلون بإباحة كل أنواع الرذائل بدعوي أنهم لا يكفرون بهذه الذنوب  حتي أن أكثرهم يعتقد أن كل من قال لا إله إلا الله هو المسلم وإن فعل المعاصي والذنوب وأصر عليها ومات مصرا عليها ونحن نقول لهم لا أنتم ولا كل الفرق المفتونة في دين الله إلا مبطلين وأن الله الذي خلق الأرض ووضعها للأنام والسماء رفعها ووضع الميزان قد أفاض علي المسلمين من حياة السعة في الدنيا ما جعلهم يقبلون المنافقين وهم أهل كفر شنع الله تعالي بكفرهم وحكم علي جزء منهم بالكفر حتي أنهم سيموتون عليه كعبد الله بن أبي بن سلول لكن منع المسلمين من أن يعاملوهم بهذه الأحكام الصريحة جدا بكفرهم لأن ميزان الظاهر من الدنيا يختلف عن ميزان الغائب من الآخرة وأمثلة ذلك 

اضغط الرابط ضوابط الحكم علي المسلمين بالإسلام أو نقضه هنا

1.[ تخريج ] [ شواهد ] [ أطراف ] [ الأسانيد ]
رقم الحديث: 166
(حديث مرفوع) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حميد جميعا ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، قَالَ ابْنُ رَافِعٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا ، فَقَالَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ يُدْعَى بِالإِسْلَامِ : هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّار ، فَلَمَّا حَضَرْنَا الْقِتَالَ ، قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتَالًا شَدِيدًا ، فَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الرَّجُلُ الَّذِي قُلْتَ لَهُ آنِفًا : إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَإِنَّهُ قَاتَلَ الْيَوْمَ قِتَالًا شَدِيدًا ، وَقَدْ مَاتَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِلَى النَّارِ ، فَكَادَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَرْتَابَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ ، إِذْ قِيلَ إِنَّهُ : لَمْ يَمُتْ ، وَلَكِنَّ بِهِ جِرَاحًا شَدِيدًا ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى الْجِرَاحِ ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ ، فَقَالَ : " اللَّهُ أَكْبَرُ ، أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَنَادَى فِي النَّاسِ ، أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ ، وَأَنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ " .



2.5892 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : شهدنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حنينا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل ممن معه يدعي الإسلام : ( هذا من أهل النار ) فلما حضر القتال قاتل الرجل من أشد القتال ، وكثرت به الجراح ، فجاء رجل فقال : يا رسول الله ! أرأيت الذي تحدث أنه من أهل النار ، قد قاتل في سبيل الله من أشد القتال فكثرت به الجراح فقال : ( أما إنه من أهل النار ) فكاد بعض الناس يرتاب ، فبينما هو على ذلك إذ وجد .

الرجل ألم الجراح ، فأهوى بيده إلى كنانته ، فانتزع سهما فانتحر بها ، فاشتد رجال من المسلمين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : يا رسول الله ! صدق الله حديثك ، قد انتحر فلان وقتل نفسه . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله ، يا بلال قم فأذن : لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ) رواه البخاري .



3.فإن قول الله تعالى:وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ [التوبة:84]. قد نزل بشأن قصة عبد الله بن أبي بن سلول.

روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه، ثم سأله أن يصلي عليه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما خيرني الله فقال:اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ [التوبة:80]. وسأزيده على السبعين، قال: إنه منافق. قال فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل هذه الآية:وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ [التوبة:84].
والله أعلم. 4. ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ( 84 )/سورة التوبة

5.باب قوله ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره

4395 حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه قميصه وأمره أن يكفنه فيه ثم قام يصلي عليه فأخذ عمر بن الخطاب بثوبه فقال تصلي عليه وهو منافق وقد نهاك الله أن تستغفر لهم قال إنما خيرني الله أو أخبرني الله فقال استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم فقال سأزيده على سبعين قال فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلينا معه ثم أنزل الله عليه ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون

6.قوله تعالى ( إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ( 161 )/سورة البقرة
7. ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ) [ هود : 18 ]

8.عبد الله بن أبي بن سلول لم يكن يهودياً، وإنما كان من أكابر قبيلة الخزرج الأنصارية العربية، وقد كان مهيأ لزعامة الأوس والخزرج قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان سيداً معظماً عندهم لا يختلف عليه في شرفه من قومه اثنان، ولم يجتمع الأوس والخزرج قبله على رجل من أحد الفريقين غيره، ولكنه والعياذ بالله كان رأس المنافقين، وهو الذي قال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، وهذا الذي تولى كبر إشاعة تهمة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالزنا.
وقد استمر على نفاقه وحقده على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات، وفيه نزل قوله تعالى: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ [التوبة:80]، قوله تعالى: وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ [التوبة:84].
..........

اضغط الرابط ضوابط الحكم علي المسلمين بالإسلام أو نقضه هنا
خطر الرياء وآثاره:
الرياء خطره عظيم جدا على الفرد والمجتمع والأمة؛ لأنه يحبط العمل والعياذ بالله ويظهر خطره في الأمور الآتية:
1- الرياء أخطر على المسلمين من المسيح الدجال: قال صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟: الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيصلي، فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل».
2- الرياء أشد فتكا من الذئب في الغنم، قال صلى الله عليه وسلم: «ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد من حرص المرء على المال والشرف لدينه».
وهذا مثل ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين فيه أن الدين يفسد بالحرص على المال وذلك بأن يشغله عن طاعة الله، وبالحرص على الشرف في الدنيا بالدين، وذلك إذا قصد الرياء والسمعة.
3- خطورة الرياء على الأعمال الصالحة خطر عظيم؛ لأنه يذهب بركتها، ويبطلها والعياذ بالله: {كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين} [البقرة: 264].
هذه هي آثار الرياء تمحق العمل الصالح محقا في وقت لا يملك صاحبه قوة ولا عونا ولا يستطيع لذلك ردا.
قال تعالى: {أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون} [البقرة: 266].
فهذا العمل الصالح أصله كالبستان العظيم كثير الثمار، فهل هناك أحد يحب أن تكون له هذه الثمار والبستان العظيم ثم يرسل عليها الرياء فيمحقها محقا، وهو في أشد الحاجة إليها!!
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تعالى: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه» وفي الحديث: «إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم القيامة، ليوم لا ريب فيه نادى مناد: من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير الله، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك».
4- يسبب عذاب الآخرة ولهذا أول من تسعر بهم النار يوم القيامة: قارئ القرآن، والمجاهد، والمتصدق بماله، الذين فعلوا ذلك ليقال: فلان قارئ، فلان شجاع، فلان كريم متصدق. ولم تكن أعمالهم خالصة لله تعالى.
5- الرياء يورث الذل والصغار والهوان والفضيحة، قال صلى الله عليه وسلم: «من سمع سمع الله به، ومن يرائي يرائي الله به».
6- الرياء يحرم ثواب الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: «بشر هذه الأمة بالسناء والدين، والرفعة، والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب».
7- الرياء سبب في هزيمة الأمة، قال صلى الله عليه وسلم: «إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم، وصلاتهم، وإخلاصهم» وهذا يبين أن الإخلاص لله سبب في نصر الأمة على أعدائها وأن الرياء سبب في هزيمة الأمة!
8- الرياء يزيد الضلال، قال الله تعالى عن المنافقين: {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون} [البقرة: 9- 10].المطلب الرابع: أنواع الرياء ودقائقه:
أبواب الرياء كثيرة نعوذ بالله من ذلك وهذه الأنواع على النحو الآتي:
1- أن يكون مراد العبد غير الله، ويريد ويحب أن يعرف الناس أنه يفعل ذلك، ولا يقصد الإخلاص مطلقا نعوذ بالله من ذلك، فهذا نوع من النفاق.
2- أن يكون قصد العبد ومراده لله تعالى فإذا اطلع عليه الناس نشط في العبادة وزينها وهذا شرك السرائر، قال صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس إياكم وشرك السرائر» قالوا: يا رسول الله: وما شرك السرائر؟ قال: «يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه فذلك شرك السرائر».
3- أن يدخل العبد في العبادة لله ويخرج منها لله فعرف بذلك ومدح فسكن قلبه إلى ذلك المدح ومنى النفس بأن يحمدوه ويمجدوه، وينال ما يريده من الدنيا، وهذا السرور والرغبة في الازدياد منه والحصول على مطلوبه يدل على رياء خفي.
4- وهناك رياء بدني: كمن يظهر الصفار والنحول، ليري الناس بذلك أنه صاحب عبادة قد غلب عليه خوف الآخرة. وقد يكون الرياء بخفض الصوت وذبول الشفتين ليدل الناس على أنه صائم.
5- رياء من جهة اللباس أو الزي: كمن يلبس ثيابا مرقعة؛ ليقول الناس إنه زاهد في الدنيا، أو من يلبس لباسا معينا يرتديه ويلبسه طائفة من الناس يعدهم الناس علماء فيلبس هذا اللباس ليقال عالم.
6- الرياء بالقول: وهو على الغالب رياء أهل الدين بالوعظ والتذكير، وحفظ الأخبار والآثار لأجل المحاورة والمجادلة والمناظرة، وإظهار غزارة العلم.
7- الرياء بالعمل كمراءاة المصلي بطول الصلاة والركوع والسجود، وإظهار الخشوع، والمراءاة في الصوم والحج والصدقة.
8- الرياء بالأصحاب والزائرين: كالذي يكلف أن يستزير عالما؛ ليقال إن فلانا قد زار فلانا، ودعوة الناس لزيارته كي يقال: إن أهل الدين يترددون عليه.
9- الرياء بذم النفس بين الناس، ويريد بذلك أن يري الناس أنه متواضع عند نفسه فيرتفع بذلك عندهم ويمدحونه به وهذا من دقائق أبواب الرياء.
10- ومن دقائق الرياء وخفاياه: أن يخفي العامل طاعته بحيث لا يريد أن يطلع عليها أحد ولا يسر بظهور طاعته، ولكنه مع ذلك إذا رأى الناس أحب أن يبدءوه بالسلام، وأن يقابلوه بالبشاشة والتوقير، وأن يثنوا عليه، وأن ينشطوا في قضاء حوائجه، وأن يسامحوه في البيع والشراء، فإن لم يجد ذلك وجد ألما في نفسه، كأنه يتقاضى الاحترام على الطاعة التي أخفاها.
11- ومن دقائق الرياء أن يجعل الإخلاص وسيلة لما يريد من المطالب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «حكي أن أبا حامد الغزالي بلغه أن من أخلص لله أربعين يوما تفجرت الحكمة من قلبه على لسانه. قال: فأخلصت أربعين يوما، فلم يتفجر شيء فذكرت ذلك لبعض العارفين فقال لي: إنك أخلصت للحكمة لم تخلص لله» وذلك أن الإنسان قد يكون مقصوده نيل الحلم والحكمة، أو نيل تعظيم الناس له ومدحهم له، أو غير ذلك من المطالب. وهذا لم يحصل بالإخلاص لله وإرادة وجهه؛ وإنما حصل هذا العمل لنيل ذلك المطلوب.
 أقسام الرياء وأثره على العمل:
الرياء أعاذنا الله منه أقسام ودركات ينبغي لكل مسلم أن يعرف هذه الأقسام؛ ليهرب منها وهي على النحو الآتي:
1- أن يكون العمل رياء محضا، ولا يراد به إلا مراءاة المخلوقين كحال المنافقين: {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا} [النساء: 142]، وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام، وقد يصدر في الصدقة الواجبة أو الحج وغيرهما من الأعمال الظاهرة، وهذا العمل لا شك في بطلانه وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة، والعياذ بالله.
2- أن يكون العمل لله ويشاركه الرياء من أصله- أي من أوله إلى آخره- فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه وحبوطه أيضا.
3- أن يكون أصل العمل لله ثم طرأت عليه نية الرياء أثناء العبادة فهذه العبادة لا تخلو من حالين:
أ- أن لا يرتبط أول العبادة بآخرها، فأولها صحيح بكل حال وآخرها باطل. مثل ذلك: إنسان عنده عشرون ريالا يريد أن يتصدق بها، فتصدق بعشرة خالصة لله، ثم طرأ عليه الرياء في العشرة الباقية، فالصدقة الأولى صحيحة مقبولة، والثانية صدقة باطلة لاختلاط الرياء فيها بالإخلاص.
ب- أن يرتبط أول العبادة بآخرها فلا يخلو الإنسان حينئذ من أمرين:
الأمر الأول: أن يكون هذا الرياء خاطرا ثم دفعه الإنسان ولم يسكن إليه، وأعرض عنه وكرهه، فإنه لا يضره بغير خلاف، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا».
الأمر الثاني: أن يسترسل معه الرياء ويطمئن إليه ولا يدافعه ويحبه فتبطل جميع العبادة على الصحيح؛ لأن أولها مرتبط بآخرها، مثال ذلك من ابتدأ الصلاة مخلصا بها لله تعالى ثم طرأ عليه الرياء في الركعة الثانية واسترسل معه إلى نهاية صلاته، ولم يدافعه فتبطل الصلاة كلها لارتباط أولها بآخرها.
4- أن يكون الرياء بعد الانتهاء من العبادة.
وأما إذا عمل المسلم العمل لله خالصا ثم ألقى الله الثناء الحسن في قلوب المؤمنين بذلك، ففرح بفضل الله ورحمته، واستبشر بذلك لم يضره ذلك، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يعمل العمل لله من الخير ثم يحمده الناس عليه، فقال: «تلك عاجل بشرى المؤمن».
أسباب الرياء ودوافعه:
أصل الرياء حب الجاه والمنزلة، ومن غلب على قلبه حب هذا صار مقصور الهم على مراعاة الخلق، مشغوفا بالتردد إليهم، والمراءاة لهم ولا يزال في أقواله وأفعاله وتصرفاته ملتفتا إلى كل ما يعظم منزلته عند الناس، وهذا أصل الداء والبلاء، فإن من رغب في ذلك احتاج إلى الرياء في العبادات، واقتحام المحظورات. وهذا باب غامض لا يعرفه إلا العلماء بالله، العارفون به، المحبون له.
وإذا فصل هذا السبب والمرض الفتاك رجع إلى ثلاثة أصول:
1- حب لذة الحمد والثناء والمدح.
2- الفرار من الذم.
3- الطمع فيما في أيدي الناس (43).
ويشهد لهذا ما جاء في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء فأي ذلك في سبيل الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله».
فقوله «يقاتل شجاعة» أي ليذكر ويشكر ويمدح ويثنى عليه.
وقوله «يقاتل حمية» أي يأنف أن يغلب ويقهر أو يذم.
وقوله «يقاتل رياء» أي ليرى مكانه وهذا هو لذة الجاه والمنزلة في القلوب.
وقد يرغب الإنسان في المدح ولكنه يحذر من الذم كالجبان بين الشجعان، فإنه يثبت ولا يفر، لئلا يذم، وقد يفتي الإنسان بغير علم حذرا من الذم بالجهل، فهذه الأمور الثلاثة هي التي تحرك إلى الرياء وتدعو إليه فاحذرها!
طرق تحصيل الإخلاص وعلاج الرياء:
قد عرف أن الرياء محبط للعمل، وسبب لغضب الله ومقته، وأنه من المهلكات، وأشد خطرا على المسلم من المسيح الدجال.
ومن هذه حاله فهو جدير بالتشمير عن ساق الجد في إزالته وعلاجه، وقطع عروقه وأصوله. ومن هذا العلاج الذي يزيل الرياء ويحصل الإخلاص بإذن الله تعالى ما يأتي:
1- معرفة أنواع العمل للدنيا، وأنواع الرياء، وأقسامه، ودوافعه، وأسبابه ثم قطعها وقلع عروقها وتقدمت هذه الدوافع والأسباب.
2- معرفة عظمة الله تعالى، بمعرفة: أسمائه، وصفاته، وأفعاله معرفة صحيحة مبنية على فهم الكتاب والسنة، على مذهب أهل السنة والجماعة؛ فإن العبد إذا عرف أن الله وحده هو الذي ينفع ويضر، ويعز ويذل، ويخفض ويرفع، ويعطي ويمنع، ويحيي ويميت، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، إذا عرف ذلك وعلم بأن الله هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له فسيثمر ذلك إخلاصا وصدقا مع الله. فلابد من معرفة أنواع التوحيد كلها معرفة صحيحة سليمة.
3- معرفة ما أعده الله في الدار الآخرة من نعيم وعذاب، وأهوال الموت، وعذاب القبر؛ فإن العبد إذا عرف ذلك وكان عاقلا هرب من الرياء إلى الإخلاص.
4- الخوف من خطر العمل للدنيا والرياء المحبط لعمل؛ فإن من خاف أمرا بقي حذرا منه فينجو؛ ومن خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزلة. فينبغي للمرء بل يجب عليه إذا هاجت رغبته إلى آفة حب الحمد والمدح أن يذكر نفسه بآفات الرياء، والتعرض لمقت الله. ومن عرف فقر الناس وضعفهم استراح كما قال بعض السلف: جاهد نفسك في دفع أسباب الرياء عنك، واحرص أن يكون الناس عندك كالبهائم والصبيان فلا تفرق في عبادتك بين وجودهم وعدمهم، وعلمهم بها أو غفلتهم عنها واقنع بعلم الله وحده.
وبالله وحده ثم بالخوف من حبوط العمل نجا أهل العلم والإيمان من الرياء وحبوط العمل، فعن محمد بن لبيد رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر»، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: «الرياء يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء».
قلت المدون فهذه نماذج عاشت بين المسلمين ظاهرها الاسلام وباطنها الكفر الصريح ومع هذا ظل للمسلم حقوقه ما دام مؤديا لحقوق الاسلام في الظاهر أم في الغيب فلا يعلمه إلا الله تعالي وعليه تصدق كل نصوص الزجر ونفي الايمان نفيا حقيقيا لا تأويل فيه ولا تحول 


اضغط الرابط ضوابط الحكم علي المسلمين بالإسلام أو نقضه هنا

 



















اضغط الرابط ضوابط الحكم علي المسلمين بالإسلام أو نقضه هنا


---------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق